الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْعَلَاء الْحَافِظ الْعَطَّار كَانَ إِمَام همذان فِي عُلُوم الْقرَاءَات والْحَدِيث وَالْأَدب والزهد وَحسن الطَّرِيقَة والتمسُّك بالسنن قَرَأَ الْقُرْآن بأصبهان على أبي عَليّ الحدَّاد وَغَيره وبواسط على أبي الْعِزّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن القلانسي وببغداد على البارع الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الديَّاس وعَلى جماعةٍ آخَرين وصنَّف فِي الْقرَاءَات كتبا حَسَنَة وَفِي عُلُوم الْقُرْآن والْحَدِيث وَسمع بِبَلَدِهِ من جمَاعَة وبأصبهان وببغداد وبخراسان وحصَّل الْأُصُول الْكَثِيرَة والكتب الْكِبَار الحسان بالخطوط الْمُعْتَبرَة وحدّث بِأَكْثَرَ مسموعاته وَسمع مِنْهُ الْكِبَار والحفاظ وَرووا عَنهُ وتردَّد إِلَى بَغْدَاد مرّات ثمَّ عَاد إِلَى همذان وَعمل دَارا للكتب وخزانةً وأوقف جَمِيع كتبه فِيهَا وَانْقطع لإقراء الْقُرْآن وَرِوَايَة الحَدِيث إِلَى آخر عمره ومولده سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وأربعمئة وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَسِتِّينَ وخمسمئة قَالَ حفظت كتاب الْجمل للجرجاني فِي النَّحْو فِي يومٍ واحدٍ من الْغَدَاة إِلَى الْعَصْر وَقَالَ حفظت يَوْمًا ثَلَاثِينَ ورقة من الْقِرَاءَة وَكَانَ يَقُول لَو أنَّ أحدا يَأْتِي إليّ بحديثٍ واحدٍ من أَحَادِيث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لم يبلغنِي لملأت فَمه ذَهَبا وَحفظ كتاب الجمهرة لِابْنِ دُرَيْد وَكتاب الْمُجْمل لِابْنِ فَارس وَكتاب النّسَب للزبير بن بكار وصنَّف الْعشْرَة والمفردات فِي الْقرَاءَات وَالْوَقْف والابتداء والتجويد والمئات وَالْعدَد وَمَعْرِفَة الْقُرَّاء وَهُوَ نَحْو الْعشْرين مجلّداً وَله زَاد الْمُسَافِر نَحْو خمسين مجلداً وَجمع بَعضهم كتابا فِي أخباره وأحواله وكراماته وَمَا مدح بِهِ من الشّعْر وَمَا كَانَ عَلَيْهِ وَأورد من ذَلِك ياقوت فِي مُعْجم الأدباء قِطْعَة جَيِّدَة وَكَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة
3 -
(أَبُو الْغَنَائِم المقرىء)
الْحسن بن أَحْمد بن طاهرٍ أَبُو الْغَنَائِم الْبَغْدَادِيّ أحد الْقُرَّاء الْمَشْهُورين قَرَأَ بالرِّوايات على الْمَشَايِخ وَسمع الحَدِيث من أبي يعلى أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن جعفرٍ الحريري وطبقته وَكَانَ رجلا صَالحا وَتُوفِّي سنة خمسين وأربعمئة
النحويُّ الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله النَّحْوِيّ ذكره عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن برهَان الْأَسدي فَقَالَ كَانَ يحسن الْكتاب وَلم يقْرَأ إلاّ الْقَلِيل على الْمُتَأَخِّرين وَكَانَ فِي التصريف نَاقِصا وَفِي فهم الْكتاب صحفياً لِأَنَّهُ لم يقرأه وتتلمذ لَهُ جماعةٌ لَا نباهة لَهُم وَلم يتخرَّجوا حقَّ التَّخْرِيج وروى الحَدِيث)
وَكَانَ ثِقَة ثبتاً عدلا رضى لم يقل فِيهِ إلاّ الْخَيْر وَله كتاب الترجمان فِي النَّحْو غثّ التصريف يحْتَاج إِلَى ترجمان وَقَالَ لي ابْن عُمَيْر الْكِنَانِي النَّحْوِيّ لَهُ كتابٌ لطيفٌ فِي الْألف واللَاّم
النَّيْسَابُورِي الْكَاتِب الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله الْكَاتِب النَّيْسَابُورِي كَانَ كَاتبا
فَاضلا حسن الخطِّ مليح الشّعْر ورد بَغْدَاد مَعَ السُّلْطَان ملكشاه وولاّه العمادة بِبَغْدَاد مدَّةً ثمَّ عَزله أورد لَهُ ابْن النجار فِي ذيله من المديد
(عررٌ لكِنهمْ عررٌ
…
إِن قرنت الْخَبَر بالْخبر)
(بقرٌ لكنّنا لَهُم
…
فِي امْتِثَال الْأَمر كالبقر)
(يشربون الصَّفو من زمنٍ
…
مَا نهنَّى فِيهِ بالكدر)
أَبُو طَاهِر الْحَنَفِيّ الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن عسكرٍ أَبُو طَاهِر الْبَنْدَنِيجِيّ الحنفيُّ البغداديُّ من أَوْلَاد الْقُضَاة والعدول سمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم سعيد بن الْبناء وَغَيره وَكَانَ أديباً فَاضلا لَهُ النّظم والنثر توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وخمسمئة
أَبُو مُحَمَّد الدمغاني الْحسن بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الدّامغاني أَبُو مُحَمَّد أَخُو قَاضِي الْقُضَاة أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد تولَّى الْقَضَاء بِربع الكرخ ولي الْقَضَاء بواسط أَقَامَ بهَا حَاكما إِلَى أَن عزل أَخُوهُ عَن قَضَاء الْقُضَاة وَعَاد إِلَى بَغْدَاد وَلزِمَ منزله ثمَّ أَعَادَهُ أَبُو طَالب روح بن أَحْمد الحديثي لما ولي الْقَضَاء إِلَى قَضَاء وَاسِط فَأَقَامَ بهَا مدَّةً ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد سمع الحَدِيث وَرَوَاهُ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وخمسمئة
الجلاّبي الطَّبَرِيّ الشَّافِعِي الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد الجلَاّبي أَبُو الْحُسَيْن الْفَقِيه الشافعيُّ الطَّبَرِيّ قدم بَغْدَاد وَكَانَ يحضر مجْلِس الْفَقِيه أبي الْقَاسِم عبد الْعَزِيز الدَّاركي ثمَّ درَّس فِي حَيَاته وَكَانَت لَهُ معرفةٌ بِالْحَدِيثِ وَحفظ وحدَّث بِبَغْدَاد عَن أبي عَليّ الْحسن بن أَحْمد الْفَقِيه وَغَيره وَمَات قبل الدَّاركي بسبعة عشر يَوْمًا فِي شهر رَمَضَان سنة خمسٍ وَسبعين وثلاثمئة والجلَاّبي بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد اللَّام وَبعد الْألف بَاء مُوَحدَة)
أَبُو مُحَمَّد ابْن جكينا البرغوث الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جكِّينا أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي عبد الله الشَّاعِر الْبَغْدَادِيّ كَانَ من ظرّاف الشُّعَرَاء الخلعاء وَأكْثر شعره مقطعات ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب وَقَالَ أجمع أهل بَغْدَاد على أَنه لم يرْزق أحدٌ من الشُّعَرَاء لطافة طبعه توفّي سنة ثمانٍ وَعشْرين وخمسمئة وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله فِي تَرْجَمَة أَمِين الدولة ابْن التلميذ واسْمه هبة
الله بن صاعدٍ وَكَانَ البرغوث محدوداً لم ينل بالشعر دنيا وَمن شعره وَكَانَ يلقب بالبرغوث من المديد
(لَا فتضاحي فِي عوارضه
…
سببٌ وَالنَّاس لوَّام)
(كَيفَ يخفى مَا أكابده
…
وَالَّذِي أهواه نمَّام)
وَمِنْه من مجزوء الْكَامِل
(إِن الَّتِي لفتورها
…
فِي قتل عاشقها نشاط)
(عينٌ مخيَّطةٌ لَهَا
…
فِي الْقلب جرحٌ مَا يخاط)
وَمن شعر ابْن جكِّينا من السَّرِيع
(يَا ابْن الْحدانِي بِمَا بَيْننَا
…
من حُرْمَة الصُّحبة والأنس)
(أُرِيد أَن تنظر فِي طالعي
…
وَتظهر السَّعد من النَّحس)
(فَقَامَ فِي الشَّمْس بآلاته
…
يَأْخُذ بالتخمين والحدس)
(وَلَيْسَ يدْرِي وَهِي فِي كفّه
…
أَمن حديدٍ هِيَ أم مسِّ)
(فَقلت أَيْن الشَّمْس قَالَ الْفَتى
…
فِي الثور قلت الثور فِي الشَّمْس)
وَمِنْه من الْكَامِل
(مَا ضرّك الجدراء عي
…
باً حِين عَابَ العائب)
(أيضرُّ وَجهك أَنه
…
بدرٌ عَلَيْهِ كواكب)
وَمِنْه من الْخَفِيف لَيْسَ فِي منزلي وَقد هدم الدَّهْر عناداً عراصه والرُّبوعا هُوَ خالٍ من السرُور وَقد حاط من الْفقر بالفتون جَمِيعًا فتراني فِيهِ إِذا قسم الْغَيْث على النَّاس برَّه متُّ جوعا وَإِذا مَا غسلت أَجْلِس من تَحت ثِيَابِي حَتَّى تجفَّ جَمِيعًا)
وَمِنْه من الْكَامِل
(سلَّمت وَقت غدائه
…
يَوْمًا فَمَا ردَّ السَّلاما)
(من لَيْسَ يشبعني كلَاما
…
كَيفَ يشبعني طَعَاما)
وَمِنْه من المنسرح
(قَالُوا نرَاهَا من بعد مَا ألفت
…
وصلت لحَّ الواشي فبدَّلها)
(فَقلت لَا تنكروا تنقلها
…
فالشمس تجْرِي لَا مستقرّ لَهَا)
وَمِنْه من ابْن العكبري الْوَاعِظ من المنسرح
(أَصبَحت من كلِّ من أعاشره
…
إلاّ الدَّواتيّ نَاقص الحظِّ)
(لأجل هَذَا أعي بمدحهم
…
كالعكبري الْمِسْكِين فِي الْوَعْظ)
(يُعِيد مَا قَالَ أمس فِي غده
…
بِلَا اخْتِلَاف الْمَعْنى وَلَا اللَّفظ)
(حضرت بعض الْأَيَّام مَجْلِسه
…
فَكل مَا قَالَه على حفظي)
وَمِنْه من المنسرح
(الدَّهر مَا تَنْقَضِي عجائبه
…
مَا بَين فرحاته وترحاته)
(فِي كل يَوْم لنا ابْن زانيةٍ
…
يظْهر لَا بدَّ من مداراته)
وَمِنْه من مجزوء الرجز
(وَصَاحب أكلت فِي
…
منزله خمس لقم)
(فَانْقَطَعت جائزتي
…
هَذَا على الكرِّ بكم)
قلت قد مرّ هَذَا بِعَيْنِه فِي تَرْجَمَة شهَاب الدّين أَحْمد بن غانمٍ وَمِنْه من الْخَفِيف
(وكأنَّ الوهاد بالدَّم كاسات
…
عقارٍ فِيهَا الرؤوس حباب)
(كلما ذمَّت العدى مَا أَتَاهُم
…
من عِقَاب أثنت عَلَيْك الْعقَاب)
وَمِنْه من مجزوء الْخَفِيف
(للنُّميري نكهةٌ
…
طَال فِيهَا تحيُّري)
(قلت لما شممتها
…
من خري وسط منخري)
هِيَ أفس إِذا تنفَّس من ألف مبعر وَمِنْه من السَّرِيع)
(مَا بَال أشعاريوقد ضمِّنت
…
مدحكم ترجع بالدلق)
(مَا فِيكُم بخلٌ وَلَا بِي غنى
…
عَن نائلٍ وَالْخَيْر فِي الصِّدق)
(وَلست استبطي ولكنني
…
يَنْقَطِع الْغَيْث فأستسقي)
وَمِنْه من الْكَامِل
(قد بَان لي عذر الْكِرَام فصُّدهم
…
عَن أَكثر الشُّعَرَاء لَيْسَ بِعَارٍ)
(لم يسأموا بذل النوال وَإِنَّمَا
…
جمد النَّدى لبرودة الْأَشْعَار)
وَمِنْه من المنسرح
(تزيد القَوْل فِيهِ أَن لَهُ
…
وردا جنيّاً فِي صفحة الخدِّ)
(فنكرشت عارضاه تشعر أنّ
…
الشّوك لَا بدَّ مِنْهُ للورد)
وَمِنْه من الْخَفِيف
(قيل لي مَا تَقول فِي شعراتٍ
…
رحَّلت حسن ذَلِك الخدِّ عَنهُ)
(ولحوني على تزايد وجدي
…
قلت غطّى شَيْئا بِأَحْسَن مِنْهُ)
(فتلافيت قلبه حِين حانت
…
عارضاه بأنَّني لم أخنه)
وَمِنْه من مجزوء الْكَامِل لما بدا خطّ العذار يزين خدَّيه بمشق وظننت أنَّ سوَاده فَوق الْبيَاض كتاب عتقي فَإِذا بِهِ من سوء حظي عهدةٌ كتبت برقي وَمِنْه من مخلع الْبَسِيط
(ولائمٍ فِي اكتحالي
…
يَوْم استباحوا دم الْحُسَيْن)
(فَقلت دَعْنِي أحقُّ عضوٍ
…
ألبس فِيهِ السَّواد عَيْني)
قلت أحسن مِنْهُ قَول أبي الْحُسَيْن الجزار من السَّرِيع
(وَيعود عَاشُورَاء يذكرنِي
…
رزء الْحُسَيْن فليت لم يعد)
(فليت عينا فِيهِ قد كحلت
…
بمسرَّةٍ لم تخل من رمد)
(ويداً بِهِ لمشاتةٍ خضبت
…
مَقْطُوعَة من زندها بيَدي)
(يومٌ سبيلي حِين أذكرهُ
…
أَن لَا يَدُور الصَّبر فِي خلدي)
)
(أمَّا وَقد قتل الْحُسَيْن بِهِ
…
فَأَبُو الْحُسَيْن أحقُّ بالكمد)
قلت مَا أحسن قَوْله مَقْطُوعَة من زندها بيَدي وَهُوَ جزارٌ لقد ظرَّف إِلَى الْغَايَة وَمن شعر ابْن جكّينا من الْبَسِيط
(يَا من تواضعه للنَّاس عَن ضعةٍ
…
مِنْهُ فَمن أجلهَا بِالْكبرِ يتَّهم)
(قعدت عَن صلَة الرّاجي وَقمت لَهُ
…
وَهَذَا وثوبٌ على الطلَاّب لَا لَهُم)
وَمِنْه من المنسرح
(ومظهرٍ ودَّه لسائله
…
يكفُّ عَنهُ الأطماع بالياس)
(يقوم للنَّاس مكرماً فَإِذا
…
راموا نداه يقوم للنَّاس)