المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الخامس: فضل الحج والعمرة - العمرة والحج والزيارة في ضوء الكتاب والسنة

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌المبحث الأول: وجوب الحج

- ‌المبحث الثاني: وجوب العمرة

- ‌المبحث الثالث: شروط وجوب الحج والعمرة

- ‌الشرط الأول: الإسلام

- ‌الشرط الثاني: العقل

- ‌الشرط الثالث: البلوغ

- ‌الشرط الرابع: كمال الحرية

- ‌الشرط الخامس: الاستطاعة

- ‌المبحث الرابع: النيابة في الحج والعمرة

- ‌المبحث الخامس: فضل الحج والعمرة

- ‌المبحث السادس: آداب السفر والعمرة والحج

- ‌1 - يستخير الله سبحانه في الوقت

- ‌2 - يجب على الحاج والمعتمر أن يقصد بحجّه وعمرته وجه الله تعالى

- ‌3 - على الحاج والمعتمر التفقه في أحكام العمرة والحج

- ‌4 - التوبة من جميع الذنوب والمعاصي

- ‌5 - على الحاج أو المعتمر أن ينتخب المال الحلال لحجه وعمرته

- ‌6 - يُستحبّ أن يكتب وصيته

- ‌7 - يُستحبّ له أن يوصي أهله بتقوى الله تعالى

- ‌8 - يُستحبّ له أن يجتهد في اختيار الرفيق الصالح

- ‌9 - يُستحبّ له أن يُودِّع أهله

- ‌10 - يُستحبّ له أن يخرج للسفر يوم الخميس من أول النهار

- ‌11 - يُستحبّ له أن يدعو بدعاء الخروج من المنزل فيقول

- ‌12 - يُستحبّ له أن يدعو بدعاء السفر

- ‌13 - يُستحبّ له أن لا يسافر وحده بلا رفقة

- ‌14 - يؤمِّر المسافرون أحدهم

- ‌15 - يُستحبّ إذا نزل المسافرون منزلاً أن ينضمّ بعضهم إلى بعض

- ‌16 - يُستحبّ إذا نزل منزلاً في السفر أو غيره من المنازل أن يدعو بما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم

- ‌17 - يُستحبّ له أن يكبّر على المرتفعات

- ‌18 - يُستحبّ له أن يدعو بدعاء دخول القرية أو البلدة

- ‌19 - يُستحبّ له السير أثناء السفر في الليل وخاصة أوله

- ‌20 - يُستحبّ له أن يقول في السحر إذا بدا له الفجر:

- ‌21 - يُستحبّ له أن يُكثر من الدعاء في السفر

- ‌22 - يأمر بالمعروف

- ‌23 - يبتعد عن جميع المعاصي

- ‌24 - يُحافظ على جميع الواجبات

- ‌25 - يتخلّق بالخلق الحسن

- ‌26 - يُعين الضعيف

- ‌27 - أن يتعجّل في العودة

- ‌28 - يُستحبّ له أن يقول أثناء رجوعه من سفره ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌29 - يُستحبّ له إذا رأى بلدته أن يقول:

- ‌30 - لا يقدم على أهله ليلاً إذا أطال الغيبة لغير حاجة

- ‌31 - يُستحبّ للقادم من السفر أن يبتدئ بالمسجد الذي بجواره ويصلي فيه ركعتين

- ‌32 - يُستحبّ للمسافر إذا قدم من سفر أن يتلطّف بالوِلْدَان من أهل بيته وجيرانه

- ‌33 - تُستحبّ الهدية

- ‌34 - إذا قدم المسافر إلى بلده استحبّت المعانقة

- ‌35 - يُستحبّ جمع الأصحاب وإطعامهم عند القدوم من السفر

- ‌المبحث السابع: مواقيت الحج والعمرة

- ‌والمواقيت نوعان:

- ‌النوع الأول: المواقيت الزمانية:

- ‌النوع الثاني: المواقيت المكانية:

- ‌1 - ذو الحليفة

- ‌2 - الجحفة:

- ‌3 - قرن المنازل:

- ‌4 - يلملم:

- ‌5 - ذات عرق:

- ‌ من كان مسكنه دون هذه المواقيت

- ‌المبحث الثامن: أعمال المعتمر والحاج عند الميقات

- ‌2 - أن يتجرّد من ثيابه

- ‌3 - يُستحبّ له أن يتطيّب

- ‌4 - أن يحرم الرجل في رداء وإزار

- ‌5 - يُستحبّ له أن يحرم بعد صلاة فريضة

- ‌6 - ثم بعد الفراغ من الصلاة ينوي بقلبه الدخول في النسك الذي يريده من حج أو عمرة

- ‌المبحث التاسع: صفة الأنساك الثلاثة

- ‌1 - العمرة وحدها:

- ‌2 - الجمع بين العمرة والحج:

- ‌3 - الحج وحده:

- ‌المبحث العاشر: محظورات الإحرام

- ‌1 - إزالة الشعر من جميع البدن

- ‌2 - تقليم الأظفار

- ‌3 - تعمّد تغطية الرأس للرجل

- ‌4 - لبس الرجل للمخيط عمداً في جميع بدنه

- ‌5 - تعمّد استعمال الطيب

- ‌6 - قتل صيد البر

- ‌ ويحرم صيد البر على المحرم بأمور:

- ‌أ- أن يصيده بنفسه

- ‌ب- أن يأمر غيره بصيده

- ‌ج- أن يُشير بصيده أو يدلّ عليه

- ‌د- أن يكون صِيد من أجله

- ‌7 - عقد النكاح

- ‌8 - الوطء الذي يُوجب الغسل

- ‌9 - المباشرة فيما دون الفرج بوطء في غيره

- ‌المبحث الحادي عشر: فدية المحظورات

- ‌فاعل محظورات الإحرام له ثلاث حالات:

- ‌الحالة الأولى: أن يفعل المحظور بلا عذر

- ‌الحالة الثانية: أن يفعل المحظور لحاجته إلى ذلك

- ‌الحالة الثالثة: أن يفعل المحظور وهو معذور:

- ‌ومقدار الفدية في محظورات الإحرام

- ‌1 - الفدية في إزالة الشعر

- ‌2 - الوطء الذي يوجب الغسل:

- ‌3 - جزاء الصيد:

- ‌4 - المباشر بشهوة فيما دون الفرج:

- ‌5 - من أحرم بحج أو عمرة ثم مُنِعَ من الوصول إلى البيت

- ‌المبحث الثاني عشر: ما يباح للمحرم

- ‌2 - إذا لم يجد المحرم إزاراً جاز له لبس السراويل

- ‌4 - لا حرج على المحرم أن يغتسل للتبرد

- ‌5 - للمحرم أن يغسل ثيابه

- ‌6 - لا بأس بوضع النظارة الشمسية

- ‌7 - لا بأس بربط الساعة على المعصم

- ‌9 - لا بأس بالاستظلال بالمظلة أو الشمسية

- ‌10 - لا حرج بعقد الإزار وربطه بخيط ونحوه

- ‌11 - يباح للمرأة من المخيط ما شاءت من الثياب وغيرها من كل ما أباحه الله لها

- ‌13 - لا حرج في أن يخيط المحرم الشقوق في إزاره أو ردائه

- ‌المبحث الثالث عشر: أركان الحج وواجباته

- ‌أولا: أركان الحج:

- ‌1 - الإحرام: وهو نية الدخول في النسك

- ‌2 - الوقوف بعرفة

- ‌3 - طواف الإفاضة:

- ‌4 - السعي بين الصفا والمروة

- ‌ثانياً: واجبات الحج:

- ‌1 - الإحرام من الميقات

- ‌2 - الوقوف بعرفة

- ‌3 - المبيت بمزدلفة

- ‌4 - المبيت بمنى ليالي أيام التشريق

- ‌5 - رمي الجمرات مرتباً:

- ‌6 - الحلق أو التقصير

- ‌7 - طواف الوداع

- ‌المبحث الرابع عشر: أركان العمرة وواجباتها

- ‌أولاً: أركان العمرة: ثلاثة

- ‌1 - الإحرام

- ‌2 - الطواف بالبيت

- ‌3 - السعي

- ‌ثانياً: واجبات العمرة: اثنان:

- ‌1 - الإحرام بها من الحل

- ‌2 - الحلق أو التقصير

- ‌المبحث الخامس عشر: صفة دخول مكة

- ‌1 - يُستحبّ له أن يستريح بمكان مناسب حتى يحصل له النشاط والنظافة قبل الطواف

- ‌2 - يُستحبّ له إن تيسّر أن يغتسل

- ‌3 - يُستحبّ له إن تيسر أن يدخل مكة من أعلاها

- ‌4 - فإذا وصل إلى المسجد الحرام فالأفضل له أن يقدّم رجله اليمنى

- ‌5 - من لم يتيسّر له الغسل قبل دخول المسجد الحرام فلا بد له من الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر

- ‌6 - تحية المسجد الحرام: الطواف لمن أراد الطواف

- ‌7 - الركوب في الطواف أو السعي لا بأس به لمن كان به علّة كالمريض

- ‌المبحث السادس عشر: الطواف بالبيت

- ‌1 - يقطع التلبية قبل أن يشرع في الطواف إن كان متمتعاً أو معتمراً

- ‌2 - ثم يأخذ ذات اليمين ويجعل البيت عن يساره

- ‌3 - جاء في عمرة القضاء أنهم رملوا إلا فيما بين الركنين

- ‌4 - يضطبع الرجل في جميع الطواف الأول دون غيره

- ‌5 - فإذا وصل وحاذى الركن اليماني استلمه بيمينه

- ‌6 - يُستحبّ له أن يقول بين الركنين اليماني والحجر الأسود:

- ‌7 - كُلَّمَا مَرَّ بالحجر الأسود استلمه وقبله

- ‌8 - فإذا كَمَّل سبعة أشواط وفرغ منها سوَّى رداءه فوضعه على كتفيه

- ‌9 - يُستحبّ له أن يذهب إلى زمزم ويشرب منها

- ‌10 - يُستحبّ له أن يرجع إلى الحجر الأسود فيستلمه إن تيسر

- ‌المبحث السابع عشر: السعي بين الصفا والمروة

- ‌1 - ثم يخرج إلى المسعى ويتجه إلى الصفا

- ‌2 - ثم يرقى على الصفا حتى يرى البيت فيستقبل القبلة فيوحّد الله ويكبّره [

- ‌4 - ثم ينزل من المروة إلى الصفا فإذا وصل العلم الأول سعى بينه وبين الثاني سعياً شديداً

- ‌ويُستحبّ أن يكون متطهراً من الأحداث والأخباث

- ‌5 - فإذا أتمَّ سبعة أشواط مبتدئاً بالصفا خاتماً بالمروة حلق رأسه إن كان رجلاً معتمراً

- ‌المبحث الثامن عشر: أعمال الحج يوم الثامن

- ‌1 - إذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة استحبّ للذين أحلّوا بعد العمرة، وهم المتمتعون أن يحرموا بالحج

- ‌2 - يُستحبّ الاغتسال، والتنظّف، والتطيّب

- ‌3 - ينوي الحج بقلبه ويلبّي

- ‌4 - يُستحبّ التوجه إلى منى قبل الزوال

- ‌5 - يصلي بمنى الظهر

- ‌6 - يُستحبّ للحاج أن يبيت بمنى ليلة عرفة

- ‌المبحث التاسع عشر: الوقوف بعرفة

- ‌1 - إذا وصل الحاج إلى عرفة استحبّ له أن ينزل بنمرة

- ‌2 - إذا زالت الشمس سُنَّ للإمام أو نائبه أن يخطب خطبة يُبيِّنُ فيها ما يُشرع للحاج في هذا اليوم وما بعده

- ‌4 - ثم ينزل إلى الموقف بعرفة إن لم يكن بها

- ‌5 - يُستحبّ في هذا الموقف العظيم أن يجتهد الحاج في ذكر الله تعالى

- ‌6 - فإذا غربت الشمس وتحقق غروبها انصرف الحجاج إلى مزدلفة بسكينةٍ

- ‌7 - ولا يفوت الوقوف بعرفة إلا بطلوع الفجر من يوم النحر

- ‌8 - إذا طلع الفجر من يوم النحر ولم يقف الحاج بعرفة فقد فاته الحج

- ‌المبحث العشرون: المبيت بمزدلفة

- ‌1 - إذا وصل الحاج مزدلفة صلى بها المغرب ثلاث ركعات

- ‌2 - يبيت الحاج في هذه الليلة بمزدلفة ويحرص أن ينام مبكراً

- ‌3 - يجوز للضعفة من النساء

- ‌4 - إذا تبين الفجر الثاني صلى الفجر مبكراً ثم يقف عند المشعر الحرام ويستقبل القبلة ويدعو الله

- ‌5 - إذا أسفر جداً دفع من مزدلفة إلى منى قبل طلوع الشمس

- ‌6 - يكثر الحاج من التلبية في سيره إلى منى

- ‌المبحث الحادي والعشرون: أعمال الحج يوم النحر

- ‌1 - يقطع التلبية عند جمرة العقبة

- ‌2 - إذا فرغ الحاج من رمي جمرة العقبة نحر هديه أو ذبحه

- ‌3 - إذا فرغ الحاج من ذبح هديه أو نحره لمن كان له هدي حلق رأسه أو قصره

- ‌4 - يتوجه الحاج بعد الأعمال السابقة إلى مكة

- ‌المبحث الثاني والعشرون: أعمال الحج أيام التشريق

- ‌1 - يرجع الحاج بعد طواف الإفاضة والسعي ممن عليه سعي إلى منى

- ‌أ - يبدأ بالجمرة الأولى

- ‌ب - يرمي الجمرة الوسطى

- ‌ج - ثم يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات يكبّر مع كل حصاة

- ‌2 - إذا عجز المتمتع والقارن عن الهدي وجب عليه أن يصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة أيام إذا رجع إلى أهله

- ‌3 - من عجز عن الرمي كالكبير

- ‌4 - الأفضل في رمي الجمار أيام التشريق أن تُرْمَى قبل الغروب

- ‌5 - من غربت عليه الشمس من اليوم الثاني عشر وهو لم يخرج من منى

- ‌6 - بعد رمي الجمرات في اليوم الثاني عشر من أيام التشريق بعد الزوال

- ‌المبحث الثالث والعشرون: طواف الوداع

- ‌المبحث الرابع والعشرون: زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌1 - تُستحبّ زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - إذا دخل المسجد النبوي الشريف استُحبّ له أن يُقدِّم رجله اليمنى عند دخوله

- ‌3 - يصلي ركعتين تحية المسجد

- ‌4 - ثم بعد الصلاة إن أراد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقف أمام قبره: بأدبٍ، ووقارٍ، وخَفضِ صوت، ثم يسلّم عليه صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - ثم يأخذ ذات اليمين قليلاً، فيسلّم على أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه

- ‌6 - يُستحبّ لزائر المدينة أثناء وجوده بها أن يزور مسجد قباء ويصلي فيه

- ‌7 - ويُسنّ للرجال زيارة قبور البقيع

- ‌المبحث الخامس والعشرون: أدعية جامعة

- ‌فضل الاستغفار والتوبة

- ‌فضل التسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير

- ‌آداب العودة من السفر

الفصل: ‌المبحث الخامس: فضل الحج والعمرة

‌المبحث الخامس: فضل الحج والعمرة

1 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حجّ هذا البيت فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كما ولدته أمه)) (1)، وفي لفظ لمسلم:((من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه)) (2)، وهذا اللفظ يشمل الحج والعمرة (3).

2 -

وعنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) (4).

والحج المبرور هو الذي لا رياء فيه، ولا سمعة، ولم يخالطه إثم، ولا يعقبه معصية، وهو الحج الذي وُفِّيت أحكامه، ووقع موقعاً لما طلب من المكلف على الوجه الأكمل، وهو المقبول، ومن علامات القبول أن يرجع خيراً مما كان، ولا يعاود المعاصي، والمبرور مأخوذ من البرّ، وهو الطاعة، والله أعلم (5).

3 -

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه: ((أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله)) (6).

(1) متفق عليه: صحيح البخاري، برقم 1521، وبرقم 1819، ومسلم، برقم 1350.

(2)

صحيح مسلم، برقم 1350، وفي الترمذي:((غفر له ما تقدم من ذنبه)). انظر: صحيح الترمذي، 1/ 245.

(3)

انظر: فتح الباري، 3/ 382.

(4)

متفق عليه: صحيح البخاري، برقم 1773، ومسلم، برقم 1349.

(5)

انظر: فتح الباري، 3/ 382، وشرح النووي على مسلم، 9/ 119.

(6)

صحيح مسلم، برقم 121.

ص: 14

4 -

وسُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: ((إيمان بالله ورسوله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((جهاد في سبيل الله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور)) (1).

5 -

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة)) (2).

6 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله على النساء جهاد؟ قال: ((نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة)) (3)، وعند النسائي: ((

ولَكُنَّ أحسن الجهاد وأجمله، حج البيت حج مبرور)) (4).

7 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وفد الله ثلاثة: الغازي، والحاج، والمعتمر)) (5).

8 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الغازي في سبيل الله، والحاج، والمعتمر، وفد الله، دعاهم فأجابوا، وسألوه فأعطاهم)) (6).

(1) البخاري، برقم 1519،وانظر: البخاري مع الفتح،3/ 381.

(2)

الترمذي، برقم 810، والنسائي، برقم 2631، وقال عنه الألباني في صحيح الترمذي،

1/ 426: ((حسن صحيح))، وفي صحيح النسائي، 2/ 240:((حسن صحيح))، وجاء الحديث مختصراً عن ابن عباس في سنن النسائي، برقم 2630 بلفظ:((تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد))، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 2/ 240، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 3/ 6.

(3)

أخرجه ابن ماجه، برقم 2901، والإمام أحمد في المسند، برقم 24463وأخرجه أيضاً ابن خزيمة، برقم 3074، والدارقطني، 2/ 284، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 2/ 151.

(4)

أخرجه النسائي، برقم 2628، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 2/ 240.

(5)

النسائي، برقم 2625، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 2/ 239، وسمعت شيخنا ابن باز رحمه الله يقول أثناء تقريره على سنن النسائي، الحديث رقم2626:((سنده جيد)).

(6)

ابن ماجه، كتاب المناسك، برقم 2893، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه، 3/ 8، وفي الأحاديث الصحيحة 4/ 433.

ص: 15

9 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((جهاد الكبير، والصغير، والضعيف، والمرأة: الحج، والعمرة)) (1).

10 -

وعن سهل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يلبّي إلا لبّى من عن يمينه وشماله: من حجرٍ، أو شجرٍ، أو مدرٍ، حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا)) (2).

11 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يومٍ أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟)) (3).

12 -

وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة

)) (4).

13 -

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((

فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي)) (5).

14 -

وقال عبد الله بن عبيد لابن عمر رضي الله عنهما ما لي أراك لا تستلم إلا هذين الركنين: الحجر الأسود، والركن اليماني؟ فقال ابن عمر: إن أفعل فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنّ مسحهما يحطّ الخطايا)

(1) النسائي، كتاب مناسك الحج، برقم 2626، وحسنه الألباني في صحيح النسائي، 2/ 239.

(2)

الترمذي، برقم 828، وابن ماجه، برقم 2921، وصححه الألباني في صحيح الترغيب، 2/ 22.

(3)

مسلم، كتاب الحج، برقم 1349.

(4)

الترمذي، برقم 3585، ومالك في الموطأ، 1/ 214، 215، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، 3/ 184.

(5)

متفق عليه: البخاري، برقم 1863، ومسلم، برقم 222 - (1256)، وفي لفظ لمسلم:((فإذا جاء رمضان فاعتمري، فإن عمرة فيه تعدل حجة)).

ص: 16

وسمعته يقول: ((من طاف [بهذا] البيت سبعاً، وصلى ركعتين، كان كعتق رقبة))، وسمعته يقول:((ما رفع رجل قدماً ولا وضعها إلا كُتب له عشر حسنات، وحُطّ عنه عشر سيئات، ورُفع له عشر درجات)) (1).

15 -

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه (2).

16 -

من طاف بالبيت العتيق، واستلم الحجر الأسود، شهد له يوم القيامة؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجر: ((والله ليبعثه الله يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق)) (3).

وعنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضاً من الثلج فسوّدته خطايا بني آدم)) (4).

وهذه الفضائل لا تحصل إلا لمن أخلص عمله لله، وأدّى حجه أو عمرته على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذان شرطان لابد منهما في قبول كل

(1) أحمد في المسند، برقم 4462، وبرقم 5701، وقال محققو المسند:((حديث حسن))، وأخرجه بنحوه الترمذي، برقم 959، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 1/ 491 - 492، وأخرجه النسائي بنحوه، برقم 2919، وصححه أيضاً الألباني في صحيح النسائي، 2/ 319، وابن ماجه مختصراً، برقم 2956، وصححه الألباني أيضاً في صحيح ابن ماجه، 2/ 27، وابن خزيمة، 4/ 218، برقم 2729.

(2)

ابن ماجه، برقم 1604،وأحمد،3/ 343، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه،1/ 236، وفي إرواء الغليل، 4/ 341 ..

(3)

الترمذي، برقم 961، وابن خزيمة، 4/ 20، وأحمد 1/ 266، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 1/ 493.

(4)

ابن خزيمة بلفظه، 2/ 220، والترمذي، برقم 877، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 1/ 452.

ص: 17

قول وعمل:

الشرط الأول: الإخلاص للمعبود؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)) (1).

الشرط الثاني: المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم؛ لقوله: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ)) (2)، فمن أخلص أعماله لله، مُتَّبِعاً في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا الذي عمله مقبول، ومن فقد الأمرين، أو أحدهما، فعمله مردود داخل في قوله تعالى:{وَقَدِمْنَا إلى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا} (3)، ومن جمع الأمرين فهو داخل في قوله تعالى:{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ} (4)، {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (5)، فحديث عمر رضي الله عنه:((إنما الأعمال بالنيات)) ميزان للأعمال الباطنة، وحديث عائشة رضي الله عنها:((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) ميزان للأعمال الظاهرة، فهما حديثان عظيمان يدخل فيهما الدين كله، أصوله، وفروعه، ظاهره وباطنه (6).

(1) متفق عليه: البخاري برقم 1، ومسلم، برقم 1907.

(2)

متفق عليه: البخاري، برقم 2697، ومسلم، برقم 1718، وهذا لفظ مسلم، أما لفظ البخاري:((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)).

(3)

سورة الفرقان، الآية:23.

(4)

سورة النساء، الآية:125.

(5)

سورة البقرة، الآية:112.

(6)

انظر بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار للعلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي، ص10.

ص: 18