الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزاحف بلا سيف ولا مدفع من أهله، لما في طبيعته من استقامة مع الفطرة، ومع نواميس الوجود الاصلية، ولما فيه من تلبية بسيطة عميقة لحاجات العقل والروح، وحاجات العمران والتقدم، وحاجات البيئات المتنوعة من ساكني الاكواخ الى ناطحات السحاب وما من صاحب دين غير الإسلام، ينظر في الإسلام نظرة مجرّدة من التعصب والهوى من غير أن يقر باستقامة هذا الدين وقوته الكامنة، وقدرته على قيادة البشرية قيادة رشيدة، وتلبية حاجاتها النامية المتطورة في يسر واستقامة.
وصف الصحابة
في ختام سورة الفتح نجد صورة مشرقة للنبي الكريم وصحبه الأبرار، فهم أقوياء في الحق، أشدّاء على الكفار، رحماء بينهم وهم في الباطن أقوياء في العقيدة، يملأ صدورهم اليقين فتراهم ركّعا سجّدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا.
وقد ظهر نور الإيمان عليهم في سمتهم وسحنتهم وسماتهم. سيماهم في وجوههم من الوضاءة والإشراق والصفاء والشفافية. هذه الصورة الوضيئة ثابتة لهم في لوحة القدر، فقد وردت صفتهم في التوراة التي أنزلها الله سبحانه، على موسى (ع) .
أما صفتهم في الإنجيل فهي صورة زرع نام قوي، يخرج فروعه بجواره، وهذه الفروع تشدّ أزره، وتساعده حتى يصبح الزرع ضخما مستقيما قويّا سويّا، يبعث في النفوس البهجة والإعجاب.
قال تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (29) .
مقاصد السورة الاجمالية
قال الفيروزآبادي: معظم مقصود سورة «الفتح» ما يأتي:
«وعد الله الرسول (ص) بالفتح والغفران، وإنزال السكينة على أهل الايمان، وإيعاد المنافقين بعذاب
الجحيم ووعد المؤمنين بنعيم الجنان، والثناء على سيّد المرسلين، وذكر العهد وبيعة الرضوان، وذكر ما للمنافقين من الخذلان، وبيان عذر المعذورين، والمنّة على الصحابة بالنصر، وصدق رؤيا سيد المرسلين، وتمثيل حال النبي والصحابة بالزرع والزرّاع في البهجة والنضارة وحسن الشأن» .
روى مسلم عن أنس عن ابن عبّاس رضي الله عنه، قال:«لما نزلت سورة «الفتح» قال رسول الله (ص) لقد أنزل عليّ سورة هي أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها» .