الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
(ابْن جَعْفَر)
مُحَمَّد بن جَعْفَر بن آبي طَالب بن عبد الْمطلب بن هَاشم كَانَ مَعَ أَخِيه مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق فَلَمَّا هزم ابْن أبي بكر اختفى فَدلَّ عَلَيْهِ رجل من عك ثمَّ من غافق فلحق بفلسطين فلجأ إِلَى رجل من أَخْوَاله خثعم فَأرْسل معوية إِلَيْهِ أَن يُوَجه بِهِ إِلَيْهِ فَمَنعه فَقَالَ مُحَمَّد
(لَو لم تلدني الخثعمية لم يكن
…
لصهري جد فِي قُرَيْش وَلَا ذكر)
(لعمري للحيان عك وغافق
…
أذلّ لوطئ النَّاس من خشب الجسر)
(أجرتم فَلَمَّا أَن أجرتم غدرتم
…
وَلنْ تَجِد العكى إِلَّا على غدر)
مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عبيد الله بن الْعَبَّاس كَانَ صَاحب مُرُوءَة وَفضل متصديا لقَضَاء حوايج النَّاس جوادا عَاقِلا سَمحا وَكَانَت لَهُ من الْمَنْصُور منزلَة ويعجب بِهِ ويلتذ بمحادثته وَكَانَ مكانته من الْمَنْصُور يفزع النَّاس إِلَيْهِ بحوايجهم فَلَمَّا افرط فِي ذَلِك حجبه الْمَنْصُور عَنهُ أَيَّامًا ثمَّ اشتاق إِلَى محادثته فَقَالَ يَا ربيع أَن جَمِيع اللَّذَّات عِنْدِي قد اخلقن إِلَّا محادثة مُحَمَّد ومؤانسته وَقد كدرها عَليّ بِمَا يحملني من حوايج النَّاس فاحتل عَلَيْهِ لَعَلَّه يقصر من ذَلِك فجَاء الرّبيع إِلَى مُحَمَّد وعاتبه واتفقا على أَنه لَا يحمل لأحد قصَّته فَلَمَّا غَدا إِلَى الْمَنْصُور بلغ النَّاس خَبره فَوقف لَهُ أَرْبَاب الحوايج على الطّرق وبايديهم الرّقاع فَاعْتَذر إِلَيْهِم فالحوا عَلَيْهِ فَقَالَ لست اكلم أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي حَاجَة فَإِن أَحْبَبْتُم أَن تودعوا رقاعكم كمى فافعلوا فقذفوا بالرقاع فِي كمه وَدخل على الْمَنْصُور وَهُوَ فِي الْقبَّة فَعَاتَبَهُ وتحادثا سَاعَة وَكَانَ الْمَنْصُور يشرف على دجلة والفرات والبساتين والمزارع فَقَالَ لَهُ مَا ترى مَا أحسن مشترفنا فَقَالَ مُحَمَّد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا بنت الْعَرَب والعجم فِي الْإِسْلَام وَالْكفْر مَدِينَة احسن مِنْهَا وَلَا أحصن وَلَا اجْمَعْ لخصال الْخَيْر لَكِن لَيْسَ لي فِيهَا ضَيْعَة فَقَالَ اقطعتك ثلث ضيَاع فِي اكنافها فاغد على أَمِير الْمُؤمنِينَ ليسجل لَك بهَا فَبينا هُوَ يحادثه إِذْ بَدَت الرّقاع من كمه فَضَحِك الْمَنْصُور فَقَالَ لَهُ مَا هَذِه فاخبره الْخَبَر فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور أَبيت يَا ابْن معلم الْخَيْر إِلَّا كرماً ثمَّ أمره فنثرها بَين يَدَيْهِ فَوَقع عَلَيْهَا وَقضى حوايج أَرْبَابهَا وتمثل بقول الشَّاعِر
(لسنا وَإِن احسابنا كرمت
…
يَوْمًا على الإحساب نَتَّكِل)
(نبنى كَمَا كَانَت أوايلنا
…
تبنى وَتفعل مثل مَا فعلوا)
)
توفّي مُحَمَّد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وماية
الْمُنْتَصر بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ مُحَمَّد بن جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُنْتَصر بِاللَّه أَبُو جَعْفَر وَقيل أَبُو الْعَبَّاس وَغير ذَلِك ابْن المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور أمه أم ولد رُومِية اسْمهَا حبشية كَانَ أعين أقنى اسمر مليح الْوَجْه مضبرا جسيما كَبِير الْبَطن مليحا مهيبا لما قتل أَبوهُ المتَوَكل دخل عَلَيْهِ قَاضِي الْقُضَاة جَعْفَر بن سُلَيْمَان الْهَاشِمِي فَقيل لَهُ بَايع أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ وَأَيْنَ المتَوَكل أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ قَتله الْفَتْح بن خاقَان فَقَالَ وَمَا فعل بِالْفَتْح قَالَ قَتله بغا قَالَ فَأَنت ولى الدَّم وَصَاحب الثار بَايعه فَبَايعهُ وَبَايَعَهُ الْوَزير والكبار ثمَّ أَنه نفى عَمه عليا من سر من رأى إِلَى بَغْدَاد ووكل بِهِ وَكَانَ الْمُنْتَصر قد عمل على قتل أَبِيه مَعَ مماليكه بغا وباغر وَكَانَ الْمُنْتَصر وافر الْعقل رَاغِبًا فِي الْخَيْر قَلِيل الظُّلم محسنا إِلَى العلوينن وَكَانَ يَقُول يابغا أَيْن أبي من قتل أبي ويسب الأتراك وَيَقُول هَؤُلَاءِ قتلة الْخُلَفَاء فتحيلوا إِلَى أَن دسوا لطبيبه ابْن طيفور ثلثين ألف دِينَار عِنْد مَرضه فَأَشَارَ بفصده وصده بريشه مَسْمُومَة فَمَاتَ وَقيل أَن ابْن طيفور نسى وَقَالَ لغلامه ففصده بِتِلْكَ الريشة فَمَاتَ أَيْضا وَقيل مَاتَ بالخوانيق وَقيل سم فِي كمثراة بابرة وَقَالَ عِنْد فِرَاقه يَا أُمَّاهُ ذهبت مني الدُّنْيَا وَالْآخِرَة عاجلت أبي فعوجلت فَلم يمتع بالخلافة لِأَنَّهُ ولى بعد عيد الْفطر وَمَات فِي خَامِس شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وماتين وعاش سِتا وَعشْرين سنة أَوْلَاده عبد الْوَهَّاب وَعبد الله وَأحمد لأمهات أَوْلَاد وزيره أَحْمد بن الخصيب من أهل جرجرايا وَكَانَ كَاتبه أَيَّام إمارته وَكَانَ جَاهِلا أَحمَق قاضيه جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد اجبه وصيف وبغا دفع إِلَى أَحْمد بن الخصيب مَالا جزيلا وَقَالَ فرقه فِي العلويين فقد نالهم جفوة فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ سَوف افْعَل فَقَالَ إِذا تسعد عِنْد الله وَعِنْدِي فَإِنِّي مَا وليتك الوزارة إِلَّا لتخلفني فيهم وتتفقد أَحْوَالهم وتقضى حوايجهم فَقَالَ يزِيد بن المهلبي
(وَلَقَد بررت الطالبية بَعْدَمَا
…
ذموا زَمَانا بعدهمْ وزمانا)
(ووردت الفة هَاشم فرأيتهم
…
بعد الْعَدَاوَة بَينهم أخوانا)
(لويعلم الإسلاف كَيفَ بررتهم
…
لرأوك اثقل مُهِمّ ميزانا)
وَلما قَالَ لامه عِنْد فِرَاق الدُّنْيَا يَا أُمَّاهُ عاجلت أبي فعوجلت أنْشد
(فَمَا متعت نَفسِي بدنيا اصبتها
…
وَلَكِن إِلَى الرب الْكَرِيم اصير)
)
(وَمَا كَانَ مَا قَدمته أى فلتة
…
وَلَكِن بفتياها أَشَارَ مشير)
وَمن شعر الْمُنْتَصر أوردهُ المرزباني
(من ترفع الْأَيَّام من قد وَضعته
…
وينقاد لي دهر على جموح)
(اعلل نَفسِي بالرجاء وانثى
…
لاغدو على مَا سَاءَنِي واروح)
وَله أَظُنهُ فِيمَا نسب إِلَيْهِ من قتل أَبِيه
(لم يعلم النَّاس الَّذِي نالني
…
فَلَيْسَ لي عِنْدهم عذر)
(كَانَ إِلَى الْأَمر فِي ظَاهر
…
وَلَيْسَ لي فِي بَاطِن أَمر)
قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة أَرَادَ المتَوَكل أَن ينْقل الْعَهْد من ابْنه الْمُنْتَصر لِابْنِهِ المعتز لمحبته لامه وسام الْمُنْتَصر أَن ينزل عَن ولَايَة الْعَهْد فَأبى وَكَانَ يحضرهُ مجالسه الْعَامَّة ويتهدده بِالْقَتْلِ فاحضره لَيْلَة وَشَتمه شتما قبيحا وَقَالَ أَنْت المنتظر لموتس وَشتم أمه فَقَامَ الْمُنْتَصر وَقَالَ وَالله لَو أَنَّهَا أمة لبَعض سواسك لمنعت من ذكرهَا ولوجب عَلَيْك صيانتها فَغَضب المتَوَكل وَقَالَ لِلْفَتْحِ بن خاقَان بَرِئت من قَرَابَتي من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَئِن لم تلطمه لاقتلنك فَقَامَ الْفَتْح ولطمه وَقَالَ المتَوَكل اشْهَدُوا على أَنِّي قد خلعته من الْخلَافَة فَبَقيت هَذِه الْأَشْيَاء فِي قلبه وَمن كَلَام الْمُنْتَصر بِاللَّه وَالله مَا عز ذُو بَاطِل وَلَو طلع من جَبينه الْقَمَر ولاذل ذُو حق وَلَو اصفق الْعَالم عَلَيْهِ والمنتصر هَذَا اعرق النَّاس فِي الْخلَافَة لِأَنَّهُ ابْن المتَوَكل ابْن المعتصم ابْن الرشيد ابْن الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور وَمن العجايب شيرويه وَهُوَ اعرق الْمُلُوك قتل أَبَاهُ فَلم يَعش بعده إِلَّا سِتَّة أشهر والمنتصر كَذَلِك
ابْن جَعْفَر الصَّادِق مُحَمَّد بن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر لقب الديباج لقب بذلك لحسن وَجهه خرج بِمَكَّة أوايل دولة الْمَأْمُون ودعا لنَفسِهِ فبايلعوه فندب عسكرا لقتاله فَأَخَذُوهُ وَقدم صُحْبَة المعتصم إِلَى بَغْدَاد وَكَانَ بطلا شجاعا عَاقِلا يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا قيل أَنه دخل الْحمام بعد مَا جَامع وافصد فِي يَوْم وَاحِد فَمَاتَ فجاءة بجرجان فصلى عَلَيْهِ الْمَأْمُون وَنزل فِي لحده وَكَانَت الْوَفَاة سنة أَربع وماتين وَقيل سنة ثلث وَهُوَ الصَّحِيح وَلما رأى الْمَأْمُون جنَازَته ترجل وَحمل نعشه
الْقَارئ الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن فضَالة الْبَغْدَادِيّ أَبُو بكر الأدمِيّ الْقَارئ الشَّاهِد صَاحب الألحان وَالصَّوْت الطّيب خلط قبل مَوته فِيمَا قيل توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثلث)
ماية
المعتز بِاللَّه مُحَمَّد بن جَعْفَر وَيُقَال الزبير وَيُقَال أَحْمد أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتز بِاللَّه ابْن
أَمِير الْمُؤمنِينَ جَعْفَر المتَوَكل ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتصم ولد سنة اثْنَتَيْنِ وثلثين وماتين وَلم يل الْخلَافَة قبله أحد أَصْغَر مِنْهُ بُويِعَ عِنْد عزل المستعين بِاللَّه سنة اثْنَتَيْنِ وَهُوَ ابْن تسع عشرَة سنة فِي أول السّنة وَكتب بذلك إِلَى الْآفَاق فَلم يلبث الْمُؤَيد أَن مَاتَ وخشى المعتز أَن يتحدث أَنه الَّذِي اختال عَلَيْهِ وَقَتله فَاحْضُرْ الْقُضَاة حَتَّى شاهدوه وَلَيْسَ بِهِ أثر وَكَانَت خِلَافَته ثلث سِنِين وَسِتَّة أشهر وَأَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَمَات عَن أَربع وَعشْرين سنة وَكَانَ مستضعفاً مَعَ الاتراك اجْتمع إِلَيْهِ الأتراك وَقَالُوا لَهُ اعطنا أرزاقنا لنقتل صَالح بن وصيف وَكَانَ يخافه فَطلب من أمه مَالا لنفقة الأتراك فابت وَلم يكن فِي بيُوت الْأَمْوَال شىء فَاجْتمعُوا هم وَصَالح وَاتَّفَقُوا على خلعه وجروه بِرجلِهِ وضربوه بالدبابيس وأقاموه فِي الشَّمْس فِي يَوْم صايف فبقى يرفع قدماً وَيَضَع أُخْرَى وهم يلطمون وَجهه وَيَقُولُونَ اخلع نَفسك ثمَّ احضروا القَاضِي ابْن أبي الشَّوَارِب وَالشُّهُود وخلعوه ثمَّ احضروا مُحَمَّد بن الواثق من سر من رأى فَسلم عَلَيْهِ المعتز بالخلافة وَبَايَعَهُ ولقبوه الْمُهْتَدي ثمَّ أَنهم اخذوا المعتز بعد خَمْسَة أَيَّام وادخلوه الْحمام فَلَمَّا تغسل عَطش وَطلب مَاء فمنعوه من ذَلِك حَتَّى هلك عطشا فَلَمَّا اغمى عَلَيْهِ أَخْرجُوهُ وسقوه مَاء بثلج فشربه وَسقط مَيتا وَقَالَ ابْن الجوزى فِي الْمرْآة لما واقفه الأتراك فِي الشَّمْس طلب نعلا فَلم يعطوه فاسبل سراويله على رجلَيْهِ وَقيل أَنهم نزعوا أَصَابِع يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ ثمَّ خنقوه قيل ادخُلُوا سردابا مُخَصّصا بجص جَدِيد فاختنق وَلم يعذب خَليفَة مَا عذب على صغر سنه وَتُوفِّي يَوْم السبت لست خلون من شعْبَان وَقيل لليلتين وَقيل فِي الْيَوْم الثَّانِي من رَمَضَان سنة خمس وَخمسين وماتين وَدفن إِلَى جَانب أَخِيه فِي نَاحيَة قصر الصوامع وَكَانَ أَبيض جميل الْوَجْه على خَدّه الْأَيْسَر خَال أسود وَصلى عَلَيْهِ الْمُهْتَدي وَأمه رُومِية أم ولد وَنقش خَاتمه المعتز بِاللَّه وَهُوَ ثَالِث خَليفَة خلع من بني الْعَبَّاس ورابع خَليفَة قتل مِنْهُم وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد جمَاعَة لم يشْتَهر مِنْهُم إِلَّا عبد الله ووزر لَهُ جَعْفَر بن مُحَمَّد الإسكافي ثمَّ عَزله وَولى عِيسَى بن فرخان شاه ثمَّ أَحْمد بن إِسْرَائِيل وقاضيه الْحسن بن أبي الشَّوَارِب وَقَالَ البحتري كنت صاحبا لأبي معشر المنجم فاضقنا أضاقة شَدِيدَة فَدَخَلْنَا على المعتز وَهُوَ مَحْبُوس قبل أَن يَلِي الْخلَافَة فَأَنْشَدته أبياتا كنت قلتهَا)
(جعلت فدَاك الدَّهْر لَيْسَ بمنفك
…
من الْحَادِث المشكو أَو النَّازِل المشكي)
(وَمَا هَذِه الْأَيَّام إِلَّا منَازِل
…
فَمن منزل رحب إِلَى منزل ضنك)
(وَقد هذبتك الحادثات وَإِنَّمَا
…
صفا الذَّهَب إِلَّا بريز قبلك بالسبك)
(أما فِي رَسُول الله يُوسُف أُسْوَة
…
لمثلك مَحْبُوسًا على الظُّلم والإفك)
(أَقَامَ جميل الصَّبْر فِي الْحَبْس بُرْهَة
…
فآل بِهِ الصَّبْر الْجَمِيل إِلَى الْملك)
فَدفع الورقة إِلَى خَادِم على رَأسه وَقَالَ احتفظ بهَا فَإِن فرج الله ذَكرنِي لاقضى حق هَذَا الرجل وَكَانَ أَبُو معشر قد أَخذ مولده فَحكم لَهُ بالخلافة بِمُقْتَضى طالع الْوَقْت فَنَاوَلَهُ رقْعَة فِيهَا ذَلِك فَلَمَّا ولى الْخلَافَة اعطى كل وَاحِد منا ألف دِينَار أجْرى لَهُ فِي كل شهر ماية دِينَار وَقَالَ الزبير بن بكار دخلت على المعتز فَقَالَ لي يأبا عبد الله قد قلت أبياتا فِي مرضى هَذَا وَقد اعي على إجَازَة بَعْضهَا وأنشدني
(أَنِّي عرفت علاج الْقلب من وجعي
…
وَمَا عرفت علاج الْحبّ والهلع)
(جزعت للحب والخمى صبرت لَهَا
…
فَلَيْسَ يشغلني عَن حبكم وجعي)
قَالَ الزبير فَقلت
(وَمَا أمل مبيتي لَيْلَتي أبدا
…
مَعَ الحبيب وَيَا لَيْت الحبيب معي)
وَمن شعره فِي يُونُس بن بغا
(شَوَّال شهر السرُور وَالسكر
…
وَالصَّوْم شهر العناق وَالنَّظَر)
(قد كنت للشُّرْب عَاشِقًا سحرًا
…
فاليوم يَا ويلنا من السحر)
(من كَانَ فِيمَا يحب معتذرا
…
فلست فِي يُونُس بمعتذر)
وَمن شعره فِيهِ أَيْضا
(تعيب فَلَا افرح
…
فليتك لَا تَبْرَح)
(وَأَن جِئْت عذبتني
…
لِأَنَّك لَا تسمح)
(على ذَاك يَا سَيِّدي
…
دنوك لي اصلح)
وَكَانَ المعتز من أجمل النَّاس صُورَة وَكَذَلِكَ نديمه يُونُس بن بغا وللمعتز ذكر فِي تَرْجَمَة يَعْقُوب بن اسحق ابْن السّكيت وَقَالَ لما بُويِعَ لَهُ بالخلافة
(تفرد لي الرَّحْمَن بالعز والتقى
…
فَأَصْبَحت فَوق الْعَالمين أَمِيرا)
)
وَمن شعره أَيْضا
(الله يعلم يَا حَبِيبِي أنني
…
مذ غبت عَنْك مدله مكروب)
(يدنو السرُور إِذا دنا بك منزل
…
ويغيب صفو الْعَيْش حِين تغيب)
الْأَمِير الْمُوفق مُحَمَّد بن جَعْفَر قيل طَلْحَة الْأَمِير الْمُوفق أَبُو أَحْمد ابْن المتَوَكل قيل اسْمه طَلْحَة كَانَ ولي عهد الْمُؤمنِينَ وَهُوَ الد المعتضد بِاللَّه وَأمه أم ولد ولد سنة تسع وَعشْرين وماتين وَكَانَ من أجل الْمُلُوك رَأيا أشجعهم قلباً واسمحهم نفسا واغزرهم عقلا وأجودهم رَأيا وَكَانَ محببا إِلَى النَّاس قد استولى على الْأُمُور وانقادت لَهُ الجيوش وَحَارب صَاحب
الزنج وظفر بِهِ وَقَتله وَكَانَ يلقب النَّاصِر لدين الله وَلما غلب على الْأَمر حظر على الْمُعْتَمد أَخِيه واحتاط عَلَيْهِ وعَلى وَلَده وجمعهم فِي مَوضِع وَاحِد ووكل بهم أجْرى عَلَيْهِم وعَلى النَّاس الْأُمُور على مجاريها إِلَى أَن توفّي لثمان بَقينَ من صفر سنة ثَمَان وَسبعين وماتين وَله تسع وَأَرْبَعُونَ سنة وَكَانُوا ينظرونه بالمنصور فِي حزمه ودهايه ورأيه وَكَانَ قد غضب على وَلَده المعتضد وحبسه ووكل بِهِ اسمعيل ابْن بلبل فضيق عَلَيْهِ وَلما احْتضرَ رضى عَنهُ وولاه الْمُعْتَمد ولَايَة الْعَهْد وَلما ضيق الْمُوفق على أَخِيه الْمُعْتَمد وَلم يكن لَهُ مَعَه كَلَام قَالَ الْمُعْتَمد
(أَلَيْسَ من العجايب أَن مثلي
…
يرى ماهان مُمْتَنعا عَلَيْهِ)
(وتؤكل باسمه الدُّنْيَا جَمِيعًا
…
وَمَا من ذَاك شىء فِي يَدَيْهِ)
ابْن المتَوَكل مُحَمَّد بن جَعْفَر كَانَ فَاضلا شَاعِرًا وَهُوَ القايل لما أَرَادَ أَخُوهُ الْمُعْتَمد الْخُرُوج إِلَى الشَّام وَالدُّنْيَا مضطربة
(أَقُول لَهُ عِنْد توديعه
…
وكل بعبرته مبلس)
(لَئِن قعدت عَنْك أجسامنا
…
لقد سَافَرت مَعَك الْأَنْفس)
بلغ المعتضد أَنه كَاتب خمارويه فاهلكه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وماتين وَقيل إِنَّمَا أهلكه لما ولى الْخلَافَة سنة تسع وَسبعين وماتين
الْعلوِي الشَّاعِر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنهما يكنى أَبَا اسمعيل اشعر يكثر الافتخار بآياته كَانَ فِي أَيَّام المتَوَكل وبقى بعد دهرا طَويلا وَهُوَ القايل
(أَنِّي كريم من أكارم سادة
…
اكفهم تندى بجزل الْمَوَاهِب)
)
(هم خير من يخفى وافضل ناعل
…
وذروة هضب الغر من آل غَالب)
(هم الْمَنّ والسلوى لدان يودهم
…
وكالسهم فِي حلق الْعَدو المجانب)
(بعثت إِلَيْهَا ناظري بِتَحِيَّة
…
فابدت لي الْأَعْرَاض بِالنّظرِ الشرر)
(فَلَمَّا رَأَيْت النَّفس أوفت على الردى
…
فزعت إِلَى صبري فاسلمني صبري)
أَبُو جَعْفَر الخازمي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن خازم أَبُو جَعْفَر
الخازمي الاستراباذي كَانَ أحد أيمة الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة قَالَ ابْن النجار ذكره أَبُو سعد الأدريسي حكى أَنه أملي شرح كتاب الْمُزنِيّ باستراباذ عَن ظهر قلب يرْوى عَن أبي عبد الله بن أبي بكر بن أبي خَيْثَمَة وَأبي الْعَبَّاس بن سُرَيج وَأبي عمرَان بن هَانِئ الْجِرْجَانِيّ وَغَيرهم وَحدث عَنهُ على بن مُحَمَّد بن مُوسَى الاستراباذي وَعقد لَهُ بِبَغْدَاد الْمجْلس قبل أَن يعْقد لأبي اسحق المروزى توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَثلث ماية
الخرايطي مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن أبي سهل أَبُو بكر الخرايطي السامري كَانَ حسن الِاخْتِيَار مليح التصانيف كَانَ من الْأَعْيَان اجْمَعُوا على ثقته وفضله صنف مَكَارِم الْأَخْلَاق وَغَيره قدم دمشق سنة خمس وَعشْرين وَثلث ماية دخل يَوْمًا دَاره فَسمع بكاء ولد لَهُ رَضِيع فَقَالَ مَا لَهُ فَقَالُوا فطمناه فَكتب على مهده
(منعُوهُ أحب شىء إِلَيْهِ
…
من جَمِيع الورى وَمن وَالِديهِ)
(منعُوهُ غذاءه وَلَقَد كَا
…
ن مُبَاحا لَهُ وَبَين يَدَيْهِ)
(عجبا مِنْهُ ذَا على صغر الس
…
ن هوى فاهتدى الْفِرَاق إِلَيْهِ)
وَكتب على قبر أَبِيه
(آنس الله وحشتك
…
رحم الله وحدتك)
(أَنْت فِي صُحْبَة البلى
…
أحسن الله صحبتك)
وَمن تصانيفه اعتلال الْقُلُوب فِي أَخْبَار العشاق وَمَكَارِم الْأَخْلَاق ومساوى الْأَخْلَاق وقمع الْحِرْص بالقناعة هواتف الْجنان وَعَجِيب مَا يحْكى عَن الْكُهَّان كتاب الْقُبُور
الهروى اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر الْأُسْتَاذ أَبُو الْفضل الْمُنْذِرِيّ الهروى اللّغَوِيّ الأديب أَخذ الْعَرَبيَّة عَن ثَعْلَب والمبرد وَله عدَّة مصنفات مِنْهَا كتاب نظم الجمان والملتقط والفاخر والشامل روى عَنهُ أَبُو مَنْصُور الْأَزْهَرِي فَأكْثر مَلأ التَّهْذِيب بالرواية عَنهُ وَتُوفِّي سنة تسع)
وَعشْرين وَثلث ماية
الراضي بِاللَّه مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَحْمد الراضي بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ ابْن المقتدر بن المعتضد كَذَا قَالَه صَاحب الْمرْآة وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أَحْمد بن جَعْفَر وَالظَّاهِر أَن الأول
أصح كَانَ سَمحا وَاسع النَّفس أديبا شَاعِرًا حسن الْبَيَان كريم الْأَخْلَاق محبا للْعُلَمَاء مجالسا لَهُم سمع من الْبَغَوِيّ قبل الْخلَافَة وَوَصله بِمَال قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَغَيره ختم الْخُلَفَاء فِي أُمُور عدَّة مِنْهَا أَنه آخر خَليفَة لَهُ شعر مدون وَآخر خَليفَة انْفَرد بتدبير الجيوش وَالْأَمْوَال وَآخر خَليفَة جَالس الندماء وأوصلهم إِلَيْهِ وَآخر خَليفَة كَانَت عطاياه ونفقاته وجوايزه وخزاينه ومجالسه تجْرِي على تَرْتِيب الْخُلَفَاء الأول وَقع حريق بالكرخ فاطلق خمسين ألف دِينَار لعمارة مَا احْتَرَقَ قَالَ الصولي دخلت عَلَيْهِ وَهُوَ يبْنى شَيْئا وَقد جَالس عل آجرة حِيَال الصناع وَكنت أَنا وَجَمَاعَة من الجلساء فَنَامَ فَأمرنَا بِالْجُلُوسِ فَأخذ كل وَاحِد منا آجرة فَجَلَسَ عَلَيْهَا وَاتفقَ أَن أخذت أَنا آجرتين ملتصقتين فَلَمَّا قمنا أَمر أَن توزن كل آجرة وَيدْفَع إِلَى صَاحبهَا دَرَاهِم أَو دَنَانِير الشَّك من الراوى قَالَ الصولي فتضاعفت جايزتي عَلَيْهِم وَقد حكى لَهُ أَنْوَاع من الْكَرم وَكَانَ مغرى بِنَقْض قُصُور دور الْخلَافَة وَجعلهَا بساتين وَقَالَ وَقد تكلم النَّاس فِي أنفاقه الْأَمْوَال
(لَا تعذلي كرمي على الأسراف
…
ربح المحامد متجر الْأَشْرَاف)
(أجْرى كآبائي الخلايف سَابِقًا
…
واشيد مَا قد اسست أسلافي)
(أَنِّي من الْقَوْم الَّذين اكفهم
…
مُعْتَادَة الاتلاف والأخلاف)
وَقَالَ
(يصفر وَجْهي إِذا تَأمله
…
طرفى ويحمر خَدّه خجلا)
(حَتَّى كَأَن الَّذِي بوجنته
…
من دم جسمي إِلَيْهِ قد نقلا)
وَقَالَ يُخَاطب ابْن رايق
(ايطلب كيدي من يهون كياده
…
ويوقد نَارا مثل نَار الحباحب)
(لقد رام صبغا لم يرمه شبيهه
…
وراض شموساً لَا يذل لراكب)
(واظهر لي حبا يطِيف بِهِ قلى
…
كخلب برق فِي عراص سحايب)
(أيقعد لي كيد النِّسَاء بِمَرْصَد
…
وَأَنِّي فَتى السن شيخ التجارب)
)
(أَلا رُبمَا عزت على الحازم الَّذِي
…
يَرَاهَا بكفيه فريسة طَالب)
وَقَالَ أَيْضا
(قد افصحت بالوتر الْأَعْجَم
…
وافهمت من كَانَ لم يفهم)
(جَارِيَة تحصن من لطفها
…
مُخَاطبا ينْطق لَا من فَم)
(جست من الْعود مجارى الْهوى
…
جس الْأَطِبَّاء مجارى الدَّم)
وَقَالَ عِنْد مَوته
(كل صفو إِلَى كدر
…
كل أَمر إِلَى حذر)
(ومصير الشَّبَاب لل
…
موت فِيهِ أَو الْكبر)
(أَيهَا الآمل الَّذِي
…
تاه فِي لجة الْغرَر)
(أَيْن من كل قبلنَا
…
درس الشَّخْص والأثر)
(رب أَنِّي ذخرت عَن
…
دك أرجوه مدخر)
(أنني مُؤمن بِمَا
…
بَين الوحى فِي السّير)
مرض وقاء فِي يَوْمَيْنِ أَرْبَعَة عشر رَطْل دم وَقيل أَنه استسقى وأصابه ذرب عَظِيم وَكَانَ اعظم آفاته كَثْرَة الْجِمَاع توفّي بِبَغْدَاد منتصف شهر ربيع الآخر سنة تسع وَعشْرين وَثلث ماية وَهُوَ ابْن أحدى وثلثين سنة وَسِتَّة أشهر وَكَانَت خِلَافَته سِتّ سِنِين وَعشرَة أَيَّام وَصلى عَلَيْهِ القَاضِي يُوسُف بن عَمْرو وغسله أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عبد الله الْهَاشِمِي القَاضِي وَلم يُوجد لَهُ حنوط لِأَن الخزاين اغلقت عِنْد مَوته فاشتروا لَهُ حنوطا من بعض الدكاكين وَحمل إِلَى الرصافة فِي طيار وَدفن فِي تربة عَظِيمَة لَهُ أنْفق عَلَيْهَا أَمْوَالًا كَثِيرَة قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ درست الْآن وَلم يبْق لَهَا عين وَلَا أثر ولد سنة سبع وَتِسْعين وماتين وَأمه أمة رُومِية وَكَانَ قَصِيرا اسمر نحيفا فِي وَجهه طول بُويِعَ بِالْأَمر بعد عَمه القاهر لما سملوا القاهر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثلث ماية وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد أَحْمد وَعبد الله ووزر لَهُ أَبُو على ابْن مقلة وعَلى بن عِيسَى وَأَخُوهُ عبد الرَّحْمَن وَأَبُو جَعْفَر الكرخى وَسليمَان بن مخلد وَالْفضل بن الْفُرَات وَأَبُو عبد الله البريدي
الْوَركَانِي مُحَمَّد بن جَعْفَر الْوَركَانِي روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وعباس الدورى وَكتب عَنهُ أَحْمد وَابْن معِين ووثقاه توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وماتين)
ابْن ثوابة الْكَاتِب مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن ثوابة بن خَالِد أَبُو الْحسن ابْن أبي الْحُسَيْن الْكَاتِب صَاحب ديوَان الرسايل كَانَ من البلغاء الْفُضَلَاء وَالْكتاب الأجلاء توفّي سنة سِتّ عشرَة وَثلث ماية وَمن شعره
(نور تجسم من شمس وَمن قمر
…
يكَاد من هيف ينْقد كالغصن)
(زهى على النَّاس لما لم يجد شبها
…
لنَفسِهِ فِي كَمَال الظّرْف وَالْحسن)
(مددت طرفِي إِلَيْهِ كي ينزهني
…
فَعَاد طرفِي بداء متْلف بدني)
وَمِنْه أَيْضا
(أفر من الْأَهْوَاء جهدي وطاقتي
…
فانجو وَمَا لي عَن هَوَاك محيص)
(واهجر أبياتاً تحب زيارتي
…
وَأَنِّي على أبياتكم لحريص)
أَبُو الْخطاب الربعِي النيلي مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو الْخطاب الربعِي النيلي أحد الشُّعَرَاء قَالَ ابْن النجار قدم علينا بَغْدَاد شَابًّا ومدح الْأَمَام النَّاصِر وأكابر دولته وَاجْتمعت بِهِ مرَارًا وَسمعت مِنْهُ وَكَانَ أديباً فَاضلا حسن الْأَخْلَاق متودداً وسافر إِلَى بِلَاد الجزيرة وَأقَام بآمد ومدح السلاطين وأثرت حَاله وشعره جيد وغزله رَقِيق وأسلوبه حسن وَمن شعره
(تعلم رمى النبل من سحر طرفه
…
فَصَاحب يَوْم الرمى قوساً واسهما)
(وصير قلبِي فِي الْهوى غَرضا لَهُ
…
واجرى على سهميه من كَبِدِي دَمًا)
(أصَاب بِسَهْم اللحظ والكف مقتلي
…
وجرحني هجرانه بعد مَا رمى)
(إِذا الشّفة الْحَمْرَاء عض لرميه
…
يرصع فِي الْيَاقُوت درا منظما)
قَالَ وأنشدني أَبُو الْخطاب لنَفسِهِ
(شَكَوْت الَّذِي بِي من حبه
…
وقلبي من هَيْبَة قد خَفق)
(فَقلت أمولاي عطفا فقد
…
ارقت دموعي بطول الارق)
(فاعرض فِي اللاذ لَا مُشفق
…
على كشمس علاها شفق)
(وحبة قلبِي تنادي الْحَرِيق
…
وإنسان عَيْني يَصِيح الْغَرق)
قلت هُوَ شعر متوسط
الجربي الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو عبد الله الجربي بِالْجِيم وَبعدهَا رَاء وباء مُوَحدَة الْمُقْرِئ ذكره أَبُو بكر أَحْمد بن الْفضل الْبَاطِرْقَانِيُّ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء قَالَ هُوَ بغدادي قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو)
حَفْص الكتاني وَقَرَأَ على أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ الْبَزَّاز صَاحب ابْن عون الوَاسِطِيّ وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَر على أبي عون عَن شُعَيْب بن أَيُّوب عَن يحيى عَن أبي بكر وَمُحَمّد بن عَليّ مَجْهُول قَالَ ابْن النجار لَا أعرف لَهُ ذكرا
برمه الصيدلاني مُحَمَّد بن جَعْفَر الصيدلاني كَانَ صهر أبي الْعَبَّاس الْمبرد على ابْنَته ويلقبه برمه وَكَانَ أديباً شَاعِرًا روى عَن أبي هفان الشَّاعِر أَخْبَارًا وَحدث عَنهُ أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ وَأنْشد الْخَطِيب لَهُ
(أما ترى الرَّوْض قد لاحت زخارفه
…
ونشرت فِي رباه الريط وَالْحلَل)
(واعتم بالارجوان النبت مِنْهُ فَمَا
…
يَبْدُو لنا مِنْهُ إِلَّا مونق خصل)
(والنرجس الغض ترنو من محاجره
…
إِلَى الورى مقل تحيى بهَا الْمقل)
(تبر جواه لجين فَوق أعمدة
…
من الزمرد فِيهَا الزهر مكتهل)
(فعج بِنَا نصطبح يَا صَاح صَافِيَة
…
صهباء فِي كأسها من لمعها شعل)
(فقد تجلت لنا عَن حسن بهجتها
…
رياض قطربل وَاللَّهْو مُشْتَمل)
الْكَامِل الْآمِدِيّ مُحَمَّد بن جَعْفَر بن بكرون الْآمِدِيّ الْمَعْرُوف بالكامل أورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة
(يستعذب الْقلب مِنْهُ مَا يعذبه
…
ويستلذ هَوَاهُ وَهُوَ يعطبه)
(مثل الفراشة تدنى جسمها أبدا
…
إِلَى ذبالة مِصْبَاح فتلهبه)
أَبُو عمر الزَّاهِد مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد أَبُو عمر الزَّاهِد الْبَغْدَادِيّ روى عَنهُ حفاظ نيسابور وَغَيرهم وَكَانَ صايما قايما قنوعا يضْرب اللَّبن لقبور الْفُقَرَاء وَيفْطر على رغيف وجزرة وَنَحْوهَا اجْمَعُوا عَلَيْهِ وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَثلث ماية بنيسابور عَن خمس وَتِسْعين سنة
الْحَافِظ غنْدر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الْحسن بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء أَبُو بكر الْوراق غنْدر كَانَ حَافِظًا متقنا سمع بنيسابور ومرو وبغداد والجزيرة وَالشَّام ومصر وَالْعراق وَمَا وَرَاء النَّهر وَكتب من الحَدِيث مَا لم يَكْتُبهُ أحد وَسمع مَا لم يسمعهُ استدعى إِلَى بُخَارى لينزل إِلَى الحضرة فَمَاتَ فِي الْمَفَازَة سنة سبعين وَثلث ماية قَالَ الْخَطِيب كَانَ حَافِظًا ثِقَة
زوج الْحرَّة مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَحْمد بن جَعْفَر أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ الحريري الْمعدل الْمَعْرُوف بِزَوْج الْحرَّة سمع مُحَمَّد بن جرير وَأَبا الْقسم الْبَغَوِيّ قَالَ البرقاني ثِقَة جليل كَانَ يحضر)
مَجْلِسه الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن مظفر وَكَانَت زَوْجَة المقتدر بنت بدر المعتضدي لما قتل زَوجهَا افلتت هِيَ من النكبة وسلمت أموالها وَخرجت من الدَّار وَكَانَ يدْخل إِلَى مبطخها حَدثا وَكَانَ حركاً فَصَارَ وَكيل المطبخ فرأته فاستكاسته فَردَّتْ إِلَيْهِ وكالتها وترقى أمره وَصَارَ ينظر فِي ضياعها وَصَارَت تكَلمه من وَرَاء ستر وَزَاد اخْتِصَاصه حَتَّى علق بقلبها فجسرته على تَزْوِيجهَا وبذلت الْأَمْوَال حَتَّى تمّ ذَلِك واعطته نعْمَة ظَاهِرَة وأموالاً لِئَلَّا يمْنَعهَا أَهلهَا مِنْهُ فَاعْترضَ بعض الْأَوْلِيَاء فغالبتهم بِالْمَالِ وَتَزَوجهَا
وَأقَام مَعهَا سِنِين وَحصل لَهُ مِنْهَا محو ثلث ماية ألف دِينَار وَلذَلِك قيل زوج الْحرَّة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثلث ماية
صَاحب الْمصلى مُحَمَّد بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْفرج صَاحب الْمصلى سمع من الْهَيْثَم بن خلف وَغَيره ضعفه حَمْزَة السهمى توفّي سنة سِتّ وَسبعين وَثلث ماية
مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو الْحُسَيْن الْبَغْدَادِيّ كَانَ يجيد الْغَزل ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَثلث ماية وَسكن دَار الْقطن توفّي سنة ثلث وثلثين وَأَرْبع ماية من شعره
(يَا وَيْح قلبِي من تقلبه
…
أبدا يحن إِلَى معذبه)
(قَالُوا كتمت هَوَاهُ عَن جلد
…
لَو كَانَ لي جلد لبحت بِهِ)
(بِأبي حبيب غير مكترث
…
يجنى وَيكثر من تعتبه)
(حسبي رِضَاهُ من الْحَيَاة وَيَا
…
قلقي وموتي من تغضبه)
الْوَزير ابْن فسانجس مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن فسانجس الْوَزير الْكَبِير أَبُو الْفرج ذُو السعادات وزر لأبي كاليجار وعزل سنة خمس وثلثين وَأَرْبع ماية وَحكم على الْعرَاق وَكَانَ ذَا أدب غزير وَمَعْرِفَة باللغات وَكَانَ يحسن إِلَى الْجند عَاشَ سِتِّينَ سنة وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبع ماية وَقَالَ أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن الهمذاني فِي كتاب الوزراء لَهُ نسب صَحِيح بِفَارِس مَعْرُوف بِأَنَّهُ من ولد بهْرَام جور من ولد سَابُور ذِي الاكتاف وَهُوَ من بَيت جليل كتب إِلَيْهِ أحد شُهُود الأهواز قد مَاتَ فلَان وَخلف خمسين ألف دِينَار عينا وَلم يخلف غير طفلة من جَارِيَة فَإِن رأى استقراض المَال إِلَى أَن تبلغ الطفلة فَفِي عقارها وأملاكها كِفَايَة فَوَقع عل ظهر كِتَابه الطفلة جبرها الله وَالْمَال ثتمره الله والساعي لَعنه الله لَا حَاجَة بالسلطان إِلَى المَال
الْقَزاز اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو عبد الله التَّمِيمِي القيرواني الْمَعْرُوف بالقزاز شيخ اللُّغَة)
بالمغرب كَانَ لغوياً نحوياً بارعاً مهيبا عِنْد الْمُلُوك صنف كتاب الْجَامِع فِي اللُّغَة وَهُوَ كتاب كَبِير يُقَال أَنه مَا صنف مثله وَفِي وقف الْفَاضِل بِالْقَاهِرَةِ نُسْخَة بِهِ والتعريض وَالتَّصْرِيح مُجَلد واعتاب الدريدية مُجَلد مَا أَخذ على المتنبي الضَّاد والظاء وَله أدب السُّلْطَان والتأدب لَهُ عشر مجلدات شرح رِسَالَة البلاغة عدَّة مجدلات أَبْيَات معَان من شعر المتنبي وصنف كتاب العشرات فِي اللُّغَة ذكر اللَّفْظَة ومعانيها المترادفة وَيزِيد فِي بَعْضهَا
على الشعرة وَقَالَ فِي آخِره وعقبيها اجهز كتاب المئات كَانَ فِي خدمَة الْعَزِيز بن الْمعز العبيدي توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبع ماية وَمن شعره
(أحين علمت أَنَّك نور عَيْني
…
وَأَنِّي لَا أرى حَتَّى اراكا)
(جعلت مغيب شخصك عَن عياني
…
يغيب كل مَخْلُوق سواكا)
وَمِنْه
(أما وَمحل حبك فِي فُؤَادِي
…
وَقدر مَكَانَهُ فِيهِ المكين)
(لَو انبسطت لي الآمال حَتَّى
…
يصير من عنانك فِي يمينى)
(لصنتك فِي مَكَان سَواد عَيْني
…
وخطت عَلَيْك من حذر جفوني)
(فابلغ مِنْك غايات الْأَمَانِي
…
وآمن فِيك آفَات الظنون)
ابْن النجار الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن هرون ابْن فَرْوَة أَبُو الْحُسَيْن التَّمِيمِي النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ ابْن النجار توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبع ماية
أَبُو الْفضل الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عبد الْكَرِيم بن بديل أَبُو الْفضل الْخُزَاعِيّ الْجِرْجَانِيّ الْمُقْرِئ مُصَنف الْوَاضِح فِي القراآت وضع كتابا فِي الْحُرُوف نسبه إِلَى أبي حنيفَة كَانَ ضَعِيفا غير موثوق بِهِ توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبع ماية
الجهرمي الشَّاعِر مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو الْحسن الجهرمي الشَّاعِر وجهرم قَرْيَة توفّي سنة ثلث وثلثين وَأَرْبع ماية وَمن شعره لغز فِي الْعين
(أَن الَّتِي أردْت فُؤَادِي بَكت
…
حزنا عَلَيْهِ وَهُوَ مكسوعها)
(جُمْلَتهَا وَاحِد اجزايها
…
طبيعة يعجب مطبوعها)
(فَالْكل إِذْ يقْرَأ بعض لَهَا
…
والبغض إِذْ يذكر مجموعها)
(عميتها فِي لحن قولي فَمن
…
يُخرجهَا أَن كَانَ يسطيعها)
)
وَمِنْه لغز فِي الزر والعروة
(وناكحة بِلَا منهر حليلاً
…
بِهِ يغدى إِلَيْهَا أَو يراح)
(أحل الْمُسلمُونَ لَهَا أخاها
…
بِعقد حلّه طلق مُبَاح)
(فَإِن سموهُ بَينهم نِكَاحا
…
فَفِي أَعْنَاقهم ذَاك النِّكَاح)
قَالَ ابْن عَدْلَانِ وَقد أجَاب عَنهُ أَبُو المحاسن رَحمَه الله تَعَالَى فَقَالَ
(تحاجيني ولفظك مثل در
…
لَهُ من فكرك الوارى نصاح)
(وقدحك فِي الْعُلُوم هُوَ الْمُعَلَّى
…
غَدَاة تجال فِي النادي القداح)
(بِفعل كُله ذكر صَحِيح
…
وانثى كلهَا فرج مُبَاح)
(وتفضى هَذِه وَيجب هَذَا
…
وَلَا يوذيهما ذَاك الْجراح)
وَمِنْه لغز فِي حجر القطايف
(ومجلو على الكرس
…
ي جلل وَجهه نقطا)
(دَرَاهِم عَاد طابعها
…
عَلَيْهِ لَهُنَّ ملتقطا)
(وَهن بِغَيْر أَجْنِحَة
…
طواير بَعضهنَّ قطا)
الشريف تَقِيّ الدّين القنائي مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم ابْن أَحْمد بن حجون الشَّيْخ الشريف تَقِيّ الدّين ابْن الشَّيْخ ضِيَاء الدّين القنائي بِالْقَافِ وَالنُّون كَانَ فَقِيها شَاعِرًا صَالحا سمع من أبي مُحَمَّد عبد الْغنى بن سُلَيْمَان وَأبي اسحق إِبْرَاهِيم بن عمر بن نصر بن فَارس وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وَسمع مِنْهُ الشَّيْخ عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور وَجَمَاعَة ودرس بِالْمَدْرَسَةِ المسرورية وَتَوَلَّى مشيخة خانقاه أرسلان الدوادار وَانْقطع بهَا وَتزَوج بعلما أُخْت الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد ورزق مِنْهَا ابْنَيْنِ فقيهين قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الادفوى كَانَ خَفِيفا لطيفا وَله شعر أَنْشدني لَهُ بعض أَصْحَابنَا بقوص مِمَّا نظمه سنة اثْنَتَيْنِ وَسبع ماية عِنْد مَا حصلت الزلزلة
(مجَاز حَقِيقَتهَا فاعبروا
…
لَا تعمروا هُوَ نوها تهن)
(وَمَا حسن بَيت لَهُ زخرف
…
ترَاهُ إِذا زلزلت لم يكن)
وَمن شعره
(من بعد فراقكم جرت لي أشيا
…
لَا يُمكن شرحها ليَوْم اللقيا)
)
(كم قلت لقلبي بَدَلا قَالَ بِمن
…
وَالله وَلَا بِكُل من فِي الدُّنْيَا)
مولده بقوص ظنا سنة خمس وَأَرْبَعين وست ماية ووفاته بِظَاهِر الْقَاهِرَة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية أَخْبرنِي من لَفظه القَاضِي تَاج الدّين مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن البارنبارى قَالَ قَالَ لي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْمَذْكُور لما نظمت مجَاز حَقِيقَتهَا فاعبروا الْبَيْتَيْنِ بَقِي نَفسِي شىء من كوني ذكرت فِي الشّعْر أَسمَاء سور من الْقُرْآن الْعَظِيم فَأتيت إِلَى الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق العَبْد رحمه الله فأنشدتهما لَهُ فَقَالَ لي لَو قلت وَمَا حسن كَهْف لَهُ زخرف لَكُنْت قد زِدْت ذَلِك
سُورَة رَابِعَة قَالَ فَقلت لَهُ يَا سَيِّدي افدتني وأفتيتني أَو كَمَا قَالَ وأنشدني قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ لغزاً فِي الْعين الباصرة
(ومحبوبة عِنْد الْمَنَام ضممتها
…
احس بهَا لكنني مَا نظرتها)
(لذيذة ضم لَا أُطِيق فراقها
…
وَرب لَيَال فِي هَواهَا سهرتها)
قلت مَا أحسن قَوْله فِي هَواهَا سهرتها وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ
(حَيَاة الْمنَازل سكانها
…
همم روحها وَهِي جثمانها)
(اضاءت بِمن حلهَا بهجة
…
كَمَا حل بِالْعينِ أنسانها)
(وللظاعنين تحن الديار
…
كَأَن الْأَحِبَّة أوطانها)
وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي الباذهنج
(كَأَنَّمَا الباذهنج قلع
…
علا على الْفلك حِين تسرى)
(لَكِن ذَاك الرِّيَاح اجرت
…
وَذَا غَدا للرياح يجرى)
وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي شيخ منحن مطيلس وَهُوَ تَشْبِيه غَرِيب
(كَالْعَيْنِ شيخ منحن
…
مطيلس اعرفه)
(تقويسها كظهره
…
ورأسها رفرفه)
وأنشدني قَالَ أَنْشدني من جهز إِلَيْهِ بورية فايتة
(دع الِاضْطِرَاب عَن الحيا
…
ة وخل نَفسك ثابته)
(وازرع فحبات القلو
…
ب بهَا الْمحبَّة نابته)
(وَذكرت فايتة وقم
…
للفور واقض الفايته)
ألب رسْلَان السلجوقي مُحَمَّد بن جغريبك بن سلجوق بن دقاق السُّلْطَان عضد الدولة أَبُو شُجَاع)
الب رسْلَان الملقب بالعادل أول من ذكر بالسلطنة على مَنَابِر بَغْدَاد قدم حلب وحاصرها سنة ثلث وَسِتِّينَ فَخرج إِلَيْهِ مَحْمُود بن نصر بن صَالح بن مرداسٍ صَاحبهَا مَعَ أمه فانعم عَلَيْهِ بحلب وَسَار إِلَى الْملك ديوجانس وَقد خرج من الْقُسْطَنْطِينِيَّة فالتقاه وأسره ثمَّ من عَلَيْهِ بالأطلاق وَكَانَ ملكا عادلا مهيبا مُعظما ولى السلطنة بعد وَفَاة عَمه طغرلبك اتوه بوالي قلعة اسْمه يُوسُف الْخَوَارِزْمِيّ فَأمر بَان يضْرب لَهُ أَرْبَعَة أوتار وتشد أَطْرَافه إِلَيْهَا فَقَالَ يُوسُف يَا مخنث مثلي يقتل هَذِه القتلة فَقَالَ السُّلْطَان خلوه وَأخذ الْقوس ورماه ثلث فردات سَاب فاخطأه فِيهَا وَلم يكن يُخطئ لَهُ سهم فأسرع يُوسُف إِلَيْهِ فَقَامَ السُّلْطَان عَن السرير وَنزل فعثر على وَجهه وبرك عَلَيْهِ يُوسُف وضربه بسكين كَانَت مَعَه فِي خاصرته وَلحق بعض الخدم يُوسُف فَقتله ارمني فَقتله وَحمل السُّلْطَان
وَهُوَ مثقل فَقضى محبه ووثب على يُوسُف فرَاش ارمني فَضَربهُ فِي رَأسه بمرزبة فَقتله وَمَات السُّلْطَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية وَنقل إِلَى مرو وَدفن بهَا فِي مدرسته وَجعل وَلَده ملكشاه ولى عَهده وَقَالَ المأموني فِي تَارِيخه أَنه لم يعبر الْفُرَات فِي قديم الزَّمَان وَلَا حَدِيثه فِي الْإِسْلَام ملك تركي قبل ألب رسْلَان فَإِنَّهُ أول من عبر الْفُرَات مُفِيد الدّين الأحواضي الشيعي مُحَمَّد بن الْجمال بن أبي صَالح عبد الله بن أبي أُسَامَة مُفِيد الدّين الأحواضي رَأس الشِّيعَة الغلاة وقدوتهم مَاتَ بقرية حراجل من جبل الجرد وَقد قَارب الْأَرْبَعين سنة أَربع وَسبعين وست ماية وَكَانَ كثير الْفُنُون لكنه احكم الْمنطق والفلسفة أَبُو قُرَيْش الْأَصَم مُحَمَّد بن جُمُعَة بن خلف الْقُهسْتَانِيّ الْأَصَم أَبُو قُرَيْش الْحَافِظ صنف المسندين على البواب وعَلى الرِّجَال وصنف حَدِيث مَالك وَشعْبَة وَالثَّوْري وَكَانَ متقنا يذاكر بِحَدِيث هولاء وروى عَنهُ أَبُو بكر الشَّافِعِي وَغَيره وَاتَّفَقُوا على صدقه وفضله
الْكَاتِب التَّمِيمِي مُحَمَّد بن جميل الْكَاتِب التَّمِيمِي الْكُوفِي مولى بني تَمِيم يَقُول لحميد بن عبد الحميد الطوسي
(لَئِن أَنا لم أبلغ بجاهك حَاجَة
…
وَلم يَك لي فِيمَا وليت نصيب)
(أَنْت أَمِير الأَرْض من حَيْثُ اطَّلَعت
…
لَك الشَّمْس قرينها وَحين تغيب)
الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن البابا مُحَمَّد بن جنكلي بن البابا بن مُحَمَّد بن الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن الْأَمِير بدر الدّين أحد أُمَرَاء الدولة الناصرية بِالْقَاهِرَةِ ووالده أكبر أَمِير فِي الدولة يجلس رَأس)
الميمنة بعد الْأَمِير جمال الدّين آقوش نايب الكرك وَلم يزل مُعظما عِنْد السُّلْطَان موقرا مكرما وَكَانَ نَاصِر الدّين صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة جمال مواكب الديار المصرية وَجها وصباحة وَقدرا وشكلاً محبباً تَامّ الْخلق حسن الْخلق لم يكن فِي زَمَانه أحسن وَجها مِنْهُ وَتُوفِّي فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسبع ماية وَقد تجَاوز الْأَرْبَعين كتب طبقَة واشتغل فِي غَالب الْعُلُوم وَلم يزل مواظبا عل سَماع الحَدِيث وَاخْتَلَطَ بالشيخ فتح الدّين كثيرا وَعنهُ أَخذ معرفَة النَّاس وأيامهم وطبقاتهم وَأَسْمَاء الرِّجَال وَكَانَ آيَة فِي معرفَة فقه السّلف وَنقل مذاهبهم وأقوال الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَهَذَا أَجود مَا عرفه مَعَ مُشَاركَة جَيِّدَة فِي الْعَرَبيَّة والطب والموسيقى وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت وَلم يكن فِي النّظم طبقَة بل هُوَ متوسط وَرُبمَا تعذر عَلَيْهِ حينا لَكِن لَهُ ذوق فِي الْأَدَب يفهم لطف الْمعَانِي ويدركها ويهتز للفظ السهل ويطرب لنكت الشُّعَرَاء الْمُتَأَخِّرين كالجزار والوراق وَابْن النَّقِيب وَابْن دانيال وَابْن الْعَفِيف وَمن أشبههم ويستحضر من مجون ابْن الْحجَّاج جملَة اجْتمعت بِهِ رحمه الله غير مرّة رَأَيْت مَه أنسا كثيرا ووداً أثيرا وَكَانَ يتمذهب الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل
رضى الله عَنهُ أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ غير مرّة
(بك استجار الْحَنْبَلِيّ
…
مُحَمَّد بن جنكلي)
(فَاغْفِر لَهُ ذنُوبه
…
فَأَنت ذُو التفضل)
وَفِي آخر الْأَمر مَال إِلَى الظَّاهِر وَرَأى رأى ابْن حزم لِأَنَّهُ كَانَ كثير المطالعة لكَلَامه وَكَانَ فِيهِ إِيثَار وبر لأهل الْعلم وَلَا يزَال يُجَالس الْفُضَلَاء والفقراء وَيُخَير محادثتهم على مجالسة الْأُمَرَاء والأتراك كثير الْميل إِلَى من يهواه لَا يزَال متيما هايما يذوب صبَابَة ووجداً يستحضر فِي هَذِه الْحَالة لما ناسبها من شعر الشريف الرضى ومهيار ومتيمي الْعَرَب جملَة يترنم بهَا ويراسل بهَا ويعاتب خرج لَهُ شهَاب الدّين أَحْمد بن أَبِيك الدمياطي أَرْبَعِينَ حَدِيثا وَحدث بهَا قبل مَوته وَقد شاركته فِي بعض سماعاته وَسمع بِقِرَاءَتِي بعض تصانيف الشَّيْخ فتح الدّين وَلما بلغتني وَفَاته قلت ارثيه رحمه الله وضمنت القصيدة أعجاز أَبْيَات قصيدة أبي الطّيب المتنبي وَهِي
(هِيَ الْأَيَّام لَيْسَ لَهَا ذمام
…
وَلَيْسَ لَهَا على عهد دوَام)
(نصبنا للردى غَرضا فاصمت
…
حشانا من رزاياه السِّهَام)
(وَمَا بعد الرَّضَاع وَذَاكَ حق
…
تبين عندنَا إِلَّا الْفِطَام)
)
(نسير على مطايا للمنايا
…
وَفِي كف الزَّمَان لَهَا زِمَام)
(إِذا متْنا تنبهنا لهول
…
ترى أَن الْحَيَاة هِيَ الْمَنَام)
(ألم تَرَ كَيفَ عاث الدَّهْر فِينَا
…
واودى نَاصِر الدّين الْهمام)
(فشق الرَّعْد جيب السحب لما
…
تلهب برقها وَبكى الْغَمَام)
(فيا أسفا لوجه كَانَ يَبْدُو
…
فيستحي لَهُ الْقَمَر التَّمام)
(وَيَا لشمايل كم هام فِيهَا
…
فؤاد مَا يسليه المدام)
(وَيَا لخلايق كالروض لما
…
تفتح عَن ازاهره الكمام)
(وَيَا لفضايل قُلْنَا لَدَيْهَا
…
افدنا أَيهَا الحبر الْأَمَام)
(وَيَا لكتابة كالدر لما
…
يؤلفها على النَّحْر انتظام)
(وَكَانَ يرام فِي بذل العطايا
…
وَأما فِي الْجِدَال فَمَا يرام)
(وَلم نر فِي الزَّمَان لَهُ شَبِيها
…
وَأَن كثر التجمل وَالْكَلَام)
(أيا من فِي الرّقاب لَهُ أياد
…
هِيَ الأطواق وَالنَّاس الْحمام)
(لَئِن عَمت مصيبتك البرايا
…
وَصَارَ بهَا على الدُّنْيَا ظلام)
(فكم حسنت بك الْأَوْقَات حَتَّى
…
كَأَنَّك فِي فَم الدُّنْيَا ابتسام)
(ستندبك المواكب كل يَوْم
…
ويبكيك المثقف والحسام)
(لِأَنَّك مَا شهِدت الْحَرْب إِلَّا
…
تَعَالَى الْجَيْش وانحط القتام)
(فَلَو تفدى بذلنا كل نفس
…
لِأَن حَلَال بقايانا حرَام)
(وَلَو رد الرَّحَى حَرْب لشبت
…
وَكَانَ وقودها جثث وهام)
(وكف الْخطب عَنْك كفاة أهل
…
هم فِي الروع أمجاد كرام)
(أَب وَأَخ هما ليثا عرين
…
إِذا مَا كَانَ للحرب اصطلام)
(يعز عَلَيْهِمَا أَن بت فَردا
…
وجالت فِي محاسنك الْهَوَام)
(وَمَا تركاك رهن الترب عمدا
…
وَلَكِن مَعْدن الذَّهَب الرغام)
(فنم فَلَو افْتَرَقت لفعل بر
…
لاعطوك الَّذِي صلوا وصاموا)
(وَمَا تحْتَاج عِنْد الله قربى
…
مواهبه لنا ابداً جسام)
(فللرحمن لطف واعتناء
…
بِمن بِالْعلمِ كَانَ لَهُ اعتصام)
)
(فكم اذريت خوف الله دمعاً
…
غمايمه إِذا انهلت سجام)
(قضيتك بالرثا حَقًا أكيداً
…
لِأَن بِصُحْبَة يجب الذمام)
(ساجعل طيب ذكرك لي سميراً
…
وَمن يعشق يلذ لَهُ الغرام)
(وَأَرْجُو الله أَن يوليك رحمى
…
وَمن إِحْدَى عطاياه الدَّوَام)
(فَلَا تبعد فَنحْن عَلَيْك وَفد
…
وغايتنا لهَذَا وَالسَّلَام)
وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ لما اخْرُج السُّلْطَان خَلِيل ابْن بلغدار إِلَى الشَّام بِسَبَبِهِ وَكَانَ لَهُ إِلَيْهِ ميل عَظِيم
(وَمن حَيْثُمَا غيبت عَنى ظَاهرا
…
وسرت عل رغمى وفار قتنى قسرا)
(أَقمت وَلَكِنِّي وعيشك آيس
…
من الرّوح بعد الْخلّ أَن تسكن الصدرا)
(فكم عِبْرَة للعين أجريتها دَمًا
…
وَكم حرق فِي الصَّدْر أذكيتها جمرا)
(لَعَلَّ الَّذِي أضحى لَهُ الْأَمر كُله
…
على طول مَا القاه يحدث لي أمرا)
أَبُو عبد الله السمري الْكَاتِب مُحَمَّد بن الجهم بن هرون السمري بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة وَتَشْديد الْمِيم الْمَفْتُوحَة وَبعدهَا رَاء أَبُو عبد الله الْكَاتِب مَاتَ سنة سبع وَسبعين وماتين عَن تسع وَثَمَانِينَ سنة سمع يعلى بن عبيد الطنافسي وَعبد الْوَهَّاب بن عَطاء وَيزِيد بن هرون وآدَم بن أبي أياس وروى عَن الْفراء تصانيفه وروى عَنهُ الْحَافِظ مُوسَى بن هرون وَالْقسم بن مُحَمَّد
الْأَنْبَارِي وَأَبُو بكر بن مُجَاهِد الْمُقْرِئ ونفطويه واسمعيل بن مُحَمَّد الصفار وَغَيرهم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هُوَ ثِقَة صَدُوق وَهُوَ القايل يمدح الْفراء قصيدة مِنْهَا
(نَحْو أحسن النَّحْو فَمَا فِي
…
هـ معيب وَلَا بِهِ ازراء)
(لَيْسَ من صَنْعَة الضعايف لَكِن
…
فِيهِ فقه وَحِكْمَة وضياء)
(حجَّة توضح الصَّوَاب وَمَا قا
…
ل سواهُ فَبَاطِل وخطاء)
(لَيْسَ من قَالَ بِالصَّوَابِ كمن قا
…
ل بِجَهْل وَالْجهل دَاء عياء)
(وَكَأَنِّي أرَاهُ يملى علينا
…
وَله وَاجِبا علينا الدُّعَاء)
(كَيفَ نومي على الْفراش وَلما
…
تَشْمَل الشَّام غَارة شعواء)
(تذهل الْمَرْء عَن بنيه وتبدي
…
عَن خدام العقيلة الْعَذْرَاء)
قلت هَذَانِ البيتان الأخيران لعبد الله بن قيس الرقيات وإعرابهما مُشكل وَأما شعر هَذَا السمري)
فبئس الشّعْر مَعَ مَا فِيهِ من مد الْمَقْصُور وَهُوَ عيب
مُحَمَّد بن أبي الجهم بن حُذَيْفَة كَانَ هُوَ وَمُحَمّد بن أبي حُذَيْفَة فِي قصر الْعَرَصَة فأنزلهما مُسلم بالأمان وقتلهما سنة ثلث وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ
الْأَمِير ابْن جهور مُحَمَّد بن جهور بن مُحَمَّد بن جهور الْأَمِير أَبُو الْوَلِيد ابْن أبي الحزم رَئِيس قرطبة ومدبر أمرهَا كوالده قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الحَدِيث واعتني بالرواية توفّي معتقلا فِي سجن ابْن عباد فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية
التلعفرى الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن جَوْهَر بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله التعفرى الْمُقْرِئ المجود الصُّوفِي ولد بتلعفر سنة خمس عشرَة وَقَرَأَ على أبي اسحق بن وثيق التَّيْسِير لأبي عَمْرو وَأخذ عَنهُ التجويد ومخارج الْحُرُوف وَسمع بحلب من ابْن رَوَاحَة وَابْن خَلِيل وَالصَّلَاح مُوسَى بن رَاجِح وَغَيرهم قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قدم علينا دمشق وقرأت عَلَيْهِ مقدمته فِي التجويد وجزءاً من الحَدِيث كَانَ شَيخا ظريفا فِيهِ دعابة وَحسن محاضرة توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وست ماية
أَبُو عبد الله السمين مُحَمَّد بن حَاتِم بن مَيْمُون أَبُو عبد الله السمين الْبَغْدَادِيّ كَانَ صَاحب غَزْو قَالَ الْتَقَيْنَا الرّوم فأخذني روع فَقلت لنَفْسي أَي كذابة أَيْن مَا كنت تدعين ثمَّ نزلت النَّهر وَاغْتَسَلت وَأخذت سلاحي وأتيت من وَرَاء الرّوم وَكَبرت تَكْبِيرَة عَظِيمَة وَكَانَ النَّصْر للروم فَلَمَّا سمعُوا التَّكْبِيرَة ظنُّوا أَن كميناً وَرَاءَهُمْ فَانْهَزَمُوا ومنح الله الْمُسلمين أكتافهم قتلا وأسراً روى
عَن سفين بن عُيَيْنَة وَغَيره وَاخْتلفُوا فِيهِ توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وماتين روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَوَثَّقَهُ ابْن حبَان
مُحَمَّد بن حَاتِم بن خُزَيْمَة أَبُو جَعْفَر الْأَسَامِي بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين الْمُهْملَة وَبعد الْألف مِيم من ولد أُسَامَة بن زيد الْحبّ الكشى المعمر توفّي سنة تسع وثلثين وَثلث ماية
مُحَمَّد بن الْحَرْث بن أَسد أَبُو عبد الله الحشنى القيرواني الْحَافِظ دخل الأندلس وَتمكن من صَاحبهَا الحكم بن النَّاصِر وصنف لَهُ كتبا مِنْهَا كتاب الإتفاق وَالِاخْتِلَاف فِي مَذْهَب مَالك وَكتاب الْفتيا وتاريخ الأفريقيين وَالنّسب قَالَ ابْن الفرضى بَلغنِي أَن صنف ماية ديوَان وَكَانَ شَاعِرًا بليغا لكنه يلحن وَكَانَ يعاني الكيمياء وَاحْتَاجَ بعد موت الحكم إِلَى أَن جلس فِي حَانُوت ييع الأدهان وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثلث ماية
مُحَمَّد بن الْحَرْث بن بسخنر أَبُو جَعْفَر يَزْعمُونَ أَنه مولى الْمَنْصُور قَالَ صَاحب الأغاني)
احسبه وَلَاء خدمَة لَا وَلَاء عتق أَصله من الرّيّ وَكَانَ يزْعم أَنه من ولد بهْرَام جُوَيْن وَولد بِالْحيرَةِ وَكَانَ يغنى مرتجلا لِأَن أصل مَا غنى عَلَيْهِ المعزفة وَكَانَت تحمل مَعَه إِلَى دَار الْخَلِيفَة فَمر بهَا غُلَامه يَوْمًا فَقَالَ قوم كَانُوا جُلُوسًا على الطَّرِيق مَعَ هَذَا الْغُلَام مصيدة الفار فَقَالَ بَعضهم لَا هَذِه معزفة مُحَمَّد بن الْحَرْث فَحلف مُحَمَّد بن الْحَرْث بِالطَّلَاق وَالْعتاق أَنه لَا يغنى بهَا أبدا وَكَانَ أحسن خلق الله أَدَاء وَسُرْعَة أَخذ للغناء وَكَانَ لِأَبِيهِ الْحَرْث جوَار محسنات وَكَانَ الْموصِلِي يرضاهن ويأمرهن أَن يطرحن على جواريه
أَبُو معوية الضَّرِير مُحَمَّد بن حَازِم أَبُو معوية الضَّرِير مولى بني عَمْرو بن سعد بن زيد مَنَاة التَّيْمِيّ من الطَّبَقَة السَّابِعَة من أهل الْكُوفَة ولد سنة ثلث عشرَة وماية ذهب بَصَره وَله أَربع سِنِين جرى لَهُ مَعَ هرون الرشيد حَدِيث مِنْهُ قَالَ هرون لَا يثيب أحد خلَافَة عَليّ بن أبي طَالب إِلَّا قتلته فَقَالَ وَلم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَت تيم منا خَليفَة وَقَالَت عدى منا
خَليفَة وَقَالَت بَنو أُميَّة منا خَليفَة فَأَيْنَ حظكم يَا بني هَاشم من الْخلَافَة لَوْلَا على فَقَالَ صدقت لَا ينفى أحد عليا من الْخلَافَة إِلَّا قتلته توفّي سنة أَربع وَتِسْعين وماية بِخِلَاف فِي ذَلِك قدم بَغْدَاد وَحدث عَن الْأَعْمَش وَكَانَ اثْبتْ أَصْحَابه لِأَنَّهُ لَازمه عشْرين سنة وروى عَن هِشَام بن عُرْوَة وَلَيْث بن أبي سليم وروى عَنهُ أَحْمد وَابْن معِين وَالْحسن بن عَرَفَة وَآخَرُونَ وَكَانَ يحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ثِقَة قَالَ ابْن سعد كَانَ يُدَلس وَكَانَ مرجئاً وَلم يشْهد وَكِيع جنَازَته وَهَذَا أَبُو معوية غير أبي معوية الْأسود لِأَن ذَلِك اسْمه الْيَمَان نزل طرسوس وَصَحب سفين الثَّوْريّ وَابْن أدهم والفضيل وَكَانَ عَظِيم الزّهْد ولورع أسود اللَّوْن من موالى نَبِي أُميَّة كَانَ ابْن معِين يَقُول أَن كَانَ بقى أحد من البدال فَأَبُو معوية الْأسود ذهب بَصَره آخر عمره فَكَانَ إِذا أَرَادَ أَن يقْرَأ فِي الْمُصحف رد الله عَلَيْهِ بَصَره فَإِذا ترك الْقِرَاءَة ذهب بَصَره
الْبَاهِلِيّ مُحَمَّد بن حَازِم الْبَاهِلِيّ أَبُو جَعْفَر هُوَ مولى باهلة كَانَ يهجو مُحَمَّد بن حميد الطوسي عَتبه يحيى بن أَكْثَم على اختصاره الشّعْر فَقَالَ
(أبي لي أَن أطيل الشّعْر قصدي
…
إِلَى الْمَعْنى وَعلمِي بِالصَّوَابِ)
(وإيجازي بمختصر قريب
…
حذفت بِهِ الفضول من الْجَواب)
(فابعثهن بمختصر قريب
…
حذفت بِهِ الفضول من الْجَواب)
(فابعثهن أَرْبَعَة وستاً
…
مثقفة بِأَلْفَاظ عَذَاب)
)
(وَهن إِذا وسمت بِهن قوما
…
كاطواق الحمايم فِي الرّقاب)
(وَهن وَإِن أَقمت مَا فرات
…
تهاداها الروَاة مَعَ الركاب)
ابْن حَاطِب الجُمَحِي مُحَمَّد بن خَاطب الجُمَحِي أَخُو الْحَرْث بن حَاطِب لَهُ صُحْبَة وَحَدِيث وَاحِد فِي الضَّرْب بالدف فِي النِّكَاح روى عَنهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة توفّي سنة أَربع وَسبعين لِلْهِجْرَةِ
مُحَمَّد بن حَامِد بن الْحَرْث أَبُو رَجَاء الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بالسراج نزيل مَكَّة توفّي سنة ثلث وَأَرْبَعين وَثلث ماية
ابْن حبَان مُحَمَّد بن حبَان بن أَحْمد بن حبَان بن معَاذ ابْن معبد بن سهيد بن هدبة بن مرّة أَبُو حَاتِم التَّمِيمِي البستي الْحَافِظ الْعَلامَة صَاحب التصانيف مَعَ بالعراق وَالشَّام ومصر الجزيرة وخراسان والحجاز من الْكِبَار وروى عَنْهُم وروى عَنهُ الْحَاكِم وَغَيره ولى قَضَاء سَمَرْقَنْد زَمَانا وَكَانَ من فُقَهَاء الدّين وحفاظ الْآثَار عَالما بالطب والنجوم وفنون الْعلم ألف الْمسند الصَّحِيح والتاريخ والضعفاء وَفقه النَّاس بسمرقند وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة نبيلا ذكره ابْن الصّلاح فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة فَقَالَ غلط الْغَلَط الْفَاحِش فِي تصرفه قَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الْأَنْوَاع والتقاسيم ولعلنا قد كتبنَا عَن أَكثر من ألف شيخ قَالَ أَبُو اسمعيل الْأنْصَارِيّ سَمِعت عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد يَقُول سَمِعت أبي يَقُول انكروا عل ابْن حبَان قَوْله النُّبُوَّة الْعلم وَالْعَمَل فحكموا عَلَيْهِ بالزندقة وهجر وَكتب فِيهِ إِلَى الْخَلِيفَة فَكتب بقتْله قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَول ابْن حبَان كَقَوْل النَّبِي صلى الله عليه وسلم الْحَج عَرَفَة وَفِي ذَلِك أَحَادِيث وَمَعْلُوم أَن الرجل لَو وقف بِعَرَفَة فَقَط مَا صَار بذلك حَاجا وَإِنَّمَا ذكر أشهر أَرْكَان الْحَج وَكَذَلِكَ ابْن حبَان ذكر اكمل نعوت النَّبِي فَلَا يكون العَبْد نَبيا إِلَّا أَن يكون عَالما عَاملا وَلَو كَانَ عَالما عَاملا فَقَط لما عد نَبيا إِذْ حِيلَة للبشر فِي اكْتِسَاب النُّبُوَّة توفّي ابْن حبَان سنة أَربع وَخمسين وَثلث ماية
السهر وردى الْمَقْتُول الشَّافِعِي مُحَمَّد بن حبش بن أميرك شهَاب الدّين أَبُو الْفتُوح السهروردى الْحَكِيم الْمَقْتُول بحلب اخْتلف فِي اسْمه فَقَالَ صَاحب الْمرْآة مُحَمَّد السهروردي وَلم يذكر أَبَاهُ وَقَالَ ابْن أبي اصبيعة فِي تَارِيخ الْأَطِبَّاء عمر وَلم يذكر أَبَاهُ وَقَالَ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان يحيى بن حبش بن أميرك بالجاء الْمُهْملَة وَالْبَاء ثَانِي الْحُرُوف والشين والمعجمة فِي)
أَبِيه وجده أميرك أَمِير فِي آخِره كَاف وَلَعَلَّ هَذِه التَّسْمِيَة هِيَ الصَّحِيح قَرَأَ الْحِكْمَة وأصول الْفِقْه على الشَّيْخ مجد الدّين الجيلي بمراغة وَهَذَا الجيلي على مَا ذكره ابْن خلكان شيخ الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ وَكَانَ السهروردي مفرط الذكاء فصيح الْعبارَة حكى عَنهُ بعض فُقَهَاء الْعَجم قَالَ خرجنَا مَعَه من دمشق فَلَمَّا كُنَّا بالقابون على بَاب دمشق لَقينَا قطيع غنم مَعَ تركمان فَقُلْنَا يَا مَوْلَانَا نُرِيد من هَذَا القطيع رَأس غنم فَقَالَ معي عشرَة دَرَاهِم خذوها واشتروا بهَا رَأْسا
فاشترينا رَأْسا ومشينا بِهِ قَلِيلا فلحقنا رَفِيق التركماني وَقَالَ ردوا الرَّأْس وخذوا أَصْغَر مِنْهُ فَإِن هَذَا مَا عرف يبيعكم لِأَن هَذَا الرَّأْس وامضوا بِهِ وَأَنا أَقف مَعَه وأرضيه فَلَمَّا ابعدنا قَلِيلا تَركه الشَّيْخ ولحقنا وَبَقِي التركماني يمشى ويصيح بِهِ وَهُوَ لَا يلْتَفت عَلَيْهِ فَلَمَّا لم يكلمهُ لحقه وجذب يَده الْيُسْرَى بغيظ وَقَالَ ابْن تروح وتخليني فَإِذا بيد الشَّيْخ قد انخلعت من كتفه وَبقيت فِي يَد التركماني وَالدَّم يجرى فبهت التركماني وَرمى الْيَد وَخَافَ فَرجع الشَّيْخ وَأخذ تِلْكَ الْيَد بِيَدِهِ الْيُمْنَى ولحقنا وبقى التركماني رَاجعا وَهُوَ يلْتَفت إِلَيْهِ حَتَّى غَابَ عَنهُ فَلَمَّا وصل إِلَيْنَا رَأينَا فِي يَده منديلا لَا غير قَالَ شمس الدّين ابْن خلكان ويحكى عَنهُ من هَذَا كثير وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب وتلقب بالمؤيد بالملوكت وَكَانَ يتهم بانحلال العقيدة وَرَأى الحكاء قَالَ سيف الدّين الْآمِدِيّ اجْتمعت بِهِ فِي حلب فَقَالَ لي لَا بُد أَن اتملك فَقلت من أَيْن لَك هَذَا قَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي شربت الْبَحْر وَلَا بُد أَن أملك الأَرْض فَقلت لَهُ لَعَلَّ هَذَا يكون اشتهار الْعلم وَمَا يُنَاسب هَذَا فرأيته لَا يرجع عَمَّا فِي نَفسه ورأيته كثير الْعلم قَلِيل الْعقل وَدخل إِلَى حلب وَاجْتمعَ بِالظَّاهِرِ غازى ابْن صَلَاح الدّين واستماله واراه أَشْيَاء فَارْتَبَطَ عَلَيْهِ فَبلغ الْخَبَر صَلَاح الدّين فَكتب إِلَيْهِ يَأْمُرهُ بقتْله وصمم عَلَيْهِ فاعتقله فِي قلعة حلب فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة بعد الصَّلَاة سلخ ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية أَخْرجُوهُ مَيتا من الْحَبْس فَتفرق عَنهُ أَصْحَابه وَقيل صلب أَيَّامًا وَلما تحقق الْقَتْل كَانَ كثيرا مَا ينشد
(أرى قدمى أراق دمي
…
وَهَان دمي فها ندمي)
وَهَذَا من قَول أبي الْفَتْح البستي
(إِلَى حتفي سعى قدمي
…
أرى قدمي أراق دمي)
(فَلم أَنْفك من نَدم
…
وَلَيْسَ بنافعي ندمي)
وَمن نظمه فِي مَادَّة قَول ابْن سينا فِي النَّفس)
(خلعت هياكلها بجرعاء الْحمى
…
وصبت لمغناها الْقَدِيم تشوقا)
(وتلفتت نَحْو الديار فشاقها
…
ربع عفت اطلاله فتمزقا)
(وقفت تسايله فَرد جوابها
…
رَجَعَ الصدى أَن لَا سَبِيل إِلَى البقا)
(فَكَأَنَّهَا برقٌ تألق بالحمى
…
ثمَّ انطوى فَكَأَنَّهُ مَا ابرقا)
قلت وَبَينهمَا فرق بعيد وبون لَان أَبْيَات الرئيس امتن أعذب وافصح وأطول وَمن تصانيفه التنقيحات فِي أصُول الْفِقْه والتلويحات وَهُوَ أَكثر مسايل من إشارات الرئيس والهياكل وَحِكْمَة الْإِشْرَاق وَالْحكمَة الغريبة فِي نمط رِسَالَة حَيّ بن يقظان ورسايل كَثِيرَة وادعية فِيهَا تمجيد وتقديس لله تَعَالَى وَالنَّاس مُخْتَلفُونَ فِي صَلَاحه وزندقته وَالَّذِي افتى بقتْله الشَّيْخَانِ زين الدّين ومجد الدّين ابْنا جهبل وَمن دعايه اللَّهُمَّ خلص لطيفي من هَذَا الْعَالم الكثيف قَالَ سبط ابْن الجوزى فِي الْمرْآة فَجَمعهُمْ لمناظرته يعْنى الظَّاهِر غازى جمع الْفُقَهَاء
لمناظرة السهروردي فناظروه وَظهر عَلَيْهِم بعبارته فَقَالُوا أَنَّك قلت فِي بعض مصنفاتك أَن الله قَادر على أَن يخلق نَبيا وَهَذَا مُسْتَحِيل فَقَالَ لَهُم وَمَا وَجه استحالته فَإِن الْقَادِر هُوَ الَّذِي لَا يمْتَنع عَلَيْهِ شىء فتعصبوا عَلَيْهِ فحبسه الظَّاهِر وَجَرت بِسَبَبِهِ خطوب وشناعات وَكَانَ دنى الهمة زرى الْخلقَة دنس الثِّيَاب وسخ الْبدن لَا يغسل لَهُ ثوبا وَلَا جسما وَلَا يدا من زهومة وَلَا يقص ظفرا وَلَا شعرًا وَكَانَ الْقمل يَتَنَاثَر على وَجهه وَيسْعَى على ثِيَابه وكل من رَآهُ يهرب مِنْهُ وَهَذِه الْأَشْيَاء تنافى الْحِكْمَة وَالْعقل وَالشَّرْع انْتهى وَأورد لَهُ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان قصيدة حائية أَولهَا
(أبدا تحن إِلَيْكُم الْأَرْوَاح
…
ووصالكم ريحانها والراح)
(وَقُلُوب أهل ودادكم تشتاقكم
…
والى لذيذ لقايكم ترتاح)
(وَا رحمتا للعاشقين تحملوا
…
ستر الْمحبَّة والهوى فضاح)
(بالسر إِن باحوا تُبَاح دِمَاؤُهُمْ
…
وَكَذَا دِمَاء البايحين تُبَاح)
(وَإِذا هم كتموا تحدث عَنْهُم
…
عِنْد الوشاة المدمع السفاح)
(وبدت شَوَاهِد للسقام عَلَيْهِم
…
فِيهَا لمشكل أَمرهم أيضاح)
(خفض الْجنَاح لكم وَلَيْسَ عَلَيْكُم
…
للصب فِي خفض الْجنَاح جنَاح)
(فَإلَى لقاكم نَفسه مرتاحة
…
والى رضاكم طرفه طماح)
)
(عودوا بِنور الْوَصْل من غسق الجفا
…
فالهجر ليل والوصال صباح)
(صافاهم فصفوا لَهُ فقلوبهم
…
فِي نورها الْمشكاة والمصباح)
(وتمتعوا فالوقت طَابَ بقربهم
…
راق الشَّرَاب ورقت الأقداح)
(يَا صَاح لَيْسَ على الْمُحب ملامة
…
أَن لَاحَ ف أفق الْوِصَال صباح)
(لَا ذَنْب للعشاق أَن غلب الْهوى
…
كتمانهم فنمى الغرام وباحوا)
(سمحوا بِأَنْفسِهِم وَمَا بخلوا بهَا
…
لما دروا أَن السماح رَبَاح)
(ودعاهم داعى الحقايق دَعْوَة
…
فَغَدوْا بهَا متأنسين وراحوا)
(ركبُوا على سفن الوفا فدموعهم
…
بَحر وَشدَّة شوقهم ملاح)
(وَالله مَا طلبُوا الْوُقُوف بِبَابِهِ
…
حَتَّى دعوا واتاهم الْمِفْتَاح)
(لَا يطربون لغير ذكر حبيبهم
…
أبدا فَكل زمانهم افراح)
(حَضَرُوا وَقد غَابَتْ شَوَاهِد ذاتهم
…
فتهتكوا لما رَأَوْهُ وصاحوا)
(أفناهم عَنْهُم وَقد كشفت لَهُم
…
حجب البقا فتلاشت الْأَرْوَاح)
(فتشبهوا أَن لم تَكُونُوا مثلهم
…
أَن التَّشَبُّه بالكرام فلاح)
(قُم يَا نديم إِلَى المدام فهاتها
…
فِي كأسها قد دارت الأقداح)
(من كرم إكرام بدن ديانَة
…
لَا خمرة قد داسها الْفَلاح)
وَمن كَلَامه وَقد سَمَّاهُ وَارِد التَّقْدِيس الْأَعْلَى لكل يَوْم تعاليت مَوْلَانَا مِنْك السَّلَام وَإِلَيْك السَّلَام أَنْت وَاجِب الْوُجُود الْوَاحِد من جَمِيع الْوُجُوه لَا وَاجِب فِي الْوُجُود غَيْرك أَنْت إِلَه الْآلهَة لَا إِلَه للْعَالمين سواك توحدت بالمجد الأرفع والسناء الْأَعْظَم واللاهوت الْأَكْبَر والنور الأقهر والجلال الْأَعْلَى والكمال الأتم والجود الْأَعَمّ وَالْخَيْر الأبسط والبهاء الْأَشْرَف والضياء الْأَظْهر والكبرياء الْأَقْوَى والطول الْأَفْضَل وَالْملك الأوسع وَالْجمال الأبهى واللقاء الأكرام والجبروت الْمُقَدّس والملكوت الطَّاهِر سُبْحَانَكَ مبدع الْكل أول الأوايل مبدأ المبادئ موجد جَمِيع الماهيات مظهر كل الهويات مسبب الْأَسْبَاب رب الأرباب فعال العجايب وَمَا هُوَ اعْجَبْ من العجايب متقن اللطايف وَمَا هُوَ الطف من اللطايف آلَة الْعُقُول الفعالة والذوات الْمُجَرَّدَة عَن الْموَاد والأمكنة والجهات الَّتِي هِيَ الْأَنْوَار الْقَاهِرَة الْمُفَارقَة من جَمِيع الْوُجُوه وهم الكاملون الأقربون وَآلَة النُّفُوس الناطقة الْبَريَّة عَن حُلُول الْمَكَان والانطباع فِي الْأَجْسَام الْمُدبرَة للإجرام لَا)
بالاتصال والمماسة المستفيدة من الْعَالم العقلى مِنْك مبدأها وَإِلَيْك مُنْتَهَاهَا وَآلَة المحدد الْأَعْلَى سَمَاء السَّمَوَات مُنْتَهى الإشارات وَجَمِيع الْأَشْيَاء الشَّرِيفَة الْكَرِيمَة الفلكية ممتنعة الْخرق وَالْفساد واضوايها النيرة الرفيعة وَآلَة جَمِيع العنصريات بسايطها ومركباتها تَبَارَكت اللَّهُمَّ يَا حَيّ يَا قيوم يَا سبوح يَا قدوس يَا رب الْمَلأ الْأَعْلَى يَا نور النُّور يَا صانع السرمد مِنْك الْأَزَل وَبِك الْأَبَد أَنْت موجد كل مَا اتّصف بعرضية أَو جوهرية أَو كَثْرَة أَو وحدة أَو علية أَو معلولية وَإِلَيْك نِهَايَة الرغبات غرقت ذَوَات القديسين فِي أبحر انوارك رَأْيك عيونهم بشعاع ذاتك الغاشي المغرق وَمَا رأتك بإحاطة أَنَّك أَنْت المتعالي القاهر لجَمِيع الآنيات بنورك الَّذِي لَا يتناهى وَلَا يقهرك شىء من الْأَشْيَاء لَا يتَّصل بك شىء احْتَجَبت بِشدَّة ظهورك وَكَمَال نورك لَيْسَ لعبيدك الْأَنْوَار القاهرين الْأَقْرَبين اللاهوتين المجردين عَن الْعُيُون والمواد ضد وَلَا ممانع وَلَا زَوَال وَلَا فنَاء وَلَا يقدر الْبشر أَن يحْمَدُوا أَو يمدحوا أقلهم مرتبَة على مَا يَلِيق بِكَمَالِهِ فَكيف نحمد ونحصى ثَنَاء على من غرق فِي نور قهره وانطمس فِي بِنَاء مجده اعظم طبقَة عجز الواصفون عَن وصف أصغرها مرتبَة كفرت بِمن زعم أَن لَك كيقية أَو كمية أَو أَيّنَا أَو وضعا أَو حجما أَو عرضا من الْأَعْرَاض أَو وَصفا من الْأَوْصَاف إِلَّا لضَرُورَة الْعبارَة والتفهيم أَنْت الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ نور الْأَنْوَار الْمَحْمُود بالسلب لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك اشتاقت الذوات الطاهات إِلَيْك وخضعت رِقَاب الموجودات بَين يَديك وتوكلت النُّفُوس الزاكيات عَلَيْك أَنْت فَوق مَا لَا يتناهى أَسأَلك أَن تفيض على أنوارك وتكلمني بِمَعْرِِفَة أسرارك الشَّرِيفَة وَأَن تودني بِالنورِ وتعصمني بِالنورِ وتحشرني إِلَى النُّور واسألك الشوق إِلَى لقايك والانغماس فِي تَأمل كبريايك انصر اللَّهُمَّ أهل النُّور والاشراق وَبَارك فيهم وقدسهم وإيانا إِلَى أَبَد الآبدين ودهر الداهرين تمت
ابْن حبيب التنوخي مُحَمَّد بن حبيب التنوخي قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج شاع حاذق فِي المقطعات عَاجز عَن التَّطْوِيل قطعه كالنار فِي أَي معنى قصد على لوثة فِيهِ قَالَ ابْن رَشِيق سُئِلت فِي خَاتم فبعثته وكتبت مَعَه
(لَا بَأْس فِيمَا رأى السماح
…
أَن يُوهب الْخَاتم السِّلَاح)
(لم يلا يُبِيح الْأَنَام شَيْئا
…
تَصْحِيف معكوسه مُبَاح)
فَقَالَ ابْن حبيب بئس وَجه الطَّيرَة بالخاتم وصنع)
(من عَادَة الْخَاتم اعطاؤه
…
للمرسل الذَّاهِب والذاهيه)
(فَمن هُنَا خيفت مهاداته
…
لفرقة الصاحب والصاحبه)
واستدعى المناقضة ثِقَة بقوله فصنعت
(يَا ابْن حبيب أَنْت فِي غَفلَة
…
وَلم تجئ بِالْحجَّةِ الغالبه)
(لَا يدْفع الْإِنْسَان خيتامه
…
إِلَّا ليقضي حَاجَة غايبه)
(فاغطه من شِئْت تظفر بِهِ
…
فَإِن فِيهِ حسن العاقبه)
قَالَ وَكَانَ قد علق غُلَاما فَكلما زَارَهُ لم يُوَافقهُ وَإِذا حضر لم يزره وَكثر ذَلِك مِنْهُمَا فَقَالَ بِاللَّه تَعَالَى نصْنَع فِي هَذَا الْفَصْل بديهة فصنعت أَنا
(مَا بالنا نجفى فَلَا نوصل
…
إِلَّا خلافًا مثل مَا نَفْعل)
(تَأتي إِذا غبنا فَإِن لم نغب
…
جعلت لَا تأي وَلَا تسْأَل)
(كهاجر أحبابه زاير
…
اطلالهم من بعد أَن يرحلوا)
وصنع ابْن حبيب
(يَا تَارِكًا أَن لم اعب زورتي
…
وزايري رَأيا إِذا غبت)
(وددت أَن ودك لاينثنى
…
يزور فقداني لَو مت)
فحاكمني إِلَى بعض علما ينا فَقضى لَهُ وَأَنا أرى أَنِّي قد ظلمت فَلَمَّا رجعت إِلَى النّظر وجدت كَلَام صاحبنا أوجز قلت احسن من قوليهما قَول الآخر
(كأننا فِي فلك داير
…
فَأَنت تخفى وَأَنا اظهر)
قَالَ وَكَانَ كثيرا مَا يجالسنا غُلَام مليح ذُو خَال تَحت لحيه فَنظر مُحَمَّد يَوْمًا وَأَشَارَ إِلَى الْخَال ثمَّ اطرق سَاعَة ففهمت عَنهُ أَنه يصنع شَيْئا فصنعت بَيْتَيْنِ وَأَمْسَكت عَنْهُمَا خوف الْوُقُوع دونه فَلَمَّا رفع رَأسه قَالَ اسْمَع وَأنْشد
(يَقُولُونَ لم من تَحت صفحة خَدّه
…
تنزل خَال كَانَ منزله الخد)
(فَقلت رأى بهو الْجمال فهابه
…
فحط خضوعا مِثْلَمَا خضع العَبْد)
فَقلت أَحْسَنت أحسن الله إِلَيْك وَلَكِن اسْمَع قَالَ وصنعت شَيْئا قلت نعم وأنشدته
(حبذا الْخَال كاينا مِنْهُ بَين ال
…
جيد والخد رَقَبَة وحذارا)
(رام تقبيله اختلاسا وَلَكِن
…
خَافَ من لحظ طرفه فتوارى)
)
فَقَالَ فضحتنى قطع الله لسَانك وَاشْتَدَّ ضجره وادرد لَهُ
(ملكت لضيق معرفتي زَمَانا
…
إِلَى أَن كَانَ لي فِي الدَّهْر سر)
(فصرت مكَاتبا بالحجب عَنهُ
…
إِذا احكمت فضلا مر شهر)
(فَلم اعجز فصرت مليك امرى
…
وَمن وفى الْكِتَابَة فَهُوَ حر)
وَأورد لَهُ وقايع جرت مِنْهُ تدل على مَا كَانَ فِيهِ من اللوثة
ابْن حبيب الأخباري مُحَمَّد بن حبيب أَبُو جَعْفَر صَاحب كتاب المحبر اخباري صَدُوق وَاسع الرِّوَايَة عَارِف بأيام النَّاس وَهُوَ ابْن ملاعنة نسب إِلَى أمه توفّي سنة خمسين وماتين وَكتبه صَحِيحَة وروى كتب قطرب وَابْن الْكَلْبِيّ وَابْن الْأَعرَابِي وَله كتاب الْمُوشى وَغير ذَلِك قَالَ أَبُو الْحسن ابْن أبي رُؤْيَة عبرت إِلَى ابْن حبيب فِي مكتبه وَكَانَ يعلم ولد الْعَبَّاس بن مُحَمَّد فِي شكوك شَككت فِيهَا وروى مُحَمَّد بن مُوسَى الْبَرْبَرِي عَن ابْن حبيب قَالَ إِذا قلت للرجل مَا صناعتك فَقَالَ معلم فاصفع وَأنْشد ابْن حبيب
(أَن الْمعلم لَا يزَال معدما
…
لَو كَانَ علم آدم الْأَسْمَاء)
(من علم الصّبيان صبوا عقله
…
حَتَّى بنى الْخُلَفَاء وَالْخُلَفَاء)
قَالَ المرزباني وَكَانَ مُحَمَّد بن حبيب يُغير على كتب النَّاس فيدعيها وَيسْقط أَسْمَاءَهُم فَمن ذَلِك الْكتاب الَّذِي أَلفه اسمعيل بن أبي عبيد الله وَاسم أبي عبيد الله معوية وكنيته هِيَ الْغَالِبَة على اسْمه فَلم يذكرهَا لِئَلَّا يعرف وابتدأ فساق كتاب الرجل من أَوله إِلَى آخِره وَلم يُغير فِيهِ حرفا وَلَا زَاد فِيهِ وَقَالَ مُحَمَّد ابْن اسحق وَلابْن حبيب من الْكتب كتاب النّسَب المنمق وَهُوَ الْأَمْثَال على افْعَل السُّعُود والعمود العماير والرباع الموشح الْمُخْتَلف والمؤتلف فِي أَسمَاء القبايل غَرِيب الحَدِيث والأنواء المشجر من استجيبت دَعوته الْمُهَذّب فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وطبقاتهم نقايض جرير وَعمر بن لَجأ نقايض جرير والفرزدق المفوف تَارِيخ الْخُلَفَاء من سمى بِبَيْت قَالَه مقَاتل الفرسان الشُّعَرَاء وأنسابهم كتاب الْعقل كنى الشُّعَرَاء السمات أَيَّام جرير الَّتِي ذكرهَا فِي شعره أُمَّهَات أَعْيَان بني عبد الْمطلب أُمَّهَات السَّبْعَة من قُرَيْش الْخَيل النَّبَات القاب القبايل المقتبس الْأَرْحَام الَّتِي بَين النَّبِي عليه السلام وَأَصْحَابه سوى الْعصبَة ألقاب الْيمن ومصر وَرَبِيعَة القبايل الْكَبِيرَة وَالْأَيَّام جمعه لِلْفَتْحِ بن خاقَان وَجمع للْعَرَب عدَّة دواوين)
الأبرش الْحِمصِي مُحَمَّد بن حَرْب الْخَولَانِيّ الأبرش الْحِمصِي كَاتب الزبيدِيّ أَبُو عبد الله قيل أَنه ولى قَضَاء دمشق وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره وروى عَنهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وماية
مُحَمَّد بن حَرْب بن عبد الله النَّحْوِيّ الْحلَبِي أَبُو المرجا أحد أَعْيَان حلب الْمَشْهُورين بِعلم الْأَدَب توفّي سنة ثَمَانِينَ وَخمْس ماية أَو مَا يُقَارب ذَلِك قَالَ رَأَيْت فِي النّوم إنْسَانا ينشدني هَذَا الْبَيْت
(اروم عطا الْأَيَّام والدهر مهلكي
…
ممر لَهَا والدهر وَهِي عطاها)
فأجزته بِأَبْيَات
(أيا طَالب الدُّنْيَا الدنية أَنَّهَا
…
سترديك يَوْمًا أَن عَلَوْت مطاها)
(صن النَّفس لَا تركن إِلَيْهَا فَإِن ابت
…
فردد عَلَيْهَا آي آخر طه)
(ودع رَوْضَة الآمال والحرص أَنه
…
إِذا ردع النَّفس الْهدى بسطاها)
(فَلَا بُد يَوْمًا أَن تلم ملمة
…
فتنشط منا عقدَة نشطاها)
وَقَالَ فِي الزَّمَان
(وَلما فضضت الْخَتْم عَنْهُن لَاحَ لي
…
فصوص عقيق فِي بيُوت من التبر)
(وذر وَلَكِن لم يدنسه غايص
…
وَمَاء وَلَكِن فِي محازن من حمر)
وَقَالَ أَيْضا
(لما بدا ليل عارضيه لنا
…
يحْكى سطوراً كتبن بالمسك)
(تلى علينا العذار سُورَة وَال
…
ليل وغنى لنا قفا نبك)
وَله أَيْضا
(تجلى لنا شمعة تشابهني
…
وقداً ولوناً وادمعاً وفنا)
قلت شعر جيد وَله أرجوزة فِي مخارج الْحُرُوف مُحَمَّد بن حَرْب بن خربَان أَبُو عبد الله الوَاسِطِيّ النشائي وَقيل النشاستجى روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة خمس وَخمسين وماتين
التَّمِيمِي الْبَصْرِيّ مُحَمَّد بن الْحَرْث التَّمِيمِي الْبَصْرِيّ من عبد شمس بن زيد مَنَاة بن تَمِيم قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان مأموني يَقُول)
(كَأَن طرف الْمُحب حِين يرى
…
حَبِيبه خنجر على كبده)
(قد يكره الشىء وَهُوَ مَنْفَعَة
…
ويطرف الْمَرْء عينه بِيَدِهِ)
العبشمي والى مصر مُحَمَّد بن أبي حُذَيْفَة بن عتبَة بن ربيعَة العبشمى أَبُو الْقسم قَتله شيعَة عُثْمَان بفلسطين سنة ثَمَان وثلثين لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ أَبوهُ أَبُو حُذَيْفَة قد اسْتشْهد يَوْم الْيَمَامَة وَكَانَ ابْنه مُحَمَّد صَغِيرا فَكَفَلَهُ عُثْمَان بن عَفَّان رضى الله عَنهُ واحسن كفَالَته ورباه واجمل تَرْبِيَته فَلَمَّا ترعرع سَأَلَ عُثْمَان أَن يوليه ولَايَة فَأبى فتنسك وَتعبد وَقيل أَنه خرج إِلَى مصر وَبهَا عبد الله بن سعد بن أبي سرح عَامل عُثْمَان فوفد عبد الله بن سعد على عُثْمَان فانتزى مُحَمَّد بن أبي حُذَيْفَة على مصر وَأَخذهَا فَلَمَّا عَاد ابْن سعد إِلَيْهَا مَنعه من دُخُولهَا فَرجع ابْن سعد إِلَى عسقلان وَأقَام بهَا وَأقَام ابْن أبي حُذَيْفَة على مصر حَتَّى ولى على عليه السلام على مصر قيس بن سعد وعزل عَنْهَا ابْن أبي حُذَيْفَة فَخرج إِلَى الشَّام فَقتله مولى لعُثْمَان وَقَالَ هِشَام بن الْكَلْبِيّ اسْتَأْذن مُحَمَّد عُثْمَان فِي غَزْو الْبَحْر فَأذن لَهُ وَخرج إِلَى مصر فَلَمَّا رأى النَّاس وزهده وعبادته اعظموه واطاعوه وَكَانَ جهورى الصَّوْت فَكبر يَوْمًا خلف ابْن سعد تَكْبِيرَة أفزعته فشتمه ابْن سعد وَقَالَ أَنْت حدث أَحمَق وَلَوْلَا ذَلِك قاربت بَين خطاك وَكَانَ ابْن أبي حُذَيْفَة وَابْن أبي بكر يعيبان على عُثْمَان تَوليته ابْن سعد ويؤلبان عَلَيْهِ فَكتب ابْن سعد إِلَى عُثْمَان أخبرهُ فَكتب إِلَيْهِ عُثْمَان أما ابْن أبي بكر فيوهب لِأَبِيهِ ولعايشة وَأما ابْن أبي حُذَيْفَة فابنى وتربيتي وَهُوَ فرخ قُرَيْش فَكتب ابْن سعد أَن هَذَا الفرخ قد نبت ريشه وَمَا بقى إِلَّا أَن يطير فَبعث عُثْمَان إِلَى ابْن أبي حُذَيْفَة بثلثين ألفا وَكِسْوَة فَجمع مُحَمَّد المصريين ووصع المَال فِي الْمَسْجِد وَقَالَ أَن عُثْمَان يُرِيد أَن يخدعني ويرشوني عل ديني وفرقه فِيهِ فازداد فِي عُيُون الْقَوْم وازدادوا طغيانا على عُثْمَان فَاجْتمعُوا وَبَايَعُوا مُحَمَّدًا على رياستهم فَلم
يزل يؤلبهم على عُثْمَان حَتَّى سَارُوا إِلَيْهِ وقتلوه وَقَالَ غَيره قدم معوية مصر سنة ثلثين وَنزل عل عين شمس وَكتب إِلَى مُحَمَّد بن أبي حُذَيْفَة يخدعه وَيَقُول أَنا لَا نُرِيد قتال أحد من الْمُسلمين وَأَنا جِئْنَا نطلب الْقود لعثمن فادفعوا إِلَيْنَا قاتليه ابْن عديس وكنانة بن بشر فهما رَأْسا الْقَوْم فَقَالَ ابْن أبي حُذَيْفَة أَنِّي لم أكن لاقيد بعثمان حَدثا فَقَالَ معوية اجعلوا بَيْننَا وَبَيْنكُم اجلا حَتَّى يجْتَمع النَّاس على أَمَام وارهنوا عندنَا رهنا فَأَجَابَهُ مُحَمَّد إِلَى ذَلِك واستخلف على مصر وَخرج مَعَ الرَّهْن فِي هَذَا الْعَهْد إِلَى الشَّام فَلَمَّا نزلُوا بلد سجنهم معوية وَقيل سجن ابْن أبي حُذَيْفَة بِدِمَشْق وَابْن عديس ببعلبك فهرب ابْن)
أبي حُذَيْفَة وَمَا كَانَ معوية يخْتَار قَتله وَكَانَ يود هروبه أرسل خَلفه عبد الله بن عَمْرو الْخَثْعَمِي وَكَانَ عثمانيا فَوَجَدَهُ قد دخل غارا فَدخل خَلفه وَقَتله مَخَافَة أَن يُطلقهُ معوية وعَلى الْجُمْلَة فَاخْتَلَفُوا فِي كَيْفيَّة قَتله
السَّمْتِي مُحَمَّد بن حسان السَّمْتِي البغداني روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَأَبُو بكر ابْن أبي الدُّنْيَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة يحدث عَن الضُّعَفَاء توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وماتين
الْأَزْرَق مُحَمَّد بن حسان الْأَزْرَق الشَّيْبَانِيّ الوَاسِطِيّ وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره وروى عَنهُ التِّرْمِذِيّ توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وماتين
الْمُهَذّب الدِّمَشْقِي مُحَمَّد بن حسان بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن الْخضر الْمُهَذّب أَبُو طَالب الدِّمَشْقِي المولد الْيُمْنَى الأَصْل قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب زارني فِي الْمدرسَة الَّتِي ادرس بهَا فِي شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسبعين وَخمْس ماية وأنشدني لنَفسِهِ
(اظبى تجرد من عُيُون ظباء
…
يَوْم الأبيزق تَحت ظلّ خباء)
(أم أَسد خيس أبرزت لطعاننا
…
ورماحهن لواحظ الاطلاء)
(علقت اسنتهن فِي علق النهى
…
منا فَلم تخرج بِغَيْر دِمَاء)
(وهززن اعطاف الغصون يشقنتا
…
بل سقننا بازمة البرحاء)
(والركب بَين أثيل منعرج اللوى
…
والجزع مزور إِلَى الزَّوْرَاء)
(تخفى هوادجه البدور وقلما
…
تخفى بدور التم فِي الظلماء)
(ويلحن من خلل البراقع مثل مَا
…
فِي الدجى لاحت غرَّة ابْن ذكاء)
(بَين الحواجب والعيون مصَارِع ال
…
عشاق لَا فِي ملتقى الْأَعْدَاء)
(وقدود أَغْصَان الحدوج كَأَنَّهَا
…
الالفات فَوق صحايف الْبَيْدَاء)
(من كل هيفاء القوام مزيلة
…
باللحظ مِنْهَا عقل قلب الراءى)
(تملى أَحَادِيث الجوى بجفونها
…
سرا وتشكو الشوق بالايحاء)
(وَحَدِيث ابناء الغرام بحاجب
…
أَو نَاظر من خشيَة الرقباء)
(واها لقتلي عشق كل مذيبة
…
بالصد قلب الصَّخْرَة الصماء)
(قتلوا بأسياف الْعُيُون وضايع
…
دم من يُطَالب مقلة الْحِنَّاء)
(وَإِذا الْهوى سلت صوارمه على
…
قلب فصاحبه من الشُّهَدَاء)
)
(ومهفهف نضر الصَّبِي ثنت الصِّبَا
…
مِنْهُ كقد الصعدة السمراء)
(متلثم بالْحسنِ خشيَة نَاظر
…
يدميه مِنْهُ بصارم الأنحاء)
(قمر مَنَازِله الْقُلُوب وشرقه
…
فلك الْجُيُوب وغربه احشاءى)
(سقت الملاحة ورد رَوْضَة خَدّه
…
طل الحيا وسلافة الصَّهْبَاء)
قلت شعر متوسط
مُحَمَّد بن حسان النملي يكنى أَبَا حسان أحد الْكتاب ولأدباء وَكَانَ فِي أَيَّام المتَوَكل وَله مَعَه حَدِيث وَله كتاب برمان وحباحب وَهُوَ كَبِير فِي أَخْبَار النِّسَاء وَالْبَاء كتاب آخر صَغِير فِي هَذَا الْمَعْنى كتاب الْبغاء كتاب السحق كتاب خطاب المكارى لجارية الْبَقَّال
مُحَمَّد بن حسان الضَّبِّيّ أَبُو عبد الله كَانَ نحويا فَاضلا وأديبا شَاعِرًا وَكَانَ يودب الْعَبَّاس بن الْمَأْمُون وَغَيره من وَلَده فماتوا فَقَالَ يرثيهم
(خل دمع الْعين ينهمل
…
بَان من اهواه فاحتملوا)
(كل دمع صانه كلف
…
فَهُوَ يَوْم الْبَين مبتذل)
(يَا إخلائي الَّذين نات
…
بهم الطيات وانتقلوا)
(قد أَبى أَن ينثنى بكم
…
أوبة يحيى بهَا الأمل)
وولاه الْمَأْمُون مظالم الجزيرة وقنسرين والعواصم والثغور سنة خمس عشرَة وماتين ثمَّ زَاده بعد ذَلِك مظالم الْموصل وأرمينية وولاه المعتصم مظالم الرقة واقره الواثق عَلَيْهَا واورد لَهُ المرزباني
(فَفِيمَ اجن الصَّبْر والبين حَاضر
…
وامنع تذراف الدُّمُوع السواكب)
(وَقد فرقت جمع الْهوى طبية النَّوَى
…
وغودرت فَردا شَاهدا مثل غايب)
قلت شعر جيد