الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتوفّى الأمير سيف الدين بطا بن عبد الله أحد أمراء الطبلخانات وقرئ على قبره بعد موته ألف ختمة شريفة بوصيّته هكذا نقل الشيخ تقىّ الدين المقريزى.
رحمه الله.
وتوفّى الشيخ المحدّث العالم العلّامة شمس الدين أبو الثناء محمود بن خليفة بن محمد ابن خلف المنبجىّ ثم الدّمشقىّ التاجر. ومولده في سنة سبع وثمانين وستمائة ومات فى ذى الحجة. رحمه الله.
وتوفّى الشيخ الإمام أحد فقهاء المالكيّة خليل بن إسحاق المعروف بابن الجندى الفقيه المالكىّ- رحمه الله فى يوم الخميس ثانى عشر شهر ربيع الأوّل.
وكان فقيها مصنّفا صنّف المختصر في فقه المالكية وغيره.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمسة أذرع وأربعة أصابع.
مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وستة عشر إصبعا. والله سبحانه أعلم.
[ما وقع من الحوادث سنة 768]
السنة الرابعة من سلطنة الملك الأشرف شعبان بن حسين على مصر. وهي سنة ثمان وستين وسبعمائه.
وفيها كانت وقعة يلبغا العمرىّ الخاصكى صاحب الكبش «1» ومقتلته وسلطنة آنوك بجزيرة الوسطى ولم يتم أمره ولا عدّ من السّلاطين وقد تقدم ذكر ذلك كله مفصلا في ترجمة الملك الأشرف هذا فلينظر هناك.
وفيها توفّى قاضى القضاة أمين الدين أبو محمد عبد الوهاب بن أحمد بن وهبان الدمشقىّ الحنفىّ قاضى قضاة حماة وبها توفّى وهو من أبناء الأربعين- رحمه الله وكان فقيها عالما مشكور السيرة.
وتوفّى الشيخ الإمام العالم المسلّك العارف بالله تعالى عفيف الدين أبو محمد وقيل أبو السيادة عبد الله بن أسعد بن على بن سليمان بن فلاح اليمانىّ اليافعىّ، نزيل مكة وشيخ الحرم وإمام المسلّكين وشيخ الصوفية في ليلة الأحد العشرين من جمادى الآخرة بمكة المشرفة ودفن بالمعلاة بجوار الفضيل بن عياض. ومولده سنة ثمان وستين وستمائة «1» تقريبا وسمع الكثير وبرع في الفقه والعربية والأصلين واللغة والفرائض والحساب والتصوّف والتسليك، وغير ذلك. وكان له نظم جيّد كثير، دوّن منه ديوان وله تصانيف كثيرة منها:«روض «2» الرياحين» [فى حكايات «3» الصالحين] وتاريخ بدأ فيه من أوّل الهجرة وأشياء غير ذلك، ذكرناها مستوفاة فى ترجمته في تاريخنا «المنهل الصافى» وما وقع له مع علماء عصره بسبب قصيدته التى أولها حيث قال في ذلك:[الطويل]
ويا ليلة فيها السعادة والمنى
…
لقد صغرت في جنبها ليلة القدر «4»
قال: ومن شعره أيضا قصيدته التي أوّلها: [الطويل]
قفا حدّثانى فآلفؤاد عليل
…
عسى منه يشفى بالحديث غليل
أحاديث نجد علّلانى بذكرها
…
فقلبى إلى نجد أراه يميل
بتذكار سعدى أسعدانى فليس لى
…
إلى الصّبر عنها والسّلوّ سبيل
ولا تذكر الى العامرية إنها
…
يولّه عقلى ذكرها ويزيل
ومنها المخلص:
ألا يا رسول الله يا أكرم الورى
…
ومن جوده خير النّوال ينبل
ومن كفّه سيحون منها وجيحن «1»
…
ودجلة تجرى والفرات ونيل
مدحتك أرجو منك ما أنت أهله
…
وأنت الذي في المكرمات أصيل
فياخير ممدوح أئب شرّ مادح
…
عطا مانح منه الجزاء جزيل
وتوفّى الشيخ الإمام العالم المسلّك الصوفىّ العارف بالله تعالى المعتقد جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن عبد الله بن عمر بن على بن خضر [الكردىّ «2» ] الكورانىّ الأصل المصرىّ الدار والوفاة المعروف بالشيخ يوسف العجمىّ بزاويته بقرافة مصر الصّغرى في يوم الاثنين ثانى عشر شهر ربيع الأوّل وقيل: جمادى الأولى وقيل:
يوم الأحد النصف من جمادى الأولى ودفن بزاويته المذكوة وقبره يقصد للزيارة وكان- رحمه الله شيخا حقيقة ومقتدى طريقة، كان إمام المسلّكين في عصره وكان على قدم هائل، كان غالب علماء عصره يقتدون به وكان له أوراد وأذكار هائلة، انتفع بصحبته جماعة من العلماء والصلحاء والفقهاء وكان لا يأخذه في الله لومة لائم، مع فضيلة غزيرة ومعرفة تامّة بالتصوّف وله رسالة سمّاها «ريحان القلوب «3» والتوصّل إلى المحبوب» . وقد شاع ذكر الشيخ يوسف في الدنيا وأثنى عليه العلماء والصلحاء.
حكى أنّ الشيخ يوسف هذا دخل مرة الى الشيخ يحيى بن علىّ بن «4» يحيى الصنافيرى، فقام إليه الشيخ يحيى وكان لا يلتفت إلى أحد وتلقّاه وهو ينشد بقوله:[الوافر]
ألم تعلم بأنّى صيرفىّ
…
بلوت «1» العالمين على محكى
فمنهم زائف لا خير فيه
…
ومنهم جائز تجويز شكّ
وأنت الخالص الإبريز منهم
…
بتزكيتى وحسبك من أزكّى!
فحصل للشيخ يوسف بهذا الكلام غاية السرور والفرح وكان مع الشيخ يوسف ولده محمد فأقبل عليه الشيخ يحيى وأنشده فقال: [الكامل]
إنّ السّرىّ إذا سرى فبنفسه
…
وابن السّرىّ إذا سرى أسراهما
قال: فازداد الشيخ يوسف سرورا على سروره بهذا القول. رحمهما الله تعالى ونفعنا ببركاتهما.
وتوفّى الشيخ الإمام الأديب البارع المفتن جمال الدين أبو بكر محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن صالح بن على بن يحيى بن طاهر بن محمد بن الخطيب أبى يحيى عبد الرحيم بن نباته (بضم النون) الفارقىّ: الأصل الجذامى المصرىّ المعروف بابن نباتة بالقاهرة- رحمه الله تعالى- بالبيمارستان «2» المنصورىّ في ثامن شهر صفر من السنة المذكورة. ومولده في مصر في شهر ربيع الأوّل سنة ست وثمانين وستمائة «بزقاق القناديل «3» » ونشأ بمصر وبرع في عدّة علوم وفاق أهل زمانه في نظم القريض وله الشّعر الرائق والنّثر الفائق وهو أحد من حذا حذو القاضى الفاضل وسلك طريقه وأجاد فيما سلك وكان خطّه في غاية الحسن وديوان شعره مشهور وقد مدح الملوك والأعيان ورحل إلى البلاد وانقطع إلى السلطان الملك المؤيّد إسماعيل
صاحب حماة وله فيه غرر مدائح وكان مع ما اشتمل عليه من المحاسن قليل الحظ ومن شعره في المعنى: [الكامل]
أسفى «1» لشعر بارع نظمته
…
تحتاج بهجته لرفد بارع
درّ يتيم قد تضوّع نشره
…
يا من يرقّ على اليتيم الضّائع
ومن شعره أيضا قوله: [السريع]
مقبّل «2» الخدّ أدار الطّلا
…
فقال لى في حبّها عائبى
عن أحمر المشروب ما تنتهى
…
قلت: ولا عن أخضر الشارب
وله أيضا: [السريع]
وتاجر قلت له إذ رنا
…
رفقا بقلب صبره خاسر
ومقلة تنهب طيب الكرى
…
منها على عينك يا تاجر «3»
وله أيضا: [الكامل]
قبلته عند النّوى فتمرّرت
…
تلك الحلاوة [بالتفرّق «4» والجوى]
ولثمته عند القدوم فحبّذا
…
رطب الشّفاه السّكّرىّ بلا نوى
وله: أيضا- عفا الله عنه-[البسيط]
أهلا بطيف على الجرعاء مختلس
…
والفجر في سحر كالثّغر في لعس
والنّجم في الأفق الغربىّ منحدر
…
كشعلة سقطت من كفّ مقتبس
يا حبّذا زمن الجرعاء من زمن
…
كلّ الليالى فيه ليلة العرس
وحبّذا العيش مع هيفاء لو ظهرت «1»
…
للبدر لم يزه أو للغصن لم يمس
خود لها مثل ما في الظّبى من ملح «2»
…
وليس للظّبى ما فيها من الأنس
محروسة بشعاع البيض ملتمعا
…
ونور ذاك المحيّا آية الحرس
يسعى ورا لحظها قلبى ومن عجب
…
سعى الطّريدة في آثار مفترس
ليت العذول عنى مر أى محاسنها
…
لو كان ثنّى عمى عينيه بالخرس «3»
وقد استوعبنا من شعره وأحواله نبذة كبيرة في المنهل الصافى. انتهى والله أعلم.
وتوفّى الوزير الصّاحب فخر الدين ماجد بن قروينة القبطىّ المصرى تحت العقوبة، بعد أن أحرقت أصابعه بالنار، وكان- رحمه الله وزيرا عارفا مكينا عفيفا رزينا ذا حرمة ونهضة، لم يل الوزارة في الدولة التركية من يشابهه؛ عمّر فى أيام وزارته بيوت الأموال بالذهب والفضة، وترك بالأهراء مغلّ ثلاث سنين وبعض الرابعة، وذلك فوق ثلاثمائة ألف اردبّ. وبالبلاد مغلّ سنتين، بعد ما كان يقوم بالكلف السلطانية وكلفة الأتابك يلبغا العمرىّ الخاصّكى وبعد هذا كله كان يحمل إلى الخزانة الشريفة في كل شهر ستين ألف دينار، وكان فيه محاسن كثيرة، غير أنه كانت نفسه نفسا شامخة، وفيه تهكّم على الناس مع تكبّر، هذا مع الكرم الزائد والإحسان للناس وقلّة الظلم بالنسبة إلى غيره، رحمه الله تعالى؛ والله أعلم.
وتوفّى الأمير سيف الدين دروط ابن أخى الحاج آل ملك، كان أحد أمراء الألوف بالديار المصرية وحاجبا ثانيا بها.
وتوفّى الأمير علاء الدين آقبغا بن عبد الله الصّفوى أحد الأمراء الطبلخانات بالديار المصرية وأمير آخور وكان- رحمه الله من أعيان الأمراء.