الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وخلّف سبع بنات رأيت إحداهنّ بعد سنة عشرين وثمانمائة.
وكانت مدّة سلطنة الملك الأشرف أربع عشرة سنة وشهرين وعشرين يوما، ومات وعمره أربع وعشرون سنة. وقد تقدّم مولده في أوّل ترجمته، ورثاه الشعراء بعد موته بعدّة قصائد وحزن الناس عليه حزنا عظيما وكثر تأسّفهم عليه. وعمل عزاؤه بالقاهرة عدّة أيام. وفيه يقول الشيخ شهاب الدين أحمد بن العطار:[البسيط]
للملك الأشرف المنصور سيّدنا
…
مناقب بعضها يبدو به العجب
له خلائق بيض لا يغيّرها
…
صرف الزمان كما لا يصدأ الذهب
وقال غيره: [الزجل]
كوكب السعد غاب من القلعه
…
وهلا لو قد انطفا بأمان
وزحل قد قارن المرّيخ
…
لكسوف شمس الضّحى شعبان
[ما وقع من الحوادث سنة 765]
السنة الأولى من سلطنة الملك الأشرف شعبان بن حسين على مصر. وهي سنة خمس وستين وسبعمائة على أنه حكم في السنة الماضية من شعبان إلى آخرها.
وفيها (أعنى سنة خمس وستين) توفّى الشيخ الإمام العالم ناصر الدين محمد بن أحمد بن عبد العزيز القونوىّ الحنفىّ الشهير بابن الرّبوة- رحمه الله كان إماما عالما بارعا خطيبا فصيحا فقيها مناظرا أفتى ودرّس وأعاد وشرح «الفرائض «1» السراجيّة» و «كتاب المنار» وله عدّة مصنّفات أخر ومات بدمشق في هذه السنة وقيل «2» فى الخالية.
وتوفّى قاضى القضاه نجم الدين عبد الرحيم ابن القاضى شمس الدين إبراهيم بن شرف الدين هبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن المسلم بن عبد الله بن حسّان المعروف بالبارزىّ الجهنىّ الحموىّ الشافعىّ قاضى قضاة حماة بها، بعد أن ولى قضاءها ستّا وعشرين سنة وكان مشكور السّيرة في أحكامه- رحمه الله.
وتوفّى الأديب عزّ الدين أبو محمد الحسن بن علىّ بن الحسن بن علىّ العبّاسىّ الشهير بابن البنّاء الحلبىّ الشاعر المشهور؛ قدم إلى حلب وبها مات، وسنّه زيادة على سبعين سنة. ومن شعره قصيدة أوّلها:[الرجز]
أنفقت عمرى في رجاء وصلكم
…
والعصر إنّى بكم في خسر
وتوفّى القاضى شهاب الدين أحمد ابن الصاحب جمال الدين محمد ابن الصاحب كمال الدين عمر بن أحمد الحنفىّ الحلبىّ الشهير بابن العديم بحلب، عن بضع وسبعين سنة. وكان فقيها عارفا بالتاريخ والأدب.
وتوفّى الأمير سيف الدين قطلوبغا الأحمدىّ نائب حلب بها عن نيّف وثلاثين سنة- رحمه الله وكان أميرا جليلا شجاعا كريما، نشأ في السعادة وولى نيابة حلب مرّتين.
وتوفّيت خوند «1» طولوبيه الناصريّة التّتريّة، زوجة السلطان الملك الناصر حسن.
ثم من بعده زوجة مملوكه يلبغا العمرىّ في الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر.
ودفنت «2» بتربتها التي أنشأتها بجوار تربة خوند طغاى الناصريّة أمّ آنوك خارج باب البرقيّة بالصحراء، وكانت من أجمل نساء عصرها.
وتوفّى القاضى تاج الدين أبو عبد الله محمد بن بهاء الدين إسحاق بن إبراهيم السّلمىّ المناوىّ الشافعىّ خليفة الحكم بالديار المصرية وقاضى العسكر، ووكيل بيت المال والخاصّ بها في يوم الجمعة سادس شهر ربيع الآخر.
وتوفّى القاضى صلاح الدين عبد الله بن عبد الله بن إبراهيم البرلّسىّ المالكىّ محتسب القاهرة بها في يوم الخميس خامس عشرين صفر وهذا المحتسب هو الذي أمر المؤذّنين أن يقولوا في ليلة الجمعة بعد أذان العشاء الآخرة، وقبل الفجر:«الصلاة والسلام عليك يا رسول الله» فاستمرّ ذلك إلى سلطنة الملك الظاهر برقوق، أمر محتسب القاهرة نجم الدّين الطّنبذىّ أن يقولوا ذلك عقيب كلّ أذان إلّا المغرب، واستمرّ ذلك أيضا إلى يومنا هذا، على ما سنبيّنه في وقته- إن شاء الله تعالى- ونذكر سببه، ولم يكن قبل ذلك إلّا الأذان فقط.
وتوفّى قاضى مكّة تقىّ الدين محمد بن أحمد بن قاسم العمرىّ الحرازىّ «1» الشافعىّ معزولا.
وتوفّى بالمدينة النبويّة- على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- الحافظ عفيف الدين أبو السيادة عبد الله بن محمد بن أحمد بن خلف في سادس عشرين شهر ربيع الأوّل- رحمه الله وكان إماما حافظا متقنا سمع الكثير ورحل البلاد وكتب وحصّل.
وتوفّى السلطان الملك الصالح شمس الدين صالح ابن الملك المنصور نجم الدين غازى ابن الملك المظفر قرا أرسلان ابن الملك السعيد غازى بن أرتق بن أرسلان ابن «2» إيل بن غازى بن ألبى بن تمرداش بن إيل بن غازى بن أرتق الأرتقىّ صاحب