المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها - الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين - جـ ٢

[مقبل بن هادي الوادعي]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثاني

- ‌مسند عثمان بن حُنَيفٍ رضي الله عنه

- ‌مسند عثمان بن طلحة رضي الله عنه

- ‌مسند عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه

- ‌مسند عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌مسند العَدَّاءِ بن خالد بن هَوْذَةَ رضي الله عنهما

- ‌مسند عديِّ بن حاتم رضي الله عنه

- ‌مسند عدي بن عَمِيرة الكندي رضي الله عنه

- ‌مسند العِرْباض بن سارية رضي الله عنه

- ‌مسند العُرسِ بن عَمِيرة رضي الله عنه

- ‌مسند عروة بن مضرس رضي الله عنه

- ‌مسند عروة البارقي رضي الله عنه

- ‌مسند عطية القرظي رضي الله عنه

- ‌مسند عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه

- ‌مسند أبي مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو رضي الله عنه

- ‌مسند عقبة بن مالك الليثي رضي الله عنه

- ‌مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌مسند علي بن شيبان رضي الله عنه

- ‌مسند عمار بن يسار رضي الله عنهما

- ‌مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌مسند أبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنه

- ‌مسند عمرو بن تغلب رضي الله عنه

- ‌مسند عمرو بن حريث رضي الله عنهما

- ‌مسند عمرو بن حزم رضي الله عنه

- ‌مسند عمرو بن الحَمِق رضي الله عنه

- ‌مسند عمرو بن العاص رضي الله عنه

- ‌مسند عمرو بن عبسة رضي الله عنه

- ‌مسند عمرو بن مُرَّة الجُهَنِيِّ رضي الله عنه

- ‌مسند عمران بن حصين رضي الله عنهما

- ‌مسند عمير بن سلمة رضي الله عنه

- ‌مسند عمير مولى آبي اللحم رضي الله عنهما

- ‌مسند عوف بن مالك رضي الله عنه

- ‌مسند أبي الدرداء عُوَيْمِرٍ رضي الله عنه

- ‌مسند عياض بن حمار رضي الله عنه

- ‌مسند فَضَالَةُ بن عُبَيْدٍ رضي الله عنه

- ‌مسند فضل بن عباس رضي الله عنهما

- ‌مسند الفلتان بن عاصم رضي الله عنه

- ‌مسند فيروز الديلمي رضي الله عنه

- ‌مسند قُرَّة بن إياس رضي الله عنه

- ‌مسند قُطْبَة بن مالك رضي الله عنه

- ‌مسند قيس بن سعد بن عُبَادَة رضي الله عنهما

- ‌مسند قيس بن عاصم رضي الله عنه

- ‌مسند قيس بن أبي غرزة رضي الله عنه

- ‌مسند كُرْزِ بن علقمة رضي الله عنه

- ‌مسند كعب بن عاصم رضي الله عنه

- ‌مسند كعب بن عجرة رضي الله عنه

- ‌مسند كعب بن عياض رضي الله عنه

- ‌مسند كعب بن مالك رضي الله عنه

- ‌مسند كعب بن مُرَّةَ البَهْزِيِّ رضي الله عنه

- ‌مسند لقيط بن صَبِرَة رضي الله عنه

- ‌مسند مالك بن نَضْلَة رضي الله عنه

- ‌مسند مجاشع بن مسعود رضي الله عنه

- ‌مسند محجن بن الأدرع رضي الله عنه

- ‌مسند محمد بن حاطب رضي الله عنهما

- ‌مسند محمد بن صفوان رضي الله عنه

- ‌مسند محمد بن صيفي رضي الله عنه

- ‌مسند محمود بن لبيد رضي الله عنه

- ‌مسند معاذ بن جبل رضي الله عنه

- ‌مسند معاوية بن حَيْدَة رضي الله عنه

- ‌مسند معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما

- ‌مسند مَعْقِل بن سنان رضي الله عنه

- ‌مسند مَعْقِل بن يسار رضي الله عنه

- ‌مسند معن بن يزيد رضي الله عنه

- ‌مسند المغيرة بن شعبة رضي الله عنه

- ‌مسند المقداد بن الأسود رضي الله عنه

- ‌مسند المقدام بن مَعْدِي كرب رضي الله عنه

- ‌مسند المهاجر بن قُنْفُذٍ رضي الله عنه

- ‌مسند ميسرة الفجر رضي الله عنه

- ‌مسند ناجية الأسلمي رضي الله عنه

- ‌مسند نُبَيْشَةَ رضي الله عنه

- ‌مسند نُبَيْطِ بن شَرِيطٍ رضي الله عنهما

- ‌مسند أبي برزة نضلة بن عبيد رضي الله عنه

- ‌مسند النعمان بن بشير رضي الله عنهما

- ‌مسند نُعَيم بن النَّحَّام رضي الله عنه

- ‌مسند أبي بكرة نُفَيْع بن الحارث رضي الله عنه

- ‌مسند النوَّاس بن سَمعَانَ رضي الله عنهما

- ‌مسند أبي شُرَيْحٍ هانئٍ رضي الله عنه

- ‌مسند هُبَيْبِ بن مُغْفِلٍ رضي الله عنه

- ‌مسند الهِرْمَاسِ بن زياد رضي الله عنهما

- ‌مسند هشام بن عامر رضي الله عنهما

- ‌مسند وائل بن حُجْر رضي الله عنه

- ‌مسند وَاثِلَةَ بن الأَسْقَعِ رضي الله عنه

- ‌مسند وهب بن خَنْبَشٍ رضي الله عنه

- ‌مسند يزيد بن الأسود رضي الله عنه

- ‌مسند يزيد والد السائب رضي الله عنهما

- ‌مسند يَعْلى بن أمية رضي الله عنه

- ‌الكُنى

- ‌مسند أبي إسرائيل رضي الله عنه

- ‌مسند أبي أُسَيْد رضي الله عنه

- ‌مسند أبي بردة بن نِيَارٍ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي بَصْرَةَ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي ثعلبة الخُشَنِيِّ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي جمعة رضي الله عنه

- ‌مسند أبي جهيم رضي الله عنه

- ‌مسند أبي حازم رضي الله عنه

- ‌مسند أبي حَدْرَدٍ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي حُمَيْدٍ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي خراش السلمي رضي الله عنه

- ‌مسند أبي رافع رضي الله عنه

- ‌مسند أبي رَزِينٍ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي رِمْثَةَ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي سَرِيحَةَ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي سعيد الزرقي رضي الله عنه

- ‌مسند أبي سَلْمَى رضي الله عنه

- ‌مسند أبي السَّمْحِ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي شُرَيْحٍ الخزاعي رضي الله عنه

- ‌مسند أبي شهم رضي الله عنه

- ‌مسند أبي طَلِيقٍ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي عَزَّةَ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي عَسِيبٍ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي عَقْرَبٍ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي عَمْرَةَ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي غَادِيَةَ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي فاطمة رضي الله عنه

- ‌مسند أبي كَبْشَةَ الأَنْمَارِيِّ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي ليلى رضي الله عنه

- ‌مسند أبي مريم الأَزْدِيِّ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي هريرة رضي الله عنه

- ‌مسند أبي اليَسَرِ رضي الله عنه

- ‌المُبْهَمَاتُ

- ‌النِّسَاءُ

- ‌مسند أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما

- ‌مسند أسماء بنت عميس رضي الله عنها

- ‌مسند أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ رضي الله عنها

- ‌مسند بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ رضي الله عنها

- ‌مسند حفصة بنت عمر رضي الله عنهما

- ‌مسند أم حبيبة رَمْلَةَ بنت أبي سفيان رضي الله عنهما

- ‌مسند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌مسند قُتَيْلَةَ رضي الله عنها

- ‌مسند كَبْشَةَ رضي الله عنها

- ‌مسند لُبَابَةَ بِنْتِ الحَارِثِ رضي الله عنها

- ‌مسند ليلى امرأة بشير بن الخَصَاصِيَةِ رضي الله عنهما

- ‌مسند ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم

- ‌مسند ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم

- ‌مسند أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها

- ‌مسند أم حرام رضي الله عنها

- ‌مسند أم عُمَارَةَ رضي الله عنها

- ‌مسند أم قيس رضي الله عنها

- ‌مسند أم هانئ رضي الله عنها

- ‌المبهمات من النساء

الفصل: ‌مسند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها

‌مسند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها

1536 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 166): حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عمرة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قارئ يقرأ فقلت من هذا قالوا هذا حارثة بن النعمان» فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «كذلك البر كذلك البر» وكان أبر الناس بأمه.

هذا حديث صحيحٌ. وأخرجه أحمد أيضًا (ج 6 ص 151) من حديث عبد الرزاق عن معمر

به.

وأخرجه معمر في "الجامع" الذي في آخر "مصنف عبد الرزاق"(ج 11 ص 132) عن الزهري

به. وقد وقع تصحيف في "الجامع": تصحفت عمرة إلى عروة، وهو من حديث عمرة معروف بها.

وأخرجه أحمد (ج 6 ص 36)، والحُمَيْدِيُّ (ج 1 ص 136)، وأبو يَعْلَى (ج 7 ص 399)، والحاكم (ج 3 ص 208)، كلهم من طريق سفيان وهو ابن عيينة، عن الزهري

به.

ص: 471

1537 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 248): حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصلي على خمرة فقال «يا عائشة ارفعي عنا حصيرك هذا فقد خشيت أن [يكون] يفتن الناس» .

[ص: 472] هذا حديث صحيحٌ.

وقال الحافظ الهيثمي في "المجمع"(ج 2 ص 56): وهو عند مسلم وأصحاب السنن مختصرًا في صلاته على الخُمْرَةِ.

ص: 471

1538 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 267): حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالت: لما أرادوا غسل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اختلفوا فيه فقالوا والله ما نرى (1) كيف نصنع أنجرد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما نجرد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه قالت فلما اختلفوا أرسل الله عليهم السنة حتى والله ما من القوم من رجل إلا ذقنه في صدره نائمًا قالت ثم كلمهم من ناحية البيت لا يدرون من هو فقال اغسلوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعليه ثيابه قالت فثاروا إليه فغسلوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو في قميصه يفاض عليه الماء والسدر ويدلكه الرجال بالقميص وكانت تقول لو استقبلت من الأمر ما استدبرت ما غسل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا نساؤه.

هذا حديث حسنٌ. وقد أخرجه أبو داود (ج 8 ص 113) فقال: حدثنا النفيلي، أخبرنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق

به.

وأخرجه الحاكم (ج 3 ص 59) وقال: صحيح على شرط مسلم. هكذا قال الحاكم رحمه الله، ومسلم لم يخرج لابن إسحاق إلا نحو خمسة أحاديث في الشواهد والمتابعات.

(1) في "سنن أبي داود": ما ندري كيف نصنع.

ص: 472

1539 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 139): حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن [ص: 473] ذكوان عن عائشة قالت: جاءت يهودية فاستطعمت على بابي فقالت أطعموني أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر قالت فلم أزل أحبسها حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت يا رسول الله ما تقول هذه اليهودية قال «وما تقول؟ » قلت تقول أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر قالت عائشة فقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرفع يديه مدًّا يستعيذ بالله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر ثم قال «أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا قد حذر أمته وسأحذركموه تحذيرًا لم يحذره نبي أمته إنه أعور والله عز وجل ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن فأما فتنة القبر فبي تفتنون وعني تسألون فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف ثم يقال له فيم كنت فيقول في الإسلام فيقال ما هذا الرجل الذي كان فيكم فيقول محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جاءنا بالبينات من عند الله عز وجل فصدقناه فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضًا فيقال له انظر إلى ما وقاك الله عز وجل ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له هذا مقعدك منها ويقال على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله وإذا كان الرجل السوء أجلس في قبره فزعًا مشعوفًا فيقال له فيم كنت فيقول لا أدري فيقال ما هذا الرجل الذي كان فيكم فيقول سمعت الناس يقولون قولًا فقلت كما قالوا فتفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له انظر إلى ما صرف الله عز وجل عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضًا ويقال له هذا مقعدك [ص: 474] منها كنت على الشك وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ثم يعذب» .

قال محمد بن عمرو فحدثني سعيد بن يسار عن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «إن الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب واخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح له فيقال من هذا فيقال فلان فيقال مرحبًا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة وأبشري ويقال بروح وريحان ورب غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل فإذا كان الرجل السوء قالوا اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي منه ذميمة وأبشري بحميم وغساق {وآخر من شكله أزواج} فما يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا فيقال فلان فيقال لا مرحبًا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنه لا يفتح لك أبواب السماء فترسل من السماء ثم تصير إلى القبر فيجلس الرجل الصالح فيقال له ويرد» مثل ما في حديث عائشة سواء.

هذا حديث صحيحٌ.

وحديث عائشة وكذا حديث أبي هريرة، بعضهما في "الصحيح" من وجهين آخرين.

ص: 472

1540 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 68): حدثنا أسود حدثنا إسرائيل عن عاصم بن سليمان عن عبد الله بن الحارث عن [ص: 475] عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي» .

هذا حديث صحيحٌ.

ص: 474

1541 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 74): حدثنا عبد الله بن يزيد (1) حدثنا سعيد يعني ابن أبي أيوب قال حدثني عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من حمل من أمتي دينًا ثم جهد في قضائه فمات ولم يقضه فأنا وليه» .

وقال رحمه الله (ص 154): ثنا أبو عبد الرحمن المقري، ثنا سعيد يعني ابن أبي أيوب، حدثني عُقَيْلٌ، عن ابن شهاب

فذكره.

هذا حديث صحيحٌ.

وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 8 ص 250) فقال رحمه الله: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا أبو عبد الرحمن

به.

وأبو عبد الرحمن هو عبد الله بن يزيد المقرئ.

(1) في الأصل: ثنا سعيد يعني بن أبي أيوب ثنا عبد الله بن يزيد انقلب، والصواب ما أثبتناه.

ص: 475

1542 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 81): حدثنا هاشم حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يقول: «يا عائشة قومك أسرع أمتي بي لحاقًا» قالت فلما جلس قلت يا رسول الله جعلني الله فداءك لقد دخلت وأنت تقول كلامًا ذعرني قال «وما هو؟ » قالت تزعم أن قومي أسرع أمتك بك لحاقًا قال «نعم» قالت ومم ذاك قال «تستحليهم المنايا وتنفس [ص: 476] عليهم أمتهم» قالت فقلت فكيف الناس بعد ذلك -أو عند ذلك- قال «دبى يأكل شداده ضعافه حتى تقوم عليهم الساعة» .

قال أبو عبد الرحمن (وهو عبد الله بن أحمد): فسره رجل: هو الجنادب التي لم تنبت أجنحتها.

هذا حديث حسنٌ.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 95): حدثنا هاشم قال حدثنا إسحاق بن سعيد يعني ابن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم

فذكرت الحديث.

ص: 475

1543 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 121): حدثنا عفان قال حدثنا مهدي حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أنها سئلت ما كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعمل في بيته قالت كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم.

هذا حديث صحيحٌ. وعفان هو ابن مسلم، ومهدي هو ابن ميمون.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 256): حدثنا حماد بن خالد قال حدثنا ليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة قالت: سئلت ما كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعمل في بيته قالت كان بشرًا من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه.

وأخرجه عبد بن حُمَيْدٍ في "المنتخب"(ج 3 ص 222) قال رحمه الله: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة

به.

ص: 476

1544 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 136): ثنا وكيع عن سفيان عن المقدام عن أبيه عن عائشة قالت: من حدثك أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بال قائمًا فلا تصدقه ما بال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قائمًا منذ أنزل عليه القرآن.

هذا حديث صحيحٌ.

وقد ثبت في "الصحيحين" من حديث حذيفة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بال قائمًا، فنحن نصدق حذيفة، ونعذر عائشة بأنه لم يبلغها.

وحديث عائشة رواه الترمذي (ج 1 ص 66)، والنسائي (ج 1 ص 26)، وابن ماجه (ج 1 ص 112)، رووه من طريق شريك بن عبد الله النخعي، وقد ساء حفظه لما ولي القضاء، ولكنه قد توبع، كما تراه من "مسند الإمام أحمد" رحمه الله، والحمد لله.

ص: 477

1545 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 500): حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا روح حدثنا بسطام بن مسلم قال سمعت أبا التياح قال سمعت ابن أبي مليكة عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رخص في زيارة القبور.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا بسطام بن مسلم، وقد وثَّقه ابن مَعِين وأبو زُرْعَة، كما في "تهذيب التهذيب".

روح هو ابن عبادة، كما في ترجمة إبراهيم بن سعيد من "تهذيب الكمال".

ص: 477

1546 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 4 ص 236): حدثنا أحمد بن صالح ومحمد بن سلمة المرادي قالا أخبرنا ابن وهب عن معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس قال: قلت لعائشة رضي الله عنها بكم كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوتر قالت: كان يوتر بأربع وثلاث وست وثلاث [ص: 478] وثمان وثلاث وعشر وثلاث ولم يكن يوتر بأنقص من سبع ولا بأكثر من ثلاث عشرة.

قال أبو داود: زاد أحمد بن صالح: ولم يكن يوتر بركعتين قبل الفجر قلت ما يوتر قالت لم يكن يدع ذلك. ولم يذكر أحمد: وست وثلاث.

هذا حديث حسنٌ على شرط مسلم. وقد ذكر مسلم بعضه (ج 1 ص 249).

ص: 477

1547 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 4 ص 355): حدثنا هارون بن عبد الله اخبرنا يزيد بن هارون عن الأسود بن شيبان عن أبي نوفل عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

ص: 478

1548 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 12 ص 6): حدثنا محمد بن سنان الباهلي حدثنا إبراهيم بن طهمان عن عبد العزيز بن رفيع عن عبيد بن عمير عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله إلا بإحدى ثلاث رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم ورجل خرج محاربًا بالله (1) ورسوله فإنه يقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض أو يقتل نفسًا فيقتل بها» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الشيخين (2)، إلا محمد بن سنان، فمن [ص: 479] مشايخ البخاري ولم يخرج له مسلم.

الحديث أخرجه النسائي (ج 7 ص 101) فقال: حدثنا العباس بن محمد الدُّورِيُّ، قال: حدثنا أبو عامر العَقَدِيُّ، عن إبراهيم بن طَهْمَانَ

به.

وأخرجه أيضًا (ج 8 ص 23).

(1) في "عون المعبود": الباء زائدة في المفعول، كقوله تعالى:{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} .

(2)

وقد أخرج مسلم سنده وأشار إليه.

ص: 478

1549 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 637): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن خالد بن سلمة عن البهي عن عروة بن الزبير قال قالت عائشة: ما علمت حتى دخلت علي زينب بغير إذن وهي غضبى ثم قالت يا رسول الله أحسبك إذا قلبت بنية أبي بكر ذريعتيها ثم أقبلت علي فأعرضت عنها حتى قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «دونك فانتصري» فأقبلت عليها حتى رأيتها وقد يبس ريقها في فيها ما ترد علي شيئًا فرأيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتهلل وجهه.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم. وزكريا بن أبي زائدة وإن كان مدلسًا، فقد عده الحافظ في الثانية من طبقات المدلسين، والأولى والثانية لا تضر عنعنتهما، والله أعلم.

والحديث أخرجه النسائي في "العشرة"(ص 57).

وأخرجه الإمام أحمد (ج 6 ص 93) فقال رحمه الله: ثنا عبد الله بن محمد -قال عبد الله: وسمعته أنا منه-، قال: ثنا محمد بن بشر، عن زكريا

به.

ص: 479

1550 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 671): حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: أُمرت بريرة أن تعتد بثلاث حيض.

[ص: 480] هذا الحديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين، إلا علي بن محمد وهو الطنافسي، وهو ثقة.

أما الحافظ ابن حجر فيقول في "بلوغ المرام": رواه ابن ماجه، ورواته ثقات لكنه معلول. انظر "سُبُل السلام" (ج 3 ص 198). ويقول في "الفتح" (ج 9 ص 405): لكن الحديث الذي أخرجه ابن ماجه على شرط الشيخين، بل هو في أعلى درجات الصحة، وقد أخرج أبو يَعْلَى والبيهقي من طريق أبي معشر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جعل عدة بريرة عدة المطلقة.

وهو شاهد قوي؛ لأن أبا معشر وإن كان فيه ضعف، لكنه يصلح في المتابعات. اهـ المراد من "الفتح".

ص: 479

1551 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 12 ص 483): حدثنا عبد الوهاب بن نجدة (1)[أخبرنا] بقية ح وأخبرنا موسى بن مروان الرقي وكثير بن عبيد المذحجي قالا أخبرنا محمد بن حرب المعنى عن محمد بن زياد عن عبد الله بن أبي قيس عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله ذراري المؤمنين فقال «هم من آبائهم» فقلت يا رسول الله بلا عمل قال «الله أعلم بما كانوا عاملين» قلت يا رسول الله فذراري المشركين قال «من آبائهم» قلت بلا عمل قال «الله أعلم بما كانوا عاملين» .

هذا حديث صحيحٌ من حيث السند، وأما من حيث المتن فإن حُمِل على الحكم الدنيوي؛ فيما إذا بَيَّت الكفار المسلمون ولم يستطيعوا التمييز بين الكبير والصغير فالأبناء من آبائهم. وأما الحكم الأخروي فهم في الجنة، كما في حديث سمرة بن جندب. راجع "تهذيب السنن" لابن القيم.

(1) وقد أخرج مسلم سنده وأشار إليه.

ص: 480

1552 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 116): حدثنا مسدد أخبرنا إسماعيل أنبأنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة: أنها ذكرت عدة من مساكين -قال أبو داود: وقال غيره: أو عدة من صدقة- فقال لها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أعطي ولا تحصي فيحصى عليك» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

* الحديث أخرجه النسائي (ج 5 ص 73) قال رحمه الله: أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن شعيب حدثني الليث قال حدثنا خالد عن ابن أبي هلال عن أمية بن هند عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: كنا يومًا في المسجد جلوسًا ونفر من المهاجرين والأنصار فأرسلنا رجلًا إلى عائشة ليستأذن فدخلنا عليها قالت: دخل علي سائل مرة وعندي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأمرت له بشيء ثم دعوت به فنظرت إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أما تريدين أن لا يدخل بيتك شيء ولا يخرج إلا بعلمك؟ » قلت نعم قال «مهلًا يا عائشة لا تحصي فيحصي الله عز وجل عليك» .

هذا السند فيه أمية بن هند، روى عنه اثنان كما في "تهذيب التهذيب" ولم يوثقه معتبر، فهو مستور الحال، يصلح حديثه في الشواهد والمتابعات.

ص: 481

1553 -

قال الإمام البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار"(ج 3 ص 61): حدثنا زيد بن أخرم أبو طالب الطائي، ثنا بشر بن عمر، ثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان المسلمون يرغبون في النفير مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيدفعون مفاتحهم إلى ضمنائهم، ويقولون لهم: قد أحللنا لكم أن تأكلوا ما [ص: 482] أحببتم. فكانوا يقولون: إنه لا يحل لنا أنهم أذنوا عن غير طيب نفس. فأنزل الله عز وجل: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم} إلى قوله: {أو ما ملكتم مفاتحه} (1).

قال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري إلا صالح.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

(1) سورة النور، الآية:61.

ص: 481

1554 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 11 ص 294): حدثنا ابن نفيل أخبرنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد عن أبيه عباد بن عبد الله عن عائشة رضي الله عنها قالت: قدمت على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حلية من عند النجاشي أهداها له، فيها خاتم من ذهب فيه فص حبشي، قالت فأخذه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعود معرضًا عنه -أو ببعض أصابعه- ثم دعا أمامة بنة أبي العاص ابنة ابنته زينب فقال «تحلي بهذا يا بنية» .

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1202).

ص: 482

1555 -

قال الإمام أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي رحمه الله (ج 2 ص 155): حدثنا زيد بن يحيى حدثنا محمد بن راشد عن أبي [ص: 483] وهب الكلاعي عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «إن أول ما يكفأ -قال زيد: يعني الإسلام- كما يكفأ الإناء كفي الخمر» فقيل فكيف يا رسول الله وقد بين الله فيها ما بين؟ قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «يسمونها بغير اسمها فيستحلونها» .

هذا حديث صحيحٌ. وأبو وهب الكَلَاعِيُّ عبيد الله بن عبيد، كما في "تهذيب التهذيب"، اختلف فيه قول ابن مَعِين، فتارة قال: لا بأس به، وأخرى قال: ثقة. ولكنه لا تعارض بين قوليه؛ لأن (لا بأس به) بمعنى (ثقة) عنده.

ص: 482

1556 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 267): حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا الضحاك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول من خلقك فيقول الله فيقول فمن خلق الله فإذا وجد ذلك أحدكم فليقرأ آمنت بالله ورسله فإن ذلك يذهب عنه» .

هذا حديث حسنٌ.

ومحمد بن إسماعيل هو ابن أبي فُدَيْكٍ، والضحاك هو ابن عثمان.

وهذا العلاج النبوي أحقُّ من فلسفة أهل علم الكلام: أن ذلك يلزم منه التسلسل، وما لزم التسلسل فهو محال.

ص: 483

1557 -

قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج 4 ص 331): حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: لم يقتل من نسائهم -تعني بني قريظة- إلا امرأة إنها لعندي تحدث تضحك ظهرًا وبطنًا ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقتل رجالهم بالسيوف إذ هتف هاتف باسمها [ص: 484] أين فلانة قالت أنا قلت وما شأنك قالت حدث أحدثته قالت فانطلق بها فضربت عنقها فما أنسى عجبًا منها أنها تضحك ظهرًا وبطنًا وقد علمت أنها تقتل.

هذا حديث حسنٌ.

وقد أخرجه الإمام أحمد (ج 6 ص 277) فقال: ثنا يعقوب، قال: ثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير

به.

ص: 483

1558 -

قال الإمام عبد بن حميد رحمه الله في "المنتخب"(ج 3 ص 228): أخبرنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إذا تمنى أحدكم فليستكثر فإنما يسأل ربه عز وجل» .

هذا حديث صحيحٌ.

ص: 484

1559 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 1020): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا معاوية بن هشام عن عمار بن رزيق عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: ادلج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة النفر من البطحاء ادلاجًا.

هذا حديث حسنٌ على شرط مسلم.

ص: 484

1560 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 52): حدثنا يحيى عن بن أبي ذئب قال حدثني محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان مولى عائشة عن عائشة قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأسير فلهوت عنه فذهب فجاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال «ما فعل الأسير؟ » قالت لهوت عنه مع [ص: 485] النسوة فخرج فقال «ما لك قطع الله يدك -أو يديك-» فخرج فآذن به الناس فطلبوه فجاءوا به فدخل علي وأنا أقلب يدي فقال «ما لك أجننت؟ » قلت دعوت علي فأنا أقلب يدي أنظر أيهما يقطعان فحمد الله وأثنى عليه ورفع يديه مدًّا وقال «اللهم إني بشر أغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن أو مؤمنة دعوت عليه فاجعله له زكاة وطهورًا» .

هذا حديث صحيحٌ.

وقد تقدم في مسند أنس بن مالك أنه وقع لحفصة مثل ما وقع لعائشة، فالظاهر أن القصة تعددت؛ لأن مخرج الحديث ليس بواحد.

ص: 484

1561 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 161): حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد العزيز بن رفيع عن عكرمة وابن أبي مليكة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يمر بالقدر فيأخذ العَرْقَ (1) فيصيب منه ثم يصلي ولم يتوضأ ولم يمس ماء.

هذا حديث صحيحٌ. وقد أخرجه ابن أبي شيبة (ج 1 ص 50) فقال رحمه الله: حدثنا حسين، عن زائدة

به.

وأخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(ج 1 ص 153) فقال رحمه الله: حدثنا أحمد بن منصور بن سيار، ثنا يحيى بن يعلى، ثنا زائدة

به.

وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 7 ص 427) فقال رحمه الله: حدثنا أبو بكر، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة

به. وعند أبي يعلى وحده عن ابن أبي مليكة، عن عكرمة، عن ابن عباس.

وعند الإمام أحمد: عن عكرمة وابن أبي مليكة، وعند ابن أبي شيبة والبزار: عن [ص: 486] ابن أبي مليكة وعكرمة. وعبد العزيز بن رفيع قد روى عنهما، فالظاهر أن واو العطف عند أبي يعلى تصحفت إلى: عن، والله أعلم.

(1) العرق، بفتح العين وسكون الراء: العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم. اهـ "نهاية"

ص: 485

1562 -

قال الإمام أبو يَعْلَى رحمه الله (ج 7 ص 449): حدثنا إبراهيم حدثنا حماد عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أن عائشة قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بخزيرة (1) قد طبختها له فقلت لسودة والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بيني وبينها: كلي فأبت فقلت: لتأكلن أو لألطخن وجهك فأبت فوضعت يدي في الخزيرة فطليت وجهها فضحك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فوضع بيده لها وقال لها: «الطخي وجهها» فضحك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لها فمر عمر فقال يا عبد الله! يا عبد الله! فظن أنه سيدخل فقال: «قوما فاغسلا وجوهكما» فقالت عائشة: فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

هذا حديث حسنٌ. وإبراهيم هو ابن الحجاج السَّامِيُّ، وحماد هو ابن سلمة.

* وقال أبو بكر القطيعي في "زوائد فضائل الصحابة"(ج 1 ص 239): حدثنا علي بن الحسن القطيعي قال: نا موسى بن عبد الرحمن أبو عيسى المسروقي حدثنا أبو أسامة قال: حدثني محمد بن عمرو قال: حدثني يحيى بن عبد الرحمن قال: قالت عائشة: لا أزال هائبة لعمر بعدما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، صنعت حريرة (2) وعندي سودة بنت زمعة جالسة، فقلت لها: كلي. فقالت: لا أشتهي ولا آكل. فقلت: لتأكلن أو [ص: 487] لألطخن وجهك. فلطخت وجهها، فضحك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو بيني وبينها، فأخذت منها فلطخت وجهي، ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يضحك، إذ سمعنا صوتًا جاءنا ينادي: يا عبد الله بن عمر! فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «قوما فاغسلا وجوهكما؛ فإن عمر داخل» ، فقال عمر: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم، أأدخل؟ فقال:«ادخل ادخل» .

هذا حديث حسنٌ.

(1) الخزيرة: لحم يقطع صغارًا ويصب عليه ماء كثير، فإذا نَضِجَ ذُرَّ عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة، وقيل: هي حَسَاءٌ من دقيق ودسم. اهـ مختصرًا من "النهاية".

(2)

في "النهاية": والحريرة: الحساء المطبوخ والدسم والماء.

ص: 486

1563 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 275): حدثنا يعقوب قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «من صلى صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج» .

هذا حديث حسنٌ. وابن إسحاق هو محمد صاحب "السيرة"، وقد سقط هنا الراوي عن عائشة، وهو عباد بن عبد الله بن الزبير.

فقد رواه ابن ماجه (ج 1 ص 274) عن يحيى عن أبيه عن عائشة، وأحمد (ج 6 ص 142)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(ج 2 ص 23)، وإسحاق بن رَاهَوَيْهِ (ج 2 ص 366)، فكلهم رووه عن يحيى عن أبيه عن عائشة، وليس عندهم بتصريح ابن إسحاق بالتحديث إلا عند أحمد بالسند المتقدم وعند الطحاوي.

ص: 487

1564 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 6 ص 168): أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا جرير عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة أنها قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت خولة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تشكو زوجها فكان يخفى علي كلامها فأنزل الله عز وجل {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى [ص: 488] الله والله يسمع تحاوركما} الآية (1).

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

* الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 1 ص 67 وص 666) ولفظه عند ابن ماجه في هذا الموضع: قالت عائشة: تبارك الذي وسع سمعه كل شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهي تقول يا رسول الله أكل شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبرت سني وانقطع ولدي ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك فما برحت حتى نزل جبريل بهؤلاء الآيات {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله} .

وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 8 ص 214) بمثل لفظ ابن ماجه، وأخرجه أحمد (ج 6 ص 46) بمثل لفظ النسائي.

(1) سورة المجادلة، الآية:1.

ص: 487

1565 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 37): حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة سمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قراءة أبي موسى فقال: «لقد أوتي هذا من مزامير آل داود» .

وقال رحمه الله (ص 167): ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن الزهري

به.

هذا حديث صحيحٌ.

وأخرجه النسائي (ج 2 ص 180 و 181)، وعبد بن حُمَيْدٍ في "المنتخب"(ج 3 ص 220)، وابن أبي شيبة (ج 12 ص 122).

ص: 488

1566 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 13 ص 357): حدثنا محمد بن سليمان المصيصي لوين حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة وهشام عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يضع لحسان منبرًا في المسجد فيقوم عليه يهجو من قال في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن روح القدس مع حسان ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم» .

هذا حديث حسنٌ. وعبد الرحمن بن أبي الزناد متكلم فيه، لكن قال ابن مَعِين: إنه أثبت الناس في هشام بن عروة.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 8 ص 137) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأصله في "الصحيحين".

ص: 489

1567 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 52): حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا قيس قال: لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر ليلًا نبحت الكلاب قالت: أي ماء هذا قالوا ماء الحوأب قالت ما أظنني إلا أني راجعة فقال بعض من كان معها بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله عز وجل ذات بينهم قالت إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لها ذات يوم «كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب» .

وقال رحمه الله (ج 6 ص 97): ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم

به.

هذا حديث صحيحٌ.

الحديث أخرجه أبو يَعْلَى (ج 8 ص 282) فقال رحمه الله: حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا محمد بن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد

به.

[ص: 490] وأخرجه ابن أبي شيبة (ج 15 ص 260) وفيه: أن طلحة والزبير هما اللذان قالا لها: مهلًا رَحِمَكِ الله، بل تقدمين فيراك المسلمون، فيصلح الله ذات بينهم.

ص: 489

1568 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 15 ص 260): حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا الأشعث عن محمد يعني ابن سيرين عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يصلي في شعرنا أو في لحفنا.

قال عبيد الله: شك أبي.

هذا حديث صحيحٌ. وأشعث هو ابن عبد الملك الحُمْرَانِيُّ، عرفناه بالراوي عنه وبالتصريح به عند الترمذي، وذكره المزي في "تحفة الأشراف".

وأما محمد بن سيرين فقد روى عنه أشعث بن سوار، وأشعث بن عبد الله، وأشعث بن عبد الملك الحمراني، كما في ترجمته من "تهذيب الكمال".

وأخرجه الترمذي (ج 3 ص 216) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه النسائي (ج 8 ص 217).

ص: 490

1569 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 1 ص 93): حدثنا قتيبة ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب البصري قالا حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن معاذة عن عائشة قالت: مرن أزواجكن أن يستطيبوا بالماء فإني أستحييهم فإن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يفعله.

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

الحديث أخرجه النسائي (ج 1 ص 43)، والإمام أحمد (ج 6 ص 171) فقال رحمه الله:[ص: 491] ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا سعيد وبَهْزٌ، قالا: ثنا همام، عن قتادة

به.

وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 8 ص 12) من حديث سعيد بن أبي عروبة

به.

ص: 490

1570 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 3 ص 455): حدثنا أبو حفص عمرو بن علي الفلاس أخبرنا عبد الله بن داود عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن ربيعة الجرشي عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس.

قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن غريب من هذا الوجه.

قال أبو عبد الرحمن: هو صحيح. وربيعة الجرشي مختلف في صحبته، ولم أرَ ما يثبت صحبته، لكن قد وثَّقه الدارقطني.

الحديث أخرجه النسائي (ج 4 ص 203).

ص: 491

1571 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 14 ص 128): حدثنا الحسن بن علي وابن بشار قالا حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما رأيت أحدًا كان أشبه سمتًا وهديًا ودلًّا -وقال الحسن: حديثًا وكلامًا، ولم يذكر الحسن السمت والهدي والدل- برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من فاطمة كرم الله وجهها كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في مجلسه وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها.

هذا حديث حسنٌ.

* الحديث رواه الترمذي (ج 10 ص 374) وزاد فيه: فلما مرض النبي [ص: 492] صلى الله عليه وعلى آله وسلم دخلت فاطمة فأكبت عليه فقبلته ثم رفعت رأسها فبكت ثم أكبت عليه ثم رفعت رأسها فضحكت فقلت إن كنت لأظن أن هذه من أعقل نسائنا فإذا هي من النساء فلما توفي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قلت لها أرأيت حين أكببت على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرفعت رأسك فبكيت ثم أكببت عليه فرفعت رأسك فضحكت ما حملك على ذلك قالت إني إذًا لبذرة أخبرني أنه ميت من وجعه هذا فبكيت ثم أخبرني أني أسرع أهله لحوقًا به وذاك حين ضحكت.

هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عائشة.

قال أبو عبد الرحمن: وبعض ألفاظه في "الصحيح".

ص: 491

1572 -

قال الترمذي رحمه الله (ج 6 ص 157): حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود قال أنبأنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول: سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت: لم يكن فاحشًا ولا متفحشًا ولا صخابًا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح.

هذا حديث حسن صحيح وأبو عبد الله الجدلي اسمه عبد بن عبد ويقال عبد الرحمن بن عبد.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا أبا عبد الله الجدلي، وقد وثَّقه أحمد وابن مَعِين، وما جاء في "تهذيب التهذيب" أن أبا داود قال: إن أبا إسحاق لم يسمع من أبي عبد الله، مدفوع بالتصريح بالتحديث هنا، ولا يظن أنه تصحيف فهو في "تحفة الأشراف" مصرح بالتحديث.

[ص: 493] ثم الراوي له هنا شعبة، وهو لا يقبل من أبي إسحاق إلا ما كان مسموعًا له، والله أعلم.

ص: 492

1573 -

قال الإمام إسحاق بن رَاهَوَيْهِ رحمه الله في "مسنده"(ج 3 ص 919): أخبرنا جرير وعيسى بن يونس عن إسماعيل بن أبي خالد عن العيزار بن حريث عن عائشة قالت: والله إن محمدًا لمكتوب في الإنجيل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزئ بالسيئة سيئة ولكن يعفو أو يغفر.

أخبرنا الملائي نا يونس نا العيزار بن حريث عن عائشة مثله، وقال: يعفو أو يصفح.

هذا حديث صحيحٌ.

والملائي في السند الأخير هو الفضل بن دُكَيْنٍ.

ص: 493

1574 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 15 ص 363): حدثنا عثمان بن أبي شيبة أخبرنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين.

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

ص: 493

1575 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 1 ص 376): حدثنا مسدد حدثنا معتمر ح وحدثنا أحمد بن حنبل حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قالا حدثنا برد بن سنان عن عبادة بن نسي عن غضيف بن الحارث قال: قلت لعائشة أرأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يغتسل من الجنابة في أول الليل أو في آخره قالت: ربما اغتسل في أول الليل وربما اغتسل في آخره [ص: 494] قلت الله أكبر الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة قلت أرأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يوتر أول الليل أم في آخره قالت: ربما أوتر في أول الليل وربما أوتر في آخره قلت الله أكبر الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة قلت أرأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يجهر بالقرآن أم يخفت به قالت: ربما جهر به وربما خفت قلت الله أكبر الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة.

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرج النسائي (ج 1 ص 125 وص 199) الاغتسال منه، وأخرج ابن ماجه (ج 1 ص 430) منه: أكان يجهر بالقرآن، وقصة الوتر في "الصحيحين".

* قال الترمذي رحمه الله (ج 2 ص 528): حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس قال: سألت عائشة كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالليل فقالت: كل ذلك قد كان يفعل ربما أسر بالقراءة وربما جهر فقلت الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة.

قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح غريب.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ على شرط مسلم، وقد ذكر بعضه (ج 1 ص 249).

والحديث أخرجه النسائي (ج 3 ص 224).

ص: 493

1576 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 10 ص 312): حدثنا سعيد بن نصير أخبرنا أبو أسامة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يأكل البطيخ بالرطب فيقول «نكسر حر هذا ببرد هذا وبرد هذا بحر هذا» .

[ص: 495] هذا حديث صحيحٌ، إن توبع سعيد بن نصير، فإنه روى عنه جماعة ولم يُوَثِّقْهُ معتبر، وقد توبع كما تراه في التخريج بعده:

الحديث أخرجه الترمذي (ج 5 ص 574) فقال: حدثنا عبدة بن عبد الله الخُزَاعِيُّ، حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن هشام بن عروة

به.

وقال: حديث حسن غريب، ورواه بعضهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم

ولم يذكر فيه: عن عائشة. وقد روى يزيد بن رُومَانَ عن عائشة هذا الحديث.

* قال الحميدي رحمه الله في "المسند"(ج 1 ص 124): ثنا سفيان قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يجمع بين البطيخ والرطب فيأكله.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 494

1577 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 9 ص 24): حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سعد يعني ابن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «كسر عظم الميت ككسره حيًّا» .

هذا حديث حسنٌ. وقد ذكره الحافظ الذهبي في "الميزان" في ترجمة عبد العزيز بن محمد، يعني أنه تفرد به.

ثم وجدت الحديث في "مسند أحمد"(ج 6 ص 58): ثنا ابن نمير، ثنا سعد بن سعيد

به.

* قال الطحاوي رحمه الله (ج 3 ص 308): حدثنا بكار بن قتيبة قال حدثنا صفوان بن عيسى قال حدثنا محمد بن عمارة عن عمرة عن [ص: 496] عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «كسر عظام الميت ككسر عظام الحي» .

هذا حديث حسنٌ. ولم أجد رواية لمحمد بن عمارة عن عمرة، ولكن تشهد له الطريق الأخرى من طريق سعد بن سعيد الأنصاري.

ص: 495

1578 -

قال النسائي رحمه الله (ج 4 ص 5): أخبرنا إبراهيم بن يعقوب قال حدثني أحمد بن إسحاق قال حدثنا وهيب قال حدثنا منصور بن صفية عن أمه صفية بنت شيبة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لقنوا هلكاكم قول لا إله إلا الله» .

هذا حديث صحيحٌ.

ص: 496

1579 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 1 ص 137): أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم قال حدثنا أبي أنبأنا الحسن وهو ابن صالح عن أبي إسحاق ح وحدثنا عمرو بن علي قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يتوضأ بعد الغسل.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 1 ص 360) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

ص: 496

1580 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 4 ص 52): أخبرنا إبراهيم بن يعقوب قال حدثني أحمد بن إسحاق قال حدثنا وهيب قال حدثنا منصور بن عبد الرحمن عن أمه عن عائشة قالت: ذكر عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هالك بسوء فقال «لا تذكروا هلكاكم إلا بخير» .

[ص: 497] هذا حديث صحيحٌ.

ص: 496

1581 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 14 ص 5): حدثنا ابن بشار أخبرنا عبد الرحمن أخبرنا سفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا رأى ناشئًا في أفق السماء ترك العمل وإن كان في صلاة ثم يقول «اللهم إني أعوذ بك من شرها» فإن مطر قال «اللهم صيبًا هنيئًا» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

ص: 497

1582 -

قال الترمذي رحمه الله (ج 7 ص 168): حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عائشة: أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «ما بقي منها؟ » قالت ما بقي منها إلا كتفها قال «بقي كلها غير كتفها» .

هذا حديث صحيح وأبو ميسرة هو الهمداني اسمه عمرو بن شرحبيل.

ص: 497

1583 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 4 ص 454): حدثنا أبو حفص عمرو بن علي أخبرنا يزيد بن زريع حدثنا عمارة بن أبي حفصة حدثنا عكرمة عن عائشة قالت: كان على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثوبان قطريان غليظان فكان إذا قعد فعرق ثقلا عليه فقدم بز من الشام لفلان اليهودي فقلت لو بعثت إليه فاشتريت منه ثوبين إلى الميسرة فأرسل إليه فقال قد علمت ما يريد إنما يريد أن يذهب بمالي أو بدراهمي فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «كذب قد علم أني من أتقاهم لله [ص: 498] وآداهم للأمانة» .

حديث عائشة حديث حسن صحيح غريب وقد رواه شعبة أيضًا عن عمارة بن أبي حفصة.

سمعت محمد بن فراس البصري يقول سمعت أبا داود الطيالسي يقول: سئل شعبة يومًا عن هذا الحديث فقال لست أحدثكم حتى تقوموا إلى حرمي (1) بن عمارة فتقبلوا رأسه قال وحرمي في القوم.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ على شرط البخاري.

الحديث أخرجه النسائي (ج 7 ص 294).

وأخرجه الإمام أحمد (ج 6 ص 147) فقال: ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن عمارة يعني ابن أبي حفصة

به.

(1) كذا، وفي "تهذيب التهذيب": حتى تقوموا إلى عمارة بن أبي حفصة فتقبلوا رأسه. وهو أقرب؛ إذ هو شيخ شعبة فيه عند الإمام أحمد.

ص: 497

1584 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 8 ص 355): حدثنا مسدد أخبرنا يحيى ح وأخبرنا محمد بن بشار أخبرنا عثمان بن عمر -قال أبو داود: وهذا لفظه- عن أبي عامر الخزاز عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله إني لأعلم أشد آية في كتاب الله عز وجل قال «أية آية يا عائشة؟ » قالت قول الله تعالى {من يعمل سوءًا يجز به} (1) قال «أما علمت يا عائشة أن المؤمن تصيبه النكبة أو الشوكة فيكافأ بأسوإ عمله ومن حوسب عذب» قالت أليس الله يقول {فسوف يحاسب [ص: 499] حسابًا يسيرًا} (2) قال «ذاكم العرض يا عائشة من نوقش الحساب عذب» .

قال أبو داود: وهذا لفظ ابن بشار قال أخبرنا ابن أبي مليكة.

هذا حديث حسنٌ على شرط مسلم، وقد أخرج البخاري ومسلم بعضه.

(1) سورة النساء، الآية:123.

(2)

سورة الانشقاق، الآية:8.

ص: 498

1585 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 107): حدثنا سريج وعفان قالا حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لمكتوب في الكتاب من أهل النار فإذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل أهل النار فمات فدخل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه لمكتوب في الكتاب من أهل الجنة فإذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل أهل الجنة فمات فدخلها» .

وقال رحمه الله (ص 108): ثنا سريج، ثنا ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه به.

هذا حديث صحيحٌ.

وقد أخرجه عبد بن حُمَيْدٍ في "المنتخب"(ج 3 ص 230) فقال رحمه الله: حدثني عبد الله بن مَسْلَمَةَ، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن هشام بن عروة

به.

وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 8 ص 128) فقال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السَّامِيُّ، حدثنا حماد

به.

ص: 499

1586 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه (ج 1 ص 278): حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا حماد بن [ص: 500] سلمة حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين» .

هذا حديث حسنٌ على شرط مسلم.

الحديث أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(ص 242) فقال رحمه الله: حدثنا إسحاق، أخبرنا عبد الصمد

به.

ص: 499

1587 -

قال الإمام محمد بن نصر رحمه الله في "الصلاة"(ص 499): حدثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو النعمان وسليمان بن حرب، قالا: ثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن» .

هذا حديث صحيحٌ.

* وله طريق أخرى، قال رحمه الله: حدثنا محمد بن يحيى، ثنا أيوب بن سليمان بن بلال، ثنا أبو بكر بن أبي أويس (1)، عن سليمان بن بلال، عن عبد العزيز بن المطلب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: حفظت هاتين الخصلتين من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قالت:«لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن» .

عبد العزيز بن المطلب فيه كلام لا ينزل حديثه عن الشواهد والمتابعات.

(1) أبو بكر بن أبي أويس هو عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله المدني.

ص: 500

1588 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 42): حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعلي بن محمد قالا حدثنا وكيع [ص: 501] حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مرضه «وددت أن عندي بعض أصحابي» قلنا يا رسول الله ألا ندعو لك أبا بكر فسكت قلنا ألا ندعو لك عمر فسكت قلنا ألا ندعو لك عثمان قال «نعم» فجاء فخلا به فجعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يكلمه ووجه عثمان يتغير.

قال قيس فحدثني أبو سهلة مولى عثمان: أن عثمان بن عفان قال يوم الدار: إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عهد إلي عهدًا فأنا صائر إليه -وقال علي في حديثه: وأنا صابر عليه-. قال قيس: فكانوا يرونه ذلك اليوم.

هذا حديث صحيحٌ.

وقد أخرج الترمذي (ج 10 ص 208) حديث أبي سهلة، وقال: هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن أبي خالد. اهـ

ص: 500

1589 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 86): حدثنا أبو المغيرة قال حدثنا الوليد بن سليمان قال حدثني ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن عامر عن النعمان بن بشير عن عائشة قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى عثمان بن عفان فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلما رأينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أقبلت إحدانا على الأخرى فكان من آخر كلام كلمه أن ضرب منكبه وقال «يا عثمان إن الله عز وجل عسى أن يلبسك قميصًا فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني يا عثمان إن الله عسى أن يلبسك قميصًا فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني» ثلاثًا. فقلت لها: يا أم المؤمنين فأين كان هذا عنك قالت نسيته والله فما ذكرته.

[ص: 502] قال: فأخبرته معاوية بن أبي سفيان فلم يرض بالذي أخبرته حتى كتب إلى أم المؤمنين أن اكتبي إلي به فكتبت إليه به كتابًا.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

* قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 199): حدثنا محمود بن غيلان حدثنا حجين بن المثنى حدثنا الليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن عامر عن النعمان بن بشير عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «يا عثمان إنه لعل الله يقمصك قميصًا فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه لهم» .

هذا حديث حسن غريب.

قال أبو عبد الرحمن: وهو على شرط مسلم.

الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 1 ص 41) وعنده عن ربيعة بن يزيد عن النعمان بن بشير، بدون واسطة، وسند الترمذي أرجح.

ص: 501

1590 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 299): حدثنا القاسم بن دينار الكوفي حدثنا عبيد الله بن موسى عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن يسار عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما» .

هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبد العزيز بن سياه وهو شيخ كوفي وقد روى عنه الناس له ابن يقال له يزيد بن عبد العزيز ثقة روى عنه يحيى بن آدم.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ على شرط مسلم.

[ص: 503] الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 1 ص 52).

ص: 502

1591 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 215): حدثنا محمد بن يحيى حدثنا حجاج حدثنا يزيد بن إبراهيم حدثنا أيوب عن معاذة: أن امرأة سألت عائشة قالت تختضب الحائض فقالت: قد كنا عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحن نختضب فلم يكن ينهانا عنه.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 503

1592 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 13 ص 144): حدثنا عثمان بن أبي شيبة أخبرنا عبد الحميد يعني الحماني أخبرنا الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل ما بال فلان يقول ولكن يقول «ما بال أقوام يقولون كذا وكذا» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

ص: 503

1593 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 372): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسلم في كل ثنتين ويوتر بواحدة.

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

ص: 503

1594 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 13 ص 221): حدثنا مسدد أخبرنا يحيى عن سفيان قال حدثني علي بن الأقمر عن أبي حذيفة عن عائشة قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حسبك من صفية كذا وكذا -قال [ص: 504] غير مسدد: تعني قصيرة- فقال «لقد قلت كلمة لو مزج بها البحر لمزجته» قالت وحكيت له إنسانًا فقال «ما أحب أني حكيت إنسانًا وأن لي كذا وكذا» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم. وأبو حذيفة هو سلمة بن صهيب، وثَّقه يعقوب بن سفيان.

الحديث رواه الترمذي (ج 7 ص 208) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

ص: 503

1595 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 394): حدثنا محمد بن يحيى أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وإذا مات صاحبكم (1) فدعوه» .

هذا حديث حسن صحيح وقد وروي هذا عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرسلًا.

قال أبو عبد الرحمن: هو صحيحٌ على شرط الشَّيخين، وينظر من أرسله.

الحديث أخرجه الدارمي رحمه الله (ج 2 ص 212) فقال: أخبرنا محمد بن يوسف، ثنا سفيان

به.

(1) في "تحفة الأحوذي": «إذا مات صاحبكم» أي: واحد منكم، ومن جملة أهاليكم، «فدعوه» أي: اتركوا ذكر مساويه، فإن تركه من محاسن الأخلاق.

ص: 504

1596 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 323): حدثنا الحسين بن حريث أخبرنا الفضل بن موسى عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت: أراد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن [ص: 505] ينحي مخاط أسامة قالت عائشة دعني حتى أنا الذي أفعل قال «يا عائشة أحبيه فإني أحبه» .

هذا حديث حسن غريب.

ص: 504

1597 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 4 ص 192): حدثنا محمد بن بشار قال أخبرنا أبو داود قال أخبرنا شعبة عن يزيد بن خمير قال سمعت عبد الله بن أبي قيس يقول قالت عائشة رضي الله عنها: لا تدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان لا يدعه وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدًا.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

ص: 505

1598 -

قال الإمام النسائي رحمه الله في "عمل اليوم والليلة"(ص 73): أخبرنا محمد بن سهل بن عسكر قال حدثنا ابن أبي مريم قال أخبرنا خلاد بن سليمان أبو سليمان قال حدثني خالد بن أبي عمران عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: ما جلس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مجلسًا قط ولا تلا قرآنًا ولا صلى صلاة إلا ختم ذلك بكلمات قالت فقلت يا رسول الله أراك ما تجلس مجلسًا ولا تتلو قرآنًا ولا تصلي صلاة إلا ختمت بهؤلاء الكلمات قال «نعم من قال خيرًا ختم له طابع على ذلك الخير ومن قال شرًّا كن له كفارة سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك» .

و(ص 309) فقال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا أبو سلمة الخُزَاعِيُّ منصور بن سلمة، أنا خلاد بن سليمان

به.

[ص: 506] * الحديث أخرجه الإمام أحمد (ج 6 ص 77) فقال: حدثنا أبو سلمة حدثنا خلاد (1) بن سليمان الحضرمي عن خالد بن أبي عمران عن عروة عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا جلس مجلسًا أو صلى تكلم بكلمات فسألته عائشة عن الكلمات فقال «إن تكلم بخير كان طابعًا عليهن إلى يوم القيامة وإن تكلم بغير ذلك كان كفارة سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليه» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا خلاد بن سليمان، وقد وثَّقه علي بن الحسين بن الجنيد، كما في "تهذيب التهذيب".

(1) في الأصل: خالد. والصواب ما أثبتناه.

ص: 505

1599 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 10 ص 151): حدثنا مسدد وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا مهدي يعني ابن ميمون أخبرنا أبو عثمان قال موسى وهو عمرو بن سلم الأنصاري عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «كل مسكر حرام وما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا أبا عثمان، وقد وثَّقه أبو داود.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 5 ص 607) وقال: هذا حديث حسن.

ص: 506

1600 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 277): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن أبي عدي عن محمد بن إسحاق قال ذكرت لابن شهاب فقال حدثني سالم بن عبد الله: أن عبد الله يعني ابن عمر كان [ص: 507] يصنع ذلك يعني يقطع الخفين للمرأة المحرمة. ثم حدثته صفية بنت أبي عبيد أن عائشة حدثتها: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد كان رخص للنساء في الخفين فترك ذلك.

هذا حديث حسنٌ. وصفية بنت أبي عبيد الثقفي، لم يوثِّقها معتبر، ولكن قبول عبد الله بن عمر وعمله بروايتها يدل على أنها ثقة عنده.

ص: 506

1601 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 276): حدثنا الحسين بن الجنيد الدامغاني حدثنا أبو أسامة قال أخبرني عمر بن سويد الثقفي قال حدثتني عائشة بنت طلحة أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها حدثتها قالت: كنا نخرج مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى مكة فنضمد جباهنا بالسك المطيب عند الإحرام فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلا ينهاها.

هذا حديث صحيحٌ.

ص: 507

1602 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 1 ص 487): حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: استحيضت امرأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأُمرت أن تعجل العصر وتؤخر الظهر وتغتسل لهما غسلًا وأن تؤخر المغرب وتعجل العشاء وتغتسل لهما غسلًا وتغتسل لصلاة الصبح غسلًا. فقلت لعبد الرحمن: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ فقال: لا أحدثك إلا عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشيء.

هذا حديث صحيحٌ، ورجاله رجال الصحيح.

ص: 507

1603 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 1 ص 453): حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن جابر بن صبح سمعت خلاسًا الهجري قال سمعت عائشة [ص: 508] تقول: كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نبيت في الشعار الواحد وأنا حائض طامث فإن أصابه مني شيء غسل مكانه ولم يعده ثم صلى فيه وإن أصاب -تعني ثوبه- منه شيء غسل مكانه ولم يعده ثم صلى فيه.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا جابر بن صبح، وقد وثَّقه ابن مَعِين، كما في "تهذيب التهذيب".

الحديث أخرجه النسائي (ج 1 ص 150 و 118) و (ج 2 ص 72).

ص: 507

1604 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 1 ص 432): حدثنا نصر بن علي حدثنا عبد الله بن داود عن عمرو بن سويد عن عائشة بنت طلحة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنا نغتسل وعلينا الضماد ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم محلات ومحرمات.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا عمر بن سويد، وقد وثَّقه ابن مَعِين، كما في "تهذيب التهذيب".

ص: 508

1605 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 489): حدثنا وهب بن بقية عن خالد عن أفلح عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت: أحرمت من التنعيم بعمرة فدخلت فقضيت عمرتي وانتظرني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالأبطح حتى فرغت وأمر الناس بالرحيل قالت وأتى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم البيت فطاف به ثم خرج.

حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو بكر يعني الحنفي حدثنا أفلح عن القاسم عن عائشة قالت: خرجت معه تعني مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في النفر الآخر فنزل المحصب.

[ص: 509] قال أبو داود: ولم يذكر ابن بشار قصة بعثها إلى التنعيم في هذا الحديث، قالت: ثم جئته بسحر فأذن في أصحابه بالرحيل فارتحل فمر بالبيت قبل صلاة الصبح فطاف به حين خرج ثم انصرف متوجهًا إلى المدينة.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 508

1606 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 6 ص 98): حدثنا محمد بن كثير أنبأنا سفيان أخبرنا ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أيما امرأة نكحت بغير إذن مواليها فنكاحها باطل -ثلاث مرات- فإن دخل بها فالمهر لها بما أصاب منها فإن تشاجروا فالسلطان ولي من لا ولي له» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا سليمان بن موسى، وقد وثَّقه يحيى بن مَعِين مرة في حديث عن الزهري، ومرة مطلقًا، كما في "تهذيب التهذيب".

الحديث أخرجه الترمذي (ج 4 ص 227) وقال: هذا حديث حسن.

وأخرجه ابن ماجه (ج 1 ص 605).

ص: 509

1607 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 6 ص 172): حدثنا أحمد بن يونس أنبأنا عبد الرحمن يعني ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال قالت عائشة: يا ابن أختي كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا وكان قل يوم إلا وهو يطوف علينا جميعًا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفرقت أن [ص: 510] يفارقها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يا رسول الله يومي لعائشة فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم منها قالت نقول في ذلك أنزل الله تعالى وفي أشباهها أراه قال {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزًا} (1).

هذا حديث حسنٌ.

(1) سورة النساء، الآية:128.

ص: 509

1608 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 6 ص 444): حدثنا أحمد بن حنبل حدثني عبد الرحمن بن مهدي حدثني معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس قال سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من غيره ثم يصوم لرؤية رمضان فإن غم عليه عد ثلاثين يومًا ثم صام.

هذا حديث حسنٌ على شرط مسلم.

ص: 510

1609 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 7 ص 243): حدثنا أبو صالح الأنطاكي محبوب بن موسى أخبرنا أبو إسحاق يعني الفزاري عن هشام بن عروة عن أبيه وعن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها: أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في سفر قالت فسابقته فسبقته على رجلي فلما حملت اللحم سابقته فسبقني فقال «هذه بتلك السبقة» .

وأخرجه الإمام أحمد (ج 6 ص 39): ثنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة

به.

وقال رحمه الله بعده: ثنا معاوية، ثنا أبو إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: أخبرتني عائشة

به.

هذا حديث صحيحٌ.

ص: 510

1610 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 12 ص 257): حدثنا محمد بن المثني أخبرني محمد بن خالد ابن عثمة أخبرنا عبد الله بن المنيب يعني المدني قال أخبرني هشام بن عروة عن عروة عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «لا يكون لمسلم أن يهجر مسلمًا فوق ثلاثة فإذا لقيه سلم عليه ثلاث مرار كل ذلك لا يرد عليه فقد باء بإثمه» .

هذا حديث حسنٌ.

ص: 511

1611 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 9 ص 302): حدثنا محمد بن المثنى أخبرنا عبد الملك بن عمرو العقدي عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نظر إلى القمر فقال «يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا فإن هذا هو الغاسق إذا وقب» .

هذا حديث حسن صحيح.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا الحارث بن عبد الرحمن، وقد قال النسائي: ليس به بأس، وقال أحمد بن حنبل: لا أرى به بأسًا.

ص: 511

1612 -

قال الإمام عبد الرزاق رحمه الله (ج 6 ص 7): عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: جاءت فاطمة بنت عتبة بن ربيعة تبايع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخذ عليها أن لا تشرك بالله شيئًا الآية* قالت فوضعت يدها على رأسها حياء فأعجب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما رأى منها فقالت عائشة أقري أيتها المرأة فوالله ما بايعنا إلا على هذا قالت فنعم إذًا فبايعها على الآية.

[ص: 512] هذا حديث صحيحٌ. وبيعة النساء مذكورة في "الصحيحين" من حديث عائشة، وليس فيها ما فعلته المرأة.

* سورة الممتحنة، الآية:12. [معد الكتاب للمكتبة الشاملة]

ص: 511

1613 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 8 ص 238): حدثنا صالح بن عبد الله أخبرنا حماد بن زيد عن أبي لبابة قال قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر.

هذا حديث حسن غريب.

وأبو لبابة هذا شيخ بصري، وقد روى عنه حماد بن زيد غير حديث، ويقال: اسمه مروان.

* الحديث أخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 122) فقال: حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا مروان أبو لبابة من بني عقيل عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم حتى نقول ما يريد أن يفطر ويفطر حتى نقول ما يريد أن يصوم وكان يقرأ كل ليلة ببني إسرائيل والزمر.

هذا حديث صحيحٌ. ومروان أبو لبابة وثَّقه ابن مَعِين، كما في "تهذيب التهذيب".

ص: 512

1614 -

قال الإمام عبد الرزاق رحمه الله (ج 1 ص 294): عن الثوري عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبي المليح عن عائشة قالت: أتتها نساء من أهل الشام فقالت لعلكن من الكورة التي تدخل نساؤها الحمامات قلنا نعم قالت فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيتها فقد هتكت ما بينها وبين الله عز وجل أو ستر ما بينها وبين الله عز وجل» .

[ص: 513] الحديث أخرجه أحمد (ج 6 ص 199) من حديث عبد الرزاق.

وابن ماجه (ج 2 ص 1234) فقال رحمه الله: حدثنا علي بن محمد، ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور

به.

وأخرجه أحمد (ج 6 ص 173) من حديث شعبة، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، قال حجاج: عن رجل، قال: دخل نسوة من أهل الشام

فذكره.

* وقال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 8 ص 87): حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود أنبأنا شعبة عن منصور قال سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن أبي المليح الهذلي: أن نساء من أهل حمص أو من أهل الشام دخلن على عائشة فقالت: أنتن اللاتي يدخلن نساؤكن الحمامات سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها» .

هذا حديث حسن.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ. ولا يضره أن جريرًا وهو ابن عبد الحميد لم يذكر أبا الْمَلِيحِ، فقد زاده سفيان وشعبة، وكل واحد منهما بمفرده أرجح من جرير، فيكون حديثهما هو المحفوظ وحديثه الشاذ. وكذا لا يضر أن حجاجًا وهو ابن محمد عن رجل، حيث أبهم أبا المليح، فقد سماه غيره، والحمد لله. وكذا لا يضر الحديث ما رواه الإمام أحمد (ج 6 ص 41) فقال: ثنا حفص بن غياث، عن سالم بن أبي الجعد، عن عائشة

به.

فالأعمش مدلس وقد عنعن، ثم إن منصورًا أرجح منه؛ فقد قال الحافظ في "التقريب" في ترجمة الأعمش: ثقة حافظ عارف بالقراءة ورع، لكنه يدلس. وقد قال في ترجمة منصور: ثقة ثبت، وكان لا يدلس. فَصَحَّ الحديث، والحمد لله.

الحديث أخرجه أبو داود (ج 11 ص 46)، وأخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1234):[ص: 514] حدثنا علي بن محمد، ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور

به.

وقد روى أبو داود هذا الحديث من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن سالم، عن عائشة. وسالم لم يسمع من عائشة، ولا يضر هذا؛ فإنه قد وصله شعبة وسفيان الثوري، وهما أرجح من جرير، والله أعلم.

ص: 512

1615 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 8 ص 111): حدثنا مسدد أخبرنا يحيى حدثنا شعبة ح وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن سفيان جميعًا عن ابن الأصبهاني عن مجاهد بن وردان عن عروة عن عائشة رضي الله عنها: أن مولى للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مات وترك شيئًا ولم يدع ولدًا ولا حميمًا فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أعطوا ميراثه رجلًا من أهل قريته» .

قال أبو داود: وحديث سفيان أتم، وقال مسدد: قال فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «هاهنا أحد من أهل أرضه؟ » قالوا نعم قال «فأعطوه ميراثه» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا مجاهد بن وَرْدَانَ، وقد وثَّقه أبو حاتم، وأثنى عليه شعبة خيرًا.

وابن الأصبهاني هو عبد الرحمن بن عبد الله بن الأصبهاني، من رجال الجماعة.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 6 ص 384) وقال: هذا حديث حسن.

وأخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 913)، وأحمد (ج 6 ص 174)، وأبو يَعْلَى (ج 8 ص 108).

ص: 514

1616 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 8 ص 476): حدثنا محمد بن يحيى بن فارس أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد أخبرنا أبي عن ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت: مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو ابن ثمانية عشر شهرًا [ص: 515] فلم يصل عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

هذا حديث حسنٌ.

وقد أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في "المسند"(ج 6 ص 267) فقال: ثنا يعقوب، قال: ثنا أبي، عن ابن إسحاق

به.

ص: 514

1617 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 8 ص 220): حدثنا نصر بن علي حدثنا أبو أحمد أخبرنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كانت صفية من الصفي.

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

ص: 515

1618 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 140): حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري عن عبد الله بن شقيق قال قلت لعائشة: أي أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالت أبو بكر قلت ثم من قالت ثم عمر قلت ثم من قالت ثم أبو عبيدة بن الجراح قال قلت ثم من قال فسكتت.

هذا حديث حسن صحيح.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

ص: 515

1619 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 11 ص 242): حدثنا يحيى بن خلف حدثنا عبد الأعلى عن محمد يعني ابن إسحاق قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت إذا [ص: 516] أردت أن أفرق رأس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صدعت الفرق من يافوخه وأرسل ناصيته بين عينيه.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 515

1620 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 277): حدثنا يعقوب قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين قالت: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن شماس -أو لابن عم له- وكاتبته على نفسها وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تستعينه في كتابتها قالت فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت فدخلت عليه فقالت يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس -أو لابن عم له- فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على كتابتي قال «فهل لك في خير من ذلك؟ » قالت وما هو يا رسول الله قال «أقضي كتابتك وأتزوجك» قالت نعم يا رسول الله قال «قد فعلت» قالت وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تزوج جويرية بنت الحارث فقال الناس أصهار رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأرسلوا ما بأيديهم قالت فلقد أُعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 516

1621 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 1237): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبيد الله عن شيبان عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يوسف بن ماهك عن عبيد بن عمير عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن أعظم الناس فرية لرجل هاجى رجلًا فهجا القبيلة بأسرها ورجل انتفى من أبيه وزنى أمه» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

* وقد أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(ص 302) فقال رحمه الله: حدثنا قتيبة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يوسف بن ماهك عن عبيد بن عمير عن عائشة رضي الله عنها: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إن أعظم الناس جرمًا إنسان شاعر يهجو القبيلة من أسرها ورجل تنفى من أبيه» .

ص: 517

1622 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 272): حدثنا يعقوب قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني هشام بن عروة عن [ص: 518] أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالت: أتت سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم -أو امرأة أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تستأذنه على أبي رافع قد ضربها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبي رافع «ما لك ولها يا أبا رافع؟ » قال تؤذيني يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «بم آذيته يا سلمى؟ » قالت يا رسول الله ما آذيته بشيء ولكنه أحدث وهو يصلي فقلت له يا أبا رافع إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد أمر المسلمين إذا خرج من أحدهم الريح أن يتوضأ فقام فضربني فجعل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يضحك ويقول «يا أبا رافع إنها لم تأمرك إلا بخير» .

هذا حديث حسنٌ.

ص: 517

1623 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 275): حدثنا يعقوب قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال فحدثني صالح بن كيسان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة قالت: كان آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن قال «لا يترك بجزيرة العرب دينان» .

هذا حديث حسنٌ.

ص: 518

1624 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 276): حدثنا يعقوب قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فداء أبي العاص بن الربيع بمال وبعثت فيه بقلادة لها كانت لخديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها قالت فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رق لها رقة شديدة وقال «إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي [ص: 519] لها فافعلوا» فقالوا نعم يا رسول الله فأطلقوه وردوا عليها الذي لها.

هذا حديث حسنٌ.

وقد أخرجه أبو داود (ج 7 ص 356) وليس عند أبي داود تصريح ابن إسحاق بالسماع، وفيه عند أبي داود زيادة: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخذ على أبي العاص أو وعده أن يخلي سبيل زينب إليه، وبعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زيد بن حارثة ورجلًا من الأنصار فقال:«كُونَا بِبَطْنِ يَأْجَجَ حَتَّى تَمُرَّ بِكُمَا زَيْنَبُ، فَتَصْحَبَاهَا حَتَّى تَأْتِيَا بِهَا» .

وقد عرفت أن ابن إسحاق لم يصرح بالتحديث عند أبي داود، فنحن نتوقف في هذه الزيادة.

ص: 518

1625 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 268): حدثنا يعقوب قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ابتاع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من رجل من الأعراب جزورًا أو جزائر بوسق من تمر الذخرة وتمر الذخرة العجوة فرجع به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى بيته والتمس له التمر فلم يجده فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال له «يا عبد الله إنا قد ابتعنا منك جزورًا أو جزائر بوسق من تمر الذخرة فالتمسناه فلم نجده» قال فقال الأعرابي واغدراه قالت فنهمه الناس وقالوا قاتلك الله أيغدر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «دعوه فإن لصاحب الحق مقالًا» ثم عاد له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال «يا عبد الله إنا ابتعنا منك جزائرك ونحن نظن أن عندنا ما سمينا لك فالتمسناه فلم نجده» فقال الأعرابي واغدراه فنهمه الناس وقالوا قاتلك الله أيغدر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «دعوه فإن لصاحب الحق مقالًا» فردد ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرتين أو ثلاثًا فلما [ص: 520] رآه لا يفقه عنه قال لرجل من أصحابه «اذهب إلى خويلة بنت حكيم بن أمية فقل لها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول لك إن كان عندك وسق من تمر الذخرة فأسلفيناه حتى نؤديه إليك إن شاء الله» فذهب إليها الرجل ثم رجع الرجل فقال قالت نعم هو عندي يا رسول الله فابعث من يقبضه فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم للرجل «اذهب به فأوفه الذي له» قال فذهب به فأوفاه الذي له قالت فمر الأعرابي برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو جالس في أصحابه فقال جزاك الله خيرًا فقد أوفيت وأطيبت قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أولئك خيار عباد الله عند الله يوم القيامة الموفون المطيبون» .

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه عبد بن حُمَيْدٍ (ج 3 ص 229) فقال رحمه الله: حدثني خالد بن مخلد البجلي، قال: حدثني يحيى بن عمير، قال: حدثني هشام بن عروة

به.

يحيى بن عمير المدني روى عنه أربعة، وقال أبو حاتم: صالح، كما في "تهذيب التهذيب"، فهو يصلح في الشواهد والمتابعات، ويرتقي الحديث به إلى صحيح لغيره، والله أعلم.

ص: 519

1626 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 156): حدثنا أبو النضر عن ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن عبد الله بن نيار الأسلمي عن عروة عن عائشة أنها قالت: أتي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بِظَبْيَةٍ خَرَزٍ (1) فقسمها للحرة وللأمة وقالت كان أبي يقسم للحر والعبد.

هذا حديث صحيحٌ. وأخرجه أبو داود (ج 8 ص 168).

(1) الظَّبْيَةُ: جِرَابٌ صغير عليه شعر، وقيل: هي شِبْه الخَرِيطَةٍ والكِيس. اهـ من "النهاية".

ص: 520

1627 -

قال الإمام ابن حبان كما في "الإحسان"(ج 2 ص 386): أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن زكريا عن إبراهيم بن سويد النخعي حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزورنا فقال: أقول يا أمه كما قال الأول: زر غبًّا تزدد حبًّا قال: فقالت: دعونا من رطانتكم هذه قال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: فسكتت ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي قال: «يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي» قلت: والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجره قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر؟ قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها {إن في خلق السموات والأرض} (1)» الآية كلها.

هذا حديث حسنٌ. وعمران بن موسى بن مجاشع ترجمه الذهبي في "العبرة" ووصفه بأنه حافظ محدث جرجان. اهـ

وفي "تاريخ جرجان" للسهمي أن الإسماعيلي وصفه بأنه صدوق محدث جرجان في زمانه (ص 332 و 323).

(1) سورة البقرة، الآية:164.

ص: 521

1628 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 158): حدثنا أبو النضر حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دخل عليها فقال «لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله عز وجل» .

هذا حديث صحيحٌ.

ووالد إسحاق هو سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي.

ص: 522

1629 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 159): حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْزَمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: «إِنَّهُ مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ، يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ» .

هذا حديث صحيحٌ. ومحمد بن مهزم وَثَّقَهُ ابن مَعِين، كما في "تعجيل المنفعة".

ص: 522

1630 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 139): حدثنا وكيع عن محمد يعني ابن شريك عن ابن أبي مليكة عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لا توعي فيوعي الله عليك» .

وقال أسامة: عن ابن أبي مليكة عن أسماء.

حديث أسماء في "الصحيحين".

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 165): حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا محمد بن شريك عن ابن أبي مليكة عن عائشة: أنها سألت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن شيء من أمر الصدقة فذكرت شيئًا قليلًا فقال لها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أعطي ولا توعي فيوعى عليك» .

[ص: 523] وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 108): ثنا سريج، ثنا نافع، عن ابن أبي مليكة، قالت عائشة

فذكرت الحديث.

هذا حديث صحيحٌ.

وأخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 70) فقال: ثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، قال: ثنا ابن إدريس، عن الأعمش، عن الحكم، عن عروة، عن عائشة

به.

وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 7 ص 440) فقال رحمه الله: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة

به.

ص: 522

1631 -

قال أبو يعلى رحمه الله (ج 8 ص 320): حدثنا الحسن بن حماد سجادة، حدثنا حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قسم سورة البقرة في ركعتين.

هذا حديث صحيحٌ.

ص: 523

1632 -

قال الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية"(ج 1 ص 347) بتحقيق الأخ ناصر بن محمد بن عبد العزيز حفظه الله: قال ابن أبي عمر: حدثنا يحيى بن سليم عن هشام بن عروة قال سمعت أبي يقول: سمعت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كلامي بعد العشاء التي تسميها الأعراب بالعتمة قال وكنا في حجرة بينها وبينها سعف فقالت يا عرية -أو يا عروة- ما هذا السمر إني ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نائمًا قبل هذه الصلاة ولا متحدثًا بعدها إما نائمًا فيسلم وإما مصليًا فيغنم.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 523

1633 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 116): حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال حدثنا ابن المبارك.

[ص: 524] وعلي بن إسحاق قال أخبرنا عبد الله عن عنبسة بن سعيد عن حبيب بن أبي عمرة عن مجاهد قال قال ابن عباس: أتدري ما سعة جهنم قلت لا قال أجل والله ما تدري أن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفًا تجري فيها أودية القيح والدم قلت أنهارًا قال لا بل أودية ثم قال أتدرون ما سعة جهنم قلت لا قال أجل والله ما تدري حدثتني عائشة: أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن قوله {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه} (1) فأين الناس يومئذ يا رسول الله قال «هم على جسر جهنم» .

هذا حديث صحيحٌ، وآخره في "الصحيح".

وأخرجه النسائي في "التفسير"(ج 2 ص 181).

* وقال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 9 ص 120): حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك عن عنبسة بن سعيد عن حبيب بن أبي عمرة عن مجاهد قال قال ابن عباس: أتدري ما سعة جهنم قلت لا قال أجل والله ما تدري حدثتني عائشة: أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن قوله {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه} قالت قلت فأين الناس يومئذ يا رسول الله قال «على جسر جهنم» .

وفي الحديث قصة وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ، وآخره في "الصحيح".

(1) سورة الزمر، الآية:67.

ص: 523

1634 -

قال الإمام النسائي رحمه الله في "التفسير"(ج 2 ص 220): أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا يحيى بن آدم قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن حصين عن عبيد الله عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «حتى وجدت برد لسانه على يدي ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لأصبح موثقًا حتى يراه الناس» .

هذا حديث صحيحٌ.

ص: 525

1635 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 86): حدثنا علي بن عياش قال حدثنا محمد بن مطرف أبو غسان قال حدثنا أبو حازم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت: أمرني نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن أتصدق بذهب كانت عندنا في مرضه قالت فأفاق فقال «ما فعلت؟ » قالت لقد شغلني ما رأيت منك قال «فهلميها» قال فجاءت بها إليه سبعة أو تسعة -أبو حازم يشك- دنانير فقال حين جاءت بها «ما ظن محمد أن لو لقي الله عز وجل وهذه عنده وما تبقي هذه من محمد لو لقي الله عز وجل وهذه عنده» .

هذا الحديث ظاهره الصحة، ولكن أبو حازم سلمة بن دينار ليس له كبير رواية عن أبي سلمة عن عائشة.

الأمر الثاني: أنه قد جاء عند ابن سعد (ج 2 ص 34) عن أبي حازم، عن سهل بن سعد. قال ابن سعد رحمه الله: أخبرنا سعيد بن منصور، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: كانت عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سبعة دنانير وضعها عند عائشة

وذكر نحوه.

[ص: 526] فأنت ترى أنه قد اختلف على أبي حازم، والذي يظهر لي أن بعض رجال السند إلى أبي حازم قد سلك الجادة، فتترجح رواية أبي حازم عن أبي سلمة.

ولهاتين العلتين لم أكتبه إلا للمتابعات والشواهد.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 49): حدثنا يحيى عن محمد بن عمرو قال حدثني أبو سلمة قال قالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مرضه الذي مات فيه «يا عائشة ما فعلت الذهب؟ » فجاءت ما بين الخمسة إلى السبعة أو الثمانية أو التسعة فجعل يقلبها بيده ويقول «ما ظن محمد بالله عز وجل لو لقيه وهذه عنده أنفقيها» .

محمد بن عمرو وهو محمد بن عمرو بن علقمة، حسن الحديث.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 104): حدثنا أبو سلمة قال أخبرنا بكر بن مضر قال حدثنا موسى بن جبير (1) عن أبي أمامة بن سهل قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير يومًا على عائشة فقالت: لو رأيتما نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذات يوم في مرض مرضه قالت وكان له عندي ستة دنانير -قال موسى: أو سبعة- قالت فأمرني نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن أفرقها قالت فشغلني وجع نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى عافاه الله قالت ثم سألني عنها فقال «ما فعلت الستة -قال: أو السبعة-؟ » قلت لا والله لقد كان شغلني وجعك قالت فدعا بها ثم صفها في كفه فقال «ما ظن نبي الله لو لقي الله عز وجل وهذه عنده» .

الحديث بمجموع طرقه صحيحٌ.

(1) مستور الحال.

ص: 525

1636 -

قال النسائي رحمه الله (ج 2 ص 170): أخبرنا عمرو بن عثمان قال حدثنا بقية وأبو حيوة عن ابن أبي حمزة قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قرأ في صلاة المغرب بسورة الأعراف فرقها في ركعتين.

هذا حديث صحيحٌ. وأبو حيوة هو شُرَيْحُ بن حَيْوَةَ، وابن أبي حمزة هو شعيب بن أبي حمزة.

وقد أخرجه النسائي في "الكبرى"(ج 1 ص 340) بهذا السند.

ص: 527

1637 -

قال الحاكم رحمه الله (ج 2 ص 633): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا عقبة المجدر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «ما زالت قريش كَاعَةً (1) حتى توفي أبو طالب» .

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

(1) كاعة، أي: جبانة.

ص: 527