الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَغْدَاد وَنزل بهَا وَجَرت لَهُ حروبٌ وخطوبٌ وكروبٌ بعد موت بو سعيدٍ مَعَ طغاي بن سوتاي وَإِبْرَاهِيم شاه بن سوتاي وَأَوْلَاد تمرتاش وَغَيرهم وَنَصره الله عَلَيْهِم ثمَّ أَنه تزوّج بعد موت بو سعيدٍ بالخاتون دلشاذ ابْنة دمشق خواجا فَهِيَ ابْنة أخي بَغْدَاد وَمَال إِلَى مُلُوك مصر وهادنهم وانتظمت كلمة الْوِفَاق بَينه وَبَين مُلُوك مصر وَكَانَ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بكتب إِلَيْهِ وَترد الرُّسُل بَينهمَا والهدايا وَمَال إِلَى الْمُسلمين ميلًا كثيرا وَجرى فِي أَيَّامه فِي بَغْدَاد الغلاء الْعَظِيم حَتَّى أبيع الْخَبَر على مَا قيل بشح الدَّراهم ونزح النَّاس عَن بَغْدَاد وَعدم مِنْهَا حَتَّى الْوَرق ثمَّ أَنه أظهر الْعدْل والأمن فتراجع النَّاس غليها فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسبعمئة وَفِي أول سنة تسع وَأَرْبَعين توجَّه إِلَى ششتر ليَأْخُذ من أَهلهَا قطيعةً كَانَ قرَّرها عَلَيْهِم فَلَمَّا أَخذهَا وَعَاد وجد نوَّبه قد وجدوا فِي رواق الْعَزِيز بِبَغْدَاد ثَلَاثَة أجباب نُحَاس مثل أجباب الهريسة طول كل جبٍّ مَا يُقَارب الذراعين وَالنّصف وَهِي مَمْلُوءَة ذَهَبا مصريّاً وصوريّاً ويوسفيّاً وَفِي بعضه سكَّة الإِمَام النَّاصِر وَكَانَ وزن ذَلِك أَرْبَعَة آلَاف رطلٍ بالبغدادي يكون ذَلِك مَثَاقِيل خمسمسة ألف مِثْقَال
3 -
(الغياثي الْبَصْرِيّ)
الْحسن بن زدغان بضمِّ الْبَاء الموحّدة وَسُكُون الزَّاي وضمِّ الدّال الْمُهْملَة وَفتح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَبعد الْألف نون ابْن ايلدكز الغياثي الْبَصْرِيّ توفّي بِبَغْدَاد فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من صفر سو تسع وَأَرْبَعين وستمئة أَنْشدني من لَفظه الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أنشدنا للمذكور الْحَافِظ شرف الدّين الدِّمياطي من الْبَسِيط
(يَا حبَّذا ليلةٌ بَات الحبيب بهَا
…
يجلو عليَّ كؤوس الرَّاح فِي الغسق)
فاعجب لبدر دجى يسْعَى بشمس ضحى وفرعه كالدُّجا وَالْفرق كالفلق
(جلَّت مَعَانِيه عَن وصف يُحِيط بهَا
…
فَلَا شَبيه لَهَا فِي الْخلق والخلق)
(نادمته وَسَوَاد الْفَرْع يسترنا
…
لَوْلَا بَيَاض ثنايا ثغره اليقق)
)
(يصغي حَيَاء إِذا عاتبته خجلاً
…
حَتَّى تبلَّلّ صدغاه من الْعرق)
(وتغرب الشَّمْس شمس الراح فِي فَمه
…
فينجلي فَوق خدَّيه سنا الشَّفق)
قلت شعر متوسط وَهَذَا الْمَعْنى متداولٌ وَأحسن مَا فِيهِ قَول الْقَائِل من الْبَسِيط
(يَا صاحبيَّ امزجا كأس المدام لنا
…
كَيْمَا يضيء لنا من نورها الغسق)
(خمرًا إِذا مَا نديمي همَّ يشْربهَا
…
أخْشَى عَلَيْهِ من اللألاء يَحْتَرِق)
(لَو رام يحلف أَن الشَّمْس مَا غربت
…
فِي فِيهِ كذَّبه فِي خدِّه الشَّفق)
3 -
(ابْن بشر الْآمِدِيّ)
الْحسن بن بشر بن يحيى أَبُو الْقَاسِم الآمديُّ النَّحْوِيّ الْكَاتِب
سمع من إِبْرَاهِيم بن عَرَفَة نفطويه النَّحْوِيّ وَغَيره وَأخذ الْعلم عَن الْأَخْفَش والزجَّاج وَابْن دُرَيْد وَغَيرهم وَولي الْقَضَاء بِالْبَصْرَةِ سنة نَيف وَخمسين وثلاثمئة رجلٌ لم يكن عِنْدهم بِمَنْزِلَة من صرف بِهِ لِأَنَّهُ ولي صارفاً لأبي الْحسن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِي فَقَالَ فِيهِ أَبُو الْقَاسِم الْحسن بن بشر الْآمِدِيّ من المتقارب رَأَيْت قلنسية يستغيث من فَوق راسٍ تنادي خذوني وَقد قلقت وَهِي طورا تميل من عَن يسارٍ وَمن عَن يَمِين
(فطوراً ترَاهَا فويق الْقَفَا
…
وطوراً ترَاهَا فويق الجبين)
(فَقلت لَهَا أَي شيءٍ دهاك
…
فردَّت بقول كئيبٍ حَزِين)
(دهاني أَن لست فِي قالبي
…
وأخشى من النَّاس أَن يبصروني)
(وَأَن يعبثوا بمزاحٍ معي
…
وَإِن فعلوا ذَاك بِي قطَّعوني)
(فَقلت لَهَا مرَّ من تعرفين
…
من المنكرين لهذي الشؤون)
(وَمن كَانَ يصفع فِي الدِّين لَا
…
يملّ ويشتد فِي غير لين)
ويسلخ ملاك كيل التَّمام إمّا على صحّةٍ أَو جُنُون
(ففارقها ذَلِك الانزعاج
…
وعادت إِلَى حَالهَا والسُّكون)
وَقَالَ فِي أبي محمدٍ المافرُّوخي وَكَانَ عَالما فَاضلا لَا يجارى لكنه كَانَ تمتاماً وَهُوَ معنى مليحٌ من الْكَامِل
(لَا تنظرنَّ إِلَى تعتقه إِذا
…
رام الْكَلَام وَلَفظه المعتاص)
)
(وَانْظُر إِلَى الحكم الَّتِي يَأْتِي بهَا
…
تشفيك عِنْد تطلّق وخلاص)
(فالدرُّ لَيْسَ يَنَالهُ غوَّاسه
…
حَتَّى يقطع أنفس الغوَّاص)
وَولد أَبُو الْقَاسِم بِالْبَصْرَةِ وَقدم إِلَى بَغْدَاد وَكتب بهَا لأبي جعفرٍ هَارُون بن وَمُحَمّد الضّبي خَليفَة أَحْمد بن هِلَال صَاحب عمان بِحَضْرَة المقتدر ووزارته وَلغيره من بعده وَكتب بِالْبَصْرَةِ لأبي الْحسن أَحْمد وَطَلْحَة ابْني الْحسن بن المثنَّى وبعدهما لقَاضِي الْبَلَد أبي جَعْفَر ابْن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِي على الْوُقُوف الَّتِي تَلِيهَا الْقُضَاة وبحضرته فِي مجْلِس حكمه ثمَّ لِأَخِيهِ أبي الْحسن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد لما ولي قَضَاء الْبَصْرَة ثمَّ أَنه لزم بَيته إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة سبعين وثلاثمئة وَقيل قبل السَّبعين وَقيل سنة إِحْدَى وَسبعين وثلاثمئة وَمن تصانيفه كتاب المؤتلف والمختلف فِي