الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند عمرو بن العاص رضي الله عنه
1006 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 197): حدثنا عبد الرحمن حدثنا موسى بن علي عن أبيه قال سمعت عمرو بن العاص يقول: بعث إلي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال «خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني» فأتيته وهو يتوضأ فصعد في النظر ثم طأطأه فقال «إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك وأرغب لك من المال رغبة صالحة» قال قلت يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال ولكني أسلمت رغبة في الإسلام وأن أكون مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال «يا عمرو نعم المال الصالح للمرء الصالح» .
حدثنا عبد الله بن يزيد قال حدثنا موسى سمعت أبي يقول سمعت عمرو بن العاص يقول
…
فذكره وقال: صعد في النظر.
هذا حديث صحيح.
* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 202): حدثنا وكيع حدثنا موسى بن علي بن رباح ذاك اللخمي عن أبيه قال سمعت عمرو بن العاص يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «يا عمرو اشدد عليك سلاحك وثيابك وأتني» ففعلت فجئته وهو يتوضأ فصعد في البصر وصوبه وقال [ص: 85]«يا عمرو إني أريد أن أبعثك وجهًا فيسلمك الله ويغنمك وأَزْعَبُ (1) لك من المال زعبة صالحة» قال قلت يا رسول الله إني لم أسلم رغبة في المال إنما أسلمت رغبة في الجهاد والكينونة معك قال «يا عمرو نَعِمَّا بالمال الصالح للرجل الصالح» .
قال: كذا في النسخة (نَعِمَّا) بنصب النون وكسر العين.
قال أبو عبيد: بكسر النون والعين.
هذا حديث صحيحٌ. وقد أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(ص 112) فقال رحمه الله: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا موسى بن علي، قال: سمعت أبي يقول: سمعت عمرو بن العاص، فذكره. وفيه:«يَا عَمْرُو، نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ» .
وأخرجه أبو يعلى (ج 6 ص 423) بتحقيق إرشاد الحق الأثري.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة (ج 7 ص 17) فقال رحمه الله: حدثنا وكيع، قال: حدثنا موسى بن علي، عن أبيه، قال: سمعت عمرو بن العاص به.
(1) كذا في "المسند": «أَزْعَبُ لك مِنَ المالِ زَعْبَةً» ، كما في "الأدب المفرد" للبخاري (ص 112)، ومعنى (أَزْعَبُ لك زَعْبَةً)، أي: أعطيك دُفْعَةً من المال، كما في "النهاية".
1007 -
قال الترمذي رحمه الله (ج 6 ص 480): حدثنا حسين بن محمد البصري حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن حبيب بن الزبير قال سمعت عبد الله بن أبي الهذيل يقول: كان ناس من ربيعة عند عمرو بن العاص فقال رجل من بكر بن وائل لتنتهين قريش أو ليجعلن الله هذا الأمر في جمهور من العرب غيرهم فقال عمرو بن العاص كذبت سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «قريش ولاة الناس في [ص: 86] الخير والشر إلى يوم القيامة» .
هذا حديث حسن صحيح غريب.
قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ، ورجاله ثقات.
الحديث أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(ج 2 ص 527) فقال رحمه الله: حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة به.
1008 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 199): حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي غادية قال: قتل عمار بن ياسر فأخبر عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «إن قاتله وسالبه في النار» فقيل لعمرو فإنك هو ذا تقاتله قال إنما قال «قاتله وسالبه» .
هذا حديث صحيحٌ. وأبو حفص الظاهر أنه عبد الله بن حفص، والله أعلم.
فائدة:
أبو غادية هو قاتل عمار، وقد روى هذا الحديث عن عمرو بن العاص، ثم صار بعد يستأذن على معاوية ويقول: قاتل عمار. والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «قَاتِلُ عَمَّارٍ فِي النَّارِ» . نسأل الله السلامة.
وقال الحافظ في "الإصابة" بعد ذكره أن أبا الغادية قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم العقبة فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ
…
» الحديث، وذكر بعده قَتْلَهُ عمارًا، قال الحافظ: فكانوا يتعجبون منه أنه سمع: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ» ، ثم يقتل عمارًا.
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" في ترجمة أبي الغادية: وهو قاتل عمار بن ياسر رحمة الله عليه، وكان إذا استأذن على معاوية وغيره يقول: قاتل عمار بالباب. وكان [ص: 87] يصف قتله له إذا سئل عنه لا يباليه، وفي قصته عجب عند أهل العلم، روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما ذكرنا أنه سمعه منه، ثم قتل عمارًا رضي الله عنه.
1009 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 199): حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن طاوس (1) عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال: لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال قتل عمار وقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «تقتله الفئة الباغية» فقام عمرو بن العاص فزعًا يُرَجِّعُ (2) حتى دخل على معاوية فقال له معاوية ما شأنك قال قتل عمار فقال معاوية قد قتل عمار فماذا فقال عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «تقتله الفئة الباغية» فقال له معاوية دحضت في بولك أونحن قتلناه إنما قتله علي (3) وأصحابه جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا -أو قال بين سيوفنا-.
هذا حديث صحيح.
الحديث أخرجه أبو يعلى رحمه الله (ج 6 ص 427) بتحقيق: إرشاد الحق الأثري.
(1) سقط (ابن) من "مسند أحمد"، وهي مثبتة في "مسند الإمام أبي يعلى"، والصواب إثباتها فهو عن معمر، عن ابن طاوس.
(2)
أي يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
(3)
هذا غير مقبول من معاوية رضي الله عنه، ولكن ليس معناه أن معاوية رضي الله عنه قد كفر كما تدعي الرافضة، ولكنه رضي الله عنه كان مجتهدًا فأخطأ، وبغيه لا يخرجه عن الإيمان، قال الله سبحانه وتعالى:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ} فسماهم مؤمنين.
1010 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 197): حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد قال حدثنا أبو جعفر الخطمي عن عمارة بن [ص: 88] خزيمة قال: بينا نحن مع عمرو بن العاص في حج أو عمرة فقال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الشعب إذ قال «انظروا هل ترون شيئًا؟ » فقلنا نرى غربانًا فيها غراب أعصم أحمر المنقار والرجلين فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان» .
هذا حديث صحيحٌ.
الحديث أخرجه أحمد أيضًا (ج 4 ص 205) فقال رحمه الله: حدثنا سليمان بن حرب وحسن بن موسى، قالا: ثنا حماد بن سلمة به.
وأخرجه أبو يعلى (ج 6 ص 426) بتحقيق إرشاد الحق الأثري فقال رحمه الله: حدثنا أبو بكر، حدثنا شاذان، حدثنا حماد بن سلمة به.
1011 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 204): حدثنا يحيى بن إسحاق قال ثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح قال سمعت عمرو بن العاص يقول: لقد أصبحتم وأمسيتم ترغبون فيما كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يزهد فيه أصبحتم ترغبون في الدنيا وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يزهد فيها والله ما أتت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة من دهره إلا كان الذي عليه أكثر مما له قال فقال له بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد رأينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستسلف.
قال الإمام أحمد: وقال غير يحيى: والله ما مر برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثلاثة من الدهر إلا والذي عليه أكثر من الذي له.
هذا حديث صحيحٌ.
[ص: 89] * قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 198): حدثنا عبد الله بن يزيد قال حدثنا موسى قال سمعت أبي يقول سمعت عمرو بن العاص يخطب الناس بمصر يقول: ما أبعد هديكم من هدي نبيكم صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا وأما أنتم فأرغب الناس فيها.
وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 203): حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا موسى يعني ابن علي عن أبيه قال سمعت عمرو بن العاص به.
هذا حديث صحيحٌ.
1012 -
قال أبو داود رحمه الله (ج 7 ص 63): حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك عن يزيد بن الهاد عن أبي مرة مولى أم هانئ: أنه دخل مع عبد الله بن عمرو على أبيه عمرو بن العاص فقرب إليهما طعامًا فقال كل فقال إني صائم فقال عمرو كل فهذه الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يأمرنا بإفطارها وينهانا عن صيامها.
قال مالك: وهي أيام التشريق.
هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين. وأبو مرة اسمه: يزيد.
1013 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 203): حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن موسى عن أبيه عن عمرو بن العاص قال: كان فزع بالمدينة فأتيت على سالم مولى أبي حذيفة وهو محتب بحمائل سيفه فأخذت سيفًا فاحتبيت بحمائله فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله وإلى رسوله» ثم قال «ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان» .
[ص: 90] هذا حديث صحيح.
1014 -
قال الحافظ ابن حجر كما في "المطالب العالية"(ج 4 ص 1446) بتحقيق هياء بنت حمود حفظها الله: وقال ابن أبي عمر: حدثنا المقرئ ثنا حيوة أخبرني يزيد بن أبي حبيب حدثني عبد الرحمن بن شماسة قال: صلى عمرو بن العاص رضي الله عنه بالناس فقام عن تشهد فصاح به الناس فقالوا سبحان الله سبحان الله فصلى كما هو فلما أتم صلاته سجد سجدتين ثم قال أيها الناس إنه لم يخف علي الذي أردتم ولم يمنعني من الجلوس إلا الذي صنعت من السنة.
هذا حديث صحيحٌ. والمقرئ هو عبد الله بن يزيد، من مشايخ البخاري.