الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين وَمِمَّا نظمته أَنا فِي ذَلِك قولي
(الشين فِي الشَّيْخ من شين الم بِهِ
…
وَالْيَاء يأس من اللَّذَّات والهمم)
(وَالْخَاء من خامر الْجِسْم الصَّحِيح أَذَى
…
يقصي قواه ويدنيه من الْعَدَم)
وَمن شعر الشَّيْخ تَاج الدّين
(وَلَوْلَا رجاي أَن شملي بعد مَا
…
تشَتت بالبين المشت سيجمع)
(لما بقيت مني بقايا حشاشة
…
تحال على طيف الخيال فتقنع)
وَمِنْه
(عجزت عَن قصَّة الطَّبِيب وَعَن
…
قصَّة أَخذ الشَّرَاب أَن وَصفه)
(وَالْحَال أبدت لمن تميزها
…
تَعَجبا سَاءَ مصدرا وَصفه)
3 -
(الشَّيْخ مُحَمَّد ابْن تَمام مُحَمَّد بن أَحْمد بن تَمام بن كيسَان أَبُو عبد الله الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ)
الْخياط هُوَ الشَّيْخ الْبركَة أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَمام ولد بطرِيق الْحَج سنة أحدى وَخمسين وست ماية وَسمع سنة سِتّ وَخمسين من عمر بن عوة التَّاجِر وَتَمام السروري وَمن ابْن عبد الدايم وَعبد الْوَهَّاب ابْن مُحَمَّد وَمن وَالِده عَن الْقزْوِينِي خرج لَهُ الشَّيْخ شمس الدّين مشيخة فِي جُزْء ضخم وَسمع مِنْهُ خلق كثير واشتهر بالصلاح والتواضع وَطَالَ عمره وَحدث أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ يرتزق من خياطَة الخام وَمِمَّا يفتح عَلَيْهِ وَيطْعم ويؤثر وَكَانَ مليح الْوَجْه بساما لين الْكَلِمَة أمارا بِالْمَعْرُوفِ لَهُ وَقع فِي لقلوب ومحبة فِي الصُّدُور نَشأ فِي تصون وعفاف وتفقه قَلِيلا وَصَحب الأخيار كالشيخ شمس الدّين ابْن الْكَمَال ورافق الْأَمَام شمس الدّين ابْن مُسلم وَالشَّيْخ عَليّ بن نَفِيس وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز يُكرمهُ ويزوره وَيذْهب هُوَ إِلَيْهِ ويشفع عِنْده ومتع بحواسه وابطأ شَيْبه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين روى لنا عَن المؤتمن بن قميرة وَتُوفِّي فِي ثَالِث عشر ربيع الأول سنة أحدى وَأَرْبَعين وَسبع ماية بِمَنْزِلَة وشيعه خلق عَظِيم وَهُوَ أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدّين عبد الله بن تَمام الأديب الْفَاضِل وَسَيَأْتِي ذكره أَن شَاءَ الله تَعَالَى قلت وَقد أجَاز لي أَيْضا بِخَطِّهِ فِي سنة تسع)
وَعشْرين وَسبع ماية بِدِمَشْق
3 -
(مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَالِد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الفارقي الشَّيْخ بدر الدّين ابْن الصَّدْر شمس)
الدّين أجَاز لي مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابرهيم بن حيدرة
ابْن المنجا نَاظر الْجَامِع مُحَمَّد بن أَحْمد بن المنجا الشَّيْخ عز الدّين ابْن الشَّيْخ شمس الدّين التنوخي الْحَنْبَلِيّ نَاظر الْجَامِع الْأمَوِي بِدِمَشْق وَابْن عَم قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين الْحَنْبَلِيّ حسن الشكل والعمة تَامّ الْقَامَة ريض الْأَخْلَاق بسام الثغر فِيهِ رياسة وَسُكُون وَكَانَ جمَاعَة للكتب اقتني مِنْهَا شَيْئا كثيرا وَكَانَ يمِيل إِلَى الشَّافِعِيَّة ويؤثرهم ويحبهم عزل من الْجَامِع بعد مَا كمل عِمَارَته وَعمارَة المأذنة الشرقية وَغَيرهَا من أوقاف الْجَامِع من أحسن مَا يكون وَبَقِي بطالا مُدَّة ثمَّ أَنه تولى الْحِسْبَة بِدِمَشْق فباشرها قَلِيلا قَرِيبا من خَمْسَة أشهر وَتُوفِّي رحمه الله فِي عشْرين جمدى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسبع ماية وَخلف عَلَيْهِ ديوناً كَثِيرَة لم تف بهَا التَّرِكَة ابْن الفوية مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الأسكندراني الصُّوفِي شمس الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الفوية أجتمعت بِهِ غير مرّة بِالْقَاهِرَةِ وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع ماية فِي طاعون مصر وَكَانَ قد نسك آخر عمره وأنشدني كثيرا من شعره فَمن ذَلِك قَوْله
(لي أم من أصلح النَّاس تَدْعُو
…
لي رب السَّمَاء سرا وجهرا)
(جعل الله كل يابسة يَا
…
نور عَيْني بَين كفيك خضرًا)
(فأستجيب الدُّعَاء فِي وَمَا ر
…
دت يداها من الْمَوَاهِب صفرا)
(فَلِذَا لَا أفِيق ظهرا وعصراً
…
سكرة لَا وَلَا عشَاء وفجرا)
وأنشدني أَيْضا لَهُ
(أعجامنا قد أَصبَحت قُلُوبهم
…
وجدا يحب الخانقات خافقه)
(لَا تعجبوا فَكل كلب نابح
…
وَلَا يحب الْكَلْب إِلَّا خائفه)
وأنشدني لَهُ أَيْضا وَقَالُوا الشَّيْخ مجد الدّين شيخ الْجَهَالَة والبلاده فَقلت واوحد فِي اللياط وَفِي القياده وزيدوا أَن أردتم وَشَيخ النحس زَاده)
كتب الْمولى جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة إِلَى شمس الدّين ابْن الفوية
(واحربا من سوالف الخشف
…
والنواعس الوطف)
كم لَك يَا خشف من فَتى وامق لنون صدغيك يعبد الْخَالِق
يَا لَكمَا من رشا وَمن عاشق
(من ذَا وَمن نون صدغ ذَا قل فِي
…
عَابِد على حرف)
سكنت عِنْدِي بَيْتا هُوَ الْقلب وغبت عَن ناظري فَلَا عتب يفديك يَا بدر هايم صب
(بمنزل الْقلب مِنْهُ تستكفي
…
لَا بمنزل الطّرف)
جَادَتْ جفوني بالأدمع الْحمر جود ابْن فضل الأله بالتبر لله مِنْهُ جواد ذَا الدَّهْر
(يمسك جود الحيا عَن الوكف
…
وَهُوَ جايد الْكَفّ)
أنظر لآثار مجده العالي وصنعه بالعدى وبالمال صَنْعَة نَحْو بديعة الْحَال
(فَالْمَال نَحْو العفاة للصرف
…
والعداة للحذف)
ختام ذكر الْعلي بِهِ مسك وان لَفْظِي لفضله سلك وصفي وجدواه لَيْسَ يَنْفَكّ فَلَيْسَ يخلى يدايمن عرفأو علاهُ من وصف وأغيد زَارَهُ مخالفه وَعَاد بعد الجفا يساعفه وَقَالَ لما مَشى يكاثفه)
(أصبح بعد الْجفَاء وَالْخلف
…
كالطراز على كَتِفي)
فَكتب الْجَواب إِلَيْهِ عَن ذَلِك
(زهر أم الزهر يَانِع القطف
…
من كمايم السجف)
رياض حسن قد راضها الدل من ورد خد فِيهِ الحيا طل وآس صدغ فِيهِ الحيا ظلّ
(كَفَفْت عَن هصر زهرها كفي
…
إِذْ رعيت بالطرف)