الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأن قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا} وقع في العد عند البصري ولم يقع عند غيره. وأفاد البيت الثالث الأمر بعد قوله تعالى: {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} عند البصري. والمدني الأخير والشامي فيكون متروكا عند المدني الأول والمكي والكوفي.
"تتمة" يستفاد من النظم أن مواطن الخلاف في سورة فاطر تسعة: {لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيد} ، {بِخَلْقٍ جَدِيد} ، {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ، {وَالْبَصِير} ، {وَلا النُّور} ، {مَنْ فِي الْقُبُور} ، {إِلَّا نَذِير} ، {أَنْ تَزُولا} ، {تَبْدِيلًا} . والله أعلم.
سورة الصافات وص:
قلت:
وغير حمص جانب والعكس له
…
في التلو يعبدون بصر أهمله
ثاني يقولون يزيد أهملا
…
والكوف ذي الذكر قد نقلا
وأقول: بينت أن غير الحمصي من أئمة العدد يعد لفظ جانب في قوله تعالى: {وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ} ولا يعده الحمصي. ومعنى قولي: "والعكس له في التلو" أن غير الحمصي يعكس الحكم في اللفظ الذي يتلو لفظ جانب وهو "دحورا" بمعنى أنه يسقطه من العدد فيكون هذا اللفظ ثابتا في عدد الحمصي. وصفوة القول أن الجمهور يعدون لفظ جانب ولا يعدون دحورا. والحمصي يترك عد جانب ويعد دحورا. ثم بينت أن قوله تعالى: {وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ} أهمل البصري عده، وعده الباقون. وأن يقولون في ثاني موضعيه وهو:{وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُون} أهمل عده يزيد بن القعقاع وهو أبو جعفر1 وعده الباقون، وخرج
1 وهذا من جملة المواضع التى اختلف فيها شيبة وأبو جعفر.
بقيد الثاني الموضع الأول وهو: {أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ} فإنه معدود إجماعا. وإلى هنا انتهى الكلام على مواطن الخلاف في سورة الصافات، ثم شرعت في الكلام على سورة "ص" فذكرت أن الكوفي وحده قد نقل له عد قوله تعالى:{وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} دون سائر علماء العدد.
قلت.
غواص اعددن لغير البصري
…
وغير حمصي عظيم يجري
أقول للكوفي والحمصي اثبتا
…
والخلف البصري فيه قد أتى
وأقول: أمرت بعد قوله تعالى: {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ} لغير البصري فيكون متروكا له. ثم أخبرت بأن غير الحمصي من أهل العدد يجري لفظ عظيم في قوله تعالى: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ} ضمن الآيات المعدودة. ولا يجريه الحمصي ثم أمرت بإثبات قوله تعالى: {وَالْحَقَّ أَقُول} في ضمن الآيات المعدودة للكوفي والحمصي، وذكرت أن الخلف في هذا الموضع للبصري قد ورد وثبت، وذلك أن عاصما الجحدري من علماء البصرة لم يعد هذا الموضع، ويعقوب الحضرمي وأيوب بن المتوكل العالمان البصريان يعدانه.
"تنبيه" أماكن الخلف في سورة الصافات أربعة: {مِنْ كُلِّ جَانِب} ، {دُحُورًا} ، {وَمَا كَانُوا يَعْبُدُون} ، {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُون} ، وفي {ص} كذلك:{ذِي الذِّكْر} ، {وَغَوَّاص} ، {نَبَأٌ عَظِيم} ، {وَالْحَقَّ أَقُول} ، ولا يعزب عن ذهنك أن {ص} لا يعدها الكوفي كما سبق أول البقر والله أعلم.