الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- رضى الله عنه- وحفظ الحاوى «1» وأخذ الفقه عن بهاء الدين محمد بن عقيل- رحمه الله وقال الشعر، ومن شعره يشير إلى المتجر:[المجتث]
إسكندريّة كم ذا
…
يسمو قماشك عزّا
فطمت نفسى عنها
…
فلست أطلب بزّا
وله أيضا: [الكامل]
يا ربّ أعضاء السّجود عتقتها
…
من فضلك الوافى وأنت الواقى
والعتق يشرى بالغنى ياذا الغنى
…
فامنن على الفانى بعتق الباقى
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمسة أذرع وأربعة أصابع.
مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وثلاثة عشر إصبعا. والله أعلم.
[ما وقع من الحوادث سنة 778]
السنة الرابعة عشرة من سلطنة الملك الأشرف شعبان بن حسين على مصر وهي سنة ثمان وسبعين وسبعمائة وهي التي قتل فيها في ذى القعدة.
فيها توفّى القاضى محبّ الدين أبو عبد الله محمد ابن القاضى نجم الدين أبى المحاسن يوسف بن أحمد بن عبد الدائم التّميمىّ المصرىّ ناظر الجيوش المنصورة بالديار المصرية بها في يوم الثلاثاء ثانى عشر شهر ذى الحجة عن إحدى وثمانين سنة. وكان فى ابتداء أمره تولّى ديوان چنكلى بن البابا ثم خدم عند الأمير منكلى الفخرىّ فكتب إليه الشيخ صلاح الدين الصّفدىّ يقول: [السريع]
من چنكلى صرت الى منكلى
…
فكلّ خير أرتجى منك لى
وأنت لى كهف وما مقصدى
…
من هذه الدنيا سوى أنت لى
وكان القاضى محبّ الدين المذكور رجلا صالحا فاضلا وله سماع عال وله مصنّفات- رحمه الله منها «شرح التسهيل» [فى النحو «1» ] فى أربعة مجلدات و «شرح التلخيص في المعانى والبيان» وغير ذلك.
وتوفّى الشيخ الإمام العالم العلّامة تقىّ الدين أبو الفداء إسماعيل بن نور الدين علىّ بن الحسن «2» القلقشندىّ الشافعىّ المصرىّ مفتى المسلمين بالقدس الشريف عن نحو سبعين سنة وكان فقيها برع في عدّة علوم وأفتى ودرّس واستقل. رحمه الله.
وتوفّى الشيخ المسند المعمّر الرّحلة أبو حفص عمر بن الحسن بن مزيد «3» الشهير بابن أميلة المراغىّ الحلبى ثم الدمشقىّ بها عن ثمان وتسعين سنة، بعد أن صار رحلة زمانه وقصد من الأقطار للسماع عليه فسمع منه خلائق كثيرة.
وتوفّى الشيخ الأديب جمال الدين أبو الربيع سليمان بن داود بن يعقوب المصرىّ ثم الحلبىّ بحلب، وقد قارب الخمسين سنة وكان معدودا من الكتّاب الأدباء الفضلاء، ومن شعره:[الطويل]
رياض جرت بالظّلم عادات ريحها
…
وسار بغير العدل في الحكم سيرها
ففرّقت «4» الاغصان عند اعتناقها
…
وسلسلت الانهار إذ جنّ طيرها
وتوفّى الأمير سيف الدين يعقوب شاه بن عبد الله الحاجب الثانى وأحد مقدّمى الألوف بالديار المصرية، وكان ممن قام مع الملك الأشرف في واقعة أسندمر وأظهر شجاعة عظيمة، فقرّبه السلطان الملك الأشرف من ثمّ ورقّاه وأنعم عليه، حتى جعله من جملة الأمراء الألوف بالديار المصرية إلى أن مات- رحمه الله تعالى-.
وتوفّى السلطان الملك الأفضل عباس ابن الملك المجاهد علىّ ابن الملك المؤيّد داود ابن الملك المظفّر يوسف بن عمر [بن على «1» ] بن رسول التّركمانىّ الأصل اليمنىّ صاحب اليمن وابن صاحبها- رحمه الله تعالى- فى شعبان، وتسلطن بعده ولده السلطان الملك الأشرف إسماعيل، وكان الملك الأفضل ولى السلطنة بعد موت أبيه المجاهد فى شهر جمادى الأولى سنة أربع وستين وسبعمائة. ولمّا ولى اليمن خرج في أيامه ابن ميكائيل فوقع له معه وقائع، حتى أباده الأفضل وزالت دولة ابن ميكائيل في أيامه.
وكان الأفضل- رحمه الله شجاعا مهابا كريما وله إلمام بالعلوم والفضائل ومشاركة جيّدة في عدّة علوم وتصانيف منها: «كتاب العطايا «2» السنية في ذكر أعيان اليمنية» و «كتاب نزهة «3» العيون في تاريخ طوائف القرون» و «مختصر تاريخ ابن خلّكان» و «كتاب بغية ذوى الهمم في أنساب العرب والعجم» وكتاب آخر «فى الألغاز الفقهية» وغير ذلك. وكان فيه برّ وصدقة وله مآثر حسنة- رحمه الله تعالى-
بنى مدرسة عظيمة بتعزّ وله أيضا بمكة مدرسة «1» معروفة به بالصفا. وقيل: إن هذه التصانيف المذكورة إنما هي لقاضى تعز رضىّ الدين أبى بكر بن محمد بن يوسف الجرائى الصبرىّ «2» [الناشرى]رحمه الله عمل ذلك على لسان الأفضل- والله أعلم-.
وتوفّى الأمير سيف الدين جركتمر بن عبد الله الخاصّكى الأشرفىّ أحد مقدّمى الألوف بالقاهرة مقتولا في هذه السنة وكان من خواصّ الملك الأشرف هذا ومن أجلّ مماليكه.
وتوفّى السلطان الملك المظفّر فخر الدين داود ابن الملك الصالح صالح ابن الملك المنصور غازى بن ألبى بن تمرتاش بن إيل غازى بن أرتق الأرتقىّ صاحب ماردين وابن صاحبها بماردين في هذه السنة، بعد أن حكمها نحو عشرين سنة وتولّى سلطنة ماردين من بعده ابنه الملك الظاهر مجد الدين عيسى الآتى ذكره في محلّه- إن شاء الله تعالى- وكان الملك المظفر هذا ولى ملك ماردين بعد ابن أخيه الملك الصالح محمود الذي أقام في سلطنة ماردين أربعة أشهر عوضا عن والده الملك المنصور أحمد ابن الملك الصالح صالح وخلع وتسلطن الملك المظفر هذا فأظهر العدل واقتفى أثر والده الملك الصالح في الإحسان إلى الرعية وإصلاح الأمور إلى أن مات- رحمه الله.
وتوفّى في هذه السنة جماعة كبيرة من الأمراء الأشرفية ممن مرّ ذكرهم في أواخر ترجمة الملك الأشرف، قتلوا بالسيف عند كسرة الأشرف من العقبة «1» ، وهم: الأمير «2» سيف الدين أرغون شاه بن عبد الله الجمالىّ الأشرفى أحد مقدّمى الألوف بالديار المصرية وأجلّ أمراء الأشرف، بعد أن قدم معه من العقبة والأمير سيف الدين صرغتمش بن عبد الله الأشرفىّ رأس نوبة في النّوب وأحد مقدّمى الألوف أيضا بالديار المصرية والأمير سيف الدين يلبغا بن عبد الله السابقىّ الأشرفى أحد مقدّمى الألوف أيضا والأمير سيف الدين بشتك بن عبد الله الأشرفىّ أحد مقدّمى الألوف أيضا وهو غير بشتك الناصرى صاحب القصر «3» والحمّام «4» والأمير سيف الدين أرغون ابن عبد الله العزّى الأشرفىّ الأفرم أحد مقدّمى الألوف أيضا وغيرهم من أمراء الطبلخانات والعشرات.
وهؤلاء الذين ذكروا هم أعيان الأشرفية القادمون صحبة أستاذهم الملك الأشرف من العقبة إلى مصر، قتلوا الجميع في ساعة واحدة وأتوا برءوسهم من قبة النصر إلى الأمراء الذين ثاروا بالقاهرة وهم يقولون:«صلّوا على محمّد» ووضعوها بين يديهم.
وقد تقدّم ذكر ذلك كلّه في أواخر ترجمة الملك الأشرف شعبان، وتأتى بقيّة ما وقع فى ترجمة الملك المنصور على ابن الملك الأشرف شعبان هذا.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ستة أذرع واثنتا عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة تسعة عشر ذراعا وإصبعان. والله أعلم.