المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة الأعراف قوله تعالى: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} الآية: - الروايات التفسيرية في فتح الباري - جـ ١

[عبد المجيد الشيخ عبد الباري]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌الباب الأول: دراسة حياة الحافظ ابن حجر وكتابه فتح الباري

- ‌الفصل الأول: ترجمة الحافظ ابن حجر

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: اسمه ونسبه وكنيته ولقبه

- ‌المبحث الثاني: مولده

- ‌المبحث الثالث: نشأته وأسرته

- ‌المبحث الرابع: نشأته العلمية، وطلبه للعلم

- ‌المبحث الخامس: رحلاته العلمية

- ‌المبحث السادس: شيوخه

- ‌المبحث السابع: تلاميذه

- ‌المبحث الثامن: مذهبه

- ‌المبحث التاسع: آثاره العلمية

- ‌المبحث العاشر: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه

- ‌المبحث الحادي عشر: وفاته

- ‌الفصل الثاني: دراسة فتح الباري

- ‌المبحث الأول: منهج ابن حجر في فتح الباري عموما

- ‌المبحث الثاني: منهجه في تفسير الآيات القرآنية

- ‌المبحث الثالث: قيمة فتح الباري العلمية وثناء العلماء عليه

- ‌الفصل الثالث: جهود ابن حجر في تفسير القرآن الكريم وعلومه من خلال كتابه فتح الباري

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: تفسيره للقرآن بالقرآن

- ‌المبحث الثاني: تفسيره للقرآن بالسنة

- ‌المبحث الثالث: تفسيره للقرآن بأقوال الصحابة

- ‌المبحث الرابع: عنايته بأسباب النزول

- ‌المبحث الخامس: تناوله لقضايا النسخ

- ‌المبحث السادس: ذكره للقراءات

- ‌المبحث السابع: بيانه لغريب القرآن

- ‌الفصل الرابع: دراسة الروايات التفسيرية في فتح الباري

- ‌المبحث الأول: منهجه في سياق الروايات

- ‌المبحث الثاني: نقده للروايات والحكم عليها

- ‌المبحث الثالث: عزوه للمصادر

- ‌المبحث الرابع: موارده في الروايات التفسيرية:

- ‌الباب الثاني: الروايات التفسيرية في فتح الباري

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

الفصل: ‌ ‌سورة الأعراف قوله تعالى: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} الآية:

‌سورة الأعراف

قوله تعالى: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} الآية: 22

[839]

وروى الطبري عن مجاهد في قوله: {يَخْصِفَانِ} قال: يرقعان كهيئة الثوب، وتقول العرب خصفت النعل أي خرزتها1.

قوله تعالى: {يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً} الآية: 26

[840]

عن ابن عباس في قوله: {وَرِيشاً} قال: مالاً2.

[841]

وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَرِيشاً} قال: المال3.

قوله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ} الآية: 27

[842]

وروى الطبري عن مجاهد في قوله: {وَقَبِيلُهُ} قال: الجن

1 فتح الباري 6/366.

أخرجه ابن جرير رقم14401 من طريق شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه رقم14400 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، به نحوه.

2 فتح الباري 8/298.

أخرجه ابن جرير رقم14428، وابن أبي حاتم في تفسيره رقم8331 كلا هما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عبا س، به.

3 فتح الباري 6/365.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم8331 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.

ص: 481

والشياطين1.

قوله تعالى:

{خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} الآية: 31

[843]

أخرج مسلم من حديث ابن عباس قال: "كانت المرأة تطوف بالبيت عريانة " الحديث وفيه فنزلت {خُذُوا زِينَتَكُمْ} 2.

[844]

ووقع في تفسير طاوس قال في قوله تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ} قال: الثياب. وصله البيهقي3.

[845]

ونحوه عن مجاهد4.

1 فتح الباري 6/366.

أخرجه ابن جرير رقم14460 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، به.

2 فتح الباري 1/465.

أخرجه مسلم في صحيحه رقم3028-25 - في التفسير - بسنده عن ابن عباس، به وتمامه "فتقول: من يُعِيرُني تِطوافا؟ - أي ثوبا تلبسه تطوف به - تجعله على فرجها، وتقول:

اليوم يبدو بعضه أو كله

فما بدا منه فلا أحلُّه

فنزلت هذه الآية.

3 فتح الباري 1/465.

أخرجه ابن جرير رقم14520 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، عن طاوس - مثله.

وأخرجه ابن جرير رقم14511 حدثني عمرو، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا عبد الملك، عن عطاء - نحوه.

4 فتح الباري 1/465.

أخرجه ابن جرير الأرقام 14514-14517 من طرق عن مجاهد - نحوه. وفي بعض ألفاظه "ما يواري عورتك، ولو عباءة".

ص: 482

قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ} الآية: 32

[846]

وقد أخرج الطبراني1 من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال "كانت قريش تطوف بالبيت عراة يصفرون ويصفقون، فأنزل الله تعالى:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ} الآية، وسنده صحيح2.

[847]

وأخرج الطبري وابن أبي حاتم بأسانيد جياد عن أصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء وغيرهما نحوه3.

[848]

وكذا عن إبراهيم النخعي والسدي والزهري وقتادة وغيرهم أنها نزلت في طواف المشركين بالبيت وهم عراة4.

1 في الفتح "الطبري"، والصواب "الطبراني" كما أثبت، والتصحيحف وقع إما من الناسخ أو الطابع؛ إذ أني لم أجد هذه الرواية في تفسير الطبري، كما أن السيوطي عزاه إلى الطبراني - كما سيأتي عند التخريج.

2 فتح الباري 10/253.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم8391، والطبراني في الكبير ج 12/رقم12324 كلاهما من طريق يحيى الحماني، قال: ثنا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/26 وقال: رواه الطبراني، وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف.

وقد تابعه عامر بن إبراهيم عند ابن أبي حاتم، فأخرجه رقم8390 أخبرنا محمد بن عامر ابن إبراهيم الأصبهاني، ثنا عامر بن إبراهيم، عن يعقوب، عن جعفر، به نحوه، بدون قوله "يصفرون ويصفقون". هذا وقد صحح ابن حجر إسناده كما هو أعلاه. والأثر ذكره ابن كثير 3/404 برواية الطبراني، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/446 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه.

3 فتح الباري 10/253.

هذا التفسير إنما ورد عنهم في تفسير الآية السابقة أعني قوله تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} . انظر أثر ابن عباس المتقدم برقم 843.

4 فتح الباري 10/253.

لم أجد عنهم القول في تفسير هذه الآية، وإنما التي قبلها، انظر تفسير ابن كثير 3/402 فقد نقل عنهم هذا التفسير في تفسير قوله تعالى:{خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} .

ص: 483

[849]

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن كثير 1 عن طاوس في هذه الآية قال: "لم يأمرهم بالحرير والديباج ولكن كانوا إذا طاف أحدهم وعليه ثيابه ضرب وانتزعت منه " يعني فنزلت "2.

قوله تعالى: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} الآية: 40

[850]

قال مجاهد في قوله: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} هو حبل السفينة3.

قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} الآية: 54

[851]

وأخرج الثعلبي من وجه آخر عن الأوزاعي أنه سئل عن قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فقال: هو كما وصف نفسه4.

قوله تعالى: {وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً} الآية: 58

[852]

أخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي قال: {لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً} قال: النكد الشيء القليل الذي لا ينفع5.

1 عبد الله بن كثير الدّاري المكي، أحد الأئمة، صدوق، مات سنة عشرين ومائة. التقريب 1/442.

2 فتح الباري 10/253.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم8393 من طريق ابن جريج، أخبرني ابن كثير، عن طاوس، به. وزاد في آخره "وإذا طاف عريانا وضع ثيابه وجدها ".

3 فتح الباري 8/686.

أخرجه ابن جرير رقم14646 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - بلفظ "حبل السفينة في سمّ الخياط".

4 فتح الباري 13/406.

5 فتح الباري 6/296. أخرجه ابن أبي حاتم رقم8620 أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم فيما كتب إليَّ، ثنا أحمد بن مفضل، ثنا أسباط، عن السدي، به.

ص: 484

[853]

ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: هذا مثل ضرب للكفار كالبلد السبخة المالحة التي لا تخرج منها البركة1.

قوله تعالى: {وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} الآية: 69

[854]

ذكر ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك عن ابن عباس قال في قوله تعالى: {وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} يقول: فضيلة2.

قوله تعالى:

{ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ} الآية: 134

[855]

أخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير قال: أمر موسى بني إسرائيل أن يذبح كل رجل منهم كبشا، ثم ليخضب كفه في دمه، ثم ليضرب به على بابه، ففعلوا، فسألهم القبط عن ذلك فقالوا: إن الله سيبعث عليكم عذابا وإنما تنجو منه بهذه العلامة، فأصبحوا وقد مات من قوم فرعون سبعون ألفا، فقال فرعون عند ذلك لموسى {ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا

1 فتح الباري 6/296.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم8619 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.

2 فتح الباري8/199-200.

هذه الرواية فيها تشويش من جهة أن ابن حجر أوردها في سورة البقرة، ولكن أورد فيها آية الأعراف هذه، أما ابن أبي حاتم فلم يوردها في الأعراف، وإنما أوردها في البقرة، فقد أخرجها رقم2458 حدثنا علي بن الحسين، ثنا الهيثم بن يمان، ثنا رجل سماه، عن السدي، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور في البقرة 1/754 ونسبه إلى ابن أبي حاتم من طريق السدي، به.

والأثر ضعيف؛ لأنه من طريق السدي، ثم إن الراوي عن السدي مجهول أيضا.

ص: 485

عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ} الآية، فدعا فكشف عنهم. وهذا مرسل جيد الإسناد1.

قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ} الآية: 139

[856]

أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ} قال: خُسْران2.

قوله تعالى: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} الآية: 143

[857]

عن ابن عباس في قوله: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} قال: أعطني، وصله ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عنه3.

[858]

أخرج ابن جرير من طريق السدي قال: لما كلم الله موسى أحب أن ينظر إليه قال: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} 4.

1 فتح الباري 10/183.

لم أجده عند الطبري مع أن ابن حجر عزاه إليه وإلى ابن أبي حاتم، وقد أخرجه ابن أبي حاتم رقم8890 حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ أبو غسان، ثنا جرير، عن يعقوب، عن جعفر ابن محمد، عن سعيد بن جبير، به نحوه.

2 فتح الباري 6/439.

أخرجه ابن جرير رقم15061، وابن أبي حاتم رقم8908 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.

3 فتح الباري8/302. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه ابن جرير رقم1507 وابن أبي حاتم رقم8931 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح عن علي ابن أبي طلحة، به.

4 فتح الباري8/302

أخرجه ابن جرير رقم15073 من طريق أسباط، عنه نحوه مطولا.

ص: 486

قوله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً}

[859]

ووقع عند ابن مردويه موفوعا "إن الجبل ساخ 1 في الأرض فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة"، وسنده واه2.

[860]

وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أنس بن مالك3 رفعه: "لما تجلى الله للجبل طارت لعظمته ستة أجبل فوقعت ثلاثة بمكة: حِراء 4

1 أي غاص في الأرض وغاب فيها. انظر: النهاية 2/416.

2 فتح الباري 6/430.

هذا جزء من حديث رواه أنس بن مالك، أورده السيوطي في الدر المنثور 3/545 ونسبه إلى أحمد وعبد ابن حميد والترمذي - وصححه - وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عدي في الكامل وأبي الشيخ والحاكم - وصححه - وابن مردويه والبيهقي في كتاب الرؤية من طرق عن أنس بن مالك. ولفظه قال:"إن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً} قال "هكذا، وأشار بأصبعيه ووضع طرف إبهامه على أنملة الخنصر، وفي لفظ: على المفصل الأعلى من الخنصر، "فساخ الجبل {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً} وفي لفظ:" فساخ الجبل في الأرض فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة".

هذا وقد أخرج هذا الحديث الإمام أحمد 3/125 والترمذي رقم3074 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة الأعراف -، والطبري رقم15087 و15088 وابن أبي حاتم رقم8940 وابن عدي في الكامل 2/677 والحاكم 2/320-321 كلهم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت، عن أنس - نحوه مرفوعا، دون قوله "فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. كما صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2458.

قلت: وقد قال ابن حجر - عقب إيراده كما في الأعلى - وسنده واهٍ، فلعله يعني الطريق التي روى ابن مردويه بهذا اللفظ وبهذه الزيادة، مع أنني لم أقف على إسناد ابن مردويه حتى يتضح الأمر. والله أعلم.

3 في الفتح "أبي مالك"، وهو خطأ، والتصحيح من تفسير ابن أبي حاتم والدر المنثور.

4 حِرَاء: بالكسر والتخفيف والمدّ، جبل من جبال مكة على ثلاثة أميال، وهو معروف، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتيه الوحي يتعبد في غار من هذا الجبل، وفيه أتاه جبريل عليه السلام لأول مرة. انظر: معجم البلدان 2/269، رقم3576.

ص: 487

وثور1 وثبير2، وثلاثة بالمدينة: أحد ورَضْوَى3 ووَرِقَان4، وهذا غريب مع إرساله5.

قوله تعالى: {فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ} الآية: 160

[861]

وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس

1 ثَوْر: بلفظ الثور فحل البقر، اسم جبل بمكة فيها الغار المذكور في القرآن – {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [التوبة:40]- الذي اختفى فيه النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة مهاجراً، ويقع في جنوب مكة على طريق اليمن. انظر: معجم البلدان 2/101، رقم2851.

2 ثَبِيْر: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وراء، من أعظم جبال مكة، بينها وبين عرفة. سمي ثبير برجل من هُذيل مات في ذلك الجبل فعرف الجبل به. واسم الرجل ثبير. معجم البلدان 2/85، رقم2769.

3 رَضْوَى: بفتح أوله وسكون ثانيه، وهو جبل بالمدينة، وقيل هو من ينبع على مسيرة يوم ومن المدينة على سبع مراحل، ميامنه طريق مكة ومياسره طريق البريراء لمن كان مصعداً إلى مكة. انظر: معجم البلدان 3/58، رقم5519.

4 وَرِقَان: بالفتح ثم بالكسر والقاف وآخره نون، وهو جبل أسود بين العَرْج والرويثة على يمين المصعد من المدينة إلى مكة ينصب ماؤه إلى رئم. وهو جبل عظيم كأعظم ما يكون من الجبال. انظر: معجم البلدان 5/428، رقم12480.

5 فتح الباري 6/430.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم8939 حدثنا عمر شيبة، ثنا الأزدي محمد بن يحيى أبو غسان الكناني، حدثني عبد العزيز بن عمران، عن معاوية بن عبد الله، عن الجلد بن أيوب، عن معاوية بن قرة، عن أنس ابن مالك - مرفوعا. وذكره ابن كثير 3/468 وقال: غريب بل منكر. وقال ابن حجر - كما في الأعلى - غريب مع إرساله.

وقد نقله السيوطي في اللآلي المصنوعة 1/23-24 عن ابن الجوزي، ثم قال: قال ابن حبان: موضوع، وعبد العزيز متروك، يروي المناكير عن المشاهير. ثم عقبه - أي السيوطي - قائلا: في الحكم بوضعه نظر، والأرجح عدمه، فقد أخرجه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه في تفاسيرهم من طريق عبد العزيز بن عمران، به. وعبد العزيز يروي له الترمذي ولم يتهم بكذب. اهـ. وانظر: الموضوعات لابن الجوزي 1/121-122.

هذا وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/545 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه.

ص: 488

{انْبَجَسَتْ مِنْهُ} : انفجرت1.

قوله تعالى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} الآية: 161

[862]

روى الحاكم من طريق السدي عن مرة عن ابن مسعود قال: قالوا هطي سمقا، وهي بالعربية. حنطة حمراء قوية فيها شعرة سوداء2.

[863]

قال: عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} قال الحسن: أي أحطط عنا خطايانا3.

[864]

عن ابن عباس وغيره قال: قيل لهم قولوا مغفرة، رواه

1 فتح الباري 6/430.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم8381 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.

2 فتح الباري8/304.

أخرجه الحاكم 2/321 أخبرنا أبو أحمد محمد بن إسحاق العدل، ثنا أحمد بن نصر، ثنا عمرو بن طلحة، ثنا أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، به نحوه مطولا. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/173 في سورة البقرة، ونسبه إلى ابن جرير والطبراني وأبي الشيخ والحاكم.

تنبيه: قال ابن حجر معلقا على هذه الرواية: ويستنبط منه أي الأقوال المنصوصة إذا تعبد بلفظها لا يجوز تغييرها ولو وافق المعنى: وليست هذه مسأ لة الرواية بالمعنى بل هي متفرعة عنها، وينبغي أن يكون ذلك قيدا في الجواز، أعني يزاد في الشرط أن لا يقع التعبد بلفظه ولا بد منه، ومن أطلق وكلامه محمول عليه أحد.

3 فتح الباري 8/304.

أخرجه عبد الرزاق في سورة البقرة 1/47 به سندا ومتنا.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/173 وزاد نسبته إلى وكيع والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر. قال ابن حجر: وهذا يليق بقراءة من قرأ {حِطَّةٌ} بالنصب.

ص: 489

ابن أبي حاتم1.

قوله تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} الآية: 163

[865]

قال قتادة: إن أصحاب السبت كانوا من أهل أَيلة 2 وأنهم لما تحيلوا على صيد السمك بأن نصبوا الشباك يوم السبت ثم صادوها يوم الأحد فأنكر عليهم قوم ونهوهم فأغلظوا لهم، فقالت طائفة أخرى دعوهم واعتزلوا بنا عنهم، فأصبحوا يوما فلم يروا الذين اعتدوا أبوابهم فأمروا رجلا أن يصعد على سلم فأشرف عليهم فرآهم قد صاروا قردة، فدخلوا عليهم فجعلوا يلوذون بهم، فيقولون الذين نهوهم: ألم نقل لكم، ألم

1 فتح الباري 8/304.

أخرجه ابن أبي حاتم في البقرة والأعراف رقم584، 8408 حدثنا أحمد بن محمد ابن يحيى بن سعيد القطان، ثنا يحيى بن آدم، ثنا سفيان عن الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - مثله.

وإسناده حسن. وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان صدوق، أخرج له ابن ماجة، انظر: التقريب 1/25 والمنهال بن عمرو الأسدي مولاهم، الكوفي، صدوق، ربما وهم، أخرج له البخاري والأربعة. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 10 /283-284 والتقريب 2/278. وباقي رجاله ثقات. ثم نقل ابن أبي حاتم عن عطاء، والحسن، وقتادة، والربيع بن أنس نحو ذلك، من غير إسناد. وأخرجه ابن جرير رقم1012 من طريق سفيان عن الأعمش، به نحوه.

وأخرجه الحاكم /262 من طريق سفيان عن الأعمش، به نحوه. وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

2 أَيْلَة: بالفتح، مدينة على ساحل بحر القُلْزُم مما يلي الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام، وقال أبو زيد: أيلة مدينة صغيرة عامرة بها زرع يسير، وهي مدينة لليهود الذين حرم الله عليهم صيد السمك يوم السبت فخالفوا فمسخوا قردة وخنازير، وقال غيره: هي بين الفسطاط ومكة على شاطئ بحر القلزم تعدّ في بلاد الشام. وقيل سميت بأيلة بنت مدين بن إبراهيم عليه السلام. انظر: معجم البلدان 1/347، رقم1196.

ص: 490

ننهكم؟ فيشيرون برءوسهم1.

[866]

وروى ابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس "أنهم لم يعيشوا إلا قليلا وهلكوا"2.

[867]

وروى ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس "صار شبابهم قردة وشيوخهم خنازير"3.

قوله تعالى: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ} الآية: 171

[868]

وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ} : رفعنا4.

قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} الآية: 175

[869]

وروى ابن مردويه بإسناد قوي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال في قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} قال: نزلت في أمية بن أبي الصلت5.

1 فتح الباري 6/453.

2 فتح الباري 6/453.

3 فتح الباري 6/453.

أخرجه ابن جرير رقم15295 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، به. والعوفي ضعيف تقدم.

4 فتح الباري 6/430.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم8516 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.

5 فتح الباري 7/154.

أخرجه النسائي في التفسير رقم212 و214، وابن جرير الأرقام:15402-15404 و15406، وابن أبي حاتم رقم8542 كلهم من طرق عن نافع، عن عبد الله بن عمرو، به. وأخرجه عبد الرزاق 1/243 من طريق سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن عمرو، به. وهو عند الطبري رقم15405 و15407 عن حبيب ابن أبي ثابت، عن رجل عن عبد الله بن عمرو. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/28 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. هذا وقد قوّى ابن حجر إسناد ابن مردويه كما هو أعلاه. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/609 ونسبه إلى عبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والطبراني وابن مردويه.

ص: 491

قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} الآية: 199

[870]

رواه الطبري مرسلا1 وابن مردويه موصولا2 من حديث جابر وغيره3 "لما نزلت {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} سأل جبريل فقال: لاأعلم حتى أسأله ثم رجع فقال: إن ربك يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطى من

1 أما المرسل فأخرجه ابن جرير رقم15547 حدثني الحسن بن الزبرقان النخعي قال: لما نزلت هذه الآية {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} فذكره بنحوه. والرجل الذي لم يسم في هذا الخبر هو "أمي ابن ربيعة". فقد أخرجه ابن جرير رقم15548 حدثني يونس، قال: أخبرنا سفيان عن أميّ قال: لما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} فذكر نحوه.

وأميّ هو أميّ بن ربيعة المرادي الصيرفي، سمع الشعبي وعطاء، وطاوس، روى عن سفيان بن عيينة وشريك. ثقة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 2/347، والتهذيب 1/323، والتقريب 1/83.

وقال الشيخ أحمد شاكر: وهذا الخبر رواه أميّ بن ربيعة عن الشعبي، كما يظهر ذلك من روايات الخبر في ابن كثير 3/536، والدر المنثور 3/628.

2 وأما الموصول فأخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تخريج الزيلعي على الكشاف 1/477 قال: أخبرني حسين بن علي النيسابوري فيما أجازه لي، حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى الأنطاكي، حدثنا إبراهيم بن محمد المديني، حدثنا عبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الماجشون عن محمد ابن المنكر، عن جابر، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 3/628 ونسبه إلى ابن مردويه فقط.

3 أما الغير المشار إليه فهو قيس بن سعد بن عبادة وأنس كما يتضح ذلك من كلام العراقي الذي سيأتي إن شاء الله.

ص: 492

حرمك، وتعفو عمن ظلمك1.

[871]

روى ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: {خُذِ الْعَفْوَ} يعني خذ ما عفا لك من أموالهم أي ما فضل، وكان ذلك قبل فرض الزكاة2.

[872]

وبذلك قال السدي وزاد نسختها آية الزكاة3.

[873]

وبنحوه قال الضحاك4.

1 فتح الباري 8/306.

وأما حديث قيس فأخرجه ابن مردويه أيضا فيما ذكره الزيلعي أيضا 1/477 قال: حدثنا أحمد بن إسحاق ابن نيخاب الطيبي، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا عبد الله بن داود المزيني، حدثنا عبادة بن مسلم عن العلاء ابن بدر عن قيس بن سعد بن عبادة - نحوه. ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/628 ونسبه إلى ابن مردويه فقط.

قلت: وهذان إسنادان قد حسنهما الحافظ العراقي قائلا. رواه ابن مردويه في تفسيره من حديث جابر وقيس ابن سعد بن عبادة وانس بأسانيد حسان. انظر: إتحاف السادة المتقين 7/318.

وأما حديث أنس فلم أجده بهذا السياق. وإنما الذي وجدته بلفظ آخر. فقد أخرجه ابن مردويه فيما ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/620 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} .

2 فتح الباري 8/305-306.

أخرجه ابن جرير رقم15543 وابن أبي حاتم سورة الأعراف رقم1511 كلا هما من طريق معا وية بن صالح عن علي بن أبي طلحة، به نحوه.

3 فتح الباري 8/305-306

أخرجه ابن جرير رقم15544 من طريق أسباط عن السدي، به.

4 فتح الباري 8/305-306

أخرج ابن جرير رقم15545 قال: حُدِّثتُ عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول - فذكر نحوه. قلت: إسناده ضعيف؛ فإن شيخ الطبري لم يسم.

ص: 493

[874]

وعطاء1.

[875]

عن عروة بن زبير قال: العرف المعروف. وصله عبد الرزاق من طريق هشام بن عروة عن أبيه2.

[876]

وكذا أخرجه الطبري من طريق السدي3.

[877]

وقتادة4.

[878]

وروى من أوجه أخرى أنها نزلت في بلعام الإسرائيلي، وهو المشهور5.

1 فتح الباري 8/305-306

لم أقف على تخريج له.

2 فتح الباري 8/305.

أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/254 عن معمر عن هشام بن عروة، به مثله.

3 فتح الباري 8/305.

أخرجه ابن جرير رقم15550 من طريق أسباط عن السدي مثله.

4 فتح الباري 8/305

أخرجه ابن جرير رقم15551 عن بشر قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة مثله.

5 فتح الباري 7/154.

روي هذا عن ابن عباس، فقد أخرج ابن جرير رقم15387 من طريق حصين، عمران بن الحارث، عن ابن عباس. وأخرجه رقم15399 من طريق مغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباس. وأخرجه رقم15390 من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، عن ابن عباس بلفظ "هو رجل من مدينة الجبارين يقال له: بلعم".

والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/608 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وأبي الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس.

ص: 494