الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَخمْس مائَة وَالْآخر مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله أَبُو سعيد الجاواني الحلوّى وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وسوف يمرّ بك فِي تراجم هَذَا الْكتاب من الْأَسْمَاء والكنى وَالنّسب والمذاهب والصناعات وَغَيرهَا مَا تشاهد مِنْهُ الْعجب
(الْفَصْل السَّادِس)
(فِي الهجاء)
وَهُوَ معرفَة وضع الْخط ورسمه وَحذف مَا حذف وَزِيَادَة مَا زيد وإبدال مَا أبدل واصطلاح مَا تواضع عَلَيْهِ الْعلمَاء من أهل الْعَرَبيَّة والمحدثين وَالْكتاب وَهَذَا الْبَاب جليل فِي نَفسه قلّ من أتقنه والمحدث والمؤرخ شَدِيد الْحَاجة إِلَيْهِ فاذكر هَهُنَا مهمّ هَذَا الْبَاب فَأَقُول اكثر مَا تجرى أوضاع الْكِتَابَة الَّتِي تحْتَاج إِلَى الْبَيَان فِي الْهمزَة وَالْألف وَالْوَاو وَالْيَاء الْهمزَة همزتان همزَة قطع وهمزة وصل فهمزة الْقطع ان كَانَت مَضْمُومَة أَو مَفْتُوحَة اَوْ مَكْسُورَة وَوَقعت أَولا فِي اسْم أَو فعل أَو حرف كتبت ألفا نَحْو أَحْمد وأبلم وأثمد أَو أَخذ وَأكْرم واستخرج أَو إِن ّوأنّ وَزَاد بَعضهم إِن جعل عَلامَة الْهمزَة وحركتها فِي الضَّم وَالْفَتْح من فَوق الْألف وَفِي الجرّ من تَحت الْألف فان وَقعت الْهمزَة حَشْوًا فان كَانَت سَاكِنة فِي نفس الْكَلِمَة كتبت حرفا من جنس الْحَرَكَة الَّتِي قبلهَا نَحْو سُؤْر وراس وبئر وَأَن كَانَت متحركة فان كَانَ مَا قبلهَا سَاكِنا كتبت على نَحْو حَرَكَة نَفسهَا نَحْو ارؤس وارأف واسئر وَأَن كَانَ مَا قبلهَا متحركاً فان كَانَ مضمومًا أَو مَفْتُوحًا أَو مكسوراً فالمضموم تكْتب همزته الْمَفْتُوحَة والمضمومة واواً نَحْو جُؤَن وذؤوب والمفتوح تكْتب همزته على جنس حَرَكَة نَفسهَا نَحْو لؤم وَسَأَلَ وسئم والمكسور تكْتب همزته يَاء نَحْو سُئِلَ وان وَقعت الْهمزَة)
طرفا فان كَانَ مَا قبلهَا سَاكِنا لم تثبت لَهَا صُورَة نَحْو الخبء والدفء والجزء وَبَعْضهمْ كتبهَا أَن وَقعت طرفا فِي الْمُضَاف على جنس حَرَكَة مَا قبلهَا نَحْو هَذَا امْرُؤ الْقَيْس وَرَأَيْت امْرأ الْقَيْس ومررت بامرئ الْقَيْس وَكَذَا إِذا اتَّصَلت الْهمزَة المتطرفة بضمير مثل هَذَا جزؤه وَرَأَيْت جزأه ومررت بجزئه وَبَعْضهمْ حذفهَا وَاسْتغْنى بالضبط فان كَانَت فَاء الْفِعْل همزَة واتصلت بِكَلَام قبلهَا كتبت بعْدهَا على الصُّورَة الَّتِي يبتدأ فِيهَا بِالْهَمْزَةِ نَحْو قلت لَهُ ائْتِ زيدا وَالَّذِي اوتمن
وان وَقعت الْهمزَة بعد مُدَّة فان كَانَت فِي منصرف كتبت فِي الْمَنْصُوب ألفا فَتَقول لبست قباأ وشريت كساأ بِأَلفَيْنِ وكتبت فِي الْمَرْفُوع وَالْمَجْرُور وَغير المنصرف بِأَلف وَاحِدَة نَحْو هَذَا رِدَاء وسوداء ومررت بكساء وحمراء فان كَانَ الْمَمْدُود مثنى كتب على مَا تلفظ بِهِ تَقول هَذَانِ كساآن وابتعت كسااين وان أضيف الْمَمْدُود إِلَى مُضْمر رفعته بواو ونصبته بِأَلف وجررته بياء
فَتَقول هَذَا عطاؤك وكملت عطاأك وَالْأَحْسَن حذفهَا فِي حَالَة النصب فَتَقول كملّت عطاءك وَفِي الجرّ تَقول وصلت إِلَى عطائك وَأما همزَة الْوَصْل فقد حذفت فِي مَوَاضِع مِنْهَا إِذا اتَّصَلت باسم الله تَعَالَى خَاصَّة نَحْو بِسم الله لِكَثْرَة دورها فِي الْكَلَام وَلم يَفْعَلُوا ذَلِك فِي بَاقِي أَسمَاء الله الْحسنى فِي مثل باسم رَبك وباسم الرَّحْمَن وَأَجَازَ الْكسَائي الْحَذف فِي هَذَا فان اتَّصَلت بِغَيْر الْبَاء لم تحذف كاسم الله ولاسم الله وَمِنْهَا همزَة إِبْنِ إِذا مَا وَقعت بَين علمين فتكتب أَحْمد بن مُحَمَّد فان كَانَت بَين غير علمين كعلم وكنية وَبِالْعَكْسِ أَو غير الكنية فتكتب مُحَمَّد ابْن أبي بكر وَمُحَمّد ابْن جمال الدّين وَمُحَمّد ابْن الْأَمِير وَغَيره وَبَعْضهمْ أجراها على الْحَذف فِي هَذِه المواطن وَلَا أرضاه فان وَقع ابْن أول السطر وَهُوَ بَين علمين اثبتت أَلفه وَبَعْضهمْ أجراه فِي ابْنة فَقَالَ فَاطِمَة بنة مُحَمَّد وَلَا أرَاهُ لقلته ولإلباسه
الْألف حذفت فِي يَا حرف النداء نَحْو يرسول الله لِكَثْرَة دوره فِي الْكَلَام وَلم تحذف فِي يَا مُحَمَّد يَا جبال يَا رحمان وحذفوا ألف المنادى الْعلم من أَوله نَحْو يَا براهيم يَا سمعيل يَا سرائيل وحذفوها فِي الْأَعْلَام مثل الْحَرْث وخلد وَإِبْرَاهِيم واسماعيل وَإِسْحَق وهرون ومروان وسليمن وعثمن وحذفوها فِي السَّمَوَات وَمن ثلثة وثلثين وثمنية وثمنين وحذفوا ألف الِاسْتِفْهَام فِي نَحْو عَم وفيم وحتام وَألف هَؤُلَاءِ أُولَئِكَ وَهَذَا وهذاك وَهَكَذَا وَالسّلم ومسئلة وَالْقيمَة والمملئيكة وسبحنة وَهَاهُنَا وَحِينَئِذٍ وليتئذ وساعتئذ وزيدت فِي الْأَفْعَال الْمَاضِيَة والمضارعة الْمُتَّصِلَة بالضمائر فِي مثل قَامُوا وَلم يقومُوا فرقا بَين فعل الْجَمَاعَة والمفرد فِي)
مثل هُوَ يَغْزُو وَيَدْعُو ويحدو وَرَأَيْت جمَاعَة لم يزِيدُوا هَذِه الْألف وَكَتَبُوا قَالُوا وَلم يقولو بِغَيْر ألف فيهمَا اتكالاً على بَيَان الْقَرَائِن من سِيَاق الْكَلَام وَلم يثبتها الْمُحَقِّقُونَ وَلكنهَا فِي رسم
الْمُصحف الْكَرِيم وَقَالُوا مائَة ومائتان فرقا بَين مئة ومئين جمع مائَة وَبَين مَا ذكر
الْوَاو حذفت فِي مثل دَاوُد وَطَاوُس وناوس ويؤده ويسؤه وينؤه والمؤدة وَهِي ثَلَاث واوات وزيدت فِي مثل عَمْرو رفعا وجراً فَأَما فِي النصب فَلَا فرق بَينه وَبَين عمر لِأَنَّهُ فِي النصب يكْتب ألفا بَدَلا من التَّنْوِين وَلَا تَنْوِين فِي عمر وَبَعْضهمْ يكْتب عَليّ بن أَبُو طَالب رضي الله عنه ويلفظ بِهِ أبي بِالْيَاءِ وزادوها فِي أُولَئِكَ فرقا بَينهَا وَبَين إِلَيْك كَمَا كتبُوا الصلوة والزكوة والحيوة بِالْوَاو نظرا إِلَى الأَصْل فَإِن أضيفت إِلَى الضَّمِير بِهِ إِلَى اللَّفْظ فَكتب صَلَاتك وزكاتك وحياتك وَبَعْضهمْ أقرّ الْوَاو فِي هَذِه الْحَالة أَيْضا وَأما رسم الْمُصحف فَفِيهِ واوات لم يَكْتُبهَا الْعلمَاء إِلَّا فِي الْمُصحف فَقَط مثل الملؤا وألم يأتكم نبؤا إِبْرَاهِيم والربوأ وجزاواء سَيِّئَة يُونُس وَكَتَبُوا يَا وخي بِالْوَاو حَالَة التصغير لِئَلَّا يبهم بيا أخي مكبراً
الْيَاء اثبتت فِي المنقوص إِذا كَانَ مُعَرفا بِالْألف وَاللَّام نَحْو الداعى والقاضى فَإِن كَانَ نكرَة أَو غير منصرف حذفت الْيَاء فِي الرّفْع والجر نَحْو هَذَا قَاض وَجوَار وتثبتها فِي النصب نَحْو رَأَيْت قَاضِيا وجوارى وَمذهب يُونُس كِتَابَة الْجَمِيع بِالْيَاءِ لِأَن الْخط جَار مجْرى الْوَقْف وَالْأَحْسَن الأول وكل يَاء وَقعت طرفا فِي القافية فَالْأولى حذفهَا كَقَوْلِه الطَّوِيل قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل وَقَوله الوافر وَأَنت على زَمَانك غير زار وَإِن كَانَت للإضافة فَالْأولى اثباتها كَقَوْلِه الطَّوِيل على النَّحْر حَتَّى بل دمعي محملي وَقَول الشَّاعِر الرمل
(أبلغ النُّعْمَان عني مألكا
…
أَنه قد طَال حبسي وانتظاري)
فَمنهمْ من اثْبتْ الْيَاء وَمِنْهُم من حذفهَا وَكَتَبُوا أحديهما بِالْيَاءِ نظرا إِلَى حَالَة تجردها عَن الضَّمِير
وَقد يحْتَاج إِلَى معرفَة مَا وَمن وَلَا وَاللَّام إِذا كَانَت أول كلمة وَدخلت آلَة التَّعْرِيف عَلَيْهَا أما)
مَا إِذا اتَّصَلت بِكَلَام قبلهَا فَمِنْهُ مَا يحسن أَن يُوصل بِهِ وَمِنْه مَا يحسن أَن يفصل عَنهُ وَمِنْه مَا يلْزم وَصله وَمِنْه مَا لَا يحسن فَإِن كَانَت حرفا كتبت مَوْصُولَة نَحْو إِنَّمَا زيد قَائِم وإينما تكن أكن وكأنما زيد أَسد وَكلما وَأما فَإِن كَانَت أسماً مَوْصُولا بِمَعْنى الَّذِي كتبت مفصولة نَحْو إِن مَا فعلت
حسن وَأَيْنَ مَا وَعَدتنِي بِهِ فَأَما إِذا اتَّصَلت بحروف الْجَرّ فَلَا تكْتب إِلَّا مَوْصُولَة نَحْو بِمَا وَلما وَفِيمَا وَمِمَّا وَعَما وَأما من فَكَذَلِك نَحْو بِمن وفيمن وَعَمن وَمِمَّنْ وَلمن وَأما لَا فقد كتبوها مَعَ كي مَوْصُولَة ومفصولة نَحْو كي لَا وَكيلا وَإِن اتَّصَلت بِأَن الناصبة للْفِعْل حذفت النُّون وادغمت فِي لَام لَا نَحْو أُرِيد أَلا تفعل كَذَا فَإِن كَانَت الْخَفِيفَة من أَن الثَّقِيلَة فصلت فِي مثل قَوْله تَعَالَى أَفلا يرَوْنَ أَن لَا يرجع إِلَيْهِم قولا طه فَأَما إِذا دخلت لَا على أَن الشّرطِيَّة فَالْأولى فصلها كَقَوْلِه تَعَالَى إِلَّا تفعلوه الْأَنْفَال وَقد كتبُوا لِئَلَّا جملَة وَاحِدَة وَهِي ثَلَاثَة أَلْفَاظ لَام كي وَأَن الناصبة وَلَا النافية لِأَن اللَّام لَا تقوم بِنَفسِهَا فوصلت بِأَن ووصلت أَن بِلَا لِأَنَّهَا ناصبة وكتبت همزتها يَاء للكسرة قبلهَا وادغموا النُّون فِي اللَّام وَأما اللَّام فَكل كلمة أَولهَا لَام وَدخلت آلَة التَّعْرِيف ادغمت فِيهَا لفظا واظهرت خطا نَحْو اللَّيْل وَاللَّحم واللجام وَقد كتبت المغاربة الَّيْلِ على رسم الْمُصحف وَلم يَسْتَعْمِلهُ أهل الْمشرق وَأما الَّذِي فَإِنَّهُم كتبوها بلام وَاحِدَة طلبا للاختصار لِكَثْرَة دورها بِخِلَاف اللَّذين مثنى الَّذِي واللتين مثنى الَّتِي لِأَنَّهُمَا أقل وقوعاً من الَّذِي وَالَّذين جمعا وَالَّتِي
تَنْبِيه لَا يكْتب الْمُضَاف فِي آخر السطر الأول ويبتدأ بالمضاف إِلَيْهِ فِي السطر الثَّانِي كَعبد الله وَأبي بكر والمغاربة يَفْعَلُونَ ذَلِك وَلَيْسَ بِحسن وأبلغ من هَذَا أَن يكتبوا الْكَلِمَة الْوَاحِدَة مفصولة الْحُرُوف فِي السطرين كالزاي وَالْيَاء وَالدَّال وَالْوَاو فِي السطر الأول آخرا وَالنُّون من تَتِمَّة زيدون فِي أول السطر الثَّانِي وَهُوَ أقبح من الأول
قَاعِدَة لَا تنقط الْقَاف وَلَا النُّون وَلَا الْيَاء إِذا وقعن أَوَاخِر الْكَلم برهانه أَن الأعجام إِنَّمَا أَتَى بِهِ للفارق فَإِن صُورَة الْبَاء وَالتَّاء والثاء والحاء وَالْخَاء وَالدَّال والذال متشابهة وَالْقَاف وَالنُّون وَالْيَاء آخر الْكَلِمَة لَا تشبهها صُورَة أُخْرَى أما إِذا وقعن فِي بعض الْكَلِمَات وَجب نقطهن لِأَن الْفَارِق بَطل
تذنيب رَأَيْت أَشْيَاخ الْكِتَابَة لَا يشكلون الْكَاف إِذا وَقعت آخرا وَلَا يكتبونها مجلسة أما إِذا وَقعت أَولا فِي بعض الْكَلِمَة حَشْوًا فَإِنَّهُم يجلسونها ويشكلونها بردة الْكَاف ورأيتهم لَا يجوزون فِي)
السطر الْوَاحِد أَكثر من ثَلَاث مدات فَأَما الْكَلِمَة نَفسهَا فَلَا يمدون فِيهَا إِلَّا بعد حرفين ويعدون ذَلِك كُله من لحن الْوَضع فِي الْكِتَابَة
تَتِمَّة جرت الْعَادة من قديم الزَّمَان وهلم جرا إِلَى هَذَا الزَّمَان باقتصار الْمُحدثين على الرَّمْز فِي حَدثنَا وَأخْبرنَا وَاسْتمرّ الِاصْطِلَاح عَلَيْهِ لِكَثْرَة دوره فِي الْكَلَام وَهُوَ حسن فيكتبون من حَدثنَا الثَّاء وَالنُّون وَالْألف فَيكون صُورَة مَا بِلَا نقط ويكتبون من أخبرنَا الْألف وَالنُّون وَالْألف فَيكون صُورَة أَبَا بِلَا نقط هَكَذَا فِي الِاثْنَيْنِ بالْعَطْف من الْألف وَلَا تكون إِلَّا مائلة بتدوير غير منتصبة على الاسْتوَاء وَلم يَكفهمْ هَذَا حَتَّى حذفوا قَالَ جملَة كَافِيَة إِذا وَقعت بَين فلَان وَبَين أخبرنَا وَبَعْضهمْ حذفهَا خطا ولفظاً وَالْأَحْسَن حذفهَا خطا واثباتها لفظا