الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمة
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ مِن شُرورِ أنفسِنا، ومِن سيئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِهِ اللهُ فلا مُضلَّ له، ومَن يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه.
وبعدُ، فهذا هو المجموعُ السادسُ الذي يُوفقني اللهُ لإخراجِهِ ضمنَ سلسلةِ مجاميعِ الأجزاءِ الحديثيةِ، وهو يتضمنُ تحقيقَ ما وَقفتُ عليه مِن مصنَّفاتِ أبي طاهرٍ المُخَلِّصِ.
وقد يسَّرَ اللهُ لي الحصولَ على كلِّ النُّسخِ الخطيَّةِ لمصنَّفاتِ المُخَلِّصِ المَذكورةِ في «المنتخب» للألبانيِّ (397 - 42) ، و «تاريخ التراث العربي» لفؤاد سِزكين (1/ 436) ، و «فهارس آل البيت» قسم الحديثِ (1/ 35، 246، 626، 633، 2/ 1220) .
وبلغتْ هذه الأُصولُ الخطيةُ (27) أصلاً خطياً، مِنها ما هو ورقةٌ واحدةٌ فقط، ومِنها ما يزيدُ على المئةِ ورقةٍ. فالحمدُ لله على فضلِهِ وتَيسيرِه، وجَزى اللهُ خيراً كلَّ مَن ساعَدَني في الحصولِ عليها.
ومُصنفاتُ أبي طاهرٍ المُخَلِّصِ التي حفظَتْها لنا هذه الأصولُ الخطيةُ هي:
* المُخَلِّصيَّاتُ بانتقاءِ ابنِ أبي الفَوارسِ: الجزءُ الأولُ، والثالثُ، والرابعُ، والثاني مِن الخامسِ، والسادسُ، ومُنتقى مِن السابعِ، والثامنُ، والتاسعُ، والعاشرُ، والحادي عشرَ، ومُنتقى مِن الثاني عشرَ، والثالثَ عشرَ.
* المُخَلِّصيَّاتُ بانتقاءِ البَقَّالِ: الجزءُ التاسعُ وهو المعروفُ بجزءِ ابنِ الطَّلَّايةِ، والعاشرُ.
* جزءٌ فيه أحاديثُ عوالٍ مُنتقاةٌ مِن المُنتَقى مِن سبعةِ أَجزاءَ مِن حديثِ المُخَلِّصِ.
* جزءٌ فيه أحاديثُ عن المخلصِ مِن روايةِ ابنِ النَّقُّورِ عنه.
* جزءٌ فيه سبعةُ مجالسَ مِن أَمالي المُخَلِّصِ.
وقبلَ بدايةِ كلِّ جزءٍ تجدُ صوراً للأصلِ أو الأصولِ الخطيَّةِ المُعتمدةِ في تحقيقِ هذا الجزءِ.
وقد أعددتُّ جدولاً للأصولِ الخطيَّةِ، يليهِ جدولٌ آخَرُ لها باعتبارِ هذه الأجزاءِ وما لكلِّ جزءٍ مِن هذه الأصولِ، تجدُهما بعدَ الكلامِ على مُصنفاتِ المُخَلِّصِ.
الزِّياداتُ والفروقُ بينَ النسخِ:
وإذا اجتمعَ لنفسِ الجزءِ أكثرُ مِن نُسخةٍ خطيَّةٍ اتَّخذتُ أَحدَهما أصلاً، وأَثبتُّ ما في النُّسخِ الأُخرى مِن زياداتٍ بينَ مَعقوفَتينِ [] ، مُشيراً إلى مصدرِها في الهامشِ إذا كانَ للجزءِ أكثرُ مِن نُسختينِ، فإذا لم يكنْ للجزءِ إلا نُسختانِ - كما هو الحالُ في الجزءِ الخامسِ مثلاً - اكتَفيتُ بوضعِ الزيادةِ بينَ مَعقوفَتينِ [] ، دونَ الإشارةِ إلى ذلكَ في الهامشِ اكتفاءً بما ذكرتُهُ هنا.
ولم أُشرْ إلى الزِّياداتِ والفروقِ في صيغِ الثناءِ على اللهِ عز وجل، والصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والتَّرضي عن الصحابةِ (1) .
(1) وقد كان من منهجي في أعمالي السابقة إثباتُ مثل هذه الزيادات، فأرجو أن أكون قد تركت الفاضل إلى الأفضل. والله الموفق.
وكذلكَ لم أُشرْ إلى الزِّياداتِ والفروقِ في أسماءِ شيوخِ المُخَلِّصِ.
نحو: (حدثنا ابن منيع - حدثنا عبد الله بن منيع - حدثنا عبد الله)
وَ (حدثنا ابن صاعد - حدثنا يحيى - حدثنا يحيى بن محمد)
وَ (حدثنا عبد الله بن أبي داود - حدثنا ابن أبي داود - حدثنا أبوبكر بن أبي داود)
هذا بخلافِ الفروقِ والزِّياداتِ في أسماءِ باقي رواةِ السندِ، فقد أَثبتُّها في الهامشِ.
ذلكَ أنَّني اعتبرتُ الفروقَ والزياداتِ في صيغِ الثناءِ والتَّرضي ونحوِها وفي أسماءِ شيوخِ المصنِّفِ مِن سِماتِ وخُصوصياتِ كلِّ نُسخةٍ.
وما سِوى ذلكَ مِن الفروقِ بينَ النسخِ أَثبتُّه، بما في ذلكَ الفروقُ بينَ صيغِ التحديثِ (حدثني - حدثنا - أخبرنا) ، والفرقُ بينَ (النبي - رسول الله) .
وهي وإنْ كانتْ فروقاً لا يَتغيرُ بها المَعنى، فقدْ رأيتُ مِن صنيعِ النُّساخ والمُحدِّثينَ في بعضِ الأجزاءِ التي مَنَّ اللهُ عليَّ بتَحقيقِها ما يُبرِّرُ العنايةَ بمثلِ هذه الفروقِ، فكثيراً ما تُثبَتُ هذه الفروقُ (1) في النسخِ، أحياناً في هوامِشِها، وغالباً فوقَ الكلماتِ بخطٍّ دقيقٍ. واللهُ الموفقُ.
ومَنهجي في هذا المجموعِ كسوابقِه مِن حيثُ الاهتمامُ بضبطِ النصِّ، وموافقةِ المطبوعِ للمخطوطِ، وتصحيحِ التحريفاتِ والتصحيفاتِ قدرَ
(1) بل وجدت إثبات الفرق بين (بنت) و (ابنت) في الحديثين (249)(251) .
الإمكانِ. والاكتفاءُ في التخريجِ بالعزوِ للصحيحينِ أو أحدِهما إِن وجدَ، فإن لم يكنْ فكتبُ الحديثِ المتداولةُ المشهورةُ متجنباً الإطالةَ وحشدَ المصادرِ.
وبدأتُ بترجمةِ أبي طاهر المُخَلِّصِ، ثم تراجم مختصرة لشيوخِهِ، ثم تكلمتُ عن مُصنفاتِ أبي طاهرٍ المُخَلِّصِ والأصولِ الخطيةِ التي اعتمدتُّها في التحقيقِ، ثم تراجمُ رواةِ هذه الأجزاءِ والنسخِ عن المُخلِّصِ، ثم النصوصُ المحقَّقةُ.
وختمتُ الكتابَ بالفهارسِ العلميةِ مُعتمداً على الرقمِ العامِّ لأَحاديثِ المجموعِ كلِّه (1) .
واللهَ أسألُ أن يجعلَ هذا العملَ خالصاً لوجهِهِ الكريمِ، وأن يُوفقَني لإخراجِ أعمالٍ أُخرى خدمةً لسنةِ نبيِّه المصطفى صلى الله عليه وسلم، واللهُ وليُّ التوفيقِ.
وكتب
نبيل سعد الدين جرار
مستهل صفر من سنة 1429 هـ
الأردن - عمان
(1) ذلك أنني اعتبرت كل جزء من المخلصيات جزءاً منفصلاً ووضعت له ترقيماً مستقلاً عن بقية الأجزاء، للنقص الحاصل فيها، فالجزء الثاني من المخلصيات غير موجود، والموجود من السابع والثاني عشر هو منتقى منهما، ومن الجزء الخامس الثاني منه، واحتمال العثور على ما يسد هذا النقص أو بعضه وارد، والله الموفق.