المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة التوبة [897] روى ابن عباس عن عثمان1 أنهم لما جمعوا - الروايات التفسيرية في فتح الباري - جـ ١

[عبد المجيد الشيخ عبد الباري]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌الباب الأول: دراسة حياة الحافظ ابن حجر وكتابه فتح الباري

- ‌الفصل الأول: ترجمة الحافظ ابن حجر

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: اسمه ونسبه وكنيته ولقبه

- ‌المبحث الثاني: مولده

- ‌المبحث الثالث: نشأته وأسرته

- ‌المبحث الرابع: نشأته العلمية، وطلبه للعلم

- ‌المبحث الخامس: رحلاته العلمية

- ‌المبحث السادس: شيوخه

- ‌المبحث السابع: تلاميذه

- ‌المبحث الثامن: مذهبه

- ‌المبحث التاسع: آثاره العلمية

- ‌المبحث العاشر: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه

- ‌المبحث الحادي عشر: وفاته

- ‌الفصل الثاني: دراسة فتح الباري

- ‌المبحث الأول: منهج ابن حجر في فتح الباري عموما

- ‌المبحث الثاني: منهجه في تفسير الآيات القرآنية

- ‌المبحث الثالث: قيمة فتح الباري العلمية وثناء العلماء عليه

- ‌الفصل الثالث: جهود ابن حجر في تفسير القرآن الكريم وعلومه من خلال كتابه فتح الباري

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: تفسيره للقرآن بالقرآن

- ‌المبحث الثاني: تفسيره للقرآن بالسنة

- ‌المبحث الثالث: تفسيره للقرآن بأقوال الصحابة

- ‌المبحث الرابع: عنايته بأسباب النزول

- ‌المبحث الخامس: تناوله لقضايا النسخ

- ‌المبحث السادس: ذكره للقراءات

- ‌المبحث السابع: بيانه لغريب القرآن

- ‌الفصل الرابع: دراسة الروايات التفسيرية في فتح الباري

- ‌المبحث الأول: منهجه في سياق الروايات

- ‌المبحث الثاني: نقده للروايات والحكم عليها

- ‌المبحث الثالث: عزوه للمصادر

- ‌المبحث الرابع: موارده في الروايات التفسيرية:

- ‌الباب الثاني: الروايات التفسيرية في فتح الباري

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

الفصل: ‌ ‌سورة التوبة [897] روى ابن عباس عن عثمان1 أنهم لما جمعوا

‌سورة التوبة

[897]

روى ابن عباس عن عثمان1 أنهم لما جمعوا القرآن شكّوا هل براءة والأنفال واحدة أوثنتان، ففصلوا بينهما بسطر لاكتابة فيه ولم يكتبوا فيه البسملة. أخرجه أحمد والحاكم وبعض أصحاب السنن2.

1 عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموى، يجتمع نسبه بنسب النبي صلى الله عليه وسلم في "عبد مناف". أمير المؤمنين، ذو النورين، أحد السابقين الأوّلين، والخلفاء الأربعة، والعشرة المبشّرة، استشهد في ذي الحجة، بعد عيد الأضحى سنة خمس وثلاثين، وكانت خلافته اثنتى عشرة سنة، عمره ثمانون. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/578، رقم3589، والإصابة 4/377، رقم5464، والتقريب 2/12.

2 فتح الباري 8/314.

أخرجه الإمام أحمد 1/57، 69 وأبو داود في سننه 786، 787 والترمذي 3086 والنسائي في السنن الكبرى 8007 وابن أبي داود في المصاحف ص 39، 40 وابن حبان رقم43 والحاكم 2/221، 330 والبيهقي في السنن 2/42 وفي الدلائل 7/152-153 كلهم من طرق عن عوف بن أبي جميلة عن يزيد الفارسي عن ابن عباس بنحوه. وحسنه الترمذي وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. قلت: وفيه نظر؛ فإن الشيخين لم يخرجا ليزيد الفارسي، ثم هو في عداد المجهولين كما يأتي، فكيف يصح حديثه؟!

والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/119 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر والنماس في ناسخه أبي الشيخ.

ولفظ هذا الحديث - كما في المسند - قال يزيد: قال لنا ابن عباس قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن عمد تم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى برائة، وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطراً: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتمو ها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟ =

ص: 505

............................................................................................

= قال عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان ينزل عليه من السور ذوات العدد، وكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده يقول:"ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " وينزل عليه الآيات، فيقول:" ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة، وبراءة من آخر القرآن، فكانت قصتها شبيهة بقصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، وظننت أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطراً: بسم الله الرحمن الرحيم. ووضعتها في السبع الطوال.

1 وفي إسناد هذا الحديث "يزيد الفارسي"، لم يرو عنه هذا الحديث غير عوف ابن أبي جميلة، وهو - أعني يزيد - في عداد المجهولين. قال ابن حجر: هو غير يزيد ابن هرمز الذي خرّج له مسلم التقريب 2/372. وقد انفرد بروايته. قال البخاري في التاريخ الكبير 8/367 قال لي علي - يعني ابن المديني - قال عبد الرحمن - يعني ابن مهدي -: يزيد الفارس هو ابن هرمز، قال: فذكرته ليحيى فلم يعرفه، قال: وكان يكون مع الأمراء.

وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم399 فهذا يزيد الفارس الذي انفرد بروايته هذا الحديث يكاد يكون مجهولا حتى شبهه على مثل ابن مهدي. وأحمد والبخاري أن يكون هوابن هرمز أو غيره، ويذكره البخاري في " الضعفاء " فلا يقبل منه مثل هذا الحديث ينفرد به، وفيه تشكيل في معرفة سور القرآن الثابتة بالتداثر القطعي قراءة وسماعا وكتابة في المصاحف، وفيه تشكيل في إثبات البسملة في أوائل السور، كأن عثمان كان يثبتها برأيه وينفيها برأيه، وحاشاه في ذلك، فلا علينا إذا قلنا: إنه حديث لا أصل له، تطبيقا للقواعد الصحيحة التي لاخلاف فيها بين أئمة الحديث.

وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند 1/462 - بعد أن نقل أقوال الأئمة المحققين في نقدهم لهذا الحديث - قال: فلا عبرة بعد هذا كله في هذا الموضوع بتحسين الترمذي، ولا بتصحيح الحاكم، ولا بموافقة الذهبي، وإنما العبرة للحجة والدليل، والحمد لله على التوفيق اهـ.

هذا وقد ضعف هذا الحديث الشيخ الألباني أيضا في ضعيف سنن الترمذي رقم599.

والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 4/44 برواية الترمذي ثم نسبه إلى أحمد وأبي داود والنسائي وابن حبان والحاكم، ولم يعلق عليه بشئ، وهذا خلاق عادته رحمه الله.

ص: 506

قوله تعالى:

{بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} الآيات 1-10

[898]

وقع في حديث علي1 عند أحمد: لما نزلت عشر آيات من براءة بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني فقال:"أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ منه الكتاب"، فرجع أبو بكر2 فقال: يا رسول الله نزل في شيء؟ فقال: "لا، إلا أنه لن يؤدي - ولكن جبريل قال: لا يؤدي - عنك الا أنت أو رجل منك"3.

[899]

وقع في حديث مقسم عن ابن عباس عند الترمذي "أن النبي صلى الله عليه وسلم

1 في الفتح "يعلى" وهو خطأ ظاهر، ولعله في الناسخ أو من الطباعة، والصواب ما أثبته، فالحديث رواه عبد الله بن أحمد في الزوائد في مسند علي، ثم إن قوله فيه "ثم دعاني" يؤكد هذا الخطأ. فإن الذي دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو علي.

2 نقل ابن حجر عن العماد بن كثير قوله: ليس المراد أن أبا بكر رجع من فوره بل المراد رجع من حجته. وقال ابن حجر: قلت: لامانع من حمله على ظاهره لقرب المسافة.

3 فتح الباري 8/320.

أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند 1/151 قال: حدثنا محمد بن سليمان لُوَين، حدثنا محمد بن جابر، عن سماك، عن حنش، عن علي - فذكر نحوه.

والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 4/48 وقال: هذا إسناد فيه ضعف. وقال في البداية والنهاية 5/34 ضعيف الإسناد وفي متنه فيه نكارة.

كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/122 ونسبه إلى عبد الله بن أحمد في الزوائد وأبي الشيخ وابن مردويه.

ص: 507

بعث أبا بكر" الحديث وفيه "فقام عليّ أيام التشريق فنادى: ذمة الله وذمة رسوله بريئة من كل مشرك، فسيحوا في الأرض لأربعة أشهر، ولا يحجن بعد العام مشرك، ولايطوفن بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة الاّ مؤمن، فكان علي ينادي بها، فإذا به قام أبو هريرة فنادى بها"1.

[900]

روى سعيد بن منصور والترمذي والنسائي والطبري من طريق أبي إسحاق عن زيد بن يثيع2 قال: سألت عليا بأي شيء بعثت؟ قال: بأنه لا يدخل الجنة الاّ نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع مسلم مع مشرك في الحج بعد عامهم هذا، ومن كان له عهد فعهده إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأربعة أشهر3.

1 فتح الباري8/320

أخرجه الترمذي رقم3091، في التفسير، باب ومن سورة التوبة حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد بن العوام، حدثنا سفيان بن حسين عن الحكم بن عتبة عن مقسم، به نحو.

وأخرج ابن أبي حاتم رقم9215 عن أحمد بن منصور الرمادي، ثنا سعيد بن سليمان، به نحوه مطولا. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه عن حديث ابن عباس.

وذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2468 وقال: صحيح الإسناد. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/124 ونسبه إلى الترمذي وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

2 هو زيد بن يُثَيْع - بضم التحتانية بعدها مثلثة ثم تحتانية ساكنة ثم مهملة - يقال: أُثيع، بهمزة بدلالياء، الهمداني، الكوفي، ثقة مخضرم. روى عن أبي بكر الصديق وعلي وحذيفة وأبي ذر، وعنه أبو إسحاق السبيعي. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 3/369 والتقريب 1/277.

3 فتح الباري 8/319.

أخرجه سعيد بن منصور رقم1005 وأحمد 1/79 والحميدي في مسنده رقم48 ومن طريق الحاكم 3/52 ومن طريق الحاكم البيهقي في الدلائل 5/297 والترمذي =

ص: 508

[901]

روى أحمد والنسائي من طريق محرر بن أبي هريرة1 عن أبيه قال: كنت مع علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ببراءة، فكنا ننادي أن لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله أربعة أشهر، فإذا مضت فإن الله بريء من المشركين ورسوله، ولا يحج بعد العام مشرك، فكنت أنادي حتى صحل صوتي2.

= 871، 872 في الحج وفي تفسير القرآن 3092 وأبو يعلى 452 والبيهقي 9/207 كلهم من طريق سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 691، 2469.

قلت: رجاله رجال الشيخين غير زيد بن يثيع، وهو ثقة، كما تقدم قريبا في ترجمته.

وأخرجه الطبري رقم16373 من طريق زكريا بن أبي زائدة، والبيهقي 9/206-207 من طريق زهير بن معاوية، ثلثتهم عن أبي إسحاق، به.

وأخرجه الحاكم 4/178 من طريقين عن محمد بن غالب، عن أبي حذيفة، عن سفيان هو الثوري، عن أبي إسحاق، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/125 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر والنحاس وابن مردويه.

1 محرر بن أبي هريرة الدوسي، المدني، روى عن أبيه وعمر بن الخطاب وابن عمر وجماعة، وعنه ابن مسلم والزهري والشعبي وعطاء وعكرمة وآخرون. قال ابن حجر: مقبول، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز. أخرج له النسائي وابن ماجة. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 10/50-51 والتقريب 2/231

2 فتح الباري 8/321.

أخرجه أحمد 2/299 والنسائي في سننه في مناسك الحج باب قوله عزوجل {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} رقم2958 من طرق عن شعبة عن المغيرة عن الشعبي عن المحرر بن أبي هريرة، به وأصله في الصحيحين من وجه آخر عن أبي هريرة نحوه. انظر: صحيح البخاري رقم369، 4657، وصحيح مسلم رقم1347 والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/123 وزاد نسبته الى ابن المنذر وابن مردويه.

ص: 509

[902]

روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة في قوله: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} قال: لما كان زمن خيبر اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة1، ثم أمّر أبا بكر الصديق على تلك الحجة، قال الزهري: وكان أبو هريرة يحدث أن أبا بكر أمّره أن يؤذن ببراءة، ثم أتبع النبي صلى الله عليه وسلم عليا

الحديث2.

[903]

روى الطبري من طريق عبيد بن سليمان3 سمعت الضحاك

1 منزل بين الطائف ومكة، وهي إلى مكة أقرب، نزله النبي صلى الله عليه وسلم وقسم بها غنائم هوازن في مرجعه من غزوة حنين، وأحرم منه بالعمرة، وكان ذلك سنة ثمان. انظر: معجم البلدان 2/165، رقم3142.

2 فتح الباري 8/322.

أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/265 به سندا ومتنا. ونقله عنه ابن كثير في تفسيره 4/47، ثم قال: وهذا السياق فيه غرابة من جهة أن أمير الحج كان سنة عمرة الجعرانة إنما هو عتّاب بن أسيد، فأما أبو بكر إنما كان أميرا سنة تسع.

ونقله ابن حجر ثم قال: ويمكن رفع الإشكال بأن المراد بقوله "ثم أمّر أبا بكر يعني بعد أن رجع إلى المدينة، وطوى ذكر من ولي الحج سنة ثمان؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من العمرة إلى الجعرانة فأصبح بها توجه هو ومن معه إلى المدينة، إلى أن جاء أوان الحج، فأمر أبا بكر، وذلك سنة تسع. وليس المراد أنه أمر أبا بكر أن يحج في السنة التي كانت فيها عمرة الجعرانة. اهـ. فتح الباري 8/322.

والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/123 بنحوه، ونسبه إلى عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم.

3 في الفتح "عبيدة بن سليمان" وهو تصحيف، وعبيد بن سليمان هو الباهلي، مولاهم، كوفي سكن مَرْو، روى عن الضحاك بن مزاحم، عنه أبو معاذ الفضل بن خالد النحوي. قال ابن أبي حاتم عن أبيه: لا بأس به وهو أحب إليّ من جويبر، وذكره ابن حبان في الثقات. روى ابن عدي بسنده عن ابن معين قال: جويبر أحب إليّ من عبيد ابن سليمان، ذكر ذلك في ترجمة الضحاك بن مزاحم. انظر ترجمته في: التهذيب 7/62، والتقريب 1/543.

ص: 510

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاهد ناسا من المشركين من أهل مكة وغيرهم فنزلت براءة فنبذ إلى كل أحد عهده وأجلهم أربعة أشهر، ومن لاعهد له فأجله انقضاء الأشهر الحرم1.

[904]

ومن طريق السدي نحوه2.

قوله تعالى: {يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} الآية:3

[905]

عن مجاهد: الحج الأكبر القران والأصغر الإفراد3.

[906]

عن الثوري: أيام الحج تسمى يوم الحج الأكبر كما يقال يوم الفتح4.

[907]

عن الحسن: سمي يوم الحج الأكبر بذلك لاتفاق حج جميع الملل فيه5.

1 فتح الباري 8/319.

أخرجه الطبري رقم16359 قال: حدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ قال: حدثنا عبيدة ابن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله - فذكره بنحوه.

قلت: وهذا مرسل، والمرسل من أنواع الضعيف.

2 فتح الباري8/319

أخرجه الطبري رقم16361 حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط، عن السدي - فذكر نحو أثر الضحاك.

3 فتح الباري8/321

أخرجه ابن جرير رقم1646 حدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا أبو بكر النهشلي، عن حماد، عن مجاهد - مثله.

4 فتح الباري8/321

أخرجه ابن جرير رقم16457 حدثني الحارث قال: حدثنا أبو عبيد قال: كان سفيان يقول - فذكر نحوه.

5 فتح الباري8/321 أخرج ابن جرير رقم16459 حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الحسن - فذكره بنحوه.

ص: 511

[908]

وفي رواية الترمذي من حديث علي مرفوعا وموقوفا "يوم الحج الأكبر يوم النحر"1.

1 فتح الباري 8/321.

أما المرفوع فأخرجه الترمذي في سننه كتاب الحج، باب ما جاء في يوم الحج الأكبر رقم957 وفي التفسير، باب ومن سورة التوبة رقم3088 من طريق محمد بن إسحاق، عن أبي إسحاق، عن الحارث عن علي قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر؟ فقال: "يوم النحر".

والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/127 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، وأما الموقوف فأخرجه عقب الأول برقم 958، 3089 من طريق سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق، به موقوفا.

قال: الترمذي: ولم يرفعه، وهذا أصح من الحديث الأول، ورواية ابن عيينة موقوفا، أصح من رواية محمد ابن إسحاق مرفوعا، هكذا روى غير واحد من الحفاظ عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي موقوفا. وقد روى شعبة عن أبي إسحاق قال: عن عبد الله بن مُرة، عن الحارث عن علي موقوفا. وكلا الحديثين صححهما الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم765-970، 971 والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/127 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وأبي الشيخ. واختار هذا القول ابن جرير الطبري، ونقل عنه الحافظ وابن كثير وارتضاه. وهذا الذي يدل عليه حديث أبي هريرة الذي أخرجه البخاري كتاب الجزية، باب كيف ينبذ إلى أهل العهد رقم3177 عنه. قال: بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى " وفيه " ويوم الحج الأكبر يوم النحر، وإنما قيل " الأكبر " من أجل قول الناس "الحج الأصغر " فنبذ أبوبكر إلى الناس في ذلك العام، الحديث. وهذا الأخير مدرج في قول أبي هريرة ففي كتاب التفسير رقم4657 فكان حميد - الراوي عن أبي هريرة - يقول: يوم النحر يوم الحج الأكبر، من أجل حديث أبي هريرة.

وأخرج البخاري في الحج، باب الخطبة أيام المنى، رقم1742 تعليقا: وقال هشام ابن الغار، أخبرني نافع عن ابن عمر وقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج وقال: أتدرون أي يوم هذا؟ وقال: هذا يوم الحج الأكبر.

الحديث وصله ابن جرير رقم16447 حدثنا سهل ابن محمد السجبستاني قال: حدثنا أبو جابرالحرمي قال: حدثنا هشام بن الغاز الجرشي، به.

ص: 512

[909]

روى ابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: "كا نوا يجعلون عاما شهرا وعاما شهرين" يعني يحجون في شهر واحد مرتين في سنتين، ثم يحجون في الثالث في شهر آخر غيره، قال: فلا يقع الحج في أيام الحج إلا في خمس وعشرين سنة، فلما كان حج أبي بكر وافق ذلك العام شهر الحج فسماه الله الحج الأكبر1.

[910]

روى الطبري من طريق أبي جحيفة2 وغيره: أن يوم الحج الأكبر يوم عرفة3.

1 فتح الباري 8/322.

لم أقف عليه مسندا، هذا ورواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قد صححها أئمة الحديث، ويحتجون بهذه السلسلة. قال الإمام البخاري: رأيت أحمد بن حنبل وعلي ابن المدني، وإسحاق بن راهويه، وأبا عبيد، وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده، ما تركه أحد من المسلمين، قال البخاري: من الناس بعد هم؟!

هذا وقد حقق الشيخ أحمد شاكر صحة رواية عمرو بن شعيب تحقيقا جيدا في تعليقه على سنن الترمذي 2/141-142 فليراجع كلامه هناك، فإنه نفيس. وانظر أيضا تهذيب التهذيب 8/43-48. هذا ويشترط العلماء لقبول روايته أن يكون الإسناد إلى عمرو صحيحا، والحقيقة أن هذا الشرط معتبر في جميع الرواة لايختص به عمرو. ولهذا يبقى الحكم على هذا الحديث متوقفا حتى يعلم با قي الإسناد. والله أعلم.

2 أبو جحيفة هو وهب بن عبد الله السّوائي، مشهور بكنيته، ويقال له وهب الخير. صحابي معروف، وكان من صغار الصحابة، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو جحيفة لم يبلغ الحلم، ولكنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه، وقد صحب عليا وكان يحبه ويثق إليه، ويسميه وهب الخير، وجعله علي على بيت المال بالكوفة، وشهد معه مشاهده كلها. توفي في إمارة بشر بن مروان بالبصرة سنة إثنتين وسبعين أو أربع وسبعين. روى له الجماعة. أنظر ترجمته في: أسد الغابة 6/47-48 والتقريب 2/338.

3 فتح الباري 8/321.

أخرجه عبد الرزاق 1/2/267 ومن طريق ابن جرير رقم16373 عن معمر، عن أبي إسحاق، قال سألت أبا جحيفة عن يوم الحج الأكبر، فذكر نحوه. وفيه أنه سأله أمِنْ عندك، أو من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: كل ذلك. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/128 ونسبه إلى ابن أبي شيبة فقط.

ص: 513

[911]

ومن طريق سعيد بن جبير أنه النحر1.

قوله تعالى: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} الآية: 2

[912]

روى الطبري من طريق ابن إسحاق قال: هم صنفان، صنف كان له عهد دون أربعة أشهر فأمهل إلى تمام أربعة أشهر، وصنف كانت له مدة عهد بغير أجل فقصرت على أربعة أشهر2.

1 فتح الباري 8/321.

أخرجه ابن جرير رقم16415 حدثنا أبي الشوارب قال: حدثنا عبد الواحد قال: حدثنا سليمان الشيباني قال: سمعت سعيد بن جبير يقول - فذكره. وذكره السيوطي في الدرالنثور 4/128 ونسبه إلى ابن أبي شيبة فقط. وقد رجح الطبري هذا القول قائلا "وأولى الأقوال في ذلك بالصحة عندنا: قول من قال {يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} يوم النحر، لتظاهر الأخبار عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عليا نادى بما أرسله به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرسالة إلى المشركين، وتلا عليهم براءة يوم النحر. ثم قال - أي الطبري - هذا مع الأخبار التي ذكرناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم النحر: "أتدرون أي يوم هذا؟ هذا يوم الحج الأكبر". اهـ.

2 فتح الباري 8/319.

أخرجه ابن جرير رقم16356 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق - فذكره نحوه في سياق مطول. ولفظه "قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصدّيق رضي الله عنه أميرا على الحاجّ من سنة تسع ليقيم للناس حجهم، والناس من أهل الشرك على منازلهم من حجهم. فخرج أبو بكر ومن معه من المسلمين، ونزلت سورة براءة في نقض ما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين من العهد الذي كانوا عليه فيما بينه وبينهم: أن لا يصدّ عن البيت أحد جاءه، وأن لا يخاف أحد في الشهر الحرام. وكان ذلك عهدا عامّا بينه وبين الناس من أهل الشرك، وكانت بين ذلك عهود بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قبائل من العرب خصائص إلى أجل مسمى، فنزلت فيه وفيمن تخلف عنه من المنافقين في تبوك وفي قول من قال منهم، فكشف الله فيها سرائر أقوام كانوا يستخفون بغير ما يظهرون، منهم من سمي لنا، ومنهم من لم يسمّ لنا، فقال:{بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} أي لأهل العهد العام من أهل الشرك من العرب، {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} إلى قوله {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} أي بعد هذه الحجة".

ص: 514

[913]

روى الطبري من طريق معمر عن الزهري قال: كان أول الأربعة أشهر عند نزول براءة في شوال، فكان آخرها آخر المحرم1.

قوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} الآية: 5

[914]

روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن الأربعة أشهر أجل من كان له عهد مؤقت بقدرها أو يزيد عليها، وأما من ليس له عهد فانقضاؤه إلى سلخ المحرم لقوله تعالى:{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} 2.

قوله تعالى: {لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً وَلا ذِمَّةً} الآية: 10

[915]

عن مجاهد: الإلّ: الله3.

قوله تعالى: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} الآية: 12

[916]

روى الطبري من طريق السدي قال: المراد بأئمة الكفر كفار

1 فتح الباري8/319

أخرجه ابن جرير رقم16366 حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الزهري - فذكره بنحوه.

2 فتح الباري 8/319.

أخرجه ابن جرير رقم16357 من طريق معاوية بن صالح عن علي، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/125-126 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.

3 فتح الباري 6/267.

أخرجه ابن جرير رقم16499 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.

وابن وكيع - شيخ الطبري ضعيف، وقد أخرجه من طريق أخرى. فقد أخرج رقم16501 عن محمد ابن عبد الأعلى، قال: حدثني محمد بن ثور، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. ولفظه قال:"لا يرقبون الله ولا غيره".

ص: 515

قريش1.

[917]

ومن طريق الضحاك قال: أئمة الكفر رؤوس المشركين من أهل مكة2.

[918]

روى الطبري من طريق حبيب بن حسان عن زيد بن وهب قال: كنا عند حذيفة فقرأ هذه الآية {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} قال: ما قوتل أهل هذه الآية بعد.

[919]

ومن طريق الأعمش عن زيد بن وهب نحوه3.

[920]

روى الطبري من طريق عمار بن ياسر4 وغيره في قوله {إِنَّهُمْ

1 فتح الباري 8/323.

أخرجه ابن جرير رقم16524 من طريق سنيد قال: حدثني الحجاج قال: حدثنا أسباط، عن السدي، به. وفي إسناده سنيد والسدي ضعيفان.

2 فتح الباري 8/323.

أخرجه ابن جرير 16525 قال: حدثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ قال: سمعت الضحاك يقول - فذكره.

3 فتح الباري 8/323.

أخرجه ابن جرير رقم16528 حدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا حبيب بن حسان، به مثله. وأخرجه رقم16527 حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، به نحوه. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/136 عن حذيفة ونسبه الى ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه.

قال ابن حجر: والمراد بكونهم لم يقاتلوا أن قاتلهم لم يقع لدرم وقوع الشرط، لأن لفظ الآية {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا} فلما لم يقع منهم نكث ولا طعن لم يقاتلوا.

4 عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة العنيس أبو اليقضان مولى بني مخزوم. صحابي جليل، وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو ممن عذّب في الله. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم عن حذيفة بن اليمان، وعنه ابنه محمد وابن عباس وأبو وائل وصله بن زقر وآخرون. قتل عمار مع علي بصفين سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة ودفن هناك بصفين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/122-128 وتهذيب التهذيب 7/357-359.

ص: 516

لا أَيْمَانَ لَهُمْ} أي لاعهد لهم1.

قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} الآيات: 28-29

[921]

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان المشركون يوافون بالتجارة فينتفع بها المسلمون، فلما حرم الله على المشركين أن يقربوا المسجد الحرام وجد المسلمون في أنفسهم مما قطع عنهم من التجارة، فنزلت {وَإِنْ خِفْتُمْ} الآية، ثم أحل في الآية الأخرى "الجزية" الحديث. أخرجه الطبراني وابن مردويه من رواية شعيب عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عنه2.

1 فتح الباري 8/323.

أخرجه ابن جرير رقم16533 حدثنا ابن بشار قال: حدثنا عبد الرحمان قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن صلة ابن زفر، عن عمار بن ياسر، به.

وله شاهد عن حذيفة أخرجه ابن جرير رقم16534 من وجه آخر عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/137 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

2 فتح الباري 8/317.

لم أهتد إليه عند الطبراني، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/167 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه. وقد أخرجه ابن أبي حاتم رقم10031 والبيهقي في سننه 9/185 كلاهما من طريق أبي اليمان، عن شعيب، به نحوه.

ص: 517

قوله تعالى: {يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية: 30

[922]

وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي يشبهون1.

قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً} الآية: 36

[923]

ذكرالطبري في سبب ذلك من طريق حصين بن عبد الرحمن عن أبي مالك: كانوا يجعلون السنة ثلاثة عشر شهرا2.

[924]

وقع في حديث ابن عمر عند ابن مردويه "إن الزمان قد استدار فهو اليوم كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض"3.

1 فتح الباري 8/316.

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره رقم10048 من طريق معاوية عن علي، به مثله.

2 فتح الباري 8/325.

أخرجه ابن جرير رقم16715 حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا عمران بن عيينة عن حصين، به مثله. وزاد "فيجعلون المحرَّم صفراً، فيستحلُّون فيه الحرمات، فأنزل الله {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} ". وفيه ابن وكيع وهو ضعيف.

3 فتح الباري 8/324.

أخرجه ابن مردويه فيما ذكره ابن كثير في تفسيره 4/87 من حديث موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعا مثله في حديث طويل.

والحديث أخرجه ابن أبي حاتم رقم10096 من طريق مكي ابن إبراهيم ثنا موسى ابن عبيدة، به. وأخرج ابن جرير رقم16684 من وجه آخر عن موسى بن عبيدة حدثني صدقة بن يسار عن ابن عمر، به نحوه.

هذا وقد ضعف ابن حجر إسناده في تخريجه على الكشاف 2/269 وقال الشيخ أحمد شاكر: وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي.

والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/183 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

وللحديث شاهد من حديث أبي بكرة متفق عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السما وات والأرض، السنة إثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم" الحديث. البخاري رقم4662، مسلم رقم1679.

ص: 518

قوله تعالى: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} الآية: 40

[925]

ووقع في مغازي عروة بن الزبير في قصة الهجرة قال: "وأتى المشركون على الجبل الذي فيه الغار الذي فيه النبي صلى الله عليه وسلم حتى طلعوا فوقه، وسمع أبو بكر أصواتهم فأقبل عليه الهم والخوف، فعند ذلك يقول له النبي صلى الله عليه وسلم {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت عليه السكينة، وفي ذلك يقول الله عز وجل {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} الآية1.

قوله تعالى: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} الآية: 40

[926]

وروى الحاكم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} قال: "على أبي بكر"2.

1 فتح الباري 7/11.

أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 2/478 عن أبي عبد الله الحافظ، أن أبا جعفر البغدادي أخبرهم، قال: حدثنا أبو علانة: محمد بن عمرو بن خاله، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير - فذكر نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/198 ونسبه إلى أبي نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل.

قلت: وهو مرسل، ولكن له شاهد من حديث أبي بكر، أخرجه الإمام أحمد 1/4 بإسناد صحيح على شرط الشيخين، عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرأيت آثار المشركين، قلت: يا رسول الله لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا، قال:"ما ظنك باثنين الله ثالثهما".

2 فتح الباري 7/9-10.

هذا أحد القولين في تفسيرها. والقول الثاني أن الذي نزلت عليه السكينة هو الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أشهر القولين كما قال ابن كثير. انظر: تفسير القرآن العظيم 4/96.

قال القرطبي: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} فيه قولان: أحدهما: على النبي صلى الله عليه وسلم، والثاني: على أبي بكر: ثم نقل عن ابن العربي: قال علماؤنا وهو الأقوى، لأنه خاف على النبي صلى الله عليه وسلم من القوم، فأنزل الله سكينته عليه بتأمين النبي صلى الله عليه وسلم، فسكن جأشه =

ص: 519

قوله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً} الآية: 41

[927]

وقد روى الطبري من رواية أبي الضحى قال "أول ما نزل من براءة {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً} وقد فهم بعض الصحابة من هذا الأمر العموم فلم يكونوا يتخلفون عن الغزو حتى مات منهم أبو أيوب الأنصاري والمقداد ابن الأسود وغيرهم"1.

[928]

وأخرج الطبري عن الحسن البصري وعكرمة أنها منسوخة بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} 2 3.

= وذهب رَوْعه وحصل الأمن. انظر: تفسير القرطبي 8/95.

هذا ولم أهتد إليه في المستدرك، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/207 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس.

وقد أخرجه ابن أبي حاتم سورة التوبة، رقم1096، والبيهقي في الدلائل 2/482 كلاهما من طريق علي بن مجاهد، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وزادا في آخره "لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم تزل السكينة معه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، فإن "علي بن مجاهد هو ابن مسلم القاضي، الكابلي، قال عنه ابن حجر في التقريب 2/43 "متروك ".

وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 4/96 عن ابن عباس تعليقا بصيغة التمريض قائلا: "وقيل: على أبي بكر، ورُوي عن ابن عباس وغيره، قالوا: لأن الرسول لم تزل معه سكينته. وتعقبه قائلا: وهذا لا ينافي تجدد سكينته خاصة بتلك الحال، ولهذا قال:{وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا} أي الملائكة. اهـ.

1 فتح الباري 6/38.

أخرجه ابن جرير رقم16758 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، به.

وفي هذا الإسناد "ابن وكيع" شيخ الطبري ضعيف.

2 الآية 122 من هذه السورة.

3 فتح الباري 6/38. هكذا عزاه إلى الطبري عن الحسن وعكرمة، ولم أجده عنده عنهما، قال ابن حجر - عقب ذكره -: "والذي يظهر أنها مخصوصة وليست بمنسوخة والله أعلم".

هذا وقد أخرج ابن الجوزي في نواسخ القرآن ص 366 من طريق الإمام أحمد، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس - مثله.

ص: 520

[929]

روى ابن سعد والحاكم وغيرهما من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس "أن أبا طلحة1 قرأ {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً} فقال: استنفرنا الله شيوخا وشبانا، جهزوني، فقال له بنوه: نحن نغزو عنك، فأبى فجهزوه، فغزا في البحر فمات، فدفنوه بعد سبعة أيام ولم يتغير2.

قوله تعالى: {وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} الآية: 49

[930]

أخرج الطبري من طريق سعيد3 عن قتادة في قوله: {وَلا تَفْتِنِّي} قال: لاتؤثمني، {أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} : ألا في الإثم سقطوا4.

1 هو زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري، وهو زوج أم سُليم بنت مِلحان أم أنس ابن مالك، من كبار الصحابة، شهد بدرا وما بعدها، مشهور بكنيته. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/361، رقم1843، والإصابة 2/502، رقم2912، والتقريب 2/275.

2 فتح الباري 6/42.

أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/507، وأبو يعلى في مسنده رقم3413 وابن أبي حاتم سورة التوبة، رقم1107، والطبراني في الكبير ج 5/رقم4683، والحاكم 3/353 كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت وعلي بن زيد، عن أنس بن مالك، به. وأخرجه ابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم7184 بهذا الإسناد دون ذكر علي ابن زيد. وقد صححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/315-316 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/209 ونسبه إلى ابن سعد وابن أبي عمر العدني في مسنده وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وأبي يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبي الشيخ والحاكم - وصححه - وابن مردويه عن أنس بن مالك.

3 سعيد هو ابن أبي عروبة.

4 فتح الباري 8/314. أخرجه ابن جرير في تفسيره رقم16791 حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة مثله. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/215 ونسبه إلى ابن المنذر وأبي الشيخ.

ص: 521

قوله تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} الآية: 52

[931]

وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} فتحا أو شهادة1.

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} الآية: 58

[932]

عنٍ ابن مسعود قال "لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم حنين سمعت رجلا يقول: إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله، قال فنزلت {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} أخرجه ابن مردويه2.

قوله تعالى: {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ} الآية: 60

[933]

عن مجاهد {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ} قال: يتألفهم بالعطية. وصله الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه3.

1 فتح الباري 8/227-228. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه ابن جرير رقم16796 وابن أبي حاتم رقم10317 كلاهما من طريق معاوية ابن صالح عن علي، به نحوه.

2 فتح الباري 12/298.

ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/220 ولم ينسبه إلا إلى ابن مردويه. وأصل هذا الحديث أخرجه البخاري رقم4335 عن ابن مسعود بدون ذكر نزول الآية، وفي آخره "فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فتغير وجهه ثم قال: رحمة الله على موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر". وله شاهد من حديث أبي سعيد أخرجه البخاري أيضا رقم6933 وفيه "قال: فنزلت فيه" فذكر هذه الآية، وفيه أيضا التصريح بقائل ذلك وأنه "ذو الخويصرة التميمي".

3 فتح الباري 8/330. أخرجه الفريابي كما في التغليق التعليق 4/218 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بهذا. قال: المؤلفة قلوبهم: ناس كان يتألفهم بالعطية. وانظر: تفسير آدم المسمى بتفسير مجاهد ص 282 وعمدة القاري 18/270.

ص: 522

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ} الآية:61

[934]

وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} يعني أنه يسمع من كل أحد، قال الله:{قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ} يعني يصدق بالله1.

قوله تعالى: {إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ} الآية: 66

[935]

عن محمد بن كعب في قوله: {إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ} قال: هو رجل واحد2.

قوله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ} الآية: 74

[936]

وقع في رواية الإسماعيلي

من رواية محمد بن فيلح عن موسى بن عقبة "قال ابن شهاب سمع زيد بن أرقم رجلا من المنافقين يقول والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب: لئن كان هذا صادقا لنحن شر من الحمير، فقال زيد:

1 فتح الباري8/316. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا

أخرجه ابن جرير في تفسيره رقم16900، وابن أبي حاتم في تفسيره رقم10304 كلا هما من طريق معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/227 ونسبه إليهما وإلى بن المنذر وابن مردويه.

2 فتح الباري 12/158.

أخرجه ابن جرير رقم16920 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا زيد بن حبان، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب، به. وفيه ابن وكيع شيخ الطبري ضعيف.

ص: 523

قد والله صدق، ولأنت شر من الحمار، ورفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجحده القائل، فأنزل الله على رسوله {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا} الآية. فكان مما أنزل الله في هذه الآية تصديقا لزيد. انتهى. وهذا مرسل جيد1.

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} الآية: 79

[937]

روى البزار من طريق عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن2 عن أبيه3 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثا"، قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله! عندي أربعة آلاف، ألفين أقرضهما ربي، وألفين أمسكتهما لعيالي، فقال:"بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت"، قال: وبات رجل من الأنصار فأصاب صاعين من تمر" الحديث. قال: البزار: لم يسنده إلا طالوت ابن عباد عن أبي عوانة4

1 فتح الباري 8/651.

2 عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، قاضي المدينة روى عن أبيه وإسحاق بن يحيى ابن طلحة، وعنه ابن عمه سعد ابن إبراهيم ومسعر وهشيم وموسى بن يعقوب وأبو عوانة. قال: ابن حجر: صدوق يخطئ. أخرج له البخاري في التعاليق والأربعة. قتل بالشام سنة اثنتين وثلاثين بعد الما ئة. انظر ترخمته في: تهذيب التهذيب 7/401 والتقريب 2/56.

3 أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، قيل إسمه عبد الله وقيل إسماعيل وقيل إسمه كنيته، روى عن أبيه وعثمان ابن عفان وطلحة وأبي هريرة وخلق من الصحابة والتابعين وروى عنه ابنه عمر وعروة بن الزبير والزهري وغيرهم. ثقة مكثر، مات سنة أربع وتسعين، وكان مولده سنة بضع وعشرين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 12/127 والتقريب 2/430.

4 أبو عوانة اسمه وضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي البزار مشهور بكنيته، ثقة ثبت، مات سنة خمس أو ست وسبعين بعد المائة. انظر ترخمته في: تهذيب التهذيب 11/103 والتقريب 2/331.

ص: 524

عن عمر، قال: وحدثناه أبو كامل1 عن أبي عوانة فلم يذكر أبا هريرة فيه، وكذلك أخرجه عبد بن حميد عن يونس بن محمد عن أبي عوانة، وأخرج ابن أبي حاتم والطبري وابن مردويه من طريق أخرى عن أبي عوانة مرسلا. وذكره ابن إسحاق في المغازي بغير إسناد2.

[938]

أخرج الطبري من طريق يحيى بن أبي كثير ومن طريق سعيد3 عن قتادة وابن أبي حاتم من طريق الحكم بن أبان4 عن عكرمة قال: "وحث

1 أبو كامل اسمه فضيل بن حسين بن طلحة الجحدري، أبو كامل، ثقة حافظ، مات سنة سبع وثلاثين بعد الما ئتين. روى عنه البخاري تعليقا ومسلم وأبو داود والبزار وغيرهم. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 8/261 والتقريب 2/112.

2 فتح الباري 8/332.

أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2216 حدثنا طالوت بن عباد، ثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، به. قال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، ولم نسمع أحداً أسنده من حديث عمر بن أبي سلمة، الاّ طالوت. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/35 وقال: رواه البزار من طريقين إحداهما متصلة عن أبي هريرة. والأخرى عن أبي سلمة مرسلة،

وفيه عمر بن أبي سلمة والثقه العجلي وأبو خيثمة وابن حبان، وضعفه شعبة وغيره، وبقية رجالهما ثقات.

وأما المرسل فأخرجه ابن جرير رقم17010 من طريق حجاج بن المنهال الأنماطي، وابن أبي حاتم رقم10508 من طريق أبي سلمة ومسدد ثلاثتهم عن أبي عوانة، ثنا عمر بن أبي سلمة عن أبيه مرسلا. وانظر ما ذكره ابن إسحاق بغير إسناد في سيرة ابن هشام 4/1404. والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 4/127 برواية البزار وابن إسحاق. وكما ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/249 ونسبه إلى البزار وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه.

3 سعيد هو ابن أبي عروبة.

4 الحكم بن أبان العدني أبو عيسى، روى عن عكرمة وطاووس وشهربن حوشب وغيرهم، وعنه حفص بن عمر العدني وابن جريج ومعمر وابن عيينة وغيرهم، صدوق عابد، وله أوهام، مات سنة أربع وخمسين بعد الما ئة. أخرج له البخاري في جزء القراءة وأصحاب السنن الأربعة في سننهم. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 3/113 وتهذيب التهذيب 1/190.

ص: 525

رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة - يعني في غزوة تبوك - فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف فقال: يا رسول الله! مالي ثمانية آلاف، جئتك بنصفها وأمسكت نصفها، فقال:"بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت"، وتصدق يومئذ عاصم بن عدي بمائة وسق من تمر، وجاء أبو عقيل بصاع من تمر" الحديث1.

[939]

وكذا أخرجه الطبري من طريق العوفي2 عن ابن عباس نحوه3.

[940]

ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين أوقية من ذهب بمعناه4.

1 فتح الباري 8/332.

حديث يحيى بن أبي كثير أخرجه ابن جرير رقم17017 عن المثنى قال: حدثنا محمد ابن رجاء أبو سهل العباداني قال: حدثنا عامر بن يساف اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير اليمامي - فذكر نحوه مطولا.

قال المحقق: "محمد بن رجاء أبو سهل العباداني" لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المراجع.

وأما حديث قتادة فأخرجه ابن جرير رقم17008 حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد عن قتادة - فذكره بنحوه. وهذا إسناد صحيح مع أرساله.

وأما حديث عكرمة فأخرجه ابن أبي حاتم رقم10500 حدثنا أبو عبد الله محمد ابن حماد الطهراني، أنبأ حفص بن عمر، ثنا الحكم بن عبان، به نحوه.

2 العوفي اسمه عطية ضعيف تقدم.

3 فتح الباري 8/332.

أخرجه ابن جرير رقم17004 من طريق عطية العوفي عنه مطولا، وإسناده ضعيف لأنه من طريق العوفي.

4 فتح الباري 8/332.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم17003 من طريق معاوية عن علي، به نحوه.

ص: 526

[941]

وعند عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعمائة أوقية من ذهب فقال: إن لي ثمانمائة أوقية من ذهب، الحديث1.

[942]

وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة فقال: "ثمانية آلاف دينار"2.

[943]

ومثله لابن أبي حاتم من طريق مجاهد3.

[944]

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أو غيره قال: ثمانية آلاف درهم4.

[945]

ولابن مردويه من طريق أبي سعيد فجاء عبد الرحمن بن عوف بصدقته، وجاء المطوعون من المؤمنين. الحدبث5.

1 فتح الباري 8/332.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم10509 حدثنا محمد بن عمار ثنا عبد الرحمن الدشتكي، أنبأ أبو جعفر الرازي عن الربيع - فذكر نحوه من قوله. فهذا مرسل. وانظر التعليق على رقم 21.

2 فتح الباري 8/332.

أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/283 بهذا السند وفيه " قال: تصدق عبد الرحمن ابن عوف بشطر ماله، وكان ماله ثمانية آلاف دينار، فتصدق بأربعة آلاف

الحديث. وهذا أيضا مرسل، وإسناده صحيح.

3 فتح الباري 8/332.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم10507 حدثنا أبي ثنا محمد بن عيسى بن الطباع ثنا حجاج ابن محمد عن ابن جريج عن مجاهد - فذكره بنحوه.

4 فتح الباري 8/332.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم10504 حدثنا أبي ثنا عيسى بن يونس الرملي ثنا مؤمل عن حماد بن سلمة، به نحوه. ولكن لفظه في المطبوعة " فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف، فقال: يا رسول الله، هذه صدقة

الحديث

5 فتح الباري 8/332.

وأما حديث أبي سعيد الخدري، فلم أجد من أخرجه مسندا وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/249 ونسبه إلى ابن مردويه فقط.

ص: 527

[946]

روى عبد حميد من طريق عكرمة قال: في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} هو رفاعة بن سهل. ووقع عند ابن أبي حاتم رفاعة بن سعد1.

[947]

ذكر عبد بن حميد والطبري وابن منده من طريق سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة قال في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} قال: جاء رجل من الأنصار يقال له الحبحاب أبو عقيل فقال: يا نبي الله بت أجر الجرير على صاعين من تمر، فأما صاع، فأما صاع فأمسكته لأهلي وأما صاع فها هو ذا، فقال المنافقون: إن كان الله ورسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل، فنزلت2.

[948]

وهذا مرسل، ووصله الطبراني والبارودي والطبري من طريق موسى بن عبيدة3 عن خالد بن يسار4

1 فتح الباري 8/331.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم10503 حدثنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني، أنبأ حفص بن عمر، أنبأ الحكم بن أبان، عن عكرمة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/252 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وفي إسناده حفص بن عمر هو العدني ضعيف، وقد تقدم في التعليق على رقم 43.

2 فتح الباري 8/331.

مرسل قتادة أخرجه ابن جرير رقم17008 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد قال: ثنا ثنا سعيد، به نحوه. وإسناده صحيح مع إرساله. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/250 ونسبه إلى أبي نعيم في المعرفة فقط.

3 موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي أبو عبد العزيز المدني، قال ابن حجر: ضعيف، ولا سيما في عبد الله بن دينار، مات سنة ثلاث وخمسين بعد المائة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 8/151-152 وتهذيب التهذيب 10/318-321 والتقريب 2/282.

4 خالد بن يسار روى عن جابر وأبي هريرة، وروى عنه شعيب بن الحجاب. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو مجهول. وقال الهيثمي لم أجده منه وثقه ولا جرحه. انظر ترجمته في التاريخ الكبير 2/1/169 والجرح والتعديل 3/362 ومجمع الزوائد 7/36.

ص: 528

عن ابن أبي عقيل1 عن أبيه2 بهذا، ولكن لم يسموه3.

قوله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} الآية: 80

[949]

روى عبد بن حميد من طريق قتادة قال: لما نزلت {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} قال النبي صلى الله عليه وسلم قد خيرّني ربي، فوالله لأزيدنّ على السبعين4.

[950]

وأخرجه الطبري من طريق مجاهد مثله5.

1 ابن أبي عقيل، واسمه رضى بن أبي عقيل، ترجم له البخاري وابن أبي حاتم، قالا: روى عن أبيه، وروى عنه محمد بن فضيل، ولم يذكرا فيه جرحاً. انظر: التاريخ الكبير 2/1/313، والجرح والتعديل 3/523.

2 حجاب أبو عقيل الأنصاري: هوالذي لمزه المنافقون لما جاء بصاع من تمر صدقة، كما في هذا الحديث، فأنزل الله هذه الآية. انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/667، رقم1028.

3 فتح الباري 8/331.

وأما الموصول فقد أخرجه ابن جرير رقم17014 عن ابن وكيع قال: ثنا زيد بن حبان، عن موسى بن عبيدة، به نحوه. وابن وكيع ضعيف.

وأخرجه الطبراني في الكبير ج 4/رقم3598 من طريق أبي كريب، ثنا زيد بن الحباب، حدثني خالد بن يسار، به. ولم يذكر عنده " موسى بن عبيدة " بين زيد بن حباب وخالد ابن يسار. بينما ذكره ابن حجر - كما في الأعلى - معزوا إلى الطبراني ايضا. فلعله سقط من السند في النسخة المطبوعة - والله أعلم. هذا وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/35-36 وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات الاّ أن خالد بن يسار لم أجد من وثّقه ولاجرّحه.

4 فتح الباري 8/335.

أخرجه ابن جرير رقم17031، 17032 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، ومن طريق سعيد كلاهما عن قتادة - مثله. وزاد في آخره "فأنزل الله {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ

} [المنافقون:6] .

5 فتح الباري 8/335.

أخرجه ابن جرير الأرقام17025،17026،17027،17028 من طرق عن ابن أبي نجيح وابن جريج عن مجاهد مثله أو نحوه. ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/254 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر.

ص: 529

[951]

والطبري أيضا وابن أبي حاتم من طريق هشام ابن عروة عن أبيه مثله1.

قوله تعالى: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} الآية:84

[952]

أخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة في هذه القصة قال: فأنزل الله تعالى: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} قال: فذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "وما يغني عنه قميصي من الله، وإني لأرجو أن يسلم بذلك ألف من قومه"2.

قوله تعالى: {يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} الآية: 96

[953]

أخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد أنها نزلت

1 فتح الباري 8/335.

أخرجه ابن جرير رقم17023 عن ابن وكيع وابن أبي حاتم رقم10500 عن هارون ابن إسحاق، قالا: حدثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، به نحوه. وابن وكيع ضعيف.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/253-254 ونسبه إليهما. قال ابن حجر بعد ما أوردها: وهذه طرق وإن كانت مراسيل فإن بعضها يعضد بعضا.

2 فتح الباري 8/336.

أخرجه ابن جرير رقم17058 حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد، عن قتادة - فذكره مطولا.

وهذا إسناد صحيح، لكنه مرسل، وله شواهد صحيحة، تقدمت. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/259 ونسبه إلى أبي الشيخ فقط.

ص: 530

في المنافقين1.

قوله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} الآية: 101

[954]

وروى الطبري وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط أيضا من طريق السدي عن أبي مالك عن ابن عباس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال: "اخرج يا فلان فإنك منافق" فذكر الحديث، وفيه "ففضح الله المنافقين، فهذا العذاب الأول، والعذاب الثاني عذاب القبر"2.

[955]

ومن طريق محمد بن ثور عن معمر عن الحسن {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} قال: عذاب الدنيا وعذاب القبر3.

[956]

وعن محمد بن إسحاق قال: "بلغني" فذكر نحوه4.

1 فتح الباري 8/340.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم10208 حدثنا حجاج بن حمزة ثنا شبابة، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/265-266 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.

2 فتح الباري3/233.

أخرجه ابن جرير رقم17122 وابن أبي حاتم رقم10303 كلا هما من طريق حسين ابن عمرو العنقري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أسباط عن السدي، به فذكره مطولا.

والأثر ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/36-37 وقال: رواه الطبراني في الأوسط. وفيه الحسين بن عمرو ابن محمد العنقري، وهو ضعيف.

3 فتح الباري 3/233.

أخرجه ابن جرير رقم17131 حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، به مثله. وأخرجه عبد الرزاق 1/2/286 عن معمر عن الحسن مثله. وذكره ابن كثير في تفسيره 4/144 عن الحسن تعليقا.

4 فتح الباري 3/233.

أخرجه ابن جرير رقم17135 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق. ولفظه " {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} قال: العذاب الذي وعدهم مرتين، فيما بلغني، غمُّهم بما هم فيه من أمر الإسلام، وما يدخل عليهم من غيظ ذلك غير حِسْبة، ثم عذابهم في القبر إذا صاروا إليه، ثم العذاب العظيم الذين يردّون إليه، عذاب الآخرة والخلد فيه".

ص: 531

قوله تعالى: {وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} الآية: 103

[957]

وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} قال: الزكاة طاعة الله والإخلاص1.

[958]

روى ابن أبي حاتم وغيره بإسناد صحيح عن السدي في قوله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} قال: ادع لهم2.

قوله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} الآية: 108

[959]

وروى مسلم من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال: "هو مسجدكم هذا" 3.

1 فتح الباري 8/316. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره رقم10303 من طريق معاوية بن صالح عن علي ابن أبي طلحة، به مثله.

2 فتح الباري 3/361.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم10305 حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي، ثنا عامر بن الفرات عن اسباط عن السدي، به.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/281 ونسبه الى ابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

3 فتح الباري 7/245.

أخرجه مسلم في صحيحه رقم1398-514 بسنده عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/286-287 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن خزيمة وابن حبان وأبي الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي سعيد الخدري.

ص: 532

[960]

ولأحمد والترمذي من وجه آخر عن أبي سعيد "اختلف رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال أحدهما: هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: هو مسجد قباء، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك فقال: "هو هذا، وفي ذلك - يعني مسجد قباء - خير كثير" 1.

[961]

ولأحمد عن سهل بن سعد2 نحوه3.

[962]

وأخرجه من وجه آخر عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب مرفوعا4.

1 فتح الباري 7/245.

أخرجه الإمام أحمد في مسنده 3/23 ثنا يحيى عن أنيس بن أبي يحيى، قال: حدثني أبي قال: سمعت أبا سعيد، به. وذكره ابن كثير 4/153 برواية الإمام أحمد. وانظر ما قبله.

2 هو سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي، أبو العباس، له ولأبيه صحبة، مشهور، مات سنة ثمان وثمانين. وقيل بعدها، وقد جاوز المائة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/575، رقم2294، والإصابة 3/167، رقم3546، والتقريب 1/336.

3 فتح الباري 7/245.

أخرجه الإمام أحمد 5/331 حدثنا وكيع، حدثنا ربيعة بن عثمان التيمي، عن عمران بن أبي أنس، عن سهل بن سعد الساعدي. ولفظه "قال: اختلف رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال أحدهما: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الآخر: هو مسجد قباء، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه، فقال:"هو مسجدي هذا ". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/13 وقال: رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجالهما رجال الصحيح. وذكره ابن كثير في تفسيره 4/152 برواية الإمام أحمد ثم قال: تفرد به أحمد.

4 فتح الباري 7/245.

قال ابن حجر - بعد ما أورد هذه الروايات -: "والحق أن كلا منهما أسس على التقوى، وجوابه صلى الله عليه وسلم بأن المسجد الذي أسس على التقوى مسجده رفع توهم أن ذلك خاص بمسجد قباء، والله أعلم". اهـ. والحديث أخرجه الإمام أحمد 5/116 حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد الله بن عامر الأسلمي، عن عمران بن أبي أنس، عن سهل بن سعد، عن أبي بن كعب - مرفوعا. ولفظه "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"المسجد الذي أسس على التقوى مسجدي هذا ". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/13 وقال: رواه أحمد وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف. وذكره ابن كثير في تفسيره 4/152 برواية الإمام أحمد ثم قال: تفرد به أحمد.

ص: 533

قوله تعالى: {فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}

[963]

وعند أبي داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "نزلت {فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} في أهل قباء1.

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} الآية: 111

[964]

وفي مرسل محمد بن كعب "قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت، فقال: "أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم". قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: "الجنة". قالوا: ربح البيع، لا نُقِيل ولا نستقيل2 فنزل {إِنَّ

1 فتح الباري 7/245.

أخرجه أبو داود رقم44 - في الطهارة، باب في الاستنجاء بالماء -، والترمذي رقم3100 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة التوبة -، وابن ماجه 357 - في الطهارة، باب الاستنجاء بالماء - قالوا: حدثنا أبو كريب، حدثنا معاوية بن هشام، عن يونس بن الحارث، عن إبراهيم بن أبي ميمونة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به. وزادوا في آخره "قال: كانوا يستنجون بالماء، فنزلت هذه الآية فيهم". قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم34. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/288-289 وزاد نسبته إلى أبي الشيخ وابن مردويه.

2 يقال: أقاله يُقِيله إقالة، وتقايلا: إذا فسخا البيع، وعاد المبيعُ إلى مالكه والثمنُ إلى المشتري، إذا كان قد ندم أحدهما أو كلاهما، وتكون الإقالة في البيعة والعهد. واستقاله: أي طلب إليه أن يُقيله. انظر: النهاية 4/134 مادة "قيل".

ص: 534

اللَّهَ اشْتَرَى} الآية1.

قوله تعالى:

{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} الآية: 113

[965]

وروى الطبري من طريق شبل عن عمرو بن دينار قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك، فلا أزال أستغفر لأبي طالب حتى ينهاني عنه ربي"، فقال أصحابه: لنستغفرن لآبائنا كما استغفر نبينا لعمه، فنزلت2.

[966]

وقد أخرج الحاكم وابن أبي حاتم من طريق أيوب بن هانئ3،

1 فتح الباري 6/4.

لم يعزه ابن حجر لأحد، والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/294 ولم ينسبه إلا إلى ابن جرير. هذا وقد أخرجه ابن جرير رقم17270 حدثنا الحارث، قال: حدثنا عبد العزيز، قال: حدثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا: قال عبد الله ابن رواحة - فذكر مثله.

قلت: وإسناده مرسل، فإن محمد بن كعب القرظي تابعي، لم يشهد الواقعة، ولم يصرح بتحمل الرواية عن الصحابي.

2 فتح الباري 8/508.

قال ابن حجر: وهذا فيه إشكال، لأن وفاة أبي طالب كانت بمكة قبل الهجرة اتفاقا.

والحديث أخرجه ابن جرير رقم17327 حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن عمرو بن دينار، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/300 ونسبه إلى ابن جرير فقط.

قلت: وهو مرسل مع صحة إسناده. هذا وقد صحّ أن هذه الآية نزلت في قصة أبي طالب لما همّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر له حين توفي على الشرك، أخرجه البخاري رقم4772 من طريق سعيد بن المسيب، عن أبيه.

3 أيوب بن هانئ الكوفي، روى عن مسروق بن الأجدع، وعنه ابن جريج. قال أبو حاتم: شيخ صالح، وقال الدارقطني: يعتبر به. وقال ابن معين: ضعيف. وقال ابن عدي: لا أعرفه. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال عنه ابن حجر: صدوق فيه لين. انظر ترجمته في: التهذيب 1/362، والتقريب 1/91.

ص: 535

عن مسروق، عن ابن مسعود قال "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى المقابر فاتبعناه، فجاء حتى جلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى، فبكينا لبكائه، فقال: "إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي، واستأذنت ربي في الدعاء لها، فلم يأذن لي، فأنزل عليّ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} 1.

[967]

وفي رواية الطبري من طريق فضيل بن مرزوق2 عن عطية "لما قدم مكة وقف على قبر أمه حتى سخنت عليه الشمس رجاء أن يؤذن له فيستغفر لها فنزلت3.

1 فتح الباري 8/508.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم10051، والحاكم في المستدرك 2/336، والواحدي في أسباب النزول ص 215 كلهم من طريق أيوب بن هانئ، عن مسروق بن الأجدع، عن عبد الله بن مسعود - نحوه. وقال الحاكم: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه، هكذا بهذه السياقة، إنما أخرج مسلم حديث يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة فيه مختصراً. وتعقبه الذهبي قائلا: أيوب بن هانئ ضعفه ابن معين. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/302-303 ونسبه إلى ابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

وللحديث شاهد من حديث بريدة، أخرجه أحمد 5/355 بسند صحيح نحوه، ولم يذكر فيه نزول الآية. قال ابن حجر: وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى قبر أمه لما اعتمر فاستأذن ربه أن يستغفر لها فنزلت هذه الآية. انظر: فتح الباري 8/508.

2 فضيل بن مرزوق الأغر، الرقاشي، الكوفي، أبو عبد الرحمن، روى عن أبي إسحاق السبيعي وعطية العوفي والأعمش وغيرهم، قال عنه ابن حجر:"صدوق يهم، ورمي بالتشيع"، مات في حدود سنة ستين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/268، والتقريب 2/113.

3 فتح الباري 8/508. أخرجه ابن جرير رقم17329 حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: ثنا فضيل، عن عطية، به. قلت: وعطية هو العوفي ضعيف.

ص: 536

[968]

وللطبراني من طريق عبد الله بن كيسان1 عن عكرمة عن ابن عباس نحو حديث ابن مسعود وفيه "لما هبط من ثنية عسفان" وفيه نزول الآية في ذلك2.

[969]

أخرج أحمد من طريق أبي إسحاق، عن أبي الخليل3، عن علي قال: سمعت رجلا يستغفر لوالديه وهما مشركان، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ} الآية4.

1 عبد الله بن كيسان أبو مجاهد المروزي، روى عن عكرمة، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو ضعيف الحديث. انظر: الجرح والتعديل 5/143.

2 فتح الباري 8/508.

أخرجه الطبراني في الكبير ج 11/رقم12049 حدثنا محمد بن علي المروزي، حدثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن المنيب، ثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس - فذكره مطولا. وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 4/159 برواية الطبراني هذه، ثم قال: وهذا حديث غريب وسياق عجيب. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/120 وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه أبو الدرداء عبد العزيز بن المنيب عن إسحاق بن عبد الله، عن أبيه، عن عكرمة. ومن عدا عكرمة لم أعرفهم ولم أر من ذكرهم.

قلت: وعبد الله بن كيسان ضعيف، وابنه إسحاق، ليّنه الحاكم. انظر التعليق على رقم 750.

والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/302 ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه.

قال ابن حجر - بعد إيراد هذه الطرق -: فهذه طرق يعضد بعضها بعضا، وفيها دلالة على تأخر نزول الآية عن وفاة أبي طالب.

3 هو عبد الله بن الخليل، أو ابن أبي الخليل الحضرمي، أبو الخليل الكوفي، روى عن عمر وعلي وابن عباس وزيد بن أرقم، وعنه أبو إسحاق السبيعي وعامر الشعبي والأعمش وإسماعيل بن رجاء، ذكره ابن حبان في الثقات. وفي التقريب "مقبول". انظر ترجمته في: التهذيب 5/174، والتقريب 1/412.

4 فتح الباري 8/508. =

ص: 537

[970]

وروى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قال المؤمنون ألا نستغفر لآبائنا كما استغفر إبراهيم لأبيه؟ فنزلت1.

[971]

ومن طريق قتادة قال: "ذكرلنا أن رجلا " فذكر نحوه2.

قوله تعالى: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} الآية: 114

[972]

أخرج الطبري من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} قال: كان ذلك في الحياة

= أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/99، 130-131، والترمذي في سننه رقم3101 - في تفسير سورة التوبة -، والنسائي في سننه رقم2036 - في الجنائز، باب النهي عن الاستغفار للمشركين -، وأبو يعلى في مسنده رقم335، 619، وابن جرير في تفسيره رقم17334، وابن أبي حاتم في تفسير سورة التوبة رقم1700، والحاكم 2/335 والضياء في المختارة رقم585 كلهم من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الخليل، عن علي، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. كما حسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن النسائي رقم1925. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/300 وزاد نسبته إلى الطيالسي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان.

1 فتح الباري 8/508.

أخرجه ابن جرير رقم17349 حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. قلت: وهذا مرسل مع صحة إسناده.

2 فتح الباري 8/508.

أخرجه ابن جرير رقم17333 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. ولفظه "قوله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} الآية، ذكر لنا أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا نبي الله، إن من آبائنا من كان يحسن الجوار، ويصل الأرحام، ويفك العاني، ويوفي بالذمم، أفلا نستغفر لهم؟ قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بلى والله لأستغفرنَّ لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه"، قال: فأنزل الله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} ". وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/301 ونسبه إلى ابن جرير فقط. قلت: وهذا مرسل مع صحة إسناده.

ص: 538

الدنيا لما مات آزر مشركا، وإسناده صحيح1.

[973]

وفي رواية "فلما مات لم يستغفر له"2.

[974]

ومن طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس نحوه قال: استغفر له ما كان حيا، فلما مات أمسك3.

[975]

وأورده أيضا من طريق مجاهد وقتادة وعمرو بن دينار نحو ذلك4.

[976]

وأخرج الطبري من طريق عبد الملك بن أبي سليمان5

1 فتح الباري 8/500.

أخرجه ابن جرير رقم17343 حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن حبيب، به نحوه. ولفظه "ما زال إبراهيم يستغفر لأبيه حتى مات، فلما تبين له أنه عدوّ لله تبرأ منه".

2 فتح الباري 8/500.

أخرجه ابن جرير رقم17345 حدثني الحارث، قال: حدثنا عبد العزيز، قال: حدثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. ولفظه "لم يزل إبراهيم يستغفر لأبيه حتى مات، فلما مات لم يستغفر له ".

3 فتح الباري 8/500.

أخرجه ابن جرير رقم17346 حدثني المثنى، قال: حدثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، به.

4 فتح الباري 8/500.

أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير الأرقام 17347-17350 من طرق عن مجاهد - نحوه.

وأما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير 17354 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. ولفظه " {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ} قال: لما مات على شركه تبرأ منه".

وأما أثر عمرو بن دينار فأخرجه ابن جرير أيضا رقم17352 حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن عمرو بن دينار. ولفظه " {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} قال: موته وهو كافر ".

5 هو عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، روى عن سعيد بن جبير وغيره، وعنه حفص بن غياث وغيره. صدوق له أوهام. انظر ترجمته في: التهذيب 6/352، والتقريب 1/519. هذا وقد وقع في رواية الطبري مصحفا إلى "عبد الله بن سليمان".

ص: 539

سمعت سعيد بن جبير يقول: إن إبراهيم يقول يوم القيامة: ربّ والدي، ربّ والدي، فإذا كان الثالثة أخذ بيده فيلتفت إليه وهو ضِبعان1 فتبرأ منه2.

[977]

ومن طريق عبيد بن عمير قال: يقول إبراهيم لأبيه إني كنت آمرك في الدنيا وتعصيني، ولست تاركك اليوم فخذ بحقوي، فيأخذ بضبعيه، فيمسخ ضبعا، فإذا رآه إبراهيم مسخ تبرأ منه3.

قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ}

[978]

وصل وكيع في تفسيره من طريق أبي إسحاق عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل قال: الأواه الرحيم بلسان الحبشة4.

1 الضِبعان - بكسر فسكون - ذكر الضباع، لا يكون بالألف والنون إلا للمذكر، والأنثى "الضبع" - بفتح فضم -، ويقال للذكر أيضا "ضبع". انظر: القاموس المحيط باب العين، فصل الضاد، ص 666.

2 فتح الباري 8/501.

أخرجه ابن جرير رقم17359 حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا حفص بن غياث، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، قال: سمعت سعيد بن جبير، به.

3 فتح الباري 8/501.

أخرجه ابن جرير رقم17360 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن عبيدة بن عمير، به في أثر طويل - في أوله حديث الصراط -.

وقال ابن حجر - عقب ذكر القولين -: "ويمكن الجمع بين القولين بأنه تبرأ منه لما مات مشركا فترك الاستغفار له، لكن لما رآه يوم القيامة أدركته الرأفة والرقة فسأل فيه، فلما رآه مسخ يئس منه حينئذ فتبرأ منه أبديا".

4 فتح الباري 6/389.

أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/13 بسنده إلى وكيع، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. وأخرجه ابن جرير رقم17389 من طريق أبي خيثمة زهير، قال: حدثنا أبو إسحاق الهمداني، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/306 ونسبه إلى ابن جرير وأبي الشيخ.

ص: 540

[979]

وروى ابن أبي حاتم من طريق ابن مسعود بإسناد حسن قال: الأواه الرحيم، ولم يقل بلسان الحبشة1.

[980]

ومن طريق عبد الله بن شداد2 أحد كبار التابعين قال: قال رجل: يا رسول الله، ما الأواه؟ قال:"الخاشع المتضرع في الدعاء"3.

1 فتح الباري 6/389.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم10063 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا وكيع، ثنا الأعمش، عن الحكم عن يحيى بن الجزار أن أبا العبيدين سأل عبد الله عن الأواه؟ - فذكره. وقد حسّن ابن حجر إسناده كما هو أعلاه. وأخرجه ابن جرير الأرقام 17370-17378 من طرق عن أبي العبيدين، به.

وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/290، وابن جرير رقم17385 كلاهما من طريق عبد الكريم الجزري، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود، به.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/305-306 ونسبه إلى عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ عن أبي العبيدين قال: سألت عبد الله بن مسعود، فذكره.

2 عبد الله بن شداد بن الهاد اللّيْثي أبو الوليد المدني، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئا. ثقة روى له الجماعة. قال الميموني: سئل أحمد: أسمع عبد الله بن شداد من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا؟ قال: لا، وكانت وفاته سنة إحدى أو اثنتين وثمانين للهجرة. اهـ. انظر الجرح والتعديل 5/80 وأسد الغابة 3/276 رقم3006 وتهذيب التهذيب 5/222، والتقريب 1/422.

3 فتح الباري 6/389.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم10062 حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، أنبأ عبد الله ابن المبارك، أنبأ عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن عبد الله ابن شداد، به. وذكر في آخره "قال:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} ". وأخرجه ابن جرير رقم17417 من طريق عبد الرحمن بن مغراء، عن عبد الحميد بن بهرام، به.

قلت: وهو مرسل؛ فإن عبد الله بن شداد هو ابن الهاد تابعي، وقد تقدمت ترجمته. وشهر بن حوشب كثير الإرسال والأوهام. انظر التقريب 1/355.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/305 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه.

ص: 541

[981]

ومن طريق ابن عباس قال: الأواه الموقن1.

[982]

ومن طريق مجاهد قال: الأواه الحفيظ، الرجل يذنب الذنب سرا ثم يتوب منه سرا2.

[983]

ومن وجه آخر عن مجاهد قال: الأواه المنيب الفقيه الموفق3.

[984]

ومن طريق الشعبي قال: الأواه المُسَبِّح4.

[985]

ومن طريق كعب الأحبار5 في قوله "أوّاه" قال: كان إذا ذكر

1 فتح الباري 6/389.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم10064 حدثنا أبي، ثنا أبو نعيم، ثنا حسن بن صالح، عن مسلم، عن مجاهد، عن ابن عباس، به. وأخرجه ابن جرير رقم17392 من طريق حميد بن عبد الرحمن، عن حسن، عن مسلم، به. وأخرجه الأرقام 17390-17391 و17398 من وجهين آخرين، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/306 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/306 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق مجاهد، عن ابن عباس.

2 فتح الباري 6/389.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم10071 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا طلحة بن سنان، عن ليث، عن صاحب له، عن مجاهد، به.

وإسناده ضعيف؛ ففيه ليث وهو ابن أبي سليم ضعيف، وفيه أيضا راوٍ لم يسم.

3 فتح الباري 6/389.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم10068 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا طلحة بن سنان، عن ليث، عن مجاهد بلفظ "الأواه: المنيب ". قلت: وإسناده ضعيف، ففيه ليث ضعيف.

4 فتح الباري 6/389.

أخرجه ابن أبي حاتم رقم10072 حدثنا علي بن الحسين، ثنا شعيب بن سلمة الأنصاري، ثنا إبراهيم ابن عيينة، أنبأنا زكريا عن الشعبي، به.

5 هو كعب بن ماتع الحميري، أبو إسحاق، المعروف بكعب الأحبار، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن عمر وصهيب وعائشة. وعنه أبو هريرة وابن عباس وعطاء بن أبي رباح وعبد الله بن رباح الأنصاري وغيرهم. ثقة مخضرم، كان من أهل اليمن فسكن الشام، مات في خلافة عثمان، وقد زاد على المائة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/393، والتقريب 2/135.

ص: 542

النار قال أوّاه من عذاب الله1.

1 فتح الباري 6/389.

أخرجه ابن جرير الأرقام 17412-17414 من طرق عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح، عن كعب، به.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 4/305 ونسبه إلى عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان عن كعب رضي الله عنه.

ص: 543