المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

3 - ‌ ‌(ابْن دَاوُد) ابْن دَاوُد الظَّاهِرِيّ مُحَمَّد بن دَاوُد بن - الوافي بالوفيات - جـ ٣

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌(الْجُزْء الثَّالِث)

- ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

- ‌(رب أعن)

- ‌(ابْن حَمَّاد)

- ‌(ابْن حَمْزَة)

- ‌(ابْن حميد)

- ‌(ابْن حَيَّان)

- ‌(ابْن حيدرة)

- ‌(ابْن خَالِد)

- ‌(ابْن الْخضر)

- ‌(ابْن خطاب)

- ‌(ابْن خلف)

- ‌(ابْن خَلِيل)

- ‌(ابْن دَاوُد)

- ‌(ابْن ذَاكر)

- ‌(ابْن زَكَرِيَّاء)

- ‌(ابْن زُهَيْر)

- ‌(ابْن زِيَاد)

- ‌(ابْن زيد)

- ‌(ابْن سَالم)

- ‌(ابْن سعد)

- ‌(ابْن سعيد)

- ‌(ابْن سَلام)

- ‌(ابْن سَلامَة)

- ‌(ابْن سُلْطَان)

- ‌(ابْن سُلَيْمَان)

- ‌(ابْن سُهَيْل)

- ‌(ابْن سوار)

- ‌(ابْن شُجَاع)

- ‌(ابْن شرِيف)

- ‌(ابْن صَالح)

- ‌(ابْن صَدَقَة)

- ‌(ابْن طَالب)

- ‌(ابْن طَاهِر)

- ‌(ابْن طَلْحَة)

- ‌(ابْن ظفر)

- ‌(ابْن عباد)

- ‌(ابْن عَبَّاس)

- ‌(ابْن عبدون)

- ‌(ابْن عبد الْأَعْلَى)

- ‌(ابْن عبد الأول)

- ‌(ابْن عبد الْبَاقِي)

- ‌(ابْن عبد الْجَبَّار)

- ‌(ابْن عبد الْجَلِيل)

- ‌(ابْن عبد الْحق)

- ‌(ابْن عبد الحميد)

- ‌(ابْن عبد الْخَالِق)

- ‌(ابْن عبد الرَّحْمَن)

- ‌(ابْن عبد الرَّحِيم)

- ‌(ابْن عبد الرَّزَّاق)

- ‌(ابْن عبد الرشيد)

- ‌(ابْن عبد السَّلَام)

- ‌(ابْن عبد الصَّمد)

- ‌(ابْن عبد الْعَزِيز)

- ‌(ابْن عبد الْغنى)

- ‌(ابْن عبد الْقَادِر)

- ‌(ابْن عبد القاهر)

- ‌(ابْن عبد القوى)

- ‌(ابْن عبد الْكَرِيم)

- ‌(ابْن عبد اللَّطِيف)

- ‌(ابْن عبد الله)

الفصل: 3 - ‌ ‌(ابْن دَاوُد) ابْن دَاوُد الظَّاهِرِيّ مُحَمَّد بن دَاوُد بن

3 -

(ابْن دَاوُد)

ابْن دَاوُد الظَّاهِرِيّ مُحَمَّد بن دَاوُد بن عَليّ الظَّاهِرِيّ الإِمَام ابْن الإِمَام الْأَصْفَهَانِي الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الأديب صَاحب كتاب الزهرة من أذكياء الْعَالم جلس للفتيا وناظر ابْن سُرَيج سُئِلَ عَن حد السكر مَتى هُوَ وَمَتى يكون الْإِنْسَان سَكرَان فَقَالَ إِذا عزبت عَنهُ الهموم وباح بسره المكتوم حفظ الْقُرْآن وَله سبع سِنِين وَله كتاب الإندار والإعذار ومختار لأشعار والإيجاز فِي الْفِقْه والبراعة والانتصار لِأَبِيهِ من الناشي الْمُتَكَلّم والانتصار لِأَبِيهِ من مُحَمَّد بن جرير والتقصي فِي الْفِقْه والإيجاز لَا يكمل والانتصار من مُحَمَّد بن جرير والتقصي فِي الْفِقْه والإيجاز لَا يكمل والانتصار من مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ وَعبد الله بن شرشير وَعِيسَى بن إِبْرَاهِيم الضَّرِير والوصول إِلَى معرفَة لأصول وَاخْتِلَاف مسايل الصَّحَابَة والفرايض والمناسك توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين وماتين وعمره اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ سنة كَانَ يلقب بعصفور الشوك لنحافته وصفرة لَونه وَقَالَ مُحَمَّد مَا انفككت من هوى قطّ مُنْذُ دخلت الْكتاب بدأت بِعَمَل كتاب الزهرة وَأَنا فِي الْكتاب وَنظر أبي فِي أَكثر وَدخل يَوْمًا على ثَعْلَب النَّحْوِيّ فَقَالَ لَهُ ثَعْلَب أذكرك شَيْئا من صبوتك فَقَالَ

(سقى الله أَيَّامًا لنا وليالياً

لَهُنَّ بِأَكْنَافِ الشَّبَاب ملاعب)

(إِذا الْعَيْش غض وَالزَّمَان بعزة

وَشَاهد أَوْقَات المحبين غايب)

فَبكى ثَعْلَب وَقَالَ القَاضِي مُحَمَّد بن يُوسُف بن يَعْقُوب كنت يَوْمًا أساير أَبَا بكر بن دَاوُد فَسمع جَارِيَة تغني بِشعرِهِ وَتقول

(أَشْكُو غليل فؤاد أَنْت متلفه

شكوى عليل إِلَى إلْف يعلله)

(سقمي يزِيد على الْأَيَّام كثرته

وَأَنت فِي عظم مَا ألْقى تقلله)

(الله حرم قَتْلِي فِي الْهوى سفهاً

وَأَنت يَا قاتلي ظلما تحلله)

فَقَالَ يَا أَبَا عمر كَيفَ السَّبِيل إِلَى ارتجاع مثل هَذَا فَقلت هَيْهَات سَارَتْ بِهِ الركْبَان وَمن شعره)

ص: 48

(أكرر فِي روض المحاسن ناظري

وَأَمْنَع نَفسِي أَن تنَال المحرما)

(رَأَيْت الْهوى دَعْوَى من النَّاس كلهم

فَمَا أَن أرى حبا صَحِيحا مُسلما)

وَمِنْه أَيْضا

(وَإِنِّي لأدري أَن فِي الصَّبْر رَاحَة

وَلَكِن إنفاقي على من الصَّبْر)

(فَلَا تطف نَار الشوق بالشوق طَالبا

سلواً فَإِن الْجَمْر يسعر بالجمر)

كَانَ مُحَمَّد يهوى فَتى حَدثا من أهل أَصْبَهَان يُقَال لَهُ مُحَمَّد بن جَامع وَيُقَال ابْن زخرف وَكَانَ طَاهِرا فِي عشقه عفيفاً وَكَانَ ابْن جَامع ينْفق وَلم ير معشوق ينْفق على عاشق غَيره وَلم يزل فِي حبه حَتَّى قَتله دخل ابْن جَامع يَوْمًا غلى الْحمام وَخرج فَنظر فِي الْمرْآة فأعبجه حسنه فَغطّى وَجهه بمنديل وَجَاء إِلَى مُحَمَّد بن دَاوُد وَهُوَ على تِلْكَ الْحَالة فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ نظرت فِي الْمرْآة فَأَعْجَبَنِي حسني فَمَا أَحْبَبْت أَن يرَاهُ أحد قبلك فَغشيَ عَلَيْهِ قلت لَو حضرتهما لأنشدت ابْن جَامع

(لَئِن تلف المضنى عَلَيْك صبَابَة

يحِق لَهُ وَالله ذَاك ويعذر)

وَهَذَا الَّذِي كَانَ يُحِبهُ ابْن دَاوُد اسْمه وهب بن جَامع الْعَطَّار الصيدلاني وسوف تَأتي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانهَا من حرف الْوَاو دخل على ابْن دَاوُد إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد نفطويه وَقد ضنى على فرَاشه فَقَالَ لَهُ يَا با بكر مَا هَذَا مَعَ الْقُدْرَة والمحبوب مساعد فَقَالَ أَنا فِي آخر يَوْم من أَيَّام الدُّنْيَا لَا أنالني الله شَفَاعَة مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم إِن كنت حللت سراويلي على حرَام قطّ حَدثنِي أبي بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْن الْعَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من عشق فكتم وعف وصبر ثمَّ مَاتَ شَهِيدا وَأدْخلهُ الله الْجنَّة قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة الحَدِيث رَوَاهُ الخرايطي يرفعهُ إِلَى ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من عشق فعفت فَمَاتَ فَهُوَ شَهِيد قلت هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ الذِّرَاع فِي جزءه وَفِي طَرِيقه سُوَيْد بن سعيد الْحَد ثَانِي وَهُوَ من شُيُوخ مُسلم إِلَّا أَن يحيى بن معِين ضعفه قَالَ فِيهِ كلَاما مَعْنَاهُ لَو ملكت فرسا ورمحاً لقاتلته بِسَبَب هَذَا الحَدِيث وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ عَن المنجنيفي فتابع سويداً وَلما مَاتَ مُحَمَّد جلس ابْن سُرَيج فِي عزايه وَبكى وَجلسَ عل التُّرَاب وَقَالَ مَا آسى إِلَّا على لِسَان أكله التُّرَاب من أبي بكر ويحكى أَنه لما بلغته وَفَاته كَانَ يكْتب شَيْئا فَألْقى الكراسة من يَده وَقَالَ مَاتَ من كنت أحث نَفسِي وأجهدها على الِاشْتِغَال لمناظرته ومقاومته وروى مُحَمَّد)

عَن أَبِيه وَغَيره وَحكى أَبُو بكر بن أبي الدُّنْيَا أَنه حضر مجْلِس مُحَمَّد فَجَاءَهُ رجل فَدفع إِلَيْهِ رقْعَة فَأَخذهَا وتأملها طَويلا وَظن تلامذته أَنَّهَا مَسْأَلَة فقلبها وَكتب فِي ظهرهَا وَدفعهَا فَإِذا الرجل عَليّ بن الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بِابْن الرُّومِي الشَّاعِر وَإِذا فِي الْوَقْعَة مَكْتُوب

ص: 49

(يَا ابْن دَاوُد يَا فَقِيه الْعرَاق

أَفْتِنَا فِي قواتل الأحداق)

(هَل عَلَيْهِنَّ فِي الجروح قصاص

أم مُبَاح لَهَا دم العشاق)

وَإِذا الْجَواب

(كَيفَ يفتيكم قَتِيل صريع

بسهام الْفِرَاق والاشتياق)

(وقتيل التلاق أحسن حَالا

عِنْد دَاوُد من قَتِيل الْفِرَاق)

اجْتمع يَوْمًا هُوَ وَابْن سُرَيج فِي مجْلِس الْوَزير ابْن الْجراح فتناظرا فِي الْإِيلَاء فَقَالَ لَهُ ابْن سُرَيج أَنْت بِقَوْلِك من كثرت لحظاته دَامَت حسراته ابصر مِنْك بالْكلَام فِي الْإِيلَاء فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر لَئِن قلت ذَاك فَإِنِّي أَقُول

(أنزه فِي روض المحاسن مقلتي

وَأَمْنَع نَفسِي نَفسِي أَن تنَال محرما)

(وأحمل من ثقل الْهوى مَا لَو أَنه

يصب على الصخر الْأَصَم تهدما)

(وينطق طرفِي عَن مترجم خاطري

فلولا اختلاسي رده لتكلما)

فَقَالَ لَهُ ابْن سُرَيج وَبِمَ تفتخر عَليّ وَلَو شِئْت أَنا أَيْضا لَقلت

(ومساهر بالغنج من لحظاته

قد بت أمْنَعهُ لذيذ سناته)

(ضنا بِحسن حَدِيثه وعتابه

وأكرر اللحظات فِي وجناته)

(حَتَّى إِذا مَا الصُّبْح لَاحَ عموده

ولى بِخَاتم ربه وبراته)

فَقَالَ أَبُو بكر يحفظ الْوَزير عَلَيْهِ ذَلِك حَتَّى يُقيم عَلَيْهِ شَاهِدي عدل أَنه ولى بِخَاتم ربه وبراته فَقَالَ ابْن سُرَيج يلْزَمنِي فِي ذَلِك مَا يلزمك فِي قَوْلك أنزه فِي روض المحاسن مقلتي الْبَيْت فَضَحِك الْوَزير وَقَالَ لقد جَمعْتُمَا ظرفا ولطفاً وفهماً وعلما

ابْن الْجراح الْكَاتِب مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح الْكَاتِب كَانَ كَاتبا عَارِفًا بارعاً بأيام النَّاس وأخبارهم ودول الْمُلُوك لَهُ فِي ذَلِك مصنفات كَانَ مَعَ ابْن العتز فَلَمَّا انحل أَمر

ص: 50

ابْن المعتز وَقتل اختفى ابْن دَاوُد قَالَ أَبُو عمر مُحَمَّد بن يُوسُف القَاضِي لما جرت وَاقعَة ابْن المعتز حبست أَنا وَالْقَاضِي أَبُو الْمثنى أَحْمد بن يَعْقُوب وَمُحَمّد بن دَاوُد بن الْجراح وَكُنَّا فِي دَار فِي)

ثَلَاثَة أَبْيَات متلاصفات وبيتي فِي الْوسط وَإِذا جننا اللَّيْل تحدثنا من وَرَاء الْجدر وَأوصى بَعْضنَا إِلَى بعض فَلَمَّا كَانَ فِي بعض اللَّيَالِي دخل أنَاس بشموع إِلَى بَيت مُحَمَّد بن دَاوُد وأخرجوه وأضجعوه للذبح فَقَالَ يَا قوم ذبحا كالشاة أَيْن المصادرات أَيْن أَنْتُم من الْأَمْوَال أَنا أفدي نَفسِي بِكَذَا وَكَذَا فَلم يسمع مَه وذبحوه وَأخذُوا رَأسه وألقوا جثته فِي الْبِئْر ثمَّ أخرجُوا أَبَا الْمثنى بعد مَا ذَهَبُوا وعادوا وَقَالُوا لَهُ يَا عَدو الله يَقُول لَك أَمِير الْمُؤمنِينَ بِمَ استحللت نكث بيعتي فَقَالَ لعلمي أَنه لَا يصلح فَقَالُوا أمرنَا أَن نستتيبك من هَذَا الذَّنب فَإِنَّهُ كفر فَقَالَ أعوذ بِاللَّه من الْكفْر فذبحوه وَأخذُوا رَأسه وألقوا جثته فِي الْبِئْر ومضوا وعادوا فأخرجوني وَقَالُوا يَقُول لَك أَمِير الْمُؤمنِينَ يَا فَاعل مَا الَّذِي حملك على خلع بيعتي قلت الشقاوة وَقد أَخْطَأت وَأَنا تايب إِلَى الله تَعَالَى فحملوني إِلَى دَار الْخلَافَة وَابْن الْفُرَات جَالس فوبخني وتنصلت واعتذرت فَقَالَ وَهِي لَك أَمِير الْمُؤمنِينَ ذَنْبك واشتريت دمك وحرمك بماية ألف دِينَار فَقلت وَالله مَا رَأَيْت بَعْضهَا مجتمعاً قطّ فغمزني الْوَزير فأديت الْبَعْض وسومحت بِالْبَاقِي وَكَانَت وَفَاة ابْن الْجراح سنة سِتّ وَتِسْعين ماتين وَمن شعر ابْن الْجراح

(قد ذهب النَّاس فَلَا نَاس

وَصَارَ بعد الطمع الياس)

(وساد أَمر الْقَوْم أَدْنَاهُم

وَصَارَ تَحت الذَّنب الرَّأْس)

وَمِنْه أَيْضا

(أعين أخي أَو صَاحِبي فِي مصابه

أقوم لَهُ يَوْم الْحفاظ واقعد)

(وَمن يفرد الأقوام فِيمَا ينوبهم

تنبه اللَّيَالِي مرّة وَهُوَ مُفْرد)

وَمن تصانيفه كتاب الورقة سَمَّاهُ بذلك لِأَنَّهُ فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وَلَا يزِيد فِي خبر الشَّاعِر الْوَاحِد على ورقة وَلِهَذَا سمى الصولي كِتَابه فِي أَخْبَار الوزراء بالأوراق لِأَنَّهُ أَطَالَ فِي أَخْبَار كل وَاحِد بأوراق وَله الشّعْر وَالشعرَاء لطيف من سمى من الشُّعَرَاء عمرا فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام كتاب الوزراء كتاب الْأَرْبَعَة على مِثَال كتاب أبي هفان

ألب رسْلَان السلجوقي مُحَمَّد بن دَاوُد السُّلْطَان الب رسْلَان السلجوقي تقدم ذكره فِي مُحَمَّد بن جغربك

الدقي الصُّوفِي مُحَمَّد بن دَاوُد أَبُو بكر الدقي بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَالْقَاف الْمُشَدّدَة المسكورة الدينَوَرِي شيخ الصُّوفِيَّة بِالشَّام توفّي سنة سِتِّينَ وَثلث ماية بِالشَّام)

ص: 51

مُحَمَّد بن دَاوُد بن سُلَيْمَان النَّيْسَابُورِي الزَّاهِد شيخ الصُّوفِيَّة أَبُو بكر أحد الأيمة فِي الحَدِيث والتصوف كَانَ صَدُوقًا مَقْبُولًا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثلث ماية

نَاصِر الدّين الصارمي مُحَمَّد بن دَاوُد بن ياقوت الصارمي نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله كَانَ رجلا صَالحا فَاضلا عَالما مُفِيدا لطلبة الحَدِيث باذلاً كتبه وخطه للمشتغلين سمع كثيرا وَكتب مجلدات وأجزاء كَثِيرَة وطبقات السماع الَّتِي بِخَطِّهِ من أحسن الطباق وأنورها وأصحها توفّي بِدِمَشْق وَدفن فِي مَقَابِر الْبَاب الصَّغِير سنة سِتِّينَ وست ماية

ابْن الياس البعلبكي مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْيَأْس أَبُو عبد الله البعلبكي مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْيَأْس أَبُو عبد الله البعلبكي الْمَدْعُو شمس الدّين سمع الْكثير من الشَّيْخ الْمُوفق وطبقته وَالشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ وَابْن الزبيدِيّ وحنبل وَغَيرهم وَسمع عَلَيْهِم مَا لَا يُحْصى وَكَانَ فِيهِ ديانَة وتحر فِي الشَّهَادَات والأقوال كثير الْأَمَانَة وَالْعَدَالَة وَالْعِبَادَة خدم اليونيني وَالِد الشَّيْخ قطب الدّين فَوق أَرْبَعِينَ سنة وَحفظ الْمقنع وَعرف الفرايض ورحل للْحَدِيث طَالبا وَحدث بِكَثِير من مسموعاته ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وست ماية شمس الدّين ابْن منتاب مُحَمَّد بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن منتاب التقي الْمَأْمُون شمس الدّين أَبُو عبد الله الْموصِلِي السلَامِي الشَّافِعِي التَّاجِر ولد سنة نَيف وَسبعين وسافر للتِّجَارَة وَحضر غَزْوَة عكا وَحفظ التَّنْبِيه والشاطبية وَسمع من أبي جَعْفَر ابْن الموازيني وببغداد من ابْن أبي الْقسم وَغَيره وَغَابَ عَن دمشق زَمَانا ثمَّ سكنها من بعد سنة عشْرين وَكَانَ مليح الشكل جميل اللبَاس مهيبا حسن الْبشر دايم الْبَذْل وَالصَّدَََقَة خَبِيرا بالأمتعة ذَا حَظّ من أوراد وتهجد ومروءة مجوداً لكتاب اله تَعَالَى يخضع لَهُ التُّجَّار ويتحاكمون إِلَيْهِ وثوقاً بِعِلْمِهِ وورعه وشيعه أُمَم وَصلى عَلَيْهِ بعد الْجُمُعَة توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية

شمس الدّين ابْن الْحَافِظ مُحَمَّد بن دَاوُد القَاضِي شمس الدّين ابْن الْملك الْحَافِظ كَانَ ذكياً حَنَفِيّ الْمَذْهَب لَهُ مُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة وينظم حسنا وَله نثر لَيْسَ بالطايل يعرف الرياضي جيدا أَعنِي فِي مَا يتَعَلَّق بِالْحِسَابِ ورسايل الأسطرلاب وَيَضَع الْآلَات لكنه وضع لَيْسَ بالظريف وَلَكِن جيد من حَيْثُ الْعلم ويغلب عَلَيْهِ أَعمال الْحِيَل الَّتِي لبني مُوسَى من جر الأثقال وَغير ذَلِك فيفني عمره فِي عمل تِلْكَ الْأَشْيَاء وَكَانَ نَاظر الْجَيْش بصفد ثمَّ نقل إِلَى نظر جَيش طرابلس وَبهَا توفّي سنة أَربع وثلثين وَسبع ماية فِيمَا أَظن وَلما توجه مَعَ عَسْكَر صفد وغزة صُحْبَة

ص: 52

الْأَمِير)

سيف الدّين بكتمر الْحَاجِب نايب صفد عمل رِسَالَة فِي نوبَة سلع وَجَاء فِي أثنايها بنظم أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ من ذَلِك

(دعت قلعة السّلع من قد مضى

بلطف إِلَى حبها الْقَاتِل)

(وغرتهم حِين أبدت لَهُم

محيا كبدر دجى كَامِل)

(فَلَمَّا اسْتَجَابُوا لَهَا أَعرَضت

دلالاً وَقَالَت إِلَى قَابل)

(تفانى الرِّجَال على حبها

وَمَا يحصلون على طايل)

وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ

(لله در الخليج أَن لَهُ

تفضلاً لَا نطيق نشكره)

(حَسبك مِنْهُ بِأَن عَادَته

يجير من لَا يزَال يكسرهُ)

هُوَ مَأْخُوذ من قَول الأول وَفِيه زِيَادَة

(سد الخليج بكسره جبر الورى

طراً فَكل قد غَدا مَسْرُورا)

(المَاء سُلْطَان فَكيف تَوَاتَرَتْ

عَنهُ البشاير إِذْ غَدا مكسورا)

قَرَأت عَلَيْهِ رِسَالَة الاسطرلاب للْقَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَأَخْبرنِي أَنه قَرَأَهَا عَلَيْهِ وَحكى لي الْمَذْكُور من لَفظه أَن القَاضِي بدر الدّين حكى لَهُ أَن إنْسَانا من المغاربة جَاءَ إِلَيْهِ وَهُوَ بِمَنْزِلَة دَار الخطابة فِي الْجَامِع الْأمَوِي وَكَانَ إِذْ ذَاك قَاضِي الْقُضَاة وخطيباً وَقَالَ يَا سيدنَا رَأَيْت الْيَوْم فِي الْجَامِع إنْسَانا وَفِي كمه آلَة الزندقة فاستفهمت مِنْهُ الْكَلَام واستوضحته غلى أَن ظهر لي أَنه رَآهُ وَفِي كمه اسطرلاب قَالَ فَقَالَ إِذا جِئْت إِلَيّ لتقرأ عَليّ شَيْئا من هَذَا تحيل فِي إخفاء ذَلِك مهما أمكن وَكَانَ شمس الدّين الْمَذْكُور رحمه الله يحل المترجم بِلَا فاصلة سَرِيعا وَمن شعره

(وَذي شنب مَالَتْ إِلَى فِيهِ شمعة

فَردَّتْ لاشفاق الْقُلُوب عَلَيْهِ)

(فمالت إِلَى أقدامه شغفاً بِهِ

فَقبلت الْبَطْحَاء بَين يَدَيْهِ)

(وَقَالَت بدا من فِيهِ شهد فهزني

تذكر أوطاني فملت إِلَيْهِ)

(فحالت يَد الْأَيَّام بيني وَبَينه

فعفرت أجفاني على قَدَمَيْهِ)

أَخذ قَول القايل وَزَاد عَلَيْهِ وَهُوَ

(أَتَدْرُونَ شمعتنا لم هوت

لتقبيل ذَا الرشأ الأكحل)

)

(درت أَن ريقته شهدة

فحنت إِلَى إلفها الأول)

ص: 53