المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌الباب الأول: دراسة حياة الحافظ ابن حجر وكتابه فتح الباري

- ‌الفصل الأول: ترجمة الحافظ ابن حجر

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: اسمه ونسبه وكنيته ولقبه

- ‌المبحث الثاني: مولده

- ‌المبحث الثالث: نشأته وأسرته

- ‌المبحث الرابع: نشأته العلمية، وطلبه للعلم

- ‌المبحث الخامس: رحلاته العلمية

- ‌المبحث السادس: شيوخه

- ‌المبحث السابع: تلاميذه

- ‌المبحث الثامن: مذهبه

- ‌المبحث التاسع: آثاره العلمية

- ‌المبحث العاشر: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه

- ‌المبحث الحادي عشر: وفاته

- ‌الفصل الثاني: دراسة فتح الباري

- ‌المبحث الأول: منهج ابن حجر في فتح الباري عموما

- ‌المبحث الثاني: منهجه في تفسير الآيات القرآنية

- ‌المبحث الثالث: قيمة فتح الباري العلمية وثناء العلماء عليه

- ‌الفصل الثالث: جهود ابن حجر في تفسير القرآن الكريم وعلومه من خلال كتابه فتح الباري

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: تفسيره للقرآن بالقرآن

- ‌المبحث الثاني: تفسيره للقرآن بالسنة

- ‌المبحث الثالث: تفسيره للقرآن بأقوال الصحابة

- ‌المبحث الرابع: عنايته بأسباب النزول

- ‌المبحث الخامس: تناوله لقضايا النسخ

- ‌المبحث السادس: ذكره للقراءات

- ‌المبحث السابع: بيانه لغريب القرآن

- ‌الفصل الرابع: دراسة الروايات التفسيرية في فتح الباري

- ‌المبحث الأول: منهجه في سياق الروايات

- ‌المبحث الثاني: نقده للروايات والحكم عليها

- ‌المبحث الثالث: عزوه للمصادر

- ‌المبحث الرابع: موارده في الروايات التفسيرية:

- ‌الباب الثاني: الروايات التفسيرية في فتح الباري

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

الفصل: ‌سورة آل عمران

‌سورة آل عمران

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} الآية: 6

[356]

وقد أخرج الطبري من طريق السدي في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} قال عن مرة الهمذاني عن ابن مسعود - وذكر أسانيد أخرى - قالوا: إذا وقعت النطفة في الرحم طارت في الجسد أربعين يوما، ثم تكون علقة أربعين يوما، ثم تكون مضغة أربعين يوما. فإذا أراد الله أن يخلقها، بعث ملكا فصورها كما يؤمر1.

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} الآية: 7

[357]

أخرج عبد بن حميد بالإسناد الذي ذكرته قريبا إلى مجاهد، قال في قوله تعالى:{مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} قال: ما فيه من الحلال والحرام: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} وما سوى ذلك من متشابه يصدق بعضه بعضا، هو مثل قوله:{وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} [البقرة:26]، ومثل قوله: {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى

1 فتح الباري 11/485.

أخرجه ابن جرير رقم6569 حدثنا موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وهذا إسناد ضعيف.

ص: 283

الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} [يونس:100]، ومثل قوله:{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد:17]1.

قوله تعالى:

{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} الآية:7

[358]

وصل عبد بن حميد بهذا الإسناد كذلك عن مجاهد: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} قال: شك: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} المشتبهات، الباب الذي ضلوا منه وبه هلكوا2.

قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ}

[359]

وصل عبد بن حميد من الطريق المذكور عن مجاهد في قوله {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} يعلمون تأويله و {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} الآية3.

1 فتح الباري 8/209. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/190 ثنا روح، ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه آدم في تفسيره المنسوب إلى مجاهد ص 121-122 عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به بنحوه. وأخرجه ابن جرير رقم6585 من طريق عيسى وشبل، كلاهما عن ابن أبي نجيح، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/145 ونسبه إلى عبد بن حميد والفريابي.

2 فتح الباري 8/209-210. وذكره البخاري عنه تعليقا، بدون الزيادة التي في آخره "الباب الذي ضلوا منه وبه هلكوا".

أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/190 بالإسناد السابق ذكره. وأخرج آدم في تفسير ص 122 أوله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/147-148 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير.

3 فتح الباري 8/210. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه عبد بن حميد كما في الموضع السابق بالإسناد المذكور قريبا. وأخرجه آدم في تفسيره ص 122 عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. كما أخرجه ابن جرير رقم6634 بهذا الإسناد، وأخرجه رقم6633 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، به.

ص: 284

[360]

ومن طريق قتادة قال: "قال الراسخون كما يسمعون آمنا به كل من عند ربنا: المتشابه والمحكم، فآمنوا بمتشابهه وعملوا بمحكمه فأصابوا1.

[361]

وقد روى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن ابن عباس أنه كان يقرأ {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} 2.

قوله تعالى:

{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ} - إلى قوله - {لِأُولِي الْأَبْصَارِ} الآية: 12

[362]

روى ابن إسحاق بإسناد حسن عن ابن عباس قال: لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا يوم بدر3 جمع يهود في سوق بني قينقاع فقال: "يا

1 فتح الباري 8/210.

أخرجه ابن جرير رقم6644 من طريق يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد، عن قتادة - نحوه مختصراً، ولفظه "آمنوا بمتشابهه وعملوا بمحكمه".

2 فتح الباري 8/210.

أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/116 ومن طريقه ابن جرير رقم6627 أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عنه، به. وهذا إسناد صحيح، و"ابن طاوس" اسمه عبد الله، ثقة فاضل عابد. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الصلب. وقال - أي: ابن حجر -: والذي ذهب إليه مجاهد من تفسير الآية يقتضي أن تكون الواو في "الراسخون" عاطفة على معمول الاستثناء، وهذا يدل على أن الواو للاستئناف؛ لأن هذه الرواية وإن لم تثبت بها القراءة، لكن أقل درجاتها أن تكون خبرا بإسناد صحيح إلى ترجمان القرآن، فيقدم كلامه في ذلك على من دونه، ثم قال: ويؤيد ذلك أن الآية دلت على ذم متبعي المتشابه لوصفهم بالزيغ وابتغاء الفتنة. انظر: فتح الباري 8/210.

3 بدر: ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء، وبهذا المكان كانت الوقعة التي أظهر الله بها الإسلام وفرّق بين الحق والباطل في شهر رمضان سنة اثنتين للهجرة. وهي اليوم مدينة بدأت تظهر فيها معالم الحضارة. وتبعد عن المدينة 155 كيلا وعن مكة 310 أكيال، وتبعد عن سيف البحر قرابة 45 كيلا، وبها اليوم مدارس ومساجد وجامع كبير. وقد وقفت عليها. انظر: معجم البلدان 1/425، رقم1527، ومعجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية، ص 41.

ص: 285

يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم ما أصاب قريشا يوم بدر، فقالوا: إنهم كانوا لا يعرفون القتال، ولو قاتلنا لعرفت أنّا الرجال، فأنزل الله تعالى:{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ} - إلى قوله – {لِأُولِي الْأَبْصَارِ} 1.

قوله تعالى: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ} الآية: 13

[363]

روى الطبري من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ} قال: الأخرى كفار قريش2.

قوله تعالى: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} الآية: 14

[364]

روى الثوري في تفسيره في رواية أبي حذيفة عنه بإسناد صحيح عن مجاهد في قوله: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} المطَهَّمَة3 الحسان4.

1 فتح الباري 7/332.

أخرجه ابن جرير رقم6666 من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس - نحوه. انظر رقم 11 الحاشية وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/158 ونسبه إلى ابن إسحاق وابن جرير والبيهقي في الدلائل.

2 فتح الباري 8/257.

أخرجه ابن جرير رقم6675 و6676 من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد ابن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس، مثله وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/158-169 ونسبه إلى ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم. انظر ما قبله.

3 المُطَهَّمَة: السمينة الفاحشة السمن. انظر: القاموس باب الميم، فصل الطاء، ص1022.

4 فتح الباري 8/208. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه سفيان الثوري في تفسيره رقم138: 2: 27، ص 34 عن حبيب بن أبي ثابت، عنه، مثله. وأخرجه عبد الرزاق 1/117 ومن طريقه ابن جرير رقم6739 ومن وجهين آخرين رقم6738، 6742 عن الثوري بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/188 بسنده إلى الثوري به. وأخرجه ابن جرير رقم6740، 6741 من طريق ابن أبي نجيح، عنه، به. والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 2/163 ونسبه لعبد بن حميد وابن جرير.

ص: 286

[365]

وصل الثوري في رواية أبي حذيفة عنه عن ابن جبير: المسومة: الراعية1 2.

[366]

ووصل الطبري من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى3 مثله4.

[367]

وأورد مثله عن ابن عباس من طريق العوفي عنه5.

1 في تفسير الثوري "الراتعة"، يقال: رتعت الماشية في المكان، إذا أكلت وشربت ما شاءت في خصب وسعة. انظر: القاموس باب العين، فصل الراء، ص 648.

2 فتح الباري 8/208. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه الثوري في تفسيره رقم139: 3: 28 عن حبيب بن أبي ثابت، عنه بلفظ "الراتعة". وأخرجه ابن جرير الأرقام 6729-6732 من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.

3 عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، الخزاعي مولاهم الكوفي، ذكره ابن حبان في الثقات، روى عنه الأجلج الكندي وأسلم المنقري وسلمة بن كهيل ومنصور بن المعتمر وطلحة بن عمرو القناد وغيرهم. وقال ابن حجر: مقبول علق له البخاري - في هذا الموضع - وأخرج له أبو داود والنسائي.

انظر ترجمته في: الثقات 7/9، والتهذيب 5/254، والتقريب 1/427.

4 فتح الباري 8/208-209. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه ابن جرير رقم6733 عن ابن وكيع، عن أبيه، عن طلحة القناد، عنه، مثله. وإسناده ضعيف من أجل ابن وكيع، واسمه سفيان، كان أبوه إماما حجة، وكان هو رجلا صالحا، ولكن ورّاقه أفسد عليه حديثه، وأدخل عليه ما ليس من روايته، ونصحه العلماء أن يدعه فلم يفعل، فمن أجل ذلك تركوه. انظر: المجروحين 1/355.

5 فتح الباري 8/209.

أخرجه ابن جرير رقم6734 من طريق العوفي، به. والعوفي ضعيف تقدم. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/162 ونسبه إلى ابن جرير فقط.

ص: 287

قوله تعالى:

{وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} الآية: 27

[368]

وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى:{وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} قال: الناس الأحياء من النطف الميتة والنطف الميتة من الناس الأحياء1.

قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} الآية: 31

[369]

أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن البصري قال: كان قوم يزعمون أنهم يحبون الله، فأراد الله أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل فأنزل الله هذه الآية2.

[370]

وذكر الكلبي في تفسيره عن ابن عباس أنها نزلت حين قال اليهود {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة:18]3.

1 فتح الباري 8/209. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه الفريابي فيما ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/189 عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وزاد في آخره "والأنعام". وأخرجه آدم في تفسيره ص 124 من طريق ورقاء، به نحوه. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/173 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

2 فتح الباري 10/558.

أخرجه ابن جرير رقم6848 عن محمد بن سنان، وابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم379 عن الحسن بن أحمد، قالا: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا عناد بن منصور، عن الحسن، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/178 ونسبه إليهما عن عباد بن منصور بلفظ الطبري.

والصواب عن عباد بن منصور عن الحسن كما في المصدرين المخرجين عنهما.

3 فتح الباري 10/558.

إسناده هالك، فالكلبي ضعيف متروك.

ص: 288

[371]

وفي تفسير محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير1: نزلت في نصارى نجران، قالوا: إنما نعبد المسيح حبا لله وتعظيما له2.

[372]

وفي تفسير الضحاك عن ابن عباس أنها نزلت في قريش، قالوا: إنما نعبد الأصنام حبا لله لتقربنا إليه زلفى فنزلت3.

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} الآية:33

[373]

وقد ثبت عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} قال: محمد من آل إبراهيم4.

[374]

وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: "وآل عمران": المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران وآل ياسين

1 هو محمد بن جعفر بن الزبير بن العوام الأسدي، المدني، روى عنه ابن إسحاق وغيره. ثقة. مات سنة بضع عشرة ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 9/81، والتقريب 2/150.

2 فتح الباري 10/558.

أخرجه ابن جرير رقم6849 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، به.

في إسناده "ابن حميد " شيخ الطبري ضعيف، و"محمد بن إسحاق"، مدلّس لم يصرّح بالسماع.

3 فتح الباري 10/558.

ضعيف؛ فإن الضحاك لم يلق ابن عباس.

4 فتح الباري 11/162.

لم أقف عليه مسنداً، ولكن قول ابن حجر "وقد ثبت عن ابن عباس" يدل على صحة هذا التفسير عن ابن عباس. والله أعلم.

ص: 289

وآل محمد صلى الله عليه وسلم1.

قوله تعالى:

{أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً} الآية: 39

[375]

وصل الثوري في تفسيره عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير {وَحَصُوراً} قال: لايأتي النساء2.

[376]

وقد نقل الطبري عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد في قوله: {وَحَصُوراً} : لا يأتي النساء3.

1 فتح الباري 6/469.

أخرجه ابن أبي حاتم آل عمران، رقم392 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/179-180 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. وأخرجه ابن جرير رقم6851 من طريق عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية، به.

2 فتح الباري 8/209. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أصل الحصر: الحبس والمنع، يقال لمن لا يأتي النساء أعم من أن يكون ذلك بطبعه كالعنين أو بمجاهدة نفسه، وهو الممدوح والمراد في وصف يحيى عليه السلام. انظر: المفردات للراغب ص120 مادة "حصر" والشفا للقاضي عياض 1/116، وفتح الباري 8/209، وتفسير ابن كثير 1/30-31.

والأثر أخرجه سفيان الثوري في تفسيره رقم144: 8: 11، ص 35، ومن طريقه الطبري رقم6985 عن عطاء بن السائب، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/190 ونسبه لابن أبي شيبة وأحمد في الزهد.

3 فتح الباري 4/4.

أما أثر سعيد بن جبير فقد سبق تخريجه في الذي قبله، وأما عن عطاء فلم أجده عند الطبري، وإنما عنه عن سعيد كما في الأثر السابق.

وأما أثر مجاهد فأخرجه رقم6988 حدثني عبد الرحمن بن الأسود، قال: حدثنا محمد بن ربيعة، قال: حدثنا النضر بن عربي، عن مجاهد، به. وأخرجه رقم6989 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه - نحوه.

ص: 290

قوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} الآية: 41

[377]

وقد وصل عبد بن حميد والطبري وغيره من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: الإبكار أول الفجر، والعشي ميل الشمس إلى أن تغيب1.

قوله تعالى:

{إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} الآية: 45

[378]

وصل سفيان الثوري في تفسيره رواية أبي حذيفة موسى ابن مسعود عنه عن منصور عن إبراهيم هو النخعي قال: المسيح الصديق2.

قوله تعالى: {وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} الآية: 46

[379]

وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله:{وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} قال: الكهل الحليم3.

1 فتح الباري 6/326.

أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/506، وابن جرير رقم7025 من طريق شبل، عن ابن أبي نجيح، به.

2 فتح الباري 6/472.

أخرجه الثوري في تفسيره 149: 13: 18 عن منصور، به.

قال الطبري: مراد إبراهيم بذلك أن الله مسحه فطهره من الذنوب، فهو فعيل بمعنى مفعول، قال ابن حجر: وهذا بخلاف تسمية الدجال المسيح فإنه فيعل بمعنى فاعل. انظر: تفسير الطبري 6/414، وفتح الباري 6/472.

3 فتح الباري 6/472. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/35، وابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم569 كلاهما من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه، ابن جرير رقم7075 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، به. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/199 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر.

ص: 291

قوله تعالى: {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ} الآية: 49

[380]

وصل الفريابي عن مجاهد: الأكمه من يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل1.

[381]

وروى عبد بن حميد من طريق سعيد عن قتادة: كنا نتحدث أن الأكمه الذي يولد وهو مضموم العين2.

[382]

ومن طريق عكرمة: الأكمه الأعمى3.

1 فتح الباري 6/472.

أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/35 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير رقم7088، وابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم598 كلاهما من طريق عيسى يعني ابن ميمون بن دابة، عن ابن أبي نجيح، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/215 ونسبه إلى أبي عبيد والفريابي وعبد بن حميد والطبري وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد.

2 فتح الباري 6/473.

أخرجه ابن جرير رقم7090 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، به. ولفظه "مغموم العينين"، وقد علق المحقق في الحاشية قائلا "كان في المطبوعة "مضموم العينين"، وتوشك أن تكون في المخطوطة: "مغموم العينين"، ثم قال: وأنا أرجح أنها الصواب، فلذلك أثبتها على قرائي للخط. اهـ.

هذا وقد رجّح الطبري قول قتادة هذا، ونقل عنه ابن حجر أيضا، فقال:"الأشبه بتفسير الآية قول قتادة؛ لأن علاج مثل ذلك لا يدعيه أحد، والآية سيقت لبيان معجزة عيسى عليه السلام، فالأشبه أن يحمل المراد عليها ويكون أبلغ في إثبات المعجزة والله أعلم". انظر: تفسير الطبري 6/49، وفتح الباري 6/473.

3 فتح الباري 6/473.

هكذا في الفتح بلفظ "الأكمه الأعمى" معزواً لعكرمة، ولم أجده عنه، ولكن الذي ورد عنه - كما ذكر السيوطي وغيره - أنه قال "الأكمه الأعمش"، فقد أخرج ابن جرير رقم7097، وابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم599 كلاهما من طريق حفص ابن عمر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة في قوله {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ} قال: الأعمش. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/215 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري.

وأما تفسير "الأكمه" بالأعمى فقد أخرج ابن جرير عن السدي وابن عباس وقتادة والحسن على ما يأتي.

ص: 292

[383]

وكذا رواه الطبري عن السدي1.

[384]

وعن ابن عباس أيضا2.

[385]

وعن الحسن ونحوهم3.

قوله تعالى:

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} الآية: 64

[386]

أخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس في قوله: {إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ} قال: أي عدل4.

[387]

وأخرج الطبري عن قتادة مثله5.

1 فتح الباري 6/473.

أخرجه ابن جرير رقم7093 حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي:{وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ} ، هو الأعمى.

2 فتح الباري 6/473.

أخرجه ابن جرير رقم7094 من طريق الحسين - وهو سنيد - قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: الأعمى.

3 فتح الباري 6/473.

أخرجه ابن جرير رقم7096 حدثني محمد بن سنان، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، عن عباد بن منصور، عن الحسن في قوله {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ} قال: الأعمى.

4 فتح الباري 8/216.

أخرجه ابن جرير رقم7198 من طريق إسحاق، وابن أبي حاتم رقم696 آل عمران من طريق أحمد بن عبد الرحمن، قالا: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، به. قلت: وهذا إسناد حسن. وقد أورده السيوطي في الدر المنثور 2/234 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم.

5 فتح الباري 8/216. أخرجه ابن جرير رقم7197 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، به. وإسناده صحيح. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/234 ونسبه لابن جرير وابن المنذر.

ص: 293

[388]

وأخرج عن أبي العالية أن المراد بالكملة "لا إله إلا الله"1.

قوله تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} الآية: 68

[389]

وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يقول: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} : وهم المؤمنون2.

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً} الآية: 77

[390]

ذكر الطبري من طريق عكرمة أن الآية نزلت في حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف وغيرهما من اليهود الذين كتموا ما أنزل الله في التوراة من شأن النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا وحلفوا أنه من عند الله3.

1 فتح الباري 8/216.

أخرجه ابن جرير رقم7199 وابن أبي حاتم رقم693 كلاهما من طريق عبد الله ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، به. وإسناده حسن. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/235 ونسبه إليهما.

وقد رجح ابن حجر هذا التفسير وأيده قائلا: وعلى ذلك يدل سياق الآية الذي تضمنه قوله {أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً} فإن جميع ذلك داخل تحت كلمة الحق وهي: "لاإله الا الله"، ثم قال: والكلمة على هذا بمعنى الكلام، وذلك سائغ في اللغة. انظر: فتح الباري 8/216.

2 فتح الباري 6/469.

أخرجه ابن أبي حاتم آل عمران، رقم732 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/239 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم.

3 فتح الباري 8/213.

أخرجه ابن جرير رقم7278 حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عنه نحوه مختصرا. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/245-246 مختصرا، ونسبه إلى ابن جرير فقط.

ص: 294

قوله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} الآية: 86

[391]

وقد أخرج النسائي وصححه ابن حبان عن ابن عباس "كان رجل من الأنصار أسلم ثم ندم وأرسل إلى قومه فقالوا: يا رسول الله، هل له من توبة؟ فنزلت:{كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} - إلى قوله -: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا} فأسلم1.

قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} الآية: 96

[392]

أخرج إسحاق بن راهويه وابن أبي حاتم وغيرهما بإسناد صحيح عن علي قال "كانت البيوت قبله، ولكنه كان أول بيت وضع لعبادة الله "2.

1 فتح الباري 12/268-269.

أخرجه الإمام أحمد 1/247، والنسائي في التفسير رقم85، وابن جرير رقم7362، وابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم914، 924 وابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم4477، والحاكم 2/142 كلهم من طرق عن داود ابن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. والحديث إسناده حسن. وقد صححه الحاكم، وأقّره الذهبي.

2 فتح الباري 6/408.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم962 حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا شريك، عن مجالد، عن عامر الشعبي، عن علي، به. ونقله ابن كثير 2/64 برواية ابن أبي حاتم.

هذا وقد صحّح ابن حجر إسناده كما سلف. قلت: وفيه نظر؛ فإن مجالداً هو بن سعيد الهمداني، أبو عمرو الكوفي، ليس بالقوي، وقد تغيّر في آخر عمره. كما في التقريب 2/229 لابن حجر تفسه.

ص: 295

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} الآية: 100

[393]

قال عكرمة نزلت في شاس بن قيس اليهودي، دسّ على الأنصار من ذكرهم بالحروب التي كانت بينهم فتمادوا يقتتلون، فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فذكرهم فعرفوا أنها من الشيطان فعانق بعضهم بعضا ثم انصرفوا سامعين مطيعين، فنزلت، أخرجه إسحاق في تفسيره مطولا1.

[394]

وأخرجه الطبراني من حديث ابن عباس موصولا2.

1 فتح الباري 12/269.

أخرجه عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وإسحاق بن راهويه في تفسيره كما نقل عنهم ابن حجر في العجاب 2/724 والواحدي في أسباب النزول ص99 من طرق عن حماد ابن زيد، عن أيوب، عن عكرمة. ولفظه قال:"كان بين هذين الحيين الأوس والخزرج قتال في الجاهلية فلما جاء الإسلام اصطلحوا، وألف الله بين قلوبهم، فجلس يهودي مجلساً فيه نفر من الأوس والخزرج فأشد شعراً قاله أحد الحيّين في حروبهم، فكأنهم دخلهم من ذلك، فقال الآخرون: قد قال شاعرنا يوم كذا كذا وكذا، فقالوا: تعالوا نرد الحرب جذعة كما كانت فنادى هؤلاء يا للأوس، ونادى هؤلاء يا للخزرج، فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} الآية، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى قام بين الصفين فرفع صوته يقرؤها، فلما سمعوا صوته أنصتوا وجعلوا يستمعون له، فلما فرغ ألقوا السلاح، وعانق بعضهم بعضاً وجثوا يبكون ".

هذا ولم يقع لي في تفسير ابن أبي حاتم رواية عكرمة هذه، وإنما أخرج عن مجاهد وابن عباس نحوه. انظر: تفسير ابن أبي حاتم، سورة آل عمران ص 437-439.

2 فتح الباري 12/269.

أخرج الطبراني في الكبير ج12/رقم12666،12667 من طريقين، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن أبي نصر، عن ابن عباس. ولفظه "قال: كانت الأوس والخزرج في الجاهلية بينهم شر، فبينما هم يوما جلوس ذكروا ما بينهم حتى غضبوا، فقام بعضهم إلى بعض بالسلاح، فنزلت {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} الآية كلها والآيتان بعدها إلى {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} ".

ص: 296

قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} الآية: 110

[395]

وروى ابن أبي حاتم والطبري من طريق السدي قال: قال عمر: لو شاء الله لقال أنتم خير أمة فكنا كلنا، ولكن قال:"كنتم"، فهي خاصة لأصحاب محمد ومن صنع مثل صنيعهم، وهذا منقطع1.

[396]

وروى عبد الرزاق وأحمد والنسائي والحاكم من حديث ابن عباس بإسناد جيد قال: هم الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم"2.

1 فتح الباري 8/225.

أخرجه ابن جرير رقم7608 وابن أبي حاتم رقم3970 كلاهما من طريق أسباط، عن السدي، به.

قلت: إسناده ضعيف؛ لأنه من طريق السدي، وفيه علة أخرى، وهي انقطاع السند؛ فإن السدي - المتوفى سنة سبع وعشرين ومائة - لم يلق من الصحابة إلا أنس بن مالك. انظر: العجاب في بيان الأسباب لابن حجر 1/212، وفتح الباري 8/225.

فالصحيح في تفسير هذه الآية أنها عامة في جميع هذه الأمة كما بين ذلك الحافظ ابن كثير وغيره حيث قال: والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه، وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كما قال في الآية الأخرى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} أي خياراً {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة:143] . انظر: تفسير ابن كثير 2/77.

والأثر قد أورده السيوطي في الدر المنثور 2/293 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم.

2 فتح الباري 8/225. ثم قال ابن حجر: وهذا أخص من الذي قبله.

أخرجه عبد الرزاق 1/130 وأحمد 1/273، 319، 324، 354 والنسائي رقم92 وابن جرير رقم7611 وابن أبي حاتم رقم1157 آل عمران والحاكم 2/294 - وصححه على شرط مسلم، وأقره الذهبي - كلهم من طرق عن إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عنه، به.

قلت: وهذا إسناد جيد، وقد جوّده ابن حجر كما في سبق، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/330 وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح. كما صححه الشيخ أحمد شاكر في تفسير الطبري. وأخرجه ابن جرير رقم7607 من طريق ابن عطية، عن قيس، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/293 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن أبي شيبة، والفريابي، وابن المنذر والطبراني.

ص: 297

[397]

وللطبري1 من طريق ابن جريج عن عكرمة قال: نزلت في ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل2.

[398]

وروى الطبري من طريق مجاهد قال: معناه على الشرط المذكور: تأمرون بالمعروف

إلخ3.

[399]

وجاء في سبب هذا الحديث ما أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال: كان من قبلكم لا يأمن في بلاد هذا ولا هذا في بلاد هذا، فلما كنتم أنتم أمن فيكم الأحمر والأسود4.

1 تصحف إلى "الطبراني" في النسخة المطبوعة من الفتح، ووقع على الصواب في النسخة الخطية.

2 فتح الباري 8/225. ثم قال ابن حجر: وهذا موقوف، فيه انقطاع، وهو أخص مما قبله.

أخرجه ابن جرير رقم7609 من طريق الحسين - وهو سنيد - قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج، قال عكرمة - فذكره. و"سنيد" ضعيف، ثم إنه موقوف على عكرمة، وفيه انقطاع.

3 فتح الباري 8/225. قال ابن حجر: وهذا أعم وهو نحو الأول.

أخرجه ابن جرير رقم7614 حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/294 وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.

4 فتح الباري 8/225.

هكذا عزاه ابن حجر للطبري وابن أبي حاتم، ولم أجده عند الطبري. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم1162 آل عمران عن أبيه، قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحارث، حدثنا علي ابن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عنه، به. وإسناده حسن، والقاسم بن محمد بن الحارث قال عنه أبو حاتم "صدوق" الجرح والتعديل 7/120، وبقية رجاله ثقات.

ص: 298

[400]

ومن وجه آخر عنه قال: لم تكن أمة دخل فيها من أصناف الناس مثل هذه الأمة1.

[401]

وعن أبي بن كعب قال: لم تكن أمة أكثر استجابة في الإسلام من هذه الأمة، أخرجه الطبري بإسناد حسن عنه2.

[402]

عن بهز بن حكيم3 عن أبيه4 عن جده5 "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قال: "أنتم متممون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله " وهو حديث حسن صحيح أخرجه

1 فتح الباري 8/225.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم1171 آل عمران عن أبيه، أنبأ مالك بن إسماعيل، ثنا زهير، ثنا خصيف، عن عكرمة، به. قلت:"خصيف" صدوق، سيء الحفظ كما في التقريب 1/224 وباقي رجاله ثقات. والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 2/295 ولم يعزه إلا لابن أبي حاتم.

2 فتح الباري 8/225.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم1168 آل عمران من طريق عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، عن أبي العالية، عنه، به.

قلت: وهذا إسناد حسن، وقد تقدم. وأما الطبري فأخرجه رقم7618 بإسناد ضعيف لإبهامه شيخه موقوفا على الربيع. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/294 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.

3 بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري، ثقة. وثقه ابن معين وابن المديني وغيرهما. انظر: الجرح والتعديل 2/430.

4 هو حكيم بن معاوية، تابعي ثقة، وثقه العجلي وابن حبان. ورى عن أبيه وغيره، وعنه ابنه بهز وغيره.

انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 3/207، والتهذيب 2/387-388، والتقريب 1/194.

5 هو معاوية بن حيدة، صحابي، قال ابن سعد: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وصحبه، وسأله عن أشياء. انظر ترجمته في: الإصابة 6/118-119 رقم8083.

ص: 299

الترمذي وحسنه وابن ماجه والحاكم وصححه1.

[403]

وله شاهد مرسل عن قتادة عند الطبري رجاله ثقات2.

[404]

وفي حديث علي عند أحمد بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وجعلت أمتي خير الأمم"3.

1 فتح الباري 8/225.

أخرجه ابن جرير رقم873 - عند قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة:47]- من طريقين - طريق ابن علية، عن بهز، وطريق معمر بن راشد عن بهز، ثم أخرجه هنا في هذا الموضع رقم7621، 7622 بهذين الإسنادين منفصلين.

وأخرجه الترمذي رقم3001 والحاكم 4/84 كلاهما من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 2/78 وقال: وهو حديث مشهور وقد حسنه الترمذي. قال ابن حجر - كما في الصلب - هو حديث حسن صحيح.

2 فتح الباري 8/225.

أخرجه ابن جرير رقم7623 عن بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، به. ولفظه " قال قتادة: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم وهو مسند ظهره إلى الكعبة: "نحن نكمل يوم القيامة سبعين أمة، نحن آخرها وخيرها". وإسناده صحيح إلا أنه مرسل. وقد أورده السيوطي في الدر المنثور 2/294 ونسبه إلى ابن جرير فقط.

3 فتح الباري 8/225.

هذا جزء من حديث طويل أخرجه الإمام أحمد 1/98 عن عبد الرحمن، قال: حدثنا زهير، عن عبد الله - يعني ابن محمد بن عقيل - عن محمد بن علي - وهو ابن الحنفية - أنه سمع علي بن أبي طالب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء"، فقلنا: يا رسول الله، ما هو؟ قال:"نصرت بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل التراب لي طهوراً، وجعلت أمتي خير الأمم".

قلت: إسناده حسن، ورجاله رجال الشيخين ما عدا عبد الله بن عقيل، فصدوق سيء الحفظ.

والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/265-266 وقال: "رواه أحمد وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو سيء الحفظ قال الترمذي: صدوق وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - يقول: كان أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم والحميدي يحتجون بحديث ابن عقيل. قلت - القائل الهيثمي - فالحديث حسن والله أعلم". اهـ.

وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/294 ونسبه لأحمد، وقال: إسناده حسن.

ص: 300

[405]

أخرج ابن أبي حاتم والطبراني من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس "أتت قريش اليهود فقالوا: أيما جاء به موسى؟ قالوا: العصا ويده" الحديث، إلى أن قال:"فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل لنا الصفا ذهبا، فنزلت هذه الآية " ورجاله ثقات، إلا الحماني؛ فإنه تكلم فيه، وقد خالفه الحسن بن موسى فرواه عن يعقوب عن جعفر عن سعيد مرسلا وهو أشبه1.

قوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} - إلى قوله -: {أَمَنَةً نُعَاساً} الآية: 121

[406]

وروى ابن أبي حاتم من طريق المسور بن مخرمة2 قال: قلت لعبد الرحمن بن عوف أخبرني عن قصتكم يوم أحد3، قال: اقرأ العشرين

1 فتح الباري 8/235.

ثم قال ابن حجر: وعلى تقدير كونه محفوظا وصله ففيه إشكال من جهة أن هذه السورة مدنية وقريش من أهل مكة، ثم قال: قلت: ويحتمل أن يكون سؤالهم لذلك بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولا سيما في زمن الهدنة. فتح الباري 8/245.

2 المسور بن مَخْرَمة بن نوفل بن أُهَيْب بن عبد مناف بن زهرة، الزهري، أبو عبد الرحمن، له ولأبيه صحبة، مات سنة أربع وستين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/170، رقم4926، والإصابة 6/93، رقم8011.

3 أحد: اسم الجبل الذي كانت عنده عزوة أحد، وهو جبل أحمر، يقع في الجهة الشمالية من المدينة، وعنده كانت الوقعة الفظيعة التي قتل فيها حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم وسبعون من الصحابة. انظر: معجم البلدان 1/135.

ص: 301

ومائة1 من آل عمران تجدها {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} - إلى قوله -: {أَمَنَةً نُعَاساً} 2.

[407]

وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال "غدا نبي الله من أهله يوم أحد يبوئ المؤمنين مقاعد للقتال3.

[408]

ومن طريق مجاهد والسدي وغيرهما نحوه4.

[409]

ومن طريق الحسن أن ذلك كان يوم الأحزاب5.

1 في تفسير ابن أبي حاتم "اقرأ بعد العشرين ومائة"، وهو أولى؛ لأنها الآية الحادي والعشرين بعد المائة، ثم قال إلى قوله:{أَمَنَةً نُعَاساً} ، وهي الآية الرابعة والخمسين بعد المائة.

2 فتح الباري 7/347.

أخرجه ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1327 حدثنا الفضل بن شاذان، ثنا يحيى ابن عبد الحميد، ثنا عبد الله بن جعفر المخزومي، عن أبي عون، عن المسور بن مخرمة - نحوه. ولفظه "اقرأ بعد العشرين ومائة"، وفي آخره زيادة "قال: هم الذين طلبوا الأمان من المشركين ". وإسناده حسن.

وأخرجه الواحدي في أسباب النزول ص 103 من طريق أبي القاسم البغوي، عن يحيى بن عبد الحميد، به مثله.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/302 ونسبه إلى أبي يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم عن المسور بن مخرمة، به مطولا. وانظر: لباب النقول ص 56-57.

3 فتح الباري 7/347.

أخرجه ابن جرير رقم7709 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، به.

4 فتح الباري 7/347.

أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير رقم7708 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه بفظ "قال: مشى النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ على رجليه يبوئ المؤمنين".

وأما أثر السدي فأخرجه رقم7712 حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد ابن المفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السدي بلفظ " {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} قال: هذا يوم أحد".

5 فتح الباري 7/347. =

ص: 302

قوله تعالى: {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ} الآية: 124

[410]

روى ابن أبي حاتم بسند صحيح إلى الشعبي " أن المسلمين بلغهم يوم بدر أن كرز بن جابر يمد المشركين، فأنزل الله تعالى: {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ} الآية، قال: فلم يمد كرز المشركين ولم يمد المسلمين بالخمسة "1.

= أخرجه ابن جرير رقم7714 حدثني محمد بن سنان القزاز، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: عباد، عن الحسن. ولفظه "في قوله:{وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} ، قال: يعني محمداً صلى الله عليه وسلم، غدا يبوئ المؤمنين مقاعد للقتال يوم الأحزاب".

وهذا إسناد حسن. و"محمد بن سنان القزاز" شيخ الطبري، مختلف فيه حتى اتهمه بعضهم بالكذب. قال ابن حجر: إن كان عمدة من كذّبه كونه ادعى سماع هذا الحديث من ابن عبادة فهو جرح لين لعله استجاز روايته عنه بالوجادة، وقال مسلمة في الصلة: محمد بن سنان القزاز يكنى أبا الحسن بصري ثقة. التهذيب 9/183. وقال الأستاذ أحمد شاكر: محمد بن سنان القزاز شيخ الطبري تكلموا فيه من أجل حديث واحد: والحق أنه لا بأس به كما قال الدارقطني. انظر: تفسير الطبري 1/144 في الهامش.

وأخرجه ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1317 من طريق موسى بن محكم، ثنا أبو بكر الحنفي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/303 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم.

1 فتح الباري 7/285.

أخرجه ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1350 حدثنا أبي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وُهَيب - هو ابن خالد بن عجلان الباهلي - عن داود - هو ابن أبي هند - عن عامر - هو الشعبي، به. وذكره ابن كثير 1/401 برواية ابن أبي حاتم.

وأخرجه ابن جرير رقم7743، 7746 من طريق بشر بن المفضل وابن علية كلاهما عن داود، به نحوه. وقد صحّح إسناده ابن حجر كما في الصلب. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/308 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي.

ص: 303

[411]

ومن طريق سعيد عن قتادة قال "أمد الله المسلمين بخمسة آلاف من الملائكة"1.

[412]

وعن الربيع بن أنس قال "أمد الله المسلمين يوم بدر بألف، ثم زادهم فصاروا ثلاثة آلاف، ثم زادهم فصاروا خمسة آلاف"2.

قوله تعالى: {وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} الآية: 125

[413]

وصل الطبري من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة في قوله: {وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} قال: فورهم3 ذلك كان يوم أحد غضبوا ليوم بدر بما لقوا4 5.

[414]

وأخرجه عبد بن حميد من وجه آخر عن عكرمة في قوله: {مِنْ

1 فتح الباري 7/285.

أخرجه ابن جرير رقم7754 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة - نحوه. وفي أوله زيادة مثل رواية الربيع الآتي برقم 412. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/308 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

2 فتح الباري 7/285.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم1351 حدثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرحمن، ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، به. وهذا إسناد حسن.

3 أصل الفور العجلة والسرعة، ومنه فارت القدر، ويعبر به عن الغضب؛ لأن الغضبان يسارع إلى البطش. فتح الباري 8/209.

4 أي يأتيكم كفار قريش وتُبَّاعهم يوم أحد من غضبهم الذي غضبوه لِقَبْلاهم الذين قتلوا يوم بدر بها. انظر: تفسير الطبري 7/183.

5 فتح الباري 8/209. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه ابن جرير رقم7771 حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: ثنا داود، به. وأروده السيوطي في الدر المنثور 2/309 ونسبه إلى ابن جرير فقط.

ص: 304

فَوْرِهِمْ هَذَا} قال: من وجوههم هذا1.

[415]

عن عكرمة ومجاهد {فَوْرِهِمْ} : غضبهم2.

[416]

وروي عن ابن عباس3.

[417]

وقال الحسن وقتادة والسدي: معناه من وجههم4.

1 فتح الباري 8/209.

أخرجه ابن جرير رقم7763 حدثا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن عثمان بن غياث، عنه - مثله. ولفظه "وجههم" بدل "وجوههم". وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/309 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير.

2 فتح الباري 7/286.

أما عن عكرمة فقد تقدم 413 عنه نحوه. وأما عن مجاهد فأخرجه ابن جرير رقم7774 من طريق الحسين - وهو سنيد - قال: حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريج، قال مجاهد {مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} قال: من غضبهم هذا.

3 فتح الباري 7/286.

لم أجده عن ابن عباس، ولكن أخرج ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1356 من طريق العوفي، عن ابن عباس {وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} يقول: من سفرهم هذا، ويقال: بل هو من غضبهم هذا.

قلت: ويبدوا - والله أعلم - أن قوله "ويقال" أي عن غير ابن عباس؛ فقد صرح بذلك في رواية الطبري، فقد أخرجه رقم7769 من طريق عطية العوفي أيضا، عن ابن عباس، به. ولفظه "ويقال - يعني عن غير ابن عباس - بل هو من غضبهم هذا ".

4 فتح الباري 7/286.

أما أثر الحسن فأخرجه ابن جرير رقم7766 حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا عباد، عن الحسن في قوله {وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} : من وجههم هذا.

وأما أثر قتادة فأخرجه أيضا ابن جرير رقم7764 من طريق يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة {مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} يقول: من وجههم هذا. وأخرجه أيضا رقم7765 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة - مثله.

وأما أثر السدي فأخرجه أيضا ابن جرير رقم7768 من طريق أسباط، عنه - مثله.

ص: 305

قوله تعالى:

{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} الآية: 128

[418]

وصل مسلم من رواية حماد بن سلمة عن ثابت1 عن أنس"أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد وهو يَسْلُت2 الدم عن وجهه: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وأدموا وجهه؟ فأنزل الله عز وجل: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} الآية"3.

[419]

عند أحمد ومسلم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج وجهه حتى سال الدم على وجهه فقال: كيف يُفْلِح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم، فأنزل الله تعالى:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} الآية4.

1 ثابت بن أسلم البُنَاني، أبو محمد البصري، روى عن أنس وابن الزبير وغيرهما. ثقة عابد، مات سنة بضع وعشرين ومائة، وله ست وثمانون. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/3، والتقريب 1/115.

2 يَسْلُت: أي يمسح. انظر: النهاية 2/388 مادة "سلت".

3 فتح الباري 7/366. علقه البخاري عن ثابت، عن أنس.

أخرجه مسلم في صحيحه رقم1791-104 من طريق حماد، به.

4 فتح الباري 8/227.

أخرجه الإمام مسلم في صحيحه رقم1791-104 - في الجهاد والسير، باب غزوة أحد - بسنده عن أنس بن مالك - نحوه. وانظر مسند الإمام أحمد 3/99، 179، 206، 253، 288.

هذا وقد علقه البخاري في المغازي، في غزوة أحد، باب {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} الفتح 7/365 قائلا: قال حميد وثابت عن أنس "شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم، فنزلت {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} .

والحديث ذكره ابن كثير 2/97 كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/311-312 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والبيهقي في الدلائل.

قال ابن حجر: وطريق الجمع بينه وبين حديث ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم دعا على نفر من قريش فنزلت

الحديث.

أخرجه البخاري رقم4559 - وهو أنه صلى الله عليه وسلم دعا على المذكورين، بعد هذه الحادثة، في صلاته، فنزلت الآية في الأمرين معاً، فيما وقع له من الأمر المذكور، وفيما نشأ عنه من الدعاء عليهم، وذلك كله في أحد.

ص: 306

[420]

وصل أحمد والترمذي والنسائي من طرق عن حميد عن أنس قال: شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فقال: كيف يفلح قوم شجّوا نبيهم؟ فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} 1.

[421]

وقال ابن إسحاق في المغازي "حدثني حميد الطويل عن أنس قال: كسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وشج وجهه، فجعل الدم يسيل على وجهه، وجعل يمسح الدم وهو يقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم؟ فأنزل الله الآية2.

1 فتح الباري 7/365 و6/521 وعزاه لمسلم أيضا. وعلقه البخاري عن حميد، وثابت، عن أنس.

أخرجه الإمام أحمد 3/99،178،179،210،206 وابن أبي حاتم في سورة آل عمران، رقم1388، والترمذي رقم3002، 3003، والنسائي في التفسير رقم97 من طرق عن حميد، عن أنس، به. وهذا إسناد صحيح، ورجاله رجال الشيخين، إلا أن حميد مدلس وقد عنعن، وقال ابن عدي: وأما ما ذكر عنه أنه لم يسمع من أنس إلا مقدار ما ذكر، وسمع الباقي من ثابت عنه، فأكثر ما في بابه أن بعض ما رواه عن أنس يدلسه وقد سمعه من ثابت، وقال الحافظ العلائي: فعلى تقدير أن يكون أحاديث حميد مدلَّسة فقد تبين الواسطة فيها وهو ثقة يحتج به. انظر: التهذيب 3/35-36، وإتحاف المهرة 1/603. وانظر ما قبله.

2 فتح الباري 7/365-366.

أخرجه ابن إسحاق سيرة ابن هشام 3/859 - في غزوة أحد، ما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد - قال: حدثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك، به. وأخرجه ابن جرير رقم7805 من طريق بشر بن المفضل، قال: حدثنا حميد، به مثله.

ص: 307

[422]

ولأحمد من طريق محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على أربعة، فنزلت، قال: وهداهم الله للإسلام1.

قوله تعالى:

{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} الآية: 135

[423]

أخرج أحمد والأربعة وصححه ابن حبان من حديث علي ابن أبي طالب قال: حدثني أبو بكر الصديق وصدق أبو بكر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر فيحسن الطهور ثم يستغفر الله عز وجل إلا غفر له"، ثم تلا:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} الآية2.

1 فتح الباري 8/226.

أخرجه الإمام أحمد 2/104 والترمذي رقم3005 - في التفسير، باب ومن سورة آل عمران - وابن جرير رقم7818 وابن أبي حاتم رقم1392 آل عمران كلهم من طريق خالد بن الحارث، عن محمد بن عجلان، به نحوه، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح يُستغرب من هذا الوجه من حديث نافع عن ابن عمر.

قلت: وإسناده حسن، ورجاله ثقات إلا محمد بن عجلان في روايته عن نافع اضطراب - كما سبق في ترجمته - ولكن له متابعة، أخرجها أحمد 2/118 عن هارون بن معروف المروزي، عن عبد الله بن وهب، عن أسامة بن زيد، عن نافع، به بنحوه. وقد صحح الشيخ أحمد شاكر - في المسند رقم5997 - وقال: وهو متابعة صحيحة لرواية ابن عجلان عن نافع، التي استغربها الترمذي، فكانت غير غريبة بهذه المتابعة الصحيحة.

والحديث ذكره ابن كثير 2/96 برواية أحمد، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/212-213 ونسبه إلى الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم.

2 فتح الباري 11/98-99.

أخرجه الإمام أحمد 1/2، والترمذي رقم3006 - في التفسير، باب ومن سورة آل عمران -، والنسائي في التفسير رقم98، وفي عمل اليوم والليلة ص 138 - باب ما يفعل مَن بكى بذنب وما يقول -، وابن ماجه رقم1395 - في إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في أن الصلاة كفّارة -، وابن جرير رقم7853، 7854، وابن حبان رقم623 كلهم من طرق عن علي بن ربيعة الوالبي، عن أسماء بن الحكم الفزاري، عن علي رضي الله عنه بنحوه.

والحديث إسناده حسن، وقد حسنه الترمذي، والشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2404. بينهما صحّحه ابن حبان.

ص: 308

قوله تعالى: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} .

[424]

وللترمذي عن أبي بكر الصديق مرفوعا "ما أَصَرَّ من استغفر، وان عاد في اليوم سبعين مرة"،1.

[425]

عند أحمد عن عبد الله بن عمرو مرفوعا قال: "ويل للمصرين

1 فتح الباري 1/112.

أخرجه أبو داود رقم1514 - في الصلاة، باب في الاستغفار، والترمذي رقم3559 - في الدعوات، باب 107 -، وأبو يعلى في مسنده رقم137، وابن جرير رقم7863، وابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1459 كلهم من طريق عبد الحميد الحماني، عن عثمان بن واقد، عن أبي نصيرة، عن مولى لأبي بكر الصديق، عن أبي بكر، به مرفوعا. وقد سقط من إسناده عند ابن أبي حاتم "أبو بكر".

قلت: وإسناده ضعيف لجهالة مولى أبي بكر، ومع هذا فقد حسّنه الحافظ ابن كثير قائلا "وقول علي بن المديني والترمذي: ليس إسناد هذا الحديث بذاك، فالظاهر إنما لأجل جهالة مولى أبي بكر، ولكن جهالة مثله لا تضر، لأنه تابعي كبير، ويكفيه نسبته إلى أبي بكر، فهو حديث حسن، والله أعلم ". اهـ قوله! كما حسّنه ابن حجر كما يأتي في الذي بعده.

هذا وقد ضعف الأئمة هذا الحديث. قال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث أبي نُصَيرة، وليس إسناده بالقوي. وقد نوّه الطبري إلى تضعيفه إذ أورده بصيغة التمريض قائلا: وقد رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال - فذكر الحديث، وبعد هذا أورد إسناده. كما ذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي 712 وقال: ضعيف.

والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/329 ونسبه إلى عبد بن حميد وأبي داود والترمذي وأبي يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أبي بكر الصديق.

ص: 309

الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون"، وإسناد كل منهما حسن1 2.

[426]

وقال مجاهد وغيره: {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أي يعلمون أن من تاب تاب الله عليه ثم لا يستغفرون3.

قوله تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} الآية: 139

[427]

وأخرج الطبري من طريق مجاهد في قوله: {وَلا تَهِنُوا} أي لا تضعفوا4.

[428]

ومن طريق الزهري قال "كثر في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم القتل والجراح حتى خلص إلى كل امرئ منهم نصيب، فاشتد حزنهم، فعزاهم

1 يشير إلى هذه الرواية، والتي قبلها عن أبي بكر.

2 فتح الباري 1/112.

أخرجه الإمام أحمد 2/165 حدثنا يزيد، أخبرنا حَرِيز، حدثنا حِبّان الشرعبي، عن عبد الله بن عمرو ابن العاص - مرفوعا. وفي أوله "ارحموا تُرحموا، واغفروا يغفر الله لكم، ويل لأقماع القول، ويل للمصرين

" الحديث. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم380 من طريق محمد بن عثمان القرشي، قال حدثنا حريز، به. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 10/194 وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير حبان بن زيد الشرعبي، ووثقه ابن حبان، ورواه الطبراني كذلك. ونقله ابن كثير 2/106 برواية المسند، وقال: تفرد به أحمد رحمه الله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/328 ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد والبخاري في الأدب المفرد وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمرو.

3 فتح الباري 1/112.

أخرجه ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1468 حدثنا أبي، ثنا أبو حذيفة، ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - نحوه.

4 فتح الباري 7/347.

أخرجه ابن جرير رقم7887، 7888 من طريق عيسى وشبل كلاهما عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.

ص: 310

الله أحسن تعزية1.

[429]

ومن طريق قتادة نحوه قال " فعزّاهم وحثّهم على قتال عدوهم، ونهاهم عن العجز"2.

[430]

ومن طريق ابن جريج قال في قوله: {وَلا تَهِنُوا} أي لا تضعفوا في أمر عدوكم {وَلا تَحْزَنُوا} في أنفسكم فإنكم أنتم الأعلون. قال: والسبب فيها أنهم لما تفرقوا ثم رجعوا إلى الشعب قالوا: ما فعل فلان ما فعل فلان؟ فنعى بعضهم بعضا، وتحدثوا بينهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل، فكانوا في همّ وحزن، فبينما هم كذلك، إذ علا خالد بن الوليد بخيل المشركين فوقهم، فثاب نفر من المسلمين رماة قصدوا فرموا خيل المشركين حتى هزمهم الله، وعلا المسلمون الجبل والتقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم3.

[431]

ومن طريق العوفي عن ابن عباس قال: أقبل خالد بن الوليد

1 فتح الباري 7/347.

أخرجه ابن جرير رقم7884 حدثنا المثنى، قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري - نحوه. ولفظه "قال: كثر في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم القتل والجراح، حتى خلص إلى كل امرىء منهم اليأس، فأنزل الله عز وجل القرآن، فآسى فيه المؤمنين بأحسن ما آسى به قوما من المسلمين كانوا قبلهم من الأمم الماضية فقال:{وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} إلى قوله: {الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} ".

2 فتح الباري 7/347.

أخرجه ابن جرير رقم7885 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة - نحوه.

3 فتح الباري 7/347-348.

أخرجه ابن جرير رقم7890 حدثني القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج - بنحوه. والحسين هو سنيد وقد ضُعِّف.

ص: 311

يريد أن يعلو الجبل عليهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم لا يعلون علينا"، فأنزل الله تعالى:{وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} 1.

قوله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} الآية: 140

[432]

أخرج ابن أبي حاتم من مرسل عكرمة قال "لما صعد النبي صلى الله عليه وسلم الجبل جاء أبو سفيان فقال: الحرب سجال فذكر القصة قال فأنزل الله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} 2.

1 فتح الباري 7/348.

أخرجه ابن جرير رقم7892 من طريق عطية العوفي، به. والعوفي ضعيف.

2 فتح الباري 7/352.

أخرجه ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1507 حدثنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني، ثنا حفص بن عمر العدني، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة - فذكره مطولا. ولفظه "قال: وندم المسلمون كيف خلّوا بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصعد النبي صلى الله عليه وسلم الجبل، وجمع أبو سفيان جمعه، وكان من أمرهم مما كان، فلما صعد النبي صلى الله عليه وسلم الجبل جاء أبو سفيان فقال: يا محمد ألا تخرج؟ الحرب سجال يوم لنا ويوم لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجيبوا، لأصحابه، وقولوا: لاسواء، لاسواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار".

قال أبو سفيان: عزى لنا ولا عزى لكم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم".

قال أبو سفيان: اعل هبل.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أعلى وأجل".

فقال أبو سفيان: موعدنا وموعدكم بدر الصغرى. ونام المسلون وبهم الكلوم. قال عكرمة: ففيهم نزلت {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} ".

ص: 312

قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} الآية: 152

[433]

أخرج الطبري من طريق السدي وغيره أن المراد بالوعد قوله صلى الله عليه وسلم للرماة "إنكم ستظهرون عليهم فلا تبرحوا من مكانكم حتى آمركم"1.

[434]

ومن طريق قتادة ومجاهد في قوله: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ} أي تقتلونهم2.

1 فتح الباري 7/348.

أخرج الطبري رقم8004 حدثنا محمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي - قصة الرماة في غزوة أحد، ولم يذكر فيه اللفظ الوارد هنا، إلا أن الطبري فسر الوعد بقوله صلى الله عليه وسلم للرماة "إنكم ستظهرون عليهم فلا تبرحوا من مكانكم حتى آمركم"، ثم أورد تحته الرواية المذكورة. ولفظه "لما برز رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين بأُحد، أمر الرماة، فقاموا بأصل الجبل في وجوه خيل المشركين، وقال: "لا تبرحوا مَكانكم إن رأيتمونا قد هزمناهم، فإنّا لن نزال غالِبين ما ثَبَتّم مكانَكم" وأمّر عليهم عبد الله بن جبير أخا خوّات بن جبير، ثم إن طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين قام فقال: يا معشر أصحاب محمد، إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار، ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة، فهل منكم أحد يعجله الله بسيفي إلى الجنة، أو يعجلني بسيفه إلى النار؟ فقام إليه عليّ بن أبي طالب، فقال: والذي نفسي بيده، لا أفارقك حتى يعجلك الله بسيفي إلى النار، أو يعجلني بسيفك إلى الجنة! فضربه عليّ، فقطع رجله فسقط، فانكشفت عورته، فقال: أنشدك الله والرحم يا ابن عم! فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال لعليّ أصحابه: ما منعك أن تجهز عليه؟ قال: إن ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته فاستحييت منه. ثم شدّ الزبير بن العوّام والمقداد بن الأسود على المشركين، فهزماهم، وحمل النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فهزموا أبا سفيان، فلما رأى ذلك خالد بن الوليد وهو على خيل المشركين حمل، فرمته الرماة، فانقمع فلما نظر الرماة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في جوف عسكر المشركين ينتهبونه، بادروا الغنيمة، فقال بعضهم: لا نترك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانطلق عامتهم، فلحقوا بالعسكر فلما رأى خالد قلة الرماة، صاح في خيله، ثم حمل فقتل الرماة، ثم حمل على أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم فلما رأى المشركون أن خيلهم تقاتل، تنادوا، فشدّوا على المسلمين، فهزموهم وقتلوهم".

2 فتح الباري 7/348. أما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير رقم8013 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة - نحوه. ولفظه قال: " {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} أي قتلا بإذنه".

وأما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير أيضا برقم 8014 حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه - مثله.

ص: 313

قوله تعالى: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}

[435]

قال السدي عن عبد خير 1 قال: قال عبد الله بن مسعود "ما كنت أرى أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا حتى نزلت هذه الآية يوم أحد: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} 2.

قوله تعالى: {فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ} الآية: 153

[436]

روى عبد بن حميد من طريق مجاهد قال "كان الغم الأول حين سمعوا الصوت أن محمداً قد قتل، والثاني لما انحازوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصعدوا

1 هو عبد خير بن يزيد الهمداني، أبو عمارة الكوفي، تابعي ثقة، أدرك الجاهلية، وروى عن أبي بكر، وابن مسعود وغيرهما. أخرج له الأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/113، والتقريب 1/470.

2 فتح الباري 7/348.

أخرجه ابن جرير رقم8035 حدثنا الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي، قال: حدثنا أحمد بن المفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السدي، به. وأخرجه ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1649 من طريق أسباط، به.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/330-331 وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وأحمد في حديث طويل تقدم في وقعة أحد، ورجال الطبراني ثقات. وذكره ابن كثير 2/117 عن السدي تعليقا. كما ذكره ابن حجر في المطالب العالية 3/314، رقم3567 ونسبه إلى أبي بكر بن أبي شيبة. وكذا ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/349 ونسبه إلى أحمد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والبيهقي بسند قال - أي السيوطي - عنه إنه صحيح.

ص: 314

في الجبل فتذكروا قتل من قتل منهم فاغتموا1.

[437]

وروى الطبري من طريق السدي نحوه لكن قال "الغم الأول ما فاتهم من الغنيمة والثاني ما أصابهم من الجراح " وزاد قال "لما صعدوا أقبل أبو سفيان بالخيل حتى أشرف عليهم، فنسوا ما كانوا من الحزن على من قتل منهم، واشتغلوا بدفع المشركين "2.

1 فتح الباري 7/364.

أخرجه ابن جرير رقم8060 حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - نحوه. وأخرجه ابن أبي حاتم سورة آل عمران، رقم1667 من طريق شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به نحوه. إسناده صحيح، لكنه مرسل، فإن مجاهداً لم يشهد الواقعة.

وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/351 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم.

2 فتح الباري 7/364.

أخرجه ابن جرير رقم8064 حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن المفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السدي. ولفظه "قال: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ يدعو الناس حتى انتهى إلى أصحاب الصخرة، فلما رأوه، وضع رجل سهما في قوسه، فأراد أن يرميه، فقال:" أنا رَسُولُ اللهِ" ففرحوا بذلك حين وجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا، وفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى أن في أصحابه من يمتنع. فلما اجتمعوا وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذهب عنهم الحزن، فأقبلوا يذكرون الفتح وما فاتهم منه، ويذكرون أصحابهم الذين قتلوا. فأقبل أبو سفيان حتى أشرف عليهم فلما نظروا إليه، نسوا ذلك الذي كانوا عليه، وهمّهم أبو سفيان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس لهم أنْ يَعْلُونا، اللهُمّ إن تُقتل هذه العِصابةُ لا تُعْبد" ثم ندب أصحابه فرموهم بالحجارة حتى أنزلوهم، فقال أبو سفيان يومئذٍ: اعل هبل! حنظلة بحنظلة، ويوم بيوم بدر. وقتلوا يومئذٍ حنظلة بن الراهب وكان جنبا فغسلته الملائكة، وكان حنظلة بن أبي سفيان قُتل يوم بدر قال أبو سفيان: لنا العزّى، ولا عزّى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر:"قل الله مولانا ولا مولى لكم". فقال أبو سفيان: فيكم محمد؟ قالوا: نعم، قال: أما إنها قد كانت فيكم مثلة، ما أمرت بها، ولا نهيت عنها، ولا سرّتني، ولا ساءتني فذكر الله إشراف أبي سفيان عليهم، فقال:{لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ} الغمّ الأوّل: ما فاتهم من الغنيمة والفتح والغمّ الثاني: إشراف العدوّ عليهم، لكيلا تحزنوا على ما فاتكم من الغنيمة، ولا ما أصابكم من القتل حين تذكرون، فشغلهم أبو سفيان".

ص: 315

قوله تعالى: {لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ}

[438]

ومن طريق سعيد عن قتادة نحوه وزاد "وقوله: {لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} أي: من الغنيمة، {وَلا مَا أَصَابَكُمْ} أي: من الجراح وقتل إخوانكم1.

قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} الآية: 159

[439]

ووقع في الأدب من رواية طاوس عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} قال: في بعض الأمر2.

1 فتح الباري 7/364.

أخرجه ابن جرير رقم8059 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، به. ولفظه "قال:{فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ} ، كانوا تحدَّثوا يومئذ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أصيب، وكان الغم الآخر قتل أصحابهم والجراحات التي أصابتهم. قال: وذكر لنا أنه قتل يومئذ سبعون رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ستة وستون رجلا من الأنصار، وأربعة من المهاجرين، وقوله {لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} يقول: ما فاتكم من غنيمة القوم، {وَلا مَا أَصَابَكُمْ} في أنفسكم من القتل والجراحات". وهو أيضا مرسل مع صحة إسناده.

2 فتح الباري 13/341.

قال ابن حجر: قيل وهذا تفسير لا تلاوة.

وقد أخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم257 حدثنا صدقة، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن عمر بن حبيب، عن عمرو بن دينار، قال: قرأ ابن عباس: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} . وأخرجه سعيد بن منصور رقم535 قال: نا سفيان، عن رجل، عن عمرو ابن دينار، به. والرجل المبهم هو عمر بن حبيب كما سبق عند البخاري في الأدب المفرد. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/359 ونسبه إلى سعيد بن منصور والبخاري في الأدب وابن المنذر، وقد حسن إسناده.

ص: 316

قوله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} الآية: 165

[440]

ووقع عند مسلم من طريق ابن عباس عن عمر في قصة بدر قال "فلما كان يوم أحد قتل منهم سبعون وفرّوا، وكسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم وهُشِمَت البيضةُ على رأسه وسال الدم على وجهه. فأنزل الله تعالى:{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} الآية1.

1 فتح الباري 7/366.

هكذا عزاه ابن حجر لمسلم، ولم أجده عنده بهذا السياق. وقد أخرجه ابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير 2/137 عن أبيه، أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا قُراد أبو نوح، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا سماك الحنفي أبو زميل، حدثني ابن عباس، حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم أحد من العام المقبل، عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء، فقتل منهم سبعون، فرّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه - فذكر الحديث نحوه. هذا ولم أجد هذه الرواية في تفسير ابن أبي حاتم.

وأخرجه الإمام أحمد 1/30، 33 من حديث قراد أبي نوح، به بأطول منه. وهذا إسناد حسن، ورجاله رجال الصحيح.

هذا وقد أخرج مسلم رقم1763-58 هذا الحديث من طريق ابن المبارك، وعمر ابن يونس، كلاهما عن عكرمة بن عمار، به بسياق آخر، وليس فيه ذكر لنزول آية آل عمران، وكذا لم يذكر الحافظ المزي في تحفة الأشراف هذه الآية في هذا الحديث. والله تعالى أعلم. انظر: تحفة الأشراف رقم10496، 8/43.

ثم وقفت على نقل ابن حجر لهذا الحديث في كتابه العجاب 2/781-782 عن الإمام أحمد وأبي بكر بن أبي شيبة في مسنديهما بالسياق المذكور هنا سنداً ومتنا، وقال في آخره "وأصل الحديث في صحيح مسلم من هذا الوجه، وأوله: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين! الحديث بطوله، وفيه "فقتلوا يومئذ سبعين، وأسروا سبعين، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم استشار أبا بكر وعمر في الأسرى، وفيه: أبكي للذي عرض عليّ أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض عليّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة، وأنزل الله تعالى {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى} [الأنفال:67] . فلم يذكر هنا آية آل عمران. والله تعالى أعلم بالصواب.

ص: 317

قوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً} الآية: 169

[441]

أخرج مسلم من طريق مسروق قال "سألنا عبد الله بن مسعود عن هؤلاء الآيات قال: أما إنا قد سألنا عنها فقيل لنا: "إنه لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر، ترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها" الحديث1.

قوله تعالى:

{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} الآية: 172

[442]

وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال "لما رجع المشركون عن أحد قالوا: لا محمداً قتلتم، ولا الكواعب2 ردفتم، بئسما صنعتم، فارجعوا، فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، فانتدبوا حتى بلغ حمراء الأسد3، فبلغ المشركون فقالوا: نرجع من قابل، فأنزل الله تعالى:{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} الآية.

1 فتح الباري 7/348.

أخرجه مسلم في صحيحه رقم1887-121 - في الإمارة، باب في بيان أن أرواح الشهداء في الجنة - من حديث الأعمش، عن عبد الله بن مُرّة، عن مسروق، به نحوه. وذكره ابن كثير 2/140 برواية الإمام مسلم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/373 ونسبه إلى عبد الرزاق في المصنف والفريابي وسعيد بن منصور وهناد وعبد ابن حميد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل عن مسروق، به.

2 الكواعب: جمع الكاعب، وهي المرأة حين يبدو ثديها للنهود، ويقال الكَعاب - بالفتح - أيضا. انظر: النهاية في غريب الحديث 4/179.

3 حمراء الأسد: موضع على ثمانية أميال من المدينة. إليه انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في طلب المشركين. انظر: معجم البلدان 2/301.

ص: 318

[443]

أخرجه النسائي وابن مردويه، ورجاله رجال الصحيح إلا أن المحفوظ إرساله عن عكرمة ليس فيه ابن عباس1.

[444]

ومن الطريق المرسلة أخرجه ابن أبي حاتم وغيره2.

قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} الآية: 173

[445]

أخرج ابن مردويه عن أنس "أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فنزلت هذه الآية3.

1 فتح الباري 8/228.

أخرجه النسائي في التفسير رقم103 وابن مردويه كما في تفسير ابن كثير 2/143 كلاهما من حديث محمد بن منصور، عن سفيان بن عيينة، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/124 عن ابن عباس، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الجواز وهو ثقة. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/385-386 ونسبه إلى النسائي وابن أبي حاتم والطبراني من طريق عكرمة عن ابن عباس، ثم صحّح إسناده.

2 فتح الباري 8/229.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم4510 حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا سفيان ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة - فذكره.

3 فتح الباري 8/229.

أخرجه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير 2/147 حدثنا محمد بن معمر، حدثنا إبراهيم ابن موسى الثوري، أخبرنا عبد الرحيم بن محمد بن زياد السكري، أنبأنا أبو بن عياش، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/389 ونسبه إلى ابن مردويه والخطيب. وكذا ذكره في الإتقان 3/45 ونسبه إلى ابن مردويه.

وله شاهد من حديث ابن عباس - أخرجه البخاري رقم4563 - قال: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا:{إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} .

ص: 319

قوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآية: 179-181

[446]

فقد روى الترمذي من حديث جابر أن الله لما كلم والد جابر وتمنى أن يرجع إلى الدنيا ثم قال "يا رب بلغ من ورائي، فأنزل الله:{وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآية1.

قوله تعالى: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الآية: 180

[447]

وروى أحمد والترمذي والنسائي وصححه ابن خزيمة من طريق أبي وائل عن عبد الله مرفوعا "لا يمنع عبد زكاة ماله إلا جعل الله له شجاعا أقرع يطوق في عنقه" ثم قرأ مصداقه في كتاب الله: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} 2.

1 فتح الباري 6/31.

أخرجه الترمذي رقم3010 - في التفسير، باب ومن سورة آل عمران - حدثنا يحيى ابن حبيب بن عربي، حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري، قال: سمعت طلحة ابن خِراش، قال سمعت جابر بن عبد الله يقول - فذكره نحوه مطولا، ولفظه "قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: "يا جابر مالي أراك منكسرا؟ " قلت: يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد، وترك عيالا ودينا، قال:"أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ " قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال:"ما كلمّ الله أحدا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كِفاحا، فقال: يا عبدي تمنّ عليّ أعطك. قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية. قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون"، قال: وأنزلت هذه الآية: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً} الآية.

2 فتح الباري 8/230.

وهناك أقوال أخرى في تأويل هذه الآية، فقيل: إنها نزلت في اليهود الذين سئلوا أن يخبروا بصفة محمد صلى الله عليه وسلم عندهم، فبخلوا بذلك وكتموه، قاله ابن جريج، واختاره الزجاج.

وقيل إنها نزلت في الذين يبخلون أن يؤدوا زكاة أموالهم، وهو قول ابن مسعود وأبي هريرة وابن عباس في رواية أبي صالح والشعبي ومجاهد، وفي رواية السدي في آخرين. =

ص: 320

[448]

روى عبد الرزاق وسعيد بن منصور من طريق إبراهيم النخعي بإسناد جيد في هذه الآية {سَيُطَوَّقُونَ} قال: بطوق من النار1.

قوله تعالى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً} الآية: 186

[449]

ذكر عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب ابن مالك أنها نزلت في كعب بن الأشرف فيما كان يهجو به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الشعر2.

= وقيل: إنها نزلت فيمن يبخل بالنفقة في الجهاد.

وقيل: على العيال وذي الرحم والمحتاج. انظر: زاد المسير 1/512.

والقول الأول هو الراجح، وهو الذي دل عليه هذا الحديث وحديث البخاري رقم4565 عن أبي هريرة نحوه.

أما الحديث فأخرجه الإمام أحمد 1/377 والترمذي رقم3012 والنسائي في التفسير رقم104 وابن ماجه رقم1784 وابن جرير رقم8289 وابن خزيمة رقم2256 والبيهقي 4/81 كلهم من طريق ابن عيينة، عن جامع - وهو ابن أبي راشد الصيرفي - عن أبي وائل، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وقد صحّحه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2410.

وقد ذكره ابن كثير 2/152 برواية الإمام أحمد، كما أورده السيوطي في الدر المنثور 2/394 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه.

1 فتح الباري 8/230.

أخرجه عبد الرزاق 1/141 ومن طريقه ابن جرير رقم8290 عن الثوري، عن منصور، عنه، به. وأخرجه سعيد بن منصور رقم551 وابن جرير رقم8296 كلاهما من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، به. وأخرجه ابن جرير رقم8294 من وجه آخر عن منصور، به. والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 2/395 ونسبه إلى عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

2 فتح الباري 8/231. هكذا ذكره عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، ولم أجده عند عبد الرزاق عنه، وإنما وجدته موقوفا على الزهرير. انظر: تفسير عبد الرزاق 1/142. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/401 وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم عن الزهري، ثم قال - أي السيوطي - وأخرج ابن المنذر من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك مثله. اهـ.

هذا وقد أخرجه ابن جرير رقم8317، وابن أبي حاتم رقم4619 كلاهما من طريق عبد الرزاق، به موقوفا على الزهري.

ص: 321

[450]

وروى ابن أبي حاتم وابن المنذر بإسناد حسن عن ابن عباس أنها نزلت فيما كان بين أبي بكر وبين في قوله: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} - تعالى الله عن قوله -، فغضب أبو بكر فنزلت1.

قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} إلى قوله: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} الآيتان: 187، 188

[451]

وروى عبد الرزاق من طريق سعيد بن جبير في قوله: {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} قال: محمد، وفي قوله:{يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} قال: بكتمانهم محمداً، وفي قوله:{أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} قال: قولهم نحن على دين إبراهيم2.

1 فتح الباري 8/231.

أخرجه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام ص 592 ومن طريقه كل من ابن جرير رقم8300 وابن أبي حاتم رقم4617 قال: حدثنا محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة، عن ابن عباس - فذكر القصة مطولا. وقد ذكره ابن كثير 2/153 برواية ابن أبي حاتم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/396 وزاد نسبته لابن المنذر.

انظر رقم 11 الحاشية.

2 فتح الباري 8/235.

أخرجه عبد الرزاق 1/141 ومن طريقه ابن جرير رقم8322 عن الثوري، عن أبي الجحاف، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/402 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

ص: 322

قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} الآية: 199

[452]

روى ابن أبي حاتم في التفسير من طريق ثابت 1، والدارقطني في الأفراد والبزار من طريق حميد2 كلاهما عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى على النجاشي قال بعض أصحابه صلى على علج3 من الحبشة، فنزلت:{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} الآية4.

[453]

وله شاهد في معجم الطبراني الكبير من حديث وحشي بن حرب5.

1 ثابت بن أسلم البناني أبو محمد البصري، روى عن أنس وغيره، وعنه حماد بن سلمة وغيره، ثقة عابد. مات سنة سبع وعشرين بعد المائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/3-4، والتقريب 1/115.

2 حميد بن أبي حميد الطويل، روى عن أنس بن مالك وغيره، وعنه حماد بن سلمة وغيره. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: هو الذي يقال له حميد بن أبي داود وكان يدلس، سمع من أنس ثمانية عشر حديثا وسمع من ثابت البناني فدلسّ عنه. وقال الحافظ العلائي - فيما نقله عنه ابن حجر وأقره -: فعلى تقدير أن يكون أحاديث حميد مدلسّة فقد تبين الواسطة فيها، وهو ثقة يحتج له. انظر: التهذيب 3/34-36 والتقريب 1/202.

3 العلج - بالكسر - الرجل من كفّار العجم. انظر: القاموس المحيط ص183 باب الجيم، فصل العين.

4 فتح الباري 3/188.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم4682 حدثنا أبي، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم ابن أبي بزة المكي مؤذن مسجد الكعبة، ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، به نحوه.

5 فتح الباري 3/188.

أخرجه الطبراني في الكبير ج22/رقم361 حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا هوبر ابن معاذ، ثنا محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني، ثنا وحشي بن حرب بن وحشي. ابن حرب، عن أبيه، عن جده. ولفظه قال:"لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أخاكم النجاشي قد مات قوموا فصلوا عليه " فقال رجل: يا رسول الله كيف نصلي عليه وقد مات في كفره؟ قال: "ألا تسمعون إلى قول الله عز وجل: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} إلى آخر الآية". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/42 وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه سليمان بن أبي داود الحراني وهو ضعيف.

ص: 323

[454]

وآخر عنده في الأوسط من حديث أبي سعيد، وزاد فيه "أن الذي طعن بذلك فيه كان منافقا"1.

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} الآية: 200

[455]

عن الحسن البصري وقتادة {اصْبِرُوا} على طاعة الله {وَصَابِرُوا} أعداء الله في الجهاد {وَرَابِطُوا} في سبيل الله2.

1 فتح الباري 3/188.

أخرجه الطبراني في الأوسط قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن خنيس الدمياطي، ثنا أبو أسلم محمد بن مخلد الرعيني، نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري نحوه. ولفظه "قال: لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفاة النجاشي، قال: اخرجوا، فصلوا على أخ لكم لم تروه قط، فخرجنا، وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم، وصففنا خلفه، فصلى، وصلينا، فلما انصرفنا قال المنافقون: انظروا إلى هذا، خرج، فصلى على علج نصراني، لم يره قط، فأنزل الله {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ} إلى آخر الآية. انظر: مجمع البحرين رقم1302 باب الصلاة على الغائب، و3926 باب مناقب النجاشي.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد 3/41-42 وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد - كذا في مجمع الزوائد، والصواب عبد الرحمن بن زيد بن أسلم - وهو ضعيف.

قلت: وفيه أيضا أبو أسلم محمد بن مخلد وهو متروك. انظر: الميزان 5/157 رقم8151.

2 فتح الباري 6/85.

أما أثر الحسن البصري فأخرجه ابن جرير رقم8386 حدثنا المثنى، قال: حدثنا سويد ابن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن. ولفظه "قال: أمرهم أن يصبروا على دينهم، ولا يَدَعوه لشدة ولا رخاء ولا سرّاء ولا ضرّاء، وأمرهم أن يُصابروا الكفار، وأن يُرابطوا المشركين". وأما أثر قتادة فأخرجه رقم8387 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. ولفظه "قال: أي اصبروا على طاعة الله، وصابروا أهل الضلالة، ورابطوا في سبيل الله". وأخرجه رقم8388 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عنه - نحوه.

ص: 324

[456]

وعن محمد بن كعب القرظي: اصبروا على الطاعة وصابروا لانتظار الوعد ورابطوا العدو واتقوا الله فيما بينكم1.

[457]

وعن زيد بن أسلم: اصبروا على الجهاد، وصابروا العدو، ورابطوا الخيل2.

[458]

وفي الموطأ عن أبي هريرة مرفوعا "وانتظار الصلاة فذلك الرباط"3.

1 فتح الباري 6/85-86.

أخرجه ابن جرير رقم8391 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني أبو صخر، عن محمد بن كعب القرظي - نحوه. و"أبو صخر"، صدوق يهم، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر: التقريب 1/202.

2 فتح الباري 6/86.

أخرجه ابن جرير رقم8392 حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا جعفر ابن عون، قال: أخبرنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم - نحوه. ولفظه "ورابطوا على عدوكم" بدل "ورابطوا الخيل".

3 فتح الباري 6/86.

أخرجه الإمام مالك في الموطأ 1/161 - كتاب قصر الصلاة في السفر، باب انتظار الصلاة والمشي إليها - عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة - مرفوعا. ولفظه "ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء عند المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط. فذلكم الرباط. فذلكم الرباط ".

وأخرجه مسلم في صحيحه رقم251-41 - في الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره - بسنده عن أبي هريرة، به مرفوعا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/417 ونسبه إلى مالك والشافعي وعبد الرزاق وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم.

ص: 325

[459]

وهو في السنن عن أبي سعيد1.

[460]

وفي المستدرك عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن الآية نزلت في ذلك2.

1 فتح الباري 6/86.

لم أجده في السنن من حديث أبي سعيد، وإنما وجدته من حديث أبي هريرة. انظر ما قبله، وانظر أيضا تفسير ابن كثير 2/170-171.

2 فتح الباري 6/86.

أخرجه الحاكم 2/301 من طريق سعيد بن منصور، ثنا ابن المبارك، أنبأ مصعب ابن ثابت، حدثني داود بن صالح، قال: قال أبو سلمة بن عبد الرحمن - فذكره. ولفظه "قال: يا ابن أخي هل تدري في أي شيء نزلت هذه الآية {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} ؟ قال: قلت: لا، قال: يا ابن أخي إني سمعت أبا هريرة يقول: لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم غزو يرابط فيه، ولكن انتظار الصلاة بعد الصلاة". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وذكره ابن كثير 2/171، به مثله.

ص: 326