المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

3 - ‌ ‌(ابْن سعيد) السلمى الصَّيْرَفِي مُحَمَّد بن سعيد السّلمِيّ الصَّيْرَفِي - الوافي بالوفيات - جـ ٣

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌(الْجُزْء الثَّالِث)

- ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

- ‌(رب أعن)

- ‌(ابْن حَمَّاد)

- ‌(ابْن حَمْزَة)

- ‌(ابْن حميد)

- ‌(ابْن حَيَّان)

- ‌(ابْن حيدرة)

- ‌(ابْن خَالِد)

- ‌(ابْن الْخضر)

- ‌(ابْن خطاب)

- ‌(ابْن خلف)

- ‌(ابْن خَلِيل)

- ‌(ابْن دَاوُد)

- ‌(ابْن ذَاكر)

- ‌(ابْن زَكَرِيَّاء)

- ‌(ابْن زُهَيْر)

- ‌(ابْن زِيَاد)

- ‌(ابْن زيد)

- ‌(ابْن سَالم)

- ‌(ابْن سعد)

- ‌(ابْن سعيد)

- ‌(ابْن سَلام)

- ‌(ابْن سَلامَة)

- ‌(ابْن سُلْطَان)

- ‌(ابْن سُلَيْمَان)

- ‌(ابْن سُهَيْل)

- ‌(ابْن سوار)

- ‌(ابْن شُجَاع)

- ‌(ابْن شرِيف)

- ‌(ابْن صَالح)

- ‌(ابْن صَدَقَة)

- ‌(ابْن طَالب)

- ‌(ابْن طَاهِر)

- ‌(ابْن طَلْحَة)

- ‌(ابْن ظفر)

- ‌(ابْن عباد)

- ‌(ابْن عَبَّاس)

- ‌(ابْن عبدون)

- ‌(ابْن عبد الْأَعْلَى)

- ‌(ابْن عبد الأول)

- ‌(ابْن عبد الْبَاقِي)

- ‌(ابْن عبد الْجَبَّار)

- ‌(ابْن عبد الْجَلِيل)

- ‌(ابْن عبد الْحق)

- ‌(ابْن عبد الحميد)

- ‌(ابْن عبد الْخَالِق)

- ‌(ابْن عبد الرَّحْمَن)

- ‌(ابْن عبد الرَّحِيم)

- ‌(ابْن عبد الرَّزَّاق)

- ‌(ابْن عبد الرشيد)

- ‌(ابْن عبد السَّلَام)

- ‌(ابْن عبد الصَّمد)

- ‌(ابْن عبد الْعَزِيز)

- ‌(ابْن عبد الْغنى)

- ‌(ابْن عبد الْقَادِر)

- ‌(ابْن عبد القاهر)

- ‌(ابْن عبد القوى)

- ‌(ابْن عبد الْكَرِيم)

- ‌(ابْن عبد اللَّطِيف)

- ‌(ابْن عبد الله)

الفصل: 3 - ‌ ‌(ابْن سعيد) السلمى الصَّيْرَفِي مُحَمَّد بن سعيد السّلمِيّ الصَّيْرَفِي

3 -

(ابْن سعيد)

السلمى الصَّيْرَفِي مُحَمَّد بن سعيد السّلمِيّ الصَّيْرَفِي أَبُو بكر من شعراء مصر من شعره

(أما آن أَن نغدو

إِلَى الراح وَأَن نصبو)

(وَأَن نجلو صدى السّمع

بِمَا يستعذب الْقلب)

الناجم الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن سعيد الْمصْرِيّ يعرف بالناجم كَانَ فِي نَاحيَة وهب بن اسمعيل بن عَبَّاس الْكَاتِب وَأكْثر مدحه فِيهِ وَفِي أَهله وَقَالَ يهنئ بَعضهم بالنوروز

(أسلم على الدَّهْر ماضيه وغابره

فقد جرى لَك فِيهِ يمن طايره)

(يَوْم جَدِيد يظل الدَّهْر يدخره

لمن يرى الْجُود من أبقى ذخايره)

(أما ترى الْفضل يَسْتَدْعِي برقته

حث الكؤس وينعي عهد ناجره)

(فصل تسر بَنو الدُّنْيَا بطلعته

وتضحك الأَرْض حسنا عَن أزاهره)

وَقَالَ

(تراوحنا وتغدو لِابْنِ وهب

مواهب من نداه كالغوادي)

(ويشرق حِين يدجو وَجه خطب

كَأَن الأَرْض مِنْهُ فِي حداد)

(خلايق لَو حَكَاهَا الْغَيْث يَوْمًا

لعم بقطره قطر الْبِلَاد)

المصلوب مُحَمَّد بن سعيد بن حسان المصلوب قد دنسوه ألواناً كَثِيرَة كَيْلا يعرف وَهُوَ مُحَمَّد بن أبي قيس وَهُوَ مُحَمَّد الطَّبَرِيّ وَهُوَ الْقرشِي وَهُوَ الْأَزْدِيّ هُوَ الدِّمَشْقِي وَهُوَ ابْن الطَّبَرِيّ قَتله أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور فِي الزندقة مصلوباً سنة خمسين وماية

الرَّازِيّ محمدبن سعيد بن سَابق الرَّازِيّ نزيل قزوين روى لَهُ أَبُو دَاوُد وثقة يَعْقُوب بن شيبَة وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وماتين

ص: 80

الضَّرِير مُحَمَّد بن سعيد بن غَالب الْعَطَّار الضَّرِير بغدادي ثِقَة قَالَ ابْن أبي حَاتِم صَدُوق)

روى عَنهُ ابْن ماجة فِي تَفْسِيره توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وماتين

الحيرى مُحَمَّد بن سعيد بن إِسْمَعِيل الحيرى الْحَافِظ ابْن الزَّاهِد بِي عُثْمَان النَّيْسَابُورِي الأديب الْفَقِيه توفّي خمس وَعشْرين وَثلث ماية

الْقشيرِي المؤرخ مُحَمَّد بن سعيد بن عبد الرَّحْمَن الْقشيرِي الْحَافِظ أَبُو عَليّ الحارني نزيل الرقة ومؤرخها توفّي سنة أَربع وثلثين وَثلث ماية

ابْن ضَمْضَم الْكلابِي مُحَمَّد بن سعيد بن ضَمْضَم بن الصَّلْت بن الْمثنى بن المحلق الْكلابِي هُوَ شَاعِر وَأَبوهُ شَاعِر وَهُوَ أَعْرَابِي فصيح مدح مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر ورثاه بعد وَفَاته وَبَقِي إِلَى قبيل الثَّمَانِينَ وماتين وَهُوَ القايل

(إِن القطوف إِذا مَا مد غَايَته

يَوْم الرِّهَان الْجِيَاد الْقرح انبهرا)

(لَيْسَ الَّذِي حلب الْأَيَّام أشطرها

كَمثل من كَانَ من تجريبها غمرا)

البورقي مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله البورقي قدم بَغْدَاد وَحدث بهَا وروى عَنهُ أَبُو بكر الشَّافِعِي وَغَيره وَقد تكلمُوا فِيهِ قَالَ الْخَطِيب هُوَ الَّذِي وضع على النَّبِي صلى الله عليه وسلم سَيكون فِي أمتِي رجل يُقَال لَهُ أَبُو حنيفَة هُوَ سراج أمتِي وَيكون فيهم رجل يُقَال لَهُ مُحَمَّد بن إِدْرِيس فتنته على أمتِي أضرّ من إِبْلِيس قَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم حدث بِنصْف الحَدِيث الَّذِي يتَعَلَّق بِأبي حنيفَة بخراسان ثمَّ زَاد فِيهِ بالعراق ذكر الشَّافِعِي وَقَالَ الْحَاكِم أَيْضا وضع البورقي على الثِّقَات من الْمَنَاكِير مَالا يُحْصى وَكَانَت وَفَاته بمرو سنة ثَمَانِي عشرَة وَثلث ماية وروى الحَدِيث الْمَذْكُور عَن شيخ عَن الْفضل بن مُوسَى عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أسلم عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه يكون فِي أمتِي الحَدِيث

ص: 81

الْحَرْبِيّ مُحَمَّد بن سعيد أَبُو بكر الْحَرْبِيّ الزَّاهِد كَانَ صَالحا عابداً ثِقَة قَالَ دفعت الشَّهَوَات حَتَّى صَارَت شهوتي فِي المدافعة توفّي بِبَغْدَاد سنة إِحْدَى وَخمسين وَثلث ماية

النوقاني مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد بن فروخ أَبُو سعيد النوقاني الطوسي فَاضل عَالم مكثر من الحَدِيث توفّي سنة سبع وَسبعين أَربع ماية

الْبَلْخِي الضَّرِير مُحَمَّد بن سعيد الْبَلْخِي أَبُو بكر الضَّرِير قَالَ

(نأى عني لنأيكم الرقاد

وحالفني التَّذَكُّر والسهاد)

(علام صددت يَا تفديك نَفسِي

ولج بك التجنب والبعاد)

)

(وَلَو لم أَحَي نَفسِي بالأماني

وبالتعليل لَا نصدع الْفُؤَاد)

ابْن شرف القيرواني مُحَمَّد بن أبي سعيد بن أَحْمد بن شرف القيرواني أَبُو عبد الله الجذامي أحد فحول شعراء الغرب كَانَ أَعور وَله تصانيف مِنْهَا أبكار الأفكار وَهُوَ كتاب حسن فِي الْأَدَب يشْتَمل على نظم ونثر من كَلَامه قيل أَن شرف اسْم أم أَحْمد فعلى هَذَا لَا ينْصَرف وَقيل اسْم أَبِيه فَيَنْصَرِف وروى ابْن شرف عَن أبي الْحسن الْقَابِسِيّ وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَأَرْبع ماية أَو فِيمَا قبلهَا وَكَانَت بَينه وَبَين ابْن رَشِيق مهاجاة وعداوة جرى الزَّمَان بعادتها بَين المتعاصرين وَلابْن رَشِيق فِيهِ عدَّة رسايل يهجوه فِيهَا وَيذكر أغلاطه وقبايجه مِنْهَا رِسَالَة ساجور الْكَلْب ورسالة قطع الأنفاس ورسالة نجح الطّلب ورسالة رفع الأشكال وَدفع الْمحَال وَكتاب نسخ الْملح وَفسخ اللمح وَأنْشد فِي بَعْضهَا

(بَنو شرف شرف أمكُم

لَيست أَبَاكُم فَلَا تكذب)

(وَلكنهَا التقطت شيخكم

فَأثْبت فِي ذَلِك المنصب)

(أبينوا لنا أمكُم أَولا

وَنحن نسامحكم بِالْأَبِ)

قَالَ ابْن شرف الْمَذْكُور وَهُوَ تَشْبِيه مُتَمَكن

(كَأَنَّمَا حمامنا فقحة

النتن والظلمة والضيق)

(كأنني فِي وَسطهَا فيشة

ألوطها والعرق الرِّيق)

ص: 82

فَبلغ ذَلِك ابْن رَشِيق فَقَالَ مجيزا

(وَأَنت أَيْضا أَعور أصلع

فصادف التَّشْبِيه تَحْقِيق)

وَهَذَا فِي غَايَة الْحسن من عَجِيب الِاتِّفَاق وَقَالَ ابْن رَشِيق فِي حَقه فِي الأنموذج لقد شهدته مَرَّات يكْتب القصيدة فِي غر مسودة كَأَنَّهُ يحفظها ثمَّ يقوم فينشدها وَأما المقطعات فَمَا أحصى مَا يصنع مِنْهَا كل يَوْم بحضرتي صَاحِيًا كَانَ أَو سَكرَان ثمَّ يَأْتِي بعد ذَلِك أَكْثَرهَا مخترعاً بديعاً انْتهى كَلَام ابْن رَشِيق وَمن شعر ابْن شرف قَوْله من أَبْيَات

(وَلَقَد نعمت بليلة جمد الحيا

بِالْأَرْضِ فِيهَا وَالسَّمَاء تذوب)

(جمع العشائين الْمُصَلِّي وانزوى

فِيهَا الرَّقِيب كَأَنَّهُ مرقوب)

(والكأس كاسية الْقَمِيص كَأَنَّهَا

لوناً وَقدرا معصم مخضوب)

(هِيَ وردة فِي خَدّه وبكأسها

تَحت القناني عسجد مصبوب)

)

(مني إِلَيْهِ وَمن يَدَيْهِ إِلَى يَدي

فالشمس تطلع بَيْننَا وتغيب)

مَا وقفت على أتم من هَذَا الْمَعْنى وَلَا أرشق من هَذَا اللَّفْظ وَهُوَ عِنْدِي أحسن وأكمل من قَول أبي نواس حَيْثُ قَالَ

(طالعات من السقاة علينا

فَإِذا مَا غربن يغربن فِينَا)

وَمن قَول مُسلم بن الْوَلِيد

(ينحسر اللَّيْل عَن دجاه

وتطلع الشَّمْس فِي الصواني)

وَمِمَّا سَار لَهُ وطار وملأ الأقطار قَوْله

(جاور عليا لَا تحفل بحادثة

إِذا ادرعت فَلَا تسْأَل فَلَا تسْأَل عَن الأسل)

(فالماجد السَّيِّد الْحر الْكَرِيم لَهُ

كالنعت والعطف والتوكيد وَالْبدل)

(سل عَنهُ وانطق بِهِ وَانْظُر إِلَيْهِ تَجِد

ملْء المسامع والأفواه والمقل)

وَأخذ خمسين بَيْتا مفاريد من قَول المتنبي وَخمسين بَيْتا من أشعار الْعَرَب وَغَيرهم ونظم فِي معنى الماية بَيت الْمَذْكُورَة قصيدة من رُوِيَ اللَّام ألف وأتى بِمَا فِي بَيت من معنى الْحِكْمَة فِي بَيته هُوَ كَقَوْل زُهَيْر ستبدي لَك الْأَيَّام مَا كنت جَاهِلا

ص: 83

الْبَيْت وَقَول النَّابِغَة

(وَلست بمستبق أَخا لَا تلمه

على شعث أَي الرِّجَال الْمُهَذّب)

فَقَالَ ابْن شرف

(لَا تسْأَل النَّاس وَالْأَيَّام عَن خبر

هما يبثانك الْأَخْبَار تطفيلا)

(وَلَا تعاتب على نقص الطباع أَخا

فَإِن بدر السما لم يُعْط تكميلا)

هَكَذَا إِلَى آخر الماية فأجاد وَمَا أحسن قَوْله من أَبْيَات

(لَو كَانَ خلقك لليالي لم يزل

جسم الثرى وَعَلِيهِ ثوب ربيع)

(سلك الورى آثَار فضلك فانثنى

متكلف عَن مَسْلَك مطبوع)

(أَبنَاء جنسك فِي الحلى لَا فِي العلى

واقول قولا لَيْسَ بالمدفوع)

(أبدا ترى الْبَيْتَيْنِ يَخْتَلِفَانِ فِي ال

معنى ويتفقان فِي التقطيع)

تسلق على معنى المتنبي فِي قَوْله)

(فَإِن تفق الْأَنَام وَأَنت مِنْهُم

فَإِن الْمسك بعض دم الغزال)

واختلسه اختلاساً خفِيا وأتى بِهِ قمراً بهيا وَسَيَأْتِي فِي ترجمتة المتنبي إِن شَاءَ الله تَعَالَى مَا عِنْدِي من أَقْوَال الشُّعَرَاء فِي هَذِه الْمَادَّة وَقَالَ ابْن شرف أَيْضا

(احذر محَاسِن أوجه فقدت محا

سنّ أنفس وَلَو أَنَّهَا أقمار)

(سرج تلوح إِذا نظرت فَإِنَّهَا

نور يضئ وَإِن مسست فَنَار)

وَقَالَ أَيْضا

(قَالُوا تصاهلت الحمي

ر فَقلت إِذْ عدم السوابق)

(خلت الدسوت من الرخا

خَ ففرزنت فِيهَا البيادق)

وَقَالَ فِي عود وَالْمعْنَى مَشْهُور

(سقى الله أَرضًا أنبتت عودك الَّذِي

زكتْ مِنْهُ أَغْصَان وَطَابَتْ مغارس)

(تغنى عَلَيْهَا الطير وَهِي رطيبة

وغنى عَلَيْهَا النَّاس وَالْعود يَابِس)

وَقَالَ مضمناً فِي الْخِيَار

ص: 84

(خِيَار يحيينا خِيَار الورى بِهِ

بأيدي المهى فِي أَخْضَر الحبرات)

(لفقن على ألأيدي الأكمة ستْرَة

فأذكرننا مَا قيل فِي الخفرات)

(يخبين أَطْرَاف البنان من التقى

ويطلعن شطر اللَّيْل مُعْتَجِرَات)

وَقَالَ أَيْضا

(إِذا صحب الْفَتى جد وَسعد

تحامته المكاره والخطوب)

(ووافاه الحبيب بِغَيْر وعد

طفيلياً وقاد لَهُ الرَّقِيب)

(وعد النَّاس ضرطته غناء

وَقَالُوا إِن فسا قد فاح طيب)

وَقَالَ فيمليح اسْمه عمر

(يَا أعدل الْأمة اسْما كم تجور على

فؤاد مضناك بالهجران والبين)

(أظنهم سرقوك الْقَاف من قمر

وأبدلوها بِعَين خيفة الْعين)

وَمن كَلَامه أَذَى البراغيث إِذا البرى غيث وَقَالَ أَيْضا

(يَا ثاوياً فِي معشر

قد اصطلى بنارهم)

(إِن تبك من شرارهم

على يَدي شرارهم)

)

(أَو ترم من أحجارهم

وَأَنت فِي أحجارهم)

(فَمَا غنيت جارهم

فَفِي هواهم جراهم)

(وأرضهم فِي أَرضهم

ودارهم فِي دَارهم)

ابْن الرزاز مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد أَبُو سعيد ابْن الرزاز الْعدْل ولد سنة إِحْدَى وَخمْس ماية بِبَغْدَاد وَسمع الحَدِيث وَكَانَ أديباً فَاضلا توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين خمس ماية كتب غليه بعض أَصْحَابه أبياتاً فَأجَاب عَنْهَا بقوله

(يَا من أياديه تغني عَن تعددها

وَلَيْسَ يحصي مداها من لَهُ يصف)

(عجزت عَن شكّ رما أوليت من كرم

وصرت عبدا ولي فِي ذَلِك الشّرف)

(أهديت منظوم شعر كُله دُرَر

وكل ناظم عقد دونه يقف)

(إِذا أتيت بِبَيْت مِنْهُ كَانَ لَهُ

قصراً ودر الْمعَانِي فَوْقه شرف)

(وَإِن أتيت أَنا بَيْتا يناقضه

أتيت لَكِن بِبَيْت سقفه يكف)

(مَا كنت مِنْهُ وَلَا من أَهله أبدا

وَإِنَّمَا حِين أدنو مِنْهُ أقتطف)

قلت نظم منحط فِي الطَّبَقَة الْوُسْطَى توفّي الْمَذْكُور فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين

ص: 85

وَخمْس ماية ورتب نَاظرا ي ديوَان التركات الحشرية فَلم تحمد طَرِيقَته وَصَارَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي الظُّلم والجور

ابْن ابْن الرزاز مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد بن سعيد بن الرزاز أَبُو سعيد حفيد الْمَذْكُور آنِفا حضر عِنْد أبي الْفَتْح عبيد الله بن شاتيل فِي الرَّابِعَة ورتب فِيمَا بعد وَكيلا فِي بَاب أَوْلَاد الْخُلَفَاء بدار الشَّجَرَة وَحدث باليسير وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة طيب الْأَخْلَاق متواضعاً وَتُوفِّي سنة ثَمَان وثلثين وست ماية وَدفن عِنْد الشَّيْخ أبي اسحق الشِّيرَازِيّ

الْمسند ابْن زرقون مُحَمَّد بن سعيد بن أَحْمد بن سعيد بن عبد الْبر بن مُجَاهِد الْفَقِيه أَبُو عبد الله ابْن أبي الطّيب بن زرقون سمع وروى وَأَجَازَ لَهُ الْخَولَانِيّ وَانْفَرَدَ فِي الدُّنْيَا بالرواية عَنهُ وَكَانَ مُسْند الأندلس فِي وقته توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية

ابْن الدييثي مُحَمَّد بن سعيد بن يحيى بن عَليّ بن الْحجَّاج بن مُحَمَّد بن الْحجَّاج الْحَافِظ الْكَبِير المؤرخ أَبُو عبد الله ابْن أبي الْمَعَالِي الدييثي بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة والثاء الْمُثَلَّثَة ثمَّ الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي الْعدْل ولد فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين)

وَخمْس ماية وَسمع بواسط وَقَرَأَ الْفِقْه والعربية ورحل إِلَى بَغْدَاد فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَسمع من أبي شاتيل والقزاز وَأبي الْعَلَاء ابْن عقيل وَخلق كَبِير بِبَغْدَاد فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَسمع من أبي شاتيل والقزاز وَأبي الْعَلَاء ابْن عقيل وَخلق كَبِير بِبَغْدَاد والحجاز والموصل وعلق الْأُصُول وَالْخلاف وعني بِالْحَدِيثِ وَرِجَاله وصنف تَارِيخا كَبِيرا لواسط وذيل على الذيل للسمعاني وَله نظم وَكَانَ لَهُ من أَعْيَان المعدلين وَالْعَدَالَة بِبَغْدَاد منصب كالقضاء قَالَ ابْن نقطة لَهُ معرفَة وَحفظ وَقَالَ الضياء الْحَافِظ هُوَ حَافظ وَحدث بتاريخ وَاسِط وبالذيل لَهُ وبمعجمه وَقل أَن يجمع شَيْئا إِلَّا وَأَكْثَره على ذهنه وَله معرفَة تَامَّة بالأدب توفّي سنة سبع وثلثين وست ماية وَمن شعره

(خبرت بني الْأَيَّام طراً فَلم أجد

صديقا صَدُوقًا مسعداً فِي النوايب)

(وأصفيتهم مني الوداد فقابلوا

صفاء ودادي بالقذى والشوايب)

(وَمَا اخْتَرْت مِنْهُم صاحباً وارتضيته

فأحمدته فِي فعله والعواقب)

وَمن شعره

(إِذا اخْتَار كل النَّاس فِي الدّين مذهبا

وَصَوَّبَهُ رَأيا وحققه فعلا)

(فَأنى أرى علم الحَدِيث وَأَهله

أَحَق اتبَاعا بل أسدهم سبلا)

(لتركهم فِيهِ الْقيَاس وكونهم

يؤمُّونَ مَا قَالَ الرَّسُول وَمَا أمْلى)

ص: 86

وَقَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء شَيخنَا الَّذِي استفدنا مِنْهُ وَعنهُ أَخذنَا قلت لَهُ هَل ينسبون إِلَى قَبيلَة من قبائل الْعَرَب فَقَالَ النَّاس يَقُولُونَ إننا من ولد الْحجَّاج بن يُوسُف الثَّقَفِيّ وَمَا عرفت أحدا من أهلنا يعرف ذَلِك وَتَوَلَّى وقُوف الْمدرسَة النظامية سنة سِتّ ماية وَأورد لَهُ من شعره

(تمكن مني فِي الْفُؤَاد وحله

وأضعف وجدا عقد صبري وحله)

(وأيقن أَنِّي فِي هَوَاهُ مدله

فَعَاد وَأبْدى بالغرام ودله)

(بديع جمال فاق فِي الْحسن أَهله

وسلط اعناتاً على الْقلب دله)

(وأسلمني للوجد حسن قوامه

وطلى دمي فِي حبه وأحله)

(وَكنت طليقاً لَا أَخَاف من الْهوى

فأسكن قلبِي شوقه وأحله)

(إِذا رمت عه الصَّبْر عَن تصبري

وأنهل قلبِي من هَوَاهُ وعله)

)

(إِن قلت كم ذَا الوجد يَا قلب فاتئد

يَقُول مجيباً لي عساه وعله)

(فشكواي من وجدي بِهِ وبعاده

وبلواي من صبري إِذا مَا استقله)

(وَإِنِّي على الْحَالَات مَه لذُو غنى

وشوق عَظِيم الْقدر قلبِي استقله)

(فَمن مسعدي فِي الْحبّ وَالْحب ظَالِم

وَمن مرشد لي فِيهِ قلباً أضلّهُ)

(كَأَنِّي إِذا مَا غَابَ عني شخصه

من الوجد ذُو حزن بِشَيْء أضلّهُ)

أَبُو عَليّ ابْن نَبهَان مُحَمَّد بن سعيد بن إِبْرَاهِيم بن سعيد بن نَبهَان أَبُو عَليّ ابْن أبي الغنايم الْكَاتِب من أهل الكرخ بِبَغْدَاد اسْمَعْهُ جده لأمه أَبُو الْحُسَيْن هِلَال بن المحسن الصَّابِئ من الْحسن بن شَاذان وَغَيره وَسمع من جده هِلَال وَأبي الْحسن بشرى بن عبد الله الفاتني وَأبي على الْحسن بن الْحُسَيْن بن دوماء النعالي قَالَ ابْن النجار وَلم يبْق على وَجه لأرض من يروي عَن هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة غَيره فألحه الصغار بالكبار وقصده الطلاب م الأقطار وَحدث كثيرا وَكَانَ صَحِيح السماع وَأورد قَوْله

(أسعدنا من وفْق الله

لكل فعل مِنْهُ يرضاه)

(وَمن رَضِي من رزقه بِالَّذِي

قدره الله وَأَعْطَاهُ)

(واطرح الْحِرْص وأطماعه

فِي نيل مَا لم يُعْط مَوْلَاهُ)

(طُوبَى لمن فكر فِي بَعثه

من قبل أَن يَدْعُو بِهِ الله)

(واستدرك الفارط فِيمَا مضى

وَمَا نسي وَالله أَحْصَاهُ)

ص: 87

وَمن طَوِيلَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَخمْس ماية

الْبَصِير الْموصِلِي الْعَرُوضِي مُحَمَّد بن سعيد الْبَصِير الْموصِلِي الْعَرُوضِي ذكره عبيد الله بن جرو لأسدي فِي كِتَابه الموضح فِي الْعرُوض وَقَالَ وَلم أسمع كلَاما فِي الْعرُوض أقوى من كَلَام شيخ شَيخنَا أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن سعيد الْبَصِير الْموصِلِي فَإِنَّهُ قد برع فِي كثير من الْعُلُوم وَكَانَ أَبُو إِسْحَق الزّجاج بِهِ معجباً وَكَانَ إِمَامًا فِي اسْتِخْرَاج المعمى وَله فِي الشّعْر رُتْبَة عالية

ابْن سمقة الْخَوَارِزْمِيّ مُحَمَّد بن سعيد بن سمقة الْخَوَارِزْمِيّ بَعضهم يَقُول سمقة بتَشْديد الْمِيم وَبعدهَا قَاف وَبَعْضهمْ يَقُوله بِالتَّخْفِيفِ كَانَ من أَفْرَاد عُلَمَاء خوارزم وفضلايها وعقلايها صَاحب كتاب أَخْبَار خوارزم وَكتابه يدل على كَمَال فَضله حدث فِي كِتَابه عَن إِبْرَاهِيم بن حديج وَأحمد بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس وَأبي عَمْرو عَامر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الشاه بن إِسْحَاق)

وَغَيرهم وَمَات سنة تسع وَسِتِّينَ وَثلث ماية

الصاحب شمس الدّين ابْن الجرزي مُحَمَّد بن سعيد بن ندى الصاحب الْوَزير شمس الدّين الْجَزرِي وَالِد محيي الدّين مُحَمَّد الْمُقدم ذكره نَشأ نشأة طَاهِرَة واجتهد فِي تَحْصِيل الْعُلُوم فأحظاه ذَلِك بِأَن كَانَ من أيمة عصره الْمشَار إِلَيْهِم يعْتَمد فِي الْمذَاهب الشَّرْعِيَّة على نَهْيه وَأمره وفوض إِلَيْهِ السُّلْطَان معز الدّين سنجر شاه ملك الجزيرة العمرية النّظر فِي أُمُور دولته وَسلم إِلَيْهِ أَعِنَّة مَمْلَكَته فَقَامَ باعبايها وَلم يشذ عَن ضَبطه شَيْء من أمورها واشتهر بسداد الرَّأْي وَصَارَ لَهُ فِي الدِّيوَان الْعَزِيز وَعند الْمُلُوك قبُول تَامّ وَكَانَ يتوالى الدولة الأيوبية وَرجح جَانب الْعَادِل أخي صَلَاح الدّين على الْأَفْضَل ابْن أَخِيه وَكَانَت بَينه وَبَين القَاضِي بهاء الدّين ابْن شَدَّاد صُحْبَة قديمَة من الْمكتب وَأَرَادَ صَلَاح الدّين أَن يستميله عَن خدمَة مخدومه وبذل لَهُ الْأَمْوَال الْكَثِيرَة فَلم يُوَافق وَتُوفِّي ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشر وست ماية واستقل بِالْأَمر بعده وَلَده الصاحب محيي الدّين الْمُقدم ذكره فِي مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن سعيد

البوصيري مُحَمَّد بن سعيد بن حَمَّاد بن محسن بن عبد الله ابْن حياني بن صنهاج بن ملال الصنهاجي شرف الدّين أَبُو عبد الله كَانَ أحد أَبَوَيْهِ من بوصير وَالْآخر من دلاص فَركب لَهُ نِسْبَة مِنْهُمَا وَقَالَ الدلاصيري وَلَكِن اشْتهر بالبوصيري وَكَانَت لَهُ أَشْيَاء مثل هَذَا يركبهَا من لفظتين مثل قَوْله فِي كسَاء لَهُ كساط فَقيل لَهُ لم ذَا سميته بذلك قلل لِأَنِّي تَارَة أَجْلِس عَلَيْهِ فَهُوَ بِسَاط وَتارَة أرتدي بِهِ فَهُوَ كسَاء وَأهل الْعلم تسمى مثل هَذَا منحوتاً كَقَوْلِهِم عبشمي نِسْبَة إِلَى عبد

ص: 88

شمس وَأَظنهُ كَانَ يعاني صناعَة الْكِتَابَة فِي التَّصَرُّف وباشر ذَلِك فِي الشرقية ببلبيس وَله تِلْكَ القصيدة الَّتِي نظمها فِي مباشري الشرقية الَّتِي أَولهَا

(فقدت طوايف المستخدمينا

فَلم أر فيهم رجلا أَمينا)

(فقد عاشرتهم وَلَبِثت فيهم

مَعَ التجريب من عمري سنينا)

مِنْهَا

(فكتاب الشمَال هم جَمِيعًا

فَلَا صَحِبت شمالهم اليمينا)

(فكم سرقوا الغلال وَمَا عرفنَا

بهم فَكَأَنَّمَا سرقوا العيونا)

(وَلَوْلَا ذَاك مَا لبسوا حَرِيرًا

وَلَا شربوا خمور الأندرينا)

(وَلَا ربوا من المردان مردا

كأغصان يقمن وينحنينا)

)

(وَقد طلعت لبَعْضهِم ذقون

وَلَكِن بَعْدَمَا نتفوا ذقونا)

(وَأَقْلَام الْجَمَاعَة جايلات

كأسياف بأيدي لاعبينا)

(وَقد ساوقتهم حرفا بِحرف

فَكل اسْم يخطوا مِنْهُ سينا)

(أمولاي الْوَزير غفلت عَمَّا

يتم من اللئام الكاتبينا)

(تنسك معشر مِنْهُم وعدوا

من الزهاد والمتورعينا)

(وَقيل لَهُم دُعَاء مستجاب

وَقد ملأوا من السُّحت البطونا)

(تفقهت الْقُضَاة فخان كل

أَمَانَته وسموه الأمينا)

(وَمَا أخْشَى على أَمْوَال مصر

سوى من معشر يتأولونا)

(يَقُول الْمُسلمُونَ لنا حُقُوق

بهَا ولنحن أولى الآخذينا)

(وَقَالَ القبط نَحن مُلُوك مصر

وَإِن سواهُم هم غاصبونا)

(وحللت الْيَهُود بِحِفْظ سبت

لَهُم مَال الطوايف أجمعينا)

(وَمَا ابْن قطيبة إِلَّا شريك

لَهُم فِي كل مَا يتخطفونا)

(أغار عل قرى فاقوس مِنْهُ

بجور يمْنَع النّوم الجفونا)

ص: 89

(وصير عينهَا حملا وَلَكِن

لمنزله وغلتها خزينا)

(وَأصْبح شغلة تَحْصِيل تبر

وَكَانَت راؤه من قبل نونا)

(وَقدمه الَّذين لَهُم وُصُول

فتمم نَقصه صلَة الذينا)

(وَفِي دَار الْوكَالَة أَي نهب

فليتك لَو نهبت الناهبينا)

(فثم بهَا يَهُودِيّ خَبِيث

يسوم الْمُسلمين أَذَى وهونا)

(إِذا ألْقى بهَا مُوسَى عَصَاهُ

تلفقت القوافل والسفينا)

وَهِي طَوِيلَة إِلَى الْغَايَة وَقد اختصرت من أبياتها كثيرا وَله فيهم غير ذَلِك وشعره فِي غَايَة الْحسن واللطافة عذب الْأَلْفَاظ منسجم التَّرْكِيب كَانَ الشَّيْخ فتح الدّين يَقُول هُوَ أحسن من شعر الجزار والوراق وَقَالَ فِيمَن اسْمه عمر على عينه بَيَاض

(سموهُ غمراً فصحفن اسْمه عمرا

فَبين الدَّهْر منا مَوضِع الْغَلَط)

(فَأَصْبَحت عينه غيناً بنقطتها

وطالما ارْتَفع التَّصْحِيف بالنقط)

وَقَالَ من قصيدة أَولهَا)

(أَهْوى والمشيب قد حَال دونه

والتصابي بعد المشيب رعونه)

(أَبَت النَّفس أَن تطيع وَقَالَت

أَن جني لَا يدْخل القنينه)

(كَيفَ أعصي الْهوى وطينة قلبِي

بالهوى قبل آدم معجونه)

(سلبته الْوَقار بَيْضَة خدر

ذَات حسم كالدرة المكنونه)

(سمتها قبْلَة نسر بهَا النف

س فَقَالَت كَذَا أكون حزينه)

(قلت لَا بُد أَن تسيري إِلَى الدا

ر فَقَالَت عَسى أَنا مجنونه)

(قلت سيري فإنني لَك خير

من أَب رَاحِم وَأم حنونه)

(أَنا نعم القرين إِن كنت تبغي

ن حَلَالا وَأَنت نعم القرينه)

(قَالَت اضْرِب عَن ذكر وَصلي صفحاً

وَاضْرِبْ الْخلّ أَو تصير طحينه)

(لَا أرى أَن تمسني يَد شخ

كَيفَ أرْضى بِهِ لطستي مسينه)

(قلت إِنِّي كثير مَال فَقَالَت

هبك أَنْت المبارز القارونه)

مِنْهَا

(سَيِّدي لَا تخف عَليّ خُرُوجًا

فِي عرُوض ففطنتي موزونه)

(كل بَحر إِن شِئْت فِيهِ اختبرني

لَا تكذب فإنني يقطينه)

ص: 90

وَقَالَ من قصيدة أُخْرَى أَولهَا

(يَا أَيهَا الملوى الْوَزير الَّذِي

أَيَّامه طايعة أمره)

(وَمن لَهُ منزلَة فِي العلى

تكل عَن أوصافها الفكره)

(إِلَيْك نشكو حَالنَا إننا

حاشاك من قوم أولي عسره)

(فِي قلَّة نَحن وَلَكِن لنا

عايلة فِي غَايَة الْكَثْرَة)

(أحدث الْمولى الحَدِيث الَّذِي

جرى لَهُم بالخيط والإبرة)

(صَامُوا مَعَ النَّاس وَلَكنهُمْ

كَانُوا لمن أبصرهم عبره)

(إِن شربوا فالبئر زير لَهُم

مَا بَرحت والشربة الجره)

(لَهُم من الخبيز مصلوقة

فِي كل يَوْم تشبه النشره)

(أَقُول مهما اجْتَمعُوا حولهَا

تنزهوا فِي المَاء والخضره)

(وَأَقْبل الْعِيد وَمَا عِنْدهم

قَمح وَلَا خبز وَلَا فطره)

)

(فارحمهم أَن عاينوا كعكة

فِي يَد طِفْل أَو رَأَوْا تمره)

(تشخص أَبْصَارهم نَحْوهَا

بشهقة تتبعها زفرَة)

(كم قايل يَا أَبَا مِنْهُم

قطعت عَنَّا الْخَيْر فِي كره)

(مَا صرت تَأْتِينَا بفلس وَلَا

بدرهم ورق وَلَا نقره)

(وَأَنت فِي خدمَة قوم فَهَل

تخدمهم يَا أبتا سَخَّرَهُ)

(وَيَوْم زارت أمّهم أُخْتهَا

وَالْأُخْت فِي الْغيرَة كالضره)

(وَأَقْبَلت تَشْكُو لَهَا حَالهَا

وصبرها مني على العشره)

(قَالَت لَهَا كَيفَ تكون النسا

كَذَا مَعَ الْأزْوَاج يَا عره)

(قومِي اطلبي حَقك مِنْهُ بِلَا

تخلف مِنْك وَلَا فتره)

(وَأَن تأبى فَخذي ذقنه

وخلصيها شَعْرَة شعره)

(قَالَت لَهَا مَا هكذاى عادتي

فَإِن زَوجي عِنْده ضجره)

(أَخَاف إِن كَلمته كلمة

طَلقنِي قَالَت لَهَا بعره)

(وهونت قدري فِي نَفسهَا

فَجَاءَت الزَّوْجَة محتره)

(فقابلتني فتهددتها

فاستقبلت رَأْسِي بآجره)

(ودامت الْفِتْنَة مَا بَيْننَا

من أول اللَّيْل إِلَى بكره)

(وَحقّ من حَالَته هَذِه

أَن ينظر الْمولى لَهُ نظره)

وَكتب غلى بعض الْأَصْحَاب

ص: 91

(قل لعَلي الَّذِي صداقته

على حُقُوق الأخوان مؤتمنه)

(أَخُوك قد عودت طَبِيعَته

بِشَربَة فِي الرّبيع كل سنه)

(والآن قد عفت عَلَيْهِ وَقد

هدت قواه وخففت بدنه)

(وعادوت يَوْمهَا زيارته

وَمَا اعتراها من قبل ذَاك سنه)

(وَصَارَ عِنْد الْقيام يحملهَا

براحتيه كَأَنَّهَا زَمَنه)

(جِئْت بهَا للطبيب مشتكياً

ودمعتي كالعوارض الهتنه)

(فَقَالَ عد لي إِذا احتميت وَلَك

فِي كل يَوْم دجَاجَة دهنه)

(كَيفَ وصولي إِلَى الدَّجَاجَة وَال

بَيْضَة عِنْدِي كَأَنَّهَا بدنه)

)

(فَإِن تَجِد لي بِمَا أؤمله

بِشَربَة بالطيور مقترنه)

(جَزَاك رَبِّي إِذا انسهلت بِمَا

شربت عَن كل خرية حسنه)

أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس رحمه الله قَالَ كَانَت لَهُ حمارة استعارها مِنْهُ نَاظر الشرقية فَأَعْجَبتهُ فَأَخذهَا وجهز لَهُ ثمنهَا مايتي دِرْهَم فَكتب على لسانها إِلَى النَّاظر الْمَمْلُوكَة حمارة البصيري تنشد

(يَا أَيهَا السَّيِّد الَّذِي شهِدت

أَلْفَاظه لي بِأَنَّهُ فَاضل)

(أقْصَى مرادي لَو كنت فِي بلدي

أرعى بهَا فِي جَوَانِب السَّاحِل)

(مَا كَانَ ظَنِّي يبيعني أحد

قطّ وَلَكِن سَيِّدي جَاهِل)

(لَو جرسوه عَليّ من سفه

لَقلت غيظاً عَلَيْهِ يستاهل)

(وَبعد هَذَا فَمَا يحل لكم

بيعي فَإِنِّي من سَيِّدي حَامِل)

فَردهَا النَّاظر عَلَيْهِ وَلم يَأْخُذ الدَّرَاهِم مِنْهُ أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه بعد مَا أملي عَليّ نسبه كَمَا سردته أَولا قَالَ أَصله من الْمغرب من قلعة حَمَّاد من قبيل يعْرفُونَ ببني حبنون قلت بحاء مُهْملَة وباء مُوَحدَة ونونين بَينهمَا وَاو على وزن زيدون قَالَ ولد ببهشيم من أَعمال البهساوية يَوْم الثلثاء مستهل شَوَّال سنة ثَمَان وست ماية وَنَشَأ بَدَلا وأنشدني لنَفسِهِ

(إِذا خَان من أَهْوى طوى سَبَب الْهوى

وغطت يَد التقبيح عني جماله)

(وَصَارَ كَمثل الْمَيِّت يأسى لفقده

فُؤَادِي ويأبى قربه ووصاله)

وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا فِي من على عينه نُكْتَة بَيَاض

(أنجد تَجِد الله فِي

عَيْنَيْهِ سرا أَي سر)

(طمس الْيَمين بكوكب

وسيطمس الْيُسْرَى بفجر)

ص: 92

وأنشدني الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه أَيْضا قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ الْبَيْتَيْنِ الطائيين اللَّذين ذكرتهما أَنا فِي هَذَا الْمَعْنى وأنشدني الشَّيْخ أثير الدّين لَهُ أَيْضا مَا قَالَه فِي الشَّيْخ زين الدّين ابْن الرعاد

(لقد عَابَ شعري فِي الْبَريَّة شَاعِر

وَمن عَابَ أشعاري فَلَا بُد أَن يهجا)

(وشعري بَحر لَا يوافيه ضفدع

وَلَا يقطع الرعاد يَوْمًا لَهُ لجا)

)

وأنشدني لَهُ أَيْضا

(وَإِنِّي اختبرت النَّاس فِي حالتي غنى

وفقر فَمَا أحمدت من أحد خَبرا)

(وَقد هذب التجريب كل مُغفل

فَمَا أبقت الْأَيَّام من أحد غرا)

وروى عَنهُ الشَّيْخ أثير الدّين فَحِينَئِذٍ لي رِوَايَة جَمِيع شعره عَن أثير الدّين عَنهُ وَقَالَ الشَّيْخ أثير الدّين كَانَ البوصيري شَيخا مُخْتَصر الجرم وَكَانَ فِيهِ كرم قلت وأظن وَفَاته كَانَت فِي سنة سِتّ وَتِسْعين أَو سبع وَتِسْعين وست ماية أَو مَا حولهما وللبوصيري فِي مديح النَّبِي صلى الله عليه وسلم قصايد طنانة مِنْهَا قصيدة مَهْمُوزَة أَولهَا لَيْسَ ترقا رقيك الْأَنْبِيَاء وقصيدة على وزن بَانَتْ سعاد أَولهَا

(إِلَى مَتى أَنْت باللذات مَشْغُول

وَأَنت عَن كل مَا قدمت مسؤل)

مِنْهَا فِي ذكر كفار قُرَيْش

(وأصبحت آيمات محصناتهم

وأيماتهم وَهِي المثاكل)

(لَا تمسك الدمع من حزن عيونهم

إِلَّا كَمَا تمسك المَاء الغرابيل)

وقصيدته الْمَشْهُورَة بالبردة الَّتِي أَولهَا

(أَمن تذكر جيران بِذِي سلم

مزجت دمعاً جرى من مقلة بِدَم)

قَالَ البصيري كنت قد نظمت قصايد فِي مدح رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مِنْهَا مَا كَانَ اقترحه عَليّ الصاحب زين الدّين يَعْقُوب بن الزبير ثمَّ اتّفق بعد ذَلِك أَنه أصابني فالج أبطل نصفي ففكرت فِي عمل قصيدتي هَذِه الْبردَة فعملتها واستشفعت بِهِ إِلَى الله عز وجل فِي أَن يعافيني وكررت انشادها وبكيت ودعوت وتوسلت بِهِ ونمت فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَمسح على وَجْهي بِيَدِهِ الركيمة وَألقى عَليّ بردة

ص: 93

فانتبهت وَوجدت فِي نهضة فَخرجت من بَيْتِي وَلم أكن أعملت بذلك أحدا فلقيني بعض الْفُقَرَاء فَقَالَ أُرِيد أَن تُعْطِينِي القصيدة الَّتِي مدحت بهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقلت أَيهَا فَقَالَ الَّتِي أنشأتها فِي مرضك وَذكر أَولهَا وَقَالَ وَالله لقد سمعنَا البارحة وَهِي تنشد بَين يدَي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ورأيته صلى الله عليه وسلم يتمايل وأعجبته وَألقى على من أنشدها بردة فأعطيته إِيَّاهَا وَذكر الْفَقِير ذَلِك فشاع الْمَنَام إِلَى أناتصل بالصاحب بهاء الدّين وَزِير الظَّاهِر فَبعث إِلَيّ واستنسخها وَنذر أَن لَا)

يسْمعهَا إِلَّا قايماً حافياً مَكْشُوف الرَّأْس وَكَانَ يحب سماعهَا هُوَ وَأهل بَيته ثمَّ أَنه بعد ذَلِك أدْرك سعد الدّين الفارقي الْموقع رمد أشرف مِنْهُ على الْعَمى فَرَأى فِي الْمَنَام قايلاً يَقُول لَهُ اذْهَبْ إِلَى الصاحب وَخذ الْبردَة وَاجْعَلْهَا على عَيْنَيْك تعافى بِإِذن الله تَعَالَى فَأتى الصاحب وَذكر مَنَامه فَقَالَ مَا أعرف عِنْدِي من أثر النَّبِي صلى الله عليه وسلم بردة ثمَّ فكر سَاعَة وَقَالَ لَعَلَّ المُرَاد قصيدة الْبردَة يَا ياقوت قل للخادم يفتح صندوق الْآثَار وَيخرج القصيدة من حق العنبر وَيَأْتِ بهَا فَأتى بهَا فَأَخذهَا سعد الدّين ووضعها على عَيْنَيْهِ فعوفيتا وَمن ثمَّ سميت الْبردَة

القايد ابْن حريبة لمقرئ مُحَمَّد بن سعيد القايد أَبُو الْمجد المعري الْمَعْرُوف بِابْن حريبة كَانَ يعاني الْكِتَابَة وَله رياسة يتَوَلَّى الْأَعْمَال للسُّلْطَان قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب لما وصلنا إِلَى حمص متوجهين فِي خدمَة السُّلْطَان الْملك النَّاصِر إِلَى حَرْب الحلبيين والمواصلة فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَخمْس ماية تلقانا القايد أَبُو الْمجد فَأَنْشد الْملك النَّاصِر

(إِذا خَفَقت بنودك فِي مقَام

رَأَيْت الأَرْض خاشعة تميد)

(وَإِن طرقت جيادك دَار قوم

فشم الشامخات لَهَا وَهود)

(وَإِن برقتْ سيوفك فِي عَدو

فَمَا من قايم إِلَّا حصيد)

وَأنْشد أَيْضا

(سيوفك أَعْنَاق العداة تميل

وخوفك آفَاق الْبِلَاد تجول)

(وكفك فَوق النّيل نيل لِأَنَّهُ

إِذا سَالَ مَاء فالنضار تسيل)

(وكل كثير من عَدو ونايل

إِذا صلت فِيهِ أَو وصلت قَلِيل)

وَقَالَ من قصيدة فِي السُّلْطَان عِنْد نصرته على المواصلة

(وَكَانَ قد عمهم عفوا لَو اعْتَرَفُوا

لعمهم فَضله لكِنهمْ جَحَدُوا)

(وَالْعَفو عِنْد لئيم الطَّبْع مفْسدَة

تطغي وَلكنه عِنْد الْكَرِيم يَد)

الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن سعيد بن أبي المنى الإِمَام الْفَقِيه بدر الدّين الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ نزيل الْقَاهِرَة سمع من التقي ابْن مُؤمن والعز ابْن الْفراء والأبرقوهي وَنسخ كثيرا وَحصل

ص: 94

وَأفَاد وَفِيه صِفَات حميدة ولد سنة أَربع وَسبعين وَتُوفِّي رحمه الله فِي شعْبَان سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع ماية قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين انتقيت لَهُ جُزْءا حدث بِهِ)

المغري مُحَمَّد بن سفر أَبُو عبد الله الأديب مَنْسُوب إِلَى جده قَالَ ابْن الْأَبَّار وأصحابنا يكتبونه بالصَّاد وَكَانَ بإشبيلية وَهُوَ من نَاحيَة المرية قَالَ فِي الْمَدّ والجزر بوادي اشبيلية وأبدع فِيهِ

(شقّ النسيم عَلَيْهِ جيب قَمِيصه

فانساب من شطيه يطْلب ثاره)

(وتضاحكت ورق الْحمام بأيكها

هزءاً فضم من الْحيَاء إزَاره)

وَقَالَ أَيْضا

(لَو شاهدت عَيْنَاك زورق فتية

أبدى بهم نهج السرُور مراحه)

(وَقد استداروا تَحت ظلّ شراعه

كل يمد لكأس رَاح راحه)

(لحسبته خوف العواصف طايراً

مد الْجنان على بنيه جنَاحه)

صَاحب الْهَادِي فِي القراآت مُحَمَّد بن سفاين أَبُو عبد الله القيرواني الْمُقْرِئ مُصَنف كتاب الْهَادِي فِي القراآت قَرَأَ على أبي الطّيب عبد الْمُنعم بن غلبون توفّي سنة خمس عشرَة وَأَرْبع ماية

ص: 95