الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ما وقع من الحوادث سنة 763]
السنة الثانية من سلطنة الملك المنصور محمد ابن الملك المظفر حاجّى على مصر وهي سنة ثلاث وستين وسبعمائة.
فيها توفّى الشيخ الإمام العالم الخطيب شمس الدين أبو أمامة محمد بن على بن عبد الواحد بن يحيى بن عبد الرحيم الدّكّالى المصرى الشافعى الشهير بابن النقاش- رحمه الله تعالى- فى يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر ربيع الأوّل ودفن آخر النهار بالقرب من باب البرقية «1» خارج القاهرة عن ثلاث وأربعين سنة.
وكان إماما بارعا فصيحا مفوّها وله نظم ونثر ومواعيد. وخطب بجامع أصلم «2» ودرّس به وبالآنوكيّة «3» وعمل عدّة مواعيد بالقاهرة والقدس والشأم واتّصل بالملك الناصر حسن وحظى عنده وهو الذي كان سببا لخراب بيت «4» الهرماس الذي
كان عمّره في زيادة جامع الحاكم «1» وساعده في ذلك العلّامة قاضى القضاة سراج «2» الدين الهندىّ الحنفى وكان له نظم ونثر وخطب ومن شعره قصيدته التي أوّلها:
[الكامل]
طرقت وقد نامت عيون الحسّد
…
وتوارت الرقباء غير الفرقد
وتوفّى قاضى القضاة تاج الدين أبو عبد الله محمد ابن القاضى علم الدين محمد بن أبى بكر بن عيسى بن بدران «3» السّعدى الإخنائى «4» المالكىّ- رحمه الله بالقاهرة، وكان فقيها فاضلا رئيسا ولى نظر الخزانة السلطانية ثم باشر الأحكام الشرعية إلى أن مات.
وتوفّى الخليفة أمير المؤمنين المعتضد بالله أبو الفتح ثم أبو بكر ابن الخليفة المستكفى بالله أبى الربيع سليمان ابن الخليفة الحاكم بأمر الله أبى العباس أحمد بن الحسن بن
أبى بكر بن على بن حسن ابن الخليفة الراشد بالله منصور ابن الخليفة المسترشد بالله الفضل ابن الخليفة المستظهر بالله أحمد ابن الخليفة المقتدى بالله عبيد الله ابن الأمير ذخيرة الدين محمد ابن الخليفة القائم بأمر الله عبد الله ابن الخليفة القادر بالله أحمد ابن الأمير إسحاق ابن الخليفة المقتدر بالله جعفر ابن الخليفة المعتضد بالله أحمد ابن الأمير الموفّق طلحة ابن الخليفة المتوكّل على الله جعفر ابن الخليفة المعتصم بالله محمد ابن الخليفة الرشيد بالله هارون ابن الخليفة المهدى محمد ابن الخليفة أبى جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس العباسى الهاشمى المصرى- رحمه الله بالقاهرة فى ليلة الأربعاء «1» ثامن عشر شهر جمادى الأولى وعهد بالخلافة لولده من بعده المتوكّل محمد.
وتوفّى الأمير سيف الدين طاز بن عبد الله الناصرىّ المقدّم ذكره في عدّة أماكن من تراجم أولاد الملك الناصر محمد بن قلاوون وهو بطّال «2» بالقدس وكان من خواصّ الملك الناصر محمد ثم ترقّى بعد موته إلى أن صار مدبّر الديار المصرية.
ثم ولى نيابة حلب بعد أمور وقعت له ثم قبض عليه وحبس وسمل إلى أن أطلقه يلبغا في أوائل سلطنة الملك المنصور محمد هذا وأرسله إلى القدس بطّالا فمات به وكان من الشجعان.
وتوفّى القاضى أمين الدين محمد بن جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد بن نصر الله المعروف بابن القلانسىّ التميمى الدّمشقى بها. كان أحد أعيان دمشق معدودا من الرؤساء، باشربها عدّة وظائف ثم ولى كتابة سرّ دمشق أخيرا، وكان فاضلا كاتبا.
وتوفّى القاضى «1» ناصر الدين محمد ابن الصاحب شرف الدين يعقوب بن عبد الكريم الحلبى الشافعى كاتب سرّ حلب ثم دمشق. ولد سنة سبع وسبعمائة بحلب ونشأ بها، وبرع في عدّة علوم وأذن له بالإفتاء والتدريس وولى كتابة السّرّ والإنشاء بحلب عوضا عن القاضى شهاب الدين ابن القطب وأضيف إليه قضاء العسكر بها. ثم نقل الى كتابة سرّ دمشق بعد وفاة تاج «2» الدين بن الزين خضر، وكان ساكنا محتملا مداريا كثير الإحسان إلى الفقراء. وكان يكتب خطّا حسنا، وله نظم ونثر جيّد إلى الغاية وكان مستحضرا للفقه وأصوله وقواعد أصول الدين والمعانى والبيان والهيئة والطب ومن شعره رحمه الله:[الرمل]
وكأنّ القطر في ساجى الدّجى
…
لؤلؤ رصّع ثوبا أسودا
فإذا جادت «3» على الأرض غدا
…
فضّة تشرق مع بعد المدى
وتوفّى الأمير سيف الدين أينبك بن عبد الله أخو الأمير بكتمر الساقى وكان من جملة أمراء الطبلخانات.
وتوفّى الأمير الطواشى صفىّ الدين جوهر الزّمرّدى بقوص في شعبان وكان من أعيان الخدّام وله رياسة ضخمة.
وتوفّى الشيخ الإمام العالم شمس الدين محمد بن مفلح بن محمد بن مفرّج الدمشقى الحنبلى بدمشق في شهر رجب. وكان فقيها بارعا مصنّفا صنّف «كتاب الفروع «4» » وهو مفيد جدّا وغيره.