الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن ضيق الخناق عليهم:
"أن أوربا نظرت إلى هذه الحضارة -الحضارة الإسلامية- نظرة إكبار وتهافتت عليها، ولكن الرهبان أخذوا بدافع تعصي يحاربونها
…
فبدأ جماعة من الرهبان يدرسون الثقافة الإسلامية، رائدهم في ذلك تتبع العورات وتلمس السيئات، بالإضافة إلى أن هذه الدراسة تدفع بهم إلى الرق في مجال الرهبنة
…
وتعاونت الكنيسة مع ملوك أوربا على شد أزر المستشرقين والتمكين لهم في مهمتهم ونصفها الأول سياسي ونصفها الثاني تبشيري تعصبي" (1).
وبالرجوع إلى المترجمين ومكاتب الترجمة في طليطلة وبلنسية وصقلية والمؤلفين فيها نجد أن الاستشراق لم يستهدف في نشأته خدمة الكنيسة: فرجال الدين أتباع الفاتيكان (لئلا يختلطوا بالأرثوذكس والبروتستانت ومن زاحمهم من إرساليات علمانية فيما بعد - هم الذين نظروا إلى الحضارة الإسلامية - لا أوربا ولم يكن فيها متعلم سواهم - نظرة إكبار وتهافتوا عليها لإرساء النهضة الأوربية على أساس التراث الإنساني الذي تمثلته الثقافة العربية. وقد تعاونوا مع علماء المسلمين واليهود على نقل آمهات كتب: الرياضيات والفلك والطب والطبيعة والميكانيكا والكيميا والفلسفة والمنطق والأدب إلخ. وأولي ترجمات القرآن الكريم بمعاونة اثنين من العرب. أما تعلمهم العربية وتعليمها فلتخريخ أهل جدل، وتدريب أدلاء للحجيج إلى الأراضي المقدسة، وتحقيق الكتاب المقدس (2)، وقد امتلاء العصر الوسيط بالأفكار الدينية، ثم وقفوا نشاطهم على التوراة بعد انفصال لوثر عن الكنيسة ورجع الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس إلى الشرق مهد الديانة المسيحية فتناولوه في جغرافيته وتاريخه ولغاته للكشف عن أسرار الكتاب المقدس.
فالنظر إلى الرهبان من زاوية واحدة قصية تبعدنا عن الصواب وتغمطهم حقهم: فادلرد أوف باث آثر المسلمين على النصارى، وبيكون سجن بإحداثه بدعة، وأرنولد الفيلانوف رمى بالسحر والإلحاد، وميخائيل سكوت أذاع اسم ابن رشد وفلسفته في أوربا فنالته منه ريبة، وتستر آخرون عن تواليفهم من تزمت العامة
(1) الإسلام والمستشرقون، ص، 23 و 25 و 28 (القاهرة 1962).
(2)
الفصل الخامس، النهضة الأوربية، ص 113.
بنسبتها إلى المؤلفين العرب. كما فرقت الفلسفة الإسلامية القسس من الرهبانية الواحدة بين مؤيد ومناهض. فصنف رايموندو مارتيي كتاب خنجر الإيمان، معتمدة على الغزالى، للرد على القديس توما الأكويني. واعتنق تورميدا، الراهب الفرنسيسكاني، الإسلام في تونس، وتسمى بعبد الله بن على، وصنف كتب جدل في انتقاد النصرانية، مستندة إلى ابن حزم، أشهرها: تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب. وخلع غيره مسوح الرهبان إلى الحياة العلمانية كبالحريف. وكان آخرهم رونكاليا الفرنسيسكاني، ولاتور اليسوعي.
ولو استهدف الرهبان الجدل والتبشير فحسب، لاكتفوا بتعليم العربية، وأهملوا ما عداها من اللغات التي قل أو انقرض المتكلمون بها كاليونانية القديمة والعبرية والسريانية والكلدانية، وما كلفوا أنفسهم إنشاء بواكير: مكاتب الترجمة والمعاهد والمكتبات والمطابع والمجلات لحفظ ترانها ونشر ذخائره والتصنيف فيه وترجمته إلى لغات العالم. حتى إذا استقروا في شمالي أفريقيا منذ القرن الثالث عشر، وفي الشرق الأوسط في مطلع القرن السابع عشر أنشأوا، في عواصمه أولى المؤسسات على غرارها في الغرب (1) وأعادوا إلينا تراثنا الذي أخذوه عنا من الأندلس والبرتغال وصقلية وغيرها، الإرساء نهضتهم الأوربية، فأرسينا عليها نهضتنا الحديثة، ثم لحقت بهم الإرساليات البروتستانتية، والبعثات العلمانية وزاحمهم في نشاطهم دون أن يفلح أي منها في منع نصراني من إشهار إسلامه، أو فتن مسلم عن دينه، وقلما تعرضوا له، كما تدل عليه آثاره التي بين أيدينا، إلا بالإجلال: فكان المبشر كاتون ديل أول وأدق من نقل القرآن الكريم إلى اللغة السواحلية، واتخذ الدكتور ليندون هاريس كبير المبشرين في القارة الأفريقية قول صموئيل جونسون قاعدة لتبشيره: إن المسيحية والإسلام في عالم العقيدة هما الديانتان الجديرتان بالعناية، وكل ما عداهما فهو باطل. ولو نقورن أثر المرسلين الديني، على أي مذهب كانوا، بأثرهم العلمي فيا حفظوه من تراثنا وحققوه وترجموه وصنفوا فيه وعلموه:"ومن هنا وجدت اللغة العربية موئلا لها في المدارس الأجنبية والمدارس المسيحية الطائفية فانتشر تعليم الأدب العربي بين المسيحيين أكثر من انتشاره بين المسلمين"(2)، ثم فيما علمونا إياه من علوم
(1) الفصل الرابع والعشرون، ص 1044 و 1051 و 1058.
(2)
ساطع الحصري: البلاد العربية والدولة العثمانية، ص 83.
وآداب وفنون تعليمهم أبناء مللهم في أوطانهم، لرجح العلمي على الديي رجحاناً كبيراً.
ولئن استجاب بعض الملوك والأمراء والوزراء إلى اتباع الفاتيكان فأعانوهم على مآربهم بعض الوسائل إلا أنهم لم ينقادوا لهم فيها تمام الانقياد، ولهم أغراض غير أغراضهم: فشارل مارتل، ولويس التاسع صادراً أموال الكنيسة للإنفاق على حروبهما. وروجه الأول أضاف شارة محمد إلى شارة المسيح في ضرب نقوده، والحملات الصليبية نفسها لم تكن جميعها خالصة لوجه الدين، فالحملة الأولى استبعدت ملوك فرنسا وإنجلترا وألمانيا لأنهم كانوا مطرودين من حظيرة الدين. واتهم الفاتيكان فردريك الثاني ملك صقلية بالتواطئ مع المسلمين على المسيحية، وعندما تولى أمر الحملة السادسة وما زال محروماً، أشاد شعراء الفرنجة بنجاحها وإخفاق حملة الملك لويس القديس. وتعاون السلطان الغورى مع البنادقة الكاثوليك على البرتغاليين الكاثولياء. وحرم البابا تجارة البندقية وجنوى مع المسلمين فلم يفلح. وخرجت بعض الجامعات التي أنشأها رجال الدين على الكنيسة، فذهب من جامعة بولونيا، القول المأثور: حيث يجتمع ثلاثة أطباء يكون اثنان منهم كافرين. وأقر لويس الحادي عشر ملاك فرنسا تدريس أرسطو بشرح ابن رشد في جامعة باريس، على الرغم من تحريم الفاتيكان إياها بقرارات متواترة. وأنفذ كارلوس ملك إسبانيا زعيمة تيرولياً على رأس فريق من المرتزقة فهبوا رومة، وهتكوا أعراض المحصنات، وأعملوا السيف في رقاب الناس حتى المرضى واليتامى والمحتمين بالكنائس.
ثم جاء عهد الإصلاح الديني الذي قدم أوربا إلى معسكرين داميين فصل البروتستانت عن الفاتيكان. وتبعه عصر المفكرين الأحرار، والثورة الفرنسية، والمذاهب المستحدثة في العلوم والفنون والآداب، وانفصال الدولة عن الدين. وامتلاء عصرنا بالأفكار العلمية الحرة، جديع ذلك يدل دلالة واضحة على أن الغرب لم يكن أو يبق على حال واحدة من التفكير الديني والتعصب له مقروناً بالاستعمار، وأن ملوكه وأمراءه ووزراءه وحكامه استهدفوا التجارة والسياسة وانفتح أكثر من أي شيء آخر.
أما المستشرقون العلمانيون فقد كانوا من الإسلام فئات:
فئة من طلاب الأساطير والغرائب والأهاجي، ولم تكن حقا من العلم في شيء فانقرضت بانقراض العصور الأولى.
وفئة من المرتزقة الذين وضعوا أقلامهم في خدمة مصالح بلدانهم الاقتصادية والسياسية والاستعمارية، وقد ألمعنا إليها في تراجم أصحابها وآثارهم وألفيناها تعجز عن أن تحجب المنصفين من أمثال بلنت الذي حارب الاستعمار في الهند ومصر وإيرلندا، وصنف كتابة عن مستقبل الإسلام. وآخر بعنوان: التاريخ السرى الاحتلال إنجلترا مصر (وقد ترجمه الأستاذ عبد القادر حمزة).
وفئة ثالثة من المتغطرسة الذين أعمتهم الضلالة عن الموضوعية المتفهمة وقد "غلب على نظرهم الاعتقاد بأن الإسلام دين قليل شأنه"(1) شأن بدويل، وبريدو، وسيل من القرن الثامن عشر، وجميع مصنفات هذه الفئات لا قيمة علمية لها. ثم أضيفت إليها تواليف الملحدين الذين ينالون من الإسلام نيلهم من النصرانية لأن الأديان في عرفهم عقبة تعترض الرقي البشري.
وفئة رابعة تعرضت للإسلام دون أن تقصد الطعن عليه، وإنما درسته دراستها كتبها الدينية. فقد درج العلماء، وفيهم الرهبان، على نقد الكتاب المقدس مثل رايموروس (المتوفي 1768) أستاذ اللغات الشرقية في جامعة هامبورج الذي خلف مخطوطة في نقد حياة المسيح، في 1400 صفحة، نشر ليسنج أجزاء منه بعد سنوات. وهاجم المسيح بوير (1840) ورينان (1863) والقس لوازي، وغيرهم كثيرون، وليس أقل منهم عدد أولئك الذين تعرضوا للقديسين فقد نقد بور رسائل القديس بولس نقد عنيفة مقذعة. أما كيف كتبت أسفار العهد القديم؟ ومتى؟ وأين؟ فأسئلة صنف للرد عليها خمسون ألف مجلد. ثم أسفرت الخصومات بين الفرق المسيحية عن ألوف كتب الجدل، وقلما خلا واحد منها من النقد والطعن والتجريح.
وقد ترك أصحابها وشأنهم احتراما لحرية الفكر أو ازدراء لشأنهم، فلماذا نكرههم، وهم بشر مثلنا منهم من يصيب ومنهم من يخطئ، على الآخذ بآرائنا
(1) H.A.R. Gibb. Mohammedanism، Home University Libarary، Oxford 1953، P VI.
أو نتخذهم أعداء لنا؟ حتى الذي استند مهم إليها عاديناه: "قد لفت نظري كتاب نفسية المسلم المستشرق فرنسي يعتمد في كل سباب للإسلام على نصوص منقولة من صميم كتب إسلامية معروفة لنا جيدة"(1) ومن جانبهم الصواب في بعض مصنفاتهم: جولدصهر القائل في كتاب العقيدة والشريعة: إن التوحيد الإسلامي ينطوي على غموض في حين أن التثليث واضح في فهم الألوهية. وبروكلمان في تعريف أركان الإسلام في الفصل الذي عقده عنها من كتابه تاريخ الشعوب والدول الإسلامية. وبودى في مقدمة كتابه، الرسول، حياة محمد، الذي آمن بسلامة العقيدة الإسلامية، ثم ضل في تفسير الزكاة والجنة والنار والقضاء والقدر. وذهاب ماركس إلى تأثر التصوف الإسلامي برهبنة الشام، وجونز بفيدا الهنود، فرده ماسينيون إلى مصادره الإسلامية الصرف. واختلاط الأمر على غيرهم فظنوا أن المسلمين يعبدون محمداً عبادة النصارى للمسيح.
وقد أخضع حصفاء كتابنا دراسات المستشرقين للبحث العلمي، فتناول الأستاذ العقاد بعض ما قيل حديثا، باللغة الإنجليزية، عن الإسلام عقيدة وتفسيرة ونظمة وثقافة إلخ، فاعترف بإخلاص معظمهم وألزم الأقلية الضالة الحجة بالدليل (2) أما قول بعض المستشرقين بأخذ الشريعة الإسلامية عن الفقه الروماني فقد فتد فقهاء الإسلام آراءهم:
"لم تسلك الشريعة الإسلامية في نموها الطريق الذي سلكه القانون الروماني، فإن هذا القانون قد بدأ عادات ونما وازدهر عن طريق الدعوى والإجراءات الشكلية أما الشريعة الإسلامية فقد بدأت كتاباً منزلاً ووحياً من عند الله. ونمت وازدهرت عن طريق القياس المنطقى والأحكام الموضوعية
…
إلا أن فقهاء المسلمين امتاز وا على فقهاء العالم بعلم أصول الفقه" (3).
وفئة خامسة أنصفت الإسلام، وإن لم تدن به، قولا وعملا وكتابة فلم يؤخذ عليها هفوة على كل ماديجته (4) فيه، ومنها من ذهب به إخلاصه إلى اعتناقه من
(1) الأستاذ أحمد غنيم المحامي: مجلة الشبان المسلمين، 1959.
(2)
عباس محمود العقاد: ما يقال عن الإسلام (القاهرة 1963).
(3)
أصول القانون للدكتورين: السنهوري، وحشمت أبي ستيت.
(4)
الفصل السابع والعشرون، الخاتمة، ص 1133.
أمثال: بوركهارت، وكرنكوف، وزونستين، وشنيتسر، ودينه، وفلوري، وميشو- بيللر، ومارمادروك، وفيلبي، وليوبولد فايس، وجرمانوس. والعدد العديد من البولونيين. والأحد عشر ألمانيًّا الذين أشهروا إسلامهم في برلين وتسموا بأسمائه. والذين أسلموا على يد الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر، ومنهم: الدكتورة وارزولايان الألمانية، وقد تسمت بسامية الأزهرية. والأمريكيان: خديجة دلتك، وليورس- الشيخ محمد الأزهري. والسويسريان: جميلة زوسترنج، والبرت كادلر. والبريطانيون: المستشرق جونس، والصحفي لويس هارد الذي أطلق على نفسه اسم رمسيس محمد يوسف، وايفون ايفيت كوكا وقد تسمت بانياس غلام قاسم. فهل عرف هؤلاء وغيرهم الإسلام في كتبنا عنه أم في كتب المستشرقين التي استهوهم فاعتنقوه؟ ثم أكان إسلامهم جميعا، ودفاعهم عن العرب، وعثورهم في الإسلام على أكبر عامل توازن بين فوضى الوطنية الأوربية وبين زحف الشيوعية الروسية، وإرجاع قيام العمارة والصناعة والفن في أفريقيا إلى العرب (في كتاب التغيير والاستمرار في الثقافات الأفريقية- منشورات جامعة شيكاغو) واطراء الثقافة الإسلامية بما لم يقله مسلم (في كتاب تحت ظلال الكنيسة لا يبانيث) والاعتراف بأن الإسلام أكثر موافقة لأفريقيا من النصرانية لسماحه وتعقيدها (في كتاب أفريقيا الاستوائية لجورج كمبل): أكان ذلك وغيره إمعانا في التمويه والتضليل؟ !
وهكذا نرى أن الذين تعصبوا على الإسلام قلة لا تساوي الذين تعصبوا له على النصرانية، ولا تذكر بالنسبة إلى الذين أنصفوه، ولا تحتسب بين مئات المستشرقين الذين تبرأ معظمهم منها، وفي ذلك يقول ستوري:
"إنكم في البلاد العربية تعتقدون أن المستشرقين متعصبون على الإسلام، وما أرى هذا الاعتقاد صحيحاً دون قيد. نعم، إن هناك فريقا تعصب بحكم صنعته التي يرتزق منها، ولكن هذا الفريق معروف عندنا كما هو معروف عندكم، وليس من الإنصاف أن يشمل الحكم جميع الباقين. إن الذين خدموا العربية كثيرون وقد حاولوا أن يكونوا منصفين في أنحاثهم بقدر ما يمكن للإنسان أن يكون منصفاً، وإن أخطأ باحث من غير قصد فليس السبيل إلى تقويمه أن يجرح ويقذف، ثم إنا
نبحث لغات بعيدة عنا، ونخوض في موضوعات في غاية الدقة، مستعينين بالأساليب الحديثة، وكما أنه يشفع للطبيب الجراح -أن أخفق في عملية جراحية- حسن نيته، كذلك يجب أن يشفع للباحث طيب طويته وحرصه على الوصول إلى النتائج دون تعصب" (1).
ونحن نقول للعالم ستوري ونظرائه: إن التجريح والطعن والقذف قد أصابت معظم المتعرضين للكتب السماوية، ولم نقصرها معشر العرب على المستشرقين. فقد قال أستاذ جامعي عن العميد أحمد أمين: إنه كان من أبرز الكتاب المعاصرين الذين سلكوا في تلمذتهم للمستشرقين سبل الهجوم المقنع بستار العلم، متجنبة المصارحة مفضلا المواربة والمخاتلة، وقد تحدث في فجر الإسلام عن الحديث فمزج السم بالدسم. كما اتهم الشيخ أباريه مؤلف كتاب "أضواء على السنة المحمدية" بالافتراء والبهتان والدعوة الفاجرة، وقد كان أفحش وأسوأ أدباً من كل من تكلم في حق أبي هريرة من المعتزلة والرافضة والمستشرقين قديماً وحديثاً (2).
أما القول في تراثنا بأننا نحن أهله وأصحابه ولا يجوز لنا بعد اليوم أن نتخلى عنه لسوانا من الأجانب الغرباء فقول مردود:
لأنه يحرمنا من حق درس التراث الإنساني، ولأولئك الأجانب الغرباء نصيب فيه. ويسقط، في الوقت نفسه، عن تراثنا صفته الإنسانية في تأثره بالثقافة العالمية وأثره فيها من اليونان والفرس والرومان إلى أوربا وأفريقيا وآسيا حتى الشرق الأقصى. ولولا جهود المستشرقين لما أحطنا به أو اهتدينا إلى كل عظمة أسلافنا (3) وحققنا تواريخ أولى دولنا (4) وما دامت ثقافتنا عالمية ومن سماء الشرق انبثقت الأديان الثلاثة المنزلة، حق لعلماء العالم تمحيصها لمعرفة مصادر حضارتهم، تقصيهم صلات بلدانهم بالشرق العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لتحديد تاريخهم منه في ضوها.
(1) الدكتور إسحق موسى الحسيني: علماء المشرقيات في إنجلترا، ص 14 (القدس 1940).
(2)
الدكتور مصطفى السباعي: السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، ص 212، 304، 333، 336، 339، 342.
(3)
الفصل الأول، مهد الحضارة، ص 11 - 27.
(4)
الفصل الثاني، العرب قبل الإسلام، ص 30 - 39.