المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌يوسف النائب (1) وممن يعد من ذلك البيت يوسف النائب، والشهاب - الروض النضر في ترجمة أدباء العصر - جـ ١

[عصام الدين العمري]

الفصل: ‌ ‌يوسف النائب (1) وممن يعد من ذلك البيت يوسف النائب، والشهاب

‌يوسف النائب

(1)

وممن يعد من ذلك البيت يوسف النائب، والشهاب الثاقب.

عزيز مصر الكمال الذي تجري من تحته انهار الفضائل. والراقي إلى سرير المعال، الذي لم يكن له في سلطنة المعارف مماثل. تملك خزائن المعالي في الأرض، ونشر ألوية المجد في الطول والعرض.

فجاءته سيادة الأدب فأدلت دلوها إليه، وأسرت بضاعة فضلها التي انتشرت لديه، وشروا متاع أدبه بثمن غير معدود، وأكرموا مثوى كماله الذي هو لجميع الأنام مشهود. فمكنه في أرض الأدب علو شأنه، فآتاه الله حكما وعلما جزاء لفضله وإحسانه، عصر من خمرة الأدب ما يخامر العقول، وحصد من سنبل الكمال ما يعجز البلغاء ويعيي الفحول. دخل مدينة الأدب من أبواب متفرقة، فكانت أنواع المعارف إليه نازلة ولديه متطرقة.

(1) ترجم له صاحب منهل الاولياء 1/ 249 فقال: الشيخ يوسف النائب صهر ياسين المفتي. كان عالم وقته عير مدافع، جمع المعقول والمنقول، وأحاط بأنواع الفروع والاصول. أصله من الاكراد، استخلصه ياسين لنفسه فجعله على خزائن علمه وسره لما شام في مطالع افقه من الاستعداد التام والفضل الوافر فزوجه كريمته، وجعله عزيز مصره، وتخرج عليه وعلى غيره من علماء الاكراد، وولاه النيابة على أموره كما ولاه نيابة الحكم والقضاء.

وكان دمث الاخلاق لين العريكة، ظريف المحاضرة، متواضع النفس، طيب الثناء خبيرا بدقائق الفقه، والاصول، والفرائض، والحساب. وكانت اليه المدرسة النبوية الجرجيسية على صاحبها التحية.

وانتفع به خلق كثير. وتوفي بعد ياسين المفتي بسنوات، واظن انه بعد الاربعين، اعني في العشرة الخامسة والله اعلم (انتهى).

وقد ترجم له صاحب شمامة العنبر ص 258 ولم يذكر له شيئا من الشعر.

ص: 402

جهز أرباب الفضل بجهازهم، وعرف أصحاب المكارم بحقيقتهم ومجازهم. فما بقي حاجة من الفضل في نفسه إلا وقضاها، ولا صحيفة من الأدب إلا وختمها وأمضاها. فآوى إليه أخاه الكمال، وأخذ عليه موثقا أن لا يتجاوزه معال. فخرت إليه أرباب الأدب سجدا، واتخذوا فناء داره معبدا، وحلبة مجده مسجدا. فهو الفريد العصر، والمد الذي ماله جزر. طويل الباع، البديع اليراع. قضى عمره بالتدريس والنيابة، ولم يبق من الكمال شيء حتى أحرزه وأصابه. تفرد في كل باب، وأخذته المنية ولم تهاب، وان في ذلك لعبرة لأولي الألباب. انطوت صكوك علمه في سجل عمره كانطواء الكتاب، فكان محصوله من متاع الدنيا ما يحسبه الظمآن ماء فإذا هو سراب.

ليبك عليه خطه وبنانه

فذا مات واشيه وذا مات ساحره

ص: 403