الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ما وقع من الحوادث سنة 773]
السنة التاسعة من سلطنة الملك الأشرف شعبان بن حسين على مصر وهي سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة.
فيها رسم السلطان الملك الأشرف للأشراف بسائر الأقطار أن يسموا عمائمهم بعلائم خضر، وقد تقدّم ذكر ذلك كلّه في ترجمة الأشرف. والله أعلم.
وفيها توفّى القاضى كمال الدين أبو الغيث محمد ابن القاضى تقىّ الدين عبد الله ابن قاضى القضاة نور الدين أبى عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن [عبد الخالق «1» بن] عبد القادر الأنصارىّ الدمشقىّ الشافعىّ الشهير بابن الصائغ بدمشق عن بضع وأربعين سنة. رحمه الله. وكان ولى قضاء حلب مرتين ثم ولى قضاء حمص، ثم عاد إلى دمشق، وبها كانت وفاته.
وتوفّى الشيخ العالم العلّامة قاضى القضاة «2» سراج الدين أبو حفص عمر ابن الشيخ نجم الدين إسحاق بن شهاب الدين أحمد الغزنوىّ الهندىّ الحنفىّ قاضى قضاة الديار المصرية بها في ليلة الخميس سابع شهر رجب، بعد أن ولى القضاء نحو خمس عشرة سنة- رحمه الله وتولّى بعده القضاء صدر الدين «3» محمد بن جمال الدين التّركمانىّ؛ ومولد السراج هذا في سنة أربع أو خمس وسبعمائة تخمينا، وقدم القاهرة قبل سنة أربعين [وسبعمائة]رحمه الله وكان إماما عالما بارعا مفتنّا في الفقه والأصلين والنحو وعلمى المعانى والبيان وغيرهم، وناب في الحكم بالقاهرة وتصدّى للإفتاء والتدريس والإقراء سنين، ثمّ تولّى عدّة وظائف دينيّة، وهو أحد من قام
مع ابن النقّاش في قضية الهرماس حتى وغّرا خاطر السلطان عليه ووقع له معه ما وقع.
وكان السراج- رحمه الله تعالى- إماما مصنّفا: منها «شرح المغنى» فى مجلدين و «شرح البديع» لابن السّاعاتىّ وغير ذلك، وقد ذكرنا من علوّ همّته وغزير فضله فى «المنهل الصافى» نبذة كبيرة جيّدة تنظر هناك.
وتوفّى الشيخ الأديب أبو زكرياء يحيى بن محمد بن زكرياء بن محمد بن يحيى العامرىّ الحموىّ الشهير بالخبّاز بدمشق وهو من أبناء الثمانين وكان بارعا فى النّظم، نظم سائر فنون الأدب وكان فيه تشبّع كبير ومن شعره:[الوافر]
بعيشك هاتها صفراء صرفا
…
صباحا واطّرح قول النّصوح
فإنّ الشّمس قد بزغت «1» بعين
…
تغامزنا على شرب الصّبوح
وله أيضا: [السريع]
باكر عروس الرّوض واستجلها
…
وطلّق الحزن «2» ثلاثا بتات
بقهوة حلّت لنا كلّما
…
حلّت لآلى القطر جيد النبات
وتوفّى العلّامة «3» قاضى القضاة بهاء الدين أبو حامد أحمد ابن قاضى القضاة تقىّ الدين أبى الحسن علىّ ابن الشيخ زين الدين عبد الكافى بن علىّ بن تمّام بن يوسف ابن موسى بن تمام الأنصارىّ السّبكى الشافعىّ. بمكة المشرفة عن ست وخمسين سنة- رحمه الله وكان إماما عالما بارعا فى عدّة من الفنون وسمع من الحفّاظ، وأخذ من والده وعن أبى حيّان «4» - وهو أسنّ من أخيه تاج الدين المقدّم ذكره-
ودرّس بقبّة الشافعىّ والجامع «1» الطولونىّ والمنصورية «2» والشّيخونية «3» ، وباشر قضاء العسكر وإفتاء دار العدل بمصر وخطب وألّف وصنّف وتولّى قضاء الشام عوضا عن أخيه تاج الدين وتولّى أخوه تاج الدين وظائفه بمصر، وقد تقدّم ذلك.
ثم ترك قضاء دمشق عفّة ورجع إلى مصر يدرّس ويفتى ثم جاور بمكّة وبها مات- رحمه الله.
وتوفّى الأمير سيف الدين أيدمر بن عبد الله الشّيخى أحد أمراء الألوف بالديار المصريّة. ثم نائب حماة وكان من أعيان الأمراء، وقد تقدّم ذكره فى عدّة أماكن.
وتوفّى الشيخ الفقير المعتقد عبد الله درويش- رحمه الله فى سابع عشر «4» شهر رجب. وكان فقيرا مباركا وللناس فيه محبة واعتقاد حسن.
وتوفّى الأديب الشاعر شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان بن شيخان «5» المعروف بابن المجد البكرى التّيمىّ القرشىّ البغدادىّ في عاشر شهر رمضان بمنية «6» ابن خصيب من صعيد مصر ومن شعره: [الوافر]
أتى المحبوب في السّنجاب يسعى
…
وطلعته لناظره تروق
فتبصر طوقه السّنجاب سحبا
…
وفيها من تبسّمه بروق
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم سبعة أذرع وخمسة وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وأربعة أصابع.