الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتوفّى القاضى بدر الدين محمد بن محمد ابن العلامة شهاب الدين محمود بن سليمان ابن فهد الحلبىّ ثمّ الدّمشقى الحنبلىّ ناظر جيش حلب بها- رحمه الله وكان رئيسا كاتبا فاضلا من بيت كتابة وفضل- رحمه الله تعالى- والله أعلم.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم لم يحرّر لأجل التحويل، حوّلت هذه السنة إلى سنة خمس وسبعين.
[ما وقع من الحوادث سنة 775]
السنة الحادية عشرة من سلطنة الملك الأشرف شعبان بن حسين على مصر وهي سنة خمس وسبعين وسبعمائة.
فيها كانت وقعة الملك الأشرف المذكور مع زوج أمّه الأتابك ألجاى اليوسفى وغرق ألجاى في بحر النيل حسب ما تقدّم ذكره.
وفيها توفّى قاضى القضاة بدر الدين أبو إسحاق إبراهيم بن صدر الدين أحمد بن مجد الدين عيسى بن عمر بن خالد بن عبد المحسن المخزومىّ المصرىّ الشافعىّ الشهير بابن الخشّاب وهو في البحر المالح بالقرب من الأزلم «1» عائدا إلى الديار المصريّة وهو من أبناء الثمانين سنة- رحمه الله وكان عالما مفتيا مدرّسا، شاع ذكره فى الأقطار وانتفع الناس بعلمه وولى نيابة الحكم بالقاهرة. وباشر قضاء حلب استقلالا. ثم ولى القضاء بالمدينة النبويّة وأراد التوجّه إلى نحو مصر فأدركته المنيّة فى طريقه- رحمه الله.
وتوفّى الشيخ الإمام العالم العلّامة أرشد الدين أبو الثناء محمود بن قطلوشاه السّرائىّ الحنفىّ بالقاهرة في جمادى الآخرة عن نيّف وثمانين سنة- رحمه الله
تعالى- وكان بحرا في العلوم لا سيّما العلوم العقلية والأدبية، وأقام بالقاهرة سنين كثيرة يشتغل ويقرئ، وانتفع به عامّة الطلبة من كلّ مذهب، وتولّى مشيخة الصّرغتمشيّة «1» بعد وفاة الشيخ العلّامة قوام الدّين أمير كاتب الإتقانىّ فباشر تدريسها إلى أن مات في التاريخ المذكور.
وتوفّى الأمير سيف الدين طيبغا بن عبد الله الفقيه الحنفىّ أحد أمراء العشرات بالديار المصرية بالقاهرة وقد ناهز الستين سنة، وكان فقيها مستحضرا لفروع مذهبه ويشارك في فنون كثيرة- رحمه الله تعالى.
وتوفّى الأمير سيف الدين تمرقيا بن عبد الله العمرىّ الجوكندار، أحد أمراء الطبلخانات بالديار المصرية وسنّه نحو الخمسين سنة وهو خشداش يلبغا العمرىّ الخاصّكى. وتمرقيا باللغة التركية: جبل حديد، فتمر هو الحديد وقيا بفتح القاف هو الصخر العظيم.
وتوفّى الأمير سيف الدين تلكتمر بن عبد الله الجمالىّ، أحد أمراء الطبلخانات بالقاهرة، مات بمنزلة «2» قاقون من طريق الشام في شهر ذى الحجة، كان الملك الأشرف أرسله في مهمّ.
وتوفّى الأمير سيف الدين آل ملك بن عبد الله الصرغتمشى أحد أمراء الطبلخانات بالقاهرة وكاشف الوجه البحرى ونقيب الجيوش المنصورة في شهر شوّال. وكان أصله من مماليك الأمير صرغتمش الناصرىّ صاحب المدرسة بالصليبة المقدّم ذكره. وكلّ من نذكره في هذه السنين بالصرغتمشى فهو منسوب إليه، ولا حاجة للتعريف به بعد ذلك.
وتوفّى الأمير سيف الدين آقبغا بن عبد الله من مصطفى اليلبغاوىّ، أحد أمراء الطبلخانات بالديار المصرية وهو مجرّد بالإسكندرية وهو ممن قام على أستاذه يلبغا.
وتوفّى الأمير سيف الدين أرغون بن عبد الله الأحمدىّ أحد مقدّمىّ الألوف بالديار المصرية ولالا الملك الأشرف شعبان صاحب الترجمة وكان معظما في الدول وله همة ومعرفة وشجاعة وحرمة وافرة في الدولة الأشرفية. وقد مرّ ذكره في عدّة حكايات، ولمّا ثقل على الملك الأشرف أخرجه إلى نيابة الإسكندرية فمات بها فى خامس عشر ذى القعدة.
وتوفّى الشيخ نور الدين علىّ بن الحسن بن علىّ الإسنائىّ الشافعىّ أخو الشيخ جمال الدين عبد الرحيم المتقدّم ذكره، مات في شهر رجب- رحمه الله تعالى-.
وتوفّى القاضى شمس الدين شاكر القبطىّ المصرىّ المعروف بابن البقرىّ ناظر الذخيرة وصاحب المدرسة «1» البقريّة بالقاهرة في ثالث عشر شوّال وكان معدودا من رؤساء الأقباط.
وتوفّى الأمير سيف الدين بيبغا بن عبد الله المعروف بحارس طير، أحد أمراء الطبلخانات، وهو غير بيبغا ططر حارس طير الذي ولى نيابة السلطنة في سلطنة الملك حسن.
وتوفّى الأمير علاء الدين ألطنبغا بن عبد الله الماردينىّ في ثانى جمادى الآخرة، وهو أيضا غير ألطنبغا الماردينىّ الناصرىّ صاحب الجامع، وقد تقدّم ذكر هذاك فى محلّه.
وتوفّى الأمير سيف الدين آروس بن عبد الله المحمودىّ أحد أمراء الألوف بالقاهرة، وزوج بنت الأمير منجك اليوسفىّ في ذى القعدة، وكان أصله من مماليك الناصر محمد، وترقّى في الدول إلى أن صار أمير مائة ومقدّم ألف، ثم ولى الحجوبية، ثم أمير جاندار، ثم ولى الأستدارية العالية مدّة طويلة. ووقع له أمور وحوادث، وأخرج إلى الشام. ثم قدم إلى مصر صحبة حميه منجك اليوسفىّ، فأقام بها إلى أن مات.
وتوفّى الأمير الكبير سيف الدين ألجاى اليوسفىّ أحد مماليك الملك الناصر حسن غريقا بالنيل بساحل الخرقانية «1» ، بعد وقعة كانت بينه وبين الملك الأشرف شعبان حسب ما ذكرناه أنه انكسر في الآخر وتوجّه إلى الجهة المذكورة واقتحم البحر بفرسه، فغرق في يوم الجمعة تاسع المحرّم، ودفن بمدرسته بسويقة «2» العزّىّ خارج القاهرة. وكان من أجلّ الأمراء شجاعة وكرما وهمّة وسؤددا، وقد تقدّم ذكره فى عدّة تراجم من هذا الكتاب.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمسة أذرع وعشرة أصابع.
مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وتسعة عشر إصبعا وهي سنة الشراقى العظيم.