الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتوفّى الأمير علاء الدين آقبغا بن عبد الله الأحمدى اليلبغاوى المعروف بالجلب فى أواخر السنة المذكورة وهو مسجون بثغر الإسكندرية، من جرح أصابه في شهر ذى القعدة؛ وقد تقدّم ذكره في عدّة مواطن. والله أعلم.
وتوفّى الأمير علاء الدين ألطنبغا بن عبد الله العزّى أحد أمراء الطبلخانات فى يوم الاثنين رابع شهر ربيع الآخر، وكان مثيرا للفتن.
وتوفّى القاضى بهاء الدين حسن بن سليمان بن أبى الحسن بن سليمان بن ريّان ناظر الجيش بحلب في دمشق عن ثمان وستين سنة، وكان رئيسا نبيلا كاتبا بارعا، ولى عدّة وظائف؛ وله نظم ونثر؛ ومن شعره- رحمه الله تعالى-[الرجز]
نحن الموقّعون في وظائف
…
قلوبنا من أجلها في حرق
قسمتنا في الكتب لا في غيرها
…
وقطعنا ووصلنا في الورق
وتوفّى القاضى تقىّ الدين محمد بن محمد بن عيسى بن محمود «1» بن عبد اللطيف «2» البعلبكى الشافعى الشهير بابن المجد- رحمه الله كان فقيها فاضلا ولى قضاء طرابلس وغيرها.
وقد تقدم أنّ يلبغا العمرى قتل في هذه السنة؛ انتهى، والله أعلم.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ستة أذرع وثلاثة أصابع.
مبلغ الزيادة تسعة عشر ذراعا وستة أصابع.
[ما وقع من الحوادث سنة 769]
السنة الخامسة من سلطنة الملك الأشرف شعبان بن حسين صاحب الترجمة على مصر؛ وهي سنة تسع وستين وسبعمائة.
فيها كانت الوقعة بين الملك الأشرف صاحب الترجمة وبين الأتابك أسندمر الزّينى الناصرى وانتصر الأشرف حسب ما تقدّم ذكره.
وفيها توفّى العلّامة قاضى القضاة جمال الدين عبد الله بن قاضى القضاة علاء الدين علىّ ابن العلامة فخر الدين عثمان بن إبراهيم «1» بن مصطفى بن سليمان الحنفىّ الماردينىّ، الشهير بابن التّركمانىّ بالقاهرة، فى ليلة الجمعة حادى عشر شهر شعبان ودفن بتربة والده خارج باب النصر من القاهرة وتولّى بعده القضاء العلّامة سراج الدين عمر الهندى. ومولده في سنة تسع عشرة وسبعمائة، وقيل سنة خمس عشرة وسبعمائة. وتفقّه على والده وغيره، حتى برع في الفقه والأصول والعربية وشارك في فنون كثيرة، وكان من جملة محفوظاته «الهداية في الفقه» حتى إنه كان يمليها فى دروسه من صدره، وكمّل شرح أبيه لها، وتولّى القضاء بعد وفاة أبيه وباشر القضاء بعفّة وحشمة ورئاسة وتصدّى للإفتاء والتدريس والإقراء سنين في حياة والده الى أن مات. وكان له عبادة وأوراد هائلة ومحاسن كثيرة. رحمه الله تعالى.
وتوفّى قاضى القضاة موفّق الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الملك ابن عبد الباقى الحجّاوى «2» المقدسىّ الحنبلىّ قاضى قضاة الديار المصرية بعد أن حكم بها ثلاثين سنة- رحمه الله تعالى- وتولّى بعده القاضى ناصر الدين نصر الله العسقلانى الحنبلىّ. وكان موفّق الدين مشكور السّيرة جميل الطريقة.
وتوفّى قاضى القضاة جمال الدين يوسف «1» بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمود المرداوى المقدسى الحنبلىّ قاضى قضاة دمشق بها عن نيّف وسبعين سنة، مصروفا عن القضاء- رحمه الله تعالى-
وتوفّى قاضى «2» قضاة طرابلس شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن الشيخ تقي الدين عبد الله الشّبلىّ الدمشقىّ الحنفىّ وهو من أبناء السبعين- رحمه الله وكان عالما ديّنا مجاهدا مرابطا يلبس السّلاح في سبيل الله ويغزو وسمع الكثير وجمع وألّف وأفتى ودرّس وانتفع الناس به وباشر الحكم خمس عشرة سنة. رحمه الله.
وتوفّى قاضى قضاة حلب «3» صدر الدين أحمد بن عبد الظاهر بن محمد الدّميرى المالكى- رحمه الله عن نيّف وسبعين سنة. وكان فقيها فاضلا مشكور السّيرة.
وتوفّى الشيخ «4» العلّامة قاضى القضاة بهاء الدين أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن ابن عقيل المصرى الشافعىّ قاضى قضاة الديار المصريّة وفقيه الشافعية- تغمّده الله برحمته- بالقاهرة في ليلة الأربعاء الثالث والعشرين من شهر ربيع الأوّل ودفن بالقرافة «5» بالقرب من قبّة الإمام الشافعىّ- رضى الله عنه- ومولده في المحرّم سنة ثمان وتسعين وستمائة. ونسبه يتّصل إلى عقيل بن أبى طالب رضى الله عنه.
ونشأ بالقاهرة. وقرأ على علماء عصره وبرع في علوم كثيرة وصنّف التصانيف المفيدة فى الفقه والعربيّة والتفسير، منها «شرح الألفيّة» لابن مالك و «شرح»
التسهيل» أيضا وباشر قضاء الديار المصريّة مدّة يسيرة وباشر التداريس الجليلة والمناصب الشريفة، وكتب إليه قاضى القضاة بهاء «2» الدين أبو البقاء السّبكى من دمشق يقول:
[الطويل]
تقضّت شهور بالبعاد وأحوال
…
جرت بعدكم فيها أمور وأحوال
فإن يسر الله التّلاقى ذكرتها
…
وإلا فلى في هذه الأرض أمثال
وتوفّى الشيخ عزّ الدين أبو يعلى حمزة بن قطب الدين موسى بن ضياء الدين أحمد بن الحسين «3» الدّمشقى الحنبلى الشهير بابن شيخ السلامية بدمشق وقد جاوز ستين سنة وكان- رحمه الله إماما عالما فاضلا كتب على «المنتقى «4» » .
وتوفّى الإمام العالم شهاب الدين أحمد «5» بن لؤلؤ الشهير بابن النّقيب المصرى الشافعى في يوم الأربعاء رابع عشر شهر رمضان وكان- رحمه الله مفتنّا فى علوم وله مصنّفات ونظم حسن.
وتوفّى الشيخ الإمام المحدّث صلاح الدين عبد الله ابن المحدّث شمس الدين محمد بن إبراهيم بن غنائم «6» بن أحمد بن سعيد الصالحىّ الحنفى الشهير بابن المهندس
- رحمه الله تعالى- بحلب عن نيفّ وسبعين سنة. وكان محدّثا مسندا سمع الكثير بمصر والشام والحجاز والعراق وكتب وحدّث وحجّ غير مرّة وطاف البلاد ثم استوطن حلب إلى أن مات. رحمه الله.
وتوفّى القاضى «1» علاء الدين علىّ ابن القاضى محيى الدين يحيى بن فضل الله القرشى العمرى كاتب السّر الشريف بالديار المصريّة بالقاهرة في ليلة الجمعة تاسع عشرين شهر رمضان عن سبع وخمسين سنة. وكان قبل موته نزل عن وظيفة كتابة السّر لولده بدر الدين محمد فتمّ أمره من بعده. وكان القاضى علاء الدين- رحمه الله تعالى- إماما في فنّه كاتبا عاقلا طالت أيّامه في السعادة حتّى إنه باشر وظيفة كتابة السّر نيّفا وثلاثين سنة لأحد عشر سلطانا من بنى قلاوون. استوعبنا ذلك كلّه فى «المنهل الصافى» .
قلت: ولا أعلم أحدا ولى كتابة السّر هذه المدّة الطويلة من قبله ولا من بعده سوى العلّامة القاضى كمال الدين محمد بن البارزى- رحمه الله فإنّه وليها أيضا نحوا من ثلاث وثلاثين سنة على أنه عزل منها غير مرّة وتعطّل سنين، كما سيأتى ذكره في ترجمته إذا وصلنا إليه- إن شاء الله تعالى- وكان للقاضى علاء الدين- رحمه الله نظم ونثر وترسّل وإنشاء ومن شعره:[البسيط]
بان الحمى لم يمس من بعد بعدكم
…
ولا تغنّت به ورقاؤه طربا
يا جيرة خلّفونى في ديارهم
…
أجرى الدموع على آثارهم سحبا
قد كان يحزننى واش يراقبنى
…
واليوم يحزننى أن ليس لى رقبا
وتوفى الأمير علاء الدين طيبغا بن عبد الله الناصرى المعروف بالطويل نائب حلب بها في يوم السبت وقت الظهر سلخ شوّال ودفن خارج باب المقام وقيل:
إنه سمّ، لأنّه كان أراد الخروج عن الطاعة، فعاجلته المنيّة، وقد تقدّم ذكره مع خشداشه يلبغا العمرى الخاصّكى وما وقع له معه في ترجمة الملك الناصر حسن وكيفيّة خروجه من الديار المصرية والقبض عليه فلا حاجة للإعادة هاهنا.
وتوفّى الأتابك سيف الدين أسندمر بن عبد الله الناصرىّ صاحب الواقعة مع الملك الأشرف شعبان محبوسا بثغر الإسكندريّة في شهر رمضان وقد تقدّم أيضا ذكر واقعته مفصّلا في ترجمة الملك الأشرف.
وتوفّى الأمير سيف الدين قنق بن عبد الله العزّى أحد مقدّمى الألوف بالديار المصرية على هيئة عجيبة؛ نسأل الله تعالى حسن الخاتمة بمحمد وآله. وخبره أنه كان قد عصى مع أسندمر الناصرى المقدّم ذكره، ركب معه من جملة اليلبغاويّة، فلما انكسرت اليلبغاويّة ساق قنق هذا فرسه إلى بركة «1» الحبش ونزل بشاطئ البركة وبقى يشرب الماء ويستفّ الرمل إلى أن مات، فآنظر إلى هذا الجاهل وما فعل فى نفسه.
وتوفّى السلطان الملك المنصور أحمد ابن الملك الصالح صالح ابن الملك المنصور غازى بن قرا أرسلان بن أرتق الأرتقى صاحب ماردين «2» بها وقد جاوز الستين سنة من العمر وكانت مدّة ملكه ثلاث سنن، وكان صاحب همّة عليّة وحرمة سنية.
رحمه الله تعالى.
وتوفّى الشاب الفاضل تاج الدين محمد بن السّكّرى- رحمه الله وكان فاضلا عالما ودرّس وبرع- رحمه الله وفيه يقول ابن نباتة: [السريع]
سألته في خدّه قبلة
…
فقال قولا ليس بالمنكر
عليك بالصبر ومن ذا الذي
…
ينفعه الصبر عن السّكّرى