المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

3 - ‌ ‌(ابْن عباد) الْمَكِّيّ مُحَمَّد بن عباد المكين روى لَهُ - الوافي بالوفيات - جـ ٣

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌(الْجُزْء الثَّالِث)

- ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

- ‌(رب أعن)

- ‌(ابْن حَمَّاد)

- ‌(ابْن حَمْزَة)

- ‌(ابْن حميد)

- ‌(ابْن حَيَّان)

- ‌(ابْن حيدرة)

- ‌(ابْن خَالِد)

- ‌(ابْن الْخضر)

- ‌(ابْن خطاب)

- ‌(ابْن خلف)

- ‌(ابْن خَلِيل)

- ‌(ابْن دَاوُد)

- ‌(ابْن ذَاكر)

- ‌(ابْن زَكَرِيَّاء)

- ‌(ابْن زُهَيْر)

- ‌(ابْن زِيَاد)

- ‌(ابْن زيد)

- ‌(ابْن سَالم)

- ‌(ابْن سعد)

- ‌(ابْن سعيد)

- ‌(ابْن سَلام)

- ‌(ابْن سَلامَة)

- ‌(ابْن سُلْطَان)

- ‌(ابْن سُلَيْمَان)

- ‌(ابْن سُهَيْل)

- ‌(ابْن سوار)

- ‌(ابْن شُجَاع)

- ‌(ابْن شرِيف)

- ‌(ابْن صَالح)

- ‌(ابْن صَدَقَة)

- ‌(ابْن طَالب)

- ‌(ابْن طَاهِر)

- ‌(ابْن طَلْحَة)

- ‌(ابْن ظفر)

- ‌(ابْن عباد)

- ‌(ابْن عَبَّاس)

- ‌(ابْن عبدون)

- ‌(ابْن عبد الْأَعْلَى)

- ‌(ابْن عبد الأول)

- ‌(ابْن عبد الْبَاقِي)

- ‌(ابْن عبد الْجَبَّار)

- ‌(ابْن عبد الْجَلِيل)

- ‌(ابْن عبد الْحق)

- ‌(ابْن عبد الحميد)

- ‌(ابْن عبد الْخَالِق)

- ‌(ابْن عبد الرَّحْمَن)

- ‌(ابْن عبد الرَّحِيم)

- ‌(ابْن عبد الرَّزَّاق)

- ‌(ابْن عبد الرشيد)

- ‌(ابْن عبد السَّلَام)

- ‌(ابْن عبد الصَّمد)

- ‌(ابْن عبد الْعَزِيز)

- ‌(ابْن عبد الْغنى)

- ‌(ابْن عبد الْقَادِر)

- ‌(ابْن عبد القاهر)

- ‌(ابْن عبد القوى)

- ‌(ابْن عبد الْكَرِيم)

- ‌(ابْن عبد اللَّطِيف)

- ‌(ابْن عبد الله)

الفصل: 3 - ‌ ‌(ابْن عباد) الْمَكِّيّ مُحَمَّد بن عباد المكين روى لَهُ

3 -

(ابْن عباد)

الْمَكِّيّ مُحَمَّد بن عباد المكين روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وروى عِنْد التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَعُثْمَان بن خرزاذ وَعبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل وَمُحَمّد بن يحيى بن مندة قَالَ أَحْمد حَدِيثه حَدِيث أهل الصدْق توفّي سنة خمس وثلثين وماتين

المهلبي أَمِير مُحَمَّد بن عباد بن عباد بن حبيب بن الْمُهلب بن أبي صفرَة المهلبي أَمِير الْبَصْرَة كتب إِلَيْهِ مَنْصُور بن الْمهْدي أَخُو الرشيد يشكو إِلَيْهِ ضايقة فَأرْسل فَأرْسل إِلَيْهِ عشرَة آلَاف دِينَار وَمَات عَلَيْهِ خَمْسُونَ ألف دِينَار دينا وَأَعْطَاهُ الْمَأْمُون مَا مبلغه سِتَّة آلآف دِرْهَم توفّي سنة سِتّ عشرَة وماتين

الْمُغنِي الْمَكِّيّ مُحَمَّد بن عباد الْكَاتِب مولى بني جمح ذكره إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي فِي كتاب أَخْبَار المغنين وَذكر أَنه كَانَ من الحذاق من أهل مَكَّة وَأَنه توفّي فِي زمن الرشيد بِبَغْدَاد وَلم يكن يضْرب بِالْعودِ يُقَال أَن ابْن عايشة غنى صَوتا فأجاده فَقيل لَهُ أَصبَحت من أحسن النَّاس غناء فَقَالَ وَمَا يَمْنعنِي من ذَلِك وَقد أخذت م ابْن عباد أحد عشر صَوتا

الْمُعْتَمد بن عباد مُحَمَّد بن عباد بن إِسْمَعِيل أَبُو الْقسم الْمُعْتَمد ابْن المعتضد ملكا الأندلس ولد مُحَمَّد بِمَدِينَة باجة سنة إِحْدَى وثلثين أَربع ماية وَولى الْملك سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بإشبيلية فَقَامَ بِهِ أحسن قيام واهتم بِهِ أتم اهتمام عدل فِي الرّعية وأنصفهم وانتجعه الْفُضَلَاء ومدحه الشُّعَرَاء أَوْلَاده يزِيد يلقب الراضي وَهُوَ فَاضل لَهُ شعر وَعبد الله وَالْفَتْح وَكلهمْ فضلاء شعراء قتل يزِيد بَين يَدَيْهِ يَوْم الْوَقْعَة وَمن زرايه ابْن زيدون وَابْن عمار وللمعتمد شعر جيد فِي الذرْوَة مِنْهُ

(أَكثر هجرك غير أَنَّك رُبمَا

عطفتك أَحْيَانًا عَليّ أُمُور)

(فَكَأَنَّمَا زمن التهاجر بَيْننَا

ليل وساعات الْوِصَال بدور)

وَهُوَ يشبه قَول الآخر

(أَسْفر ضوء الصُّبْح عَن وَجهه

فَقَامَ خَال الخد فِيهِ بِلَال)

ص: 151

(كَأَنَّمَا الْخَال على خَدّه

سَاعَة هجر فِي زمَان الْوِصَال)

وَقَالَ يودع حظاياه

(وَلما وقفنا للوداع غدية

وَقد خَفَقت فِي ساحة الْقصر رايات)

(بكينا دَمًا حَتَّى كَأَن عيوننا

بجري الدُّمُوع الْحمر مِنْهَا جراحات)

)

وَقَالَت يَوْمًا إِحْدَى جواريه وَهُوَ فِي سجن أغمات لقد هُنَا هُنَا فأعجبه مِنْهَا ذَلِك وَقَالَ

(قَالَت لقد هُنَا هُنَا

مولَايَ أَيْن جاهنا)

(قلت لَهَا إِلَى هُنَا

صيرنا إِلَّا هُنَا)

كَانَ الْمُعْتَمد بن عباد من أكبر مُلُوك الطوايف وَأَكْثَرهم بلاداً وَيُؤَدِّي الضريبة للاذفونش فَلَمَّا ملك طليطلة لم يقبل الضريبة طَمَعا فِي أَخذ بِلَاده وَأرْسل إِلَيْهِ بتهدده ويأمره بالنزول عَن الْحُصُون الَّتِي مَعَه فَضرب الْمُعْتَمد الرَّسُول وَقتل من كَانَ مَعَه من الفرنج وَكَانَ الأذفونش مُتَوَجها لحصار قرطبة فَرجع إِلَى طليطلة فَكتب الْمُعْتَمد إِلَى ابْن تاشفين صَاحب مراكش يستنجده فَحَضَرَ إِلَى سبتة وَعبر بالعساكر إِلَى الجزيرة الخضراء وَعبر آخِرهم وهم عشرَة آلَاف فَارس وَاجْتمعَ بالمعتمد وتسامع بِهِ مُلُوك الأندلس فَجَاءُوا إِلَيْهِ من كل جَانب فَكتب الأذفونش إِلَى ابْن تاشفين كتابا يتهدده فِيهِ وَطوله فَكتب يُوسُف بن تاشفين الْجَواب فِي ظَهره الَّذِي يكون ستراه فَلَمَّا وقف عَلَيْهِ ارتاع ثمَّ إِنَّه جَاءَ والتقى الجيشان فِي مَكَان يُقَال لَهُ الزلاقة من بِلَاد بطليوس وتصافاً وَنصر الله الْإِسْلَام وَثَبت الْمُعْتَمد فِي ذَلِك الْيَوْم وأصابه عدَّة جراحات فِي وَجهه وبدنه وغنم الْمُسلمُونَ بِلَاد الفرنج وسلاحهم وَرجع ابْن تاشفين إِلَى بِلَاده ثمَّ أَنه عَاد فِي الْعَام الثَّانِي وحاصر بعض الْحُصُون وَخرج إِلَيْهِ الْمُعْتَمد وَعَاد ابْن تاشفين إِلَى مراكش وَقد أعجبه حسن بِلَاد الأندبس وبهجتها وَمَا بهَا من المباني والبساتين والمياه والمطاعم وَغَيرهَا مِمَّا لَا يُوجد بِبِلَاد مراكش وَلم يزل خواصه يغرونه على الْمُعْتَمد ويوحشون مَا بَينهمَا بِمَا ينقلونه عِنْد ليَأْخُذ هَلُمَّ بِلَاد الأندلس فَتغير عَلَيْهِ وقصده فَلَمَّا انْتهى إِلَى سبتة جهز إِلَيْهِ العساكر فحاصروه بإشبيلية حصاراً شَدِيدا وَقَاتلهمْ الْمُعْتَمد قتالاً عَظِيما فاستولى على النَّاس بِالْبَلَدِ الْجزع فَهَرَبُوا مها وألقوا نُفُوسهم فِي لنهر من شرفات السُّور ثمَّ إِن العسك هجم الْبَلَد وقبضوا على الْمُتَعَمد وَأَهله وقيدوه من وقته وَجعل مَعَ أَهله فِي مركب وحملوا إِلَى الْأَمِير يُوسُف بن تاشفين فَأرْسلهُ إِلَى حصن اغمات واعتقله بهَا إِلَى أَن مَاتَ وَمن الْغَرِيب

ص: 152

أَنه نُودي على جنَازَته الصَّلَاة على الْغَرِيب وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة يُوسُف بن تاشفين طرف جيد من سَبَب محاصرة بن عباد وَكَيف تغير عَلَيْهِ ابْن تاشفين فليطلب هُنَاكَ فَإِنَّهُ أبسط من هَذَا وَمَا جرى على أحد من الْمُلُوك مَا جرى عَلَيْهِ وعَلى أَوْلَاده لِأَنَّهُ بَنَاته صرن يغزلن للنَّاس بالكرى وَبَعض أَوْلَاد أَوْلَاده وَهُوَ فَخر الدولة يعْمل أَجِيرا فِي دكان صايغ حَتَّى قَالَ أَبُو)

بكر ابْن اللبانة الداني فِي ذَلِك من جملَة قصيدة

(وَعَاد كونك فِي دكان قَارِعَة

من بعد مَا كنت فِي قصر حكى إرما)

(صرفت فِي آلَة الصياغ أُنْمُلَة

لم تدر إِلَّا الندى وَالسيف والقلما)

(يَد عهدتك للتقبيل تبسطها

فأسقل الثريا أَن تكون فَمَا)

(يَا صايغاً كَانَت الْعليا تصاغ لَهُ

حليا وَكَانَ عَلَيْهِ الْحلِيّ منتظما)

(للنفخ فِي الصُّور هول مَا حَكَاهُ سوى

هول رَأَيْتُك فِيهِ تنفخ الفحما)

(وددت إِذْ نظرت عَيْني إِلَيْك بِهِ

لَو أَن عَيْني تَشْكُو قبل ذَاك عمى)

(لح فِي العلى كوكباً إِن لم تلح قمراً

وقم بهاربوة إِن لم تقم علما)

(وَالله لَو أنصفتك الشهب لَا نكسفت

وَلَو وَفِي ذَلِك دمع الْغَيْث لانسجما)

وَتُوفِّي الْمُعْتَمد بسجن اغمات وَهِي خلف مراكش وَبَينهَا وَبَين الظُّلُمَات ثلث لَيَال سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية وَمن شعر الْمُعْتَمد وَهُوَ فِي سجن أغمات وَعَسَى اللَّيَالِي أَن تمن بنظمنا عقدا كَمَا كُنَّا عَلَيْهِ وأجملا

(ولربما نثر الجمان تعمداً

ليعود أحسن فِي النظام وأكملا)

وَمن شعره وَقد تألم يَوْمًا من الْقَيْد وضيقه

(تبدلت من ظلّ عز البنود

بذل الْحَدِيد وَثقل الْقُيُود)

(وَكَانَ حديدي سِنَانًا زليقاً

وعضباً رَقِيقا صقيل الْحَدِيد)

(وَقد صَار ذَاك وَذَا أدهماً

يعَض بساقي عض الْأسود)

وَدخل عَلَيْهِ بناتهن فِي يَوْم عيد وَقد غزلت إِحْدَاهُنَّ غزلاً بِالْأُجْرَةِ لصَاحب الشّركَة الَّذِي كَانَ فِي خدمَة أَبِيهَا لما كَانَ فِي سُلْطَانه فرآهن فِي أطمارهن الرثة وحالهن السَّيئَة فَقَالَ

(فِيمَا مضى كنت بالأعياد مَسْرُورا

فساءك الْعِيد فِي أغمات مأسورا)

(ترى بناتك فِي الأطمار جايعة

يغزلن للنَّاس مَا يملكن قطميرا)

(يطأن فِي الطين والأقدام حافية

كَأَنَّهَا لم تطَأ مسكاً وكافورا)

ص: 153

ورأي الْقَيْد يَوْمًا فِي رجل وَلَده أبي هَاشم وَقد عض بساقيه فَبكى وَقَالَ

(قيدي أما تعلمني مُسلما

أَبيت أَن تشفث أَو ترحما)

(دمي شراب لَك وَاللَّحم قد

أَكلته لَا تهشم الأعظما)

)

(إرحم طفيلاً طايشاً لبه

لم يخْش أَن يَأْتِيك مسترحما)

(وَارْحَمْ أخيات لَهُ مثله

جرعتهن السم والعلقما)

وَلابْن اللبانة مُصَنف جمعه سَمَّاهُ نظم السلوك فِي وعظ الْمُلُوك قصره على أشعاره وأشعار أَوْلَاده والمراثي الَّتِي نظمها فيهم وَمِنْهَا قصيدة أَولهَا

(لكل شَيْء من الْأَشْيَاء مِيقَات

وللمنى من مناياهن غايات)

مِنْهَا

(أنفض يَديك من الدُّنْيَا وزخرفها

فالأرض قد أقفرت وَالنَّاس قد مَاتُوا)

(وَقل لعالمها الْعلوِي قد كتمت

سريرة الْعلم الأرضي أغمات)

وَقَالَ أَيْضا وَهُوَ فِي السجْن ينديه

(تَنْشَق رياحين السَّلَام فَإِنَّمَا

أفض بهَا مسكاً عَلَيْك مختما)

(أفكر فِي عصر مضى الك مشرقاً

فَيرجع ضوء الصُّبْح عِنْدِي مظلما)

(وأعجب من أفق المجرة إِذْ رأى

كسوفك شمساً كَيفَ أطلع أنجما)

(قناة سعت لِلطَّعْنِ حَتَّى تقصدت

وَسيف أَطَالَ الضَّرْب حَتَّى تثلما)

(حبيب إِلَى قلبِي حبيب وَقَوله

عَسى وَطن يدنو بهم ولعلما)

مِنْهَا

(حكيت وَقد فَارَقت ملكك مَالِكًا

وَمن ولهي أحكي عَلَيْك متمما)

(تضيق عَليّ الأَرْض حَتَّى كَأَنَّمَا

خلقت وَإِيَّاهَا سواراً ومعصما)

(ندبتك حَتَّى لم يخل لي الأسى

دموعاً بهَا أبْكِي عَلَيْك وَلَا دَمًا)

(بكاك الحيا وَالرِّيح شقَّتْ جيوبها

عَلَيْك وناح الرَّعْد بِاسْمِك معلما)

(ومزق ثوب الْبَرْق واكتسب الدجى

حداداً وَقَامَت انجم الجو مأتما)

(قضى الله أَن خطوك عَن ظهر أشقر

أَشمّ وَأَن أمطوك أشأم أدهما)

وَكَانَ قد انفكت عَنهُ الْقُيُود فَأَشَارَ إِلَى ذَلِك يَقُول فِيهَا

(قيودك ذَابَتْ فَانْطَلَقت لقد غَدَتْ

قيودك مِنْهُم بالمكارم أرحما)

(عجبت لِأَن لَان الْحَدِيد وَقد قسوا

لقد كَانَ مِنْهُم بالسريرة أعلما)

(ينجيك من نجى من الْجب يوسفاً

ويؤومك من آوى الْمَسِيح بن مريما)

ص: 154

)

وَقَالَ ابْن اللبانى أَيْضا

(تبْكي السَّمَاء بمزن رَايِح غادي

على البهاليل من أَبنَاء عباد)

مِنْهَا

(عربسة دَخَلتهَا النابيات على

أساود مِنْهُم فِيهَا وآساد)

(وكعبة كَانَت الآمال تخدمها

فاليوم لَا عاكف فِيهَا وَلَا باد)

(يَا ضيف أقفر بَيت الكرمات فَخذ

فِي ضم رحلك واجمع فضلَة الزَّاد)

(وَيَا مُؤَمل وَادِيهمْ ليسكنه

خف القطين وجف الزَّرْع بالوادي)

وَاجْتمعَ من شعرايه عِنْد قَبره جمَاعَة وبكره وأنشدوا قصادي فِي رثايه مِنْهُم أَبُو بَحر عبد الصَّمد قَالَ قصيدة أَولهَا

(ملك الْمُلُوك أسامع فأنادي

أم قد عدتك عَن السماع عوادي)

(لما نقلت عَن الْقُصُور وَلم تكن

فِيهَا كَمَا قد كنت فِي الأعياد)

(قبلت فِي هَذَا الثرى لَك خاضعاً

وَجعلت قبرك مَوضِع الإنشاد)

وَلما تولى الْمُعْتَمد على الله الْملك بعد أَبِيه المعتضد قَالَ عَليّ بن عبد الْغَنِيّ الحصري الضَّرِير

(مَاتَ عباد وَلَكِن

بَقِي النجل الْكَرِيم)

(فَكَأَن الْحَيّ ميت

غير أَن الضَّاد مِيم)

ابْن الْقَزاز مُحَمَّد بن عبَادَة أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الْقَزاز من شعراء الذَّخِيرَة لَهُ الْيَد الطولي فِي الموشحات من شعره قَوْله

(ثناؤك لَيْسَ تسبقه الرِّيَاح

يطير وَمن نداك لَهُ جنَاح)

(لقد حسنت بك الدُّنْيَا وشبت

فأضحت وَهِي ناعمة رداح)

(ثناؤك فِي طلاها حلي در

وَفِي أعطافها مِنْهُ وشاح)

(تطيب بذكرك الأفواه حَتَّى

كَأَن رضابها مسك وَرَاح)

وَمِنْه

(يَا دوحة بظلالها أتفيأ

بِلَا معقلاً آوي إِلَيْهِ وَأَلْجَأَ)

(رمدت جفوني مذ حللت هُنَا وَلَو

كحلت برؤيتكم لكَانَتْ تَبرأ)

(فخبئت عَنْك وَغنما أَنا جَوْهَر

فِي طي أصداف الْحَوَادِث أخبأ)

)

(لم أخترع فِيك المديح وَإِنَّمَا

من بحرك الْفَيَّاض هَذَا اللُّؤْلُؤ)

ص: 155

(أما بَنو عبد الحميد فَإِنَّهُم

زهر وَأَنت هلالها المتلأليء)

(فَخر الزَّمَان بِنَا لِأَنَّك حَاتِم

فِي جوده ولأنني المتنبيء)

وَمن موشحاته المطبوعة قَوْله

(من ولي فِي أمة أمرا وَلم يعدل

يعْزل إِلَّا لحاظ الرشإ الأكحل)

(جرت ي حكمك

فِي قَتْلِي يَا مُسْرِف)

(فانصف فَوَاجِب

أَن ينصف الْمنصف)

(وارأف فَإِن هَذَا

الشوق لَا يرأف)

(علل قلبِي بِذَاكَ الْبَارِد السلسل

ينجلي مَا بفؤادي من جوى مشعل)

(غنما يبرد كي

يُوقد نَار الْفِتَن)

صمًّا مصوراً من كل شَيْء حسن إِن رمى لم يخط من دون الْقُلُوب الجنن

(كَيفَ لي تخلص من سهمك الْمُرْسل

فصل واستبقني حَيا وَلَا تقتل)

يَا سنا الشَّمْس وَيَا أَسْنَى من الْكَوْكَب

(يَا منى النَّفس

وَيَا رَسُولي وَيَا مطلبي)

(هأنا حل

بأعدايك مَا حل بِي)

(عذلي من ألم الهجران فِي معزل

والخلي فِي الْحبّ لَا يسال عَمَّن بلي)

(أَنْت قد صبرت

بالْحسنِ من الرشد غي)

(لم أجد فِي طرفِي

حبيك دينا عَليّ)

(فاتئد وَإِن تشأ

قَتْلِي شَيْئا فشي)

(أجمل ووالني مِنْك ندى الْمفضل فَهِيَ لي

من حَسَنَات الزَّمن الْمقبل)

مَا اغتدى طرفِي إِلَّا بسنا ناظريك وَكَذَا فِي الْحبّ مَا بِي لَيْسَ يخفى عَلَيْك وَلذَا أنْشد وَالْقلب رهين لديك

(يَا عَليّ سلطت جفنيك على مقتلي

فابق لي قلبِي وجد بِالْفَضْلِ يَا موئلي)

ص: 156