الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد اعتذر الشوكاني في «البدر الطالع» (2/187) عن صنيع السَّخاوي في تاريخه «الضوء اللامع» فقالَ:
•
وفاته:
قال الغزِّي في «الكواكب السائرة» (1/54) :
«ورأيت بخط بعض أهل العلم أن السَّخاوي توفي سنة (خمس وتسعين وثماني مئة) ، وهو خطأ (2) بلا شك، فإني رأيت بخط السَّخاوي على كتاب «توالي التأنيس (3) بمعالي ابن إدريس الشافعي» ، للحافظ ابن حجر، أنه قرىء عليه في مجالس، آخرها يوم الجمعة، ثامن شهر المحرم، سنة (سبع وتسعين وثمان مئة) ، بمنزله من مدرسة السلطان الأشرف قايتباي، بمكة المشرفة.
ورأيت بخطه -أيضاً- على الكتاب المذكور: أنه قرىء عليه -أيضاً- بالمدرسة المذكورة في مجالس، آخرها يوم الأربعاء، ثامن عشر، شهر ربيع
= القسم الثالث: من يشحن تراجمهم بالأفعال المذمومة، والصفات القبيحة.
القسم الرابع: من ترجمته خالية من هذه الأقسام الثلاثة» . ثم مثّل على كل قسم من هذه الأقسام.
ولكن هذا لا يستدعي الأوصاف المذكورة. وما أحسن اعتذار الشوكاني الآتي، والله الهادي.
(1)
انظر لزاماً: «فهرس الفهارس» ، و «الضوء اللامع» (1/5) ، و «فتح المغيث» (4/363) .
(2)
أشنع من هذا، من أرّخ وفاته سنة (ستين وثمان مئة)، انظر في رده:«إبراز الغي» (ص 11) ، «تذكرة الراشد برد تبصرة الناقد» (ص 48، 103-158، 161) -وذكر فيه (650) وجهاً لنقضه-؛ كلاهما ضمن «مجموعة رسائل اللكنوي» (المجلد السادس) .
(3)
عنوان المطبوع: «التأسيس» ؛ وهو خطأ، صوابه ما أثبتناه. انظر:«توثيق النصوص وضبطها» (ص 108) ، وكتابنا «كتب حذر منها العلماء» (1/59) .
الأول، سنة (تسع مئة) » .
كذلك فإن «الضوء اللامع» ، و «التحفة اللطيفة» -وكلاهما للسَّخاوي- مليئان بذكر أحداث وتراجم متعلقة بسنوات لاحقة للتاريخ المذكور.
ثم قال الغزّيّ: «ثم رأيتُ ابن طولون ذكر في «تاريخه» أنه توفي بمكة، وصُلّي عليه غائبة بجامع دمشق، يوم الجمعة، ثالث عشر، ذي القعدة، سنة (اثنتين وتسع مئة) .
ثم رأيت شيخنا النعيمي ذكر في «عنوانه» : أنَّه توفي بالمدينة وصُلِّي عليه غائبة بدمشق، يوم الجمعة، سابع عشر، من ذي القعدة، سنة (اثنتين) المذكورة، والله -تعالى- يعلم أيهما أصح -رحمه الله تعالى-» .
قلت: وعلى هذا جمهور مؤرّخي وفاته، أعني أنه توفي في سنة (اثنتين وتسع مئة) ، ويؤيده أنا لم نجد في مصنفاته، خاصة «الضوء اللامع» ، و «التحفة اللطيفة» أيَّ ذكر لأحداث بعد سنة (اثنتين وتسع مئة) . فقد ذكر في «التحفة اللطيفة» (3/50، 574) شهر ربيع الثاني من تلك السنة، وبعده موضع واحد ذكر فيه شهر جمادى الآخر (2/198) .
وقد وقفنا على قول أحد تلاميذه في «التحفة اللطيفة» (2/152) عن أحدهم:
«فقُدِّرت وفاته بعد المصنف [يعني: السَّخاوي] ، في (سنة ثلاث وتسع مئة) » ، مما يشهد لصحة ما عليه الجمهور من أن وفاته كانت سنة (اثنتين وتسع مئة) ، والله أعلم.
وقد «دفن ببقيع الغرقد، خلف مشهد الإمام مالك، بجانب قبر العلَاّمة الشهاب الأبشيطي» ، هكذا جاء على غلاف نسخة «التحفة اللطيفة» ، مما يؤيد قول النعيمي المتقدم.
رحمه الله رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته.
*****