المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

3 - ‌ ‌(ابْن طَاهِر) أَمِير خُرَاسَان مُحَمَّد بن طَاهِر بن عبد - الوافي بالوفيات - جـ ٣

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌(الْجُزْء الثَّالِث)

- ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

- ‌(رب أعن)

- ‌(ابْن حَمَّاد)

- ‌(ابْن حَمْزَة)

- ‌(ابْن حميد)

- ‌(ابْن حَيَّان)

- ‌(ابْن حيدرة)

- ‌(ابْن خَالِد)

- ‌(ابْن الْخضر)

- ‌(ابْن خطاب)

- ‌(ابْن خلف)

- ‌(ابْن خَلِيل)

- ‌(ابْن دَاوُد)

- ‌(ابْن ذَاكر)

- ‌(ابْن زَكَرِيَّاء)

- ‌(ابْن زُهَيْر)

- ‌(ابْن زِيَاد)

- ‌(ابْن زيد)

- ‌(ابْن سَالم)

- ‌(ابْن سعد)

- ‌(ابْن سعيد)

- ‌(ابْن سَلام)

- ‌(ابْن سَلامَة)

- ‌(ابْن سُلْطَان)

- ‌(ابْن سُلَيْمَان)

- ‌(ابْن سُهَيْل)

- ‌(ابْن سوار)

- ‌(ابْن شُجَاع)

- ‌(ابْن شرِيف)

- ‌(ابْن صَالح)

- ‌(ابْن صَدَقَة)

- ‌(ابْن طَالب)

- ‌(ابْن طَاهِر)

- ‌(ابْن طَلْحَة)

- ‌(ابْن ظفر)

- ‌(ابْن عباد)

- ‌(ابْن عَبَّاس)

- ‌(ابْن عبدون)

- ‌(ابْن عبد الْأَعْلَى)

- ‌(ابْن عبد الأول)

- ‌(ابْن عبد الْبَاقِي)

- ‌(ابْن عبد الْجَبَّار)

- ‌(ابْن عبد الْجَلِيل)

- ‌(ابْن عبد الْحق)

- ‌(ابْن عبد الحميد)

- ‌(ابْن عبد الْخَالِق)

- ‌(ابْن عبد الرَّحْمَن)

- ‌(ابْن عبد الرَّحِيم)

- ‌(ابْن عبد الرَّزَّاق)

- ‌(ابْن عبد الرشيد)

- ‌(ابْن عبد السَّلَام)

- ‌(ابْن عبد الصَّمد)

- ‌(ابْن عبد الْعَزِيز)

- ‌(ابْن عبد الْغنى)

- ‌(ابْن عبد الْقَادِر)

- ‌(ابْن عبد القاهر)

- ‌(ابْن عبد القوى)

- ‌(ابْن عبد الْكَرِيم)

- ‌(ابْن عبد اللَّطِيف)

- ‌(ابْن عبد الله)

الفصل: 3 - ‌ ‌(ابْن طَاهِر) أَمِير خُرَاسَان مُحَمَّد بن طَاهِر بن عبد

3 -

(ابْن طَاهِر)

أَمِير خُرَاسَان مُحَمَّد بن طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر الخواعي ولى أمرة خُرَاسَان بعد وَالِده إِلَى أَن خرج عَلَيْهِ يَعْقُوب بن اللَّيْث الصفار فحار بِهِ وظفر بِهِ يَعْقُوب وَبَقِي عِنْده فِي الْأسر ثمَّ نجا مُحَمَّد بن طَاهِر وَلم يزل خاملاً بِبَغْدَاد إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين وماتين وَهُوَ أَمِير ابْن أَمِير ابْن أَمِير ابْن أَمِير سمع من اسحق بن رَاهَوَيْه وَغَيره وروى عَنهُ أَحْمد بن حَاتِم الْمروزِي

أَبُو سُلَيْمَان المنطقي مُحَمَّد بن طَاهِر بن بهْرَام السجسْتانِي أَبُو سُلَيْمَان المنطقي كَانَ فَاضلا فِي الْعُلُوم الْحكمِيَّة متقناً لَهَا مطلعاً على دقايقها وَاجْتمعَ بِيَحْيَى بن عدي وَأخذ عَنهُ وَله شعر مِنْهُ

(لَا تحسدن على تظاهر نعْمَة

شخصا تبيت لَهُ الْمنون بِمَرْصَد)

(أَو لَيْسَ بعد بُلُوغه آماله

يُفْضِي إِلَى عدم كَأَن لم يُوجد)

(لَو كنت أحسد مَا تجَاوز خاطري

حسد النُّجُوم على بَقَاء السرمد)

وَمِنْه

(الْجُوع يدْفع بالرغيف الْيَابِس

فعلام أَكثر حسرتي ووساوسي)

(وَالْمَوْت أنصف حِين سَاوَى حكمه

بَين الْخَلِيفَة وَالْفَقِير البايس)

وَمِنْه

(لَذَّة الْعَيْش فِي بهيمية الل

ذة لَا مَا يَقُوله الفلسفي)

(حكم كأس الْمنون أَن يتساوى

فِي حساها الغبي والألمعي)

(وَيحل البليد تَحت ثرى الأر

ض كَمَا حل تحتهَا اللوذعي)

(أصبحا رمى تزايل عَنْهَا

فصلها الْجَوْهَرِي والعرضي)

الأبيات الْمَذْكُورَة فِي تَرْجَمَة الفارابي مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَله مقَالَة فِي مَرَاتِب قوى الْإِنْسَان وَكَلَام فِي الْمنطق مسايل عدَّة سُئِلَ عَنْهَا تعاليق حكمِيَّة وملح ونوادر مقَالَة فِي الإجرام العلوية أَن طبيعتها طبيعة خَامِسَة وَأَنَّهَا ذَوَات أنفس وَأَن النَّفس الَّتِي لَهَا هِيَ النَّفس الناطقة

ص: 138

ابْن القيسراني الْحَافِظ مُحَمَّد بن طَاهِر بن عَليّ بن أَحْمد الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْمَقْدِسِي وَيعرف فِي وقته بِابْن القيسراني الشَّيْبَانِيّ لَهُ الرحلة لواسعة سمع بِبَلَدِهِ من نصر الْمَقْدِسِي وَابْن وَرْقَاء وَجَمَاعَة وَدخل بَغْدَاد سنة سبع وَسِتِّينَ وَسمع من ابْن الصريفيني وَابْن النقور وطبتقهما)

وَحج وجاور وَسمع من أبي عَليّ الشَّافِعِي وَسعد الزنجاني وَهياج الحطيني وَسمع بِمصْر من أبي إِسْحَق الحبال وبالاسكندرية من الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الصفراوي وبتنيس من عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحداد وَحَدِيثه من أَعلَى مَا وَقع لَهُ فِي الرحلة وَسمع بِدِمَشْق من أبي الْقسم ابْن أبي الْعَلَاء الْفَقِيه وبحلب من الْحسن بن مكي الشيزري وبالجزيرة العمرية من أبي أَحْمد عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد اليمني وبالرحبة من الْحُسَيْن بن سعدون وبصور من القَاضِي عَليّ بن مُحَمَّد بن عبيد الله الْهَاشِمِي وباصبهان من عبد الْوَهَّاب بن مندة وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْقفال وباجلمة فروى عَن كبار فِي ساير الْبِلَاد توفّي سنة سبع وَخمْس ماية قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة سنف كتابا سَمَّاهُ صفوة التصوف يضْحك مِنْهُ من رَآهُ ويعجب من استشهاداته بالأحاديث الَّتِي لَا تناسب وَكَانَ داودي فَمن أثنى عَلَيْهِ فلحفظه الحَدِيث وَإِلَّا باحة وَذكره الْحَافِظ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الدقاق فأساء الثَّنَاء عَلَيْهِ جدا وَنسبه إِلَى أَشْيَاء وَكَذَلِكَ الْحَافِظ اسماعيل بن أَحْمد الطلحين كَانَ سيء الرَّأْي فِيهِ وَقَالَ أَبُو المعمر ابْن أَحْمد الْأنْصَارِيّ أَنْشدني لنَفسِهِ

(دع التصوف والزهد الَّذِي اشتغلت

بِهِ جوارح أَقوام من النَّاس)

(وعج على دير دارياً فَإِن بِهِ الر

هبان مَا بَين قسيس وشمال)

(واشرب مُعتقة من كف كَافِرَة

تسقيك خمرين من لحظ وَمن كاس)

(ثمَّ اسْتمع رنة الأوتار من رشا

مهفهف طرفه أمضى من الماس)

(غنى بِشعر امرء فِي النَّاس مشتهر

مدون عِنْدهم فِي صدر قرطاس)

(لَوْلَا نسيم بذكراكم يروحني

لَكُنْت محترقاً من حر أنفاسي)

وَقَالَ أَيْضا

(خلعت العذار بِلَا منَّة

على من خلعت عَلَيْهِ العذار)

ص: 139

(وأصبحت حيران لَا أرتجي

جنَانًا وَلَا أتقي فِيهِ نَارا)

وَقَالَ ابْن عَسَاكِر سَمِعت أَبَا الْعَلَاء الْحسن بن أَحْمد الهمذاني يَقُول ابتلى مُحَمَّد بن طَاهِر بهوى امْرَأَة من أهل الرسداق وَكَانَت تسكن قَرْيَة على سِتَّة فراسخ من خمذان وَكَانَ كل يَوْم يذهب إِلَى قريتها فيراها تغزل فِي ضوء السراج ثمَّ يرجع إِلَى همذان فَكَانَ يمشي كل يَوْم اثْنَي عشر فرسخاً وَلما احْتضرَ كَانَ يردد هَذَا الْبَيْت)

(وَمَا كُنْتُم تعرفُون الجفا

فَمِمَّنْ ترى قد تعلمتم)

أَبُو عَليّ الْحَنَفِيّ القَاضِي مُحَمَّد بن طَاهِر بن مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ أَبُو عَليّ من أهل بَاب الطاق الْبَغْدَادِيّ أحد أَصْحَاب أبي حنيفَة ولي الْقَضَاء بِبَاب الطاق وَولي قَضَاء وَاسِط وَعَاد إِلَى بَغْدَاد سمع من أبي الْقسم عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الرزاز وَالْقَاضِي أبي بكر مُحَمَّد بن عبدِ الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَأبي وهب مُنَبّه بن مُحَمَّد الْوَاعِظ وَغَيرهم وَحدث بواسط قَالَ ابْن النجار سمع مِنْهُ شُيُوخنَا القاضيان أَبُو الْفَتْح ابْن الماندائي وَأَبُو عَليّ يحيى بن الرّبيع بن سُلَيْمَان وَأَبُو المظفر وَأَبُو الْمَعَالِي ابْنا نغوبا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس ماية

ابْن طَاهِر الْأنمَاطِي مُحَمَّد بن طَاهِر الْأنمَاطِي أَبُو الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بِابْن القياء قَالَ ابْن النجار سمع الْكثير وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على أبي الْحُسَيْن بن بَشرَان وَغَيره وَحدث عَن أَحْمد بن جَعْفَر بن مُسلم الْخُتلِي وَالْقَاضِي أبي الْفرج الْمعَافي بن زَكَرِيَّاء النهرواني وروى عَنهُ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الْمهْدي الْخَطِيب فِي مشيخته وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبع ماية

مُحَمَّد بن طَاهِر بن عَليّ بن عِيسَى أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الداني الأندلسي النَّحْوِيّ ذكره الْحَافِظ أَبُو الْقسم وَقَالَ قدم دمشق سنة أَربع وخسم ماية وَأقَام بهَا مُدَّة وَكَانَ يقرئ النَّحْو وَكَانَ شَدِيد الوسواس فِي الْوضُوء بَلغنِي أَنه كَانَ لَا يسْتَعْمل من مَاء نهر ثوراء مَا يخرج من تَحت الربوة لأجل السِّقَايَة الَّتِي تَحت الربوة وَبَلغنِي أَنه كَانَ يبْقى أَيَّامًا لَا يُصَلِّي لِأَنَّهُ لم يتهيأ لَهُ الْوضُوء على الْوَجْه الَّذِي يريدهن ورأيته صَغِيرا وَلم أسمع مِنْهُ شَيْئا وَخرج إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ سنة تسع عشرَة وَخمْس ماية

نقيب النُّقَبَاء ابْن طراد مُحَمَّد بن طراد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الإِمَام بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس أَبُو الْحسن ابْن أبي الفوارس ولي النقابة على الهاشميين

ص: 140

وَسمع الحَدِيث من أَبِيه وَعَمه أبي نصر مُحَمَّد بن عَليّ وأبوي الْقسم عَليّ بن أَحْمد بن البسري واسمعيل بن مسْعدَة الأسمعيلي الْجِرْجَانِيّ توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس ماية

ابْن بجكم التركي مُحَمَّد بن طرخان بن يلتكين بن بجكم التركي أَبُو بكر قَرَأَ الْفِقْه على أبي اسحق الشِّيرَازِيّ والفرايض على أبي حَكِيم الخبري وَالْكَلَام على أبي عبد الله القيرواني)

وَسمع الحَدِيث من أبي جَعْفَر ابْن الْمسلمَة وَالْقَاضِي أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ بن المُهتدي بِاللَّه وَأبي الغنايم عبد الصَّمد بن عَليّ المأموني وَأبي الْحُسَيْن أَحْمد بن النقور وَأبي مُحَمَّد عبد الله الصريفيني وَأبي الْقسم عبد الْعَزِيز الْأنمَاطِي وَخلق كثير وَقَرَأَ على أبي عبد الله الْحميدِي كثيراُ وعَلى جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين وَسمع من أبي نصر عَليّ بن هبة الله بن مَاكُولَا كِتَابه فِي المؤتلف والمختلف وَرَوَاهُ عَنهُ وَحدث باليسير لِأَنَّهُ مَاتَ كهلاً وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْأَدب وَغير ذَلِك لنَفسِهِ وَلِلنَّاسِ وَكَانَ خطه مليحاً وَنَقله صَحِيحا وَكَانَ صَالحا زاهداً عابداً أَمينا صَدُوقًا وَتُوفِّي سنة ثلث عشرَة وَخمْس ماية

مُحَمَّد بن طريف البَجلِيّ الْكُوفِي روى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَكَانَ ثِقَة صَاحب حَدِيث توفّي سنة خمسين وماتين أَو مَا دونهمَا

ابْن حمص أَخْضَر مُحَمَّد بن طشت مر الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن الْأَمِير سيف الدّين حمص أَخْضَر يَأْتِي ذكر وَالِده إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الطَّاء مَكَانَهُ كَانَ الْأَمِير نَاصِر الدّين الْمَذْكُور أَمِير طبلخاناه فِي حَيَاة أستاذهم الْملك النَّاصِر وَخرج مَعَ وَالِده إِلَى صفد وَهُوَ أَمِير قبل ذَلِك وَكَانَ وَالِده زايد الْحجر عَلَيْهِ لَا يسوع لَهُ فِي رزقه لما يتخيله من كرمه حُكيَ أَنه وَهُوَ صَغِير كَانَ فِي الصَّيْد بالصعيد وَقد انْفَرد فَقدم لَهُ إِنْسَان شَيْئا حَقِيرًا وَلم يكن مَا يُعْطِيهِ فَحل بربند مركوبه وَدفعه وَهُوَ شَدِيد القوى يمْلَأ سطل الْخَيل مَاء ويشيله من الأَرْض وَيَرْفَعهُ بِيَدِهِ إِلَى أَن يشرب مِنْهُ وَهُوَ وَاقِف وَلم يحن قامته وَقد ظَهرت شجاعته فِي نوبَة وَالِده لما دخر الْبِلَاد الرومية من حلب فَإِنَّهُ كَانَ يكر على عَسْكَر حلب الَّذين ساقوا خَلفهم فيطرح مِنْهُم جمَاعَة فعل ذَلِك غير مرّة وَأعْطِي تقدمة الْألف بعد وَفَاة أَبِيه وَلم يزل بِالْقَاهِرَةِ مُقيما على ذَلِك إِلَى أَن أخرج إِلَى صفد فِي الْأَيَّام الكاملية فورد إِلَيْهَا أَمِير طبلخاناه وَأقَام بهَا فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه نايباً رمي بِأَنَّهُ كَاتب ابْن دلغادر فطالع بأَمْره فرسم لَهُ باعتقاله فِي قلعة صفد وَطلب الْأَمِير سيف الدّين النايب إِلَى مصر وجهز إِلَى حلب نايباً وَجَاء مِنْهَا إِلَى دمشق نايباً فِي الْأَيَّام المظفرية على مَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمته وبقى الْأَمِير نَاصِر الدّين فِي قلعة صفد تَقْدِير خَمْسَة أشهر ثمَّ

ص: 141

أفرج عَنهُ وجهز إِلَى دمشق أَمِيرا على اقطاع الطرخاني فَحَضَرَ إِلَيْهَا فِي نصف شعْبَان سنة ثَمَان واربعين وَسبع ماية وَلم يزل على حَاله بِدِمَشْق إِلَى أَن حضر دوادار وَالِده وَهُوَ سيف الدّين قطلو بوغا فِي الْبَرِيد من مصر)

بِطَلَبِهِ إِلَى الديار المصرية وَذَلِكَ فِي سَابِع شهر ربيع الأول سنة خمسين وَسبع ماية

الأخشيد صَاحب مصر مُحَمَّد بن طغج بن جف بن يلتكين ابْن فوران الأخشيد أَبُو بكر التركي الفرغاني صَاحب مصر روى عَن عَمه ولي ديار مصر سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثلث ماية ولقب الأخشيد ثمَّ ولي دمشق الْحَرَمَيْنِ والجزيرة وَغير ذَلِك من قبل الراضي سنة ثلث وَعشْرين وَذَلِكَ مُضَافا إِلَى مصر والأخشيد بِلِسَان الفرغانيين ملك الْمُلُوك وطغج يَعْنِي عبد الرَّحْمَن وَأَصله من أَوْلَاد مُلُوك فرغانة وجف من التّرْك الَّذين حملُوا للمعتصم فَبَالغ فِي إكرامه وَتُوفِّي جف سنة سبع وَأَرْبَعين وماتين واتصل ابْنه طغج بِابْن طولون وَصَارَ من أكبر القواد وَلما قتل خمارويه سَار طغج إِلَى المكتفي فَأكْرم مورده ثمَّ بدا مِنْهُ تكبر على الْوَزير فحبس هُوَ وَابْنه فَمَاتَ طغج فِي الْحَبْس وَأخرج مُحَمَّد بعد مُدَّة وَجَرت لَهُ أُمُور يطول شرحها وَكَانَ ملكا مُطَاعًا شجاعاً لَا يقدر أحد يجر قوسه حازماً حسن التَّدْبِير مكرماً للجند وَهُوَ أستاذ كافور توفّي بِدِمَشْق سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَقيل خمس وَثلث ماية وَحمل إِلَى الْقُدس وَقد مدح أَبُو الطّيب أَبَا مُحَمَّد الْحسن بن عبيد الله بن طغج ابْن جف وَهُوَ ابْن عَم الأخشيد بقصيدته الَّتِي أَولهَا

(أَنا لَا يمي إِن كنت وَقت اللوايم

علمت بِمَا بِي بَين تِلْكَ المعالم)

مِنْهَا

(حمته على الْأَعْدَاء من كل جَانب

سيوف بني طغج بن جف القماقم)

(وَلَوْلَا احتقار الْأسد شبهتها بهم

وَلكنهَا مَعْدُودَة فِي البهايم)

(كريم نفضت النَّاس لما بلغته

كَأَنَّهُمْ مَا جف من زَاد قادم)

(وَكَانَ سروري لَا يَفِي بندامتي

على تَركه فِي عمري المتقادم)

كَانَ جَيْشه قد احتوى على احتوى أَربع ماية ألف رجل وَكَانَ لَهُ ثَمَانِيَة آلَاف مَمْلُوك يحرسومه بالنوبة كل يَوْم ألف ويوكل الخدم بجوانب خيمته ثمَّ لَا يَثِق بِأحد حَتَّى يمضى إِلَى خيم الفراشين فينام فِيهَا

الْمُحدث الدِّمَشْقِي مُحَمَّد بن طغريل الصَّيْرَفِي فِي الْمُحدث الْفَاضِل الْمخْرج مُفِيد

ص: 142

الطّلبَة نَاصِر الدّين الدِّمَشْقِي روى عَن أبي بكر بن عبد الدايم والمطعم وَقَرَأَ الْكثير سَمِعت بقرَاءَته صَحِيح مُسلم عل الْبَنْدَنِيجِيّ الصُّوفِي وَغير ذَلِك وَكَانَ سريع الْقِرَاءَة فصيحها توفّي غَرِيبا فِي حماة)

وَلم يتكهل أَو بلغ الْأَرْبَعين سنة سبع وثلثين وَسبع ماية قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين جيد التَّحْصِيل مليح التَّخْرِيج كثير الشُّيُوخ حسن الْقِرَاءَة ضَعَّفُوهُ من قبل الْعَدَالَة ثمَّ ترددنا فِي ذَلِك وتوقفنا فَالله يصلحه فَلَو قبل النصح فلح قلت لم يطعنوا عَلَيْهِ إِلَّا انه كَانَ إِذا قَرَأَ قلب الورقتين وَالثلث وَالله أعلم

الْأَعْظَم صَاحب الْهِنْد مُحَمَّد بن طغلق شاه السُّلْطَان الْأَعْظَم أَبُو الْمُجَاهِد صَاحب دهلي وساير مملكة الْهِنْد والسند ومكران والمعبر ويخطب لَهُ بمقدشوه وسرنديب وَكثير من الجزر البحرية ورث الْملك عَن أَبِيه طغاق شاه قَالَ القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله وَكَانَ طغلق شاه تركياً من مماليك سلاطين الْهِنْد وَيُقَال إِنَّه عمل على أَبِيه حَتَّى قَتله قَالُوا وَصُورَة قَتله أَنه تَركه فِي خركاة وَقد بَدَت بِهِ عِلّة ثمَّ أَنه هاج عَلَيْهِ الفيلة حَتَّى أَتَى فيل مها على الخركاة فَحكمهَا وَأَلْقَاهَا عَلَيْهِ وَتَمَادَى فِي إِخْرَاجه حَتَّى أخرجه مَيتا لَا روح فِيهِ قَالَ وَمُحَمّد عنين لكَي كوي على صلبه أَوَان الحداثة لعِلَّة حصلت لَهُ وَهُوَ متمذهب للْإِمَام أبي حنيفَة يحفظ فِي الْمَذْهَب كتاب الْهِدَايَة وَقد شدا طرفا جيدا من الْحِكْمَة ويحضر مَجْلِسه الْفُقَهَاء للمناظرة بَين يَدَيْهِ ويجيز الجوايز السّنيَّة وَملكه ملك متسع جدا وَعَسْكَره كثير قَالَ ذكر الافتخار عبد الله دفتر خوان الْوَاصِل فِي الرسلية أَيَّام النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون أَن عسكره مبلغ تسع ماية ألف فَارس قَالَ وَفِي ذَلِك نظر إِنَّمَا الشايع أَنه يُقَارب الستماية ألف يجْرِي على كلهم ديوانه مِنْهُم الْفَارِس وَمِنْهُم الراجل والراجل أَكثر لقلَّة الْخَيل لِأَن بِلَادهمْ لَا تنْتج الْخَيل وتفسد مَا يجلب إِلَيْهَا من الْخَيل وَذكر أَن عِنْده ألفا وَسبع ماية فيل وَعِنْده عدد كثير من الْأَطِبَّاء والندماء وَالشعرَاء بِالْعَرَبِيَّةِ والفارسية الْهِنْدِيَّة وَعدد كثير من المغاني رجال وجواري ونعته فِي بِلَاده سُلْطَان الْعَالم اسكندر الثَّانِي خَليفَة الله فِي أرضه وَبِهَذَا يَدْعُو لَهُ الخطباء فِي ممالكه على المنابر والدعاة وَفِي بِلَاده معادن كَثِيرَة ويجاوره وه قراجل بِالْقَافِ وَالرَّاء وَالْألف وَالْجِيم وَاللَّام وَهُوَ جبل يُقَارب الْبَحْر الْمُحِيط الشَّرْقِي وَهِي بِلَاد كفار فِيهَا معادن الذَّهَب وَله عَلَيْهَا اتارة جزيلة إِلَى غير ذَلِك وَمِمَّا يُوجد فِي بعض بِلَاده من نفايس الْيَاقُوت والماس وَعين الهر والمسمى بالماذنبي قَالَ وَذكر لي الشَّيْخ مبارك نفايس الْيَاقُوت والماس وَعين الهر والمسمى بالماذنبي قَالَ وَذكر لي الشَّيْخ مبارك الأنبايتي وَكَانَ من كبار دولته ثمَّ تزهد أَن ابْن قَاضِي شيراز أَتَاهُ بكتب حكمِيَّة مِنْهَا كتاب الشِّفَاء لِابْنِ سيناء بِخَط ياقوت فِي مجلدة فَأَجَازَهُ عَنْهَا جايزة عَظِيمَة)

ثمَّ أَمر بإدخاله إِلَى خزاينه ليَأْخُذ مِنْهَا مَا يُرِيد فَأخذ مِنْهَا دِينَارا وَاحِدًا وَضعه فِي فَمه فَلَمَّا خرج ليقبل يَده قيل لَهُ مَا فعل وَأَنه لم يتَعَرَّض إِلَّا إِلَى دِينَار وَاحِد فَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَقَالَ أخذت حَتَّى امْتَلَأت وطلع هَذَا الدِّينَار من فمي فَضَحِك وَأَعْجَبهُ ذَلِك وَأَجَازَهُ بلك من الذَّهَب وَالْملك عبارَة عَمَّا يُقَارب المايتي ألف مِثْقَال وَسبعين ألف مِثْقَال بالمصري قَالَ ولحقه يبس مزاج من قبل السواداء انْتهى قلت وَمِمَّا يحْكى عَن كرمه

ص: 143

إِعْطَاؤُهُ الشريف عضد ابْن قَاضِي يزدْ وَقد ذكرت ذَلِك فِي تَرْجَمَة عضد فِي حرف الْعين وَبَلغنِي عَنهُ أَنه إِذا سمع الْمُؤَذّن وقف مَكْشُوف الرَّأْس وَلَا يزَال وَاقِفًا إِلَى أَن يفرغ الْمُؤَذّن ثمَّ أَنه لَا يشْتَغل بِشَيْء بعد ذَلِك غير الصَّلَاة النَّوَافِل وَالْفَرِيضَة وَأعرف أَنِّي كنت يَوْمًا عِنْد الْأَمِير عز الدّين أيدمر الخطيري وَقد حضر إِنْسَان هندي وَقَالَ إِن السُّلْطَان مُحَمَّد بن طغلق فتح تِسْعَة آلَاف مَدِينَة وقرية وَأخذ مِنْهَا ذَهَبا كثيرا وَأَنه انْتقل من دهلي إِلَى وسط الْبِلَاد الَّتِي فتحهَا ليَكُون قَرِيبا من الْأَطْرَاف وَأَنه أجري عِنْده ذكر مَكَّة وَالْمَدينَة فَقَالَ أُرِيد أَن يتَوَجَّه من عندنَا ركب حَاج فَقيل لَهُ إِن ذَلِك فِي ملك الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون فَقَالَ نجهز إِلَيْهِ هَدِيَّة ونطلب مِنْهُ ذَلِك وَأَنه جهز إِلَيْهِ مركبا قد مَلِيء تفاصيل هندية رفاع من يخار مَا يكون وَعشرَة بزاة بيض وخدم وجواري وَأَرْبَعَة عشر حَقًا قد ملئت ماساً وَأَنا كنت مَعَ المسفرين وإننا لما وصلنا إِلَى الْيمن أحضر صَاحب الْيمن المماليك الَّذين فِي خدمَة الرَّسُول وَقَالَ لَهُم أَي شَيْء يعكيكم صَاحب مصر أقتلوا أستاذكم وَأَنا أجعلكم أُمَرَاء عِنْدِي فَلَمَّا قَتَلُوهُ شنق الْجَمِيع وَأخذ الْمركب بِمَا فِيهَا وَأُرِيد أَن تحضرني عِنْد السُّلْطَان فَأحْضرهُ وَكتب القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله فِي ذَلِك الْوَقْت كتابا إِلَى صَاحب الْيمن جَاءَ مِنْهُ عِنْد ذكر ذَلِك وَبعد أَن كَانَ فِي عداد الْمُلُوك أصبح وَهُوَ من قطاع الطَّرِيق

ص: 144