الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الإسراء والكهف:
قلت:
سجدا الكوفي هدى للشام دع
…
قليل الثاني غدا له امتنع
وأقول: اعلم أن في سورة الإسراء موضعا واحدا مختلفا فيه وهو قوله تعالى: {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا} وقد انفرد الكوفي بعده وهذا معني قولي: "سجدا الكوفي" ثم أمرت بترك عد قوله تعالى -في سورة الكهف: {وَزِدْنَاهُمْ هُدى} للشامي فيكون معدودا للباقين، ومعنى قولي: قليل الثاني إلخ أن قوله تعالى: {مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيل} يعده المدني الثاني وحده وقوله تعالي: {ذَلِكَ غَدًا} امتنع عده للمدني الثاني فيعد لغيره، فالضمير في قوله:"له" يعود على المدني الثاني، والخلاصة أن من يعد "قليل" لا يعد "غدا" وبالعكس والله أعلم.
قلت:
زرعا نفى الأول مع مكيهم
…
كأبدا بعد لثان شامهم
سببا الأولى كزرعا في العدد
…
وعد باقيها العراقي اعتمد
وأقول: أعني أن قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا} نفى عده المدني الأول والمكي.. وعده الباقون. ومعني قولي: "كأبدا" إلخ أن قوله تعالى: {أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا} انتفى عده للمدني الثاني والشامي1 وعد للباقين. وقيدت "أبدا" بكونه واقعا في التلاوة بعد زرعا المذكور للاحتراز عن المواضع الأخرى المعدودة بالإجماع، مثل:{مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا} و {وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} و {فَلَنْ يَهْتَدُوا
1 ففي البيت تشبيه زرعا بأبدا في نفي العد أي انتفى عد زرعا للمدني الأول والمكي كما انتفى عد أبدا للمدني الثاني والشامي.
إِذًا أَبَدًا} . ومعنى قولي: "سببا الأولى" إلخ أن كلمة "سببا" الأولى في قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} حكمها حكم زرعا، يعدها من يعد زرعا، ويتركها من يتركها، فيتركها المدني الأول والمكي ويعدها الباقون، كما أن زرعا كذلك، واحترزت بالأولى عن باقي المواضع، وقد بينت حكمها بقولي:"وعد باقيها" إلخ أي أن العراقي -البصري والكوفي- اعتمد عد باقي مواضع سببا ولم يعتمد عدها الباقون وهي ثلاثة {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} الذي بعده {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ} و {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا} الذى بعده {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ} و {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا} الذي بعده {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} . الآية.
قلت:
وقوما أولى الكوف مع ثان فقد
…
أعمالا الشامي مع العراق عد
وأقول: المعنى أن كلمة قوما الأولى في قوله تعالى: {وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا} فقد عدها أي أهمله الكوفي والمدني الثاني وعدها غيرهما والتقييد بالأولى احتراز عن الثانية وهى {وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا} فلم تعد لأحد، وقوله تعالى:{هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} عدة الشامي والعراقي -البصري والكوفي- وتركه الحجازيون.
"تتمة" مواضع الخلف أحد عشر موضعا: {وَزِدْنَاهُمْ هُدى} ، {مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيل} ، {ذَلِكَ غَدًا} ، {زَرْعًا} ، {هَذِهِ أَبَدًا} ، {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} ، {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} ، {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا} "معا"، {وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا} ، {أَعْمَالًا} ، والله أعلم.