الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الخامس: فضل الحج والعمرة
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حجّ هذا البيت فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كما ولدته أمه)) (1)، وفي لفظ لمسلم:((من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه)) (2)، وهذا اللفظ يشمل الحج والعمرة (3).
2 -
وعنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) (4).
والحج المبرور هو الذي لا رياء فيه، ولا سمعة، ولم يخالطه إثم، ولا يعقبه معصية، وهو الحج الذي وُفِّيت أحكامه، ووقع موقعاً لما طلب من المكلف على الوجه الأكمل، وهو المقبول، ومن علامات القبول أن يرجع خيراً مما كان، ولا يعاود المعاصي، والمبرور مأخوذ من البرّ، وهو الطاعة، والله أعلم (5).
3 -
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه: ((أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله)) (6).
(1) متفق عليه: صحيح البخاري، برقم 1521، وبرقم 1819، ومسلم، برقم 1350.
(2)
صحيح مسلم، برقم 1350، وفي الترمذي:((غفر له ما تقدم من ذنبه)). انظر: صحيح الترمذي، 1/ 245.
(3)
انظر: فتح الباري، 3/ 382.
(4)
متفق عليه: صحيح البخاري، برقم 1773، ومسلم، برقم 1349.
(5)
انظر: فتح الباري، 3/ 382، وشرح النووي على مسلم، 9/ 119.
(6)
صحيح مسلم، برقم 121.
4 -
وسُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: ((إيمان بالله ورسوله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((جهاد في سبيل الله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور)) (1).
5 -
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة)) (2).
6 -
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله على النساء جهاد؟ قال: ((نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة)) (3)، وعند النسائي: ((
…
ولَكُنَّ أحسن الجهاد وأجمله، حج البيت حج مبرور)) (4).
7 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وفد الله ثلاثة: الغازي، والحاج، والمعتمر)) (5).
8 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الغازي في سبيل الله، والحاج، والمعتمر، وفد الله، دعاهم فأجابوا، وسألوه فأعطاهم)) (6).
(1) البخاري، برقم 1519،وانظر: البخاري مع الفتح،3/ 381.
(2)
الترمذي، برقم 810، والنسائي، برقم 2631، وقال عنه الألباني في صحيح الترمذي،
1/ 426: ((حسن صحيح))، وفي صحيح النسائي، 2/ 240:((حسن صحيح))، وجاء الحديث مختصراً عن ابن عباس في سنن النسائي، برقم 2630 بلفظ:((تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد))، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 2/ 240، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 3/ 6.
(3)
أخرجه ابن ماجه، برقم 2901، والإمام أحمد في المسند، برقم 24463وأخرجه أيضاً ابن خزيمة، برقم 3074، والدارقطني، 2/ 284، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 2/ 151.
(4)
أخرجه النسائي، برقم 2628، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 2/ 240.
(5)
النسائي، برقم 2625، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 2/ 239، وسمعت شيخنا ابن باز رحمه الله يقول أثناء تقريره على سنن النسائي، الحديث رقم2626:((سنده جيد)).
(6)
ابن ماجه، كتاب المناسك، برقم 2893، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه، 3/ 8، وفي الأحاديث الصحيحة 4/ 433.
9 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((جهاد الكبير، والصغير، والضعيف، والمرأة: الحج، والعمرة)) (1).
10 -
وعن سهل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يلبّي إلا لبّى من عن يمينه وشماله: من حجرٍ، أو شجرٍ، أو مدرٍ، حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا)) (2).
11 -
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يومٍ أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟)) (3).
12 -
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة
…
)) (4).
13 -
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((
…
فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي)) (5).
14 -
وقال عبد الله بن عبيد لابن عمر رضي الله عنهما ما لي أراك لا تستلم إلا هذين الركنين: الحجر الأسود، والركن اليماني؟ فقال ابن عمر: إن أفعل فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنّ مسحهما يحطّ الخطايا))،
(1) النسائي، كتاب مناسك الحج، برقم 2626، وحسنه الألباني في صحيح النسائي، 2/ 239.
(2)
الترمذي، برقم 828، وابن ماجه، برقم 2921، وصححه الألباني في صحيح الترغيب، 2/ 22.
(3)
مسلم، كتاب الحج، برقم 1349.
(4)
الترمذي، برقم 3585، ومالك في الموطأ، 1/ 214، 215، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، 3/ 184.
(5)
متفق عليه: البخاري، برقم 1863، ومسلم، برقم 222 - (1256)، وفي لفظ لمسلم:((فإذا جاء رمضان فاعتمري، فإن عمرة فيه تعدل حجة)).
وسمعته يقول: ((من طاف [بهذا] البيت سبعاً، وصلى ركعتين، كان كعتق رقبة))، وسمعته يقول:((ما رفع رجل قدماً ولا وضعها إلا كُتب له عشر حسنات، وحُطّ عنه عشر سيئات، ورُفع له عشر درجات)) (1).
15 -
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه (2).
16 -
من طاف بالبيت العتيق، واستلم الحجر الأسود، شهد له يوم القيامة؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجر: ((والله ليبعثه الله يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق)) (3).
وعنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضاً من الثلج فسوّدته خطايا بني آدم)) (4).
وهذه الفضائل لا تحصل إلا لمن أخلص عمله لله، وأدّى حجه أو عمرته على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذان شرطان لابد منهما في قبول كل
(1) أحمد في المسند، برقم 4462، وبرقم 5701، وقال محققو المسند:((حديث حسن))، وأخرجه بنحوه الترمذي، برقم 959، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 1/ 491 - 492، وأخرجه النسائي بنحوه، برقم 2919، وصححه أيضاً الألباني في صحيح النسائي، 2/ 319، وابن ماجه مختصراً، برقم 2956، وصححه الألباني أيضاً في صحيح ابن ماجه، 2/ 27، وابن خزيمة، 4/ 218، برقم 2729.
(2)
ابن ماجه، برقم 1604،وأحمد،3/ 343، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه،1/ 236، وفي إرواء الغليل، 4/ 341 ..
(3)
الترمذي، برقم 961، وابن خزيمة، 4/ 20، وأحمد 1/ 266، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 1/ 493.
(4)
ابن خزيمة بلفظه، 2/ 220، والترمذي، برقم 877، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 1/ 452.
قول وعمل:
الشرط الأول: الإخلاص للمعبود؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)) (1).
الشرط الثاني: المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم؛ لقوله: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ)) (2)، فمن أخلص أعماله لله، مُتَّبِعاً في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا الذي عمله مقبول، ومن فقد الأمرين، أو أحدهما، فعمله مردود داخل في قوله تعالى:{وَقَدِمْنَا إلى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا} (3)، ومن جمع الأمرين فهو داخل في قوله تعالى:{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ} (4)، {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (5)، فحديث عمر رضي الله عنه:((إنما الأعمال بالنيات)) ميزان للأعمال الباطنة، وحديث عائشة رضي الله عنها:((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) ميزان للأعمال الظاهرة، فهما حديثان عظيمان يدخل فيهما الدين كله، أصوله، وفروعه، ظاهره وباطنه (6).
(1) متفق عليه: البخاري برقم 1، ومسلم، برقم 1907.
(2)
متفق عليه: البخاري، برقم 2697، ومسلم، برقم 1718، وهذا لفظ مسلم، أما لفظ البخاري:((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)).
(3)
سورة الفرقان، الآية:23.
(4)
سورة النساء، الآية:125.
(5)
سورة البقرة، الآية:112.
(6)
انظر بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار للعلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي، ص10.