الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما الإمام أبو حنيفة، فقال مالك: وأما أبو حنيفة، فإنه يكرهه، ويجعله من الذنوب. قلت: والمراد بالكراهة هنا كراهة التحريم، يدلّ عليه أنه يجعله من الذنوب، ولا يكون من الذنوب إلا إذا كان حراماً.
(ص - ف 13626 - 1 في 21 - 11 - 88هـ)(1).
2 - الغناء من الإذاعة
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب السمو الملكي رئيس مجلس الوزراء وفقه اللَّه.
السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته. وبعد:
فقد جرى البحث مع سموكم حول ما اشتملت عليه الإذاعة من الغناء، وذكرنا لسموكم أنه محرّم، وقد طلبتم البيان بشيء من الدليل، وإلى سموكم دليل تحريم الغناء من: الكتاب، والسنة، وكلام الأئمة الأربعة.
قال تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} (2)، قال ابن عباس: صوت الشيطان الغناء، والمزامير، واللَّهو، وقال الضحاك: صوت الشيطان في هذه الآية هو صوت المزمار. وقال
تعالى:
(1) .. فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، 10/ 226 - 229.
(2)
.. سورة الإسراء، الآية:64.
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} (1)، قال مجاهد: لهو الحديث: الاستماع إلى الغناء، وإلى مثله من الباطل، وقال: حلف عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه باللَّه الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات أنه الغناء، يعني {لَهْوَ الْحَدِيثِ} في هذه الآية.
وقال تعالى: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُون * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُون * وَأَنتُمْ سَامِدُون} (2)، قال عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: السمود هو الغناء بلغة حمير، قال: يقال: اسمدي لنا يا فلانة، أي: غني لنا، وقال صلى الله عليه وسلم:«إن الله تعالى حَرَّمَ على أُمَّتي الْخَمْرَ، وَالْمَيْسِرَ، وَالْكُوبَةَ، وَالْغُبَيْرَاءَ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» ، رواه أحمد، وأبو داود (3). و «الكوبة»: الطبل الصغير، وقيل: البربط، وهو آلة غناء.
وأما الأئمة الأربعة فإنهم رضي الله عنهم لم يسكتوا عن تبيين حكم هذا المنكر، فكان أبو حنيفة رحمه الله يرى الغناء من الذنوب التي يجب تركها، والابتعاد عنها، وتجب التوبة منها فوراً، وصرّح أصحابه بحرمة الغناء، وسائر الملاهي، وقالوا: السماع فسق، والتلذّذ به كفر، وقال مالك رحمه الله، وقد سأله ابن القاسم عن الغناء؟ فأجابه قائلاً:
(1) .. سورة لقمان، الآية:6.
(2)
.. سورة النجم، الآية: 59 - 61.
(3)
أحمد، برقم 6547، وأبو داود، برقم 3685، وتقدم تخريجه.