المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل أركان الصلاة - الدرر السنية في الأجوبة النجدية - جـ ٤

[عبد الرحمن بن قاسم]

الفصل: ‌فصل أركان الصلاة

‌فصل أركان الصلاة

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى: وأركان الصلاة أربعة عشر: القيام مع القدرة، وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع، والرفع منه، والسجود على الأعضاء السبعة، والاعتدال منه، والجلسة بين السجدتين، والطمأنينة في جميع الأركان، والترتيب، والتشهد الأخير، والجلوس له، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والتسليمتان. وله أيضاً نحوه، إلا أنه قال: والتسليمة الأولى.

الركن الأول: القيام مع القدرة، والدليل: قوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [سورة البقرة آية: 238] . الثاني: تكبيرة الإحرام، والدليل: الحديث: " تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم " 1، وبعدها الاستفتاح، وهو سنة، قول:" سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك "2. ومعنى "سبحانك اللهم " أي: أنزهك التنزيه اللائق بجلالك، "وبحمدك " أي: ثناء عليك، "وتبارك اسمك " أي: البركة لا تنال إلا بذكرك، "وتعالى جدك " أي: جلت عظمتك، "ولا إله غيرك " أي: لا معبود في الأرض ولا في السماء بحق سواك يا الله. "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " معنى أعوذ: ألوذ وألتجئ وأعتصم بك يا الله، "من الشيطان الرجيم ": المطرود المبعد عن رحمة الله، لا يضرني في ديني ولا في دنياي.

وقراءة الفاتحة ركن في كل ركعة، كما في الحديث: " لا

1 الترمذي: الطهارة (3)، وابن ماجة: الطهارة وسننها (275) ، وأحمد (1/123، 1/129)، والدارمي: الطهارة (687) .

2 الترمذي: الصلاة (242)، والنسائي: الافتتاح (899، 900)، وأبو داود: الصلاة (775)، وابن ماجة: إقامة الصلاة والسنة فيها (804) ، وأحمد (3/50)، والدارمي: الصلاة (1239) .

ص: 323

صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " 1، وهي أم القرآن {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [سورة الفاتحة آية: 1] : بركة واستعانة. {الْحَمْدُ لِلَّهِ} : الحمد ثناء، والألف واللام لاستغراق جميع المحامد؛ وأما الجميل الذي لا صنع له فيه مثل الجمال ونحوه فالثناء به يسمى مدحاً لا حمداً. {رَبِّ الْعَالَمِينَ} : الرب هو المعبود الخالق الرازق المالك المتصرف، مربي جميع الخلق بالنعم. {الْعَالَمِينَ} : كل ما سوى الله عالم، وهو رب الجميع. {الرَّحْمَنِ} : رحمة عامة لجميع المخلوقات. {الرَّحِيمِ} : رحمة خاصة بالمؤمنين، والدليل: قوله تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} [سورة الأحزاب آية: 43] . {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [سورة الفاتحة آية: 4] : يوم الجزاء والحساب، يوم كل يجازى بعمله، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، والدليل: قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [سورة الانفطار آية: 17-19] ، والحديث عنه صلى الله عليه وسلم: " الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني " 2.

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [سورة الفاتحة آية: 5] أي: لا نعبد غيرك، عهد بين العبد وربه أن لا يعبد إلا إياه. {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [سورة الفاتحة آية: 5] : عهد بين العبد وبين ربه أن لا يستعين بأحد سواه.

{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [سورة الفاتحة آية: 6] : معنى اهدنا: دلنا وأرشدنا وثبتنا، والصراط: الإسلام، وقيل: الرسول، وقيل: القرآن؛ والكل حق. والمستقيم: الذي لا اعوجاج فيه. {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [سورة الفاتحة آية: 7] : طريق المنعم عليهم، والدليل:

1 البخاري: الأذان (756)، ومسلم: الصلاة (394)، والترمذي: الصلاة (247)، والنسائي: الافتتاح (910)، وأبو داود: الصلاة (822)، وابن ماجة: إقامة الصلاة والسنة فيها (837) .

2 الترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2459)، وابن ماجة: الزهد (4260) .

ص: 324

قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} [سورة النساء آية: 69] . {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} [سورة الفاتحة آية: 7] : وهم اليهود معهم علم ولا عملوا به؛ تسأل الله أن يجنبك طريقهم. {وَلا الضَّالِّينَ} : وهم النصارى يعبدون الله على جهل وضلال؛ تسأل الله أن يجنبك طريقهم.

ودليل الضالين: قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [سورة الكهف آية: 103-104]، والحديث عنه صلى الله عليه وسلم:" لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ " 1، أخرجاه. الحديث الثاني:" افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة: كلها في النار، إلا واحدة. قلنا: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ".

والركوع والرفع منه، والسجود على الأعضاء السبعة، والاعتدال منه، والجلسة بين السجدتين، والدليل: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة الحج آية: 77]، والحديث عنه صلى الله عليه وسلم:" أُمرت أن أسجد على سبعة أعظم " 2، والطمأنينة في

1 البخاري: الاعتصام بالكتاب والسنة (7320)، ومسلم: العلم (2669) ، وأحمد (3/84 ،3/89) .

2 البخاري: الأذان (812)، ومسلم: الصلاة (490)، والنسائي: التطبيق (1097)، وابن ماجة: إقامة الصلاة والسنة فيها (883) ، وأحمد (1/279، 1/292، 1/305)، والدارمي: الصلاة (1319) .

ص: 325

جميع الأفعال، والترتيب بين الأركان، والدليل: حديث المسيء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ دخل رجل فصلى، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ارجع فصلِّ، فإنك لم تصل. فعلها ثلاثاً. ثم قال: والذي بعثك بالحق نبياً، لا أحسن غير هذا فعلمني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً. ثم افعل ذلك في صلاتك كلها "1.

والتشهد الأخير ركن مفروض، كما في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:"كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد: السلام على الله من عباده، السلام على جبرائيل وميكائيل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا: السلام على الله من عباده، فإن الله هو السلام، ولكن قولوا: التحيات لله، والصلوات والطيبات. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله "2.

ومعنى "التحيات ": جميع التعظيمات لله ملكاً واستحقاقاً، مثل الانحناء والركوع والسجود، والبقاء والدوام، وجميع ما يعظم به رب العالمين فهو لله؛ فمن صرف منه شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر. "والصلوات " معناها: جميع الدعوات;

1 البخاري: الأذان (793)، ومسلم: الصلاة (397)، والترمذي: الصلاة (303)، والنسائي: الافتتاح (884)، وأبو داود: الصلاة (856)، وابن ماجة: إقامة الصلاة والسنة فيها (1060) .

2 البخاري: الاستئذان (6230)، والنسائي: التطبيق (1169)، وابن ماجة: إقامة الصلاة والسنة فيها (899) ، وأحمد (1/382، 1/423، 1/427) .

ص: 326

وقيل: الصلوات الخمس، "والطيبات ": الله طيب ولا يقبل من الأعمال إلا طيبها. " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " 1: تدعو للنبي صلى الله عليه وسلم بالسلامة والرحمة والبركة ورفع الدرجة؛ فالذي يدعى له لا يدعى مع الله. "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين " 2: تسلم على نفسك، وعلى كل عبد صالح من أهل السماء والأرض، والسلام دعاء، والصالحون يدعى لهم ولا يُدعون مع الله.

" أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله " 3: تشهد شهادة اليقين ألا يعبد في الأرض ولا في السماء بحق إلا الله; وشهادة أن محمداً رسول الله: بأنه عبد لا يعبد، ورسول لا يُكَذَّب، بل يطاع ويُتَّبَع، شرفه الله بالعبودية والرسالة؛ والدليل: قوله تعالى: {َبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً} [سورة الفرقان آية: 1] . "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد " 4: الصلاة من الله: ثناؤه على عبده في الملإ الأعلى، كما حكى البخاري في صحيحه عن أبي العالية، قال: صلاة الله ثناؤه على عبده في الملإ الأعلى; وقيل: الرحمة; والصواب الأول; ومن الملائكة: الاستغفار، ومن الآدميين: الدعاء، وبارِك وما بعدها: سنن أقوال وأفعال.

1 البخاري: الأذان (831)، ومسلم: الصلاة (402)، والترمذي: الصلاة (289) والنكاح (1105)، والنسائي: التطبيق (1162، 1163، 1164)، وأبو داود: الصلاة (968)، وابن ماجة: إقامة الصلاة والسنة فيها (899) ، وأحمد (1/382، 1/408، 1/413، 1/427)، والدارمي: الصلاة (1340، 1341) .

2 البخاري: الأذان (831)، ومسلم: الصلاة (402)، والترمذي: الصلاة (289) والنكاح (1105)، والنسائي: التطبيق (1162، 1163، 1164، 1166)، وأبو داود: الصلاة (968)، وابن ماجة: إقامة الصلاة والسنة فيها (899) ، وأحمد (1/376، 1/382، 1/408)، والدارمي: الصلاة (1340، 1341) .

3 البخاري: الأذان (831)، ومسلم: الصلاة (402)، والترمذي: الصلاة (289) والنكاح (1105)، والنسائي: التطبيق (1162، 1163، 1164)، وأبو داود: الصلاة (968)، وابن ماجة: إقامة الصلاة والسنة فيها (899) ، وأحمد (1/376، 1/382)، والدارمي: الصلاة (1340، 1341) .

4 البخاري: تفسير القرآن (4797)، ومسلم: الصلاة (406)، والترمذي: الصلاة (483)، والنسائي: السهو (1287، 1288، 1289)، وأبو داود: الصلاة (976)، وابن ماجة: إقامة الصلاة والسنة فيها (904) ، وأحمد (4/241، 4/243)، والدارمي: الصلاة (1342) .

ص: 327

وأجاب الشيخ حمد بن ناصر بن معمر: اعلم أن أركان الصلاة المعمول بها عندنا ثلاثة عشر:

الأول: القيام مع القدرة، بإجماع أهل العلم، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى:{وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [سورة البقرة آية: 238] .

الثاني: تكبيرة الإحرام، واستدلوا عليه بقوله عليه السلام:" تحريمها التكبير "، وبقوله في حديث المسيء في صلاته:" إذا قمت إلى الصلاة فكبر "1.

الثالث: قراءة الفاتحة لمن يقدر على تعلمها، لقوله عليه السلام:" لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " 2، وأما العاجز عن تعلمها فيقرأ ما تيسر معه من القرآن، أو يذكر بالتهليل والتكبير والتحميد.

الرابع: الركوع حتى يطمئن راكعاً، لحديث المسيء في صلاته، وفيه:" ثم اركع حتى تطمئن راكعا "3.

الخامس: الاعتدال من الركوع حتى يطمئن قائماً، ويقيم صلبه، لقوله عليه السلام في حديث المسيء في صلاته:" ثم ارفع حتى تعتدل قائماً "4.

السادس: السجود حتى يطمئن ساجداً، لقوله في حديث المسيء في صلاته:" ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا "5.

السابع: الاعتدال من السجود حتى يطمئن جالساً.

الثامن: السجدة حتى يطمئن ساجداً.

التاسع: قراءة التشهد الأخير إلى قوله: " أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله "، لما جاء في حديث ابن مسعود: " كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد

".

1 البخاري: الأذان (757)، ومسلم: الصلاة (397)، والترمذي: الصلاة (303)، والنسائي: الافتتاح (884)، وأبو داود: الصلاة (856) ، وأحمد (2/437) .

2 البخاري: الأذان (756)، ومسلم: الصلاة (394)، والترمذي: الصلاة (247)، والنسائي: الافتتاح (910)، وأبو داود: الصلاة (822)، وابن ماجة: إقامة الصلاة والسنة فيها (837) .

3 البخاري: الأذان (757)، ومسلم: الصلاة (397)، والترمذي: الصلاة (303)، والنسائي: الافتتاح (884)، وأبو داود: الصلاة (856)، وابن ماجة: إقامة الصلاة والسنة فيها (1060) ، وأحمد (2/437) .

4 البخاري: الأذان (793)، ومسلم: الصلاة (397)، والترمذي: الصلاة (303)، والنسائي: الافتتاح (884)، وأبو داود: الصلاة (856) ، وأحمد (2/437) .

5 البخاري: الأذان (757)، ومسلم: الصلاة (397)، والترمذي: الصلاة (303)، والنسائي: الافتتاح (884)، وأبو داود: الصلاة (856)، وابن ماجة: إقامة الصلاة والسنة فيها (1060) ، وأحمد (2/437) .

ص: 328

العاشر: الجلوس حتى يفرغ.

الحادي عشر: الترتيب على ما ذكر الله ورسوله.

الثاني عشر: الطمأنينة في جميع أحوال الصلاة.

الثالث عشر: التسليم، لقوله عليه السلام:" وتحليلها التسليم "1.

واعلم: أن أكثر هذه الأركان قد تضمنها حديث المسيء في صلاته، وهو ما ثبت في الصحيحين والسنن، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد ثم صلى، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له:" ارجع فصل فإنك لم تصل "2. فرجع الرجل فصلى كما كان صلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام، ثم قال: " ارجع فصل فإنك لم تصل " 3، فعل ذلك ثلاثاً. ثم قال في الثالثة: والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني، فقال:" إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ًثم اجلس حتى تطمئن جالساً. ثم افعل ذلك في صلاتك كلها "4.

قال العلماء: فدل على أن الطمأنينة في هذا الحديث لا تسقط بحال، فإنها لو سقطت لسقطت عن الأعرابي الجاهل.

1 الترمذي: الطهارة (3)، وابن ماجة: الطهارة وسننها (275) ، وأحمد (1/123، 1/129)، والدارمي: الطهارة (687) .

2 البخاري: الأذان (757)، ومسلم: الصلاة (397)، والترمذي: الصلاة (303، والنسائي: الافتتاح (884)، وأبو داود: الصلاة (856) ، وأحمد (2/437) .

3 البخاري: الأذان (757)، ومسلم: الصلاة (397)، والترمذي: الصلاة (303)، والنسائي: الافتتاح (884)، وأبو داود: الصلاة (856) ، وأحمد (2/437) .

4 البخاري: الأذان (757)، ومسلم: الصلاة (397)، والترمذي: الصلاة (303)، والنسائي: الافتتاح (884)، وأبو داود: الصلاة (856) ، وأحمد (2/437) .

ص: 329

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى: والواجبات ثمانية: جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام، وقول:" سبحان ربي العظيم " في الركوع، وقول:" سمع الله لمن حمده " للإمام والمنفرد، وقول:" ربنا ولك الحمد " للكل، وقول:" سبحان ربي الأعلى " في السجود، وقول:" رب اغفر لي " بين السجدتين، والتشهد الأول، والجلوس له.

وله أيضاً نحوه، إلا أنه قال: السادس: قول: "رب اغفر لي" بين السجدتين. السابع: التشهد الأول، لأنه عليه السلام فعله وداوم على فعله وأمر به، وسجد للسهو حين نسيه. الثامن: الجلوس.

فالأركان ما سقط منها سهواً أو عمداً بطلت الصلاة بتركه، والواجبات ما سقط منها عمداً بطلت الصلاة بتركه، وسهواً جبره بسجود السهو، والله أعلم.

سئل الشيخ حسن بن حسين بن الشيخ محمد، رحمه الله: عن قول صاحب التنقيح في واجبات الصلاة: وركوع مأموم أدرك إمامه راكعاً فركن وسنة؟

فأجاب: المأموم إذا لم يدرك الإمام إلا في ركوعه، فإنه يكبر معه للإحرام، ثم يركع معه، لأن تكبيرة الإحرام ركن مطلقاً، وتكبيرة الركوع في هذا الحال سنة لا واجب، للاجتزاء عنها بتكبيرة الإحرام؛ ووجهه: أنه اجتمع عبادتان من جنس واحد في محل، فأجزأ الركن عن الواجب، كطواف الزيارة والوداع، وفيما سوى هذه الصورة تكبيرة الإحرام واجبة، وهنا ليس إلا ركن وسنة فقط.

ص: 330