الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إنه انفرد بفنّه، وطار اسمه في الآفاق به، وكثرت مصنّفاته فيه وفي غيره، وكثير منها طار شرقاً وغرباً، شاماً ويمناً، ولا أعلم الآن من يعرف علوم الحديث مثله، ولا أكثر تصنيفاً، ولا أحسن، وكذلك أخذها عنه علماء الآفاق، من المشايخ والطلبة والرفاق، وله اليد الطولى في المعرفة بأسماء الرجال، وأحوال الرواة، والجرح والتعديل، وإليه يشار في ذلك، ولقد قال بعض العلماء: لم يأت بعد الحافظ الذهبي مثله سلك هذه المسالك، وبعده مات فن الحديث، وأسف الناس على فقده، ولم يخلف بعده مثله» .
ولا يفوتنا التنبيه على أن السَّخاوي رحمه الله كان حريصاً على تسجيل ثناء الناس عليه، سواء شيوخه أم تلاميذه، أو حتى العامة ممن يلتقي بهم، حتى أفرد بالتصنيف كتاباً سماه: «من أثنى عليه من العلماء والأقران
…
» ؛ بل عقد فصلاً أثناء ترجمته نفسه في «الضوء اللامع» (1) لمن أثنى عليه، إضافة إلى ذكره عبارة كل منهم أثناء ترجمته من «الضوء اللامع» ، أو «التحفة اللطيفة» ، أو الإشارة -على الأقل- إلى أنه كان يفعل ذلك.
ويبدو لنا أن سبب هذا الحرص الشديد: ما كان بين السَّخاوي وبعض معاصريه من التنافس، خاصة عصريَّه الحافظ السيوطي -كما يأتي-.
•
مؤلفاتهُ
(2) :
إن الحافظ شمس الدين السخاوي (831-902هـ) من العلماء المكثرين من التصنيف في جوانب عديدة من العلوم الإسلامية، خاصة علْمي الحديث والتاريخ، وما زال المطبوع منها شيئاً قليلاً، وقد امتازت مؤلفاته بالتحرير
(1)(8/19- 32) .
(2)
جمعتها في ثبت، ورتبتها على حروف المعجم، وصدر أول مرة عام (1419هـ) ، وفيه (270) عنواناً، ثم زدت عليه وحققته وأضفت إليه وبلغت الكتب التي فيه (348) مؤلفاً، سيصدر قريباً -إن شاء الله تعالى-.
والجودة، حتى استحقت ثناء العلماء المُنْصِفين.
قال العيدروسي في «تاريخ النور السافر» (ص20) : «وتصانيفه إليها النهاية في الشهادة له لمزيد علوّه وفخره» . وقال (ص21) : «وقرظ أشياء من تصانيفه غير واحد من أئمة المذهب....، وكتب الأكابر بعضها بخطوطهم، حتى قال بعضهم: إن لم تكن التصانيف هكذا، وإلا فلا» .
وقال ابن العماد في «شذرات الذهب» (8/16) : «وصنَّف كتباً إليها النهاية، لمزيد علوه وفصاحته» .
وقال تلميذه جار الله ابن فهد -كما في «البدر الطالع» (2/185-186) : - «
…
ولقد -والله العظيم- لم أر في الحفَّاظ المتأخرين مثله، ويعلم ذلك كل من اطلع على مؤلفاته أو شاهده، وهو عارف بفنه، منصف في تراجمه، ورحم الله جدّي حيث قال في ترجمته: إنه انفرد بفنه، وطار اسمه في الآفاق به، وكثرت مصنفاته فيه وفي غيره، وكثير منها طار شرقاً وغرباً، شاماً ويمناً، ولا أعلم الآن من يعرف علوم الحديث مثله، ولا أكثر تصنيفاً ولا أحسن.
وكذلك أخذها عنه علماء الآفاق من المشايخ والطلبة والرفاق، وله اليد الطُّولى في المعرفة بأسماء الرجال، وأحوال الرواة، والجرح والتعديل، وإليه يشار في ذلك
…
» .
وقال اللكنوي في «التعليقات السنية» (ص38) : «وقد طالعت من تصانيفه
…
» وذكر جملة منها، وقال:«وكلها نفيسة جداً، مشتملة على فوائد مطربة» .
وفي «ثَبَت البلوي» (ص375) أن السَّخاوي أخبر عن نفسه: «أن له مئة وستين تأليفاً» . وذكر الأسدي في «ذيل طبقات الشافعية» (ق 90/ب) ؛ أن مؤلفات السخاوي تبلغ المئتين، إلى ذلك الوقت، وإلا
…
فقد نقل الكتاني في «فهرس الفهارس» (2/989) أن مؤلفاته «تنيف على أربع مئة مجلد، كما ذكر وفصَّل في كثير من إجازاته» .