الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتوفّى الأمير شرف الدين موسى بن دندار «1» بن قرمان أحد أمراء الطبلخانات فى ليلة الأربعاء العشرين من جمادى الأولى.
وتوفى مستوفى ديوان المرتجع أمين الدين عبد الله المعروف بجعيص «2» الأسلمىّ فى [ثالث عشر «3» ] المحرّم. كان من أعيان الكتّاب القبطيّة.
وتوفى القاضى شرف الدين موسى ابن القاضى بدر الدين محمد بن محمد ابن العلّامة شهاب الدين محمود الحلبى الحنبلى، أحد موقّعى الدّست بمدينة الرّملة عائدا من القاهرة إلى دمشق في رابع عشرين صفر، وكان من بيت كتابة وفضل.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثمانية أذرع سواء. مبلغ الزيادة تسعة عشر ذراعا وأربعة عشر إصبعا. والله تعالى أعلم.
[ما وقع من الحوادث سنة 786]
السنة الثالثة من سلطنة الملك الظاهر برقوق الأولى على مصر وهي سنة ست وثمانين وسبعمائة.
فيها توفّى الأمير سيف الدين بهادر بن عبد الله الجمالىّ المعروف بالمشرف، أحد أمراء الألوف بالديار المصرية وأمير حاج المحمل في ذى القعدة بعيون «4» القصب من طريق الحجاز وبها دفن وقبره معروف هناك. وكان مشكور السيرة، ولى إمرة الحاج غير مرّة. رحمه الله تعالى.
وتوفّى قاضى القضاة علم الدين أبو الربيع سليمان بن خالد بن نعيم بن مقدم ابن محمد بن حسن بن غانم بن محمد الطائى البساطىّ المالكى قاضى قضاة المالكية بالديار المصرية وهو معزول في يوم الجمعة سادس عشر صفر وقد أناف على الستين سنة، وأصل آبائه من قرية شبرا بسيون «1» بالغربية من أعمال القاهرة وولد هو ببساط «2» وكان فقيها فاضلا بارعا ولى قضاء مصر في الدولة الأشرفيّة شعبان عوضا عن بدر الدين الإخنائىّ، بعد عزله وباشر بعفّة وتقشّف واطّراح التكلّف، حتى عزل في سنة ثلاث وثمانين ولزم داره حتى مات.
وتوفى الأمير سيف الدين طنج المحمّدى أحد أمراء الألوف بالديار المصرية، بعد أن أخرج منفيّا إلى دمشق، فمات بها وكان من أعيان الأمراء.
وتوفى العلّامة أوحد الدين عبد الواحد بن إسماعيل بن ياسين الحنفى المصرى المولد والدار والوفاة، كاتب السر الشريف بالديار المصرية في يوم السبت ثانى ذى الحجّة. وكان فقيها فاضلا عالما مفتنّا مشاركا في عدّة علوم مع رياسة وحشمة، خدم عند الملك الظاهر برقوق موقّعا، فلمّا تسلطن ولّاه كتابة السر بالديار المصرية، فى شوّال سنة أربع وثمانين وسبعمائة، بعد عزل القاضى بدر الدين محمد بن فضل الله فباشر الوظيفة بحرمة وافرة وحسنت سيرته وعظم في الدولة، فعاجلته المنيّة وعمره سبع وثلاثون سنة في عنفوان شبيبته وأعيد بدر الدين بن فضل الله من بعده إلى كتابة السر.
وتوفّى القاضى تقىّ الدين عبد الرحمن ابن القاضى محب الدين محمد بن يوسف ابن أحمد بن عبد الدائم [التّيمىّ «1» ] الحلبى الأصل المصرى الشافعى ناظر الجيوش المنصورة في ليلة الخميس سادس عشر جمادى الأولى. وسبب موته أن الملك الظاهر برقوقا غضب عليه بسبب إقطاع زامل أمير العرب وضربه بالدواة ثم مدّه وضربه نحو ثلاثمائة عصاة، فحمل إلى داره في محفّة ومات بعد ثلاثة أيام أو أكثر.
وتوفّى الأمير جمال الدين عبد الله ابن الأمير بكتمر الحسامىّ الحاجب أحد أمراء الطبلخاناه في يوم الأربعاء خامس عشر جمادى الأولى بداره خارج باب النصر.
وتوفى الأمير علاء الدين على بن أحمد بن السائس الطّيبرسىّ أستادار خوند بركة أمّ الملك الأشرف شعبان في سادس شوّال وكان من أعيان رؤساء الديار المصرية وله ثروة.
وتوفى العلّامة قاضى القضاة صدر الدين محمد ابن قاضى القضاة علاء الدين على ابن منصور الحنفى قاضى قضاة الديار المصرية، وهو قاض في يوم الاثنين عاشر شهر ربيع الأوّل وقد أناف على ثمانين سنة في ولايته الثانية وتولّى القضاء عوصه قاضى القضاة شمس الدين الطرابلسىّ وتولى مشيخة الصرغتمشيّة من بعده العلّامة جلال الدين التبّانىّ. قال العينى- رحمه الله كان إماما عالما فاضلا كاملا بحرا فى فروع أبى حنيفة مستحضرا قويّا، وكان ريّض الخلق كثير التواضع والحلم ليّن الجانب جميل المعاشرة حسن المحاضرة والمذاكرة معتمدا على جانب الصدق فى أقواله وأفعاله سعيدا في حركاته وسكناته. رحمه الله تعالى.
وتوفّى العلّامة إمام عصره ووحيد دهره وأعجوبة زمانه أكمل الدين محمد بن محمد بن محمود «1» الرومى البابرتىّ «2» الحنفىّ شيخ خانقاة «3» شيخون في يوم الجمعة تاسع عشر شهر رمضان وحضر السلطان الملك الظاهر الصلاة عليه ومشى أمام نعشه من مصلّاة المؤمنىّ إلى أن وقف على دفنه بقبّة الشيخونيّة، بعد أن همّ على أن يحمل نعشه غير مرة فتحمّله أكابر الأمراء عنه. كان واحد زمانه في المنقول والمعقول ونالته السعادة والحاه العريض حتى إن الملك الظاهر برقوقا مع عظمته كان ينزل فى موكبه ويقف على باب خانقاه شيخون، حتى يتهيّأ الشيخ أكمل الدين للركوب
ويركب ويسير مع الملك الظاهر، وقع له ذلك معه غير مرّة وهو الذي كان سببا لقيام الملك الظاهر برقوق للقضاة، فإنه كان يقوم له إذا دخل عليه ولا يقوم للقضاة، لما كانت عادة الملوك من قبله فكلّمة الشيخ أكمل الدين هذا في القيام للقضاة، حتى قام لهم وصارت عادة إلى يومنا هذا. وبعد موته جلس الشيخ سراج الدين البلقينىّ عن يمين السلطان، وقد استوعبنا أحواله في المنهل الصافى بأطول من هذا.
وتوفّى قاضى مكّة وخطيبها كمال الدين أبو الفضل محمد بن أحمد بن على العقيلىّ النّويرى الشافعى بمكة في يوم «1» الأربعاء ثالث عشر شهر رجب.
وتوفّى عالم بغداد شمس الدين محمد بن يوسف بن على [بن «2» ] الكرمانىّ البغدادى الشافعىّ شارح البخارى في المحرّم بطريق الحجاز وحمل إلى بغداد ودفن بها. ومولده فى جمادى الآخرة سنة سبع «3» عشرة وسبعمائة وكان قدم مصر والشام. رحمه الله.
وتوفّى صائم الدهر الشيخ محمد بن صديق التّبريزىّ الصوفىّ في ليلة الاثنين خامس عشر شهر رمضان بالقاهرة، أقام [نيّفا «4» و] أربعين سنة يصوم (الدهر 5) ويفطر على حمّص بفلس لا يخلطه إلا بالملح فقط. وكان على قدم هائل من العبادة.
وتوفّى الأمير الطواشى شبل الدولة كافور بن عبد الله الهندى الزّمرّدى الناصرى حسن في ثامن شهر ربيع الأول وقد عمّر طويلا وهو صاحب التربة بالقرافة.