الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الإمام ابن كثير رحمه الله: (({لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} قيل: هو الشرك، وعبادة الأصنام، وقيل: الكذب، والفسق، واللغو، والباطل، وقال محمد بن الحنفية: ((لا يَشْهَدُونَ)): اللهو والغناء
…
)) (1).
5 - قال اللَّه تعالى: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً}
(2).
قال الإمام ابن جرير رحمه الله: (({وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ}، يعني: بيت الله العتيق ((إلاّ مُكاءً))، وهو الصفير
…
وقد قيل: إن (المكو): أن يجمع الرجل يديه، ثم يدخلهما في فيه، ثم يصيح، ويُقال منه:((مَكت است الدابة مُكاءً))، إذا نفخت بالريح، ويقال:((إنه لا يمكو إلا استٌ مكشوفة))؛ ولذلك قيل للاست: (المَكْوة)، سُمِّيت بذلك (3).
وأما ((التصدية))، فإنها التصفيق، يُقال:((صدَّى يُصدِّي تصديةً))، و ((صفَّق))، و ((صفّح))، بمعنىً واحد (4).
قال عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم:((المكاء)): التصفير، و ((التصدية)): التصفيق)) (5).
(1) تفسير القرآن العظيم، 10/ 331، وتفسير البغوي، 3/ 378.
(2)
سورة الأنفال، الآية:35.
(3)
قال العلامة محمود محمد شاكر في تعليقه على تفسير الطبري، 13/ 521:((وتمام سياقه أن يقال: ((سُمِّيت بذلك لصفيرها)).
(4)
جامع البيان الطبري، 13/ 521 - 522.
(5)
المرجع السابق بأسانيده المتصلة، 13/ 522 - 524.
وقال بذلك: مجاهد، وسعيد بن جبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والضحاك، وقتادة، وابن زيد (1)، وعكرمة، وأبو رجاء العطاردي، ومحمد بن كعب القرظي، وحجر بن عنبس
…
وزاد مجاهد: وكانوا
يدخلون أصابعهم في أفواههم (2).
قال ابن كثير: ((وقال السدي: المُكَاء: الصفير
…
والتصدية: التصفيق، وقال ابن عباس: كانت قريش تطوف بالكعبة عراة تُصفِّرُ وتُصفِّق، والمكاء: الصفير، وإنما شبهوا بصفير الطير، وتصدية التصفيق
…
قال قُرَّة: وحكى لنا عطية فعل ابن عمر، فصفَّر ابن عمر، وأمال خدّه، وصفَّق بيديه، وعن ابن عمر أيضًا أنه قال: كانوا يضعون خدودهم على الأرض، ويُصَفِّقُون ويُصَفِّرُون
…
وقال عكرمة: كانوا يطوفون بالبيت على الشمال، وقال مجاهد: وإنما كانوا يصنعون ذلك ليخلطوا بذلك على النبي صلى الله عليه وسلم صلاته، وقال الزهري: يستهزئون بالمؤمنين)) (3).
وقال العلامة عبد الرحمن السعدي: (({وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} أي: صفيراً وتصفيقاً، فعل الجهلة الأغبياء، الذين ليس في قلوبهم تعظيم لربهم، ولا معرفة بحقوقه، ولا احترام لأفضل البقاع وأشرفها، فإذا كانت هذه صلاتهم فيه، فكيف ببقية العبادات؟ فبأي: شيء كانوا أولى بهذا البيت من المؤمنين الذين هم
(1) انظر: جامع البيان، 13/ 525 - 527.
(2)
تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، 7/ 71.
(3)
تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، 7/ 71 - 72.