الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2-
جزيرة العرب:
يميز الدارسون لتاريخ غربي آسيا بين حملة الحضارة سكان السهول والتلال المنخفضة، وبين الشعوب المتأخرة سكان الجبال والصحاري1، ويلاحظون أن المدنية في هذا الجزء من العالم هي تلك التي تعرف باسم "حضارة وديان الأنهار"، القائمة على الزراعة، التي تصطنع وسائل صناعية للري، تغذيها أنهار ذات فيضان موسمي، وهذه الحضارة تقف عند المستوى الذي يمكن رفع الماء إليه، ومن هنا يصبح هذا المستوى الحد الفاصل بين الأقاليم المستقرة ومناطق القبائل الرعوية2.
وتمثل البادية العربية "تلك الرقعة من الجنوب الغربي لآسيا التي لم تدخل في نطاق حضارة وديان الأنهار، والتي أبطأ سكانها -نتيجة لذلك- في مدارج التقدم الحضاري"3، شأنهم في ذلك شأن سكان الصحاري "أطفال العالم الخالدين"4، وأولئك الذين لا تتغير حياتهم مع تغير الزمن.
والمنظر العام لهذا "المسرح الجغرافي" الذي دارت عليه قصة صعاليك العرب منظر "نجد تحيط به صحراء، رملية في الجنوب والغرب والشرق، وحجرية في الشمال، وتطوق هذا النطاق الخارجي سلسلة من جبال، أكثرها منخفض قاحل، ولكنها في اليمن وعمان ذات ارتفاع كبير واتساع وخصب، ومن وراء هذه الجبال حافة ساحلية ضيقة يحدها البحر"5. وينحدر هذا المسرح الجغرافي "من الغرب إلى الشرق؛ إذ إن معظم الجبال في الغرب، وإن تكن طائفة من المرتفعات في الجنوب الشرقي، في عمان، تعد شذوذا لهذه القاعدة"6.
ومن أظهر ما عرفت به بلاد العرب منذ القدم الجدب والحر؛ إذ "تقع الجزيرة العربية كلها تقريبا داخل نطاق الحرارة القصوى الذي يطوق العالم في شهر يوليه"7. ويرد الجغرافيون هذا إلى أن قسما كبيرا منها يقع في منطقة
1 o'leary; arabia before muhammad، P. 3.
2 ibid،. P. 3-4.
3 ibid،. P. 5.
4 semple; influences of geograpic environment، P. 509.
5 zwemer; arabia، the gradle of islam، P. 19.
6 o'leary; arabia before muhammad، P. 6.
7 zwemer; arabia، the gradle of islam، P. 20.
الرهو المدارية ذات الضغط العالي والمطر القليل، والقسم الآخر يقع في حيز الرياح التجارية الشمالية الشرقية الجافة، التي تزداد حرارتها كلما تقدمت إلى الجنوب. "ويزداد هذا الحر قسوة فوق المنطقة الساحلية بسبب الرطوبة التي تنشأ عن كمية البخار الهائلة المتصاعدة من مستنقعات المياه المغلقة"1 أما فوق المرتفعات فإن درجة الحرارة تنخفض حتى ليوجد الجليد أحيانا في ليالي الصيف فوق الجبال جنوبي مكة2.
ومن عوامل الجدب قلة المطر، وذلك لأن الرياح الموسمية الجنوبية الغربية التي تتعرض لها الجزيرة العربية صيفا تصل إليها بعد أن تكون قد أسقطت أمطارها الغزيرة على الحبشة، ولهذا فإن أمطارها في بلاد العرب لا تكاد تذكر بجانب ما يسقط منها في الحبشة.
وإلى جانب هذه القلة في كمية المطر نلاحظ أنه يسقط في فترات متباعدة جدا، وغير منتظمة، حتى إن بعض أجزاء الجزيرة العربية لا يسقط المطر فيها إلا كل ثلاث سنوات أو أربع.
وترتبط حياة أهل الصحراء بالمطر ارتباطا وثيقا حتى لقد سموه غيثا وحيا، ويصفه الله تعالى بأنه "رحمته"3، ومن صلوات الإسلام "صلاة الاستسقاء" التي يقيمها البدو حين تُخلف النجوم، وتجمد الرياح، ويحتبس المطر، فتحيا بها بعد موتها. وليس من شك في أن فرحة البادية بالمطر عظيمة، حتى ليصف الله تعالى تأثيره في نفوس أهلها بأنه {إِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُون} 4، وحتى ليقف الشعراء من السحاب والبرق والمطر تلك الوقفات الطويلة الجميلة التي سجلوها في شعرهم، فيخلع امرؤ القيس
1 ibid،. P. 20.
2 o'leary; arabia before muhammad، P. 8.
3 النمل/ 63، والروم/ 46-50.
4 الروم/ 48.
فرحته بالمطر على ما حوله من مظاهر الطبيعة فيجعل مكاكي الحواء غب المطر في نشوة غامرة كأنما "سقين سلافا من رحيق مفلفل"، ويدعو الباكون لموتاهم بأن يسقي الغيث قبورهم، ويسأل المحبون لديار أحبابهم أن يسقيها "صوب الربيع وديمة تهمي".
ومن أشد ما تقاسيه البادية العربية احتباس المطر، فمتى احتبس أصبحت غير صالحة للسكنى، فقد حل الجفاف "وما يتبعه من نفوق القطعان، وهلاك الرعاء"1، وأجدب البدو وضاقت أمامهم سبل الحياة، ولم يعد أمامهم إلا أن يرحلوا عن مواطنهم ينتجعون مواطن الكلأ والماء، حتى لقد يدفعهم الجدب إلى مغادرة البادية العربية كلها إلى تلال اليمن والشام أو إلى سهول النيل والفراتين2. وفي الأخبار القديمة أن بطونا من خزاعة "خرجوا جالين إلى مصر والشام لأنهم أجدبوا"3، وأن بني شيبان أصابتهم "سنة ذهبت بالأموال، فخرج رجل منهم بعياله حتى أنزلهم الحيرة، فقال لهم: كونوا قريبا من الملك يصبكن من خيره حتى أرجع إليكن، وآلى ألية لا يرجع حتى يكسبهن خيرا أو يموت"4، وقد يرفض بعض هؤلاء المهاجرين العودة إلى ديارهم بعد سقوط المطر وعودة الحياة إلى البادية، ضيقا بهذه البيئة المتقلبة، ورغبة في الاستقرار والحياة المطمئنة، ففي أخبار تلك البطون من خزاعة أنهم مضوا في هجراتهم، "حتى إذا كانوا ببعض الطريق رأوا البوارق خلفهم، وأدركهم من ذكر لهم كثرة الغيث والمطر وغزارته"، فرجع فريق منهم إلى أوطانهم واستمرت قلة في هجرتها5. وفي رأي بعض الباحثين أن السبب الأول في هجرة القبائل اليمنية إلى الشمال يرجع إلى تغير مناخي6، وأن
1 lammens; le berceau de i'islam، vol. i، P. 105.
2 semple; influences of geographic environment، P. 489.
3 الأغاني 13/ 6 "بولاق".
4 الأغاني 16/ 50.
5 انظر القصة في الأغاني 13/ 5-7 "بولاق".
6 سليمان حزين في مقالته الفرنسية المنشورة بمجلة كلية الآداب "المجلد الثالث=
تدهور الحضارات القديمة، وتشتت القبائل، وانبعاث الهجرات من تلك الجهات، في العهد السابق للإسلام مباشرة، مرتبط على ما يظهر ارتباطا وثيقا بتغيرات المناخ، وذبذباته، وعودته إلى الجفاف النسبي بعد الحالة الممطرة1.
ويلاحظ الدارسون أن هذه القدرة على هجرة الجماعات الرعوية، إنسانها وحيوانها، إلى مراع جديدة ميزة هامة تمتاز بها هذه الجماعات، ويلاحظون أن هذا يتم في سهولة ويسر، ما لم تكن في الأرض الجديدة جماعة أكبر عددا، وأشد بأسا من الجماعة المهاجرة2. ويرد بعضهم هذه السهولة وهذ اليسر إلى أن كمية المطر القليلة التي تسقط في الصحراء لا تساعد على نمو الغابات التي تقوم حاجزا في طريق الهجرات3.
ومما يزيد من قسوة الحياة في أيام الجفاف اقترانها في الغالب بريح السموم، تلك الريح المهلكة4 التي تشوى منها الصحراء كما يقول الشاعر القديم5.
ويرجع السبب الأساسي في هذه الحالة القاسية التي تعانيها الصحراء إلى قلة الماء "فليس في البادية العربية أنهار دائمة الجريان، وإنما هي أودية تمتلئ بالماء في مواسم المطر، ويغيض ماؤها بعد ذلك"6، وموسم المطر في البادية
= الجزء الأول، مايو 1935" تحت عنوان:
changement historique du climat et du paysage de l'arabia du sud"، P. 23.
1 الباحث نفسه في تقريره عن بعثة الجامعة المصرية إلى اليمن وحضرموت 1936 المنشورة بالعربية بمجلة كلية الآداب "المجلد الرابع، الجزء الثاني، ديسمبر 1936" ص197.
2 ميرز في مقالته عن "المناخ والجغرافيا وأثرهما في التاريخ" المنشورة في مجموعة "تاريخ العالم" لسير جون هامرتن، الفصل التاسع/ 357.
3 semple; influences of geographic environment، P. 483.
4 انظر القصة الواردة في الأغاني 11/ 42 "دار الكتب".
5 البعيث الحنفي في حماسة أبي تمام بشرح التبريزي 4/ 150.. "وهاجرة يشوي مهاها سمومها".
6 o'leary; arabia before muhammad، P. 6.
العربية قصير1، ومن هنا كان جفاف هذه الأودية طويلا "فهي في العادة تظل جافة تسعة أشهر أو عشرة في العام"2.
ولكن الحال في اليمن تختلف، وذلك لأن "الغدران الساحلية تكثر فيها في أثناء فصل الأمطار، وقد تمتلئ في بعض الأحيان فجأة إلى درجة الفيضان، فتندفع جارفة أمامها كل شيء، وتسمى في هذه الحالة سيولا"3، ويحدثنا امرؤ القيس في معلقته عن سيل من هذه السيول اقتلع الأشجار الضخمة، وأنزل العصم من رءوس الجبال، وجرف النخل والأجم، وأغرق السباع حتى بدت فيه كأنها "أنابيش عنصل"، بل إنه أحاط ببعض الجبال حتى بدت قممها كأنها "من السيل والغثاء فلكة مغزل" وفي أغلب الظن أن هذا الوصف ليست فيه مبالغة كبيرة، وأنه ليس خيال شاعر، فأحد هذه السيول هو الذي جرف أمامه سد مأرب المشهور، كما يحدثنا القرآن الكريم4، ولم يكن هذه السد بالبناء الهين الشأن، وإنما كان سدا أصم طوله من الشرق إلى الغرب نحو ثمانمائة ذراع، وارتفاعه بضعة عشر ذراعا، وعرضه مائة وخمسون ذراعا5.
وقد وقف سكان الجزيرة العربية من هذه المياه التي تتدفق بها الصحراء في مواسم المطر موقفين، هما موقفا الحضارة والبداوة: أما أهل اليمن فقد استطاعوا استغلال هذه المياه المتدفقة، فأقاموا السدود في عرض الأودية لحجز السيول، والانتفاع بمياهها في إحياء موات الأرض، ويصف القرآن الكريم مسكن سبأ بأنه {جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ} 6، وقد استغل اليمنيون هذه الظاهرة الطبيعية استغلالا واسعا "فلم يدعوا واديا يمكن استثمار جانبيه بالماء إلا حجزوا سيله بسد،
1 lammens; le berceau de i'islam، vol. i، P. 158.
2 zwemer; arabia، the gradle of islam، P. 22
3 ibid،. P. 21.
4 سبأ/ 16.
5 جرجي زيدان: العرب قبل الإسلام 1/ 156.
6 سبأ/ 15.
فتكاثرت الأسداد بتكاثر الأودية حتى تجاوزت المئات"1، ويذكر الهمذاني أن في أحد مخاليف اليمن ثمانين سدا أشار إليها بعض شعرائهم2.
أما أهل البادية في الحجاز ونجد فقد تركوا السماء تمطر فتحيي لهم ما تحيي من الأرض، فإذا زادت مياهها عن الحاجة ذهبت بها رمال الصحراء، حتى إذا ما انقضى فصل المطر عادت الطبيعة لجدبها، وعادت الحياة لجفافها، وعاد القوم لظمئهم وقحطهم. ويبدو أن السبب في هذا يرجع إلى طبيعة الظاهرة الجغرافية نفسها، فإن تلك السيول التي عرفتها أودية اليمن لم تعرفها البادية العربية في الحجاز ونجد -بحكم ظروفها الجغرافية- إلا نادرا، هذا إلى جانب أن أكثر أهل الحجاز ونجد كانوا بدوا لم يصلوا من الحضارة إلى درجة التحكم في هذه السيول والانتفاع بها.
ومع ذلك فليست الجزيرة العربية كلها جدبا، وإنما هناك مناطق خصبة، وقد رأينا خصب اليمن التي يسميها الهمداني "اليمن الخضراء" لكثرة أشجارها وثمارها وزروعها3.
ويذكر الجغرافيون من هذه المناطق الخصبة هضبة نجد العالية4، التي ترتفع عن سطح البحر زهاء أربعة آلاف قدم، والتي تكسو أغلبها مراع خصبة، وتنتشر فيها الاشجار، ومن هنا اشتهرت بنتاج غنمها وإبلها وخيلها5، ويرجع السبب في هذه الخصب إلى وفرة المياه التي "توجد في كل مكان، في آبار لا يتجاوز عمقها خمسة عشر قدما وقد يقل عنها"6، كما أن قممها التي يتجاوز ارتفاعها خمسة آلاف قد تساعد على تجميع المياه7.
1 جرجي زيدان: العرب قبل الإسلام 1/ 141.
2 صفة جزيرة العرب 1/ 101.
3 المصدر السابق/ 51.
4 semple; influences of geographic environment، P. 501.
5 zwemer; arabia، the gradle of islam، pP. 147-148.
6 ibid،. P. 147.
7 semple; influences of geographic environment، P. 501.
ولا تخلو سلسلة جبال السراة التي تمتد على طول الساحل الشرقي للبحر الأحمر "ما بين أقصى اليمن والشام"1 من مناطق خصبة، هي بعض تلك الأودية التي تقطع السراة إلى تهامة حتى تنتهي إلى البحر2، حتى لنجد أن اسم واحد منها "وادي الجناب" وهو -كما يدل عليه اسمه- واد شديد الخصب3، وهناك من هذه الأودية الشديدة الخصب وادي نخلة4، ووادي نحيان5، ويصف الهمداني سراة الحجر بالخصب الشديد6.
ووفقا لقانون جغرافي تعرفه البادية يجعل من مناطق الخصب والماء مناطق استقرار للقبائل، نزلت القبائل في هذه الأودية الخصبة، وأقاموا القرى، ففي وادي باحان "القرى والزرع"7، وبالقرب من وادي الجناب قرية النبيرة وهي "كثيرة الأعناب والفواكه والغيول الحاملة"8.
حتى الحجاز -ذلك الإقليم الجبلي الرملي- يشتمل على بقاع خصبة، هي تلك الكثبان والربى الخصبة التي تتخلله، والتي تخرج سفوحها حبا، وشيئا من الفاكهة، وكلأ للقطعان، وينابيع من ماء دائم9، ووفقا لقانون البادية الجغرافي السابق اتخذت القبائل من هذه الكثبان والربى الخصبة منازل لها، ومن حولها قامت القرى10، وحسبنا أن نذكر من هذه القرى الطائف "جنة مكة"11 "ومصيف المكيين المترفين"12 حينما يشتد بهم صيف مكة الذي
1 الهمداني: صفة جزيرة العرب 1/ 67.
2 انظر هذه الأودية في المصدر السابق/ 71-84.
3 المصدر نفسه/ 76.
4 المصدر نفسه/ 75.
5 المصدر نفسه/ 122.
6 المصدر نفسه/ 123.
7 المصدر نفسه/ 121.
8 المصدر نفسه/ 77.
9 sedillot; histoire generale des arabes، tom i، P. 12.
10 ibid، P. 12.
11 ibid، P. 12.
12 ency. of islam; art. arabia، P. 368.
لا يطاق، وذلك لأنها لا تبعد عنها أكثر من سبعين ميلا1، ولم يكن الطائف مصيف أهل مكة وحدهم، وإنما كانت مصيفا لغيرهم من القبائل حتى البعيدة عنها، فقد كانت بعض القبائل تقبل إليها من نجد، كما كان يفعل بنو عامر بن صعصعة الذين كانوا يتصيفونها "لطيبها وثمارها، ويتشتون بلادهم من أرض نجد"2، وتقوم الطائف قريبا من ربوة من تلك الربى الخصبة3 فوق تلال غزوان4، وتلتف بها الجنات والكروم5، وشهرة كرون الطائف وأعنابها شهرة قديمة عرفت بها6. ومن مصادر خصب الطائف الأساسية وفرة المياه فيها "فالأمطار الموسمية تدوم بها من أربعة أسابيع إلى ستة، وعندما تنقطع تكثر الآبار التي تصلح لسقي حدائقها"7، هذا إلى طبيعة جوها الذي يساعد على نمو كل الفاكهة التي يعرفها جنوبي أوربا8، فالحرارة في أوقات الظهيرة ليست ثقيلة، والليالي ذوات جو منعش9.
ومن مناطق الخصب في الجزيرة العربية أيضا يثرب والوديان التي حولها، فقد اشتهرت الوديان الواقعة في هذه المنطقة البركانية، منطقة الحرات، بخصبها الشديد بالنسبة إلى ما حولها10. ومرد خصب هذه المنطقة إلى أمرين: طبيعة الأرض، فإن تفكك الصخور البركانية فيها يحفظ على الأرض خصبها، ثم وفرة المياه، فهناك وادي إضم، والآبار، والصخور البركانية التي تجمع
1 zwemer; arabia، the gradle of islam، P. 45.
2 البكري: معجم ما استعجم 1/ 77.
3 sedillet; hist. generale des arabes، tom i،. P. 12.
4 ency. of islam; art. arabia، P. 368.
5 zwemer; arabia، the gardle of islam، P. 45.
6 ency. of islam; art. arabia، P. 368، & lammens; le berceau de i'islam، vol. i، P. 90.
7 zwemer; arabia، the gradle of islam، P. 45.
8 ency. of islam; art. arabia، P. 368.
9 doughty; travels in arabia deserta، vol. ii، P. 525.
10 ency. of islam; art. arabia، P. 368.
المياه، وهي كلها مصادر غنية بمياهها1.
وتشتهر هذه المنطقة بصفة خاصة منذ أقدم العصور بزرعة النخل2، ويطلق عليها عروة بن الورد في شعره "منبت النخل3"، وفي شعر حسان بن ثابت وصف جميل لهذه البيئة الخصبة4.
وفي شمالي يثرب تقع حرة خيبر، أكبر الحرات في الجزيرة العربية5، التي تدين بوجودها إلى غزارة مياهها، وإلى تحلل صخورها البركانية، والتي تشتهر بخصبها وكثرة مزارعها ونخلها6.
وفي جنوبي يثرب وادي العقيق ذو العيون والنخيل7 بمصايفه ومتنزهاته المحجبة في خضرته8.
1 dermenghem; the life of mahomet، pP. 11، 12.
2 ency. of islam; art. arabia، P. 368.
3 ديوانه/ 106.
4 انظر ديوانه/ 283-284.
5 zwemer; arabia، the cradle of islam، P. 23.
6 ياقوت: معجم البلدان 3/ 495.
7 المصدر السابق 6/ 199.
8 lammens; le berceau de i.htm'islam، vol. i، P. 98.