الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه
927 -
قال الحاكم رحمه الله (ج 4 ص 571): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا عشانة المعافري حدثه، أنه سمع عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يقول:«تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس، فمن الناس من يبلغ عرقه إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق، ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ العجز، ومنهم من يبلغ الخاصرة، ومنهم من يبلغ منكبيه، ومنهم من يبلغ عنفقته، ومنهم من يبلغ وسط فيه» وأشار بيده فألجمها فاه، رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هكذا، «ومنهم من يغطيه عرقه» وضرب بيده إشارة، فأمر يده فوق رأسه من غير أن يصيب الرأس، دور راحته يمينًا وشمالًا.
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
الحديث أخرجه ابن حبان (ج 9 ص 224) فقال: أخبرنا ابن سلم، قال: حدثنا حرملة، قال: حدثنا ابن وهب به.
وابن سلم ترجمه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" فقال: الإمام، المحدث، العابد، الثقة، أبو محمد عبد الله بن محمد بن سلم بن حبيب الفريابي الأصل المقدسي. اهـ المراد من "السير".
928 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 147): حدثنا علي بن إسحاق، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا حرملة بن عمران، أنه سمع يزيد بن أبي حبيب، يحدث أن أبا الخير حدثه، أنه سمع عقبة بن عامر، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس -أو قال: يحكم بين الناس-» .
قال يزيد: وكان أبو الخير لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء، ولو كعكة، أو بصلة، أو كذا.
هذا حديث صحيحٌ.
الحديث أخرجه أبو يعلى (ج 3 ص 301) فقال رحمه الله: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، حدثنا ابن المبارك به.
وأخرجه الحاكم (ج 1 ص 416) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
929 -
قال أبو داود رحمه الله (ج 4 ص 70): حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أخبرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَعْجَبُ (1) رَبُّكَ عز وجل مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظِيَّةٍ بِجَبَلٍ، يُؤَذِّنُ لِلصَّلَاةِ وَيُصَلِّي، فَيَقُولُ اللهُ عز وجل: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا، يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ لِلصَّلَاةَ، يَخَافُ مِنِّي، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ» .
هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا أبا عشانة وهو حَيُّ بن يُؤْمِنَ، وقد وثَّقه أحمد وابن مَعِين، كما في "تهذيب التهذيب".
[ص: 28] الحديث أخرجه النسائي (ج 2 ص 20).
(1) فيه إثبات صفة العَجَبِ لله على ما يليق بجلاله.
930 -
قال أبو داود رحمه الله (ج 7 ص 63): حدثنا الحسن بن علي، حدثنا وهب، أخبرنا موسى بن علي ح وأخبرنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا وَكِيع، عن موسى بن علي -والإخبار في حديث وهب-، قال: سمعت أبي، أنه سمع عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «يوم عَرَفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدُنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب» .
هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.
الحديث أخرجه الترمذي (ج 3 ص 481) وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه النسائي (ج 5 ص 252).
931 -
قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 5 ص 80): أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن بحير بن سعد (1)، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن عقبة بن عامر: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة» .
هذا حديث حسنٌ.
الحديث أخرجه الإمام أحمد (ج 4 ص 151) فقال: حدثنا حماد بن خالد، حدثنا معاوية بن صالح، عن بحير بن سعد به. ثم قال الإمام أحمد: كان حماد بن خالد حافظًا، وكان يحدثنا، وكان يحفظ، كتبت عنه أنا ويحيى بن مَعِين.
[ص: 29] وأخرجه أبو يعلى (ج 3 ص 378) فقال رحمه الله: حدثنا زهير، حدثنا مَعْنُ بن عيسى، حدثنا معاوية بن صالح، عن بحير بن سعد به.
(1) في الأصل: يحيى بن سعيد، والصواب ما أثبتناه، بالباء الموحدة وبعده حاء مهملة ثم باء مثناة من تحت ثم راء، وسعد بدون ياء قبل الدال.
932 -
قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 499): حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة، حدثنا المحاربي، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني، عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لأن أمشي على جمرة أو سيف أو أخصف نعلي برجلي، أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم، وما أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي أو وسط السوق» .
هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا محمد بن إسماعيل بن سمرة، وقد قال أبو حاتم: صدوق ثقة، وقال النسائي: ثقة كما في "تهذيب التهذيب".
933 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 155): حدثنا أبو عبد الرحمن، ثنا حيوة وابن لهيعة، قالا: سمعنا يزيد بن أبي حبيب، يقول: حدثني أبو عمران (1)، أنه سمع عقبة بن عامر، يقول: تعلقت بقدم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرئني سورة هود، وسورة يوسف. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«يا عقبة بن عامر، إنك لم تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل ولا أبلغ عنده من {قل أعوذ برب الفلق} (2)» .
قال يزيد: لم يكن أبو عمران يدعها، وكان لا يزال يقرؤها في صلاة المغرب.
[ص: 30] وقال الإمام أحمد رحمه الله (ص 159): ثنا حجاج، ثنا ليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عِمْرَان به.
هذا حديث صحيحٌ.
* وقد أخرجه النسائي رحمه الله (ج 8 ص 254) فقال: أخبرنا قتيبة قال حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عمران أسلم عن عقبة بن عامر قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت أقرئني سورة هود أقرئني سورة يوسف فقال «لن تقرأ شيئًا أبلغ عند الله عز وجل من {قل أعوذ برب الفلق}» .
* وقال الإمام النسائي رحمه الله أيضًا (ج 2 ص 158): أخبرنا قتيبة قال حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عمران أسلم عن عقبة بن عامر قال: اتبعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت أقرئني يا رسول الله سورة هود وسورة يوسف فقال «لن تقرأ شيئًا أبلغ عند الله من {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس} (3)» .
هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا أبا عمران أسلم، وقد وثَّقه النسائي.
(1) هو أَسْلَمُ بن يَزِيد.
(2)
سورة الفلق، الآية:1.
(3)
سورة الناس، الآية:1.
934 -
قال الحاكم رحمه الله (ج 4 ص 260): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن [ص: 31] الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «ما من عمل يوم إلا وهو يختم عليه، ولا ليلة إلا وهو يختم عليها، حتى إذا حيل بين العبد وبين العمل قال الحفظة: يا ربنا، هذا عمل عبدك قبل أن يحال بينه وبين العمل، وأنت أعلم به» .
قال عمرو: وحدثني عبد الكريم، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه: إن أول من يعلم بموت العبد الحافظ؛ لأنه يعرج بعمله وينزل برزقه، فإذا لم يخرج رزق علم أنه ميت.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
935 -
قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 2 ص 158): أخبرنا موسى بن حزام الترمذي وهارون بن عبد الله واللفظ له، قالا: حدثنا أبو أسامة، قال: أخبرني سفيان، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، أنه سأل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن المعوذتين، قال عقبة: فأمنا بهما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في صلاة الفجر.
هذا حديث حسنٌ.
وأخرجه النسائي (ج 8 ص 252).
936 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 153): حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا ليث، حدثنا قباث بن رزين، عن علي بن رباح، عن عقبة ابن عامر الجهني، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحن نتدارس القرآن، قال:«تعلموا القرآن واقتنوه» قال قباث: ولا أعلمه إلا قال: «وتغنوا به؛ [ص: 32] فإنه أشد تفلتًا من المخاض في عقلها» .
هذا حديث حسنٌ.
وأخرجه أبو يعلى (ج 3 ص 280) وله سند آخر عند النسائي يرتقي به إلى الصحة.
* قال الإمام النسائي رحمه الله (ص 87) من "فضائل القرآن": أخبرنا القاسم بن زكريا، قال: ثنا زيد بن حباب، قال: ثنا موسى بن علي، قال: سمعت أبي، يقول: سمعت عقبة بن عامر، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «تعلموا القرآن، وتغنوا به، واقتنوه، والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتًا من المخاض في العقل» .
وأخرجه الدرامي (ج 2 ص 531) فقال رحمه الله: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني موسى، عن أبيه به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (ج 2 ص 500) فقال رحمه الله: حدثنا زيد بن الحباب (1)، عن موسى بن علي، قال: سمعت أبي، يقول: سمعت عقبة بن عامر، فذكره.
937 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 201): حدثنا هارون، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن أبي عشانة حدثه، أنه سمع عقبة بن عامر، يقول: لا أقول اليوم على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما لم يقل، سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:«من كذب علي ما لم أقل، فليتبوأ بيتًا من جهنم» ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:«رجلان من أمتي، يقوم أحدهما من الليل، يعالج نفسه إلى الطهور، وعليه عقد، فيتوضأ، فإذا وضأ يديه انحلت عقدة، وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة، وإذا مسح برأسه انحلت [ص: 33] عقدة، وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة. فيقول الله عز وجل للذين وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه، يسألني، ما سألني عبدي فهو له» .
هذا حديث صحيحٌ. وأبو عشانة هو حَيُّ بن يُؤْمِنَ.
938 -
قال أبو داود رحمه الله (ج 6 ص 150): حدثنا محمد بن يحيى بن فارس الذهلي ومحمد بن المثنى وعمر بن الخطاب قال محمد حدثني أبو الأصبغ الجزري عبد العزيز بن يحيى أنبأنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد عن زيد بن أبي أنيسة عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله عن عقبة بن عامر: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لرجل «أترضى أن أزوجك فلانة؟ » قال نعم وقال للمرأة «أترضين أن أزوجك فلانًا؟ » قالت نعم فزوج أحدهما صاحبه فدخل بها الرجل ولم يفرض لها صداقًا ولم يعطها شيئًا وكان ممن شهد الحديبية وكان من شهد الحديبية له سهم بخيبر فلما حضرته الوفاة قال إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زوجني فلانة ولم أفرض لها صداقًا ولم أعطها شيئًا وإني أشهدكم أني أعطيتها من صداقها سهمي بخيبر فأخذت سهمًا فباعته بمائة ألف.
هذا حديث حسنٌ، وقول أبي داود رحمه الله: يخاف أن يكون هذا الحديث ملزقًا؛ لأن الأمر على خلافه. فيه نظر، ولا عبرة بمن خالف الحديث الثابت.
939 -
قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 1210): حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، حدثنا ابن المبارك، عن حرملة بن عمران، قال سمعت أبا عشانه المعفري، قال سمعت عقبة بن عامر [ص: 34] يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: «من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن، وأطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جدته، كن له حجابًا من النار يوم القيامة» .
هذا حديث صحيحٌ. وأبو عشانة هو حي بن يؤمن.
الحديث أخرجه الإمام أحمد (ج 4 ص 154) فقال رحمه الله: ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المُقْرِئُ، ثنا حرملة بن عمران به.
وأخرجه أبو يعلى (ج 3 ص 299) فقال رحمه الله: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا حرملة بن عمران به.
940 -
قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 8 ص 156): أخبرنا وهب بن بيان، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أنبأنا عمرو بن الحارث، أن أبا عشانة هو المعافري حدثه، أنه سمع عقبة بن عامر يخبر: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يمنع أهله الحلية والحرير، ويقول «إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها، فلا تلبسوها في الدنيا» .
هذا حديث صحيحٌ، ورجاله ثقات، وأبو عشانة هو حي بن يؤمن المعافري.
941 -
قال ابن أبي شيبة رحمه الله (ج 2 ص 35): حدثنا شبابة، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن يزيد، أن عبد الرحمن بن شماسة حدثه: أن عقبة بن عامر قام في صلاة وعليه جلوس، فقال الناس: سبحان الله، فعرف الذي يريدون، فلما أن صلى سجد سجدتين وهو جالس ثم قال: إني قد سمعت قولكم، وهذه سنة.
هذا حديث صحيحٌ.
[ص: 35] * وأخرجه ابن حبان (ج 5 ص 267) فقال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر بن مضر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة، قال: صلى بنا عقبة بن عامر فقام وعليه جلوس، فقال الناس وراءه: سبحان الله، فلم يجلس، فلما فرغ من صلاته سجد سجدتين وهو جالس، فقال: إني سمعتكم تقولون: سبحان الله، كيما أجلس، وليس تلك سنة، إنما السنة التي صنعته (1).
وأخرجه الحاكم (ج 1 ص 325).
(1) في "المستدرك": الذي صنعت. وهو أقرب؛ ليكون تقدير العائد إلى الموصول مناسبًا.
942 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 156): حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، حدثنا يزيد بن أبي منصور، عن دخين الحجري، عن عقبة بن عامر الجهني: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أقبل إليه رهط، فبايع تسعة وأمسك عن واحد، فقالوا يا رسول الله، بايعت تسعة وتركت هذا، قال:«إن عليه تميمة» فأدخل يده فقطعها، فبايعه، وقال:«من علق تميمة فقد أشرك» .
هذا حديث حسنٌ.
943 -
قال الإمام محمد بن حبان رحمه الله كما في "الإحسان"(ج 14 ص 343): أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا حرملة هو ابن يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، وذكر ابن سلم آخر معه، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة، أنه سمع عقبة بن [ص: 36] عامر يقول: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يومًا فأطال القيام -وكان إذا صلى لنا خفف- ثم لا نسمع منه شيئًا غير أنه يقول: «رب وأنا فيهم» ، ثم رأيته أهوى بيده ليتناول شيئًا، ثم ركع، ثم أسرع بعد ذلك، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جلس وجلسنا حوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«قد علمت أنه راعكم طول صلاتي وقيامي» قلنا: أجل يا رسول الله، وسمعناك تقول:«رب وأنا فيهم» . فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «والذي نفسي بيده ما من شيء وعدتموه في الآخرة إلا قد عرض علي في مقامي هذا، حتى لقد عرضت علي النار، فأقبل إلي منها شيء حتى دنا بمكاني هذا، فخشيت أن تغشاكم، فقلت: رب وأنا فيهم، فصرفها عنكم، فأدبرت قطعًا كأنها الزرابي، فنظرت إليها نظرة، فرأيت عمرو بن حرثان أخا بني غفار متكئًا في جهنم على قوسه، وإذا فيها الحميرية صاحبة القطة التي ربطتها، فلا هي أطعمتها، ولا هي أرسلتها» .
هذا حديث حسنٌ.
وعبد الله بن محمد بن سلم ذكره السمعاني في "الأنساب" في المقدسي، وقال: كان مكثرًا من الحديث له رحلة، وذكر من الرواة عنه ابن حبان.
وترجم له الذهبي في "السير"(ج 14 ص 306) وقال: الإمام، المحدث، العابد، الثقة.
944 -
قال ابن جرير رحمه الله (ج 21 ص 413): حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك بن الخير الزيادي (1)، عن أبي قبيل، قال: أخبرني عقبة بن عامر الجهني: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال: «سَيَهْلِكُ [ص: 37] مِنْ أُمَّتِي أهْلُ الكِتَابِ، وأهْلُ اللِّينِ» فقال عقبة: يا رسول الله، وما أهل الكتاب؟ قال:«قَوْمٌ يَتَعَلَّمُونَ كِتابَ الله ليُجادلُوا الَّذينَ آمَنُوا» ، فقال عقبة: يا رسول الله، وما أهل اللين؟ قال:«قَوْمٌ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ، ويُضَيِّعُونَ الصَّلَوَاتِ» . قال أبو قبيل: لا أحسب المكذّبين بالقدر إلا الذين يجادلون الذين آمنوا، وأما أهل اللين، فلا أحسبهم إلا أهل العمود ليس عليهم إمام جماعة، ولا يعرفون شهر رمضان.
هذا الحديث صحيحٌ. ومالك بن الخير موثَّقٌ كما في "تاريخ أبي زرعة الدمشقي".
(1) في الأصل: مالك بن أبي الخير الزيادي، والصواب ما أثبتناه، كما في "لسان الميزان".