الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(كلفت بِظَبْيٍ وَهُوَ يقطف مشمشاً
…
على سلم فِيهِ اعتصام لهارب)
(كَذَا الْبَدْر لَوْلَا أَنه فِي مسيره
…
رقى درجا لم يتَّصل بالكواكب)
وغالب مقاطيعه الَّتِي فِي الغلمان من الْحسن والجودة فِي هَذِه الطَّبَقَة وَأكْثر ديوانه فِي الغلمان وَمَا أحسن قَوْله مضمنا
(الرجز لم تبداً عارضاه فِي نمط
…
قيل ظلام بضياء اخْتَلَط)
(وَقيل نمل فَوق عاج قد سقط
…
وَقَالَ قوم أَنَّهَا اللَّام فَقَط)
وَقَوله الْخَفِيف
(لست أنسى غَدَاة قولي لهِنْد
…
لَك تَحت النقاب أحسن خد)
(فثنت عطفها إِلَى وَقَالَت
…
أنقاباً ترَاهُ أم غيم ورد)
وَقَوله الطَّوِيل
(وَفِي حلب الْبِطِّيخ لَيْسَ كجلق
…
فَمَا لدمشق غير زور وتلبيس)
(لنا ابْن كثير شَاهد مَعَ نَافِع
…
وشاهدهم فِي الطّيب لَيْسَ سوى السوس)
وَقَوله الْكَامِل
(سهري من المحبوب أصبح مُرْسلا
…
وَأرَاهُ مُتَّصِلا بفيض مدامعي)
(قَالَ الحبيب بِأَن ريقي نَافِع
…
فاسمع رِوَايَة مَالك عَن نَافِع)
3 -
(النُّور الأسعردي)
)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَقيل مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الصَّمد بن رستم الأسعردي نور الدّين أَبُو بكر الشَّاعِر ولد سنة تسع عشرَة وست مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة وَكَانَ من كبار شعراء الْملك النَّاصِر وَله بِهِ اخْتِصَاص وَله ديوَان شعر مَشْهُور وَغلب عَلَيْهِ المجون وأفرد هزلياته من شعره وَجَمعهَا وسمى ذَلِك سلافة الزرجون فِي الخلاعة والمجون وَضم إِلَيْهَا أَشْيَاء من نظم غَيره وَكَانَ شَابًّا خليعاً يجلس تَحت السَّاعَات واصطفاه النَّاصِر وَحضر مجْلِس شرابه فَخلع عَلَيْهِ لَيْلَة قبَاء وعمامة بِطرف مَذْهَب فَأتي بهما من الْغَد وَجلسَ تَحت السَّاعَات مَعَ الشُّهُود أَنْشدني الشَّيْخ شمس الدّين وَغَيره من أشياخي قَالُوا أنشدنا الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الدمياطي قَالَ أَنْشدني النُّور الأسعردي لنَفسِهِ الْكَامِل
(وَلَقَد بليت بشادن إِن لمته
…
فِي قبح مَا يَأْتِيهِ لَيْسَ بِنَافِع)
(متبذل فِي خسة وجهالة
…
ومجاعة كشهود بَاب الْجَامِع)
وَحضر لَيْلَة عِنْد النَّاصِر مجْلِس أنس وَكَانَ فِيهِ شرف الدّين ابْن الشيرجي وَكَانَ الْحَيّ فَقَامَ ابْن الشيرجي فَقضى شغله وَعَاد فَأَشَارَ إِلَيْهِ السُّلْطَان بصفع النُّور الأسعردي فصفعه فَلَمَّا فعل ذَلِك نزلت ذقنه على كتف النُّور لما انحنى لصفعه فَأَمْسكهَا بِيَدِهِ وَأنْشد فِي الْحَال الْخَفِيف
(قد صفعنا فِي ذَا الْمحل الشريف
…
وَهُوَ إِن كنت تَرْتَضِي تشريفي)
(فأرث للْعَبد من مصيف صفاع
…
يَا ربيع الندى وَإِلَّا خري فِي)
مَا أحسن مَا أُتِي بِهَذَا المنادى هُنَا ليرشح التورية بَين الرّبيع والخريف وَقَوله وَإِلَّا خري فِي من أحسن مَا يكون من الْإِشَارَة بِقَرِينَة إِمْسَاكه ذقن الصافع لَهُ وَقد ظرف غَايَة وأضر قبل مَوته فَقَالَ الْبَسِيط
(قد كنت من قبل فِي أَمن وَفِي دعة
…
طرفِي يرود لقلبي رَوْضَة الْأَدَب)
(حَتَّى تلقبت نور الدّين فانعمشت
…
عَيْني وحول ذَاك النُّور للقب)
وَقَالَ فِي أَبْيَات الوافر
(سَأَلت الله يخْتم لي بِخَير
…
فَعجل لي وَلَكِن فِي عيوني)
وَأخذ مِنْهُ الكحال ذَهَبا بِنَاء على أَن يُبرئ عينه من الْأَلَم فَلم يتَّفق ذَلِك فَقَالَ الْكَامِل
(عجب لذا الكحال كَيفَ أضلني
…
وَلكم أضلّ بميله وبمينه)
(ذهب اللَّئِيم بناظري وَمَا رثى
…
لأخي الأسى إِذْ رَاح مِنْهُ بِعَيْنِه)
)
(أأصاب مِنْهُ فِي ثَلَاثَة أعين
…
هَذَا لعمركم الصغار بِعَيْنِه)
الثَّالِث مضمن أول بَيت من شَوَاهِد الْعَرَبيَّة تَمَامه الْكَامِل لَا أم لي إِن كَانَ ذَاك وَلَا أَب والنور الأسعردي أَخذ هَذَا الْمَعْنى من قَول القَاضِي الْفَاضِل المنسرح
(رجل توكل لي واكحلني
…
ففجعت فِي عَيْني وَفِي عَيْني)
وَقَالَ النُّور أَيْضا السَّرِيع
(يَا سائلي لما رأى حالتي
…
والطرف مني لَيْسَ بالمبصر)
(لغستت أحاشيك ولكنني
…
سمحت بالعينين لِلْأَعْوَرِ)
أَخذه من قَوْلهم تصدق بنظره على ذكره وَقَالَ أَيْضا
(السَّرِيع فِي هَذَا الورى حِكْمَة
…
وأنعم أعيت على الحاصر)
(عوضني وَالله ذُو رَحْمَة
…
عَن ناظري الباصر بالناصر)
وَقَالَ يضمن قَول الشريف الرضى الْخَفِيف
(قلت إِذْ نَام من أحب وَأبْدى
…
ضرطة آذَنت لشملي بِجمع)
(فَاتَنِي أَن أرى الديار بطرفي
…
فلعلي أرى الديار بسمعي)
وَقَالَ يضمن قَول أبي الطّيب
(الطَّوِيل سباني معسول المراشف عاسل المعاطف مصقول السوالف مائد)
(يروم على إردافه الخصر مسعداً
…
إِذا عظم الْمَطْلُوب قل المساعد)
وَقَالَ أَيْضا الْبَسِيط
(سمحت بيعا لمملوك يعاندني
…
وَلَو أَرَادَ رضاتي مَا تعداني)
(قَالُوا أينسب للعلان قلت لَهُم
…
مَا كنت بَائِعه لَو كَانَ علاني)
وَقَالَ ملغزاً فِي الطست والإبريق وظرف مَا شَاءَ مجزوء الْكَامِل
(وَذَات بطن فارغ
…
تحمل فِيهِ ابْنهَا)
(حَتَّى إِذا فَارق فِي ال يَوْم مرَارًا بَطنهَا)
(يصب فِيهَا مَاءَهُ
…
بِآلَة كَأَنَّهَا)
وَقَالَ وَهُوَ ظريف الْكَامِل)
(كم رام أيرى جرح جُحر معذبي
…
بالطعن فِيهِ عِنْد جد مراسه)
(حَتَّى تجرح رَأسه فأعجب لَهُ
…
طلع الَّذِي فِي قلبه فِي رَأسه)
وَقَالَ أَيْضا الْخَفِيف
(قلت يَوْمًا للزين هَل تثبت الْبَعْث وتنفي أنكارهم للحشر)
(قَالَ أثبت قلت ذقنك فِي أستي
…
قَالَ أنفي فَقلت فِي وسط جحري)
وَقَالَ أَيْضا الْبَسِيط
(لما ثنى جيده للسكر مُضْطَجعا
…
وَهنا وَلَوْلَا شَفِيع الراح لم ينم)
(دببت لَيْلًا عَلَيْهِ بعد هجعته
…
سكرا فَقل فِي دَبِيب النُّور فِي الظُّلم)