الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغندجاني اللّغَوِيّ النسّابة قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وغندجان بلد قَلِيل المَاء لَا يخرج مِنْهُ إلاّ أديب أَو حَامِل سلَاح وَكَانَ الْأسود صَاحب دنيا وثروة وَكَانَ مُسْتَنده فِيمَا يرويهِ عَن مُحَمَّد بن أَحْمد أبي النّدى وَهُوَ رجلٌ مجهولٌ وَكَانَ ابْن الهبَّاريَّة أَبُو يعلى الشَّاعِر يعيَّره بذلك وَيَقُول لَيْت شعري من هَذَا الْأسود الَّذِي قد وضَّف نَفسه على الردّ على الْعلمَاء وتصدّى للأخذ على الْأَئِمَّة القدماء بِمَاذَا يصحِّح قَوْله وَيبْطل قَول الْأَوَائِل وَلَا تعويل لَهُ فِيمَا يرويهِ إلاّ على أبي النَّدى وَمن أَبُو النَّدى فِي الْعَالم لَا شيخٌ مشهورٌ وَلَا ذُو علمٍ مَذْكُور وَكَانَ الْأسود لَا يقنعه أَن يردَّ على أَئِمَّة الْعلم ردّاً جميلاً حَتَّى يَجعله من بَاب السخريَّة والتهكم والظَّنِّ بهم وَيُقَال أَنه كَانَ يتعاطى تسويد لَونه ويدَّهن بالقطران وَيقْعد فِي الشَّمْس ليحقق لنَفسِهِ التلقيب بالأعرابي وَكَانَ قد رزق فِي أَيَّامه سَعَادَة لِأَنَّهُ كَانَ فِي كنف الْوَزير أبي مَنْصُور بهرامٍ وَزِير الْملك أبي كاليجار فَكَانَ إِذا صنَّف كتابا جعله باسمه وَكَانَ يفضل عَلَيْهِ إفضالاً جمَّاً قَالَ ياقوت صنّف فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وأربعمئة وقرىء عَلَيْهِ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وأربعمئة وَله كتاب السَّلِّ والسَّرقة كتاب فرحة الأديب فِي الردّ على يُوسُف بن أبي سعيدٍ السِّيرافي فِي شرح أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ كتاب ضالَّة الأديب فِي الردّ على ابْن الْأَعرَابِي فِي النَّوَادِر الَّتِي رَوَاهَا ثَعْلَب قيد الأوابد فِي الردّ على السِّيرافي فِي شرح أَبْيَات إصْلَاح الْمنطق الردّ على النَّمري فِي شرح مُشكل أَبْيَات الحماسة كتاب نزهة الأديب فِي الردِّ على أبي عليّ فِي التَّذْكِرَة كتاب الْخَيل مرتَّب على حُرُوف)
المعجم كتاب أَسمَاء الْأَمَاكِن
3 -
(الْفَقِيه ابْن البنّاء)
الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله بن الْبناء الْفَقِيه أَبُو عَليّ المقرىء المحدّث الحنبليُّ ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وثلاثمئة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وأربعمئة قَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْحسن الحمامي وَغَيره وَسمع من ابْن بَشرَان وَغَيره وتفقه على القَاضِي أبي يعلى وصنَّف
فِي كل فنٍّ وَبَلغت تصانيفه مائَة وَخمسين كتابا مِنْهَا شرح الْإِيضَاح لأبي عَليّ قَالَ السَّمْعَانِيّ سَمِعت أَبَا الْقَاسِم ابْن السَّمرقندي يَقُول كَانَ واحدٌ من أَصْحَاب الحَدِيث اسْمه الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله النَّيْسَابُورِي وَكَانَ قد سمع الْكثير وَكَانَ ابْن الْبناء يكشط من التسميع بوري ويمدّ السِّين وَقد صَار الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله إِبْنِ البنَّاء قَالَ كَذَا قيل أَنه كَانَ يفعل قَالَ أَبُو الْفرج وَهَذَا القَوْل بعيدٌ من الصِّحَّة فَإِنَّهُ قَالَ كَذَا قيل وَلم يحك عَن علمه بذلك وَلَا يثبت هَذَا وَالثَّانِي أَن الرجل مكثرٌ وَلَا يحْتَاج إِلَى الاستزادة لما يسمع ومتدينٌ وَلَا يحسن أَن يظنَّ بالمتديّن الْكَذِب وَالثَّالِث أَنه قد اشتهرت كَثْرَة رِوَايَة أبي عَليّ ابْن الْبناء فَأَيْنَ هَذَا الرجل الَّذِي يُقَال لَهُ الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله النَّيْسَابُورِي وَمن ذكره وَمن يعرفهُ وَمَعْلُوم أَن اشتهار سَمَاعه لَا يخفى
انْتهى قلت قد رَأَيْت محبّ الدّين بن النجار ذكر فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله النَّيْسَابُورِي الصّوفي وَقَالَ سمع الْكثير من أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عمر الحمامي المقرىء وَأَمْثَاله وروى الْخَطِيب عَنهُ كثيرا فِي التَّارِيخ وفياتٍ وَغَيرهَا ثمَّ ذكر بعده تَرْجَمَة ابْن الْبناء وَقَالَ أخبرنَا جَعْفَر بن عَليّ المقرىء بالاسكندرية قَالَ أخبرنَا أَبُو طَاهِر السِّلفي قَالَ سَأَلت أَبَا غَالب شُجَاع بن فارسٍ الذهليَّ عَن أبي عَليّ الْحسن بن الْبناء فَقَالَ كَانَ أحد الْقُرَّاء المجوّدين والشيوخ الْمَذْكُورين سمعنَا مِنْهُ قِطْعَة صَالِحَة من حَدِيثه وتصانيفه وَلَا أذكر عَنهُ أَكثر من هَذَا قَالَ السِّلفي كَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى ضعفه ثمَّ ذكر ابْن النجار شَيْئا آخر يُؤَيّد قَول ابْن السَّمعاني وَكتب إِلَيْهِ بعض أَصْحَابه قَول الْخَلِيل بن أَحْمد من الْبَسِيط
(إِن كنت لست معي فالذكر مِنْك معي
…
يراك قلبِي وَإِن غيِّبت عَن نَظَرِي)
(الْعين تبصر مَا تهوى وتفقده
…
وباطن الْقلب لَا يَخْلُو من النّظر)
فَكتب أَبُو عَليّ ابْن الْبناء لنَفسِهِ من الطَّوِيل
(إِذا غيِّبت أشباحنا كَانَ بَيْننَا
…
رسائل صدقٍ فِي الضَّمِير تراسل)
)
(وأرواحنا فِي كلِّ شرقٍ ومغربٍ
…
تلاقي بإخلاص الوداد تواصل)
(وثمّ أمورٌ لَو تحققت بَعْضهَا
…
لَكُنْت لنا بالعذر فِيهَا تقَابل)
(وَكم غَائِب فِي الصَّدر مِنْهُ مسلِّم
…
وَكم زائرٍ فِي الْقلب مِنْهُ بلابل)
(فَلَا تجزعن يَوْمًا إِذا غَابَ صاحبٌ
…
أمينٌ فَمَا غَابَ الصَّديق المجامل)
وَقَالَ ابْن الْبناء أذكرني أَبُو بكر الْخَطِيب فِي تَارِيخه بالصِّدق أَو بِالْكَذِبِ فَقَالُوا مَا ذكرك فِي التَّارِيخ أصلا فَقَالَ ليته