الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ} وقوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ} وهو ثالث مواضع إسرائيل للحجازي ولا يعزب عن ذهنك أن المراد به المدنيان والمكي واحترزت بقولي في ثلثها أي ثلث مواضع إسرائيل عن الموضع الأول والثاني المتفق على عدهما والموضع الأول {فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائيلَ} والثاني {وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائيلَ} والحاصل أن المواضع المختلف فيها في سورة الأنعام أربعة {وَالنُّور} و {بِوَكِيل} و {فَيَكُون} و {مُسْتَقِيم} والمواضع المختلف فيها في الأعراف خمسة {الْمُص} و {لَهُ الدِّين} و {تَعُودُون} و {عَلَى بَنِي إِسْرائيل} و {مِنَ النَّار} ولا يغيب عنك العادون والتاركون لجميع ما ذكر.
سورة الأنفال والتوبة:
قلت:
في يغلبون الشام كالبصر اتبع
…
أول مفعولا عن الكوفي دع
وأقول: أخبرت أن الشامي والبصري اتبعا العد في يغلبون في قوله تعالى: {ثُمَّ يُغْلَبُون} فغير الشامي والبصري لا يتبعان العد في هذا الموضع ثم أمرت بترك عد مفعولا في الموضع الأول عن الكوفي وأعني به قوله تعالى: {وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا} الذي بعده ليهلك من هلك عن بينة فيكون معدودا لغيره وقيدت مفعولا بالأول احترازا عن الثاني الذي بعده وإلى الله ترجع الأمور فلم يعده أحد.
قلت:
بالمؤمنين لكل لا البصري عد
…
والمشركين الثان للبصري ورد
وأقول: أعني أن قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} عده
كل علماء العدد إلا البصري فلم يعده وقوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} وهو ثاني مواضع لفظ المشركين قد ورد عده للبصري وتركه لغيره. وقيدت لفظ المشركين بالموضع الثاني للاحتراز عن الأول المعدود بالإجماع وهو {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} والثالث المتروك بالإجماع وهو إلا الذين عاهدتم من المشركين. وأما ما ورد في هذه السورة من لفظ المشركين وهو كثير فيها فلا يتوهم أن شيئا منه آية ولهذا جعلنا هذا القيد وهو لفظ "الثان" احترازا عن الأول والثالث فقط والله أعلم.
قلت:
والقيم الحمصي عدا نقله
…
وللدمشقي أليما أوله
ثمود عند المدني الأول
…
عد كذا للثان والمكي انقل
وأقول: قوله تعالى: {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّم} قد نقله الحمصي في ضمن عدد آي القرآن الكريم ولم ينقله غيره وقوله تعالى: {إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} معدود للدمشقي ومتروك لغيره. وقيدت أليما بالأول حيث قلت أوله احترازا عن الموضع الثاني وهو {وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا} فلا خلاف في تركه لجميع أهل العد. ثم ذكرت أن قوله تعالى: {وَعَادٍ وَثَمُود} معدود عند المدني الأول والثاني والمكي وهم الحجازيون فيكون متروكا عند البصري والشامي والكوفي.
"تتمة" المواضع المختلف فيها في سورة الأنفال ثلاثة: {ثُمَّ يُغْلَبُون} و {كَانَ مَفْعُولًا} في الموضع الأول و {بِالْمُؤْمِنِين} والمختلف فيها في سورة التوبة أربعة: {بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِين} و {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّم} و {عَذَابًا أَلِيمًا} و {عَادٍ وَثَمُود} ولا يخفى من عد ومن ترك في كل منها، والله أعلم.