المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة البقرة قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً} الآية: - الروايات التفسيرية في فتح الباري - جـ ١

[عبد المجيد الشيخ عبد الباري]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌الباب الأول: دراسة حياة الحافظ ابن حجر وكتابه فتح الباري

- ‌الفصل الأول: ترجمة الحافظ ابن حجر

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: اسمه ونسبه وكنيته ولقبه

- ‌المبحث الثاني: مولده

- ‌المبحث الثالث: نشأته وأسرته

- ‌المبحث الرابع: نشأته العلمية، وطلبه للعلم

- ‌المبحث الخامس: رحلاته العلمية

- ‌المبحث السادس: شيوخه

- ‌المبحث السابع: تلاميذه

- ‌المبحث الثامن: مذهبه

- ‌المبحث التاسع: آثاره العلمية

- ‌المبحث العاشر: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه

- ‌المبحث الحادي عشر: وفاته

- ‌الفصل الثاني: دراسة فتح الباري

- ‌المبحث الأول: منهج ابن حجر في فتح الباري عموما

- ‌المبحث الثاني: منهجه في تفسير الآيات القرآنية

- ‌المبحث الثالث: قيمة فتح الباري العلمية وثناء العلماء عليه

- ‌الفصل الثالث: جهود ابن حجر في تفسير القرآن الكريم وعلومه من خلال كتابه فتح الباري

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: تفسيره للقرآن بالقرآن

- ‌المبحث الثاني: تفسيره للقرآن بالسنة

- ‌المبحث الثالث: تفسيره للقرآن بأقوال الصحابة

- ‌المبحث الرابع: عنايته بأسباب النزول

- ‌المبحث الخامس: تناوله لقضايا النسخ

- ‌المبحث السادس: ذكره للقراءات

- ‌المبحث السابع: بيانه لغريب القرآن

- ‌الفصل الرابع: دراسة الروايات التفسيرية في فتح الباري

- ‌المبحث الأول: منهجه في سياق الروايات

- ‌المبحث الثاني: نقده للروايات والحكم عليها

- ‌المبحث الثالث: عزوه للمصادر

- ‌المبحث الرابع: موارده في الروايات التفسيرية:

- ‌الباب الثاني: الروايات التفسيرية في فتح الباري

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

الفصل: ‌ ‌سورة البقرة قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً} الآية:

‌سورة البقرة

قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً} الآية: 10

[9]

روى الطبري من طريق قتادة1 في قوله {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} قال: ريبة وشك في أمر الله تعالى2.

[10]

وصل ابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الرازي 3 عن أبي العالية4

1 قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري، ثقة ثبت، يقال: ولد أكمه. مات سنة بضع عشرة ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 2/123.

2 فتح الباري 8/162.

أخرجه ابن جرير رقم326 حدثنا المثنى بن إبراهيم قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك قراءة، عن سعيد، عن قتادة - مثله.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/76 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير.

3 أبو جعفر الرازي، التميمي مولاهم، مشهور بكنيته، واسمه عيسى بن عبد الله بن ماهان، روى عن الربيع ابن أنس وغيره، وعنه آدم بن أبي إياس وغيره. اختلفت أقوال علماء الجرح والتعديل فيه. فقال ابن حجر: صدوق سيء الحفظ، خصوصا عن مغيرة. وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة، وقد روى عنه الناس، وأحاديثه عامتها مستقيمة وأرجو أنه لا بأس به. وقال أبو زرعة: شيخ يهم كثيرا. وقال أبو حاتم: ثقة صدوق صالح الحديث.

قلت: وخلاصة أقوالهم - كما نقل ابن حجر - أنه صدوق سيء الحفظ. انظر ترجمته في: التهذيب 12/59-60، والتقريب 2/406.

4 أبو العالية: هو رفيع - بالتصغير - ابن مهران أبو العالية الرياحي - بكسر الراء وبالتحتانية -، أدرك الجاهلية وأسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ودخل على أبي بكر وصلى خلف عمر. روى عن أبي بن كعب وغيره، وعنه الربيع بن أنس وغيره. ثقة كثير الإرسال، مات سنة تسعين، وقيل ثلاث وتسعين، روى له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/246، والتقريب 1/252.

ص: 128

في قوله {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} أي شك1.

[11]

ومن طريق علي بن أبي طلحة 2 عن ابن عباس مثله3.

1 فتح الباري 8/161-162. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم113 حدثنا عصام بن رواد بن الجراح العسقلاني، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، به. وذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/172 برواية ابن أبي حاتم هذه.

وإسناده حسن، وإن كان أبو جعفر الرازي صدوقا سيء الحفظ، وكذا الربيع بن أنس صدوقا له أوهام؛ لأن ما يرويه أبو جعفر ليس من حفظه وكذلك الربيع لا يرويه من حفظه، بل يرويان عن نسخة. وهي نسخة مشهورة، أفاد منها كبار المصنفين وبعضهم حكم عليها بالصحة مثل السيوطي فقال:"وأما أبي بن كعب فعنه نسخة كبيرة يرويها أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية عنه، وهذا إسناد صحيح، وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم منها كثيرا وكذا الحاكم في مستدركه وأحمد في مسنده". الإتقان 4/209-210.

هذا وقد حسن ابن حجر هذا الإسناد، وانظر على سبيل المثال: فتح الباري 6/366، ويأتي ذكره عند قوله تعالى:{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} ، برقم 34.

وانظر - إن شئت - ما كتبه المحقق فضيلة الأستاد الدكتور/ حكمت بشير ياسين في تعليقه على تفسير ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم النص 8، الحاشية. وقد بين فضيلته صحة هذه النسخة، وأن كبار المصنفين أفادوا منها. وانظر أيضا: التفسير والمفسرون للدكتور الذهبي 1/93، 115.

2 علي بن أبي طلحة سالم، مولى بني العباس، سكن حمص، روى عن ابن عباس ولم يسمع منه. لكنه إنما حمل عن ثقات أصحابه، لذا كان البخاري وأبو حاتم وغيرهما يعتمدون على نسخة علي بن أبي طلحة في التفسير. قال ابن حجر: صدوق قد يخطئ. مات سنة ثلاث وأربعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/298-299،والتقريب 2/39.

3 فتح الباري 8/162.

لم أجده من طريق علي بن أبي طلحة. وقد أخرجه ابن جرير رقم322 وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم112 كلاهما من طريق ابن إسحاق قال فيما حدثني محمد ابن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير، عنه - مثله. وانظر: سيرة ابن هشام 2/172.

وقد ذكر الحافظ ابن حجر هذا الإسناد ضمن أسانيد الثقات عن ابن عباس، قال: ومن طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن جبير، هكذا بالشك، ولا يضر لكونه يدور على ثقة ". اهـ. مقدمة العجاب 1/203-205.

ص: 129

[12]

ومن طريق عكرمة 1 قال: الرياء2.

[13]

ومن طريق قتادة في قوله: {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً} أي نفاقا3.

قوله تعالى: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} الآية: 14

[14]

وصل عبد بن حميد عن شبابة 4 عن ورقاء 5، عن ابن أبي نجيح 6،

1 عكرمة بن عبد الله، مولى ابن عباس، ثقة ثبت، عالم بالتفسير. مات سنة سبع ومائة. وقيل بعد ذلك. التقريب 2/30.

2 فتح الباري 8/162.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم109 حدثنا أبو زرعة، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، عن مالك بن دينار، عن عكرمة. ولفظه "الزنا" بدل "الرياء". وذكره ابن كثير 1/74 عن عكرمة وطاوس بلفظ "الرياء".

3 فتح الباري 8/162.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم118 حدثنا محمد بن علي، أبنا العباس، ثنا يزيد، ثنا سعيد، عنه - مثله. قال المحقق فضيلة الدكتور أحمد عبد الله الزهراني في تعليقه على الرواية: في إسناده شيخ ابن أبي حاتم لم أقف له على ترجمة، وبقية رجاله ثقات.

4 شبابة بن سوار القزاري مولاهم أبو عمرو المدائني أصله من خراسان، روى عن ورقاء وغيره، وعنه عبد بن حميد وغيره. ثقة حافظ، رمي بالإرجاء. مات سنة بضع ومائتين. أخرج له الجماعة.

انظر ترجمته في: التهذيب 4/264-265، والتقريب 1/345.

5 ورقاء بن عمر اليشكري، أبو بشر الكوفي، نزيل المدائن، صدوق، في حديثه عن منصور لين. أخرج له الجماعة. التقريب 2/330.

6 عبد الله بن أبي نجيح، يسار المكي، أبو يسار، الثقفي مولاهم، ثقة رمي بالقدر، وربما دلّس، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة أو بعدها. أخرج له الجماعة. التقريب 1/456.

ص: 130

عن مجاهد1 في قوله: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} قال: إلى أصحابهم من المنافقين والمشركين 2.

[15]

ومن طريق شيبان 3 عن قتادة قال: إلى إخوانهم من المشركين ورؤوسهم وقادتهم في الشر4.

[16]

وروى الطبري 5 نحوه عن ابن مسعود6.

1 مجاهد بن جَبْر، أبو الحجاج المخزومي مولاهم، المكي، ثقة، إمام في التفسير وفي العلم. مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومائة، وله ثلاث وثمانون. أخرج له الجماعة. التقريب 2/229.

2 فتح الباري 8/161. وذكره البخاري عنه تعليقا.

ووصله في تغليق التعليق 4/172. وأخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم139 وآدم بن أبي إياس في تفسيره المسمى بتفسير مجاهد ص 69 كلاهما من طريق ورقاء، به. وأخرجه ابن جرير رقم355 من طريق شبل بن عباد، عن ابن أبي نجيح، به.

وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/79 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير.

3 شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي، - نسبة إلى نحو بن شمس من الأزد - أبو معاوية البصري نزيل الكوفة، روى عن قتادة ويحيى بن أبي كثير وسماك بن حرب وغيرهم. ثقة صاحب كتاب، مات سنة أربع وستين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/326-328، والتقريب 1/356.

4 فتح الباري 8/161.

أخرجه ابن جرير رقم352 عن بشر بن معاذ العقدي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عنه - نحوه. وأخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم138 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/79 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير.

5 لقد تصحّف في طبعات فتح الباري "الطبري" إلى "الطبراني"، ووقع على الصواب في النسخة الخطية من الفتح.

6 فتح الباري 8/161.

أخرجه ابن جرير رقم351 من طريق أسباط، عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره، ولفظه "أما شياطينهم، فهم رءوسهم في الكفر". وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/79 بهذا اللفظ، ونسبه إلى ابن جرير.

ص: 131

[17]

ومن طريق ابن عباس قال: كان رجال من اليهود إذا لقوا الصحابة قالوا: إنا على دينكم، وإذا خلوا إلى شياطينهم - وهم أصحابهم - قالوا: إنا معكم1.

قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ} الآية: 19

[18]

وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {أَوْ كَصَيِّبٍ} قال: المطر2.

قوله تعالى: {وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} الآية: 19

[19]

وصل عبد بن حميد بالإسناد المذكور3 عن مجاهد في قوله: {وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} قال: الله جامعهم، ووصله الطبري من وجه آخر عنه وزاد "في جهنم"4.

1 فتح الباري 8/161.

أخرجه ابن جرير رقم349 حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس في الآية - فذكره بنحوه. والضحاك لم يلق ابن عباس، لذا فهو منقطع. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/78 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم.

2 فتح الباري 2/518. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه الطبري رقم407 حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي، به.

3 المتقدم برقم 14 وهو عن شبابة، عن ورقاء، عن ابن نجيح، عن مجاهد.

4 فتح الباري 8/161. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أجرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/172 ثنا شبابة، عن ورقاء، عن ابن نجيح، عنه - مثله.

وأخرجه ابن جرير 466 من طريق عيسى بن ميمون، عن ابن نجيح، به مثله، وزاد "في جهنم". وأخرجه 468 من طريق ابن جريج، عنه - مثله.

وهذان إسنادان صحيحان. والأثر ذكره السيطي في الدر المنثور 1/82-83 ونسبه إليهما.

ص: 132

[20]

ومن طريق ابن عباس في قوله: {وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} قال: منزل بهم النقمة1.

قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً} الآية: 22

[21]

عن قتادة والربيع بن أنس2 {فِرَاشاً} مهادا، وصله الطبري عنهما 3.

1 فتح الباري 8/161.

أخرجه ابن جرير رقم467، وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم200 كلاهما من طريق ابن إسحاق قال فيما حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير، عنه - مثله.

وقد تقد الكلام على هذا الإسناد برقم 11.

والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/82 ونسبه إلى ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم.

2 الربيع بن أنس البكري الخراساني، ويقال الحنفي البصري، صدوق، وفي رواية أبي جعفر الرازي عنه اضطراب، أرسل عن أم سلمة، ورماه ابن معين بالتشيع المفرط. وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة أربعين ومائة. انظر ترجمته في: الجرح والعديل 3/454، والتهذيب 3/207، والتقريب 1/243.

3 فتح الباري 6/296.

أما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير رقم476 حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عنه، به.

وأما أثر الربيع بن أنس فأخرجه ابن جرير أيضا رقم477 حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، عن عبد ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، به.

ص: 133

[22]

ومن طريق السدي بأسانيده {فِرَاشاً} هي فرش يمشى عليها وهي المهاد والقرار1.

قوله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}

[23]

روى ابن أبي حاتم من طريق أبي العالية قال: الند العدل2.

[24]

ومن طريق الضحاك 3 عن ابن عباس قال: الأنداد الأشباه4.

1 فتح الباري 6/296.

أخرجه ابن جرير رقم475 من طريق أسباط، عن السدي في خبر ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، به.

2 فتح الباري 8/163.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم231 من طريق أبي جعفر، عن الربيع، عنه في الآية نحوه. وعلقه ابن كثير 1/87 عن أبي العالية.

3 هو الضحاك بن مزاحم الهلالي الخراساني، قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ثقة مأمون، ووثقه أبو زرعة وغيره، كان معلم كتاب، واشتهر بالتفسير وعرف به، قال ابن حجر: صدوق كثير الإرسال، وفي سماعه من ابن عباس وغيره من الصحابة نظر. وقد أنكر سماعه من ابن عباس شعبة وأبو حاتم وأبو زرعة.

وقد روى ابن أبي حاتم بسنده عن عبد الملك بن ميسرة قال: قلت للضحاك سمعت من ابن عباس؟ قال: لا. قلت: فهذا الذي تروي عمن أخذته؟ قال: عنك وعن ذا وعن ذا.

وقال عبد الملك أيضا: الضحاك لم يلق ابن عباس، وإنما لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ عنه التفسير.

وروى ابن أبي حاتم بسنده عن مشاش قال: قلت للضحاك سمعت من ابن عباس شيئا؟ قال: لا. قلت: رأيته؟ قال: لا.

وخالف أبو جناب الكلبي الضعيف المدلس، الثقات حيث روى عن الضحاك أنه قال: جاورت ابن عباس سبع سنين. فلا ينظر إلى مثله.

انظر: الجرح والتعديل 4/458، والمراسيل ص 85، رقم149، وتهذيب التهذيب 4/397-398 والتقريب 1/373.

4 فتح الباري 8/163. =

ص: 134

قوله تعالى: {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً} الآية: 25

[25]

وروى ابن أبي حاتم من طريق يحيى بن أبي كثير1 قال "يطوف الولدان على أهل الجنة بالفواكه فيأكلونها، ثم يؤتون بمثلها، فيقول أهل الجنة هذا الذي أتيتمونا به آنفا، فيقولون لهم: كلوا فإن اللون واحد والطعم مختلف2.

[26]

وروى ابن أبي حاتم والطبري من طريق السدي بأسانيده قال: "أُتوا بالثمرة في الجنة، فلما نظروا إليها قالوا هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا3.

= قال ابن جرير: والأنداد جمع ند، والند: العدل والمثل. تفسير الطبري 1/368.

أما الأثر فقد أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم229 حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا بشر - يعني - ابن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، به. وأخرجه ابن جرير رقم484 من طريق الضحاك، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/87 وعزاه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم.

وفيه بشر بن عمارة ضعيف، ثم إن فيه انقطاعا بين الضحاك وابن عباس، كما سبق بيان ذلك آنفا.

1 يحيى بن أبي كثير الطائي، مولاهم، أبو نصر اليمامي، ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل، مات سنة اثنتين وثلاثين بعد المائة، وقيل قبل ذلك. روى عن أنس وقد رآه. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 11/235-237 والتقريب 2/356.

2 فتح الباري 6/320.

أخرجه ابن أبي حاتم سورة البقرة، رقم262 حدثنا أبي، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عامر بن يساف، عن يحيى بن أبي كثير - نحوه. ونقله ابن كثير 1/91 عن ابن أبي حاتم، ولم يعقّب عليه بشيء.

3 فتح الباري 6/320.

أخرجه ابن أبي حاتم سورة الفاتحة، رقم258 حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي، به. وأخرجه ابن جرير رقم512 من طريق أسباط، عن السدي في خبر ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكره بنحوه. وذكره ابن كثير 1/90 نقلا عن السدي في تفسيره، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/96 عن ابن مسعود وناس من الصحابة، وعزاه لابن جرير فقط. وانظر التعليق على الرواية رقم5.

ص: 135

[27]

وقال الحسن1: معنى قوله: {مُتَشَابِهاً} أي خيارا لا رداءة فيه2.

قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} الآية: 29

[28]

أخرج الطبري من طريق أبي جعفر الرازي عن أبي العالية في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} قال: ارتفع3.

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} الآية: 30

[29]

أسند الطبري من طريق ابن سابط4 مرفوعا قال: "الخليفة آدم،

1 الحسن بن أبي الحسن البصري، واسم أبيه يسار، الأنصاري مولاهم، ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيرا ويدلّس، قال البزار: كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول: حدثنا وخطبنا، يعني قومه الذين حدّثوا وخطبوا بالبصرة، مات سنة عشر ومائة، وقد قارب التسعين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/165.

2 فتح الباري 6/321.

أخرجه ابن جرير رقم519 حدثنا خلاد بن أسلم، قال: أخبرنا النضر بن شُميل، قال: أخبرنا أبو عامر، عن الحسن - نحوه. ولفظه "لا رذل فيها" مكان "لا رداءة فيها".

3 فتح الباري 13/405.

أخرجه ابن جرير رقم588 حُدِّثت عن عمار بن الحسن، قال: حدثنا عبد بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس - فذكره من قوله، ولم يذكر "أبا العالية". وأخرجه ابن أبي حاتم سورة البقرة، رقم309 حدثنا عصام بن الرواد، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية - مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/107 عن أبي العالية، ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي.

4 هو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط الجُمحي، المكي، تابعي ثقة كثير الإرسال، أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عن عدد من الصحابة، وعنه ليث بن أبي سليم وغيره، مات سنة ثمان عشرة ومائة، روى له الجماعة إلا البخاري. انظر: التهذيب 6/163، والتقريب 1/480.

ص: 136

والأرض مكة" 1.

قوله تعالى: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}

[30]

نقل الطبري وغيره عن مجاهد {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} نعظمك2.

قوله تعالى: {وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا} الآية: 35

[31]

ومن طريق مجاهد قال: الرغد الذي لا حساب فيه3.

1 فتح الباري 6/364.

أخرجه ابن جرير رقم599 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن عطاء، عن ابن سابط - في تفسير قوله {فِي الْأَرْضِ} فيما معناه. ولفظه "قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دُحيت الأرض من مكة، وكانت الملائكة تطوف بالبيت، فهي أول من طاف به، وهي "الأرض" التي قال الله {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} ، وأخرجه ابن أبي حاتم سورة البقرة، رقم813 حدثنا أبي، حدثنا أبو سلمة، حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، به. وقد نقله عنه ابن كثير 1/100 وقال: وهذا مرسل، وفي سنده ضعف، وفيه مدرك، وهو أن المراد بالأرض مكة، والله أعلم، فإن الظاهر أن المراد بالأرض أعم من ذلك ". وأخرجه ابن جرير رقم603 حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن ابن سابط - نحوه، ولفظه "قال في قوله " {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} " قال: يعنون به بني آدم".

2 فتح الباري 6/366.

هكذا أورد البخاري هذا التفسير في قوله {نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} ، وكذا ذكره ابن حجر، ثم عزاه للطبري، بينما ورد هذا التفسير لقوله {نُقَدِّسُ لَكَ} ، فأخرج ابن جرير رقم623 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله {وَنُقَدِّسُ لَكَ} قال:"نعظّمك ونكبّرك".، وكذا أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/4-5 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ} قال: نعظمك".

3 فتح الباري 8/164.

أخرجه ابن جرير رقم713، 714 من طريق عيسى، وشبل، كلاهما عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. وأخرجه رقم715 من طريق القاسم بن أبي بَزَّة، عنه - مثله.

قال أبو عبيدة: الرغد الكثير الذي لا يتعب من ماء أو عيش أو كلأ أن مال، يقال: قد أرغد فلان، إذا أصاب عيشا واسعا كثيرا. انظر: مجاز القرآن 1/38.

ص: 137

[32]

عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله:{وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا} قال: الرغد سعة المعيشة، أخرجه الطبري1.

[33]

وأخرج من طريق السدي عن رجاله قال: الرغد الهنيء2.

قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} الآية: 37

[34]

وصل الطبري بإسناد حسن عن أبي العالية {فَتَلَقَّى آدَمُ} هو قوله تعالى: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} 3.

1 فتح الباري 8/164.

أخرجه ابن جرير رقم716 قال: حُدِّثت عن المنجاب بن الحارث، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، به.

وإسناده ضعيف، فشيخ الطبري لا يُدرى من هو؟ ثم إن فيه انقطاعا بين الضحاك وابن عباس.

2 فتح الباري 8/164.

أخرجه ابن جرير رقم712 قال: حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره بمثله.

وإسناده ضعيف من أجل السدي؛ قال ابن حجر: وهو كوفي صدوق لكنه جمع التفسير من طرق منها: عن أبي صالح، عن ابن عباس. وعن مرة بن شراحيل، عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة، وغيرهم. وخلط روايات الجميع فلم تتميز روايات الثقة من الضعيف. ولم يلق السدي من الصحابة إلا أنس بن مالك. انظر: مقدمة العجاب 1/211-212. ثم إنه أبهم شيوخه في هذه الرواية قائلا "عن رجاله".

3 فتح الباري 6/366. أخرجه ابن جرير رقم779 من طريق آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عنه -.

ص: 138

قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} الآية: 45

[35]

عن ابن عباس أنه نعي إليه أخوه قثم1 وهو في سفر، فاسترجع، ثم تنحى عن الطريق فأناخ فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثم قام وهو يقول:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} الآية. أخرجه الطبري في تفسيره بإسناد حسن2.

قوله تعالى: {إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}

[36]

وصل عبد بن حميد عن شبابة بالسند المذكور3 عن مجاهد {عَلَى الْخَاشِعِينَ} على المؤمنين حقا4.

1 هو قُثَم - بضم القاف وفتح المثلثة - ابن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، صحابي صغير، كان أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم، مات سنة سبع وخمسين. انظر: أسد الغابة 4/373-374 رقم4279، والإصابة 5/320-321 رقم7096.

2 فتح الباري 3/172.

أخرجه ابن جرير رقم852 حدثنا محمد بن العلاء، ويعقوب بن إبراهيم قالا: حدثنا ابن علية، قال: حدثنا عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، أن ابن عباس نعي إليه أخوه قثم - فذكره. وقد حسن إسناده ابن حجر كما في الصلب.

وأخرجه سعيد بن منصور رقم231 عن إسماعيل بن إبراهيم بن عليه، به نحوه. وأخرجه ابن الأثير في ترجمة قثم من طريق ابن علية، به. أسد الغابة 4/374.

والأثر ذكره ابن كثير في تفسيره 1/124 برواية ابن جرير، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/163 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الشعب.

3 سند عبد بن حميد المشار إليه تقدم برقم 14. وانظر تغليق التعليق 4/172.

4 فتح الباري 8/161. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه ابن جرير رقم859، وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم494 كلاهما من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه - مثله. وعلقه ابن كثير 1/125 عنه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/164 وعزاه إلى عبد بن حميد.

ص: 139

[37]

وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي العالية قال في قوله: {إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} قال: يعني الخائفين1.

[38]

ومن طريق مقاتل بن حيان2 قال: يعني به المتواضعين3.

قوله تعالى: {لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} الآية: 48

[39]

روى ابن أبي حاتم من طريق السدي {لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} قال: يعني لا تغني نفس مؤمنة عن نفس كافرة من المنفعة شيئا4.

1 فتح الباري 8/161.

أخرجه ابن جرير رقم857 وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم495 كلاهما من طريق آدم بن أبي إياس، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عنه - مثله. وعلقه ابن كثير 1/125 عنه، وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/164 ونسبه إلى ابن جرير فقط.

2 هو مقاتل بن حيان النبطي أبو بسطام البلخي الخراز، ثقة صالح من العباد الصالحين والدعاة إلى الإسلام، صاحب سنة وصدق. حكى أبو الفتح الأزدي أن وكيعا كذبه. ورد عليه الذهبي وقال:"فابن حيان صدوق قوي الحديث، والذي كذبه وكيع فابن سليمان. وكذا رد عليه ابن حجر وقال "أخطأ الأزدي في زعمه أن وكيعا كذبه، وإنما كذب الذي بعده - وهو مقاتل بن سليمان الأزدي -. مات مقاتل قبل الخمسين ومائة.

انظر: الجرح والتعديل 8/353، وتهذيب التهذيب 10/248-249، والتقريب 2/272.

3 فتح الباري 8/161.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم496 قال: قرأت على محمد بن الفضل، ثنا محمد بن علي، ابنا أبو وهب، ثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، به.

علقه عنه ابن كثير 1/125، وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/164 ضمن تفسير الآية بطولها، ونسبه إلى البيهقي في الشعب.

4 فتح الباري 8/163.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم503 حدثنا أبو بكر بن أبي موسى الأنصارى، ثنا هارون بن حاتم، ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، عن أسباط، عن السدي، عن أبي مالك في الآية - فذكر مثله.

وهذا إسناد ضعيف، كما سبق بيانه برقم 33.

والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/166 موقوفا على السدي، ولم يذكر "عن أبي مالك"، ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.

ص: 140

قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} الآية: 57

[40]

وصل الفريابي عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: المنُّ صمغة، والسلوى الطير1.

[41]

وكذا قال عبد بن حميد عن شبابة، عن ورقاء2.

[42]

وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: كان المنُّ ينزل على الشجر فيأكلون منه ما شاءوا3.

[43]

ومن طريق عكرمة قال: كان مثل الرُّب4 الغليظ5.

1 فتح الباري 8/164. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه ابن جرير رقم966، 967، 982، 983، وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم557 من طرق، عن ابن أبي نجيح، عنه - نحوه. ووصله ابن حجر في تغليق التعليق 4/173 به سندا ومتنا.

2 فتح الباري 8/164.

أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/173 عن شبابة، عن ورقاء، به.

3 فتح الباري 8/164.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم556 من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، به نحوه. وعلقه ابن كثير 1/134 عن علي، عن ابن عباس، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/171 وعزاه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.

4 الرُّبُّ: ما يطبخ من التمر، وهو الدبس أيضا. كذا قال ابن الأثير في النهاية 1/181.

5 فتح الباري 8/164.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم558 عن أبي عبد الله الطهراني، عن حفص ابن عمر العدني، عن الحكم بن أبان، عنه - نحوه.

و"حفص بن عمر العدني"، يروي عن "الحكم بن أبان"، ضعيف. انظر: تهذيب التهذيب 1/353، والتقريب 1/188.

وذكره ابن كثير 1/134 تعليقا عن عكرمة. وعزاه السيوطي في الدر المنثور 1/171 إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.

ص: 141

[44]

ومن طريق السدي قال: كان مثل الترنجبيل1 2.

[45]

ومن طريق سعيد بن بشير3 عن قتادة قال: كان المن يسقط عليهم سقوط الثلج أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل4.

1 في الدر المنثور "الترنجبين"، قال الزبيدي: التُرنجبين بالضم هو المنُّ المذكور في القرآن. والمن كل طل ينزل من السماء على شجر أو حجر ويحلو وينعقد عسلا

كالشيرخشت والترنجبين، والسلوى طائر. انظر: تاج العروس - فصل الميم، من باب النون - 9/350، وفي غريب القرآن لابن قتيبة ص 49 "الطرنجبين" بالطاء بدل التاء.

2 فتح الباري 8/164.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم559 وابن جرير رقم973 كلاهما من طريق أسباط، عنه - نحوه مطولا. وعلقه عنه ابن كثير 1/134. وذكره السيوطي في الدر المثور 1/171 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم. وعنده "الترنجبين" بدل "الزنجبيل".

3 سعيد بن بشير الأزدي أو البصري، يروي عن قتادة وغيره، وعنه الوليد بن مسلم وغيره، ضعيف، بل وصفه بعضهم بأنه منكر الحديث، يروي عن قتادة منكرات، مات سنة تسع وستين ومائة.

انظر: الجرح والتعديل 4/6، والتهذيب 4/8، والتقريب 1/292.

4 فتح الباري 8/164.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم560 عن أبي زرعة، عن صفوان، عن الوليد، عن سعيد بن بشير، به نحوه.

وإسناده ضعيف من أجل "سعيد بن بشير"، لكن الأثر ورد بطريق صحيحة، فقد أخرج عبد الرزاق 1/46 ومن طريقه ابن جرير رقم968 عن معمر، عن قتادة - مختصرا. ولفظه "كان المنّ يسقط عليهم مثل الثلج".

وقال ابن حجر - بعدما أورها -: "هذه الأقوال كلها لا تنافي فيها".

ص: 142

[46]

ومن طريق وهب بن منبه 1 قال: المن خبز الرقاق 2.

قوله تعالى: {وَالسَّلْوَى}

[47]

وروى ابن أبي حاتم أيضا من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: السلوى طائر يشبه السماني3.

[48]

ومن طريق وهب بن منبه قال: هو السماني4.

[49]

وعنه قال: هو طير سمين مثل الحمام5.

1 وهب بن منبّه بن كامل اليماني، أبو عبد الله الأبناوي، ثقة، مات سنة بضع عشرة. أخرج له الجماعة إلا ابن ماجه ففي التفسير. التقريب 2/339.

2 فتح الباري 8/164.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم561 عن أبي عبد الله الطهراني، عن إسماعيل بن عبد الكريم، عن عبد الصمد بن معقل، عنه - نحوه. صحح إسناده المحقق. وأخرجه ابن جرير رقم972 عن المثنى، عن إسحاق، عن إسماعيل بن عبد الكريم، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/171 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم.

3 فتح الباري 8/164.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم564 من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، به. علقه عنه ابن كثير 1/138. وعزاه السيوطي في الدر المنثور 1/171 لابن المنذر وابن أبي حاتم.

4 فتح الباري 8/164.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم565 من طريق سفيان - وهو ابن عيينة - عن عمرو بن دينار، عنه - نحوه مطولا. وهذا إسناد صحيح إلى وهب. وانظر تفسير ابن كثير 1/138. وعزاه السيوطي في الدر المنثور 1/172 لسفيان بن عيينة وابن أبي حاتم.

5 فتح الباري 8/164.

أخرجه ابن جرير رقم984 حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدثني عبد الصمد قال: سمعت وهبا - وسئل: ما السلوى؟ فذكر مثله. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم567 عن أبي عبد الله الطهراني، عن إسماعيل بن عبد الكريم، به. وإسناده صحيح تقدم برقم 46. علقه عنه ابن كثير 1/138. وعزاه السيوطي في الدر المنثور 1/172 لعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم.

ص: 143

[50]

ومن طريق عكرمة قال: طير أكبر من العصفور1.

قوله تعالى: {وَفُومِهَا} الآية: 61

[51]

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما: أن الفوم الحنطة2.

[52]

حكى الفراء في معاني القرآن عن عطاء 3 وقتادة قال: الفوم كل

1 فتح الباري 8/164.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم568 عن أبي عبد الله محمد بن حماد الطهراني، عن حفص بن عمر، عن الحكم بن أبان، عنه - نحوه. ولفظه "وأما السلوى فطير كطير يكون باطنه أكبر من العصفور أو نحو ذلك". و"حفص بن عمر العدني" متفق على ضعفه، وقد تقدم برقم 43.

علقه عنه ابن كثير 1/138. وعزاه السيوطي في الدر المنثور 1/171 لعبد بن حميد وابن أبي حاتم.

2 فتح الباري 8/162.

أما أثر ابن عباس فأخرجه ابن جرير رقم1073 من طريق علي بن أبي طلحة، عنه، به. وأخرجه رقم1074 من طريق الضحاك، ورقم1076 من طريق نافع بن أبي نعيم، عنه، به.

وأما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير رقم1064 من طريق عيسى بن ميمون، عن ابن أبي نجيح، عنه - نحوه. وأخرج رقم1063 من طريق سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء ومجاهد قوله {وَفُومِهَا} قالا: خبزها.

وأما غيرهما فقد أخرج ابن جرير عن كل من عطاء، وقتادة، والحسن، وأبي مالك، والسدي، وابن زيد مسندة عنهم. وانظر: تفسير ابن كثير 1/144-145.

3 هو عطاء بن أبي رباح، القرشي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل، لكنه كثير الإرسال. قال يحيى القطان: مرسلات مجاهد أحب إلينا من مرسلات عطاء بكثير كان عطاء يأخذ من كل ضرب. وقال أحمد: ليس في المرسل أضعف من مرسل الحسن وعطاء كانا يأخذان من كل أحد. مات سنة أربع وعشرة ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: الميزان 2/70، والتقريب 2/22.

ص: 144

حب يختبز1.

[53]

وحكى ابن جرير أن في قراءة ابن مسعود "الثوم" بالمثلثة2.

[54]

وبه فسره سعيد بن جبير وغيره3.

1 فتح الباري 8/162.

أما أثر عطاء فقد أخرجه ابن جرير رقم1063، 1071 من طريق سفيان وحجاج كلاهما، عن ابن جريج، عن عطاء - نحوه، ولفظهما "وفومها: خبزها"، في رواية حجاج قال عقبه "قالها مجاهد".

وأما أثر قتادة فأخرجه أيضا ابن جرير رقم1066 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عنه وعن الحسن، به. وأخرجه رقم1065 من طريق يزيد، عن سعيد، عنه وعن الحسن - مثله. وعلقه ابن كثير 1/145 عنهما.

2 فتح الباري 8/162.

وقد حكى ابن جرير القراءة المذكورة، ولم يسندها قائلا: "وذُكر أن ذلك قراءة عبد الله ابن مسعود، ثم قال: فإن كان محفوظا فإنه من الحروف المبدلة، كقولهم: وقعوا في عاثور شرّ وعافور شرّ

انظر تفسير الطبري 2/130، وتفسير ابن كثير 1/144. وعزى السيوطي في الدر المنثور 1/177 هذه القراءة لسعيد بن منصور وابن أبي داود في المصاحف.

هذا وقد أخرجه سعيد بن منصور رقم191 قال: نا سفيان - وهو ابن عيينة - وسئل عنه، فقال: كما يقرأ عبد الله "وثومها". وسنده معضل بين ابن عيينة وابن مسعود. وأخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص 56 من طريق مسكين بن بُكَير، عن هارون ابن موسى قال: في قراءة ابن مسعود: من بقلها وقثائها وثومها وعدسها وبصلها. وهو أيضا معضل بين هارون وابن مسعود. وأخرجه من الطريق نفسه عن هارون قال: حدثنا صاحب لنا، عن أبي رَوْق، عن إبراهيم التيمي، عن ابن عباس قال: قراءتي قراءة زيد، وأنا آخذ ببضعة عشر حرفا من قراءة ابن مسعود، هذا أحدها: من بقلها وقثائها وثومها وعدسها وبصلها. وهذا أيضا ضعيف؛ لأن فيه راو لم يسم.

3 فتح الباري 8/162. أسند ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم619 عن الحسن - مثله، ثم قال: وروي عن سعيد بن جبير والربيع والضحاك نحو ذلك. وعلقه عنه ابن كثير 1/144. وانظر التعليق على ما قبله.

ص: 145

قوله تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ} الآية:62

[55]

وصل ابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية "الصابئين" فرقة من أهل الكتاب يقرءون الزبور1.

[56]

وروى ابن مردويه بإسناد حسن عن ابن عباس قال: الصائبون ليس لهم كتاب2.

قوله تعالى: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} الآية: 63

[57]

وصل عبد بالسند المذكور3 عن مجاهد {بِقُوَّةٍ} يعمل بما فيه4.

1 فتح الباري 1/454.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة، رقم643 حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر، عن الربيع، به.

2 فتح الباري 1/454.

لم أقف على إسناده، وله شاهد فيما أخرج عبد الرزاق في تفسيره 1/47 عن الثوري، عن ليث، عن مجاهد في قوله {وَالصَّابِئِينَ} قال: الصابئون قوم بين اليهود والمجوس ليس له دين. وأثر مجاهد هذا ذكره ابن كثير ثم قال: وكذا رواه ابن أبي نجيح، عنه، وروي عن عطاء وسعيد بن جبير نحو ذلك. ثم رجّح هذا القول. انظر: تفسير القرآن العظيم 1/148.

وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 1/183 عن مجاهد قال: سئل ابن عباس عن الصابئين؟ فقال: هو قوم بين اليهود والنصارى والمجوس، لا تحل ذبائحهم ولا مناكحهم، وقد عزاه إلى عبد الرزاق، هذا ولم أجده في تفسيره.

3 يقصد "عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد".

4 فتح الباري 8/161. وذكره البخاري عنه تعليقا. أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم661 من طريق ورقاء، به.

ص: 146

[58]

وروى ابن أبي حاتم والطبري من طريق أبي العالية قال: القوة الطاعة1.

[59]

ومن طريق قتادة والسدي قال: القوة الجد والاجتهاد2.

قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا} الآية: 66

[60]

وصل ابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الرازي عن أبي العالية في قوله: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا} أي عقوبة لما خلا من ذنوبهم {وَمَا خَلْفَهَا} أي عبرة لمن بقي بعدهم من الناس3.

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} الآية: 67

[61]

وقصة البقرة أوردها آدم بن أبي إياس في تفسيره قال: حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ

1 فتح الباري 8/161.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم660 حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عنه - مثله. وأخرجه ابن جرير رقم1128 عن المثنى، عن آدم، به. وعلق عنه ابن كثير 1/150.

2 فتح الباري 8/161.

أما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير رقم1129 وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم662 كلاهما من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عنه - نحوه. ولفظه "قال: القوة: الجد".

وأما أثر السدي فأخرجه ابن جرير رقم1130 من طريق أسباط، عنه - نحوه. ولفظه "بقوة يعني بجد واجتهاد".

3 فتح الباري 8/162.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم682، 686 من طريق آدم، عن أبي جعفر الرازي، به. وذكره ابن كثير 1/153 عنه معلقا.

ص: 147

أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} قال: كان رجل من بني إسرائيل، غنيا ولم يكن له ولد، وكان له قريب وارث، فقتله ليرثه، ثم ألقاه على مجمع الطريق، وأتى موسى فقال: إن قريبي قُتل وأُتي إليّ أمر عظيم، وإني لا أجد أحدا يبيّن لي قاتله غيرك يا نبي الله، فنادى موسى في الناس: من كان عنده علم من هذا فليبينه، فلم يكن عندهم علم، فأوحى الله إليه: قل لهم فليذبحوا بقرة، فعجبوا وقالوا: كيف نطلب معرفة من قتل هذا القتيل فنؤمر بذبح بقرة؟ وكان ما قصه الله تعالى قال: {إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ} يعني لا هرمة ولا صغيرة {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} أي نصف بين البكر والهرمة {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا} أي صاف {تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} أي تعجبهم {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ} الآية {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ} - أي لم يذلها العمل – {تُثِيرُ الْأَرْضَ} يعني ليست بذلول فتثير الأرض {وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ} يقول: ولا تعمل في الحرث {مُسَلَّمَةٌ} أي من العيوب {لا شِيَةَ فِيهَا} - أي لا بياض – {قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} قال: ولو أن القوم حين أمروا بذبح بقرة استضوا أي بقرة كانت لأجزأت عنهم، ولكنهم شددوا فشدد عليهم، ولولا أنهم استثنوا فقالوا:{وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} لما اهتدوا إليها أبدا، فبلغنا أنهم لم يجدوها إلا عند عجوز، فأغلت عليهم في الثمن، فقال لهم موسى: أنتم شددتم على أنفسكم فأعطوها ما سألت، فذبحوها، فأخذوا عظما منها فضربوا به القتيل فعاش فسمى لهم قاتله، ثم مات مكانه فأخذ قاتله، وهو قريبه الذي كان يريد أن يرثه فقتله الله على أسوأ عمله1.

1 فتح الباري 6/440.

أخرجه ابن جرير رقم1173 حدثني قال: حدثنا آدم، به. ونقله ابن كثير 1/154 عن آدم بن أبي إياس في تفسيره، به سندا ومتنا.

ص: 148

[62]

وأخرج ابن جرير هذه القصة مطولا من طريق العوفي1 عن ابن عباس2.

[63]

ومن طريق السدي كذلك3.

[64]

وأخرجها هو وابن أبي حاتم وعبد بن حميد بإسناد صحيح عن محمد بن سيرين 4 عن عبيدة بن عمرو السلماني 5 أحد كبار التابعين6.

1 هو عطية بن سعد بن جنادة العوفي، أبو الحسن، ضعيف، يدلس، ويخطئ كثيرا، رمي بالتشيع. قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب. وقال الذهبي: تابعي شهير ضعيف. مات سنة إحدى عشرة ومائة. انظر: الجرح والتعديل 6/383، وميزان الاعتدال 3/476 رقم5667 والتهذيب 7/200-202 والتقريب 2/24.

2 فتح الباري 6/440.

أخرجه ابن جرير رقم1299 من طريق العوفي، به نحو رواية أبي العالية. وفيه أن الذين قتله بنو أخيه.

3 فتح الباري 6/440.

أخرجه ابن جرير رقم1174 حدثني موسى قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي - فذكره بنحو رواية أبي العالية. وفيه "أن الرجل المقتول كانت له ابنة، وكان له ابن أخ محتاج. فخطب إليه ابن أخيه ابنته، فأبى أن يزوجه إياها، فغضب الفتى وقال: والله لأقتلن عمي، ولآخذنّ ماله، ولأنكحنّ ابنته، ولآكلنّ ديته! فذكر القصة بتمامها.

4 محمد بن سيرين الأنصاري، أبو بكر بن أبي عمرة، البصري، ثقة ثبت عابد، كبير القدر، كان لا يرى الرواية بالمعنى، مات سنة عشر ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 2/169.

5 عَبيدة بن عمرو السلماني، المرادي، أبو عمرو الكوفي، تابعي كبير، مخضرم، أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ولم يلقه، روى عن علي وغيره من الصحابة، ثقة ثبت، مات في حدود السبعين، أخرج له الستة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/78، والتقريب 1/547.

6 فتح الباري 6/440. أخرجه عبد بن حميد فيما ذكره ابن كثير 1/154، وابن جرير رقم1172، وابن أبي حاتم رقم695 من طرق عن محمد بن سيرين، به.

ص: 149

قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً} الآية: 80

[65]

وقد أخرج الطبري من طريق عكرمة قال: خاصمت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقالوا: لن ندخل النار إلا أربعين ليلة، وسيخلفنا إليها قوم آخرون - يعنون محمداً وأصحابه - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على رءوسهم، "بل أنتم خالدون مخلدون لا يخلفكم فيها أحد"، فأنزل الله تعالى:{وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً} الآية1.

[66]

وأخرج الطبري أيضا من وجه آخر عن عكرمة قال: اجتمعت يهود تخاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: لن تصيبنا النار" فذكر نحوه وزاد "فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كذبتم، بل أنتم خالدون مخلدون، لا نخلفكم فيها أبدا إن شاء الله تعالى"، فنزل القرآن تصديقا للنبي صلى الله عليه وسلم2.

[67]

ومن طريق ابن إسحاق3

1 فتح الباري 10/246.

أخرجه ابن جرير رقم1406 حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا حفص ابن عمر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، به.

2 فتح الباري 10/246.

أخرجه ابن جرير رقم1407 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني الحكم بن أبان، عن عكرمة، به. وليس فيه قوله "فنزل القرآن تصديقا للنبي صلى الله عليه وسلم".

3 هو محمد بن إسحاق بن يسار، أبو بكر، المطلبي مولاهم، المدني، نزيل العراق، إمام المغازي. رأى أنس ابن مالك وابن المسيب وأبا سلمة بن عبد الرحمن، وروى عن أبيه وعميه عبد الرحمن وموسى والأعرج ونافع مولى ابن عمر والزهري وخلق كثير. اختلفت أقوال علماء الجرح والتعديل فيه، فقال الذهبي: وهو صالح الحديث، ما له عندي ذنب إلا ما قد حشا في السيرة من الأشياء المنكرة المنقطعة والأشعار المكذوبة. وقال أحمد بن حنبل: هو حسن الحديث. وقال ابن معين: ثقة، وليس بحجة. وقال ابن المديني: حديثه عندي صحيح. وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: لا يحتج به. وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يدلّس، ورمي بالتشيع والقدر. مات سنة خمسين ومائة. ويقال بعدها. انظر ترجمته في الجرح والتعديل 7/191، وميزان الاعتدال 4/388، رقم7197، والتهذيب 9/34، والتقريب 2/144.

ص: 150

عن سيف بن سليمان1 عن مجاهد عن ابن عباس "إن اليهود كانوا يقولون: هذه الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما نعذب بكل ألف سنة يوما في النار، وإنما هي سبعة أيام فنزلت" وهذا سند حسن2.

1 في الفتح "سيف بن سليم" وهو تصحيف، فهو"سيف بن سليمان"، ويقال ابن أبي سليمان المخزومي مولاهم، أبو سليمان المكي، روى عن مجاهد وغيره، ثقة ثبت رمي بالقدر، مات بعد الخمسين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/258، والتقريب 1/344.

2 فتح الباري 10/246.

لم أجد هذه الرواية في تفسير الطبري، مع أن ابن حجر عطفها على التي قبلها مما يفهم أنه عزاها إليه. هذا وقد نقلها ابن كثير 1/169 عن ابن إسحاق، حيث قال: قال محمد ابن أسحاق: عن سيف بن سليمان، عن مجاهد، به مثله. وابن إسحاق مدلّس، وقد عنعن.

وذكرها السيوطي في في أسباب النزول ص 20-21 وقال: أخرجها الطبراني في الكبير وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وقد ذكرها السيوطي في الدر المنثور 1/207 أيضا، ونسبها إلى ابن إسحاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، والواحدي.

هذا وقد أخرجها كل من ابن جرير رقم1410، وابن أبي حاتم سورة الفاتحة والبقرة، رقم818، والواحدي ص 35 كلهم من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، قال: حدثني سعيد بن جبير، أو عكرمة، عن ابن عباس - نحوه. وقد تقدم الكلام على هذا الإسناد في أوائل السورة رقم11.

ثم وجدتها عند الطبراني في الكبير من الطريق المذكوة هنا، فقد أخرجها برقم 1116 حدثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا محمد بن حميد الرازي، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن سيف بن سليمان، عن مجاهد، عن ابن عباس - فذكر مثله. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/317 بهذا اللفظ، ولم يعزه لأحد، ولم يتكلم عليه بشيء، وهذا خلاف عادته.

هذا وقد حسن ابن حجر إسناده كما سبق في الصلب.

ص: 151

[68]

ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم1 حدثني أبي زيد ابن أسلم2 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليهود: "أنشدكم الله مَن أهل النار الذين ذكرهم الله في التوراة؟ " قالوا: إن الله غضب علينا غضبة فنمكث في النار أربعين يوما ثم نخرج فتخلفوننا فيها، فقال:"كذبتم، والله لا نخلفكم فيها أبدا"، فنزل القرآن تصديقا له. وهذان خبران مرسلان يقوي أحدهما الآخر، ويستفاد منهما تعيين مقدار الأيام المعدودة المذكورة في الآية3.

قوله تعالى: {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية: 89

[69]

وروى ابن إسحاق في السيرة النبوية عن عاصم بن عمر بن قتادة 4 عن أشياخ لهم قالوا: فينا وفي اليهود نزلت، وذلك أنا كنا قد علوناهم في الجاهلية فكانوا يقولون: إن نبيا سيبعث قد أظل زمانه فنقتلكم معه، فلما

1 عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي ولاء المدني، رجل صالح عابد لكنه ضعيف في الحديث بالاتفاق. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 5/233، والميزان 3/278 رقم4868، والتهذيب 6/161، والتقريب 1/480.

2 زيد بن أسلم العدوي، مولى عمر، أبو عبد الله، أو أبو أسامة، المدني، ثقة عالم، وكان يرسل، مات سنة ست وثلاثين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/272.

3 فتح الباري 10/246.

أخرجه ابن جرير رقم1409 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال ابن زيد، به. وإسناده ضعيف، ثم إنه مرسل. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/207 وعزاه لابن جرير فقط.

4 هو عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأنصاري، أبو عمر المدني، ثقة، عالم بالمغازي، من الرابعة، مات بعد العشرين ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/385.

ص: 152

بعث الله نبيه واتبعناه كفروا به، فنزلت1.

[70]

وأخرجه الحاكم من وجه آخر عن ابن عباس مطولا2.

[71]

وروى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله: {يَسْتَفْتِحُونَ} يستنصرون3.

[72]

ومن طريق الضحاك عن ابن عباس قال: أي يستظهرون4.

1 فتح الباري 8/162.

أخرجه ابن إسحاق سيرة ابن هشام 2/573 ومن طريق ابن جرير رقم1519 قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، به نحوه مطولا.

علق عليه الشيخ أحمد شاكر قائلا: هذا له حكم الحديث المرفوع، لأنه حكاية عن وقائع في عهد النبوة، كانت سببا لنزول الآية، تشير الآية إليها، الراجح أن يكون موصولا؛ لأن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري الظفري المدني: تابعي ثقة، وهو يحكي عن "أشياخ لهم"، فهم آله من الأنصار. وعلى هذا رجحنا اتصاله. اهـ قوله.

والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/215-216 ونسبه لابن إسحاق، وابن جرير، وابن المنذر، وأبي نعيم، والبيهقي كلاهما في الدلائل.

2 فتح الباري 8/162.

أخرجه الحاكم 2/263 من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - فذكره مطولا. ولفظه "قال: كانت يهود خيبر تقاتل غطفان فكلما التقوا هزمت يهود خيبر، فعاذت بهذا الدعاء "اللهم إنا نسألك بحق محمد النبي الأمي الذي وعدتنا أن نخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم " قال: فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء، فهزموا غطفان، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كفروا به، فأنزل الله وقد كانوا يستفتحون بك يا محمد على الكافرين. قال الحاكم: أدت الضرورة إلى إخراجه في التفسير، وهو غريب من حديثه، وعقبه الذهبي قائلا: لا ضرورة في ذلك، فعبد الملك متروك هالك.

3 فتح الباري 8/162.

إسناده ضعيف، أخرجه ابن جرير رقم1522 من طريق عطية العوفي، عنه مطولا. ولفظه "يستنصرون بخروج محمد صلى الله عليه وسلم على مشركي العرب، يعني بذلك أهل الكتاب، فلما بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم ورأوه من غيرهم، كفروا به وحسدوه.

4 فتح الباري 8/162. أخرجه ابن جرير رقم1532 حدثت عن المنجاب قال: حدثنا بشر، عن أبي روق، عن الضحاك، به مطولا. وفيه بشر بن عمارة ضعيف، ثم إن الضحاك لم يلق ابن عباس فهو ضعيف.

ص: 153

قوله تعالى: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} الآية: 90

[73]

وصل عبد بن حميد من طريق قتادة {فَبَاءُوا} فانقلبوا1.

قوله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ} الآية: 97

[74]

وصل الطبري من طريق عاصم 2 عن عكرمة قال: جبريل: عبد الله، وميكائيل: عبيد الله3، إيل الله4.

[75]

ومن وجه آخر عن عكرمة "جبر" عبد، و"ميك" عبد 5 و"إيل" الله6.

1 فتح الباري 8/162. وعلقه البخاري عنه.

قال ابن حجر في تغليق التعليق 4/172 قال عبد الرزاق في تفسيره: ثنا معمر، عن قتادة بهذا. اهـ. ولم يشر إلى رواية عبد بن حميد، كما لم يشر في الفتح إلى رواية عبد الرزاق هذه، ولم أجدها في تفسيره، وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/178 ونسبه إلى عبد بن حميد.

2 هو عاصم بن سليمان الأحول، أبو عبد الرحمن البصري، ثقة، مات بعد سنة أربعين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/38، والتقريب 1/384.

3 في الفتح "عبد الله"، والتصحيح من تفسير الطبري. ويأتي ما يدل عليه عن علي بن الحسين برقم 78.

4 فتح الباري 8/165. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه ابن جرير رقم1624 حدثنا الحسين بن يزيد الضحاك، قال: حدثنا إسحاق بن منصور - هو السلوليّ - قال: حدثنا قيس - هو ابن الربيع -، عن عاصم، به مثله.

5 عند الطبري "وميكا" بالألف، وعلق عليه المحقق قائلا: لعله "وميكا" قال: "عبيد" بالتصغير، كما سلف آنفا. أهـ.

6 فتح الباري 8/165.

أخرجه ابن جرير رقم1628 عن ابن وكيع، عن أبيه، عن سفيان، عن خصيف، عن عكرمة - نحوه. وهذا إسناده ضعيف؛ ففيه ابن وكيع ضعيف، وخصيف صدوق سيئ الحفظ. التقريب 1/224.

ص: 154

[76]

ومن طريق يزيد النحوي1، عن عكرمة عن ابن عباس نحو الأول، وزاد: وكل اسم فيه "إيل" فهو الله2.

[77]

ومن طريق عبد الله بن الحارث البصري - أحد التابعين - 3 قال: إيل الله بالعبرانية4.

[78]

ومن طريق علي بن الحسين 5 قال: اسم جبريل عبد الله وميكائيل عبيد الله - يعني بالتصغير - وإسرافيل عبد الرحمن، وكل اسم فيه إيل فهو معبد لله6.

1 يزيد بن أبي سعيد النحوي، أبو الحسن، القرشي مولاهم، المروزي، ثقة عابد، قتل ظلما سنة إحدى وثلاثين ومائة. التقريب 2/365.

2 فتح الباري 8/165.

أخرجه ابن جرير رقم1621 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن واضح، قال: حدثنا الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، به. وفي إسناده "ابن حميد" شيخ الطبري، ضعيف.

3 الأنصاري، أبو الوليد، ثقة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، سمع من عدد من الصحابة، يروى عنه المنهال بن عمرو وغيره. أخرج له الجماعة.

انظر: الجرح والتعديل 5/31، والتهذيب 5/158-159، والتقريب 1/408.

4 فتح الباري 8/165.

أخرجه ابن جرير 1623 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث - مثله. وابن حميد شيخ الطبري ضعيف.

5 علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي زين العابدين، ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهور، قال ابن عيينة عن الزهري: ما رأيت قرشيا أفضل منه. مات سنة ثلاث وتسعين، وقيل غير ذلك. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/268-270، والتقريب 2/35.

6 فتح الباري 8/165. =

ص: 155

قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} الآية:102

[79]

وأخرج1 بسند صحيح عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: انطلقت الشياطين في الأيام التي ابتلي فيها سليمان، فكتبت كتبا فيها سحر وكفر، ثم دفنتها تحت كرسيه ثم أخرجوها بعده فقرأوها على الناس2.

[80]

وأخرج الطبري وغيره عن السدي: إن سليمان كان جمع كتب السحر والكهانة فدفنها تحت كرسيه، فلم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يدنو من الكرسي، فلما مات سليمان وذهبت العلماء الذين يعرفون الأمر جاءهم شيطان في صورة إنسان فقال لليهود: هل أدلكم على كنز لا نظير له؟ قالوا: نعم، قال: فاحفروا تحت الكرسي، فحفروا - وهو متنح عنهم - فوجدوا تلك الكتب، فقال لهم: إن سليمان كان يضبط الإنس والجن بهذا، ففشا فيهم أن سليمان كان ساحرا، فلما نزل القرآن بذكر سليمان في

= أخرجه ابن جرير رقم1625 حدثني الحسين بن عمرو بن محمد العنقري، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن علي بن حسين - نحوه. وهذا إسناد ضعيف لأجل "الحسين بن عمرو العنقري"؛ فهو ضعيف، قال أبو زرعة: كان لايصدق. انظر: الجرح والتعديل 3/61-62.

وأخرجه أبو الشيخ في العظمة رقم382 من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد ابن عمرو بن عطاء، قال: قال لي علي بن الحسين - فذكره.

ومحمد بن إسحاق مدلّس، وقد عنعن.

والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/225 ونسبه إلى ابن جرير وأبي الشيخ في العظمة عن علي بن حسين.

1 أي الطبري؛ فإنه معطوف على سبق من التصريح به.

2 فتح الباري 10/224.

أخرجه ابن جرير رقم1654 حدثني سَلْم بن جُنادة السوائي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الصلب.

ص: 156

الأنبياء أنكرت اليهود ذلك، وقالوا إنما كان ساحرا، فنزلت هذه الآية1.

[81]

ومن طريق سعيد بن جبير بسند صحيح نحوه2.

[82]

ومن طريق عمران بن الحارث 3 عن ابن عباس موصولا بمعناه4.

1 فتح الباري 10/223.

أخرجه ابن جرير رقم1646 حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي - نحوه. وفي أوله السبب الذي عمد سليمان عليه السلام إلى ذلك، ففيه "كانت الشياطين تصعد إلى السماء، فتقعد منها مقاعد للسمع، فيستمعون من كلام الملائكة فيما يكون في الأرض من موت أو غيث أو أمر، فيأتون الكهنة فيخبرونهم، فتحدث الكهنة الناس، فيجدونه كما قالوا، حتى إذا أمنتهم الكهنة كذبوا لهم فأدخلوا فيه غيره، فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة. فاكتتب الناس ذلك الحديث في الكتب، وفشا في بني إسرائيل أن الجن تعلم الغيب، فبعث سليمان في الناس فجمع تلك الكتب، فجعلها في صندوق

إلخ. وذكره ابن كثير 1/194 عن السدي تعليقا، ولم يعلق عليه بشيء.

2 فتح الباري 10/223.

أخرجه ابن جرير رقم1659 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر ابن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، ولفظه "قال: كان سليمان يَتتبع ما في أيدي الشياطين من السحر، فيأخذه فيدفنه تحت كرسيه في بيت خزانته. فلم تقدر الشياطين أن يَصلوا إليه، فدنت إلى الإنس فقالوا لهم: أترديدون العلم الذي كان سليمان يسخّر به الشياطين والرياح وغير ذلك؟ قالوا: نعم، قالوا: فإنه في بيت خزانته وتحت كرسيه. فاستثارته الإنس فاستخرجوه فعملوا به. فقال أهل الحجاز: كان سليمان يعمل بهذا، وهذا سحر! فأنزل الله جل ثناؤه على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم براءة سليمان. فقال:{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} الآية، فأنزل الله براءة سليمان على لسان نبيه عليه السلام.

وفي إسناده "ابن حميد" شيخ الطبري، ضعيف، هذا وقد صحّح ابن حجر إسناده، كما في الصلب.

والأثر ذكره ابن كثير 1/195 عن سعيد بن جبير تعليقا، ولم يعلق عليه بشيء.

3 عمران بن الحارث السلمي، أبو الحكم الكوفي، ثقة. أخرج له مسلم والنسائي. التقريب 2/82.

4 فتح الباري 10/223. =

ص: 157

[83]

وأخرج من طريق الربيع بن أنس نحوه ولكن قال: إن الشياطين هي التي كتبت كتب السحر ودفنتها تحت كرسيه، ثم لما مات سليمان استخرجته وقالوا: هذا العلم الذي كان سليمان يكتمه الناس1.

[84]

وأخرجه من طريق محمد بن إسحاق، وزاد: أنهم نقشوا خاتما

= أخرجه ابن جرير رقم1662 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمران بن الحارث - فذكره، ولفظه " قال: بينا نحن عند ابن عباس إذ جاءه رجل، فقال له ابن عباس: من أين جئت؟ قال: من العراق، قال: من أَيّهِ؟ قال: من الكوفة. قال: فما الخبر؟ قال: تركتهم يتحدثون أن عليّا خارج إليهم. ففزع فقال: ما تقول لا أبا لك لو شعرنا ما نكحنا نساءه ولا قسمنا ميراثه، أما إني أحدثكم من ذلك أنه كانت الشياطين يسترقون السمع من السماء فيأتي أحدهم بكلمة حقّ قد سمعها، فإذا حدث منه صدق كذب معها سبعين كذبة، قال: فيشربها قلوب الناس فأطلع الله عليها سليمانَ فدفنها تحت كرسيه. فلما توفي سليمان بن داود قام شيطان بالطريق فقال: ألا أدلكم على كنزه الممَنّع الذي لا كنز مثله؟ تحت الكرسي. فأخرجوه فقالوا: هذا سحر. فتناسخها الأمم، حتى بقاياهم ما يتحدّث به أهل العراق. فأنزل الله عذر سليمان:{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} ".

وأخرجه الحاكم 2/265 عن أبي زكريا العنبري، عن محمد بن عبد السلام، عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، به. وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي في التلخيص "صحيح".

1 فتح الباري 10/223.

أخرجه ابن جرير رقم1647 قال: حُدِّثت عن عمار بن الحسن، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع - فذكره، ولفظه "قال في قوله:{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} قالوا: إن اليهود سألوا محمداً صلى الله عليه وسلم زمانا عن أمور من التوراة، لا يسألونه عن شيء من ذلك إلا أنزل الله عليه ما سألوا عنه، فيخصمهم، فلما رأوا ذلك قالوا: هذا أعلم بما أنزل إلينا منّا! وأنهم سألوه عن السحر وخاصموه به، فأنزل الله جل وعز:{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} . وإن الشياطين عمدوا إلى كتاب فكتبوا فيه السحر" فذكره بنحوه.

ص: 158

على نقش خاتم سليمان وختموا به الكتاب وكتبوا عنوانه "هذا ما كتب آصف بن برخياء الصديق الملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم" ثم دفنوه، فذكر نحو ما تقدم1.

1 فتح الباري 10/223.

أخرجه ابن جرير رقم1650 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني ابن إسحاق - فذكره. ولفظه " قال: عمدت الشياطين حين عرفت موت سليمان بن داود عليه السلام، فكتبوا أصناف السحر: من كان يحبّ أن يبلغ كذا وكذا، فليفعل كذا وكذا. حتى إذا صنعوا أصناف السحر، جعلوه في كتاب، ثم ختموا عليه بخاتم على نقش خاتم سليمان، وكتبوا في عنوانه: "هذا ما كتب آصف بن برخيا الصدّيق للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم". ثم دفنوه تحت كرسيه، فاستخرجته بعد ذلك بقايا بني إسرائيل حين أحدثوا ما أحدثوا، فلما عثروا عليه قالوا: ما كان سليمان بن داود إلا بهذا. فأفشوا السحر في الناس وتعلموه وعلموه، فليس في أحد أكثر منه في يهود. فلما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما نزل عليه من الله سليمان بن داود وعدّه فيمن عدّه من المرسلين، قال من كان بالمدينة من يهود: ألا تعجبون لمحمد صلى الله عليه وسلم يزعم أن سليمان بن داود كان نبيّا والله ما كان إلا ساحرا فأنزل الله في ذلك من قولهم على محمد صلى الله عليه وسلم: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} .

قال: كان حين ذهب ملك سليمان ارتدّ فِئَامٌ من الجنّ والإنس واتبعوا الشهوات. فلما رجع الله إلى سليمان ملكه، قام الناس على الدين كما كانوا. وإن سليمان ظهر على كتبهم فدفنها تحت كرسيه. وتوفي سليمان حِدْثان ذلك، فظهرت الجنّ والإنس على الكتب بعد وفاة سليمان، وقالوا: هذا كتاب من الله نزل على سليمان أخفاه منا. فأخذوا به فجعلوه دينا، فأنزل الله:{وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ} وهي المعازف واللعب وكلّ شيء يصدّ عن ذكر الله".

ونقله ابن كثير 1/195 عن ابن إسحاق، به.

وفي إسناده "ابن حميد"، شيخ الطبري، ضعيف، ثم إنه مرسل، فابن إسحاق لم يشهد التنزيل.

ص: 159

[85]

وأخرج من طريق العوفي عن ابن عباس نحو ما تقدم عن السدي، ولكن قال: إنهم لما وجدوا الكتب قالوا: هذا مما أنزل الله على سليمان فأخفاه منا1.

قوله تعالى: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} الآية: 102

[86]

أخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي في قوله: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} أي: باعوا2.

1 فتح الباري 10/223-224.

في تفسير الطبري ذكر هذا الإثر كجزء من رواية ابن إسحاق - كما سبق في الحاشية السابقة -، أما ابن كثير فذكره مستقلا، وقال: "وقال العوفي في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ} الآية: وكان حين ذهب ملك سليمان

" وساق الخبر كما ذكرت في الحاشية السابقة. والعوفي هو عطية ضعيف وقد تقدم برقم 71. وانظر: تفسير ابن كثير 1/193.

هذا وقد أشار إلى ذلك محقق تفسير الطبري الشيخ محمود محمد شاكر، وقال "فلست أدري أفي نسخ الطبري سقط، أم هذه جزء من رواية الطبري عن ابن إسحاق من حديث ابن عباس".

2 فتح الباري 8/162.

هكذا فسره أبو عبيدة في مجاز القرآن 1/48، وذكره البخاري في ترجمة الباب.

أخرجه ابن جرير رقم1716 وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقتم1037 كلاهما من طريق أسباط، عن السدي، به. ولفظهما "يعني: اليهود يقول: بئس ما باعوا به أنفسهم".

قلت: وهو كذلك؛ لأن سياق الآيات فيهم، حيث يقول جل ثناءه {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} [101-102] .

والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/251 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم.

ص: 160

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا} الآية: 104

[87]

وروى ابن أبي حاتم من طريق عباد بن منصور 1 عن الحسن قال: الراعن السخري من القول، نهاهم الله أن يسخروا من محمد صلى الله عليه وسلم2.

[88]

وقد فسر مجاهد: لا تقولوا اسمع منا ونسمع منك3.

[89]

وعن عطاء 4: كانت لغة تقولها الأنصار، فنهوا عنها5.

1 عباد بن منصور الناجي أبو سلمة البصري، يروي عن الحسن وغيره، ضعيف تغير بآخره، وفي أحاديثه نكارة، وكان مدلسا وقدريا داعية للقدر. وكان قاضيا بالبصرة.

انظر: الجرح والتعديل 6/86، والتهذيب 5/90-91، والتقريب 1/393.

2 فتح الباري 8/162.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم1048 حدثنا الحسن بن أحمد، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار، ثنا سرور بن المغيرة، عن عباد بن منصور، به نحوه. وهذا إسناد ضعيف لحال "عباد بن منصور".

وفي البخاري راعنا من الرعونة، إذا أرادوا أن يحمقوا إنسانا قالوا راعنا، قال ابن حجر: هذا على قراءة من نون. وهي قراءة الحسن البصري وأبي حيوة، ووجهه أنها صفة لمصدر محذوف أي: لا تقولوا قولا راعنا. أي قولا ذا رعونة انتهى. وقد رد ابن جرير 2/466 قراءة الحسن هذه واعتبرها قراءة مخالفة لقراءة المسلمين، وأنه لا يجوز لأحد أن يقرأ بها لشذوذها وخروجها من قراءة المتقدمين والمتأخرين، وخلافها ما جاءت به الحجة من المسلمين.

انظر: زاد المسير 1/126، والبحر المحيط 1/338.

3 فتح الباري 8/162.

أخرجه ابن جرير رقم1726 من طريق عيسى، عن ابن نجيح، عنه، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/253 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير.

4 هو ابن أبي رباح.

5 فتح الباري 8/162-163.

أخرجه ابن جرير رقم1734 وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم1046 كلاهما من طريق عبد الملك - وهو ابن أبي سليمان العرزمي - عن عطاء، به. وأخرجه ابن جرير رقم1733 من طريق عبد الرزاق، عن عطاء - نحوه. وذكره ابن كثير 1/214 عن عطاء تعليقا. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/253 وعزاه لعبد بن حميد، وابن جرير، والنحاس في ناسخه.

ص: 161

[90]

وعن السدي قال: كان رجل يهودي يقال له رفاعة بن زيد1 يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول له: ارعني سمعك واسمع غير مسمع، فكان المسلمون يحسبون أن في ذلك تفخيما للنبي صلى الله عليه وسلم فكانوا يقولون ذلك فنهوا عنه2.

[91]

وروى أبو نعيم في "الدلائل" بسند ضعيف جداً عن ابن عباس قال: راعنا بلسان اليهود السب القبيح، فسمع سعد بن معاذ ناسا من اليهود خاطبوا بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"لئن سمعتها من أحد منكم لأضربن عنقه"3.

1 هو رفاعة بن زيد بن التابوت من يهود بني قريظة، وقال ابن إسحاق وابن جرير: هو من بني قينقاع، أحد عظماء اليهود. وهو الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هبت عليه الريح وهو قافل من غزوة بني المصطلق فاشتد عليه حتى أشفق المسلمون منها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لاتخافوا؛ فإنما هبّت لموت عظيم من عظماء الكفار"، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وجد رفاعة بن زيد بن التابوت مات ذلك اليوم الذي هبت فيه الريح. وكان رفاعة هذا من الذين أظهر الإسلام نفاقا.

انظر: سيرة ابن هشام ص 544، 557، 594، 603، 1116، وتفسير الطبري 2/462، وتفسير ابن أبي حاتم سورتا الفاتحة والبقرة، ص 320 الحاشية.

2 فتح الباري 8/163.

أخرجه ابن جرير رقم1738، وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم1056 كلاهما من طريق أسباط، عن السدي - نحوه. وذكره ابن إسحاق في السيرة نحوه من غير إسناد سيرة ابن هشام 2/594 و3/1115-1116. وذكره ابن كثير 1/214 عن السدي، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/253 وعزاه ولابن جرير وابن المنذر.

3 فتح الباري 8/163.

لم يقع لي هذه الرواية في دلائل النبوة لأبي نعيم المطبوع، فالموجود منه إنما هو منتخب من دلائل النبوة، وأن أصل دلائل النبوة المطول مفقود، ولكن الحافظ ابن حجر قد كفانا البحث عن إسناده، فقد بين أن إسناده ضعيف جداً.

ص: 162

قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا} الآية: 106

[92]

روى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {بِخَيْرٍ مِنْهَا} أي في المنفعة والرفق والرفعة1.

[93]

أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "خطبنا عمر فقال: إن الله يقول {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} أي: نؤخرها"2.

[94]

كان سعيد بن المسيب3 يقرأها {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا}

1 فتح الباري 8/158.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم1074، وابن جرير رقم1771 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به نحوه. وأورده ابن كثير 1/217، وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/255 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات.

2 فتح الباري 8/167.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم1070 حدثنا عبيد الله بن إسماعيل البغدادي، حدثنا خلف، حدثنا الخفاف، عن إسماعيل بن مسلم، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، به.

وهذا إسناد ضعيف؛ لأن "إسماعيل بن مسلم المكي أبو إسحاق البصري" متفق على ضعفه، وتوهين روايته في الحديث، بل له أحاديث مناكير. قال ابن حجر: ضعيف الحديث.

انظر: ميزان الاعتدال 1/248 رقم945، والتقريب 1/74.

والأثر نقله ابن كثير 1/216 عن ابن أبي حاتم بسنده ومتنه. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/255 ولم ينسبه إلا إلى ابن أبي حاتم.

3 سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي، أحد العلماء الأثبات، الفقهاء الكبار، اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل. وقال ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علما منه. مات بعد التسعين، وقد ناهز الثمانين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: 1/74-777، والتقريب 1/305-306.

ص: 163

فأنكر عليه سعد بن أبي وقاص1، واستدل بقوله تعالى:{سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى} ، وكانت قراءة سعد {أَوْ تَنسَاهَا} 2.

[95]

وروى ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: ربما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بالليل ونسيه بالنهار فنزلت3.

1 هو سعد بن مالك بن وُهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الزهري، أبو إسحاق، صحابي جليل وأحد العشرة المبشرين بالجنة، مات بالقيق سنة خمس وخمسين على المشهور. انظر: أسد الغابة 2/452، رقم2038، والتقريب 1/290.

2 فتح الباري 8/167.

أخرجه عبد الرزاق 1/55 ومن طريقه ابن جرير رقم1755، 1756 وسعيد بن منصور رقم208 وابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم1066 والحاكم 2/242 كلهم من طريق يعلى بن عطاء، عن القاسم بن ربيعة - نحوه. ولفظه - كما عند ابن جرير - قال القاسم: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: {ما ننسخ من ءاية أو تَنْسَهَا} ، قلت له: فإن سعيد بن المسيب يقرؤها: {أو تُنسها} ، قال: فقال سعد: إن القرآن لم ينزل على المسيب ولا على آل المسيب! قال الله: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى} [الأعلى:6]، {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} [الكهف:24] . وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

قلت: وفي هذا نظر؛ فإن القاسم هو عبد الله بن ربيعة، وربما نسب إلى جده، ليس من رجال الشيخين، أخرج أبو داود في الناسخ والنسائي، قال ابن حجر "مقبول "، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر ترجمته في: التهذيب 8/287، والتقريب 2/117.

والأثر ذكره ابن كثير 1/216، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/255 وعزاه لسعيد بن منصور وعبد الرزاق في تفسيره وأبي داود في ناسخه وابنه في المصاحف والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم.

3 فتح الباري 8/167.

أخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم1065 حدثنا أبي، ثنا ابن نفيل، ثنا محمد بن الزبير الحراني، عن الحجاج الجزري، عن عكرمة، به نحوه. وهذا إسناد ضعيف، فمحمد بن الزبير الحراني يكنى أبا بشر لين الحديث. الجرح والتعديل 7/259. وأما شيخه الحجاج بن تميم الجزري فضعيف. انظر: التقريب 1/152. والحديث ذكره ابن كثير 1/216 عن ابن أبي حاتم بسنده ومتنه. وهو في الدر المنثور 1/254 وقد نسبه إلى ابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وابن عدي وابن عساكر.

ص: 164

قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} الآية: 124

[96]

أخرج عبد الرزاق في تفسيره والطبري من طريقه بسند صحيح عن طاوس1 عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} قال: ابتلاه الله بالطهارة، خمس في الرأس، وخمس في الجسد2.

قوله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} الآية: 125

[97]

روى عبد بن حميد بإسناد جيد عن مجاهد في قوله: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً} قال يحجون ثم يعودون3 4

1 طاوس بن كيسان اليماني، أبو عبد الرحمن، الحميري مولاهم، الفارسي، ويقال اسمه ذكوان، وطاوس لقب، ثقة فقيه، فاضل، مات سنة ست ومائة، وقيل بعد ذلك. أخرج له الجماعة. التقريب 1/377.

2 فتح الباري 10/337.

أخرجه عبد الرزاق 1/57، ومن طريقه الطبري رقم1910 قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، به. وتمامه قال:"في الرأس: قصّ الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسِّواك، وفَرْق الرأس. وفي الجسد: تقليم الأظفار، وحَلق العانة، والخِتان، ونَتْف الإبط، وغَسل أثر الغائط والبول بالماء ". وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في سبق.

والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/273 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم - وصححه - والبيهقي في سننه.

قال ابن حجر عقبه: وصحّ عن ابن عباس أن الكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم فأتمهن هي خصال الفطرة ومنهن الختان.

3 قوله {مَثَابَةً} أي مرجعا للحجاج والعمار يتفرقون عنه، ثم يعودون إليه. كذا فسره ابن حجر.

4 لم أجده بهذا اللفظ إلا عند السيوطي في الدر المنثور 1/289 ولفظه "عن مجاهد في =

ص: 165

[98]

عن عطاء 1 {مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ} قال: عرفة وغيرها من المناسك؛ لأنه قام فيها ودعا2.

[99]

وقال مجاهد: المراد بمقام إبراهيم الحرم كله3.

[100]

وعن النخعي 4 الحرم كله5.

= قوله: {مَثَابَةً لِلنَّاسِ} قال: يأتون إليه لا يقضون منه وطرا أبدا، يحجون ثم يعودون. وقد عزاه إلى سفيان بن عيينة وعبد الرواق وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان.

وقد أخرج عبد الرزاق 1/58، وابن جرير الأرقام 1963-1965 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه بلفظ "يثوبون إليه، لا يقضون منه وطراً".

وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان رقم3995 من طريق آدم، نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه بلفظ "لا يقضون منه وطراً". اهـ. قلت: فهذه ألفاظ متقاربة، قريبة المعنى. والله أعلم.

1 هو ابن أبي رباح.

2 فتح الباري 3/440.

أخرجه ابن جرير 1993 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه - نحوه. ولفظه:{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} قال: لأني قد جعلته إماما فمقامه عرفة، والمزدلفة، والجمار.

3 فتح الباري 1/499.

أخرجه ابن جرير رقم1998 عن حماد بن زيد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في الآية قال: الحرم كله مقام إبراهيم.

4 إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، أبو عمران الكوفي الفقيه، ثقة، إلا أنه يرسل كثيراً، مات سنة ست وتسعين، وهو ابن خمسين أو نحوها. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/155-156، والتقريب 1/46.

5 فتح الباري 3/440.

لم أهتد إلى من أخرجه، وانظر ما قبله.

ص: 166

[101]

وكذا رواه الكلبي1 عن أبي صالح2 عن ابن عباس3.

قوله تعالى: {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا} الآية: 128

[102]

قال عبد بن حميد حدثنا يزيد بن هارون4 حدثنا سليمان التيمي5 عن أبي مجلز6 قال: "لما فرغ إبراهيم من البيت أتاه جبريل فأراه الطواف بالبيت سبعا، قال وأحسبه وبين الصفا والمروة، ثم أتى به عرفة فقال: أعرفت؟ قال: نعم، قال: فمن ثم سميت عرفات. ثم أتى به جمعا

1 هو محمد بن السائب الكلبي، أبو النضر الكفي المفسر النسابة الأخباري. قال البخاري: أبو النضر الكلبي تركه يحيى وابن مهدي. ثم قال البخاري: قال علي: حدثنا يحيى بن سفيان، قال لي الكلبي: كل ما حدثتك عن أبي صالح فهو كذب. وقال أحمد بن زبير: قلت لأحمد بن حنبل: يحلّ النظر في تفسير الكلبي؟ قال: لا.

انظر ترجمته في ميزان الاعتدال 5/2 رقم7574.

2 اسمه باذام - بالذال المعجمة - ويقال: آخره نون، أبو صالح، مولى أم هانئ، ضعيف مدلس، أخرج له الأربعة. التقريب 1/93.

3 فتح الباري 3/440.

إسناده ضعيف؛ لأن الكلبي متروك، وأبو صالح ضعيف. وأخرجه ابن أبي حاتم الفاتحة والبقرة رقم1207 من طريق عبد الله بن عيسى، ثنا داود بن أبي هند، عن مجاهد، عن ابن عباس - مثله. وهذا أيضا إسناد ضعيف، لضعف عبد الله بن عيسى.

4 يزيد بن هارون بن زاذان، السلمي مولاهم، أبو خالد الواسطي، ثقة متقن، عابد، مات سنة ست ومائتين، وقد قارب التسعين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/372.

5 سليمان بن بلال التيمي مولاهم، أبو محمد وأبو أيوب المدني، ثقة، مات سنة سبع وسبعين ومائة، أخرج له الجماعة. التقريب 1/322.

6 اسمه لاحق بن حميد بن سعيد السّدوسي البصري، أبو مِجْلَز مشهور بكنيته، ثقة من التابعين، روى عنه سليمان التيمي وغيره، مات سنة ست وقيل تسع ومائة، وقيل قبل ذلك. أخرج له الجماعة.

انظر: الجرح والتعديل 9/124، وتهذيب التهذيب 11/171-172، والتقريب 2/340.

ص: 167

فقال: ههنا يجمع الناس الصلاة. ثم أتى به منى فعرض لهما الشيطان، فأخذ جبريل سبع حصيات فقال: ارمه بها وكبّر مع كل حصاة1.

قوله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ} الآية: 138

[103]

وصل عبد بن حميد من طريق منصور2 عن مجاهد قال: قوله: {صِبْغَةَ اللَّهِ} أي دين الله3.

[104]

ومن طريق ابن أبي نجيح عنه قال: {صِبْغَةَ اللَّهِ} أي فطرة الله4.

[105]

ومن طريق قتادة قال: إن اليهود تصبغ أبناءها تهودا، وكذلك النصارى، وإن صبغة الله الإسلام، وهو دين الله الذي بعث به نوحا ومن

1 فتح الباري 3/440.

إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات. وروي نحوه عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور رقم220 من طريق خُصيف، عن مجاهد. ونحوه عن قتادة. انظر: تفسير ابن كثير 1/267-268. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/332 ونسبه إلى ابن أبي شيبة.

2 هو منصرو بن المعتمر بن عبد الله السلمي أبو عتاب الكوفي، روى عن مجاهد وغيره، وعنه جرير بن عبد الحميد وغيره، ثقة ثبت، وكا لا يدلس، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/277-278، والتقريب 2/277.

3 فتح الباري 8/161.

أخرجه ابن جرير رقم2119، 2120 من طريق سفيان وابن أبي نجيح، كلاهما، عن مجاهد - مثله.

وبه فسره الضحاك عن ابن عباس، وأبو العالية، وعكرمة، وإبراهيم، والحسن، وقتادة، وعبد الله بن كثير، وعطية العوفي، والربيع بن أنس، والسدي. انظر: تفسير ابن كثير 1/272.

4 فتح الباري 8/161.

أخرجه ابن جرير رقم2126 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه - مثله.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/340 ونسبه لعبد بن حميد وابن جرير.

ص: 168

كان بعده1.

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} الآية: 143

[106]

وذكر في كتاب خلق أفعال العباد عقب حديث أبي سعيد في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} هم الطائفة المذكورة في حديث: "لا تزال طائفة من أمتي"2.

قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} الآية: 144

[107]

أخرج الطبري وغيره من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: "لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة - واليهود أكثر أهلها - يستقبلون بيت المقدس، أمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها سبعة عشر شهرا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يستقبل قبلة إبراهيم، فكان

1 فتح الباري 8/161.

أخرجه ابن جرير رقم2113 من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عنه - نحوه.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/340 ونسبه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.

2 فتح الباري 13/293.

أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد، ص 59 حدثنا إسحاق، حدثنا أبو أسامة، قال الأعمش، حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم يا رب، فتسأل أمته هل بلغلكم؟ فيقولون: ما جاءنا من نذير، فيقال: من شهودك؟ فيقول: فيقول: محمد وأمته، فيجاء بكم فيشهدون" ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} . قال أبو عبد الله - أي البخاري نفسه -: هم الطائفة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم".

وحديث أبي سعيد المشار إليه أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير، باب {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} رقم4487 بسنده عن أبي سعيد مرفوعا.

ص: 169

يدعو وينظر إلى السماء، فنزلت"1.

[108]

ومن طريق مجاهد قال: إنما كان يحب أن يتحول إلى الكعبة لأن اليهود قالوا: يخالفنا محمد ويتبع قبلتنا، فنزلت2.

قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} الآية: 157

[109]

وصل الحاكم في المستدرك من طريق جرير3 عن منصور، عن مجاهد، عن سعيد بن المسيب، عن عمر4 قال: نِعم العِدْلان ونعم العلاوة5 {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ

1 فتح الباري 1/502.

أخرجه ابن جرير رقم2236 حدثني المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وفيه "ستة عشر شهرا " بدل "سبعة عشر شهرا"، وفي البخاري رقم399 من حديث البراء ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا".

2 فتح الباري 1/502.

أخرجه ابن جرير رقم2234 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، به. وفي إسناده الحسين - وهو سنيد - ضعيف، ويأتي برقم 193.

3 هو جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي، أبو عبد الله الرازي القاضي، روى عن منصور بن المعتمر وغيره، وعنه إسحاق بن راهويه وعثمان بن أبي شيبة وغيرهما، ثقة، مات سنة ثمان وثمانين ومائة.

انظر ترجمته في: التهذيب 2/65-66، التقريب 1/127.

4 عمر بن الخطاب بن نُفَيل القرشي العدوي، أمير المؤمنين، ثاني الخلفاء الراشدين، مشهور، جمّ المناقب، استشهد في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين. وولي الخلافة عشر سنين ونصفا. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/137، رقم3830، والإصابة 4/484، رقم5752، والتقريب 2/54.

5 العِدْلان: العِدل - بالكسر - نصف الحمل، يكون على أحد جنبي البعير. والعلاوة: ما توضع بين العدبين، وهي زيادة في الحمل، ذكر ذلك ابن كثير، وقال: وكذلك هؤلاء أعطوا ثوابهم وزيدوا أيضا.

انظر: القاموس ص: 928 باب اللام، فصل العين مادة "عدل" وص: 1182 باب الواو والياء، فصل العين مادة "علو" وتفسير ابن كثير 1/285.

ص: 170

عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} ، {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} نعم العدلان، {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} نعم العلاوة. وهكذا أخرجه البيهقي عن الحاكم1.

[110]

وأخرجه عبد بن حميد في تفسيره من وجه آخر عن منصور

1 فتح الباري 3/172.

أخرجه الحاكم 2/270 ومن طريقه البيهقي في سننه 4/65 وفي شعب الإيمان رقم1587 قال: حدثني علي بن عيسى الحيري، ثنا مسدد بن قطن، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ولا أعلم خلافا بين أئمتنا أن سعيد بن المسيب أدرك أيام عمر رضي الله عنه، وإنما اختلفوا في سماعه منه. وقد صحّح ابن حجر إسناده في تغليق التعليق 2/470.

قلت: ورواية ابن المسيب عن عمر مرسلة كما روى ابن أبي حاتم عن أبيه وغيره. وقال يحيى بن معين: سعيد بن المسيب قد رأى عمر وكان صغيرا.... ولم يثبت له سماع من عمر. إلا أنه من المتفق عليه - كما قال ابن حجر - أن مرسلاته أصح المراسيل، لا لذاتها، بل بالنظر إلى قرائن أخرى.

قال الحاكم: "وأصحها - كما قال ابن معين - مراسيل ابن المسيب؛ لأنه من أولاد الصحابة، وأدرك العشرة، وفقيه أهل الحجاز، ومفتيهم وأول الفقهاء السبعة الذين يعتد مالك بإجماعهم كإجماع كافة الناس. وقد تأمل الأئمة المتقدمون مراسيله، فوجدوها بأسانيد صحيحة، وهذه الشرائط لم توجد في مراسيل غيره....". انظر: المراسيل ص 64، رقم الترجمة 112، وقواعد التحديث ص 141-142.

والأثر أخرجه أيضا سعيد بن منصور رقم233 عن سفيان بن عيينة، عن منصور، عن مجاهد قال: قال عمر بن الخطاب - فذكره. ولم يذكر "سعيد بن المسيب" فهو منقطع.

ص: 171

من طريق نعيم بن أبي هند1 عن عمر نحوه2.

قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية: 158

[111]

روى الطبراني وابن أبي حاتم في التفسير بإسناد حسن من حديث ابن عباس قال: قالت الأنصار: إن السعي بين الصفا والمروة من أمر الجاهلية، فأنزل الله عز وجل {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية3.

1 نعيم بن أبي هند الأشجعي الكوفي، ثقة رمي بالنصب. قال أبو حاتم الرازي: قيل لسفيان الثوري: ما لَكَ لم تسمع من نعيم بن أبي هند؟ قال: كان يتناول عليا رضي الله عنه. مات سنة عشر ومائة.

انظر ترجمته في: التهذيب 10/417-418، والتقريب 2/306.

2 فتح الباري 3/172.

أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 2/470 من رواية نعيم بن أبي هند، عن عمر، به. وقال ابن حجر عقبه: وهو منقطع. وأخرجه - أي عبد بن حميد كما في المصدر السابق - عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن مجاهد، به.

3 فتح الباري 3/500.

أخرجه الطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم1743 حدثنا موسى بن زكريا، ثنا عمر بن يحيى الأيلي، نا حفص بن جميع، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. قال الطبراني: لم يروه عن سماك إلا حفص، تفرد به عمر. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 3/251 رواه الطبراني في الأوسط، وفيه حفص بن جميع وهو ضعيف. وفي رواية سماك عن عكرمة خاصة فيها اضطراب. انظر: التقريب 1/332، والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/385 ولم ينسبه إلا إلى الطبراني في الأوسط.

هذا ولم أره في تفسير ابن أبي حاتم عن ابن عباس، وهذا مما سقط من طبعته؛ فإن الحافظ ابن حجر قد صرّح أنه في تفسير ابن أبي حاتم، فيستبعد جداً أن يصرح به إلا أن يكون موجوداً فيه، ثم إني قد وقفت على أكثر من موضع قد سقط من هذا التفسير في طبعته، فلا أدري هل السقط كان من أصل المخطوط أو من الطابع.

هذا وقد أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره رقم1430، 1431 من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة نحو هذا. وأثر عائشة هذا مجرج في الصحيحين كما تأتي الإشارة إلى ذلك في الذي بعده.

ص: 172

[112]

وفي "كتاب مكة" لعمر بن شبة بإسناد قوي عن مجاهد قال: قالت الأنصار: إن السعي بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية، فنزلت1.

[113]

ومن طريق الكلبي قال: كان الناس أول ما أسلموا كرهوا الطواف بينهما؛ لأنه كان على كل واحد منهما صنم فنزلت2.

[114]

روى الفاكهي وإسماعيل القاضي في الأحكام بإسناد صحيح، عن الشعبي3 قال: كان صنم بالصفا يُدعى أساف ووثن المروة يدعى نائلة،

1 فتح الباري 3/501.

أخرجه سعيد بن منصور رقم235 عن إسماعيل بن إبراهيم، وابن جرير رقم2343، 2344 من طريق ابن علية وعيسى بن ميمون الجرشي، ثلاثتهم عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - مثله أو نحوه.

وهو مرسل، وله شاهد من حديث عائشة أخرجه الشيخان من طريق الزهري، عن عروة، عنها - نحوه.

البخاري: كتاب الحج، باب وجوب الصفا والمروة، رقم1643. ومسلم: كتاب الحج، باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به، رقم1277.

وأثر مجاهد ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/385 ونسبه إلى سعيد بن منصور، وعبد ابن حميد، وابن جرير.

2 فتح الباري 3/501.

ضعيف، بل ساقط؛ فإن الكلبي ضعيف متروك، ولكن ورد ذلك بطرق صحيحة عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما. انظر السابق والذي قبله.

3 الشعبي هو عامر بن شراحيل أبو عمر الكوفي، روى عن عدد من الصحابة والتابعين، منهم علي وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وآخرون. وعنه أبو إسحاق السبيعي ومغيرة وسماك بن حرب وآخرون. قال منصور الغداني عن الشعبي: أدركت خمسمائة من الصحابة. والشعبي ثقة مشهور فقيه فاضل، قال مكحول: ما رأيت أفقه منه. مات بعد المائة وله نحو من ثمانين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 5/57-60 والتقريب 1/387.

ص: 173

فكان أهل الجاهلية يسعون بينهما، فلما جاء الإسلام رمي بهما، وقالوا: إنما كان ذلك يصنعه أهل الجاهلية من أجل أوثانهم، فأمسكوا عن السعي بينهما، قال: فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية1.

[115]

وذكر الواحدي في "أسبابه" عن ابن عباس نحو هذا، وزاد فيه "يزعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة فمسخا حجرين فوضعا على الصفا والمروة ليعتبر بهما، فلما طالت المدة عبدا" والباقي نحوه2.

[116]

وروى الفاكهي بإسناد صحيح إلى أبي مجلز نحوه3.

قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} الآية: 163

[117]

أخرج الترمذي من حديث أسماء بنت يزيد 4 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

1 فتح الباري 3/500.

أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 2/241، رقم1438 وابن جرير رقم2336 كلاهما من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، به.

والحديث ضعيف مع صحة إسناده؛ لأنه مرسل. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/385 ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.

2 فتح الباري 3/501.

ذكره الواحدي في أسباب النزول ص 47-48 من غير إسناد قال، قال عمر بن الحسين أنه سأل ابن عباس - فذكره بنحوه.

3 فتح الباري 3/501.

أخرج الفاكهي في أخبار مكة 2/240، رقم1436 حدثنا حسين بن حسن، قال: أنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث عن أبي مجلز. ولفظه قال "كان أهل الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة فقال المسلمون إنما كان أهل الجاهلية يفعلون ذلك فأنزل الله عز وجل {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} .

4 أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية، تكنى أم سلمة، ويقال: أم عامر، صحابية. وهي ابنة عمة معاذ بن جبل. قتلت يوم اليرموك تسعة من الروم بعمود فسطاطها. روى عنها شهر بن حوشب ومجاهد وغيرهما. انظر ترجمتها في: أسد الغابة 7/16، رقم6717، والإصابة 8/21، رقم10816، والتقريب 2/589.

ص: 174

"اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} وفاتحة سورة آل عمران {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} أخرجه أصحاب السنن إلا النسائي وحسنه الترمذي1.

قوله تعالى: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} الآية: 166

[118]

وصل عبد بن حميد والطبري وابن أبي حاتم بسند ضعيف عن ابن عباس {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} قال: المودة2.

[119]

وكذا أخرجه عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد3.

[120]

وللطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: تقطعت بهم المنازل4.

1 فتح الباري 11/224.

أخرجه الترمذي رقم3478، وابن ماجه رقم3855 كلاهما من طريقين، عن عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن أبي زياد القدّاح، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وحسّنه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2764.

2 فتح الباري 11/393.

أخرجه ابن جرير رقم2423، وابن أبي حاتم رقم1493 كلاهما من طريق أبي عاصم، أنبأ عيسى يعني ابن ميمون، عن قيس يعني ابن سعد، عن عطاء، عن ابن عباس، به. وانظر: تغليق التعليق 5/181.

3 فتح الباري 11/393.

أخرجه ابن جرير رقم2420 حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد – {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} قال: المودة.

4 فتح الباري 11/393. أخرجه ابن جرير رقم2427 من طريق العوفي، به مثله. والعوفي هو عطية، ضعيف وقد تقدم.

ص: 175

[121]

ومن طريق الربيع بن أنس مثله1.

[122]

وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن الربيع عن أبي العالية قال يعني أسباب الندامة2.

[123]

وللطبري من طريق ابن جريج 3 عن ابن عباس قال: الأسباب الأرحام، وهذا منقطع4.

[124]

ولابن أبي حاتم من طريق الضحاك قال: تقطعت بهم الأرحام، وتفرقت بهم المنازل في النار5.

1 فتح الباري 11/393.

أخرجه ابن جرير رقم2428 حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الرحمن بن سعد، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} قال: الأسباب: المنازل. انظر التعليق على ما تقدم برقم 21.

2 فتح الباري 11/393.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم1496 حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، به.

3 هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، الأموي مولاهم، المكي، ثقة، فقيه فاضل، وكان يدلس ويرسل، مات سنة خمسين ومائة أو بعدها. انظر ترجمته في: التقريب 1/520.

4 فتح الباري 11/393.

أخرجه ابن جرير رقم2429 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج، وقال ابن عباس - فذكره. وإسناده منقطع كما بين ذلك ابن حجر. ثم إن فيه الحسين وهو سنيد، ضعيف.

5 فتح الباري 11/393.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم1495 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا هانئ بن سعيد يعني: النخعي، أبو أبي بكير، عن جويبر، عن الضحاك، به.

ص: 176

[125]

وأخرج عبد بن حميد والطبري وابن أبي حاتم من طريق عبيد المكتب1 عن مجاهد قال: تواصُلهم في الدنيا2.

[126]

وللطبري من طريق ابن جريج عن مجاهد قال: تواصل كان بينهم بالمودة في الدنيا3.

[127]

وله من طريق سعيد4 ولعبد5 من طريق شيبان كلاهما عن قتادة قال: الأسباب المواصلة التي كانت بينهم في الدنيا يتواصلون بها، ويتحابون فصارت عداوة يوم القيامة6.

1 هو عبيد بن مهران، الكوفي، المكتّب، روى عن أبي الطفيل ومجاهد والشعبي وغيرهم، وعنه السفيان وجرير وشريك وغيرهم. ثقة. قال ابن سعد كان ثقة قليل الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر ترجمته في: التهذيب 7/68، والتقريب 1/545.

2 فتح الباري 11/393.

أخرجه ابن جرير رقم2418 حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: حدثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن عبيد المكتب، به. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم1493 حدثنا أحمد بن سنان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به.

3 فتح الباري 11/393.

أخرجه ابن جرير رقم2422 حدثني القاسم، قال: حدثني الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، به. وفيه الحسين وهو سنيد ضعيف.

4 هو ابن أبي عَروبة، مهران اليشكري، مولاهم، أبو النضر البصري، ثقة حافظ، له تصانيف، لكنه كثير التدليس، مات سنة ست وقيل سبع وخمسين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر: التقريب 1/302.

5 هو ابن حميد.

6 فتح الباري 11/393.

أخرجه ابن جرير رقم2424 حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، به.

ص: 177

[128]

وللطبري من طريق معمر1 عن قتادة قال: هو الوُصُل الذي كان بينهم في الدنيا2.

[129]

ولعبد من طريق السدي عن أبي صالح قال: الأعمال3.

[130]

وهو عند الطبري عن السدي من قوله4.

قوله تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} الآية: 168

[131]

وروى ابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال: {خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}

1 هو معمر بن راشد، الأزدي مولاهم، أو عُروة البصري، نزيل اليمن، ثقة ثبت فاضل، إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عُروة شيئا، وكذا فيما حدث به بالبصرة. مات سنة أربع وخمسين ومائة، وهو ابن ثمان وخمسين سنة. أخرج له الجماعة. التقريب 2/266.

2 فتح الباري 11/393.

أخرجه ابن جرير رقم2425 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، به.

3 فتح الباري 11/393.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم1498 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبيد الله بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن السدي، عن أبي صالح، به.

4 فتح الباري 11/393.

أخرجه ابن جرير رقم2430 حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي -: أما {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} فالأعمال. وقد ذكره ابن أبي حاتم عقب الرواية السابقة قائلا: وروي عن السدي نحوه ذلك.

قال الطبري: الأسباب جمع سبب وهو كل ما يتسبب به إلى طلبته وحاجته، فيقال للحبل سبب؛ لأنه يتوصل به إلى الحاجة التي يتعلق به إليها، وللطريق سبب للتسبب بركوبه إلى مالا يدرك إلا بقطعه، وللمصاهرة سبب للحرمة، وللوسيلة سبب للوصول بها إلى الحاجة، وكذلك كل ما كان به إدراك الطلبة فهو سبب لإدراكها.

وقال الراغب: السبب: الحبل الذي يُصْعَد به النخل وجمعه أسباب، وسمي كل ما يتوصل به إلى شيء سببا، وسمي العمامة والخمار والثوب الطويل سببا تشبيها بالحبل في الطول. انظر: تفسير الطبري 3/292، والمفردات ص 220 مادة "سبب".

ص: 178

نزغات الشيطان1.

[132]

ومن طريق مجاهد {خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} خطاه2.

[133]

ومن طريق القاسم بن الوليد 3: قلت لقتادة فقال: كل معصية الله فهي من خطوات الشيطان4.

[134]

وروى سعيد بن منصور عن أبي مجلز قال: {خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} النذور في المعاصي5.

1 فتح الباري 8/163.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم1506 حدثني أبو عبد الله الطهراني، أنبأ حفص بن عمر، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، به. وهذا إسناد ضعيف لأجل حفص بن عمر العدني، وقد تقد الكلام عليه برقم 43.

علقه عنه ابن كثير 1/292. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/403 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.

2 فتح الباري 8/163.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم1505 من طريق شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، به. وأخرجه ابن جرير رقم2440 من طريق شبل، عن ابن أبي نجيح، به مثله. وعلقه عنه ابن كثير 1/292. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/403 وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم.

3 هو القاسم بن الوليد الهمداني، أبو عبد الرحمن الكوفي القاضي، يروي عن قتادة وغيره، ويروي عنه حسين بن علي الجعفي وغيره، وثقه ابن معين والعجلي وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ ويخالف، قال ابن حجر: صدوق يُغرِب. مات سنة إحدى وأربعين ومائة.

انظر: الجرح والتعديل 7/122، والتهذيب 8/305-306، والتقريب 2/121.

4 فتح الباري 8/163.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم1508 حدثنا أبي، ثنا ثابت بن محمد الزاهد، ثنا حسين الجعفي، عن القاسم بن الوليد الهمداني، به مثله.

5 فتح الباري 8/163. قال ابن حجر: كذا قال، واللفظ أعم من ذلك، فمِنْ في كلامه مقدرة.

أخرجه سعيد بن منصور رقم242 عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي مجلز - مثله. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه ابن جرير رقم2444 من طريق جرير، عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز - مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/404 وعزاه لعبد بن حميد وأبي الشيخ.

ص: 179

قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} الآية: 172

[135]

أخرج مسلم عن أبي هريرة 1 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس إن الله طيّب لا يقبل إلا طيّبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً} [المؤمنون:51] وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} " الحديث2.

قوله تعالى:

{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} الآية 177

[136]

روى عبد الرزاق وغيره من طريق مجاهد أن أبا ذر سأل النبي صلى الله عليه وسلم

1 أبو هريرة الدوسي الصحابي الجليل، حافظ الصحابة، اختلف في اسمه واسم أبيه على أقوال. أشهرها أنه عبد الرحمن بن صخر. مات سنة بضع وخمسين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 6/313، رقم6326، والإصابة 7/348، رقم10680، والتقريب 2/484.

2 فتح الباري 9/518.

أخرجه مسلم في صحيحه رقم1015-65 - في الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها - من حديث فضيل بن مرزوق، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة مثله. وذكره ابن كثير 1/294 برواية الإمام أحمد بهذا الإسناد، ثم أشار إلى رواية مسلم.

قال ابن حجر - عقب ذكره له -: "وهو من رواية فضيل بن مرزوق، وقد قال الترمذي إنه تفرد به، وهو ممن انفرد مسلم بالاحتجاج به دون البخاري، وقد وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: يهم كثيرا ولا يحتج به، وضعفه النسائي، وقال ابن حبان: كان يخطئ على الثقات، وقال الحاكم: عيب على مسلم إخراجه. ثم قال ابن حجر: فكأن الحديث لما لم يكن على شرط البخاري اقتصر على إيراده في الترجمة".

ص: 180

عن الإيمان، فتلا عليه {لَيْسَ الْبِرَّ} إلى آخرها، ورجاله ثقات1.

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} الآية: 178

[137]

قيل: نزلت في حيّين من العرب كان لأحدهما طول على الآخر في الشرف فكانوا يتزوجون من نسائهم بغير مهر وإذا قتل منهم عبد قتلوا به حراً أو امرأة قتلوا بها رجلا، أخرجه الطبري عن الشعبي2.

1 فتح الباري 2/51.

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 11/128، رقم20110 عن معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد أن أبا ذر سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان - فذكره. قال ابن حجر كما في الصلب "ورجاله ثقات". وأخرجه ابن أبي حاتم رقم1539 حدثنا أبي، ثنا عبيد بن هشام الحلبي، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن عامر بن شفي، عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن أبي ذر، به.

قلت: وإن كان رجاله ثقات لكنه منقطع؛ فإن مجاهداً لم يدرك أبا ذر. فقد نبه على ذلك ابن كثير 1/296 إذ ذكره برواية ابن أبي حاتم ثم قال: "وهذا منقطع؛ فإن مجاهداً لم يدرك أبا ذر؛ فإنه مات قديما، ثم ذكر رواية أخرى موقوفة على أبي ذر، وقال: وهذا أيضا منقطع، والله أعلم، ثم قال: وأما الكلام على تفسير هذه الآية فإن الله تعالى لما أمر المؤمنين بالتوجه إلى بيت المقدس، ثم حوَّلهم إلى الكعبة، شق ذلك على نفوس طائفة من أهل أهل الكتاب وبعض المسلمين، فأنزل الله تعالى بيان حكمته في ذلك، وهو أن المراد إنما هو طاعة الله عز وجل، وامتثال أوامره، والتوجه حيثما وجّه، واتباع ما شرع، فهذا هو البر والتقوى والإيمان الكامل، وليس في لزوم التوجه إلى جهة من المشرق إلى المغرب برّ ولا طاعة، إن لم يكن عن أمر الله وشرعه، ولهذا قال: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} - الآية، كما قال في الأضاحي والهدايا {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} ". اهـ.

2 فتح الباري 12/209-210.

أخرجه ابن جرير رقم2558 حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو الوليد - وحدثني المثنى، قال: حدثنا الحجاج - قالا: حدثنا حماد، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي - نحوه. ولفظه "قال في قوله:{الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} ، قال: نزلت في قبيلتين من قبائل العرب اقتتلتا قتال عُميِّمَّة، فقالوا: نقتل بعبدنا فلان بن فلان، وبفلانة فلان بن فلان، فأنزل الله:{الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} ".

ص: 181

قوله تعالى: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً} الآية: 182

[138]

عن عطاء {جَنَفاً} : مَيلا، رواه الطبري عنه بإسناد صحيح1.

قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} الآية: 185

[139]

وقد أخرج أبو عبيد من طريق داود بن أبي هند2 قال: قلت للشعبي: قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} أم كان ينزل عليه في سائر السنة؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ما أنزل الله فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء3.

قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} الآية: 187

[140]

روى أحمد وأبو داود والحاكم من طريق

1 فتح الباري 5/357.

أخرجه ابن جرير الأرقام 2704-2706 من طرق عن عبد الملك، عن عطاء - مثله. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما سبق.

2 داود بن أبي هند، القُشيري مولاهم، أبو بكر أبو أبو محمد، البصري، ثقة متقن، كان يهم بآخره، مات سنة أربعين ومائة، وقيل قبلها. أخرج له البخاري في التعاليق، ومسلم والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/177، والتقريب 1/235.

3 فتح الباري 9/45.

أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب منازل القرآن بمكة والمدينة وذكر أوائله وأواخره، رقم17-56، ص 223 حدثنا ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/458 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن الضريس عن داود بن أبي هند، به.

ص: 182

عبد الرحمن بن أبي ليلى1، عن معاذ بن جبل2 قال: أحيل3 الصيام ثلاثة أحوال، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، وصام عاشوراء. ثم إن الله فرض عليه الصيام وأنزل عليه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} فذكر الحديث إلى أن قال "وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا، فإذا ناموا امتنعوا، ثم إن رجلا من الأنصار صلى العشاء، ثم نام فأصبح مجهودا، وكان عمر أصاب من النساء بعد ما نام فأنزل الله عز وجل:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} إلى قوله: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} 4.

1 عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني، ثم الكوفي، ثقة. اختلف في سماعه من عمر، روى عن معاذ بن جبل وغيره، وعنه عمرو بن مرة وغيره. مات بوقعة الجماجم سنة ست وثمانين، وقيل غرق. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/234، والتقريب 1/496.

2 معاذ بن جبل الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الرحمن، من أعيان الصحابة. شهد بدرا وما بعدها. وكان إليه المنتهى في العلم بالأحاكم والقرآن. مات بالشام سنة ثمان عشرة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/187، رقم4960، والإصابة 6/107، رقم8055، والتقريب 2/255.

3 في الفتح في طبعاته وفي النسخة الخطية "أحل" والتصحيح من مصادر التخريج، ومعنى "أحيل الصيام ثلاثة أحوال" أنه غُيّر ثلاث تغييرات أو حوّل ثلاث تحويلات. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر 1/463 مادة "حول".

4 فتح الباري 8/182.

قال ابن حجر: وهذا الحديث مشهور عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، لكنه لم يسمع من معاذ، وقد جاء عنه فيه "حدثنا أصحاب محمد"،.... فكأنه سمعه من غير معاذ أيضا. اهـ.

والحديث أخرجه الإمام أحمد 5/246-247 وأبو داود في سننه كتاب الصلاة، باب كيف الأذان رقم507 وابن أبي حاتم رقم1673 والحاكم 2/274 كلهم من طريق المسعودي، قال: حدثنا عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به نحوه مطولا ومختصرا. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

ص: 183

[141]

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن كعب ابن مالك1، عن أبيه2 قال: "كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد، فرجع عمر من عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد سمر عنده، فأراد امرأته، فقالت: إني قد نمت، قال: ما نمت، ووقع عليها. وصنع كعب بن مالك مثل ذلك، فنزلت3.

1 عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي - بفتح اللام، نسبة إلى "بني سلمة" بكسرها - تابعي ثقة، كان قائد أبيه حين عمي، أخرج له الشيخان وغيرهما.

انظر ترجمته في: التقريب 1/442.

2 هو كعب بن مالك بن أبي كعب، الأنصاري، السلمي المدني، صحابي مشهور، وهو أحد الثلاثة الذين خلّفوا، مات في خلافة عليّ.

انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/461-462 رقم4484 والإصابة 5/456-458 رقم7448 والتقريب 2/135.

3 فتح الباري 8/182.

أخرجه ابن جرير رقم2941 وابن أبي حاتم رقم1677 كلاهما من طريق ابن لهيعة قال: حدثني موسى بن جبير مولى بني سلمة: أنه سمع عبد الله بن كعب بن مالك يحدث عن أبيه - نحوه.

وذكره ابن كثير 1/318 عن الطبري، ثم قال: وهكذا روي عن مجاهد، وعطاء، وعكرمة، والسدي، وقتادة وغيرهم في سبب نزول هذا الآية في عمر بن الخطاب ومن صنع كما صنع، في صرمة بن قيس، فأباح الجماع والطعام والشراب في جميع الليل رحمة ورخصة ورفقا.

وقال ابن حجر - عقبها: و"من طريق أصحاب مجاهد وعطاء وعكرمة وغير واحد من غيرهم كالسدي وقتادة وثابت نحو هذا الحديث، لكن لم يزد واحد منهم في القصة على تسمية عمر إلا في حديث كعب بن مالك، والله أعلم".

والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/475-476 ونسبه إلى أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم بسند حسن. قال الشيخ أحمد شاكر: "وإنما حسن إسناده، من أجل ابن لهيعة - فيما أرجح - وعندي أنه إسناد صحيح. وقال: ابن لهيعة مختلف فيه كثيرا، والتحقيق أنه ثقة صحيح الحديث!!! تفسير الطبري 3/497 الحاشية. قلت: والتحقيق الذي عليه علماء الجرح والتعديل فيه أنه حافظ اختلط بعد احتراق كتبه وذلك قبل وفاته بأربع سنين سنة تسع وستين أو سبعين ومائة، فأدخل في حديثه مناكير كثيرة. وقبل ذلك كان يدلس عن قوم ضعفاء عن قوم رآهم ثقات. وقد سبر العلماء أحاديثه فقبلوا منها من رواية العبادلة عنه؛ لأنهم كانوا يتبعون أصوله، وقبل أن يحصل له الاختلاط والاحتراق. وردوا ما سوى ذلك إلا في الاعتبارات والمتابعات. انظر: الجرح والتعديل 5/145 والمجروحين 2/11 والميزان 3/189، رقم4530 والتهذيب 5/327 والتقريب 1/444.

ص: 184

[142]

وروى ابن جرير من طريق ابن عباس نحوه1.

قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} الآية: 187

[143]

وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} يعني طاعة الله2.

قوله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} الآية: 189

[144]

أخرج عبد بن حميد بإسناد صحيح عن الحسن3 قال: كان الرجل في الجاهلية يهم بالشيء يصنعه فيُحبس عن ذلك، فلا يأتي بيتا من قبل بابه حتى يأتي الذي كان همّ به4.

1 فتح الباري 8/182.

أخرجه ابن جرير رقم2940 من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس - نحو حديث كعب بن مالك.

2 فتح الباري 6/4.

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره رقم1693 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.

3 هو البصري.

4 فتح الباري 3/622.

والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/493 ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. وفيه أنه قاله في تفسير هذه الآية. قال ابن حجر: فجعل ذلك من باب الطيرة، وغيره جعل ذلك بسبب الإحرام. فتح الباري 3/622.

ص: 185

[145]

وعن محمد بن كعب القرظي1 قال: كان الرجل إذا اعتكف لم يدخل منزله من باب البيت فنزلت. وأخرجه ابن أبي حاتم بإسناد ضعيف2.

[146]

وعن مجاهد قال: كان المشركون إذا أحرم الرجل منهم ثقب كوة في ظهر بيته فدخل منها، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ومعه رجل من المشركون فدخل من الباب، وذهب المشرك ليدخل من الكوة. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما شأنك؟ " فقال: إني أحمسي3، فقال:"وأنا أحمسي". فنزلت". أخرجه الطبري4.

1 محمد بن كعب بن سليم بن أسد، أبو حمزة القُرَظي، المدني، وكان قد نزل الكوفة مدة، ثقة عالم، ولد سنة أربعين على الصحيح، ووهم من قال ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال البخاري: إن أباه كان ممن لم ينبت من بني قريظة. مات محمد سنة عشرين، وقيل قبل ذلك. أخرج له الجماعة. التقريب 2/203.

2 فتح الباري 3/622.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم1713 قال: ذُكر عن زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة الربذي قال: سمعت محمد بن كعب القرظي - فذكره.

وإسناده ضعيف كما بين ابن حجر. وإنما كان سبب تحّرجهم في ذلك الإحرام كما في البخاري وغيره. انظر ما بعده.

والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/493 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.

3 الحُمس جمع أحمس، وهم قريش، وخزاعة لنزولها مكة ومجاورتها قريشا، وكل من ولدت قريش من العرب وكنانة، وجَديلة قيس - وهم فهم وعدوان ابنا عمرو بن قيس عيلان -، وبنو عامر بن صعصعة، وكل من نزل مكة من قبائي العرب.

سُمّوا حمسا؛ لأنهم تحّمسوا في دينهم أي تشدّدوا. والحماسة: الشجاعة، كانوا يقفون بمزدلفة ولا يقفون بعرفة، ويقولون: نحن أهل الله فلا يخرج من الحرم، وكانوا لا يدخلون البيوت من أبوابها وهم محرمون. انظر: سيرة ابن هشام 1/216-221، وتفسير الطبري رقم3840، والنهاية في غريب الحديث والأثر 1/440.

4 فتح الباري 3/622. أخرجه ابن جرير رقم3081 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عنه نحوه.

ص: 186

[147]

وأخرج ابن خزيمة والحاكم في صحيحيهما من طريق عمار ابن رُزيق1 عن الأعمش2 عن أبي سفيان3 عن جابر4 قال: كانت قريش تدعى الحمس، وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام، وكانت الأنصار

1 ورد في الفتح والمستدرك وغيرهما بتقديم الزاء مصحفا، وعمار هو ابن رُزَيق - بتقديم الراء، مصغراً - الضبي التميمي أبو الأحوص الكوفي، روى عن الأعمش وغيره، وعنه أبو الجواب الأحوص بن جواب وغيره. قال ابن حجر: لا بأس به، مات سنة تسع وخمسين، أخرج له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 7/350، والتقريب 2/47.

2 اسمه سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، أبو محمد الكوفي الأعمش، ثقة حافظ، عارف بالقراءة، ورع، لكنه يدلّس، مات سنة سبع وأربعين ومائة، أو ثمان، وكان مولده أول إحدى وستين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/195-197، والتقريب 1/331.

3 اسمه طلحة بن نافع الواسطي، أبو سفيان، الإسكاف، نزل مكة، روى عن جابر ابن عبد الله وغيره، وعنه الأعمش وغيره. وهو راويته. قال النسائي وابن عدي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات. وفي التقريب: صدوق من الرابعة. وروى له البخاري مقرونا بغيره. في العلل الكبير لعلي بن المديني: أبو سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث، وقال فيها: أبو سفيان يكتب حديثه وليس بالقوي. قال أبو حاتم عن شعبة: لم يسمع أبو سفيان من جابر إلا أربعة أحاديث. قال ابن حجر: لم يخرج البخاري له سوى أربعة أحاديث عن جابر وأظنها التي عناها شيخه علي بن المديني منها حديثان في الأشربة قرنه بأبي صالح وفي الفضائل حديث اهتز العرش كذلك والرابع في تفسير سورة الجمعة قرنه بسالم بن أبي الجعد. وقال أبو بكر البزار هو في نفسه ثقة.

انظر ترجمته في: التهذيب 5/24، والتقريب 1/380.

4 جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، الأنصاري، صحابي ابن صحابي، غزا تسع عشرة غزوة، ومات بالمدينة بعد السبعين، وهو ابن أربع وتسعين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/392، رقم647، والإصابة 1/546، رقم1028، والتقريب 1/122.

ص: 187

وسائر العرب لا يدخلون من الأبواب.

فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان فخرج من بابه، فخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري1، فقالوا: يا رسول الله، إن قطبة رجل فاجر؛ فإنه خرج معك من الباب. فقال:"ما حملك على ذلك؟ " فقال: رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت، قال:"إني أحمسي"، قال: فإن ديني دينك، فأنزل الله الآية2.

1 هو قطبة بن عامر بن حديدة الأنصاري، يُكنى أبا زيد، ذكروه فيمن شهد بدرا والعقبة والمشاهد، وكانت معه راية بني سلمة يوم الفتح. وقال أبو حاتم: له صحبة، توفي في خلافة عمر، وقيل: في خلافة عثمان. انظر ترجمته في: الإصابة 5/338 رقم7133.

2 فتح الباري 3/621.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم1710 عن أحمد بن منصور الرمادي، والحاكم 1/483 من طريق محمد بن إسحاق الصنعاني، قالا: حدثنا أبو الجواب، عن عمار بن زريق، به نحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه الزيادة، ووافقه الذهبي.

قال ابن حجر - عقب ذكره -: "وهذا الإسناد وإن كان على شرط مسلم لكن اختلف في وصله على الأعمش عن أبي سفيان، فرواه عبد بن حميد عنه فلم يذكر جابراً، أخرجه تقي وأبو الشيخ في تفسيريهما من طريقه. وكذا سماه الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن ابن عباس. وكذا ذكر مقاتل بن سليمان في تفسيره ". فتح الباري 3/621.

وقد سبق في ترجمة أبي سفيان قول ابن المديني وشعبة إن أبا سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث، كما سبق قول ابن حجر أنه يظن أنها الأربعة الأحاديث التي أخرج له البخاري.

وقد أخرجه أيضا أبو الشيخ في تفسيره كما في الإصابة 5/338 عن أبي يحيى الرازي، عن سهل بن عثمان، عن عبيدة بن حميدة، عن الأعمش، عن أبي سفيان - مرسلا ولم يذكر جابرا. قال أبو الشيخ: رواه غيره عن سهل بن عثمان، فذكر في السند جابرا - يعني وصله -.

والحديث ذكره ابن كثير 1/327 ونسبه إلى ابن أبي حاتم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/491 ونسبه إلى ابن أبي حاتم والحاكم.

ص: 188

[148]

وبين الزهري1 السبب في صنيعهم ذلك فقال: كان ناس من الأنصار إذا أهلّوا بالعمرة لم يحل بينهم وبين السماء شيء، فكان الرجل إذ أهل فبدت له حاجة في بيته لم يدخل من الباب من أجل السقف أن يحول بينه وبين السماء2.

[149]

أخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق داود بن أبي هند، عن قيس بن حبتر النهشلي3 قال: كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه، ولكن من قبل ظهره، وكانت الحُمُس تفعله، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا فاتبعه رجل يقال له رفاعة بن تابوت ولم يكن من الحمس" فذكر القصة وهذا مرسل4.

1 هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة ابن كلاب القرشي الزهري، وكنيته أبو بكر، الفقيه الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه، مات سنة خمس وعشرين ومائة، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين. أخرج له الجماعة. التقريب 2/207.

2 فتح الباري 3/622.

أخرجه ابن جرير رقم3082 حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري - فذكره بنحو حديث جابر. وفيه أن ذلك وقع زمن الحديبية بالعمرة، وفي آخره "فأنزل الله تعالى ذكره {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} . وهذا مرسل؛ فإن الزهري لم يحضر الواقعة. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/491 ونسبه إلى ابن جرير فقط.

3 في الفتح "قيس بن جبير" وهو تصحيف، وكذا وقع التصحيف في الإصابة 2/406 وفي الدر المنثور 1/492.

و"قيس بن حبتر - بفتح الحاء المهملة والتاء المثناة بينهما باء موحدة ساكنة - هوالنهشلي التميمي، تابعي ثقة، وثقه أبو زرعة والنسائي وغيرهما.

انظر ترجمته في: التهذيب 8/348، والتقريب 2/128.

4 فتح الباري 3/621. =

ص: 189

قوله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} الآية: 195

[150]

أخرج مسلم والنسائي وأبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم من طريق أسلم أبي عمران1 قال: كنا بالقسطنطينية، فخرج صف عطيم من الروم، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، ثم رجع مقبلا، فصاح الناس: سبحان الله، ألقى بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب 2: أيها الناس، إنكم تؤولون هذه الآية على هذا التأويل،

= أخرجه ابن جرير رقم3077 حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر ابن سليمان، قال: سمعت داود - وهو ابن أبي هند، به نحوه. وهذا إسناد مرسل؛ فإنه عن تابعي مرفوعا، فهو ضعيف. كما نبّه على ذلك الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على هذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد كما في الإصابة 2/406 من طريق قيس بن حبتر، به.

وقال ابن حجر: في هذا المرسل نظر؛ لأن رفاعة بن تابوت معدود في المنافقين، وهو الذي هبّت الريح العظيمة لموته.

وقد ترجم ابن حجر في الإصابة - في القسم الأول - 2/406 رقم2667 لرفاعة ابن تابوت هذا، ونسبه إلى الأنصار، وقال: إن الذي هبت الريح لموته رفاعة بن تابوت آخر غير هذا. وقد تقدمت ترجمت رفاعة هذا برقم 90 عند قوله تعالى: {لا تَقُولُوا رَاعِنَا} .

والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/492 ونسبه لعبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير.

1 في الفتح في طبعاته "أسلم بن عمران"، وقد وقع كذلك عند الطيالسي، وأسباب النزول للواحدي، وفي النسخة الخطية من الفتح "أسلم بن أبي عمران" والصواب ما أثبت؛ فهو أسلم بن يزيد أبو عمران التُّجيبي المصري، يروي عن أبي أيوب وغيره، وعنه يزيد بن أبي حبيب وغيره، ثقة، من الثالثة، أخرج له أبو داود والترمذي والنسائي. انظر ترجمته في: التهذيب 1/323، والتقريب 1/64.

2 اسمه خالد بن زيد بن كُليب الأنصاري، أبو أيوب، مشهور بكنيته، من كبار الصحابة، شهد بدرا ونزل النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة عليه، مات غازيا بالروم، سنة خمسين، وقيل بعدها. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/199، رقم2168، والإصابة 2/199، رقم2168، والتقريب 1/213.

ص: 190

وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار: إنا لما أعزّ الله دينه وكثر ناصروه قلنا بيننا سراً: إن أموالنا قد ضاعت، فلو أنا أقمنا فيها وأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله هذه الأية، فكانت التهلكة الإقامة التي أردناها1.

[151]

وصح عن ابن عباس وجماعة من التابعين نحو ذلك في تأويل الآية2.

1 فتح الباري 8/185.

هكذا عزاه ابن حجر لمسلم، وهو سبق قلم منه رحمه الله فإنه لم يخرجه كما يتبين ذلك عند التخريج.

والحديث صحيح أخرجه النسائي في تفسيره رقم48، 49 وأبو داود في الجهاد، باب في قوله تعالى:{وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} رقم2512 والترمذي في التفسير، باب "ومن سورة البقرة" رقم2972 - وقال حديث حسن صحيح غريب - وابن جرير رقم3179 والطيالسي رقم599 وابن حبان في صحيحه ج 11/رقم4711 والحاكم 2/84، 275 والواحدي في الأسباب ص 54 كلهم من طرق عن حيوة بن شريح، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران، به نحوه. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي.

قلت: وإنما هو صحيح، وليس على شرطهما؛ لأن أسلم أبا عمران ليس من رجالهما كما بين الحافظ نفسه في التقريب.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/500 ونسبه إلى عبد بن حميد وأبي داود والترمذي والنسائي وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في سننه.

2 فتح الباري 8/185.

أما أثر ابن عباس فأخرجه ابن جرير رقم3149 من طريق عمرو بن أبي قيس، عن عطاء، عن سعيد بن جبير عنه. ولفظه {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} قال: ليس التهلكة أن يقتل الرجل في سبيل الله، ولكن الإمساك عن النفقة في سبيل الله. وذكره ابن كثير 1/332 معلقا عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، به.

وهذا القول هو الذي رجحه ابن حجر معللا ذلك لتصدير الآية بذكر النفقة، فهو المعتمد في نزولها، وأما قصرها عليه ففيه نظر؛ لأن العبرة بعموم اللفظ أهـ.

ص: 191

[152]

وروى ابن أبي حاتم من طريق زيد بن أسلم أنها كانت نزلت في ناس كانوا يغزون بغير نفقة1.

[153]

ومن طريق الضحاك بن أبي جبيرة 2: "كان الأنصار يتصدقون، فأصابهم سنة فأمسكوا، فنزلت3.

[154]

وروى ابن جرير وابن المنذر بإسناد صحيح عن مدرك بن عوف4

1 فتح الباري 8/185.

قال ابن حجر: فيلزم على قوله اختلاف المأمورين، فالذين قيل لهم:"أنفقوا - وأحسنوا" أصحاب الأموال، والذين قيل لهم {وَلا تُلْقُوا} الغزاة بغير نفقة، ولا يخفى ما فيه. اهـ.

والأثر أخرجه ابن أبي حاتم رقم1745 حدثنا يونس بن عبد الأعلى قراءة، أخبرني ابن وهب، أخبرني عبد الله بن عياش، عن زيد بن أسلم - نحوه مطولا. قال ابن أبي حاتم: وروي عن القاسم بن محمد، نحو ذلك.

وابن وهب هو عبد الله بن وهب المصري، ثقة، وعبد الله بن عياش قال عنه ابن حجر: صدوق يغلط، أخرج له مسلم في الشواهد. التقريب 1/439. وأخرج ابن جرير رقم3166 حدثني يونس، قال أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد - فذكر نحوه.

والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/500 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم.

2 الضحاك بن أبي جبيرة، وقيل أبو جبيرة بن الضحاك، قال ابن حبان له صحبة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/45، رقم2550، والإصابة 3/383، رقم4180 و7/54، رقم9683.

3 فتح الباري 8/185.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم1750 حدثنا أبي، ثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة، عن داود ابن أبي هند، عن الشعبي، عن الضحاك بن أبي جبيرة - نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/500 ونسبه إلى عبد بن حميد وأبي يعلى وابن جرير والبغوي في معجمه وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن قانع والطبراني عن الضحاك بن أبي جبيرة.

4 مدرك بن عوف البجلي كوفي، روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، روى عنه قيس بن أبي حازم. كذا روى ابن أبي حاتم عن أبيه. وسكت عنه. ذكره في الجرح والتعديل 8/327.

ص: 192

قال: إني لعند عمر، فقلت: إن لي جاراً رمى بنفسه في الحرب فقتل، فقال ناس: ألقى بيده إلى التهلكة، فقال عمر: كذبوا، لكنه اشترى الآخرة بالدنيا1.

[155]

أخرج ابن جرير وابن المنذر وغيرهما بإسناد صحيح عن أبي إسحاق2 قال: قلت للبراء3: أرأيت قول الله عز وجل: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} هو الرجل يحمل على الكتيبة فيها ألف؟ قال: لا، ولكنه الرجل يذنب فيلقي بيده فيقول: لا توبة لي4.

1 فتح الباري 8/185.

لم أجده عند ابن جرير، ولم يذكره السيوطي في الدر المنثور، وهذا وقد حكم عليه ابن حجر بالصحة، كما في سبق.

2 هو السَّبِيعي - بفتح المهملة وكسر الموحدة -، اسمه عمرو بن عبد الله الهمداني، ثقة عابد مكثر. ما سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل قبل ذلك. التقريب 2/73.

3 البراء بن عازب بن الحارث بن عدي الأنصاري، الأوسي، صحابي ابن صحابي، نزل الكوفة، أُستصغر يوم بدر، مات سنة اثنتين وسبعين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/362، رقم389، والإصابة 1/411، رقم618، والتقريب 1/94.

4 فتح الباري 8/185.

أخرجه ابن جرير الأرقام 3167، 3169، 3170، 3171 من طريق أبي الأحوص، وسفيان الثوري، وإسرائيل، وغيرهم، عن أبي إسحاق، به نحوه. وأخرجه الحاكم 2/275-276 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به نحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 1/500 ونسبه إلى وكيع، وسفيان بن عيينة، والفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم - وصححه - والبيهقي.

ص: 193

[156]

وعن النعمان بن بشير1 نحوه2.

[157]

وأخرج أحمد من طريق أبي بكر - وهو ابن عياش -3 عن أبي إسحاق قال: قلت للبراء: الرجل يحمل على المشركين أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة؟ قال: لا؛ لأن الله تعالى قد بعث محمداً فقال: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ} [النساء:84] فإنما ذلك في النفقة4.

1 النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة الأنصاري، الخزرجي، له ولأبويه صحبة، سكن الشام، ثم ولي إمرة الكوفة، ثم قتل بحمص سنة خمس وستين وله أربع وستون سنة أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/310، رقم5237، والإصابة 6/346، رقم8749، والتقريب 2/303.

2 فتح الباري 8/185.

والأثر ذكره ابن كثير 1/332 تعليقا عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير. وقال: رواه ابن مردويه. ولفظه: قال في قوله: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} أن يذنب الرجل الذنب فيقول: لا يغفر لي، فأنزل الله {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} .

وقد أخرجه الواحدي في الأسباب ص 54، والبيهقي في الشعب رقم7092 كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن سماك، به نحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/320 وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجالهما رجال الصحيح. والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 1/501 ونسبه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه، والطبراني، واليبهقي في الشعب.

3 أبو بكر بن عيّاش بن سالم الأسدي، الكوفي المقرئ، الحناط، مشهور بكنيته، ثقة عابد، إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح. مات سنة أربع وتسعين ومائة، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين، وقد قارب المائة، روايته في مقدمة مسلم، وأخرج له الأربعة. التقريب 2/399.

4 فتح الباري 8/185.

علق عليه ابن حجر قائلا: "فإن كان محفوظا فلعل للبراء فيه جوابين، والأول - إشارة إلى التي قلبلها - من رواية الثوري وإسرائيل وأبي الأحوص ونحوهم - وكل منهم أتقن من أبي بكر، فكيف مع اجتماعهم وانفراده.

والأثر أخرجه الإمام أحمد 4/281 وابن جرير رقم3168 كلاهما من طريق أبي بكر بن عياش، به نحوه. وعلقه ابن كثير 1/332 عن أبي بكر بن عياش، به. وقال رواه ابن مردويه.

ص: 194

قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} الآية: 196

[158]

وصل ابن خزيمة والدارقطني والحاكم من طريق ابن جريج، أخبرني نافع1، أن ابن عمر2 كان يقول: ليس من خلق الله أحد إلا عليه حجة وعمرة واجبتان من استطاع سبيلا، فمن زاد شيئا فهو خير وتطوع3.

[159]

وقال سعيد بن أبي عروبة في المناسك عن أيوب4 عن نافع عن ابن عمر قال: الحج والعمرة فريضتان5.

1 نافع، أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر، ثقة ثبت فقيه، مشهور، مات سنة سبع عشرة ومائة، أو بعد ذلك. أخرج له الجماعة. التقريب 2/296.

2 هو عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي، أبو عبد الرحمن، ولد بعد المبعث بيسير، واستصغر يوم أحد، وهو أحد المكثرين من الصحابة، والعبادلة، وكان من أشد الناس اتباعا للأثر، مات سنة ثلاث وسبعين في آخرها أو التي تليها. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/336، رقم3082، والإصابة 4/155، رقم4852، والتقريب 1/435.

3 فتح الباري 3/597. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا بلفظ "ليس أحد إلا وعليه حجة وعمرة".

والأثر أخرجه ابن خزيمة 4/356 رقم3066 والحاكم 1/471 من طريق ابن جريج، به. قال الحاكم هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/504 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والحاكم - وصححه -.

4 أيوب بن أبي تميمة، كيسان السختياني، أبو بكر البصري، ثقة ثبت حجة، من كبار الفقهاء العباد، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة، وله خمس وستون. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/348، والتقريب 1/89.

5 فتح الباري 3/597.

ص: 195

[160]

وصل الشافعي وسعيد بن منصور كلاهما عن سفيان بن عيينة1 عن عمرو بن دينار سمعت طاوسا يقول سمعت ابن عباس يقول: والله إنها لقرينتها2 في كتاب الله {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} 3.

قوله تعالى: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} الآية: 196

[161]

وصل الطبري من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة قال: كل شيء في القرآن "أو أو" فليختر أي الكفارات شاء، فإذا كان {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} فالأول الأول4.

[162]

وقد أخرج أبو نعيم في المستخرج من طريق بشر بن المفضل5

1 سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي، أبو محمد، الكوفي، ثم المكي، ثقة حافظ فقيه إمام حجة، إلا أنه تغير بآخره، وكان ربما دلّس، لكن عن ثقات، وكان أثبت الناس في عمرو بن دينار، مات في رجب سنة ثمان وتسعين ومائة، وله إحدى وتسعون سنة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/312.

2 والضمير في قوله "لقرينتها" للفريضة، وكان أصل الكلام أن يقول لقرينته؛ لأن المراد الحج.

3 فتح الباري 3/597-598. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه الشافعي في الأم كتاب الحج، باب هل تجب العمرة وجوب الحج 2/113، وسعيد بن منصور كما في تغليق التعليق 3/118، كلاهما عن سفيان بن عيينة، به. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 3/117-118 بسنده إلى ابن عيينة، به.

والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 1/504 ونسبه إلى سفيان بن عيينة والشافعي في الأم والبيهقي.

4 فتح الباري 11/594.

أخرجه ابن جرير رقم3386 حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أسباط بن محمد، قال: حدثنا داود - وهو ابن أبي هند، به.

5 بشر بن المفضل بن لاحق، الرَّقاشي، أبو إسماعيل البصري، ثقة ثبت عابد، مات سنة ست أو سبع وثمانين بعد المائة. أخرج له الجماعة. التقربت 1/101.

ص: 196

عن ابن عون1 عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة2 قال "فيَّ نزلت هذه الآية، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم " فذكره3.

[163]

وصل سفيان الثوري في تفسيره عن ليث بن أبي سليم4 عن مجاهد عن ابن عباس قال: كل شيء في القرآن "أو" نحو قوله تعالى: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} فهو فيه مخير، وما كان {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} فهو على الولاء أي على الترتيب، وليث ضعيف5.

[164]

وقد جاء عن مجاهد من قوله بسند صحيح عند الطبري وغيره6.

1 هو عبد الله بن عون بن أرْطبان، أبو عون البصري، ثقة ثبت فاضل، مات سنة خمسين ومائة على الصحيح. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/303، والتقريب 1/439.

2 كعب بن عُجْرة الأنصاري، أبو محمد، صحابي مشهور، مات بعد الخمسين، وله نيف وسبعون. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/454، رقم4471، والإصابة 5/447، رقم7434، والتقريب 2/135.

3 فتح الباري 11/595.

أخرج ابن جرير رقم3342 من طريق يزيد بن زريع، قال: حدثنا عبد الله بن عون، به نحوه. وأصله في البخاري برقم 6708 من وجه آخر عن ابن عون، بدون قوله "فيَّ نزلت هذه الآية".

وقال ابن حجر: "وفي رواية معتمر بن سليمان عن ابن عون عند الإسماعيلي "نزلت فيَّ هذه الآية {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} قال: فرآني النبي صلى الله عليه وسلم فقال أدن".

4 ليث بن أبي سليم، ضعيف. قال ابن حجر: صدوق اختلط أخيرا، فلم يتميز حديثه فترك. التقريب 2/138.

5 فتح الباري 11/594.

أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 5/205-206 بسنده إلى سفيان الثوري، به. وأخرج ابن جرير رقم3379 من طريق سفيان، عن ليث، به نحوه.

6 فتح الباري 11/594. أخرجه ابن جرير رقم3378 حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سيف ابن سليمان، عن مجاهد - فذكر نحوه. ولفظه "قال: كل شيء في القرآن "أو" "أو"، فهو بالخيار، مثل الجراب فيه الخيط الأبيض والأسود، فأيهما خرج أخذته".

ص: 197

[165]

وصل الطبري من طريق ابن جريج قال: قال عطاء: ما كان في القرآن "أو أو" فلصاحبه أن يختار أيَّه شاء، قال ابن جريج: وقال لي عمرو بن دينار نحوه، وسنده صحيح1.

[166]

وقد أخرجه ابن عيينة في تفسيره عن ابن جريج عن عطاء قال: كل شيء في القرآن "أو" فصاحبه بالخيار، وسنده صحيح أيضا2.

قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} الآية: 197

[167]

وصل الطبري والدارقطني من طريق ورقاء عن عبد الله ابن دينار3 عن ابن عمر قال: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة4.

1 فتح الباري 11/594.

أخرجه ابن جرير رقم3383 حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: أخبرنا ابن جريج، به. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الأعلى.

2 فتح الباري 11/594.

تقدم تخريجه في الذي قبله.

3 عبد الله بن دينار، العدوي مولاهم، أبوعبد الرحمن المدني، مولى ابن عمر، ثقة، مات سنة سبع وعشرين ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/413.

4 فتح الباري 3/420. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه ابن جرير رقم3533 والدارقطني في سننه 2/226 رقم46 كلاهما من طريق ورقاء، به. وقد صحّح إسناده ابن حجر كما في اللصلب.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/524 ونسبه إلى وكيع وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم - وصححه - واليهقي في سننه من طرق عن ابن عمر.

ص: 198

[168]

وروى البيهقي من طريق عبد الله بن نمير1 عن عبيد الله بن عمر2، عن نافع، عن ابن عمر مثله. والإسنادان صحيحان3.

قوله تعالى: {وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} الآية: 197

[169]

روى ابن أبي شيبة4 من طريق مقسم5 عن ابن عباس قال: {وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} : تماري صاحبك حتى تغضبه6.

1 عبد الله بن نمير - بنون مصغرا - الهمداني، أبو هشام الكوفي، ثقة، صاحب حديث، من أهل السنة، مات سنة تسع وتسعين، وله أربع وثمانون. أخرج له الجماعة. التقريب 1/457.

2 عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العُمري، المدني، أبو عثمان، ثقة ثبت، قدّمه أحمد بن صالح على مالك في نافع، وقدمه ابن معين في القاسم عن عائشة على الزهري عن عروة منها، مات سنة بضع وأربعين ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/537.

3 فتح الباري 3/420.

أخرجه الحاكم 2/276 ومن طريقه البيهقي 4/342 - في الحج، باب بيان أشهر الحج -، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن علي بن عفان،، ثنا عبد الله بن نمير، به مثله. صححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وصحح إسناده ابن حجر أيضا كما في سبق.

وأخرجه سعيد بن منصور رقم331 عن إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة، عن نافع، به. وأخرجه ابن جرير رقم3532 وابن حجر في تغليق التعليق 3/58-59 من طريق حماد، عن عبيد الله بن عمر، به مثله.

4 في الفتح في طبعاته "ابن أبي نسيبة"، ولعله "ابن أبي شيبة" كما أثبت، تصحّف إلى "ابن أبي نسيبة " كما يتضح ذلك عند التخريج، وقد نسبه السيوطي في الدر المنثور فيمن نسبه إلى ابن أبي شيبة أيضا.

5 مِقسم بن بُجُرة، أبو القاسم، مولى عبد الله بن الحارث، ويقال له مولى ابن عباس، للزومه له، صدوق، وكان يرسل، مات سنة إحدى ومائة، وماله في البخاري سوى حديث واحد، وأخرج له أصحاب السنن الأربعة. التقريب 2/273.

6 فتح الباري 3/435. =

ص: 199

[170]

وكذا أخرجه عن ابن عمر مثله1.

[171]

ومن طريق عكرمة وإبراهيم النخعي وعطاء بن يسار2 وغيرهم نحو قول ابن عباس3.

= أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه كتاب الحج، باب في قوله تعالى:{فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ} ، عن سفيان ابن عيينة، عن خصيف، عن مقسم، به.

وأخرجه ابن جرير رقم3672 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن عيينة، عن خصيف، عن مقسم، به مثله. وأخرجه رقم3693 من طريق عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري، عن خصيف، به. وأخرجه رقم3671 من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن التميمي، قال: سألت ابن عباس عن الجدال - فذكر مثله. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم1831 من طريق سفيان، عن خصيف، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/528 ونسبه إلى وكيع وسفيان بن عيينة والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد ابن حميد وأبي يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طرق عن ابن عباس في الآية.

1 فتح الباري 3/435.

أخرجه الطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم3295 حدثنا محمد بن يحيى بن سهل، ثنا يزيد بن حكيم، ثنا يحيى بن السكن، ثنا شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر - نحوه. ولفظه " {وَلا جِدَالَ} المراء". وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 6/320 وفيه يحيى بن بن السكن وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/528 ونسبه إلى ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط. ويشهد له ما قبله.

2 عطاء بن يسار الهلالي، أبو محمد المدني، مولى ميمونة، ثقة فاضل، صاحب مواعظ وعبادة، مات سنة أربع وتسعين، وقيل بعد ذلك. أخرج له الجماعة. التقريب 2/23.

3 فتح الباري 3/435.

أما أثر عكرمة فأخرجه ابن جرير رقم3689 عن ابن وكيع، قال: حدثني أبي، عن النضر بن عربي، عن عكرمة، به.

وأما أثر النخعي فأخرجه ابن جرير أيضا رقم3684، 3686 من طريق شعبة، ومن طريق خالد، كلاهما عن المغيرة، عن إبراهيم النخعي - نحوه.

وأما أثر عطاء فأخرجه ابن جرير رقم3685 عن المثنى قال: حدثنا المعلى قال: حدثنا عبد العزيز، عن موسى بن عقبة، قال: سمعت عطاء بن يسار يحدث - فذكر نحوه.

ص: 200

[172]

وأخرج من طريق عبد العزيز بن رفيع1 عن مجاهد قال: قوله: {وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} قال: قد استقام أمر الحج2.

[173]

ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قد صار الحج في ذي الحجة لا شهر ينسأ ولا شك في الحج، لأن أهل الجاهلية كانوا يحجون في غير ذي الحجة3.

قوله تعالى:

{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} الآية: 198

[174]

روى الطبري بإسناد صحيح عن أيوب4، عن عكرمة قال: كانت تقرأ هذه الآية: " {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} في مواسم الحج"5.

1 عبد العزيز بن رُفيع - بفاء مصغراً - الأسدي، أبو عبد الملك المكي نزيل الكوفة، ثقة. مات سنة ثلاث ومائة. وقيل بعدها. وقد جاوز السبعين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التقريب 1/509.

2 فتح الباري 3/435.

أخرجه ابن جرير رقم3704 حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، به نحوه.

3 فتح الباري 3/435.

أخرج ابن جرير الأرقام 3705-3706 و3708-3713 من طرق عن ابن أبي نجيح وغيره عن مجاهد - نحوه.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/530 ونسبه إلى سفيان بن عيينة وابن أبي شيبة.

4 هو السختياني.

5 فتح الباري 3/595.

نسب أبو حيان هذه القراءة إلى ابن مسعود وابن عباس وابن الزبير، وهي قراءة شاذة. قال أبو حيان: والأولى جعل هذا تفسيراً؛ لأنه مخالف لسواد المصحف الذي أجمعت عليه الأمة. البحر المحيط 1/94.

والرواية أخرجها ابن جرير رقم3766 حدثنا ابن بشار قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: أخبرنا أيوب، به.

ص: 201

[175]

أخرج الحاكم في "المستدرك" من طريق عطاء عن عبيد بن عمير1، عن ابن عباس إن الناس في أول الحج كانوا يتبايعون بمنى وعرفة وسوق ذي المجاز ومواسم الحج، فخافوا البيع وهم حرم، فأنزل الله تعالى: لا {2 جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} ، في مواسم الحج". قال3: فحدثني عبيد بن عمير أنه كان يقرأها في المصحف4.

[176]

ولأبي داود وإسحاق بن راهويه من طريق مجاهد عن ابن عباس: كانوا لا يتجرون بمنى، فأمروا بالتجارة إذا أفاضوا من عرفات، وقرأ هذه الآية5.

1 عبيد بن عمير بن قتادة الليثي، أبو عاصم المكي، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، قاله مسلم، وعدّه غيره في كبار التابعين، وكان قاص أهل مكة، روى عن ابن عباس وغيره، وعنه عطاء وغيره. مجمع على ثقته. مات سنة ثمان وستين قاله ابن حبان في الثقات. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/65، والتقريب 1/544.

2 كذا ورد في الأثر، ولفظ الآية "ليس عليكم".

3 القائل هو عطاء.

4 فتح الباري 3/594.

أخرجه الحاكم 1/449 حدثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمدان، ثنا إبراهيم ابن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا ابن أبي ذئب، عن عطاء بن أبي رباح، به مثله.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وأصله في البخاري من طريق ابن جريج قال عمرو بن دينار قال ابن عباس رضي الله عنهما ولفظه "كان ذو المجاز وعكاظ متجر الناس في الجاهلية، فلما جاء الإسلام كأنهم كرهوا ذلك حتى نزلت "ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج".

صحيح البخاري، كتاب الحج، باب التجارة أيام الموسم والبيع في أسواق الجاهلية.

5 فتح الباري 3/594. أخرجه أبو داود رقم1731 - في المناسك، باب التجارة في الحج - حدثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، به. وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم1523.

ص: 202

[177]

وأخرجه إسحاق في مسنده من هذا الوجه1 بلفظ "كانوا يمنعون البيع والتجارة في أيام الموسم يقولون: إنها أيام ذكر فنزلت2.

[178]

وله3 من وجه آخر عن مجاهد، عن ابن عباس: كانوا يكرهون أن يدخلوا في حجهم التجارة حتى نزلت {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} 4.

1 أي طريق يزيد بن أبي زياد عن عبيد بن عمير.

2 فتح الباري 3/594.

أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده مسند ابن عباس ح 133 - ق 279/ب أخبرنا الملائي - وهو أبو نعيم الفضل بن دكين - حدثنا يونس، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس، به.

وأخرجه ابن جرير 2/184 من طريق المثنى بن إبراهيم، عن أبي نعيم - هو الملائي، به مثله. إلا أنه زاد بعد الآية قوله "فحجوا ". وفي إسناده "يزيد بن أبي زياد" مختلف فيه، قال ابن حجر: ضعيف، كبر فتغير وصار يتلقن، وكان شيعيا، وقد روى له مسلم إلا أن رواية مسلم عنه كانت مقرونة. انظر: التهذيب 11/287، والتقريب 2/265.

والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/400 وعزاه إلى وكيع وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبي داود وابن جرير.

3 أي لإسحاق بن راهويه في مسنده.

4 فتح الباري 3/594-595.

أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده ح 132-ق 297/أ - مسند ابن عباس - أخبرنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس، به.

وأخرجه أبو داود رقم1731 - في الحج، باب التجارة في الحج - من طريق يوسف ابن موسى، عن جرير، به نحوه. وإسناده صحيح وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود 1/325.

ص: 203

قوله تعالى:

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} الآية:201

[179]

عن الحسن: "الحسنة" هي العلم والعبادة في الدنيا، أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح1.

[180]

وعنه بسند ضعيف: الرزق الطيب والعلم النافع، وفي الآخرة الجنة2.

[181]

وتفسير الحسنة في الآخرة بالجنة نقله ابن أبي حاتم أيضا عن السدي ومجاهد وإسماعيل بن أبي خالد3 ومقاتل بن حيان4.

1 فتح الباري 11/192.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم1879 حدثنا أبو زرعة، ينا أبو الأحوص محمد بن حيان، أخبرني عباد بن العوام، أخبرني هشام، عن الحسن، به. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في سبق.

2 فتح الباري 11/192.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم1880 حدثنا أسيد بن عاصم، ثنا الحسين بن حفص، ثنا سفيان، عن رجل، عن الحسن - بلفظ "الرزق الطيب والعلم النافع في الدنيا "، ولم يذكر "وفي الآخرة الجنة "، وأخرج هذا الجزء الأخير رقم1884 بالسند المذكور قبله - أعني طريق عباد بن العوام، عن هشام -.

والإسناد الأول ضعيف؛ لأن فيه راويا مبهما.

3 إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البَجَلي، ثقة ثبت، مات سنة ست وأربعين ومائة. التقريب 1/68.

4 فتح الباري 11/192.

ذكر ذلك ابن أبي حاتم عقب روية الحسن من طريق عباد بن العوام عن هشام، والتي سبقت الإشارة إليها في الذي قبله.

ص: 204

[182]

وعن ابن الزبير1: يعملون في دنياهم لدنياهم وآخرتهم2.

[183]

وعن قتادة هي العافية في الدنيا والآخرة3.

[184]

وعن محمد بن كعب القرظي الزوجة الصالحة من الحسنات4.

[185]

ونحوه عن يزيد بن أبي مالك5 6.

[186]

وأخرج ابن المنذر من طريق سفيان الثوري7 قال: الحسنة في

1 هو عبد الله بن الزبير بن العوّام، القرشي الأسدي، أبو بكر وأبو خُبيب، هاجرت أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق وهي حامل به. فكان أول مولود في الإسلام بالمدينة، فحنكه النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة لاكها في فيه، ثم حنّكه بها، فكان ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم أول شيء دخل جوفه، وولي الخلافة تسع سنين، قتل في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/241، رقم2949، والإصابة 4/78، رقم4700، والتقريب 1/415.

2 فتح الباري 11/192.

لم أقف على من ذكره غير ابن حجر في الفتح.

3 فتح الباري 11/192.

أخرجه ابن أبي حاتم من طريق عبد الرزاق رقم1881، 1885 أنبأ معمر، عن قتادة، به.

4 فتح الباري 11/192.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم1882 حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، أخبرني عبد الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن كعب القرظي، به.

5 يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني، الدمشقي القاضي، صدوق، ربما وهم، مات سنة ثلاثين ومائة أو بعدها، وله أكثر من سبعين سنة. التقريب 2/368.

6 فتح الباري 11/192.

ذكره ابن أبي حاتم عقب رواية محمد بن كعب القرظي من غير إسناد بصيغة التمريض قائلا "وروي عن يزيد ابن مالك نحو ذلك ".

7 سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي، ثقة حافظ فقيه، عابد إمام حجة، وكان ربما دلّس، مات سنة إحدى وستين ومائة، وله أربع وستون. التقريب 1/311.

ص: 205

الدنيا الرزق الطيب والعلم وفي الآخرة الجنة1.

[187]

ومن طريق سالم بن عبد الله بن عمر2 قال: الحسنة في الدنيا المنى3.

[188]

ومن طريق السدي قال: المال4.

[189]

ونقل الثعلبي عن السدي ومقاتل: حسنة الدنيا الرزق الحلال الواسع والعمل الصالح، وحسنة الآخرة المغفرة والثواب5.

1 فتح الباري 11/192.

أخرجه سفيان الثوري في تفسيره 96: 92 ص 25 عن رجل عن الحسن، به. وزاد بعد قوله "والعمل" النافع في الدنيا، ولفظه "قال الرزق الطيب والعمل النافع في الدنيا، وفي الآخرة حسنة "إلى الجنة ". وإسناده ضعيف لجهالة راوٍ فيه.

2 سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أبو عمر، أو أبو عبد الله، المدني، أحد الفقهاء السبعة، وكان ثبتا عابدا فاضلا،، كان يُشبّه بأبيه في الهدي والسمت، مات في آخر سنة ست ومائة على الصحيح، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/378، والتقريب 1/280.

3 فتح الباري 11/192.

ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/561 عن سالم، لكن بلفظ "الثناء" بدل "المنى"، ونسبه إلى ابن المنذر فقط.

4 فتح الباري 11/192.

أخرجه ابن جرير رقم3883 حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي، به. ولفظه "قال: هؤلاء المؤمنون، أما حسنة الدنيا فالمال، وأما حسنة الآخرة فالجنة ".

5 فتح الباري 11/192.

لم أجده في تفسيره عنهما، وإنما وجدته عن سفيان الثوري، فأخرجه عن أبي محمد المخلدي، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن مسلم، قال: ثنا يوسف بن عبد الله، قال: ثنا ابن وهب، قال: سمعت سفيان الثوري يحدث بها في هذه الآية قال: في الدنيا حسنة: الرزق الطيب والعمل والعلم. تفسير الثعلبي ل 74 /أ.

ص: 206

[190]

وعن عطية1: حسنة الدنيا العلم والعمل به، وحسنة الآخرة تيسير الحساب ودخول الجنة2.

[191]

وبسنده عن عوف قال: من آتاه الله الإسلام والقرآن والأهل والمال والولد فقد آتاه في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة3.

[192]

ونقل الثعلبي عن علي4 أنها في الدنيا المرأة الصالحة وفي الآخرة الحوراء، وعذاب النار المرأة السوء5.

1 هو العوفي.

2 فتح الباري 11/192.

ذكره الثعلبي في تفسيره ل 73/أعنه بدون إسناده.

3 فتح الباري 11/192.

أخرجه الثعلبي ل73/ب أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه الدينوي بقراءتي عليه، قال: ثنا موسى بن محمد ابن علي، قال: ثنا الحسين بن علويه القطان، قال: ثنا إسماعيل بن عيسى، ثنا المسيب، قال: ثنا عوف في هذه الآية - فذكره.

4 هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته فاطمة، من السابقين الأولين، وهو أول من أسلم من الصبيان، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ورابع الخلفاء الراشدين، مات في رمضان سنة أربعين، وله ثلاث وستون سنة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/87، رقم3789، والإصابة 4/464، رقم5704، والتقريب 2/39.

5 فتح الباري 11/192.

ذكره الثعلبي في تفسيره ل73/أعن علي بدون إسناده، وكذا ذكره القرطبي 2/286 عنه بغير إسناد وبصيغة التمريض قائلا "فَرُوِي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه " وذكره، ثم عقبه قائلا "قلت: وهذا فيه بُعْد، ولا يصح عن عليّ، لأن النار حقيقة في النار المحرقة، وعبارة المرأة عن النار تجوّز. اهـ.

قلت: والصواب في ذلك أن الحسنة في الدنيا تشمل كلّ خير دنيويّ، وأما في الآخرة، فلا شك أنها الجنة، لأن من لم ينلها يومئذ فقد حُرم جميع الحسنات. وهذا الذي رجّحه ابن جرير وابن كثير أيضا، فقد قال ابن كثير: فالحسنة في الدنيا تشمل كلّ مطلوب =

ص: 207

قوله تعالى: {وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} الآية: 204

[193]

وصل الطبري من طريق ابن جريج1 قلت لعطاء في قوله: {وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} قال: "الحرث" الزرع، "والنسل": من الناس والأنعام2.

= دنيويّ، من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنئ، وثناء جميل، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين، ولا منافاة بينها، فإنها كلها مندرجة في الحسن في الدنيا. وأما الحسن في الآخرة: فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة، وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات والحرام. اهـ. انظر: تفسير ابن كثير 1/355-356، وتفسير القرطبي 2/286.

1 وقد تصحّف "ابن جريج " إلى "ابن جرير" في طبعات فتح الباري، ووقع على الصواب في النسخة الخطية.

2 فتح الباري 8/188.

أخرجه ابن جرير رقم3995 من طريق الحسين بن داود، عن حجاج، عن ابن جريج - بنحوه.

وهذا سند يتكرر عند ابن جرير كثيرا، وفيه "الحسين بن داود المِصيصي المحتسب"، وهو المشهور بـ "سنيد"، من حفاظ الحديث، وله تفسير مشهور. قال عنه ابن حجر في التقريب 1/335: ضعيف مع إمامته ومعرفته، لكونه كان يلقن حجاج بن محمد شيخه.

قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: رأيت سنيداً عند حجاج بن محمد وهو يسمع منه كتاب الجامع لابن جريج: أخبرت عن الزهري وأخبرت عن صفوان بن سليم وغير ذلك، قال: فجعل سنيد يقول لحجاج: يا أبا محمد قل: "ابن جريج عن الزهري" و"ابن جريج عن صفوان بن سليم"، قال: فكان يقول له هكذا، قال: ولم يحمده أبي فيما رآه يصنع بحجاج، وذمّه على ذلك، قال أبي: وبعض تلك الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة كان ابن جريج لا يبالي عن من أخذها.

قال الخلال: وروي أن حجاجا كان هذا منه في وقت تغيره، ويرى أن أحاديث الناس عن حجاج صحاح إلا ما روى سنيد. مات سنيد سنة ست وعشرين بعد المائتين.

انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 4/326، والتهذيب 4/214-215، والتقريب 1/335، وفتح الباري 8/253.

ص: 208

[194]

رواه ابن أبي حاتم وغيره عن العوفي عن ابن عباس1.

قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} الآية: 219

[195]

وصل عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زيادات الزهد بسند صحيح عن الحسن البصري "العفو" الفضل، ولا لوم على الكفاف2.

[196]

وأخرج عبد بن حميد أيضا من وجه آخر عن الحسن قال "أن لا تجهد مالك ثم تقعد تسأل الناس"3.

[197]

وقد أخرج ابن أبي حاتم من مرسل يحيى بن أبي كثير بسند صحيح إليه أنه "بلغه أن معاذ بن جبل وثعلبة سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: إن لنا أرقاء وأهلين، فما ننفق من أموالنا؟ فنزلت"4.

[198]

وقد جاء عن ابن عباس وجماعة أن المراد بالعفو ما فضل عن

1 أخرجه ابن أبي حاتم رقم1934 من طريق العوفي، عن ابن عباس - نحوه. والعوفي ضعيف وقد تقدم.

2 فتح الباري 9/497.

أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/480 حدثنا عبد الله بن موسى، وأبو الوليد، عن يزيد بن إبراهيم، عن الحسن، به. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات الزهد كما في تغليق التعليق 4/480 ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا يزيد، عن الحسن، به. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الصلب.

3 فتح الباري 9/498.

أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تفسير ابن كثير 1/373 حدثنا هوذة بن خليفة، عن عوف، عن الحسن، به.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/607 ونسبه إلى عبد بن حميد فقط.

4 فتح الباري 9/498.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2068 حدثنا أبي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا يحيى - وهو ابن أبي كثير، به.

ص: 209

الأهل، أخرجه ابن أبي حاتم أيضا1.

[199]

ومن طريق مجاهد قال: العفو الصدقة المفروضة2.

[200]

ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: "العفو" ما لا يتبين في المال، وكان هذا قبل أن تفرض الصدقة3.

الآية:220: قوله تعالى:

{وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ}

[201]

وقد روى عبد بن حميد من طريق قتادة قال: لما نزلت: {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام:152] كانوا لا يخالطونهم في مطعم ولا غيره، فاشتد عليهم، فأنزل الله الرخصة {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} 4.

1 فتح الباري 9/498.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2069 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا حفص بن عمر المكتب، وعقبة بن خالد عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، به.

وقال ابن أبي حاتم عقبه: وروي عن عبد الله بن عمر ومجاهد وعطاء والحسن وعكرمة ومحمد بن كعب وقتادة والقاسم وسالم وسعيد بن جبير وعطاء الخراساني والربيع بن أنس نحو ذلك.

2 فتح الباري 9/498.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2072 حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح قال: كان مجاهد يقول: - فذكره.

3 فتح الباري 9/498.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2073 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.

4 فتح الباري 5/395. أخرج عبد الرزاق في تفسيره 1/89 عن معمر، عن قتادة - نحوه.

ص: 210

[202]

وروى الثوري في تفسيره عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير "أن سبب نزول الآية المذكورة: لما نزلت {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً} 1 عزلوا أموالهم عن أموالهم، فنزلت: {قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} قال: فخلطوا أموالهم بأموالهم"2.

[203]

وقد وصله عطاء بن السائب3 بذكر ابن عباس فيه، أخرجه أبو داود والنسائي واللفظ له وصححه الحاكم من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً} اجتنب الناس مال اليتيم وطعامه، فشق ذلك عليهم، فشكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك

1 من الآية 10 من سورة النساء.

2 فتح الباري 5/395.

أخرجه الثوري في تفسيره 203: 29: 24 - في سورة النساء - عن سالم الأفطس، به.

3 هو عطاء بن السائب، أبو محمد، ويقال أبو السائب، الثقفي الكوفي، صدوق اختلط. مات سنة ست وثلاثين ومائة. أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن الأربعة. قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ثقة ثقة رجل صالح، وقال أبو طالب عن أحمد: من سمع منه قديما فسماعه صحيح، ومن سمع منه حديثا لم يكن بشيء، سمع منه قديما سفيان وشعبة، وسمع منه حديثا جرير وخالد وإسماعيل وعلي بن عاصم، وكان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها. وقال ابن حجر - بعد أن نقل أقوال الأئمة فيه - "فيحصل لنا من مجموع كلامهم أن سفيان الثوري وشعبة وزهيراً وزائدة وحماد بن زيد وأيوب عنه صحيح ومن عداهم يتوقف فيه إلا حماد بن سلمة فاختلف قولهم والظاهر أنه سمع منه مرتين مرة مع أيوب كما يومي إليه كلام الدارقطني ومرة بعد ذلك لما دخل إليهم البصرة وسمع منه مع جرير وذويه والله أعلم. انظر ترجمته في: التهذيب 7/183، والتقريب 2/22.

ص: 211

فنزلت {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} الآية"1.

[204]

ورواه النسائي من وجه آخر عن عطاء بن السائب موصولا أيضا وزاد فيه "وأحل لهم خلطهم "2.

[205]

وروى عبد بن حميد من طريق السدي عمن حدثه عن ابن عباس قال "المخالطة أن تشرب من لبنه ويشرب من لبنك وتأكل من قصعته ويأكل من قصعتك {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} من يتعمد أكل مال اليتيم ومن يتجنبه3.

قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ} الآية: 220

[206]

أخرج ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس

1 فتح الباري 5/395.

أخرجه أبو داود في سننه في الوصايا، باب مخالطة اليتيم في الطعام، رقم2871 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وذكره ابن كثير في تفسيره 3/359 وعزاه إلى أبي داود.

2 فتح الباري 5/395.

أخرجه النسائي في سننه في الوصايا، باب ما للوصي من مال اليتيم إذا قام عليه، رقم3670 أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا عمران بن عيينة قال حدثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. ولفظه قال:"في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً} قال كان يكون في حجر الرجل اليتيم فيعزل له طعامه وشرابه وآنيته فشق ذلك على المسلمين فأنزل الله عز وجل {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} في الدين فأحل لهم خلطتهم".

3 فتح الباري 5/395.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2082 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/613 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.

ص: 212

{لاعْنَتَكُمْ} : لأحرجكم وضيَّق عليكم، ولكنه وسَّع ويسَّر فقال:{وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 6] يقول: يأكل الفقير إذا ولي مال اليتيم بقدر قيامه على ماله ومنفعته ما لم يسرف أن ينذر1.

[207]

وأخرج ابن المنذر من طريق سعيد بن جبير قال في قوله: {لاعْنَتَكُمْ} : لأحرجكم2.

الآية: 222: قوله تعالى:

{وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ}

[208]

روى مسلم وأبو داود من حديث أنس 3 أن اليهود كانوا اذا حاضت المرأة أخرجوها من البيت، فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فنزلت الآية، فقال:"اصنعوا كل شيء إلا النكاح"، فأنكرت اليهود ذلك، فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا: يا رسول الله ألا نجامعهن في الحيض؟ يعني خلافا لليهود، فلم يؤذن في ذلك4.

1 فتح الباري 5/394.

أخرجه ابن جرير رقم4204 حدثني علي بن داود، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي، به إلى نهاية آية النساء، ولم يذكر ما بعدها.

2 فتح الباري 5/394. لم أقف عليه مسندا، وقد سبق في الذي قبله عن ابن عباس مثله.

3 أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، خدمه عشر سنين. عُمِّر طويلا، وقد توفي سنة بضع وتسعين وهو آخر من توفي بالبصرة من الصحابة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/294، رقم258، والتقريب 1/84.

4 فتح الباري 1/399.

أخرجه الإمام أحمد 3/132 ومسلم في صحيحه رقم302-16 - في الحيض، باب الاضطجاع مع الحائض في لحاف واحد -، وأبو داود - في الطهارة، باب في مؤاكلة الحائض ومجامعتها، رقم258 - كلهم من حديث أنس - نحوه. وذكره ابن كثير 1/377-378 برواية الإمام أحمد، ثم أشار إلى رواية مسلم، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/618 ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد والدارمي ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبي يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وابن حبان والبيهقي في سننه.

ص: 213

قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} الآية: 223

[209]

روى أبو داود من طريق مجاهد عن ابن عباس1 قال: إن ابن عمر وهم والله يغفر له، إنما كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب، فكانوا يأخذون بكثير من فعلهم، وكان أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف، وذلك أستر ما تكون المرأة، فأخذ ذلك الأنصار عنهم، وكان هذا الحي من قريش يتلذذون بنسائهم مقبلات ومدبرات ومستلقيات، فتزوج رجل من المهاجرين امرأة من الأنصار، فذهب يفعل فيها ذلك فامتنعت، فشَرِيَ2 أمرهما حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} مقبلات ومدبرات ومستلقيات، في الفرج3.

1 سقطت كلمة "ابن" من الفتح، وهذا في الأغلب خطأ مطبعي.

2 في الفتح "فسري" بالسين المهملة، وهو خطأ قد يكون من النسّاخ أو من الطباعة، والصحيح بالشين المعجمة كما في السنن، و"شَرِيَ" بكسر الراء مثل "رَضِيَ" ومعناه: ارتفع وعظم وتفاقم.

انظر: النهاية 2/468-469.

3 فتح الباري 8/191.

أخرجه أبو داود رقم2164 - في النكاح، باب في جامع النكاح - حدثنا عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ، حدثني محمد - يعني ابن سلمة - عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد - عنه. وأخرجه الحاكم 2/279 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن محمد بن إسحاق سمع أبان بن صالح، عن مجاهد - نحوه. وسكت عنه الحاكم، وذكر الذهبي أنه على شرط مسلم. =

ص: 214

............................................................................................

= وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/629-630 ونسبه إلى ابن راهويه والدارمي وأبي داود وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم والبيهقي في سننه.

وأحسن منه ما صحّ توهيم من فهم عن ابن عمر، وأما ما روي عنه فإنه يحمل على أنه يأتيها في قبلها من دبرها، وذلك لما روى النسائي عن علي بن عثمان النفيلي، عن سعيد ابن عيسى، عن الفضل بن فضالة عن عبد الله بن سليمان الطويل، عن كعب بن علقمة، عن أبي النضر، أنه أخبره أنه قال لنافع مولى ابن عمر: إنه قد أكْثِرَ عليك القول، إنك تقول عن ابن عمر إنه أفتى أن تؤتى النساء في أدبارهن، قال: كذبوا عليّ، ولكن سأحدثك كيف كان الأمر: إن ابن عمر عرض المصحف يوما وأنا عنده، حتى بلغ:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} . فقال: يا نافع، هل تعلم من أمر هذه الآية؟ قلت: لا، قال: إنا كنا معشر قريش نَجبي النساء، فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار، أردنا منهن مثل ما كنا نريد فإذا هن قد كرهن ذلك وأعظمنه، وكانت نساء الأنصار قد أخذن بحال اليهود، إنما يُؤتَين على جنوبهن، فأنزل الله {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} . نقله ابن كثير ففي تفسيره 1/384 وقال: وهذا إسناد صحيح.

هذا ولم أهتد إليه في "المجتنى" ولا في "التفسير". وقد علق محققو تفسير ابن كثير قائلين: لم نجد فيما طبع من سنن النسائي الأحاديث التي تتناول هذه الآية.

وروى الدارمي في مسنده 1/260 - في الطهارة، باب من أتى امرأته في دبرها - حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث، عن الحارث بن يعقوب، عن سعيد بن يسار أبي الحباب قال: قلت لابن عمر: ما تقول في الجوارى، أنُحَمَضُ لهن؟ قال: وما التحميض؟ فذكر الدُّبر، فقال: وهل يفعل ذلك أحد من المسلمين؟

قال ابن كثير 1/388 وهذا إسناد صحيح ونص صريح منه بتحريم ذلك، فكل ما ورد عنه مما يحمل ويحتمل فهو مردود إلى هذا المحكم.

وقد أورد ابن كثير عن ابن مسعود وأبي الدرداء وأبي هريرة وابن عباس وعبد الله ابن عمرو بن العاص أثارا في تحريم ذلك، ثم قال: وهو الثابت بلا شك عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أنه يحرمه.

انظر: تفسير ابن كثير 1/383-389.

وقد نقل ابن عطية عن ابن عمر القول بإباحية الوطئ في الدبر، ثم قال وروي عنه خلافه، وتكفير من فعله، ثم قال: وهذا هو اللائق به

إلى أن قال "ولا ينبغي لمؤمن بالله واليوم الآخر أن يعرج في هذه النازلة على زلة عالم بعد أن تصح عنه، والله المرشد لا رب غيره. المحرر الوجيز 2/183-184.

وقال ابن القيم - بعد أن أورد عددا من الروايات التي ذكرت هنا والتي لم تذكر -: قال "ومن ها هنا نشأ الغلط على من نُقل عنه الإباحة: من السلف والأئمة، فإنهم أباحوا: أن يكون الدبر طريقا إلى الوطء في الفرج، فيطأ من الدبر، لا في الدبر، فاشتبه على السامع: مَن نفى، أو لم يظن بينهما فرقا، فهذا الذي أباحه السلف والأئمة. فغلط عليهم الغالط أقبح الغلط وأفحشه ". انظر: الطب النبوي ص 204-205.

ص: 215

[210]

أخرجه أحمد والترمذي من وجه آخر صحيح عن ابن عباس قال: "جاء عمر فقال: يا رسول الله هلكت: حَوَّلْتُ رَحْلِي البارحة1، فأنزلت هذه الآية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أقبل وأدبر، واتق الدبر والحيضة "2.

[211]

وروى الخطيب في "الرواة عن مالك" من طريق إسرائيل

1 قوله "حولت رحلي البارحة" قال ابن الأثير: كنى برحله عن زوجته، أراد به غِشْيانها في قبلها من جهة ظهرها؛ لأن المجامع يعلو المرأة ويركبها مما يلي وجهها، فحيث ركبها من جهة ظهرها كنى عنه بتحويل رَحْله، إما أن يريد به المنزل والمأوى، وإما أن يريد به الرَّحل الذي تركب عليه الإبل وهو الكور.

انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر 2/209

2 فتح الباري 8/191.

أخرجه الإمام أحمد 1/297 والترمذي رقم2980 - في التفسير، باب "ومن سورة البقرة" - وابن جرير رقم4347 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه بنحوه. قال الترمذي: حسن غريب.

وأخرجه النسائي في التفسير رقم60 وأبو يعلى رقم2736 وابن أبي حاتم رقم2134 وابن حبان الإحسان رقم4202 والطبراني ج 12/رقم12317 والبيهقي 7/198 والواحدي في أسباب النزول ص 68 والبغوي في التفسير 1/259 كلهم من طريق يونس بن محمد المؤدب عن يعقوب القمي، به.

وذكره ابن كثير 1/382 عن الإمام أحمد. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/629 وزاد نسبته إلى ابن المنذر والخرائطي في مساوئ الأخلاق والضياء في المختارة.

والحديث ذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2381 وقال: حسن.

ص: 216

ابن روح1 قال: سألت مالكا2 عن ذلك فقال: ما أنتم قوم عرب؟ هل يكون الحرث إلا موضع الزرع 3؟

[212]

أخرج أسحاق بن راهويه في مسنده وفي تفسيره عن النضر ابن شميل4 عن ابن عون، عن نافع قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه، فأخذت عليه يوما، فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى قوله:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} فقال: أتدرون فيما أنزلت هذه الآية؟ قلت: لا، قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن5.

1 لم أقف على ترجمة له، وفي تفسير ابن كثير 1/389 "إسماعيل بن روح".

2 مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، أبو عبد الله، المدني، إمام دار الهجرة، رأس المتقين وكبير المثبتين، حتى قال البخاري: أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر. مات سنة تسع وسبعين ومائة. التقريب 2/223.

3 فتح الباري 8/190.

أخرجه أبو بكر بن زياد النيسابوري فيما ذكره ابن كثير في تفسيره 1/389 حدثني إسماعيل بن حصن، حدثني إسماعيل بن روح، به. وزاد في آخره "لا تعدوا الفرج، قلت: يا أبا عبد الله، إنهم يقولون: إنك تقول ذلك؟ قال: يكذبون عليّ، يكذبون عليّ.

قال ابن كثير: فهذا هو الثابت عنه، وهو قول أبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل وأصحابهم قاطبة، وهو قول سعيد بن المسيب، وأبي سلمة، وعكرمة، وطاوس، وعطاء، وسعيد بن جبير، وعروة بن الزبير، ومجاهد بن جبر، والحسن وغيرهم من السلف: أنهم أنكروا ذلك أشد الإنكار، ومنهم من يطلق على فاعله الكفر، وهو مذهب جمهور العلماء، وقد حكي في هذا شيء عن بعض فقهاء المدينة، حتى حكوه عن الإمام مالك، وفي صحته نظر. انتهى كلامه رحمه الله.

4 النضر بن شَميّل، المازني، أبو الحسن النحوي، نزيل مرو، ثقة ثبت، مات سنة أربع ومائتين، وله اثنتان وثمانون سنة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/390، والتقريب 2/301.

5 فتح الباري 8/190.

أخرجه ابن جرير رقم4326 من طريق هُشيم، قال: أخبرنا ابن عون، به. وأصل هذه الرواية أخرجها البخاري عن إسحاق بالإسناد المذكور، مبهمة. ولفظه "حتى انتهى إلى مكان قال: تدري فيم أنزلت؟ قلت: لا، قال: أنزلت في كذا وكذا ثم مضى".

هذا وقد أورد السيوطي في الدر 1/635-636 رواية المتن ونسبه إلى كل من إسحاق بن راهويه في مسنده وفي تفسيره والبخاري وابن جرير، مع أن لفظ البخاري ليس فيه قوله "إيتان النساء في أدبارهن" كما سبق بيانه.

ص: 217

[213]

وهكذا أورده ابن جرير من طريق إسماعيل بن علية1 عن ابن عون مثله2.

[214]

ومن طريق إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي3 عن ابن عون نحوه4.

1 هو إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسم الأسدي مولاهم، أبو بشر البصري المعروف بابن عليّة، ثقة حافظ. مات سنة ثلاث وتسعين ومائة، وهو ابن ثلاث وثمانين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/65-66.

2 فتح الباري 8/190.

أخرجه ابن جرير رقم4326 م حدثني يعقوب، حدثنا ابن علية، حدثنا ابن عون، عن نافع - فذكره، ولفظه "قال: قرأت ذات يوم {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} ، فقال ابن عمر: أتدري فيم نزلت؟ قلت: لا! قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن". ونقله ابن كثير 1/383 برواية الطبري سندا ومتنا. هذا وقد كان سقط هذا الحديث من تفسير الطبري، ثم أثبته المحقق فيه إستنادا إلى ما نقله ابن كثير وابن حجر، وقد أشار - أي المحقق - إلى ذلك في الحاشية.

3 إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي، أبو إبراهيم البصري، ترجمه البخاري في الكبير، فلم يذكر فيه جرحا. وذكره ابن حبان في الثقات، وفي التقريب:"ليّن الحديث". مات سنة أربع وتسعين ومائة. أخرج له ابن ماجه. انظر ترجمته في: التاريخ الكبير 1/1/342 والثقات لابن حبان 8/94، والتهذيب 1/345، والتقريب 1/66.

4 فتح الباري 8/190.

أخرجه ابن جرير رقم4327 حدثني إبراهيم بن عبد الله بن مسلم أبو مسلم قال: حدثنا أبو عمر الضرير، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم صاحب الكرابيس، عن ابن عون، عن نافع - فذكره، ولفظه "قال: كنت أمسك على ابن عمر المصحف، إذ تلا هذه الآية:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} ، فقال: أن يأتيها في دبرها ".

ص: 218

[215]

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" عن معاذ1، عن ابن عون فأبهمه فقال: في كذا وكذا2.

[216]

ووقع في "الجمع بين الصحيحين" للحميدي عن ابن عمر {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} قال: يأتيها في الفرج3.

1 هو معاذ بن معاذ بن نصر بن حسّان العنبري، أبو المثنى البصري القاضي، ثقة متقن، مات سنة ست وتسعين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/175-177، والتقريب 2/257.

2 فتح الباري 8/190.

أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب القارئ يقرأ آي القرآن من مواضع مختلفة أو يفصل القراءة بالكلام، رقم9-25، ص 97 حدثنا معاذ، عن ابن عون، عن نافع - فذكره. ولفظه "قال: كان ابن عمر إذا قرأ لم يتكلم حتى يفرغ مما يريد أن يقرأه، قال: فدخل يوما، فقال: امسك عليَّ سورة البقرة، فأمسكتها عليه، فلما أتى على مكان منها، قال: أتدري فيم أنزلت؟ قلت: لا، قال: في كذا وكذا، ثم مضى في قراءته".

3 فتح الباري 8/189.

الأثر أخرجه البخاري رقم4527 بسنده من طريق عبد الصمد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر بدون قوله "الفرج". قال ابن حجر: قوله "يأتيها في الفرج" هكذا وقع في جميع النسخ - أي نسخ البخاري - لم يذكر ما بعد الظرف وهو المجرور، ووقع في "الجمع بين الصحيحين" يأتيها في الفرج وهو من عنده بحسب ما فهمه. وقال - أي ابن حجر - ثم وقفت على سلفه فيه وهو البرقاني فرأيت في نسخة الصنعاني "زاد البرقاني يعني الفرج"، ثم قال - أي ابن حجر أيضا - وليس مطابقا لما في نفس الرواية عن ابن عمر لما سأذكره " اهـ.

والأثر أخرجه ابن جرير رقم4331 عن أبي قلابة، قال: ثنا عبد الصمد، قال: ثني أبي، عن أيوب، به. ولفظه "قال: في الدبر".

هذا وقد أورده السيوطي في الدر المنثور 1/636 بلفظ ابن جرير، ونسبه إليه وإلى البخاري معا مع أن لفظ البخاري لم يذكر فيه ما بعد الظرف وهو المجرور كما سبق بيانه.

ص: 219

[217]

وأما رواية عبد الصمد فأخرجها ابن جرير في التفسير عن أبي قلابة الرقاشي1 عن عبد الصمد بن عبد الوارث2، حدثني أبي3، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر فذكره بلفظ "يأتيها في الدبر"4.

[218]

وأما رواية محمد بن يحيى بن سعيد القطان فوصلها الطبراني في "الأوسط" من طريق أبي بكر الأعين5 عن محمد بن يحيى المذكور6، عن

1 اسمه عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد، أبو قلابة الرقاشي، روى عن عبد الصمد ابن بن الوارث وغيره، وروى عنه الأئمة، منهم ابن خزيمة، وابن جرير، وابن ماجه وآخرون. ذكره ابن حبان في الثقات. وفي التقريب "صدوق يخطئ، تغير حفظه لما سكن بغداد"، مات سنة ست وسبعين ومائتين، وله ست وثمانون سنة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/371، والتقريب 1/522.

2 عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد، العنبري مولاهم، التَنُّوري، أبو سهل البصري، ذكره ابن حبان في الثقات، وثقه ابن سعد والحاكم وابن قانع. وفي التقريب "صدوق، ثبت في شعبة"، مات سنة سبع ومائتين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/291-292، والتقريب 1/507.

3 هو عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان، العنبري، مولاهم، أبو عبيدة، التنوري، البصري، روى عن أيوب السختياني وغيره، وعنه ابنه عبد الصمد وغيره، ثقة ثبت، مات سنة ثمان ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/391، والتقريب 1/527.

4 فتح الباري 8/190.

تقدم تخريجه في الذي قبله. وقد أخرجه ابن جرير، به سندا ومتنا. وإسناده صحيح.

وأصله في البخاري رقم4527 عن إسحاق بن راهويه، عن عبد الصمد، عن أيوب، به بلفظ " يأتيها في " هكذا ولم يذكر المجرور. قال ابن حجر: هكذا وقع في جميع النسخ - أي نسخ البخاري - لم يذكر ما بعد الظرف وهو المجرور. وانظر: تغليق التعليق 4/180-181.

5 اسمه محمد بن أبي عتّاب البغدادي، أبو بكر الأعين، روى عن محمد بن يحيى بن سعيد القطان وغيره، وذكره ابن حبان في الثقات. وفي التقريب: صدوق، مات سنة أربعين بعد المائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 9/298، والتقريب 2/189.

6 محمد بن يحيى بن سعيد بن القطان، أبو صالح البصري ولد العالم الشهير، ثقة وثقه ابن حبان، مات سنة، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين على الصحيح. انظر ترجمته في: التهذيب 9/450، والتقريب 2/217.

ص: 220

أبيه1، عن عبيد الله2، عن نافع، عن ابن عمر قال: إنما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} رخصة في إتيان الدبر، قال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله بن عمر إلا يحيى بن سعيد، تفرد به ابنه محمد3.

[219]

أخرج الدارقطني في "غرائب مالك" من طريق عبد العزيز الدراوردي4، عن مالك وعبيد الله بن عمر بن حفص وابن أبي ذئب5

1 يحيى بن سعيد بن فرّوخ التميمي، أبو سعيد القطّان البصري، ثقة متقن حافظ، إمام قدوة، مات سنة ثمان وتسعين، وله ثمان وسبعون. أخرج له الجماعة. التقريب 2/348.

2 هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب.

3 فتح الباري 8/190.

أخرجه الطبراني كما في مجمع البحرين رقم3297 عن علي بن سعيد، ثنا محمد ابن أبي عتاب أبو بكر الأعين، به. قال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله إلا يحيى ابن سعيد، تفرد به ابنه محمد بن يحيى.

وتعقبه ابن حجر قائلا: ولم يتفرد به يحيى بن سعيد، فقد رواه عبد العزيز الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر أيضا..... وروى هذا الحديث عن نافع أيضا جماعة غير من ذكرنا، ورواياتهم بذلك ثابتة عند ابن مردويه في تفسيره وفي فوائد الأصبهانيين لأبي الشيخ وتاريخ نيسابور للحاكم وغرائب مالك للدارقطني وغيرها. اهـ قوله.

وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/322 وقال: رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعيد بن بشير هو حافظ، وقال فيه الدارقطني ليس بذاك، وبقية رجاله ثقات.

وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/636 ونسبه إلى الحسن بن سفيان في مسنده والطبراني في الأوسط والحاكم وأبي نعيم في المستخرج. وقد صحح إسناده السيوطي.

4 عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدراوردي، أبو محمد الجهني، مولاهم، المدني، صدوق، كان يحدث من كتب غيره فيخطئ، قال النسائي: حديثه عن عبيد الله العمري منكر، مات سنة ست، أو سبع وثمانين ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/512.

5 اسمه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري، أبو الحارث المدني، ثقة فقيه فاضل، مات سنة ثمان وخمسين ومائة، وقيل سنة تسع. أخرج له الجماعة. التقريب 2/184.

ص: 221

ثلاثتهم عن نافع نحو رواية ابن عون عنه، ولفظه "نزلت في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها، فأعظم الناس ذلك فنزلت، قال: فقلت له من دبرها في قبلها، فقال: لا إلاّ في دبرها"1.

[220]

وتابع نافعا على ذلك زيد بن أسلم عن ابن عمر، ورايته عند النسائي بإسناد صحيح2.

[221]

أخرج أبو يعلى وابن مردويه وابن جرير والطحاوي من طريق

1 فتح الباري 8/190.

أورده السيوطي في الدر المنثور 1/636 وقال: أخرجه الدارقطني في غرائب مالك من طريق أبي بشر الدولابي، نبأنا أبو الحرث أحمد بن سعيد، نبأنا أبو ثابت محمد بن عبيد الله المدني، حدثني عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بالسند المذكور عن نافع قال: قال لي ابن عمر: أمسك عليّ المصحف يا نافع، فقرأ حتى أتى على {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} قال لي: أتدري يا نافع فيم نزلت هذه الآية؟ قلت: لا، قال: نزلت في رجل من الأنصار

إلخ.

2 فتح الباري 8/190.

لم أجده في تفسير النسائي ولا في سننه، ولكن الحافظ ابن كثير نقل في تفسيره 1/383 عن النسائي عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أبي بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر. ولفظه "أن رجلا أتى امرأته في دبرها، فوجد في نفسه من ذلك وجدا شديدا، فأنزل الله {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} ". ثم نقل ابن كثير عقبه عن أبي حاتم الرازي قوله: لو كان هذا عند زيد بن أسلم، عن ابن عمر لما أولع الناس بنافع. ثم قال - أي ابن كثير -: وهذا تعليل منه لهذا الحديث.

هذا وقد علق محققو تفسير ابن كثير عليه قائلين: لم نجد فيما طبع من سنن النسائي الأحاديث التي تتناول هذه الآية.

والأثر أخرجه أيضا ابن جرير رقم4333 عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم - كمثل رواية النسائي سندا ومتنا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/636 ونسبه إلى النسائي وابن جرير.

ص: 222

زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري1 "أن رجلا أصاب امرأته في دبرها، فأنكر الناس ذلك عليه وقالوا: نعيّرها، فأنزل الله عز وجل هذه الآية2.

[222]

وعلقه النسائي عن هشام بن سعد3 عن زيد4.

1 اسمه سعد بن مالك بن سنان بن عبيد الأنصاري، أبو سعيد الخدري، مشهور بكنيته، له ولأبيه صحبة، أُستصغر بأحد، ثم شهد ما بعدها، وروى الكثير، ومات بالمدينة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/451، رقم2036، والتقريب 1/289.

2 فتح الباري 8/191.

أخرجه أبو يعلى رقم1103 حدثنا الحارث بن سريج، حدثنا عبد الله بن نافع، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، به.

وزكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/323 وقال: رواه أبو يعلى عن شيخه الحارث ابن سريج القفال وهو ضعيف كذاب.

قلت: لكنه تابعه متابع فأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 3/40 حدثنا أحمد ابن داود، قال: أخبرنا يعقوب بن حميد، قال: ثنا عبد بن نافع، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، به.

وأخرجه ابن جرير رقم4334 عن يونس، عن عبد الله بن نافع، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار - بنحوه مرسلا، لم يذكر أبا سعيد، فهو مرسل ضعيف.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/637 وزاد نسبته إلى إسحاق بن راهويه وابن مردويه، وقد حسن إسناده - أي السيوطي -.

3 في الفتح "هشام بن سعيد"، والصواب "هشام بن سعد " كما يعرف من تخريج الحديث السابق، ولأنه هو الذي يروي عن زيد بن أسلم، قال الآجري عن أبي داود "هشام ابن سعد" أثبت الناس في زيد بن أسلم، فهشام بن سعد هو المدني أبو عباد أو أبو سعد القرشي مولاهم، روى عن زيد بن أسلم ونافع مولى ابن عمر وعمرو بن شعيب وغيرهم، وعنه الليث والثوري ووكيع وغيرهم، قال ابن حجر: صدوق له أوهام. انظر ترجمته في: التهذيب 11/37، والتقريب 2/318.

4 فتح الباري 8/191.

لم أقف عليها عند النسائي، وانظر أيضا التعليق على رواية ابن عمر من طريق زيد بن أسلم، عنه المتقدم برقم 215.

ص: 223

قوله تعالى: {وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ} الآية: 224

[223]

وقد أخرجه الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ولفظه "لا تجعل الله عرضة ليمينك أن لا تصنع الخير، ولكن كفِّر واصنع الخير1.

[224]

وعن سعيد بن جبير: هو أن يحلف أن لايصل رحمه مثلا فيقال له صل، فيقول: قد حلفت2.

[225]

عن زيد بن أسلم: لا تكثروا الحلف بالله وإن كنتم بررة3.

1 فتح الباري 11/558.

أخرجه ابن جرير رقم4360 حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، به.

ونقله ابن كثير في تفسيره 1/390 برواية الطبري، ثم قال: وهكذا قال مسروق، والشعبي، وإبراهيم النخعي، ومجاهد، وطاوس، وسعيد بن جبير، وعطاء، وعكرمة، ومكحول، والزهري، والحسن، وقتادة، ومقاتل بن حيان، والربيع بن أنس، والضحاك، وعطاء الخراساني، والسدي. ثم قال - أي ابن كثير - ويؤيد ما قاله هؤلاء ما ثبت في الصحيحين البخاري، رقم5518، ومسلم، رقم1649-9 عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني والله - إن شاء الله - لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيتُ الذي هو خير وتحلّلتها ". وساق عن عبد الرحمن بن سمرة وأبي هريرة حديثين آخرين في هذا المعنى.

2 فتح الباري 11/558.

أخرجه ابن جرير رقم4355 حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير - نحوه.

قال ابن حجر عقبه: "وعلى هذا فمعنى أن تبروا كراهة أن تبروا فينبغي أن يأتي الذي هو خير ويكفر".

3 فتح الباري 11/558.

لم أقف عليه مسندا. وقال ابن حجر: وفائدة ذلك: إثبات الهيبة في القلوب، ويشير إليه قوله {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} .

ص: 224

قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} الآية: 225

[226]

قال زيد بن أسلم في قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} قال: هو كقول الرجل: إن فعلت كذا فأنا كافر، قال: لا يؤاخذه الله حتى يعقد به قلبه1.

قوله تعالى: {فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} الآية: 226

[227]

وأخرج الطبري عن إبراهيم النخعي قال: الفئ الرجوع باللسان2.

[228]

ومثله عن أبي قلابة3.

[229]

وعن سعيد بن المسيب والحسن وعكرمة: الفئ الرجوع بالقلب واللسان لمن به مانع عن الجماع، وفي غيره بالجماع4.

1 فتح الباري 1/70.

أخرجه ابن جرير رقم4461 حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الكريم، قال: حدثنا إسماعيل بن مرزوق، قال حدثني يحيى بن أيوب، أن زيد بن أسلم كان يقول في قوله تعالى:{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} - فذكره.

2 فتح الباري 9/426.

أخرجه ابن جرير رقم4541 حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن سفيان، عن منصور وحماد، عن إبراهيم، به.

3 فتح الباري 9/426.

أخرجه ابن جرير رقم4544 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة. ولفظه "قال: إن فاء في نفسه أجزأه، يقول: قد فاء ".

4 فتح الباري 9/426.

أما أثر الحسن وعكرمة فأخرج ابن جرير رقم4525، 4534 حدثنا محمد بن يحيى وحدثنا ابن بشار قالا: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن وعكرمة أنهما - نحوه.

وأما أثر سعيد بن المسيب فأخرجه ابن جرير أيضا رقم4539 حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني يونس، قال: قال ابن شهاب، حدثني سعيد بن المسيب - فذكر بمعناه.

ص: 225

[230]

ومن طريق أصحاب ابن مسعود منهم علقمة1 مثله2.

[231]

ومن طريق الحكم3 عن مقسم عن ابن عباس: الفئ الجماع4.

[232]

وعن مسروق5 وسعيد بن جبير والشعبي مثله، والأسانيد

1 علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك النخعي الكوفي، ثقة ثبت فقيه، عابد، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، روى عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود وغيرهم، وهو من أشهر رواة ابن مسعود، وأعرفهم به، وأعلمهم بعلمه، مات بعد الستين وقيل بعد السبعين. انظر ترجمته في: التهذيب 7/244، والتقريب 2/31.

2 فتح الباري 9/426.

أما أثر علقمة فأخرجه ابن جرير رقم4532 حدثنا عمران، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا عامر، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة - نحوه.

3 هو الحكم بن عُتَيبة، أبو محمد الكندي الكوفي، ثقة ثبت فقيه، إلا أنه ربما دلّس، مات سنة ثلاث عشرة ومائة، أو بعدها، وله نيف وستون سنة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/372، والتقريب 1/192.

4 فتح الباري 9/426.

أخرجه ابن جرير الأرقام من 4509 إلى 4512 من طرق عن عن الحكم بن عتيبة، به مثله.

وقد رجّح الطبري هذا القول، واستدل له إلى أن قال "غير أنه إذا حيل بينه وبين الفئ - الذي هو جماع - بعذر، فغير جائز أن يكون تاركا جماعها على الحقيقة، لأن المرء إنما يكون تاركا ماله إلى فعله وتركه سبيل. فأما من لم يكن له إلى فعل أمر سبيل، فغير كائن تاركه، فإذا كان ذلك كذلك، فإحداث العزم في نفسه على جماعها مجزئ عنه في حال العذر حتى يجد السبيل إلى جماعها. وإن أبدى ذلك بلسانه وأشهد على نفسه في تلك الحال بالأوبة والفيء، كان أعجب إليّ. ا. هـ كلامه رحمه الله. انظر: تفسير الطبري 4/373-374.

5 هو مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي، الكوفي، ثقة فقيه عابد، مخضرم، مات سنة اثنتين أو ثلاث وستين. انظر ترجمته في: التهذيب 10/100، والتقريب 2/242.

ص: 226

بكل ذلك عنهم قوية1.

قوله تعالى: {وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ} الآية: 228

[233]

وقد روى الطبري بإسناد صحيح عن الزهري قال: بلغنا أن المراد بما خلق الله في أرحامهن: الحمل أو الحيض، فلا يحل لهن أن يكتمن ذلك، لتنقضي العدة ولا يملك الزوج الرجعة إذا كانت له2.

[234]

وروى أيضا بإسناد حسن عن ابن عمر قال: "لا يحل لها إن

1 فتح الباري 9/426.

أخرجه ابن جرير رقم4513، 4514 من طريق سفيان وشعبة، كلاهما عن حصين، عن الشعبي، عن مسروق، قال: الفئ الجماع.

وأخرج ابن جرير رقم4521 حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا الحجاج بن المنهال، قال: حدثنا حماد، عن حماد وإياس، عن الشعبي - قال أحدهما: عن مسروق، قال: الفئ الجماع، وقال الآخر: عن الشعبي: الفئ الجماع.

وأما أثر سعيد بن جبير فأخرجه ابن جرير رقم4519 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن سعيد بن جبير قال: الفئ الجماع، لا عذر له إلا أن يجامع وإن كان في سجن أو سفر. وأخرج رقم4517، 4518 من طريقين عن سفيان، عن علي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير قال: الفئ الجماع.

فائدة: قال ابن حجر: قال الطبري: اختلافهم في هذه من اختلافهم في تعريف الإيلاء، فمن خصه بترك الجماع قال: لا يفئ إلا بفعل الجماع، ومن قال: الإيلاء الحلف على ترك كلامها أو على أن يغيظها أو يسوءها أو نحو ذلك لم يشترط في الفئ الجماع، بل رجوعه بفعل ما حلف أن لا يفعله. فتح الباري 9/426. وانظر تفسير الطبري 4/472.

2 فتح الباري 1/424-425.

أخرجه ابن جرير رقم4727 حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، به.

ص: 227

كانت حائضا أن تكتم حيضا، ولا إن كانت حاملا أن تكتم حملها"1.

[235]

وعن مجاهد "لا تقول إني حائض وليست بحائض، ولا لست بحائض وهي حائض" وكذا في الجبل2.

قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} الآية: 229

[236]

وصل عبد الرزاق قال: أنبأنا ابن جريج أخبرني ابن طاوس3 وقلت له: ما كان أبوك يقول في الفداء؟ قال: كان يقول ما قال الله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} ولم يكن يقول قول السفهاء: لا يحل حتى تقول لا أغتسل لك من جنابة، ولكنه يقول "إلا أن يخافا أن لا يقيما حدود الله" فيما افترض لكل واحد منهما على صاحبه في العشرة والصحبة "4.

1 فتح الباري 1/425.

أخرجه ابن جرير رقم4734 حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا الأشعث، عن نافع، عن ابن عمر، به.

2 فتح الباري 1/425.

أخرجه ابن جرير رقم4739 حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.

3 هو عبد الله بن طاوس بن كيسان اليماني، أبو محمد، ثقة فاضل عابد، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. التقريب 1/424.

4 فتح الباري 9/397.

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 6/496 - في الطلاق، باب ما يحل من الفداء - عن ابن جريج، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 5/109 - في الطلاق، ما قالوا في الرجل متى يطيب له أن يخلع امرأته - حدثنا ابن عُلية، عن ابن جريج - فذكره نحوه. ولفظه "قال: كان طاوس يقول: يحل الفداء ما قال الله {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} ولم يكن يقول قول السفهاء، حتى تقول: لا أغتسل لك من جنابة

إلخ. وقد سقط من المطبوع قوله "أخبرني ابن طاوس وقلت له: ما كان أبوك يقول في الفداء ". ويعرف من هذا أن نسخ الحافظ ابن حجر أتقن من النسخ التي بين أيدينا وأكمل.

ص: 228

[237]

وأخرج ابن أبي شيبة عن وكيع1 عن يزيد بن إبراهيم2 عن الحسن في قوله: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} قال: ذلك في الخلع إذا قالت: لا أغتسل لك من جنابة3.

[238]

روى ابن أبي شيبة من طريق القاسم4 أنه سئل عن قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} قال فيما افترض عليهما في العشرة والصحبة5.

قوله تعالى:

{فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ} الآية: 230

[239]

أخرج مقاتل بن حيان في تفسيره ومن طريقه ابن شاهين في

1 هو وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي، أبو سفيان الكوفي، ثقة حافظ عابد، مات سنة في سنة ست أو سبع وتسعين ومائة، وله سبعون سنة. التقريب 2/331.

2 يزيد بن إبراهيم التستري، أبو سعيد البصري التميمي مولاهم، روى عن الحسن وابن سيرين وابن أبي مليكة وعطاء وقتادة وغيرهم، وعنه وكيع وغيره، ثقة ثبت إلا في روايته عن قتادة، ففيها لين. مات سنة ثلاث وستين ومائة على الصحيح. انظر ترجمته في: التهذيب 11/272، والتقريب 2/361.

3 فتح الباري 9/398.

أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 5/108 عن وكيع، عن الحسن، به. ولم يذكر في إسناده "يزيد بن إبراهيم".

4 القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق أبو محمد ويقال أبو عبد الرحمن، روى عنه ابن أبي مليكة وغيره، ثقة، من كبار التابعين، أحد الفقهاء بالمدينة، قال أيوب: ما رأيت أفضل منه. مات سنة ست ومائة على الصحيح. انظر ترجمته في: التهذيب 8/299-301، والتقريب 2/120.

5 فتح الباري 9/398.

أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 5/109 نا ابن علية، عن محمد بن إسحاق قال: سئل القاسم بن محمد - فذكره.

ص: 229

"الصحابة" ثم أبو موسى في قوله تعالى: {فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ} قال "نزلت في عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك النضرية1 كانت تحت رفاعة بن وهب بن عتيك2 - وهو ابن عمها - فطلقها طلاقا بائنا فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير، ثم طلقها فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إنه طلقني قبل أن يمسني أفأرجع إلى ابن عمي زوجي الأول؟ قال: "لا" الحديث3.

قوله تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ} الآية: 232

[240]

روى ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس:

1 عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك النضرية، صحابية ورد ذكرها في هذه القصة. انظر ترجمتها في: أسد الغابة 2/283 و7/190، والإصابة 2/408 و8/236.

2 هو رِفاعة بن سِمْوال، وقيل: رفاعة بن رفاعة القرظي، من بني قريظة، صحابي، وهو خال صفية بنت حييّبن أخطب أم المؤمنين، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فإن أمها برة بنت سموال. وهو الذي طلق امرأته ثلاثا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتزوجها عبد الرحمن بن الزبير، وطلقها قبل أن يدخل بها - على ما وردت قصته كما هي هنا -. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/273، رقم1690، والإصابة 2/408، رقم2675.

3 فتح الباري 9/465.

ذكره ابن حجر في الإصابة 2/409 في ترجمة رفاعة، وقال: روى ابن شاهين من طريق تفسير مقاتل بن حيّان - فذكره.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/677-678 ونسبه إلى ابن المنذر عن مقاتل بن حيان. وأصل هذا الحديث في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها بدون ذكر نزول الآية. ولفظه "قالت عائشة: دخلت امرأة رفاعة القرظي - وأنا وأبو بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن رفاعة طلقني البتة، وإن عبد الرحمن بن الزبير تزوجني، وإنما عنده مثل الهُدْبَة، وأخذت هدبة من جلبابها، وخالد بن سعيد بن العاص بالباب لم يؤذن له، فقال: يا أبا بكر، ألا تنهى هذه عما تجهر به بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم! فما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم على التبسم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كأنك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة، لا، حتى تذوق عُسَيْلته ويذوق عسيلتك". انظر: البخاري رقم5317، ومسلم رقم1433-112 ومسند أحمد 6/34 واللفظ له.

ص: 230

هي في الرجل يطلق امرأته فتقضي عدتها، فيبدو له أن يراجعها وتريد المرأة ذلك، فتمنعه وليها1.

[241]

وقع في تفسير الطبري من حديث ابن عباس أنها نزلت في ولي النكاح أن يضار وليّته فيمنعها من النكاح2.

[242]

ووقع في رواية مبارك بن فضالة3 عن الحسن عند أبي مسلم الكجي "قال الحسن: علم الله حاجة الرجل إلى امرأته وحاجة المرأة إلى زوجها، فأنزل الله هذه الآية4.

قوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} إلى قوله: {بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} الآية: 233

[243]

وأخرج الطبري عن ابن عباس أن إرضاع الحولين مختص لمن

1 فتح الباري 8/192.

أخرجه ابن جرير رقم4940 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عنه بنحوه. وعلقه ابن كثير 1/415 عن علي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/685 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر.

وذكره ابن كثير 1/451 تعليقا عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس. ثم قال: وكذا قال مسروق، وإبراهيم النخعي، والزهري، والضحاك أنها نزلت في ذلك، ثم قال: وهذا الذي قالوه ظاهر من الآية، كما جاء في الحديث "لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها، فإن الزانية هي التي تزوج نفسها "[أخرجه ابن ماجه، رقم1882] . صححه الشيخ الألباني دون الجملة الأخيرة. انظر: إراوء الغليل 6/248.

2 فتح الباري 9/186. انظر ما قبله.

3 مبارك بن فَضَالة - بفتح الفاء وتخفيف المعجمة -، أبو فضالة البصري، روى عن الحسن البصري وهشام ابن عروة وحميد الطويل وغيرهم، قال بهز أنا مبارك أنه جالس الحسن ثلاث عشرة سنة أو أربع عشرة سنة. صدوق يدلس ويسوّي، مات سنة ست وستين ومائة على الصحيح. انظر ترجمته في: التهذيب 10/27، والتقريب 2/227.

4 فتح الباري 9/187.

ص: 231

وضعت لستة أشهر، فمهما وضعت لأكثر من ستة أشهر نقص من مدة الحولين تمسكا بقوله تعالى:{وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً} [الأحقاف:15] ، وسنده صحيح، إلا أنه اختلف في وصله أو وقفه على عكرمة1.

[244]

وصل ابن وهب في جامعه عن يونس2 قال: قال ابن شهاب: نهى الله تعالى أن تضار والدة بولدها، وذلك أن تقول الوالدة: لستُ مرضعته، وهي أمثل له غذاء وأشفق عليه وأرفق به من غيرها، فليس لها أن تأبى بعد أن يعطيها من نفسه ما جعل الله عليه، وليس للمولود له أن يضارّ بولده والدته فيمنعها أن ترضعه ضرارا لها إلى غيرها، فلا جناح عليهما أن يسترضعا عن طيب نفس الوالد والولدة، فإن أرادا فصالا عن تراض3.

[245]

وأخرجه ابن جرير من طريق عقيل4 عن ابن شهاب نحوه، وفيه

1 فتح الباري 9/504-505.

قال ابن حجر عقبه: وتعقب بمن زاد حملها على ثلاثين شهرا فإنه يلزم إسقاط مدة الرضاعة ولا قائل به، والصحيح أنها محمولة على الغالب.

وقد أخرجه ابن جرير رقم4950 حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا داود، عن عكرمه، عن ابن عباس - نحوه.

وقال ابن حجر عقبه إيراده: "وسنده صحيح، إلا أنه اختلف في وصله أو وقفه على عكرمة".

2 هو يونس بن يزيد بن أبي النجاد، الأيلي، أبو يزيد مولى آل أبي سفيان، ثقة، إلا أن في روايته عن الزهري وهما قليلا، وفي غير الزهري خطأ، مات ستة تسع وخمسين بعد المائة. أخرج له الجماعة. التقريب 2/386.

3 فتح الباري 9/505.

وصله ابن حجر في تغليق التعليق 4/480-481 وقال: هكذا رويناه في الجامع لابن وهب عن يونس. كما نقل العيني في عمدة القارئ 21/18 عن ابن وهب، به.

4 هو عُقَيل - بالضم - ابن خالد بن عَقيل - بالفتح - الأبلي أبو خالد الأموي، مولاهم، روى عن ابن شهاب وغيره، وعنه الليث بن سعد ونافع بن يزيد وغيرهما. ثقة ثبت. قال ابن معين: أثبت من روى عن الزهري مالك ثم معمر ثم عقيل. سكن المدينة ثم الشام ثم مصر، مات سنة أربع وأربعين ومائة على الصحيح. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/228، والتقريب 2/29.

ص: 232

"الوالدات أحق برضاع أولادهن، وليس لوالدة أن تضارّ ولدها فتأبى رضاعه وهي تعطى عليه ما يعطى غيرها، وليس للمولود له أن ينزع ولده منها ضرارا لها، وهي تقبل من الأجر ما يعطى غيرها، فإن أرادا فصال الولد عن تراض منهما وتشاور دون الحولين فلا بأس"1.

[246]

عن ابن عباس "فصاله" فطامه، أخرجه الطبري عنه وعن السدي وغيرهما2.

[247]

وعن ابن عباس أن الحولين لغاية الإرضاع وأن لا رضاع بعدهما، أخرجه الطبري أيضا، ورجاله ثقات إلا أنه منقطع بين الزهري وابن عباس3.

[248]

ثم أخرج بإسناد صحيح عن ابن مسعود قال: ماكان من

1 فتح الباري 9/505.

أخرجه ابن جرير رقم4981، 5036 حدثني المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب - وسئل عن قول الله تعالى ذكره {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} إلى {لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ} - فذكره بنحوه.

2 فتح الباري 9/505.

أخرجه ابن جرير رقم5052 من طريق علي بن أبي طلحة، عنه نحوه. وأما عن السدي فأخرجه رقم5044 من طريق أسباط، عنه نحوه.

3 فتح الباري 9/505.

أخرجه ابن جرير رقم4956 من طريق آدم، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، قال حدثنا الزهري، عن ابن عباس وابن عمر - نحوه. وأخرجه رقم4957 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، قال كان ابن عمر وابن عباس يقولان: لا رضاع بعد الحولين.

قال ابن حجر عقبه: "ورجاله ثقات إلا أنه منقطع بين الزهري وابن عباس ".

ص: 233

رضاعة بعد الحولين فلا رضاع1.

[249]

وعن ابن عباس أيضا بسند صحيح مثله2.

[250]

ثم أسند عن قتادة قال: كان إرضاعها الحولين فرضا، ثم خفف بقوله تعالى:{لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} 3.

قوله تعالى: {وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ} الآية: 233

[251]

قال ابن عباس {وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ} : عليه أن لا يضار4.

[252]

وبه قال الشعبي ومجاهد5.

1 فتح الباري 9/505.

أخرجه ابن جرير رقم4958 حدثنا أبو السائب، قال: حدثنا حفص، عن الشيباني، عن أبي الضحى، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله، به.

وأخرجه رقم4961 حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم، أنه يحدث عن عبد الله - نحوه.

2 فتح الباري 9/505.

أخرجه ابن جرير رقم4963 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن عمرو ابن دينار، عن ابن عباس. ولفظه "أنه قال: لا رضاع بعد فصال السنتين". وأخرجه رقم4962 من طريق إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عنه. ولفظه "ليس يحرِّم من الرضاع بعد التمام، إنما يحرِّم ما أنبت اللحم وأنشأ العظم ".

3 فتح الباري 9/505.

أخرجه ابن جرير رقم4965 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، به.

4 فتح الباري 9/514.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2291 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا حفص، عن أشعث، عن الشعبي، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/690 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي.

5 فتح الباري 9/514. نقل عنهما ابن أبي حاتم من غيره إسناد حيث قال عقب رواية ابن عباس الذي قبل هذا، قال: وروي عن مجاهد في أحد قوليه والشعبي والضحاك نحو ذلك.

ص: 234

قوله تعالى: {لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً} الآية: 235

[253]

وصل عبد بن حميد من طريق عمران بن حدير1 عن الحسن {لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً} قال: الزنا2.

[254]

وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن قال: هو الفاحشة3.

[255]

قال قتادة قوله: {سِرّاً} أي لا تأخذ عهدها في عدتها أن لا تتزوج غيره. وأخرجه إسماعيل القاضي في "الأحكام" وقال: هذا أحسن من قول من فسره بالزنا، لأن ما قبل الكلام وما بعده لا يدل عليه4.

قوله تعالى: {وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ} الآية:235

[256]

وصل الطبري من طريق عطاء الخراساني5 عن ابن عباس في

1 عمران بن حُدَير - مصغرا - السدّي، أبو عبيدة، البصري، ثقة، مات سنة تسع وأربعين. أخرج له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. التقريب 2/82.

2 فتح الباري 9/180.

أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/414 عن روح، عن عمران، به. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق - في الموضع نفسه - بسنده إلى وكيع، عن عمران بن حدير، به.

3 فتح الباري 9/180.

أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/95 حدثنا معمر، عن قتادة، عن الحسن، به.

4 فتح الباري 9/180.

5 هو عطاء بن أبي مسلم أبو عثمان الخراساني، صدوق يهم كثيراً، ويرسل ويدلّس، مات سنة خمس وثلاثين ومائة. التقريب 2/23.

ص: 235

قوله تعالى: {وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ} يقول: حتى تنقضي العدة1.

قوله تعالى: {مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ} الآية: 236

[257]

روى ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى: {مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ} أي تنكحوهن2.

قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} الآية: 238

[258]

عن ابن مسعود قال: حبس المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر حتى احمرت الشمس أو اصفرت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا"، أو قال:"حشا الله أجوافهم وقبورهم نارا"3.

1 فتح الباري 9/180.

أخرجه ابن جرير رقم5185 حدثني القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس، به.

وإسناده ضعيف؛ فإن عطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس، ثم في إسناده "الحسين" وهو سنيد، ضعيف مع إمامته كما تقدم في ترجمته برقم 193.

2 فتح الباري 8/272.

هكذا عزاه ابن حجر من طريق عكرمة، ولكنه في تفسيره من طريق علي بن أبي طلحة، فقد أخرجه رقم2346 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ} قال: المس: النكاح.

3 فتح الباري 8/195.

أشار إليه عند شرح حديث علي الذي أخرجه البخاري رقم4533 بقوله "ولمسلم عن ابن مسعود نحو حديث علي"، ولفظ حديث علي قال:"إن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق: "حبسونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس، ملأ الله قبورهم وبيوتهم - أو أجوافهم - ناراً". والحديث أخرجه مسلم في المساجد، باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصرة، رقم628-206 بسنده بهذا اللفظ.

وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/724 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، والترمذي، وابن ماجه، وابن جرير، وابن المنذر.

ص: 236

[259]

روى أحمد والترمذي من حديث سمرة1 رفعه قال: "صلاة الوسطى صلاة العصر"2.

[260]

وروى ابن جرير من حديث أبي هريرة رفعه "الصلاة الوسطى صلاة العصر"3.

[261]

ومن طريق كهيل بن حرملة4 سئل أبو هريرة عن الصلاة

1 سمرة بن جندب بن هلال الفزاري، حليف الأنصار، صحابي مشهور، له أحاديث، مات بالبصرة سنة ثمان وخمسين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/554، رقم2242، والإصابة 3/150، رقم3488، والتقريب 1/333.

2 فتح الباري 8/195.

أخرجه الإمام أحمد 5/22 والترمذي في التفسير، باب ومن "سورة البقرة" رقم2983 وابن جرير رقم5438، 5439 من طرق، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، كما صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم238.

والحديث ذكره ابن كثير 1/430 برواية الإمام أحمد. كما أورده السيوطي في الدر المنثور 1/725 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والطبراني والبيهقي.

3 فتح الباري 8/195.

أخرجه ابن جرير رقم5432 حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثني عبد الوهاب بن عطاء، عن التيمي، عن أبي صالح، عنه - مرفوعا. وهذا إسناد صحيح، ورجاله ثقات. وقد صحح المحقق الشيخ محمود محمد شاكر إسناده.

وذكره ابن كثير 1/430 عن ابن جرير، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/726 ونسبه إلى ابن جرير واليهقي.

4 كهيل بن حرملة النميري، تابعي ثقة، سمع أبا هريرة، وروى عنه خالد سبلان. ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحا. وذكره ابن حبان في الثقات. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 7/173، والثقات 5/341.

ص: 237

الوسطى فقال: اختلفنا فيها ونحن بفناء بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفينا أبو هاشم بن عتبة1 فقال: أنا أعلم لكم، فقال فاستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج إلينا فقال: أخبرنا أنها صلاة العصر2.

[262]

ومن طريق عبد العزيز بن مروان3 أنه أرسل إلى رجل فقال:

1 أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشي، يكنى أبا سفيان العبشمي. اختلف في اسمه، فقيل مِهْشَم، وقيل خالد، وقيل اسمه كنيته. أسلم يوم فتح مكة، ونزل الشام إلى أن مات في خلافة عثمان. روى عنه أبو هريرة. انظر ترجمته في: الإصابة 7/346 رقم10670.

2 فتح الباري 8/195.

الحديث ذكره ابن حجر في الإصابة 7/346 في ترجمة أبي هاشم بن عتبة، وقال أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي، والبغوي، والحاكم أبو أحمد.

قلت: ونسبته إلى السنن ليس بصحيح. وقد بين ذلك الشيخ محمود محمد شاكر أيضا. ثم إن ذكر الهيثمي له في مجمع الزوائد، يؤكد على أنه ليس في السنن. والله أعلم.

وقد أخرجه ابن جرير رقم5436 حدثني المثنى، قال: حدثنا سليمان بن أحمد الجرشي الواسطي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: أخبرني صدقة بن خالد، قال: حدثني خالد بن دهقان، خالد بن سبلان عنه، به.

وسليمان بن أحمد الحرشي الشامي، ضعيف، بل رماه بعضهم بالكذب، انظر: الجرح والتعديل 4/101. لكنه لم ينفرد بهذا الحديث، فقد أخرجه الحاكم 3/638 من طريق العباس بن والوليد بن مزيد، عن محمد بن شعيب بن شابور، عن خالد بن دهقان، به. وأخرجه البزار كما في كشف الأستار رقم391 من طريق هشام بن عمّار، ثنا صدقة يعني ابن خالد، به.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/314 وقال: رواه الطبراني في الكبير، والبزار

ورجاله موثقون. وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/726 ونسبه إلى ابن سعد، والبزار، وابن جرير، الطبراني، والبغوي في معجمه.

3 هو عبد العزيز بن مروان بن الحكم، أبو الأصبغ، أخو الخليفة عبد الملك، وهو والد عمر، أمّره أبوه على على مصر، فأقام بها أكثر من عشرين سنة، وكان صدوقا، مات بعد الثمانين ومائة. أخرج له أبو داود. التقريب 1/512.

ص: 238

أي شيء سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة الوسطى؟ فقال أرسلني أبو بكر وعمر أسأله وأنا غلام صغير فقال: هي العصر1.

[263]

ومن حديث أبي مالك الأشعري2 رفعه: "الصلاة الوسطى صلاة العصر"3.

1 فتح الباري 8/195.

هكذا أورده من طريق عبد العزيز بن مروان، لكن الرواي له - كما في الطبري - ليس عبد العزيز، وإنما هو إبراهيم بن يزيد الدمشقي، كما يأتي بيانه عند التخريج.

أخرجه ابن جرير رقم5442 حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا عبد السلام، عن سالم مولى أبي نصير، قال: حدثني إبراهيم بن يزيد الدمشقي، قال: كنت جالسا عند عبد العزيز بن مروان، فقال: يا فلان، إذهب إلى فلان - فذكره بنحوه بأطول مما ذكره ابن حجر.

قال المحقق الشيخ محمود شاكر: هذا إسناد مجهول - عندي على الأقل - فلست أدري من "عبد السلام" شيخ أبي أحمد، و"سالم مولى أبي نصير" لم أجده كذلك

".

أما الرجل الذي حدث بهذا الحديث فليس هو الذي أرسل إليه، بل لم يرسل عبد العزيز أحدا، كما في رواية الطبري، وإنما قال لشخص كان عنده: يا فلان، إذهب إلى فلان، فقل له: أي شيء سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة الوسطى؟ فقال رجل جالس أرسلني أبو بكر وعمر....إلخ. وهذا الرجل الجالس عند عبد العزيز بن مروان الذي حدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون صحابيا. والله أعلم.

والحديث نقله ابن كثير 1/431 عن ابن جرير، وقال:"غريب". وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/726 ونسبه إلى الطبري.

2 صحابي، اختلف في اسمه، فقيل: اسمه عبيد، وقيل: عبد الله، وقيل: عمرو، وقيل: كعب بن كعب، وقيل: عامر بن الحارث، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعنه شريح بن عبيد الحضرمي وغيره. مات في طاعون عموان، سنة ثمان عشرة، أخرج له البخاري في التعاليق ومسلم والأربعة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 6/267، رقم6218، والتهذيب 12/239، والتقريب 2/468.

3 فتح الباري 8/195. =

ص: 239

[264]

وروى الترمذي وابن حبان من حديث ابن مسعود مثله1.

[265]

وروى ابن جرير من طريق هشام بن عروة2، عن أبيه3 قال: "كان في مصحف عائشة: حافظوا على الصلوات الصلاة الوسطى

= أخرجه ابن جرير رقم5445 حدثني محمد بن عوف الطائي، قال: حدثني محمد بن إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا أبي، قال: حدثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عنه، به.

والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/138 - ضمن حديث - وقال: رواه الطبراني، وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.

وذكره ابن كثير 1/431 برواية ابن جرير، ثم قال: إسناده لا بأس به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/727 ونسبه إلى ابن جرير والطبراني.

هذا وقول ابن كثير رحمه الله "إسناده لا بأس به" فيه نظر؛ لأن "محمد بن إسماعيل بن عياش" ضعفوه. قال ابن حجر: عابوا عليه أنه حدّث عن أبيه بغير سماع. وقال الشيخ محمود شاكر: ومثل هذا جريء على الحديث، لا يوثق براويته. انظر: التقريب 2/145، وتفسير الطبري رقم5445 الحاشية.

1 فتح الباري 8/195.

أخرجه الترمذي في الصلاة، باب ماجاء في الصلاة الوسطى أنه صلاة العصر، رقم181، وفي تفسير القرآن، باب "ومن سورة البقرة" رقم2985 من حديث طلحة ابن مصرف، عن زُبيد، عن مرة، عنه - مثله. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن حبان في صحيحه الإحسان رقم1746 من طريق الجراح بن مخلد، عمرو ابن عاصم، عن همام، عن قتادة، عنه - مثله. وذكره ابن كثير 1/431 عن الترمذي، كما أورده السيوطي في الدر المنثور 1/721 ونسبه إلى ابن أبي شيبة، والترمذي، وابن حبان.

وقد تقدم عن ابن مسعود نحوه مطولا، انظر رقم 253.

2 هشام بن عروة بن الزبير بن العوّام الأسدي، ثقة فقيه، ربما دلّس، مات سنة خمس أو ست وأربعين ومائة، وله سبع وثمانون سنة. أخرج له الجماعة. التقريب 2/319.

3 عروة بن الزبير بن العوّام بن خويلد الأسدي، أبو عبد الله المدني، ثقة فقيه مشهور، مات سنة أربع وتسعين على الصحيح، ومولده في أوائل خلافة عمر الفاروق. أخرج له الجماعة. التقريب 2/19.

ص: 240

وهي صلاة العصر"1.

[266]

وروى ابن المنذر من طريق مقسم عن ابن عباس قال "شغل الأحزاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق عن صلاة العصر حتى غربت الشمس فقال: "شغلونا عن الصلاة الوسطى" 2

[267]

وأخرج أحمد من حديث أم سلمة3 وأبي أيوب وأبي سعيد

1 فتح الباري 8/195.

أخرجه ابن جرير رقم5397 عن المثنى، قال: حدثنا الحجاج، قال: حدثنا حماد - وهو ابن سلمة - عن هشام بن عروة، عن أبيه، به. ونقله ابن كثير 1/432 عن ابن جرير سندا ومتنا. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/727 ونسبه لابن جرير.

2 فتح الباري 8/195.

أخرجه ابن جرير رقم5435 عن المثنى، قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا خالد - وهو ابن عبد الله الواسطي - عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم - وهو ابن بجرة، به.

وأخرج رقم5434 من وجه آخر عن خالد بن عبد الله، به بنحوه.

وابن أبي ليلى، قال عنه في التقريب 2/181 صدوق سيء الحفظ جداً. لكنه لم ينفرد به، فقد أخرج ابن جرير رقم5433 من حديث عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس نحوه. وقد صحح إسناده المحقق الشيخ محمود محمد شاكر.

وفي الإسناد علة أخرى، هو أن الحكم لم يسمع من مقسم إلاّ خمسة أحاديث، كما في التهذيب 2/373 عن أحمد، وقد عينها، وليس هذا منها، فعلى هذا فهو منقطع. وقد أشار إلى ذلك الشيخ محمود شاكر، ثم قال: وجدته عند الطحاوي في معاني الآثار 1/103 من طريق محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن ابن أبي ليلى - وهو محمد والد عمران - عن الحكم، عن مقسم وسعيد ابن جبير، عن ابن عباس. وقال - أي محمود شاكر - هذا إسناد صحيح جيد متصل.

قلت: وهكذا ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/725 من طريق مقسم، وسعيد بن جبير، عن ابن عباس، ونسبه إلى ابن جرير، وابن المنذر، والطبراني.

3 أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، أم المؤمنين، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أبي سلمة، سنة أربع وقيل ثلاث، وعاشت بعد ذلك ستين سنة، ماتت سنة اثنتين وستين على الأصح. انظر ترجمتها في: أسد الغابة 7/329، رقم7472، والإصابة 8/404، رقم12065، والتقريب 617.

ص: 241

وزيد بن ثابت1 وأبي هريرة وابن عباس من قولهم أنها صلاة العصر2.

[268]

روى الترمذي والنسائي من طريق زر بن حبيش3 قال: "قلنا لعبيدة، سل عليا عن الصلاة الوسطى، فسأله فقال: كنا نرى أنها الصبح، حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الأحزاب "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر" 4.

1 زيد بن ثابت بن الضحاك بن لوذان الأنصاري البخاري، أبو سعيد وأبو خارجة، صحابي مشهور، كان من كتاب الوحي، قال مسروق: كان من الراسخين في العلم. مات سنة خمس، أو ثمان وأربعين، وقيل بعد الخمسين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/346، رقم1824، والإصابة 2/490، رقم2887، والتقريب 1/272.

2 فتح الباري 8/196.

هكذا ساق جميعها على نسق واحد. أما عن أبي هريرة وابن عباس فقد تقدم روايات عنهما بهذا المعنى. وأما عن أم سلمة، فقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 1/725 عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "شغلونا عن الصلاة الوسطى - صلاة العصر - ملأ الله أجوافهم وقلوبهم ناراً". قال السيوطي: أخرجه الطبراني بسند صحيح. فقد أخرجه الطبراني في الكبير ج 23/رقم793 من طريق عبد الرحيم، عن مسلم الملائي عن القاسم بن مخيمرة، عن أم سلمة - مرفوعا مثله. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 1/313 وفيه مسلم بن الملائي الأعور وهو ضعيف. وأما عن أبي سعيد فقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 1/728 عنه قال: الصلاة الوسطى العصر. ونسبه إلى ابن المنذر والطحاوي. وأما عن زيد بن ثابت فقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 1/728 أيضا عنه قال: الصلاة الوسطى صلاة العصر.

3 زرّ بن حُبَيش بن حُباشة، الأسدي، الكوفي، أبو مريم، ثقة جليل، مخضرم، مات سنة إحدى، أو اثنتين، أو ثلاث وثمانين، وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/277، والتقريب 1/259.

4 فتح الباري 8/196.

قال ابن حجر: وهذه الرواية تدفع دعوى من زعم أن قوله "صلاة العصر" مدرج من تفسير بعض لرواة، وهي نص في أن كونها العصر من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وأن شبهة من =

ص: 242

[269]

روى مسلم عن البراء بن عازب "نزل حافظوا على الصلوات وصلاة العصر، فقرأناها ما شاء الله، ثم نسخت فنزلت "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، فقال رجل: فهي إذن صلاة العصر، فقال: أخبرتك كيف نزلت"1.

[270]

وروى ابن جرير من طريق عوف الأعرابي2، عن أبي رجاء

= قال إنها الصبح قوية، لكن كونه العصر هو المعتمد. اهـ.

هذا ولم أجده عند الترمذي ولا النسائي بهذا اللفظ وبهذا الإسناد، ولكن أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 1/576 - باب صلاة الوسطى - عن الثوري، عن عاصم، عن زر بن حبيش، به بهذا اللفظ. وأخرج ابن ماجه رقم684 في الصلاة، باب المحافظة على صلاة العصر، وأبو يعلى رقم390، 621 وابن حبان الإحسان رقم1745 كلهم من طريق حماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، عن زر - بنحوه. وأخرج أحمد 1/150 من طريق شعبة، عن جابر، عن عاصم، به. وليس عندهم قول علي "كنا نرى أنها الصبح حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول".

وأما الذي وجدته عند الترمذي رقم2984 والنسائي 473 فليس من رواية عاصم، عن زر، وإنما هو من رواية أبي حسان الأعرج، عن عبيدة السلماني، عن علي.

والحديث أورده السيوطي في الدر المنثور 1/724 ونسبه إلى عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، البخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي.

1 فتح الباري 8/196.

أخرجه مسلم 630-208 في المساجد ومواضع الصلاة، باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، من حديث الفضيل بن مرزوق، عن شقيق بن عقبة، عن البراء بن عازب - بنحوه. ولفظه: قال البراء: "قد أخبرتك كيف نزلت وكيف نسخها الله، والله أعلم". قال مسلم عقبه: ورواه الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن الأسود ابن قيس، عن شقيق بن عقبة، عن البراء بن عازب قال: قرأناها مع النبي صلى الله عليه وسلم زمانا.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/723 ونسبه إلى عبد بن حميد ومسلم وأبي داود في ناسخه وابن جرير والبيهقي.

2 هو عوف بن أبي جَميلة، الأعرابي العبدي، البصري، ثقة، رمي بالقدر والتشيع، مات سنة ست أو سبع وأربعين ومائة، وله ست وثمانون. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/148، والتقريب 2/78.

ص: 243

العطاردي1 قال: "صليت خلف ابن عباس الصبح، فقنت فيها ورفع يديه، ثم قال: هذه الصلاة الوسطى التي أمرنا أن نقوم فيها قانتين2.

[271]

وأخرجه أيضا من وجه آخر عنه وعن ابن عمرو من طريق أبي العالية "صليت خلف عبد الله بن قيس3 بالبصرة في زمن عمر صلاة الغداة فقلت لهم: ما الصلاة الوسطى؟ قالوا: هي هذه الصلاة4.

1 اسمه عمران بن ملحان، أبو رجاء العطاردي، تابعي قديم مخضرم، ثقة، عُمّر طويلا أزيد من 120 سنة، أخرج له الجماعة. مات سنة خمس ومائة. انظر: التقريب 2/85.

2 فتح الباري 8/196.

أخرجه ابن جرير الأرقام5475-5477 من طرق، عن عوف الأعرابي، به. وأخرجه رقم5478 من طريق عبد الوهاب - وهو ابن عبد المجيد الثقفي -، عن عوف، عن أبي المنهال، عن أبي العالية الرياحي، عن أبي رجاء - نحوه. وهذا إسناد صحيح كما بين ذلك المحقق.

ذكره ابن كثير 1/427 عن ابن جرير، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/718 ونسبه إلى عبد الرزاق، وابن أبي شيبة في المصنف، وابن الأنباري في المصاحف، وعبد ابن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، والبيهقي في سننه.

3 عبد الله بن قيس هو أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.

4 فتح الباري 8/196.

أخرجه ابن جرير رقم5480 عن محمد بن عيسى الدامغاني، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا الربيع بن أنس، عن أبي العالية بنحوه. ولفظه "فقلت لرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنبي.... إلخ.

وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/719 ونسبه إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن الأنباري.

قال ابن حجر: وهو قول أبي أمامة وأنس وجابر وأبي العالية وعبيد بن عمير وعطاء وعكرمة ومجاهد وغيرهم، نقله ابن أبي حاتم عنهم، وهو أحد قولي ابن عمر وابن عباس، ونقله مالك والترمذي عنهما، ونقله مالك بلاغا عن علي، والمعروف عنه خلافه. فتح الباري 8/196.

ص: 244

[272]

أخرج أبو داود من حديث زيد بن ثابت قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة، ولم تكن صلاة أشد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، فنزلت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ} الآية1.

[273]

وجاء عن أبي سعيد، وعائشة 2 القول بأنها الظهر. أخرجه ابن المنذر وغيره3.

1 فتح الباري 8/196.

أخرجه أبو داود رقم411 في الصلاة، باب في وقت صلاة العصر، وابن جرير رقم5459 كلاهما عن محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني عمرو بن أبي حكيم، قال سمعت الزبرقان يحدث، عن عروة بن الزبير، عن زيد بن ثابت، به. وقد صحح إسناده محقق تفسير الطبري الشيخ محمود محمد شاكر.

وأخرجه الإمام أحمد 5/183 عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به. وذكره ابن كثير 1/428 عن رواية المسند، ثم أشار إلى رواية أبي داود. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/720 ونسبه إلى أحمد والبخاري في تاريخه، وأبي داود، وابن جرير، والطحاوي، والروياني، وأبي يعلى، والطبراني، والبيهقي.

2 هي عائشة بنت أبي بكر الصديق، أم المؤمنين، أفقه النساء مطلقا، ماتت سنة سبع وخمسين على الصحيح. انظر ترجمته في: أسد الغابة 7/186، رقم7093، والإصابة 8/231، رقم11461، والتقريب 2/606.

3 فتح الباري 8/196.

أما رواية أبي سعيد فأخرجها ابن جرير رقم5451 من طريق ابن شريح وابن لهيعة، قالا: حدثنا أبو عقيل زهرة بن معبد، أن سعيد بن المسيب حدثه أنه كان قاعدا هو وعروة بن الزبير وإبراهيم طلحة، فقال سعيد بن المسيب سمعت أبا سعيد الخدري - فذكره في حديث طويل. وقد صحح إسناده المحقق. أشار إليه ابن كثير 1/429. هذا وقد مضى برقم262 عن أبي سعيد بإسناد صحيح أنها العصر. والله أعلم.

وأما أثر عائشة فأخرجه عبد الرزاق في مصنفه 1/577-578 - باب صلاة الوسطى - عن معمر، عن سعيد بن عبد الرحمن الجحش، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: أرسل زيد بن ثابت مولاه حرملة إلى عائشة يسألها عن الصلاة الوسطى، قالت: هي الظهر، قالت: فكان زيد يقول: هي الظهر، فلا أدري أعنها أخذه أو عن غيرها. ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/721 ونسبه إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر. وأشار إليه ابن كثير 1/429.

ص: 245

[274]

وروى مالك في "الموطأ" عن زيد بن ثابت الجزم بأنها الظهر1.

[275]

وروى الطيالسي من طريق زُهرة بن معبد 2 قال: "كنا عند زيد بن ثابت فأرسلوا إلى أسامة فسألوه عن الصلاة الوسطى، فقال: هي الظهر"3.

[276]

ورواه أحمد من وجه آخر وزاد "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهجير فلا يكون وراءه إلا الصف أو الصفان والناس في قائلتهم وفي تجارتهم، فنزلت "4.

1 فتح الباري 8/196.

أخرجه الإمام مالك رقم27 - في صلاة الجماعة، باب الصلاة الوسطى - عن داود ابن الحصين، عن ابن يربوع المخزومي، عن زيد، به.

وأخرج ابن جرير الأرقام 5446-5449 بأسانيد صحيحة عنه، به. وقد تقدم في الرواية السابقة قول حرملة "فكان زيد يقول هي الظهر....".

والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 1/721 ونسبه إلى مالك، وعبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، والبخاري في تاريخه، وابن جرير، وابن المنذر.

2 زُهرة - بضم أوله - ابن معبد بن عبد الله بن هشام القرشي التيمي، أبو عقيل المدني، نزيل مصر، ثقة عابد، مات سنة سبع وعشرين ومائة، ويقال خمس وثلاثين. التقريب 1/263.

3 فتح الباري 8/196.

أخرجه الطيالسي رقم628، وابن أبي حاتم رقم2373 كلاهما من طريق ابن أبي ذئب، عن الزبرقان، عن زهرة بن معبد، به. وزاد في آخره "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها بالهجير". وهذا إسناد صحيح.

وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/720 ونسبه إلى الطيالسي، وابن أبي شيبة في المصنف، والبخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم، وأبي يعلى، والروياني، والضياء المقدسي في المختارة، والبيهقي.

4 فتح الباري 8/196. أخرجه الإمام أحمد 5/206 عن يزيد - هو ابن هارون - عن ابن أبي ذئب، عن الزبرقان، عن أسامة ابن زيد - فذكره بنحوه في حديث طويل.

وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/720 ونسبه إلى أحمد، وابن منيع، والنسائي، وابن جرير، والشاشي، والضياء.

ص: 246

[277]

نقل ابن أبي حاتم بإسناد حسن عن ابن عباس قال: "صلاة الوسطى هي المغرب1.

[278]

وبه قال قبيصة بن ذؤيب2، أخرجه ابن جرير3.

1 فتح الباري 8/196.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2375 عن أبيه، عن أبي الجُماهر، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عمه، عن ابن عباس - مثله. وذكره ابن كثير 1/433 عن ابن أبي حاتم، وقال - أي ابن كثير - وفي إسناده نظر. هذا وقد حسن ابن حجر إسناده كما في الصلب!.

قلت: وفي تحسينه نظر؛ فكيف يحسن إسناده، وفيه سعيد بن بشير وهو ضعيف كما تقدم في ترجمته برقم 45، فلعله التبس عليه بسعيد بن أبي عروبة، فكلاهما يرويان عن عن قتادة كما هو معروف.

والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 1/729 ونسبه إلى ابن أبي حاتم.

2 قبيصة بن ذؤيب هو ابن حلحلة الجزاعي، تابعي كبير ثقة، من علماء هذا الأمة وفقهائها، قال ابن حجر: له رؤية، مات سنة بضع وثمانين. انظر ترجمته في: التقريب 2/122.

3 فتح الباري 8/196.

أخرجه ابن جرير رقم5471 عن أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا عبد السلام، عن إسحاق بن أبي فروة، عن رجل، عن قبيصة بن ذئيب - فذكره. ولفظه "قال: الصلاة الوسطى: صلاة المغرب، ألا ترى أنها ليست بأقلها، ولا أكثرها، ولا تقصر في السفر، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤخرها عن وقتها، ولم يعجلها".

قلت: وهذا استنباط منه، ولكنه يخالف ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها العصر. هذا إن ثبت. ولكنه لم يثبت، فلا ينسب إليه، فالقول لا ينسب لعالم إلا إن ثبت عنه. فإن هذا إسناد ضعيف، بل منهار. فإسحاق هو ابن عبد الله بن أبي فروة المدني ضعيف جداً، وقد كذّبه ابن معين. وقال أحمد بن حنبل: لا يحل الرواية عن إسحاق بن أبي فروة. انظر ترجمته في: الضعفاء الكبير 1/102، رقم119.

ثم رواه إسحاق - على ضعفه - عن رجل مبهم، فزاده ضعفا.

ص: 247

[279]

أخرج ابن أبي حاتم أيضا بإسناد حسن عن نافع قال: سئل ابن عمر فقال: هي كلهن، فحافظوا عليهن1.

[280]

روى ابن جرير بإسناد صحيح عن سعيد بن المسيب قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مختلفين في الصلاة الوسطى هكذا وشبّك بين أصابعه2.

1 فتح الباري 8/196.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2376 م وابن جرير رقم5490 كلاهما عن يونس ابن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني هشام بن سعد، عن نافع، به مثله أو نحوه. وقد صحّح إسناده الشيخ محمود محمد شاكر. قال ابن حجر: إنه آخر ما صححه ابن أبي حاتم.

2 فتح الباري 8/197.

أخرجه ابن جرير رقم5492 عن محمد بن بشار وابن المثنى قالا: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدث عن سعيد بن المسيب - فذكره. قال المحقق الشيخ محمود محمد شاكر: "إسناده صحيح جداً". وقد ذكره ابن كثير 1/434 عن ابن جرير، كما أورده السيوطي في الدر المنثور 1/718 ونسبه إلى ابن جرير فقط.

هذا وقد اختلف السلف والخلف في الصلاة الوسطى، أي الصلاة هي؟

- فقيل: إنها صلاة الظهر. وممن روي عنهم القول بذلك زيد بن ثابت، وأسامة بن زيد، وابن عمر، وأبو سعيد الخدري، وعائشة، وهو قول عروة بن الزبير، وعبد الله بن شداد ابن الهاد، وراية عن أبي حنيفة.

- ومنهم من قال: هي وسطى باعتبار أنها لا تقصر، وهي بين صلاتين رباعيتين مقصورتين، وترد المغرب.

- وقيل لأنها بين صلاتي ليل جهريتين، وصلاتي نهار سريتين.

- وقيل: إنها صلاة العصر. وهو قول الجمهور. قال الترمذي فيما ذكره ابن كثير 1/429 والبغوي معالم التنزيل 1/288 هو قول أكثر علماء الصحابة وغيرهم. وقال ابن عطية: هو قول جمهور الناس. وهو مذهب أحمد، والشافعي، وهو الصحيح عن أبي حنيفة، وأبي يوسف، ومحمد. واختاره ابن حبيب المالكي. انظر: المحرر الوجيز 2/234. =

ص: 248

............................................................................................

= وهذا الذي رجحه ابن كثير وساق عدداً من الروايات عن جمع من الصحابة، ثم قال: فهذه النصوص في المسألة لا تحتمل شيئا. ويؤكد ذلك الأمر بالمحافظة عليها، قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتر أهله وماله " متفق عليه: البخاري رقم552، ومسلم رقم626-201 وفي الصحيح أيضا عن بريدة بن الحصيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"بكروا بالصلاة في يوم الغيم؛ فإنه من ترك صلاة العصر، فقد حبط عمله"، رواه البخاري، برقم553. وانظر: تفسير ابن كثير 1/431.

(1)

- وقال بعضهم: هي إحدى الصلوات الخمس لا بعينها. أبهمها الله تعالى تحريضا للعباد على المحافظة على أداء جميعها كما أخفى ليلة القدر في شهر رمضان، وساعة إجابة الدعوة يوم الجمعة، وأخفى الاسم الأعظم في الأسماء ليحافظوا على جميعا. ذكر هذا القول البغوي 1/289 ونسبه إلى البعض، ولم يبين.

- وحكى القرطبي في التفسير 3/210-213 عشرة أقوال في المراد بالصلاة الوسطى. وذكر ابن حجر الفتح 8/195-197 عشرين قولا فيها.

ومن هنا تبين لنا أنه ما مِن صلاة إلاّ وقد قيل إنها الصلاة الوسطى، وهذا اختلاف تضاد، فينبغي الرجوع إلى الترجيح، فمن خلال دراسة هذه المرويات ترجح لدي - والعلم عند الله - أن المراد بالصلاة الوسطى صلاة العصر؛ وذلك لأمور:

أولا: أنه لا يمكن أن تكون الصلاة الوسطى إلاّ إحدى الصلوات الخمس بعينها، فلا يمكن أن تكون هي كلها أو جميعا.

ثانيا: أن حديث يوم الأخزاب، وشغل المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن أداء صلاة العصر يومئذ - وفيه قوله صلى الله عليه وسلم "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر" - نص في محل الخلاف. والحديث رواه مسلم من حديث ابن مسعود، ورواه هو والبخاري من حديث علي، وهو مروي عن جماعة من الصحابة غيرهما؛ فما في الصحيح أصحّ من غيره. على أن في بعض طرق هذا الحديث عن علي قال:"كنا نرى أنها الصبح، حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الأحزاب "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر" - وقد تقدم برقم 263 -. قال ابن حجر الفتح 8/196 وهذه الرواية تدفع دعوى من زعم أن قوله "صلاة العصر" مدرج من تفسير بعض الرواة، وهي نص في أن كونها العصر من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وأن شبهة من قال: إنها الصبح قوية، لكن كونها العصر هو المعتمد. أهـ كلامه رحمه الله. =

ص: 249

..............................................................................................

= ثالثا: ما روى مسلم عن البراء بن عازب {حَافِظُوا عَلَى اْلصَّلَوَاتِ وَصلَواتِ واْلعصْرِ} فقرأناه ما شاء الله، ثم نسخت فنزلت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} فقال رجل: فهي إذن صلاة العصر، فقال: قد أخبرتك كيف نزلت" - تقدم برقم 269.

قال الحافظ ابن حجر: وهذا الحديث أقوى شبهة لمن زعم أنها غير العصر، فإنه يشعر بأنها أبهمت بعدما عينت، كذا قاله القرطبي. ثم رد عليه بقوله "وفي دعوى أنها عينت ثم أبهمت من حديث البراء نظر، بل وفيه أنها عينت ثم وصفت، ولهذا قال الرجل: فهي إذن العصر، ولم ينكر عليه البراء. ثم قال: وجواب البراء يشعر بالتوقف، ولكن يدفع هذا الاحتمال التصريح بها في حديث علي المتقدم.

رابعا: أن أدلة من قال إنها غير العصر يرجع إلى ثلاثة أنواع:

1-

تنصيص بعض الصحابة وهو معارض بمثله ممن قال منهم أنها العصر، ويترجح قول العصر بالنص الصريح المرفوع. وإذا اختلف الصحابة لم يكن قول بعضهم حجة على غيره، فتبقى حجة المرفوع قائمة.

2-

معارضة المرفوع بورود التأكيد على فعل غيرها كالحث على مواظبة على الصبح والعشاء، وهو معارض بما هو أقوى منه وهو الوعيد الشديد الوارد في ترك صلاة العصر، فعن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم "بكروا بصلاة العصر يوم الغيم؛ فإنه من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله " وفي رواية "فقد كفر " - أخرجه أحمد 5/361 وابن ماجه رقم694، وقد تقدمت الإشارة إليه برقم 253 - وإسناده صحيح. وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من فاتته العصر فكأنما وُتر أهله وماله". متفق عليه وقد تقدمت الإشارة إليه برقم 253.

3-

ما جاء عن عائشة وحفصة من قراءة "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر".

انظر فتح الباري 8/198 وقد نقلها ابن حجر عن شيخه الحافظ صلاح الدين العلائي.

خامسا: القول بأنها صلاة العصر هو قول أكثر علماء الصحابة وغيرهم، وهو مذهب الجمهور، وهو الذي رجحه ابن كثير وساق عدداً من الروايات عن جمع من الصحابة، ثم قال: فهذه النصوص في المسألة لا تحتمل شيئا. انظر: تفسير ابن كثير 1/431.

ص: 250

[281]

روى مسلم وأحمد من طريق أبي يونس1، عن عائشة أنها أمرته أن يكتب لها مصحفا، فلما بلغت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} قال: فأملت عليّ وصلاة العصر قالت: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم2.

[282]

وروى مالك عن عمرو بن رافع3 قال: كنت أكتب مصحف لحفصة، فقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني، فأملت عليّ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر4.

1 أبو يونس مولى عائشة رضي الله عنها، ثقة وذكره ابن حبان في الثقات. انظر ترجمته في: التهذيب 12/310، والتقريب 2/492.

2 فتح الباري 8/197.

وهذه قراءة شاذة، لا يجوز القراءة بها على أنها قرآن، وهي قراءة تفسيرية، أصلها - كما تقدم في حديث البراء برقم 269 - أنها نزلت أولا "والعصر" ثم نزلت ثانيا بدلها "والصلاة الوسطى"، فجمع الراوي بينهما. وكذا ما ستأتي من الروايات كلها تخرج على أنها تفسيرية، ولا تثبت قرءانيتها؛ لأن هذه القراءة تخالف سواد المصحف، فلا يجوز القراءة بها على أنها قرآن، وإن صحت أسانيدها.

والحديث أخرجه مسلم رقم629-207 - في المساجد ومواضع الصلاة، باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر - بسنده، عن أبي يونس مولى عائشة - نحوه. وهو في المسند 6/73، وقد نقله ابن كثير 1/432 عن أحمد. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/722 وزاد نسبته إلى مالك، عبد ابن حميد، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن جرير، وابن أبي داود، وابن الأنباري في المصاحف، والبيهقي في سننه.

3 عمرو بن رافع مولى عمر، تابعي، ورى عن حفصة، ذكره ابن حبان في الثقات، وذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، قال ابن حجر: مقبول.

انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 6/232، الثقات 5/178، والتهذيب 8/29-30، والتقريب 2/69.

4 فتح الباري 8/197.

أخرجه مالك في الموطأ 1/139 - في صلاة الجماعة، باب الصلاة الوسطى - عن زيد ابن أسلم، عن عمرو بن رافع، به. وهذا إسناد صحيح.

وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/722 ونسبه إلى مالك، وأبي عبيد، وعبد بن حميد، وأبي يعلى، وابن جرير، وابن الأنباري في المصاحف، والبيهقي في سننه.

ص: 251

[283]

وأخرجه ابن جرير من وجه آخر حسن عن عمرو بن رافع1.

[284]

وروى ابن المنذر من طريق عبد الله بن رافع2 "أمرتني أم سلمة أن أكتب لها مصحفا" فذكر مثل حديث عمرو بن رافع سواء3.

[285]

ومن طريق سالم بن عبد الله بن عمر أن حفصة أمرت إنسانا أن يكتب لها مصحفا نحوه4.

1 فتح الباري 8/197.

أخرجه ابن جرير رقم5465 عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم المصري، قال: حدثنا أبي وشعيب، عن الليث، قال: حدثنا خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلال، عن زيد، به نحوه.

والأثر ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/323 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.

2 في الفتح "عبيد الله" - بالتصغير - ابن رافع، وهو خطأ، إما من ناسخ أو طابع، والصواب "عبد الله بن رافع، هو المخزومي، أبو رافع المدني، مولى أم سلمة أم المؤمنين عتاقة، تابعي ثقة، أخرج له مسلم والأربعة. انظر ترجمته في: التقريب 1/413.

3 فتح الباري 8/197.

أخرجه ابن جرير رقم5398 عن أبي كريب قال: حدثنا وكيع، عن داود بن قيس، قال: حدثني عبد ابن رافع مولى أم سلمة، به.

وأخرجه عبد الرزاق في المصنف 1/182 عن داود بن قيس، ولكن بلفظ "وصلاة العصر" يزيادة الواو.

وأخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص 87-88 من طريق ابن قانع، ووكيع، وسفيان ثلاثتهم، عن داود بن قيس، به. وفي الطريقين الأولين بإثبات الواو، وفي الثالث بحذفها.

وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/723 ونسبه إلى وكيع، وابن أبي شيبة في المصنف، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي داود في المصاحف، وابن المنذر.

4 فتح الباري 8/197. أخرجه ابن جرير رقم5461 وابن أبي داود في المصاحف ص 85 كلاهما عن محمد ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن عبد الله ابن يزيد الأزدي، عن سالم بن عبد الله، به. وهذا إسناد صحيح.

وذكره ابن كثير 1/432 عن الطبري.

ص: 252

[286]

ومن طريق نافع أن حفصة أمرت مولى لها أن يكتب لها مصحفا فذكر مثله، وزاد "كما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها" قال: نافع: فقرأت ذلك المصحف فوجدت فيه الواو1.

[287]

روى أبو عبيد بإسناد صحيح عن أبي بن كعب 2 أنه كان يقرأها حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر بغير واو3.

1 فتح الباري 8/197.

أخرجه ابن جرير رقم5462 عن ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع، به. وذكره ابن كثير 1/432 عن ابن جرير.

وأخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص 86 عن محمد بن بشار، عن عبد الوهاب الثقفي، به.

وإسناده صحيح. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/728 ونسبه إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، والبيهقي. ولم يذكر قول نافع في آخره.

2 أبي بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي، أبو المنذر، سيد القراء، ويكنى أبا الطفيل أيضا. من فضلاء الصحابة، وفي الحديث عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب:"إن الله أمرني أن أقرأ عليك {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البينة:1] ، قال: وسمّاني؟ قال: "نعم"، فبكى. [رواه البخاري في مناقب أبي، رقم3809 وغيره] . اختلف في سنة موته اختلافا كثيرا، وقيل سنة تسع عشرة، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين، وقيل غير ذلك. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/168-1171 رقم34، والإصابة 1/180 رقم32، والتقريب 1/48.

3 فتح الباري 8/197.

نسب أبو حيان هذه القراءة إلى أبيّ وابن عباس وعبيد بن عمير، على البدل. انظر: البحر المحيط 2/240.

والرواية قد أخرجها أبو عبيد في فضائل القرآن، باب الزوائد من الحروف التي خولف بها الخط في القرآن، 16-50، ص166 حدثنا ابن أبي زائدة، عن إسرائيل، عن عبد الملك ابن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب، به. وأوردها السيوطي في الدر المنثور 1/727 ونسبها إلى أبي عبيد في فضائله، وابن المنذر.

ص: 253

قوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} الآية: 238

[288]

عن ابن مسعود {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} أي مطيعين، أخرجه ابن أبي حاتم بإسناد صحيح1.

[289]

ونقله أيضا عن ابن عباس وجماعة من التابعين2.

[290]

وذكر من وجه آخر عن ابن عباس قال: قانتين أي مصلين3.

[291]

وعن مجاهد قال: من القنوت الركوع، والخشوع، وطول القيام، وغض البصر وخفض الجناح، والرهبة لله4.

1 فتح الباري 8/198.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2378 حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، ثنا عبد الرحمن ابن مهدي، عن سفيان، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله - نحوه. ولفظه "قال: القانت: الذي يطيع الله ورسوله".

2 قال ابن أبي حاتم عقب رواية عبد الله بن مسعود: وروي عن عبد الله بن عباس، ومجاهد، وعطاء، والحسن، وقتادة، والضحاك، وسعيد بن جبير، والشعبي، وعكرمة، وجابر بن زيد، ومقاتل بن حيان، وطاووس نحو ذلك.

3 فتح الباري 8/198.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2379 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أسباط، عن مطرف، عن عطية، عن ابن عباس، به. و"عطية" هو العوفي، ضعيف. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/731 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.

4 فتح الباري 8/198-199.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2381 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن إدريس والمحاربي، عن ليث، عن مجاهد، به. وزاد في آخره "كان العلماء إذا قام أحدثن إلى الصلاة يهاب الرحمن أن يشد بصره أو يقلب العصى أو يلتفت في الصلاة أو يحدث نفسه من أمر الدنيا. =

ص: 254

قوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً} الآية: 239

[292]

وفي تفسير الطبري بسند صحيح عن مجاهد {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً} إذا وقع الخوف فليصل الرجل على كل جهة قائما أو راكبا1.

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} الآية: 243

[293]

وأخرج عبد الرزاق في تفسيره والطبري من طريق الحسن في

= قال ابن أبي حاتم: والسياق لابن إدريس، وفي حديث المحاربي زيادة: أو يعبث بشيء.

وأخرجه سعيد بن منصور رقم406، وابن جرير الأرقام 5528-5531، ومحمد ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة 1/188 رقم138، والأصبهاني في الترغيب 2/765 رقم1867 كلهم من طرق، عن ليث، به مثله ونحوه.

ومداره على ليث بن أبي سليم وهو ضعيف. قال ابن حجر: صدوق اختلط أخيرا، فلم يتميز حديثه فترك. التقريب 2/138.

وأودره السيوطي في الدر المنثور 1/731 ونسبه إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والأصبهاني في الترغيب، والبيهقي في شعب الإيمان.

وقد أخرج البخاري - في التفسير، باب {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} ، رقم 4534 - عن زيد بن أسلم قال: كنا نتكلم في الصلاة يكلم أحدنا أخاه في حاجته، حتى نزلت هذه الآية:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} فأمرنا بالسكوت. قال ابن حجر: وهو أصح ما دل عليه في أن المراد بالقنوت في الآية السكوت، ثم قال: والمراد به السكوت عن كلام الناس لا مطلق الصمت، لأن الصلاة لا صمت فيها بل جميعها قرآن وذكر، والله أعلم. أهـ. فتح الباري 8/199.

1 فتح الباري 2/432.

أخرجه ابن جرير رقم5541 حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.

ص: 255

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ} قال: فروا من الطاعون {فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} 1.

قوله تعالى: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ} الآية: 255

[294]

أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ} قال: السنة: النعاس2.

قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}

[295]

وصل سفيان الثوري في تفسيره في رواية أبي حذيفة، عن سعيد بن جبير بإسناد صحيح في قوله:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} قال: عِلمه3.

[296]

وأخرجه عبد بن حميد وابن أبي حاتم من وجه آخر، عن

1 فتح الباري 10/183-184.

أخرجه ابن جرير رقم5610 من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن عن الحسن، به. وهو في تفسير عبد الرزاق 1/97 عن معمر، عن قتادة.

2 فتح الباري 8/200.

أخرجه ابن جرير رقم5769 وابن أبي حاتم رقم2576 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، به.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/16 ونسبه إلى آدم بن أبي إياس، وابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات.

3 فتح الباري 8/199. وذكره البخاري عنه تعليقا.

ولكن الراجح في تفسير الكرسي ما ثبت عن ابن عباس وأبي موسى - كما سيأتي برقم 299 و300 - أن الكرسي موضع القدمين.

والأثر أخرجه سفيان وهو الثوري في تفسيره رقم125: 45، ص 31 عن جعفر، عن سعيد بن جبير - مثله. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/185 من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، عن جعفر، به.

ص: 256

سعيد بن جبير فزاد فيه "عن ابن عباس"1.

[297]

وأخرجه العقيلي من وجه آخر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم2.

[298]

وهو عند الطبراني في "كتاب السنة" من هذا الوجه مرفوعا3.

[299]

وقد روى ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس: أن الكرسي موضع القدمين4.

1 فتح الباري 8/199.

أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/186 عن عمرو بن عون، عن هشيم، عن مُطَرّف بن طريف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، به. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم2599 عن أبي سعيد الأشج، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن مطرف بن طريف، به مثله.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/16 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات.

2 فتح الباري 8/199.

أخرجه شجاع بن مخلد في تفسيره فيما ذكره ابن كثير 1/457 أخبرنا أبو عاصم، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله قال: كرسيه موضع قدميه، والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل. وأخرجه ابن مردويه كما ذكره ابن كثير أيضا من طريق شجاع بن مخلد الفلاس، به. ونقله أيضا عن العقيلي في ترجمة شجاع بن مخلد، بهذا الإسناد.

هذا ولم أجد في الضعفاء الكبير ترجمة لشجاع هذا. والله أعلم.

ثم قال ابن كثير: وهو غلط - يعني رفع الحديث - كما ذكره في البداية والنهاية 1/13 وقال: والصواب أنه موقوف على ابن عباس.

3 فتح الباري 8/199.

قال ابن حجر هذ التفسير غريب، وكذا رويناه في "فوائد أبي الحسن علي بن عمر الحربي" مرفوعا، والموقوف أشبه. ثم نقل عن العقيلي قوله: إن رفعه خطأ.

4 فتح الباري 8/199. =

ص: 257

[300]

وروى ابن المنذر بإسناد صحيح عن أبي موسى1 مثله2.

[301]

وأخرجا - ابن أبي حاتم وابن المنذر - عن السدي: أن الكرسي بين يدي العرش3.

= أخرجه ابن أبي حاتم رقم2601 حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، ثنا أبو أحمد الزبيري، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - مثله.

وأخرجه وكيع في تفسيره فيما ذكره ابن كثير 1/457 عن سفيان، عن عمار الدهني، به. وزاد "والعرش لا يقدر أحد قدره". وأخرجه الحاكم 2/282 من طريق أبي عاصم، عن سفيان، به. وقال: صحيح على شر الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/326 وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.

وأخرجه أبو الشيخ في العظمة رقم216، 217 من وجهين آخرين عن عمار الدهني، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/2/17 وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والخطيب، البيهقي.

1 اسمه عبد الله بن قيس بن سليم بن حضَّار، أبو موسى الأشعري، صحابي مشهور، أمّره عمر ثم عثمان، وهو أحد الحكمين بصفّين، مات سنة خمسين، وقيل بعدها. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/364، رقم3137، والإصابة 4/181، رقم4916، والتقريب 1/441.

2 فتح الباري 8/199.

أخرجه ابن جرير رقم5789 وابن مندة في الرد على الجهمية ص 46 وأبو الشيخ في العظمة رقم245 والبيهقي في الأسماء والصفات ص 509 كلهم من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: سمعت محمد بن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن عمارة بن عمير، عن أبي موسى، به. وكلهم زادوا في آخره "له أطيط كأطيط الرحل".

والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/17 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وأبي الشيخ واليهقي في الأسماء والصفات.

3 فتح الباري 8/199.

قال ابن حجر: وليس ذلك مغايرا لما قبله، والله أعلم. اهـ.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2603 حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي - مثله. وأخرجه ابن جرير رقم5790 من طريق السدي، به. وذكره ابن كثير 1/457 تعليقا عن السدي. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/18 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم.

ص: 258

[302]

وفي حديث أبي ذر الطويل الذي صححه ابن حبان "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أبا ذر، ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة" 1.

[303]

وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في التفسير بسند صحيح عنه2.

[304]

أخرج الطبري والبيهقي من طريق السدي عن أبي مالك3 في

1 فتح الباري 13/411.

أخرجه ابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم361 من طرق عن إبراهيم بن هشام ابن يحيى بن يحيى الغساني، قال: حدثنا أبي، عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر - في حديث طويل. قال المحقق الشيخ شعيب الأرنؤط "إسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني الدمشقي، قال أبو حاتم: كذاب، كما في الجرح والتعديل 2/142، 143 وقال الذهبي: متروك، وكذبه أبو زرعة كما في ميزان الإعتدال 1/72.

وله طريق أخرى أخرجها ابن جرير رقم5794 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، حدثني أبي، عن أبي ذر - نحوه.

وقد ساقها الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/175 وقال: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، لكني أظن أنه منقطع. وقد ساق طرق أخرى له، ثم قال: وجملة القول: إن الحديث بهذه الطرق صحيح.

2 فتح الباري 13/411.

أخرجه سعيد بن منصور رقم425 حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد. ولفظه "قال:"ما السماوات والأرض في الكرسي، إلا بمنزلة حلقة ملقاة في أرض فلاة". وقد صحّح ابن حجر إسناده كما سلف.

3 اسمه غزوان أبو مالك الغفاري، الكوفي، مشهور بكنيته، تابعي معروف، ثقة، وذكره أبو أحمد العسكري في الصحابة، وذكره ابن حجر في القسم الرابع في الإصابة، وقال: هو تابعي. روى عنه سلمة بن كهيل وإسماعيل السدي وحصين بن عبد الرحمن وإسماعيل بن سميع. انظر ترجمته في: أسد الغابة 6/268، رقم6219، والإصابة 7/330، رقم10615، والتهذيب 8/220، والتقريب 2/105.

ص: 259

قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} قال: إن الصخرة التي الأرض السابعة عليها وهي منتهى الخلق، على أرجائها أربعة من الملائكة، لكل أحد منهم أربعة أوجه: وجه إنسان وأسد وثور ونسر، فهم قيام عليها قد أحاطوا بالأرضين والسموات، رؤوسهم تحت الكرسي، والكرسي تحت العرش1.

1 فتح الباري 13/411.

أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة ص 70، 142 عن أبيه، عن رجل، عن إسرائيل، عن السدي، به نحوه.

وأخرجه أبو الشيخ في العظمة رقم195-6 بأسانيده عن السدي، به بنحوه. وفيه "رؤوسهم تحت العرش" بدل "تحت الكرسي"، وزاد في آخره "والله عز وجل على الكرسي".

وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص 509 بسنده عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به نحوه.

وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره رقم2602 من طريق عبيد الله بن موسى، به عن أبي مالك مختصرا بلفظ "الكرسي تحت الأرض". وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/18 وعزاه إلى عبد بن حميد وأبي الشيخ في العظمة والبيهقي.

قلت: وهذا الأثر فيما يبدو من الإسرائيليات، وهو مخالف لما صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لم يصح - فيما أعلم - أن هناك كرسيين، أحدهما تحت العرش - كما في هذا الأثر -، والآخر موضوع على العرش. والله تعالى أعلم. هذا وقد أشار إليه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/176، رقم109 - عند الكلام على حديث "ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة " الحديث - وقال "إنه لا يصح في صفة الكرسي غير هذا الحديث، كما في بعض الروايات أنه موضع القدمين، وأن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد، وأنه يحمله أربعة أملاك، لكل ملك أربعة وجوه

إلخ، فهذا كله لا يصح مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضه أشد ضعفا من بعض. اهـ.

ص: 260

قوله تعالى: {وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا}

[305]

أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله {وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا} يقول: لا يثقله1.

[306]

وذكر مثله عن جماعة من التابعين2.

قوله تعالى: {وَهِيَ خَاوِيَةٌ} الآية: 259

[307]

ذكر ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله: {وَهِيَ خَاوِيَةٌ} قال: ليس فيها أحد3.

قوله تعالى: {لَمْ يَتَسَنَّهْ} الآية: 259

[308]

أخرج ابن أبي حاتم من وجهين عن ابن عباس في قوله: {لَمْ

1 فتح الباري 8/200.

أخرجه ابن جرير رقم5799 وابن أبي حاتم رقم2606 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/19 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {وَلا يَؤُودُهُ} أي لا يثقله، تقول آدني هذا الأمر أثقلني، وتقول: ما أداك فهو لي آئد أي ما أثقلك فهو لي مثقل. انظر: مجاز القرآن 1/78.

2 فتح الباري 8/200.

قال ابن أبي حاتم: وروي عن أبي العالية والضحاك ومكحول والسدي والربيع بن أنس والحسن وقتادة: قالوا: لا يثقل عليه حفظهما. تفسير القرآن العظيم 2/392.

3 فتح الباري 8/200.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2646 حدثنا محمد بن يحيى، أنبا العباس بن الوليد، ثنا يزيد ابن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة - مثله.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/30 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.

ص: 261

يَتَسَنَّهْ} قال: لم يتغير1.

[309]

وعن السدي مثله قال: لم يحمض التين والعنب ولم يختمر العصير بل هما حلوان كما هما2.

قوله تعالى: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} الآية: 259

[310]

أخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي في قوله: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} يقول: نخرجها، قال: فبعث الله ريحا فحملت عظامه من كل مكان ذهب به الطير والسباع فاجتمعت، فركب بعضها في بعض وهو ينظر، فصار عظما كله لا لحم له ولا دم3.

1 فتح الباري 8/200. وهكذا فسره البخاري في ترجمة الباب.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2664 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبدة، عن النضر بن عربي، عن عكرمة، عن ابن عباس - مثله. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/326 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. قلت: هكذا قال، وإلا فالنضر بن عربي ليس من رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي حاتم رقم2665 حدثنا أبو زرعة منجاب بن الحارث، أبنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس - مثله مطولا.

وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/30 وعزاه لأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر من طرق عن ابن عباس.

2 فتح الباري 8/200.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2666 حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي - نحوه.

وأخرجه ابن جرير رقم5923 عن موسى بن هارون، قال حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، به. والسدي ضعيف.

3 فتح الباري 8/200.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2680 حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد بن طلحة، ثنا أسباط، عن السدي نحوه. وأخرجه ابن جرير رقم5934 من طريق أسباط، به نحوه.

ص: 262

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} الآية: 260

[311]

أخرج الطبري وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والحاكم من طريق عبد العزيز الماجشون1 عن محمد بن المنكدر2 عن ابن عباس قال "أرجى آية في القرآن هذه الآية {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} الآية، قال ابن عباس: هذا لما يعرض في الصدور ويسوس به الشيطان، فرضي الله من إبراهيم عليه السلام بأن قال: "بلى" 3.

[312]

ومن طريق معمر عن قتادة عن ابن عباس نحوه4.

[313]

ومن طريق علي بن زيد 5 عن سعيد بن المسيب عن ابن

1 هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، الماجِشون، المدني، نزيل بغداد، مولى آل الهُدَير، روى عن محمد بن المنكدر وغيره، ثقة فقيه، مصنف، مات سنة أربع وستين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/306، والتقريب 1/510.

2 هو محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهُدَير، التيمي، المدني، روى عن ابن عباس وغيره، وعنه عبد العزيز الماجشون وغيره، ثقة فاضل، مات سنة ثلاثين ومائة أو بعدها. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 9/417-419، والتقريب 2/210.

3 فتح الباري 6/411.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2694، والحاكم 1/60 كلاهما من طريق عبد العزيز ابن أبي سلمة الماجشون، عن محمد بن المنكدر، به. وصحّحه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي فقال:"فيه انقطاع". قال المحقق محمود محمد شاكر - بعد أن نقل تصحيح الحاكم وتعقيب الذهبي - "وكأن علة انقطاعه أن عبد العزيز بن أبي سلمة لم يدرك محمد بن المنكدر، فإنه مات سنة 130 هـ. تفسير الطبري 5/490 الحاشية.

قلت: وقد سبق في ترجمة الماجشون وابن المنكدر أن الأول يروي عن الثاني.

4 فتح الباري 6/411.

أخرجه عبد الرزاق 1/106 عن معمر، به. ولفظه " قال: ما في القرآن آية أرجى في نفسي منها - أي قوله تعالى: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} -".

5 وقع عند الطبري "زيد بن علي" كما يأتي في التخريج، وهو تصحيف بالقلب، وإنما هو علي بن زيد بن جدعان. وهو يروي عن سعيد بن المسيب، وعنه شعبة. انظر: تهذيب الكمال 11/69 و 12/483.

ص: 263

عباس نحوه1.

[314]

روى ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج "سألت عطاء عن هذه الآية قال: دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس فقال ذلك"2.

[315]

وروى الطبري من طريق حجاج3 عن ابن جريج قال "بلغني أن إبراهيم أتى على جيفة حمار عليه السباع والطير فعجب، وقال: رب لقد علمت لتجمعنها، ولكن رب أرني كيف تحيي الموتى"4.

1 فتح الباري 6/411.

أخرجه ابن جرير رقم5971 حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت زيد بن علي يحدث عن رجل، عن سعيد بن المسيب، به. ولفظه "قال: اتَّعد عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو أن يجتمعا، قال: ونحن يومئذٍ شببة، فقال أحدهما لصاحبه: أيّ آية في كتاب الله أرجى لهذه الأمة؟ فقال عبد الله بن عمرو {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الزمر:53] ، حتى ختم الآية، فقال ابن عباس: أما إن كنت تقول إنها، وإن أرجى منها لهذه الأمة قول إبرهيم صلى الله عليه وسلم {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} ".

وإسناده ضعيف؛ ففيه راو مبهم.

وقال ابن حجر عقبه: وهذه طرق يشد بعضها بعضا، وإلى ذلك جنح عطاء. اهـ.

2 فتح الباري 6/411-412.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2690 قال: ذكر الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا حجاج، عن ابن جريج، به. وأخرجه ابن جرير رقم5972 من طريق سنيد، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، به.

3 هو حجاج بن محمد المِصِّيصي الأعور، أبو محمد الترمذي الأصل، نزل بغداد ثم المصيصة، ثقة ثبت، لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته، مات ببغداد سنة ست ومائتين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/154.

4 فتح الباري 6/412. أخرجه ابن جرير رقم5965 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج، به نحوه. وهذا مرسل، ثم إنه من رواية سنيد، فقد تقدم أنه ضعيف مع إمامته.

ص: 264

[316]

روى الطبري وابن أبي حاتم من طريق السدي قال "لما اتخذ الله إبراهيم خليلا استأذنه ملك الموت أن يبشره فأذن له " فذكر قصة معه في كيفية قبض روح الكافر والمؤمن، قال:"فقام إبراهيم يدعو ربه: رب أرني كيف تحيي الموتى حتى أعلم أني خليلك"1.

1 فتح الباري 6/412.

أخرجه ابن جرير رقم5968، وابن أبي حاتم رقم2689 كلاهما من طريق أسباط، عن السدي، به مطولا. ولفظه - كما عند الطبري -:"قال: لما اتخذ الله إبراهيم خليلاً سأل ملك الموت ربه أن يأذن له أن يبشر إبراهيم بذلك، فأذن له، فأتى إبراهيم وليس في البيت فدخل داره، وكان إبراهيم أغير الناس، إن خرج أغلق الباب، فلما جاء وجد في داره رجلاً، فثار إليه ليأخذه، قال: من أذن لك أن تدخل داري؟ قال ملك الموت: أذن لي ربّ هذه الدار، قال إبراهيم: صدقت! وعرف أنه ملك الموت، قال: من أنت؟ قال: أنا ملك الموت جئتك أبشرك بأن الله قد اتخذك خليلاً. فحمد الله وقال: يا ملك الموت أرني الصورة التي تقبض فيها أنفاس الكفار. قال: يا إبراهيم لا تطيق ذلك. قال: بلى. قال: فأعرِضْ! فأعرض إبراهيم ثم نظر إليه، فإذا هو برجل أسود تنال رأسه السماء يخرج من فيه لهب النار، ليس من شعرة في جسده إلا في صورة رجل أسود يخرج من فيه ومسامعه لهب النار. فغشي على إبراهيم، ثم أفاق وقد تحوّل ملك الموت في الصورة الأولى، فقال: يا ملك الموت لو لم يلق الكافر عند الموت من البلاء والحزن إلا صورتك لكفاه، فأرني كيف تقبض أنفاس المؤمنين! قال: فأعرِضْ! فأعرض إبراهيم ثم التفت، فإذا هو برجل شاب أحسن الناس وجها وأطيبه ريحا، في ثياب بيض، فقال: يا ملك الموت لو لم يكن للمؤمن عند ربه من قرّة العين والكرامة إلا صورتك هذه لكان يكفيه. فانطلق ملك الموت، وقام إبراهيم يدعو ربه يقول: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} حتى أعلم أني خليلك {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ} بأني خليلك، يقول تصدق، {قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} بِخُلولتك".اهـ.

ص: 265

[317]

وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي العوام عن أبي سعيد قال "ليطمئن قلبي بالخلة"1.

[318]

ومن طريق قيس بن مسلم2 عن سعيد بن جبير قال "ليطمئن قلبي أني خليلك"3.

[319]

ومن طريق الضحاك عن ابن عباس "لأعلم أنك أجبت دعائي"4.

[320]

ومن طريق علي بن أبي طلحة عنه "لأعلم أنك تجيبني إذا دعوتك"5.

[321]

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الحكم بن أبان6 عن عكرمة

1 فتح الباري 6/412.

لم أجده في النسخة المطبوعة من تفسيره. ولا وقفت على ذكر له عند غير ابن حجر.

2 قيس بن مسلم الجَدلي، أبو عمرو الكوفي، روة عن سعيد بن جبير وغيره، وعنه سفيان الثوري وغيره. ثقة، رمي بالإرجاء. مات سنة عشرين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 7103، التهذيب 8/361، والتقريب 2/130.

3 فتح الباري 6/412.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2697 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا وكيع، عن سفيان، عن قيس بن مسلم، به بلفظ " {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} قال: ليوقن".

4 فتح الباري 6/412.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2696 حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب، ابنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، به.

5 فتح الباري 6/412.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2696 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وزاد في آخره "وتعطيني إذا سألتك".

6 الحكم بن أبان العدني أبو عيسى، روى عن عكرمة وطاووس وشهربن حوشب وغيرهم، وعنه حفص بن عمر العدني وابن جريج ومعمر وابن عيينة وغيرهم، صدوق عابد، وله أوهام، مات سنة أربع وخمسين بعد المائة. أخرج له البخاري في جزء القراءة وأصحاب السنن الأربعة في سننهم. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 3/113 وتهذيب التهذيب 1/190.

ص: 266

قال: المراد "ليطمئن قلبي" أنهم يعلمون أنك تحيي الموتى1.

قوله تعالى: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}

[322]

روى ابن جرير بسنده الصحيح إلى سعيد2 قال: قوله: {لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} أي يزداد يقيني3.

[323]

وعن مجاهد قال: لأزداد إيمانا إلى إيماني4.

قوله تعالى: {فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ}

[324]

أخرج ابن أبي حاتم من وجهين عن ابن عباس في قوله: {فَصُرْهُنَّ} قال: قطعهن5.

1 فتح الباري 6/412.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2700 حدثنا محمد بن حماد الطهراني، أنا حفص بن عمر، ثنا الحكم بن أبان، به.

2 هو ابن جبير.

3 فتح الباري 2/47.

أخرجه ابن جرير رقم5982 حدثني المثنى، قال: حدثنا محمد بن كثير البصري، قال: حدثنا إسرائيل، قال: حدثنا أبو الهيثم، عن سعيد بن جبير، به. وأخرجه 5983 من طريق الفضل بن دكين، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الهيثم، به نحوه.

4 فتح الباري 2/47.

أخرجه ابن جرير رقم5984 حدثنا صالح بن مسمار، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا خلف ابن خليفة، قال: حدثنا ليث بن أبي سليم، عن مجاهد وإبراهيم - مثله. وليث ضعيف. انظر رقم 163.

5 فتح الباري 8/201.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2706 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس - مثله. وأخرجه رقم2707، 2708 من طريق أبي داود وابن أبي زائدة، كلاهم عن شعبة، أخبرني أبو جمرة، سمعت ابن عباس يقول - فذكر نحوه.

وأخرجه ابن جرير رقم5996 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عنه - مثله.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/35 ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم واليهقي في الشعب.

ص: 267

[325]

ومن جماعة من التابعين1.

[326]

ومن وجه آخر عن ابن عباس قال: "صرهن" أي أوثقهن ثم اذبحهن2.

قوله تعالى:

{كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً} الآية: 264

[327]

روى الطبري من طريق سعيد، عن قتادة في هذه الآية قال: "هذا مثل ضربه الله الأعمال الكفار يوم القيامة، يقول: لا يقدر على شيء مما كسبوا يومئذ كما ترك هذا المطر الصفاة نقيا ليس عليه شيء3.

1 فتح الباري 8/201.

قال ابن أبي حاتم - عقب رواية ابن أبي زائدة -: وروى عن أبي مالك وسعيد بن جبير ووهب بن منبه وأبي الأسود الدؤلي وعكرمة والحسن والسدي نحو ذلك.

2 فتح الباري 8/201.

أخرجه ابن جرير رقم6010 وابن أبي حاتم رقم2709 كلاهما من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس - نحوه. والعوفي ضعيف.

وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/35 وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عوفي، عنه.

3 فتح الباري 3/277.

أخرجه ابن جرير رقم6040 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به مثله.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/45 ونسبه لعبد بن حميد وابن جرير.

ص: 268

[328]

ومن طريق أسباط1، عن السدي نحوه2.

[329]

وصل ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله:{فَتَرَكَهُ صَلْداً} أي ليس عليه شيء3.

[330]

وروى ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس قال: فتركه يابسا لا ينبت شيئا4.

قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ} الآية: 265

[331]

وصل عبد - بن حميد عن روح بن عبادة5، عن عثمان ابن غياث6 سمعت عكرمة قال في قوله:{وَابِلٌ} قال: وابل مطر شديد،

1 أسباط بن نصر الهمداني، أبو يوسف، ويقال أبو نصر، صدوق، كثير الخطأ، يُغْرِب. أخرج له البخاري في التعاليق ومسلم والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/185، والتقريب 1/53.

2 فتح الباري 3/277.

أخرجه ابن جرير رقم6042 حدثني موسى قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، به نحوه.

3 فتح الباري 3/277 و8/200. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه ابن جرير رقم6062 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.

وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/45 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

4 فتح الباري 8/200.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2749 حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحرث، أبنا بشر عن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/45 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.

5 روح بن عُبادة بن العَلاء بن حسان القيسي، أبو محمد البصري، ثقة فاضل، له تصانيف، مات سنة خمس أو سبع ومائتين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/253، والتقريب 1/253.

6 عثمان بن غياث، الرّاسبي، أو الزهراني، البصري، ثقة، رمي بالإرجاء، أخرج له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي. انظر ترجمته في: التهذيب 7/133، والتقريب 2/13.

ص: 269

والطل الندى، وهذا مثل عمل المؤمن1.

قوله تعالى: {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ} الآية: 266

[332]

روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: الإعصار ريح فيها سموم شديدة2.

[333]

وروى الطبري عن السدي قال: الإعصار الريح، والنار السموم3.

[334]

وعن الضحاك قال: الإعصار ريح فيها برد شديد4.

[335]

وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق معمر قال: كان الحسن

1 فتح الباري 3/277 و8/200. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/186-187 بهذا الإسناد.

2 فتح الباري 8/200.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2781 حدثنا أبي، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن ابن عباس - نحوه. وأخرجه الحاكم 2/283 من طريقين عن قبيصة، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

أخرجه ابن جرير رقم6105 عن محمد بن عبد الله بن بزيع، حدثنا يوسف بن خالد السمتي، قال: حدثنا نافع بن مالك، عن عكرمة، عن ابن عباس، به.

وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/49 ونسبه للفريابي وعبد بن حميد وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم.

3 فتح الباري 6/301.

أخرجه ابن جرير رقم6114 حدثني موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي، به.

4 فتح الباري 6/301.

أخرجه ابن جرير رقم6117 حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، حدثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك، به. وفيه جويبر وهو واهٍ.

ص: 270

يقول: {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ} يقول: صر برد1.

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} الآية: 267

[336]

روى شعبة2 عن الحكم، عن مجاهد في هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} قال: من التجارة الحلال. أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق آدم3 عنه4.

[337]

أخرج الطبري من طريق هُشَيم5، عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد من {طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} قال: من التجارة، {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} قال: من الثمار6.

1 فتح الباري 6/301.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2780 من طريق عبد الرزاق، أنبأ معمر، به.

2 شعبة بن الحجاج بن الورد العَتَكي مولاهم، أبو بسطام الواسطي، ثم البصري، ثقة، حافظ متقن، كان الثوري يقول: هو أمير المؤمنين في الحديث، وهو أول من فتّش بالعراق عن الرجال، وذبّ عن السنة، وكان عابدا، مات سنة ستين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/297، والتقريب 1/351.

3 هو آدم بن أبي إياس العسقلاني، ثقة عابد، مات سنة إحدى وعشرين ومائتين. التقريب 1/30.

4 فتح الباري 3/307.

أخرجه ابن جرير رقم6124 قال: عن المثنى، وابن أبي حاتم رقم2794 عن أبيه، كلاهما عن آدم، به مثله.

5 هُشَيم بن بَشير، أبو معاوية الواسطي، ثقة ثبت، كثير التدليس والإرسال الخفي، مات سنة ثلاث وثمانين، وقد قارب الثمانين.

أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/53، والتقريب 2/320.

6 فتح الباري 3/307. أخرجه ابن جرير رقم6134 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال حدثنا هشيم، به.

ص: 271

[338]

ومن طريق أبي بكر الهذلي1، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة بن عمرو2، عن علي قال في قوله:{وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} قال: يعني الحب والثمر وكل شيء عليه زكاة3.

قوله تعالى: {وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ}

[339]

أخرج الترمذي من حديث البراء قال "كنا أصحاب نخل فكان الرجل يأتي بالقِنْو4 فيعلقه في المسجد؛ وكان بعض من لا يرغب في الخير يأتي بالقنو من الحَشَف5 والشِّيْص6 فيعلقه، فنزلت هذه الآية {وَلا تَيَمَّمُوا

1 اسمه سُلمى بن عبد الله بن سلمى، وقيل رَوْح، روى عن ابن سيرين والشعبي وعكرمة وأبي الزبير وقتادة وغيرهم، قال ابن حجر: أخباري متروك الحديث. مات سنة سبع وستين ومائة. أخرج له ابن ماجه.

انظر ترجمته في: التهذيب 12/47-49، والتقريب 2/401.

2 عَبيدة بن عمرو السلماني، المرادي، أبو عمرو الكوفي، تابعي كبير، مخضرم، ثقة ثبت، كان شريح إذا أشكل عليه شيء سأله، مات سنة بضع وسبعين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/78، والتقريب 1/547.

3 فتح الباري 3/307.

أخرجه ابن جرير رقم6131 حدثني عصام بن روّاد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو بكر الهذلي، به مثله. وفيه أبو بكر الهذلي وهو متروك كما سبق في ترجمته آنفا.

4 القِنْو: العِذْق بما فيه من الرّطب. والجمع أقناء، وقنوان. وفي التنزيل العزيز {وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ} [الأنعام:99] . المعجم الوسيط ص 764، مادة "ق ن و".

5 الحَشَف - بالتحريك - أردأ التمر، أو الضعيف لا نوى له، أو اليابس الفاسد. ويقال:"أحشفا وسوء كيلة" لمن يجمع خصلتين مكروهتين. انظر: القاموس المحيط ص720، باب الفاء، فصل الحاء، مادة "حشف".

6 الشِّيْص: تمر لم يتم نضجه لسوء تأبيره أو لفساد آخر. المعجم الوسيط ص 503، مادة "ش ي ص".

ص: 272

الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} فكنا بعد ذلك يجيء الرجل بصالح ما عنده1.

[340]

ولأبي داود من حديث سهل بن حنيف 2 "فكان الناس يتيممون شرار ثمارهم ثم يخرجونها في الصدقة، فنزلت هذه الآية3.

قوله تعالى: {لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً} الآية: 273

[341]

روى أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة وابن حبان

1 فتح الباري 9/518.

أخرجه الترمذي رقم2987 - في التفسير، باب ومن سورة البقرة - حدثنا عبد الله ابن عبد الرحمن، أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي، عن أبي مالك، عن البراء - بنحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. وقد صحّحه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2389.

وأخرجه ابن ماجه رقم1822 - في الزكاة، باب النهي أن يخرج في الصدقة شرّ ماله - من طريق أسباط ابن نصر، عن السدي، عن عدي بن ثابت، عن البراء - نحوه. قال البوصيري في الزوائد رقم655 هذا إسناده صحيح رجاله ثقات.

2 سهل بن حُنيف بن واهب الأنصاري الأوسي، صحابي، من أهل بدر، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زيد بن ثابت، وعنه ابناه أبو أمامة أسعد وعبد الله وغيرهما. واستخلفه عليّ على البصرة، ومات في خلافته. انظر ترجمته في: الإصابة 3/165، رقم3540، وتهذيب التهذيب 4/220، والتقريب 1/336.

3 فتح الباري 9/518.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2802 حدثنا أبي، حدثنا أبو الوليد، حدثنا سليمان بن كثير، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه - فذكره. ولفظه "قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لونين من التمر: العرجون ولون الحُبَيق، وكان الناس يتيممون شرار ثمارهم

الحديث. وأخرجه أبو داود رقم1607 - في الزكاة، باب ما لا يجوز من الثمرة في الصدقة - من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، به نحوه. وليس فيه ذكر لنزول الآية، ثم أشار أبو داود إلى الطريق التي أخرج منها أبو داود قائلا: "وأسنده أيضا أبو الوليد عن سليمان بن كثير عن الزهري.

ص: 273

من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد1، عن أبيه مرفوعا "من سأل وله قيمة أوقية 2 فقد ألحف". وفي رواية ابن خزيمة "فهو ملحف"3.

[342]

ولأحمد من حديث عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد رفعه "من سأل وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا"4.

1 عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، سعد بن مالك، الأنصاري الخزرجي، روى عن أبيه وغيره، وعنه عمارة بن غزية وغيره، ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، مات سنة اثنتي عشرة ومائة، وله سبع وسبعون. انظر ترجمته في: التهذيب 6/166، والتقريب 1/481.

2 ويأتي في حديث عبد الله بن عمرو برقم الفظ "أربعون درهما، والأوقية أربعون درهما كما قال مالك وغيره. وعند ابن أبي حاتم في آخره "والوقية: أربعون درهما".

3 فتح الباري 8/203.

أخرجه الإمام أحمد 3/7، 9 وأبو داود رقم1628 - في الزكاة، باب من يعطى من الصقة وحد الغني -، والنسائي رقم2595 - في الزكاة، باب من الملحف -، وابن أبي حاتم رقم2877، وابن خزيمة رقم2447 - في جماع أبواب صدقة التطوع، باب ذكر الغني تكون المسألة معه إلحافا -، وابن حبان الإحسان رقم3390 - في الزكاة، ذكر السبب الذي به يصير السائل ملحفا - كلهم من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن عمارة بن غزية، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، به مثله ونحوه.

وهذا إسناد صحيح، صححه كل من الشيخ الألباني الصحيحة 4/297 والدكتور/ محمد مصطفى الأعظمي صحيح ابن خزيمة 4/100 الحاشية والشيخ/ شعيب الأرناؤوط الإحسان 8/185 الحاشية. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/97 ونسبه لأحمد والطبراني وأبي داود والنسائي.

4 فتح الباري 8/203.

أخرجه أحمد 4/36 عن وكيع، حدثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء ابن يسار، به.

وإسناده صحيح، ورجاله رجال الشيخين غيرالرجل من بني أسد، وهو صحابي كما ورد التصريح بذلك في رواية مالك وأبي داود والنسائي - كما يأتي -، وجهالة الصحابي لا تضر.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/91 ونسبه لمالك وأحمد وأبي داود والنسائي.

وأخرجه مالك 2/999 ومن طريقه أبو داود رقم1627 والنسائي رقم2596 عن زيد بن أسلم، به بنحوه. ولفظه قال الأسدي: نزلت أنا وأهلي ببقيع الغرقد، فقال لي أهلي: اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأله لنا شيئا نأكله.... الحديث. قال مالك: والأوقية أربعون درهما.

ص: 274

[343]

ولأحمد والنسائي من حديث عمروبن شعيب1 عن أبيه2 عن جده3 رفعه "من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف"4.

قوله تعالى:

{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً} الآية: 274

[344]

عن قتادة وغيره أنها نزلت في قوم أنفقوا في سبيل الله من غير

1 عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن العاص، روى عن أبيه وجلّ روايته عنه، وطاوس وسليمان بن يسار ومجاهد وعطاء والزهري وجماعة، وعنه عطاء وعمرو بن دينار وهشام ابن عروة وقتادة وغيرهم، صدوق. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 8/43-48 والتقريب 2/72.

2 شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، صدوق، ثبت، ثبت سماعة من جده. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 4/311-312 والتقريب 1/353.

3 المراد به الجد الأعلى لعمرو، وهو عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي، أحد السابقين المكثرين من الصحابة، أحد العباد له الفقهاء، مات في ذي الحجة ليالي الحرة على الأصح بالطائف على الراجح. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/345، رقم3092، والإصابة 4/165، رقم4865، والتقريب 1/436.

4 فتح الباري 8/203.

أخرجه النسائي رقم2594 - في الزكاة، باب من الملحف - أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: أنبأنا يحيى بن آدم، عن سفيان بن عيينة، عن داود بن شابور، عن عمرو بن شعيب، به. وأخرجه ابن خزيمة رقم2448 والبيهقي 7/24 وابن مردويه في تفسيره كما في تفسير ابن كثير 1/481 كلهم من طرق عن سفيان بن عيينة، به. وزاد ابن كثير نسبته إلى النسائي.

هذا وقد زاد ابن حجر نسبته لأحمد، ولم أهتد إليه بعد البحث والتقصي، ولم ينسبه ابن كثير إلا للنسائي وابن مردويه، كما لم يخرجه الشيخ الألباني في الصحيحة إلا من النسائي.

ص: 275

إسراف ولا تقتير. ذكره الطبري وغيره1.

[345]

عن أبي أمامة2 أنها نزلت في أصحاب الخيل الذين يربطون في سبيل الله أخرجه ابن أبي حاتم3.

[346]

وعند عبد الرزاق بإسناد فيه ضعف إلى ابن عباس أنها نزلت في علي ابن أبي طالب كان عنده أربعة دراهم، فأنفق بالليل واحدا وبالنهار واحدا وفي السر واحد وفي العلانية واحدا4، ذكره الكلبي في تفسيره عن أبي صالح،

1 فتح الباري 3/289.

أخرج ابن جرير رقم6233 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال، ثنا سعيد، عن قتادة في الآية قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول - فذكره بنحوه في حديث طويل.

وهذا مرسل مع صحة إسناده.

2 اسمه صُدَيّ بن عجلان أبو أمامة الباهلي، صحابي مشهور، سكن الشام، ومات بها، سنة ست وثمانين. انظر ترجمته في: الإصابة 3/339، رقم4079، والتقريب 1/366.

3 فتح الباري 3/289.

ذكره ابن أبي حاتم عقب رواية أسندها عن ابن عباس قائلا: وروي عن أبي أمامة وسعيد ابن المسيب ومكحول نحو ذلك. أما رواية ابن عباس المسندة فأخرجها عن أبي سعيد الأشج، ثنا زيد بن حباب، ثنا عبد الرحمن بن شريح، حدثني قيس بن الحجاج، حدثني حنش الصنعاني، قال: سمعت ابن عباس في قوله: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً} قال: هم الذين يعلفون الخيل في سبيل الله. انظر: تفسير القرآن العظيم 2/543.

هذا وقد أخرج الواحدي في الأسباب ص78 من طريق ابن أبي حاتم، حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرنا رجاء بن أبي سلمة، عن سليمان بن موسى الدمشقي، عن عجلان ابن سهل الباهلي، قال: سمعت أبا أمامة الباهلي رضي الله عنه فذكر نحوه. ولفظه "من ارتبط فرسا في سبيل الله لم يرتبطه رياء ولا سمعة كان من الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار". وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/100 بهذا اللفظ ونسبه إلى ابن عساكر فقط.

4 فتح الباري 3/289. =

ص: 276

عن ابن عباس أيضا، وزاد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: أما إن ذلك لك1.

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} الآية: 275

[347]

روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال "آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا"2.

= أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/108 ومن طريقه الواحدي في الوسيط 1/392 وفي الأسباب ص 78 قال: حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس - مذكر مثله. وقد ضعّفه ابن حجر كما في الصلب.

قلت: والعلة فيه "عبد الوهاب بن مجاهد بن جبرالمكي"، لم يسمع من أبيه. قال ابن حجر: متروك، وكذبه الثوري. أخرج له ابن ماجه.

انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 6/69-70، والميزان رقم4324، والتهذيب 6/400-401، والتقريب 1/528.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/100-101 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن عساكر من طريق عبد الوهاب ابن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس.

1 فتح الباري 3/289.

ذكره الواحدي في الأسباب ص 78-79 وفي الوسيط 1/391-392 عن الكلبي بغير إسناد. والكلبي متروك.

2 فتح الباري 8/203.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2889 حدثنا علي بن الحسين، ثنا أحمد بن عبد الرحمن، ثنا أبي، عن أبيه، ثنا الأشعث بن إسحاق بن سعد الأشعري، عن جعفر بن المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - مثله. وزاد في آخره "يخنق".

وأخرجه ابن جرير رقم6242 من طريق جرير، عن أشعث، بهذا الإسناد إلا أنه لم يذكر "ابن عباس".

وعلقه ابن كثير 1/482 عن ابن عباس، وقال رواه ابن أبي حاتم. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/102 ونسبه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

ص: 277

[348]

ومن طريق ابن عبد الله بن مسعود، عن أبيه "أنه كان يقرأ إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس يوم القيامة"1.

قوله تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} الآية: 276

[349]

أخرج أحمد وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث ابن مسعود رفعه "إن الربا وإن كثر فإن عاقبته إلى قلة"2.

قوله تعالى:

{لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} الآية: 284

[350]

أخرج مسلم عن أبي هريرة قال: لما نزلت {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} اشتد ذلك على الصحابة، فذكر

1 فتح الباري 8/203.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم2887 حدثنا محمد بن مسلم بن وارة، ثنا أبو اليمان وأبو المغيرة، قالا: ثنا أبو بكر بن أبي مريم، ثنا ضمرة بن حبيب، عن ابن عبد الله ابن مسعود، به. وذكره ابن كثير 1/482 عن ابن أبي حاتم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/104 ونسبه لأبي عبيد وابن أبي حاتم.

2 فتح الباري 8/204.

أخرجه أحمد 1/395 ومن طريقه الحاكم 2/37 عن حجاج، حدثنا شريك، عن الركين بن الربيع، عن أبيه، عن ابن مسعود - مثله. وهذا إسناد صحيح، ورجاله رجال الصحيح ما عدا شريك - وهو ابن عبد الله النخعي - سيء الحفظ، لكن توبع، فقد أخرج ابن ماجه رقم2279 والطبراني في الكبير رقم10539 والحاكم 2/27 و4/317-318 من طريق إسرئيل، عن الركين، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وذكره ابن جرير رقم6252 عن ابن مسعود من غير إسناد. وذكره ابن كثير 1/487. كما ذكره السيوطي في الدر 2/106 ونسبه لأحمد وابن ماجه وابن جرير والحاكم - وصححه - والبيهقي في شعب الإيمان.

ص: 278

الحديث في شكواهم ذلك وقوله صلى الله عليه وسلم لهم: "تريدون أن تقولوا مثل ما قال أهل الكتاب: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا سمعنا وأطعنا"، فقالوها فنزلت {آمَنَ الرَّسُولُ} إلى آخر السورة" وفيه في قوله:{رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال: "نعم".

وفيها "فلما فعلوا نسخها الله، فأنزل الله:{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} إلى آخر السورة، ولم يذكر قصة ابن عمر1.

[351]

وروى أحمد من طريق مجاهد قال: دخلت على ابن عباس فقلت: كنت عند ابن عمر فقرأ: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ} فبكى، فقال قلوبنا ليست بأيدينا، فقال: قولوا سمعنا وأطعنا، فقالوا، فنسختها2 هذه

1 فتح الباري 8/206.

أخرجه مسلم بسنده عنه بطوله. الصحيح: كتاب الإيمان، باب بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق، رقم199-125.

وذكره ابن كثير 1/501-502 برواية أحمد ومسلم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/127 وزاد نسبته لأبي داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

2 أي أزالت ما تضمنته من الشدة وبينت أنه وإن وقعت المحاسبة به لكنها لا تقع المؤاخذة به. أشار إلى ذلك الطبري فرارا من إثبات دخول النسخ في الأخبار.

وأجيب بأنه وإن كان خبرا لكنه يتضمن حكما، ومهما كان من الأخبار يتضمن الأحكام أمكن دخول النسخ فيه كسائر الأحكام، وإنما الذي لا يدخله النسخ من الأخبار ماكان خبرا محضا لا يتضمن حكما كالأخبار عما مضى من أحاديث الأمم ونحو ذلك.

ويحتمل أن يكون المراد بالنسخ في الحديث التخصيص؛ فإن المتقدمين يطلقون لفظ النسخ عليه كثيراً.

انظر: تفسير الطبري 6/118-119، وفتح الباري 8/207.

فائدة: قال ابن حجر: المراد بالمحاسبة في قوله {يُحَاسِبْكُمْ} بما يخفي الإنسان ما يصمم عليه ويشرع فيه دون ما يخطر له ولا يستمر عليه. والله أعلم. أهـ. الفتح 8/207.

ص: 279

الآية: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} 1.

[352]

وأصله عند مسلم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس دون قصة ابن عمر. وفيه قال: "قد فعلت"2.

1 فتح الباري 8/206.

أخرجه أحمد 1/332 ومن طريقه ابن الجوزي في نواسخ القرآن ص 229 عن عبد الرزاق، عن معمر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد، به. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/113-114 ومن طريقه ابن جرير رقم6461 عن جعفر بن سليمان عن حميد الأعرج، به.

فبهذا تبين أن لعبد الرزاق في هذا شيخين - معمر وجعفر بن سليمان - وكلاهما حدثه به عن حميد الأعرج.

والحديث ذكره ابن كثير 1/502-503 مع طرق أخرى له، وقال: فهذه طرق صحيحة عن ابن عباس. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/127-128 وزاد نسبته لابن المنذر.

2 فتح الباري 8/206 و11/552.

والحديث ذكره ابن كثير 1/502 عند تفسير هذه الآية بنصه عن الإمام أحمد والإمام مسلم. ولفظه "قال: لما نزلت هذه الآية {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} قال: دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قولوا: سمعنا وأطعنا وسَلَّمنا"، فألقى الله الإيمان في قلوبهم، فأنزل الله:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} إلى قوله: {فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} .

ثم قال ابن كثير: "وهكذا رواه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب وإسحاق ابن إبراهيم، ثلاثتهم عن وكيع، به. وزاد:{رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال: قد فعلت {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} قال: قد فعلت {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} قال: قد فعلت {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا} قال: قد فعلت. اهـ. هذا وقد أخرجه مسلم رقم200-126 - في الإيمان، باب بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق - بسنده عنه. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/127 ونسبه لأحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات.

ص: 280

[353]

وأخرج الطبري بإسناد صحيح عن الزهري أنه سمع سعيد ابن مرجانة1 يقول: كنت عند ابن عمر فتلا هذه الآية: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ} فقال: والله لئن واخذنا الله بهذا لنهلكن، ثم بكى حتى سمع نشيجه، فقمت حتى أتيت ابن عباس فذكرت له ما قال ابن عمر وما فعل حين تلاها، فقال: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لعمري لقد وجد المسلمون حين نزلت مثل ما وجد، فأنزل الله:{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} 2.

قوله تعالى: {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً} الآية: 286

[354]

وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله:{رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً} أي عهدا3.

1 سعيد بن مَرْجانة، وهو ابن عبد الله على الصحيح، ومرجانة أمه، أبو عثمان الحجازي، ثقة فاضل، مات قبل المائة بثلاث سنين. التقريب 1/304.

2 فتح الباري 8/206.

أخرجه ابن جرير رقم6459 عن يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، به.

وأخرجه الطبراني في الكبير ج 10/رقم10769، 10770 والبيهقي في شعب الإيمان رقم329 من طرق عن ابن شهاب، به نحوه.

وذكره ابن كثير 1/502 عن ابن جرير. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/128 وزاد نسبته لعبد بن حميد، وأبي داود في ناسخه.

3 فتح الباري 8/207. وذكره البخاري عنه تعليقا.

الإصر: عقد الشيء وحبسُه بقهره، يقال: أصرته فهو مأصور. والمأصَر والمأصِر محبَس السفينة. وقوله تعالى: {وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً} قيل: ثقلا. والإصر العهد المؤكَّد الذي يثبِّط ناقضه عن الثواب والخيرات. انظر: المفردات ص 18-19. وقال ابن حجر: وأصل الإصر الشيء الثقيل، ويطلق على الشديد. وتفسيره بالعهد تفسير باللازم؛ لأن الوفاء بالعهد شديد. فتح الباري 8/207.

أخرجه ابن جرير رقم6515 من طريق معاوية بن صالح، عن علي، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/135 ونسبه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

ص: 281

[355]

وروى الطبري من طريق ابن جريج في قوله: {إِصْراً} قال: عهدا لا نطيق القيام به1.

1 فتح الباري 8/207.

أخرجه ابن جرير رقم6517 عن القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال حدثني حجاج، عن ابن جريج، به. ولفظه "عهدا لا نطيفه ولا نستطيع القيام به". وفي إسناده الحسين وهو سنيد ضعيف.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/135 ونسبه لابن جرير فقط.

ص: 282