الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الخامس المعاني اللغوية في سورة «الشورى»
«1»
قال تعالى: أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ [الآية 13] .
على التفسير كأنه سبحانه قال «هو أن أقيموا الدين» على البدل.
وقال تعالى: وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ [الآية 15] أي: أمرت كي أعدل.
وقال سبحانه: إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى [الآية 23] استثناء خارج. يريد، والله أعلم، إلّا أن أذكر مودة قرابتي.
وأمّا يُبَشِّرُ [الآية 23] من «بشّرته» و «أبشرته» ، وقال بعضهم «أبشره» خفيفة، فذا من «بشرت» «2» وهو في الشعر. قال الشاعر [من البسيط وهو الشاهد السادس والستون بعد المائتين] :
وقد أروح إلى الحانوت أبشره بالرّحل فوق ذرى العيرانة الأجد قال أبو الحسن «3» «أنشدني يونس «4» هذا البيت هكذا. لذلك ف (الذي يبشر) اسما للفعل كأنه «التبشير» ، كما قال تعالى: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ [الحجر/ 94] أي اصدع بالأمر. ولا يكون أن تضمر فيها الباء، وتحذفها لأنك لا
(1) . انتقي هذا المبحث من كتاب «معاني القرآن» للأخفش، تحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد، مكتبة النهضة العربية وعالم الكتب، بيروت، غير مؤرّخ.
(2)
. في التيسير 195 الى غير نافع، وعاصم، وابن عامر، وفي البحر 7/ 515 إلى عبد الله بن يعمر، وابن أبي إسحاق، والجحدري، والأعمش، وطلحة، في رواية، والكسائي وحمزة أمّا قراءة التضعيف «يبشر» وعليها رسم المصحف، فهي في التيسير إلى نافع، وعاصم، وابن عامر، وفي البحر إلى الجمهور.
(3)
. هو الأخفش المؤلف.
(4)
. هو يونس بن حبيب، وقد مرت ترجمته.
تقول: «كلّم الذي مررت» وأنت تريد «به» .
وقوله تعالى:
وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا [الآية 26] أي: استجاب فجعلوا الفاعلين.
وقال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) .
أمّا اللام التي في وَلَمَنْ صَبَرَ (43) فلام الابتداء، وأمّا ذلك فمعناه، والله أعلم، إن ذلك منه لمن عزم الأمور.
وقد تقول: «مررت بدار الذراع بدرهم» أي: «الذراع منها بدرهم» ، و «مررت ببرّ قفيز بدرهم» أي:«قفيز منه» وأمّا ابتداء «إنّ» في هذا الموضوع فكمثل قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ [الجمعة/ 8] .
وقال تعالى: يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ (45)[الآية 45] بجعل (الطرف) العين كأنه سبحانه قال «ونظرهم من عين ضعيفة» ، والله أعلم. وقال يونس: إنّ مِنْ طَرْفٍ مثل: «بطرف» كما تقول العرب: «ضربته في السّيف» و «بالسّيف» «1» .
وقال تعالى: أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53) لأن الله تبارك وتعالى، يتولّى الأشياء دون خلقه يوم القيامة، وهو سبحانه في الدنيا قد جعل بعض الأمور إليهم، من الفقهاء والسلطان وأشباه ذلك «2» .
(1) . نقله في الجامع 16/ 46.
(2)
. نقله في إعراب القرآن 3/ 1049.