الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويتبين من النصوص الأربعة المذكورة أننا أمام عدد من حكام سبأ، لم تشر تلك النصوص إلى أزمنتهم ولا إلى صلاتهم بالحكام الآخرين، حتى نستطيع بذلك تعيين المواضع التي يجب أن يأخذوها في القوائم التي وضعها الباحثون لحكام سبأ.
وقد رأى "جامه" استنادًا إلى دراسته لهذه النصوص، وإلى معاينته لنوع الحجر ولأسلوب الكتابة، أن "يدع ايل بين" المذكور في النص: Jamme 552 هو أقدم من "يدع ايل بين" المذكور في النص Jamme 555، ولذلك دعاه بـ "الأول"، ودعا "يدع ايل بين" المذكور في النص Jamme 555 بـ "الثاني" و"يدع ايل بين" المذكور في النص jamme 550 بـ"يدع ايل" الثالث1.
ومنح "جامه""سمه علي ينف""سمعلي ينوف" المذكور في النص:
Jamme 552L أمر لقب "الأول" ليميزه عن سميه المذكور في النص Jamme 555 وقد لقبه بـ"الثاني" كما منح "يثع أمر بين" المذكور في النص:
Jamme555 لقب الأول، ليميزه عن سميه المذكور في النص Jamme 550 والذي أعطاه لقب "الثاني" وأما "يثع أمر وتر" و"يكرب ملك ذرح"، المذكوران في النص: Jamme 552، فلم يمنحهما أي لقب كان لعدم وجود سمي لهما في النصوص الأخرى2.
وتفضل "جامه" على "يكرب ملك وتر"، المذكور في النص: Jamme 555 فمنحه لقب "الأول"، ليميزه عن سميه المذكور في النص: Jamme 550 الذي أعطاه لقب "الثاني"، وقد وسم "جامه" "يثع أمر بين" المذكور في النص: Jamme 555 بـ"الأول"، فميزه بذلك عن سميه المذكور في النص: Jamme 550 وأما "كرب ايل وتر" المذكور في آخر أسماء حكام النص: Jamme 550 فقد ظل بدون لقب، لعدم وجود سمي له.
1 Mahram،P 264.
Mahram P 264 2.
مدن سبأ:
كانت مدينة "صرواح"، هي عاصمة السبئيين في أيام المكربين ومقر المكرب وفيها باعتبارها العاصمة معبد "المقه" إله سبأ الخاص، أما "مأرب" فلم
تكن عاصمة في هذا العهد، بل كانت مدينة من مدن السبئيين، و"صرواح" في هذا اليوم موضع خرب يعرف بـ "خربة" وبـ"صرواح الخريبة" على مسيرة يوم في الغرب من "مأرب"1. ويقع ما بين صنعاء ومأرب2. وقد ذكر "الهمداني" مدينة "صرواح" في مواضع عدة من كتابه "الإكليل"، وأشار إلى "ملوك صرواح ومأرب"3. وذكر شعرًا في "صرواح" للجاهليين ولجماعة من الإسلاميين، كما أشار إليها في كتابه "صفة جزيرة العرب"5.
وتحدث "نشوان بن سعيد الحميري" عنها، فقال:"صرواح موضع باليمن قريب من مأرب فيه بناء عجيب من مآثر حمير، بناه عمرو ذو صرواح الملك بن الحارث بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير الأصغر، وهو أحد الملوك المثامنة"6.
وزعم أن "قس بن ساعدة الإيادي" ذكر "عمرو بن الحارث القيل ذو السبئية القديمة أيضًا، وفي إشارتهم إليها وتحدثهم عنها، دلالة على أهمية تلك المدينة القديمة، وعلى تأثيرها في نفوس الناس تأثيرًا لم يتمكن الزمان من محوه بالرغم من أفول نجمها قبل الإسلام بأمد.
وذكر بعض أهل الأخبار أن "صرواح حصن باليمن أمر سليمان عليه السلام الجن فبنوه لبلقيس"8. وقولهم هذا هو بالطبع أسطورة من الأساطير المتأثرة بالإسرائيليات التي ترجع أصل أكثر المباني العادية في جزيرة العرب إلى سليمان وإلى جن سليمان.
وقد عثر في أنقاض هذه المدينة القديمة المهمة على كتابات سبئية بعضها من
1 Handbuch l S10 Beitrage S22
2 زيد علي عنان، تأريخ اليمن القديم "ص 91".
3 الإكليل "8/ 45".
4 الإكليل "8/ 75 وما بعدها""10/ 22، 24، 26، 39، 110".
5 الصفة "102، 110، 203".
6 منتخبات "ص 60".
7 منتخبات "ص 60".
8 اللسان "3/ 343"، الإكليل "8/ 24، 45، 46، 49، 75، 76، 77، 78، 79، وما بعدها 109""طبعة نبيه" 10/ 22، 24، 26، 39، 110"، الصفة "102، 110، 203".
عهد المكربين. ومن هذه النصوص، النص المهم الذي تحدثت عنه المعروف بكتابة "صرواح"، والموسوم عند العلماء بـGlaser 1000 A B وصاحبه الآمر بتدوينه هو المكرب الملك "كرب ايل وتر" وهو من أهم ما عثر عليه من نصوص هذا العهد. وقد دون فيه أخبار فتوحاته وانتصاراته وما قام به من أعمال، كما دونته قبل قليل، ولأسماء المواضع والقبائل فيه أهمية كبيرة للمؤرخ ولا شك، إذ تعينه على أن يتعرف مواضع عديدة ترد في نصوص أخرى، ولم نكن نعرف عنها شيئًا، كما أعانتنا في الرجوع بتأريخ بعض هذه الأسماء التي لا تزال معروفة إلى ما قبل الميلاد، إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وذلك إذا ذهبنا مذهب من يرجع عهد "كرب ايل وتر" إلى ذلك الزمن1.
وفي مقابل خربة معبد صرواح، خربة أخرى تقع على تل، هي بقايا برج المدينة الذي كان يدافع عنها، وهناك أطلال أخرى، يظهر أنها من بقايا معابد تلك المدينة وقصورها2.
وكان على المدينة "كبر" أي كبير، يدير شئونها، ويصرف أمورها وأمور الأرضين التابعة لها، وتحت يديه بالطبع موظفون يصرفون الأمور نيابة عنه، وهو المسئول أمام المكربين عن إدارة أمور المدينة وما يتبعها من قرى وأرضين وقبائل3.
وفي "صرواح" كان معبد "المقه" إله سبأ، ومن هذه المدينة انتشرت عبادته بانتشار السبئيين، ومن معابد هذا الإله التي بنيت في هذه المدينة معبد "يفعن""يفعان" الذي حظي بعناية المكربين4.
وقد زارها "نزيه مؤيد العظم". وذكر أنها خربة في الوقت الحاضر، بنيت على أنقاضها قرية تتألف من عدد من البيوت، وتشاهد فيها بقايا القصور القديمة، والأعمدة الحجرية المنقوشة بالمسند، وأشار إلى أن القسم الأعظم من المباني القديمة، مدفون تحت الأنقاض خلا أربعة قصور أو خمسة لا تزال ظاهرة
1 Beitrage، S-، 22
2 A. Fakhry، Les Antiquiiea du Yemen، Un Voyage & Sirwah، Marib et El-Gof، Le Museon، 61، 3-4، P. 215، Beitrage، S-، 22
3 Handbuch، I، S.، 130
4 Handbuch، I، S.، 78