المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ رحلاته، وشيوخه، وتلاميذه، وعلمه: - السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم

[السخاوي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌ المال وأحكامه:

- ‌ متى يذم المال

- ‌ متى يمدح المال

- ‌ المال كغيره من الشهوات:

- ‌ فصل النزاع:

- ‌الفصل في المسألة:

- ‌ الصحابة والمال:

- ‌ مراتب الناس في حظوظهم في المال:

- ‌ أهمية التفصيل في التفضيل وثمرته:

- ‌ رسالة السَّخاوي «السِّر المكتوم» :

- ‌ تعريف عام

- ‌ صحة نسبة الرسالة للمصنف:

- ‌ وصف النسخة الخطية المعتمدة في التحقيق:

- ‌ ترجمة الناسخ:

- ‌ ترجمة المصنِّف

- ‌ اسمه، ونسبه، ولقبه، وكنيته:

- ‌ مولده، ونشأته:

- ‌ رحلاته، وشيوخه، وتلاميذه، وعلمه:

- ‌ ملازمته للحافظ ابن حجر، واستفادته منه، ومدحه له:

- ‌ مدحه، والثناء عليه:

- ‌ مؤلفاتهُ

- ‌ المطبوع منها

- ‌ ما وقع بينه وبين عصريه السيوطي:

- ‌ وفاته:

- ‌السِّرُ المكتومُ

- ‌جواز الحرص على الاستكثار من المال الحلال لمن وثق من نفسه بالشكر عليه

- ‌قصة الأبرص والأقرع والأعمى

- ‌«الدنانير والدراهم خواتيم الله في أرضه

- ‌جواب في الجمع بين حديثين

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌ نسخة أخرى لهذا الجواب:

- ‌ عملي في التحقيق:

الفصل: ‌ رحلاته، وشيوخه، وتلاميذه، وعلمه:

التحق بالمكتب صغيراً عند المؤدّب الشريف: عيسى بن أحمد المقسي، فأقام عنده يسيراً، ثم تفقه على زوج أخته الفقيه الصالح البدر: حسين بن أحمد الأزهري، فقرأ عنده القرآن، وصلى به للناس التراويح في رمضان، على عادتهم في ذلك إذا أكمل الطالب حفظ القرآن الكريم.

ثم توجّه به أبوه للفقيه المجاور لسكنه الشيخ المفيد: محمد بن أحمد النحريري الضرير.

ثم توجه إلى الفقيه: محمد بن عمر الطباخ، وحفظ عنده بعض «عمدة الأحكام» .

ثم انتقل للعلامة الشهاب ابن أسد، فأكمل عنده حفظها، وحفظ «التنبيه» ، و «المنهاج» ، و «ألفية ابن مالك» ، و «النخبة» ، وتلا عليه لأبي عمرو، ثم لابن كثير، وسمع عليه غيرهما من الروايات إفراداً وجمعاً، وتدرَّب به في المطالعة والقراءة، وصار يشارك غالب من يتردَّد إليه، للتفهُّم في الفقه، والعربية، والقراءات، وغيرها.

ونستطيع أن نتبيّن بعض ملامح نشأة السَّخاوي العلمية، وكونه من عائلة ذات اهتمامات علمية، من خلال الوقوف على ترجمة جده محمد بن أبي بكر ابن عثمان (والد أبيه) - «الضوء اللامع» (7/175- 177) ، وجده الآخر - «الضوء» (4/124- 125) ، وأبيه - «الضوء» (7/205) ، وشقيقه أبي بكر بن عبد الرحمن - «الضوء» (11/44-46) ، وعمه أبي بكر بن محمد - «الضوء» (11/73) ، وأولاد أخيه -محمد بن عبد القادر (8/67) ، ومحمد عز الدين أبي اليمن بن أبي بكر (7/171) ، وزين العابدين محمد بن أبي بكر (11/172-173) -، وابنه أحمد (2/ 120) ، وعنايته المبكرة به علميّاً.

•‌

‌ رحلاته، وشيوخه، وتلاميذه، وعلمه:

جاب السَّخاوي البلادَ وجالَ، وجدّ في الرحلة والطلب، وارتحل إلى

ص: 38

حلب، ودمشق، وبيت المقدس، والخليل، ونابلس، والرملة، وحماة، وبعلبك، وحمص، ودخل وسمع في كثير من المدن والقرى التي في الطرق إليها، بحيث زاد عدد من أخذ عنهم- عن الأعلى والدُّون والمساوي- على أَلف ومئتين، وزادت الأماكن التي تحصَّل فيها من البلاد والقرى على الثمانين.

وقد سجَّل لنا السَّخاوي كثيراً من أحداث هذه الرحلات العلمية التي قام بها، فقد ألَّف «الرحلة الحلبية وتراجمها» ، و «الرحلة المكية» ، و «الرحلة السكندرية» ، إضافة إلى مصنَّفه «البلدانيات العليات» ، الذي ذكر فيه أسماء ثمانين بلدة دخلها وسمع بها، مع تخريج حديثٍ، أو أثرٍ، أو شعرٍ، أو حكايةٍ؛ عن أحد شيوخه في تلك البلدة بإسناده، أضف إلى ذلك «معجمه» الذي سجل فيه أسماء شيوخه الذين أخذ عنهم، وسماه:«بغية الراوي بمن أخذ عنه السَّخاوي» ، أو «الامتنان بشيوخ محمد ابن عبد الرحمن» ، كما سيأتي وصفه في مكانه.

كما أن الحافظ السَّخاوي رحمه الله أمضى كثيراً من سنوات عمره مجاوراً في مكة والمدينة.

وقد حاولنا من خلال إجراء مسح شامل لمصنفاته، خاصة «الضوء اللامع» ، و «التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة» ، تحديد أماكن ارتحاله وإقامته، فوقفنا من ذلك على ما ملخصه:

1-

لم يغادر مصر طوال سنوات حياة شيخه الحافظ ابن حجر؛ حتى لا يفوته شيء من علمه، وكان أثناء ذلك يحرص أشد الحرص على لقاء الغرباء والوافدين واختبار أحوالهم - «الضوء اللامع» (1/77) .

2 -

جاور في مكة خمس مرات - «الضوء» (3/118) - كانت المجاورة الأولى منها سنة (إحدى وستين وثمان مئة) - «الضوء» (10/ 170) - وكان في مكة خلال السنوات التالية:

ص: 39

- (ست وخمسين) - «الضوء» (1/334-335) ، (2/59) ، (10/ 331) ، (12/64) .

- (تسع وستين) - «الضوء» (9/170) .

- (سبعين) - «الضوء» (5/185) ، وحج فيها (12/72) .

- (إحدى وسبعين) - «الضوء» (2/134، 154)(6/270) ، (7/ 277) .

- (أربع وسبعين) - «الضوء» (7/292) .

- (ست وثمانين)(1) - «الضوء» (2/322) ، (6/280) ، (8/56، 115) .

- (سبع وثمانين) - «الضوء» (3/138) ، (11/135، 137) .

وعاد خلالها من مكة إلى القاهرة، فوصل القاهرة في أول سنة (ثمان وثمانين) - «الضوء» (8/67) .

- (اثنين وتسعين) - «الضوء» (2/81، 290) ، (7/243) ، (11/ 135) .

- (ثلاث وتسعين) - «الضوء» (1/344) ، (2/86) ، (6/275، 306) .

- (أربع وتسعين) - «الضوء» (1/250) ، (6/275) ، (7/220، 279) . وغادرها أثناء هذه السنة - «الضوء» (11/93) .

- (خمس وتسعين) ، وعاد خلالها إلى القاهرة - «الضوء» (2/184) ، (3/240) .

- (ست وتسعين) - «الضوء» (5/274) ، (7/171) ، (9/164) .

- (سبع وتسعين) - «الضوء» (2/81، 290) ، (7/243) ، (11/135) .

- (ثمان وتسعين) - «الضوء» (7/240) ، وتوجه خلالها إلى المدينة ثم

(1) ثم تبين لنا من «إرشاد الغاوي» (ق 65/ب) أن السخاوي جاور سنة (خمس وثمانين) ومعه أمه وعياله، واستمرت هذه المجاورة إلى آخر سنة (سبع وثمانين) ، فتكون هذه المجاورة والتي بعدها (واحدة) لا (اثنتين) .

ص: 40

عاد. فقد قال في ترجمة أحدهم في «الضوء» (3/157) : «وزار المدينة غير مرة، وكان في قافلتنا سنة (ثمان وتسعين) ، ذهاباً وإياباً» .

- (تسع وتسعين) - «الضوء» (5/274) ، (10/148) ، (11/145) .

3 -

كان في القاهرة خلال السنوات التالية -بعد خروجه منها بعد وفاة شيخه كما تقدم-:

- (ست وسبعين) - «الضوء» (9/66) .

- (سبع وسبعين) - «الضوء» (8/34) .

- (تسعين) - «الضوء» (9/105، 200) ، (10/293) .

- (اثنتين وتسعين) - «الضوء» (9/241) ، وذهب (1) خلالها للحج ثم عاد إليها.

- (خمس وتسعين) - «الضوء» (9/165) .

- (ست وتسعين)(2) - «الضوء» (11/195) .

4 -

كما أنه كان في حلب سنة تسع وخمسين (3) - «الضوء» (1/242) ، وكذلك في نابلس - «الضوء» (8/69) .

5 -

وجاور بالمدينة النبويَّة مرتين - «الضوء» (5/20) -، الثانية منهما سنة (ثمان وتسعين) - «الضوء» (9/104) -، وكان فيها خلال السنوات التالية:

(1) ومعه أمه وعياله، وأخوه عبد القادر وابنه وعيالهما.

(2)

ومعه والدته وأهله، وابن أخيه وأولاده، واستمر مقيماً بمكة، وماتت أمه في سنة (سبع وتسعين) من رمضان، ثم سافر إلى المدينة في جمادى الآخرة، من سنة (ثمان) هو وأهله، وصام بها رمضان، ثم عاد إلى مكة في شوال، وأفاد واستفاد كثيراً، وبقي يحدث فيها حتى سنة (إحدى وتسع مئة) ، فاتجه إلى المدينة، فوطنها يوم الاثنين التاسع عشر من ذي الحجة، فاستقر بها بالمدرسة الزينية، تجاه باب الرحمة، وبقي يحدث بها إلى وفاته.

(3)

له فيها مصنف خاص، ولخّص أحداثها في «الضوء اللامع» (8/8) ، «إرشاد الغاوي» (ق 27/ب) .

ص: 41

- (ست وخمسين) - «التحفة اللطيفة» (2/395) ، (3/541) .

- أواخر سنة (سبع وخمسين) - «الضوء» (5/109) .

- (سبع وثمانين) - «التحفة» (2/439) -، دخلها أثناء السنة - «التحفة» (1/143) .

- (ثمان وثمانين) ، وكان جاور قبلها- «التحفة» (2/156) .

- (ثمان وتسعين) - «التحفة» (1/107، 494) ، «الضوء» (9/48) .

وقد نصّص السَّخاوي في مقدمة «الضوء اللامع» أنه ترجم فيه لجميع شيوخه وتلاميذه، وكان أثناء تراجمهم ينبه على ذلك، ويبسط القول فيه، كأن يذكر أسماء المصنّفات التي قرأها على شيخه، أو قرأها تلميذه عليه، ومكان اللقاء، وتاريخه، ونحو ذلك، ولعل شيوخه المترجمين في «الضوء اللامع» و «التحفة اللطيفة» قد بلغوا مئات، وأكثر منهم تلاميذه.

وقد أفرد السَّخاوي كلاًّ منهم بالتصنيف، كما تقدَّم.

ثم إن السَّخاوي تولَّى التدريس بعدة مدارس، منها المدرسة الصَّرْغَتْمَشيّة (1) بالقاهرة -كما ذكر في «الضوء اللامع» (5/294) -، والمدرسة البرْقوقِية (2) - «الضوء» (1/210) -، ومدرسة السلطان الأشرف بمكة -كما يأتي عند ذكر وفاته-، والمدرسة الكاملية (3) ، والتي وقع له بها حادثة، سجلها في مصنفه:

(1) نسبة إلى الأمير سيف الدين صرغتمش الناصري، بناها سنة (ست وخمسين وسبع مئة) ، وهي خارج القاهرة بجوار جامع ابن طولون، بينه وبين قلعة الجبل. وكان الأمير قد وقفها للحنفية. انظر:«وجيز الكلام» (1/88) ، «الخطط» (2/403) .

(2)

نسبة إلى السلطان برقوق، انتهى منها سنة (ثمان وثمانين وسبع مئة) ، تعرف بعد ذلك بجامع برقوق، بشارع المعز لدين الله الفاطمي بالنحاسين. انظر:«وجيز الكلام» (1/286) .

(3)

نسبة إلى السلطان الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب (ت 635هـ) ، بنى هذه المدرسة سنة (اثنتين وعشرين)، وتقع بخط بين القصرين بالقاهرة. انظر:«الخطط» (2/375) للمقريزي. =

ص: 42