المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

3 - ‌ ‌(ابْن سَالم) نجم الدّين قَاضِي نابلس مُحَمَّد بن سَالم - الوافي بالوفيات - جـ ٣

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌(الْجُزْء الثَّالِث)

- ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

- ‌(رب أعن)

- ‌(ابْن حَمَّاد)

- ‌(ابْن حَمْزَة)

- ‌(ابْن حميد)

- ‌(ابْن حَيَّان)

- ‌(ابْن حيدرة)

- ‌(ابْن خَالِد)

- ‌(ابْن الْخضر)

- ‌(ابْن خطاب)

- ‌(ابْن خلف)

- ‌(ابْن خَلِيل)

- ‌(ابْن دَاوُد)

- ‌(ابْن ذَاكر)

- ‌(ابْن زَكَرِيَّاء)

- ‌(ابْن زُهَيْر)

- ‌(ابْن زِيَاد)

- ‌(ابْن زيد)

- ‌(ابْن سَالم)

- ‌(ابْن سعد)

- ‌(ابْن سعيد)

- ‌(ابْن سَلام)

- ‌(ابْن سَلامَة)

- ‌(ابْن سُلْطَان)

- ‌(ابْن سُلَيْمَان)

- ‌(ابْن سُهَيْل)

- ‌(ابْن سوار)

- ‌(ابْن شُجَاع)

- ‌(ابْن شرِيف)

- ‌(ابْن صَالح)

- ‌(ابْن صَدَقَة)

- ‌(ابْن طَالب)

- ‌(ابْن طَاهِر)

- ‌(ابْن طَلْحَة)

- ‌(ابْن ظفر)

- ‌(ابْن عباد)

- ‌(ابْن عَبَّاس)

- ‌(ابْن عبدون)

- ‌(ابْن عبد الْأَعْلَى)

- ‌(ابْن عبد الأول)

- ‌(ابْن عبد الْبَاقِي)

- ‌(ابْن عبد الْجَبَّار)

- ‌(ابْن عبد الْجَلِيل)

- ‌(ابْن عبد الْحق)

- ‌(ابْن عبد الحميد)

- ‌(ابْن عبد الْخَالِق)

- ‌(ابْن عبد الرَّحْمَن)

- ‌(ابْن عبد الرَّحِيم)

- ‌(ابْن عبد الرَّزَّاق)

- ‌(ابْن عبد الرشيد)

- ‌(ابْن عبد السَّلَام)

- ‌(ابْن عبد الصَّمد)

- ‌(ابْن عبد الْعَزِيز)

- ‌(ابْن عبد الْغنى)

- ‌(ابْن عبد الْقَادِر)

- ‌(ابْن عبد القاهر)

- ‌(ابْن عبد القوى)

- ‌(ابْن عبد الْكَرِيم)

- ‌(ابْن عبد اللَّطِيف)

- ‌(ابْن عبد الله)

الفصل: 3 - ‌ ‌(ابْن سَالم) نجم الدّين قَاضِي نابلس مُحَمَّد بن سَالم

3 -

(ابْن سَالم)

نجم الدّين قَاضِي نابلس مُحَمَّد بن سَالم نجم الدّين أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بقاضي نابلس كَانَ صَدرا رَئِيسا نبيلاً حسن التأتي كريم الْأَخْلَاق لَهُ وجاهة عِنْد الْمُلُوك وَتقدم فِي الدول ترسل عَن الْمُلُوك وَعَن الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب إِلَى دَار الْخَلِيفَة سمع الحَدِيث وأسمعه وأقعد فِي آخر عمره وَانْقطع عِنْد وَلَده جمال الدّين مُحَمَّد قَاضِي نابلسي إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي شهر ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين وست ماية ومولده سنة تسعين وَخمْس ماية ووالده القَاضِي شمس الدّين كَانَ كَبِير الْقدر لَهُ عِنْد الْملك الْكَامِل مَكَانَهُ وَلما سلم الْقُدس إِلَى الأنبرور سيره مَعَه ليسلم غلى الأفرنج مَا وَقع الِاتِّفَاق عَلَيْهِ وَأَوْلَاد القَاضِي نجم الدّين أَرْبَعَة شهَاب الدّين أَحْمد وجمال الدّين مُحَمَّد وَشرف الدّين مُوسَى ومجد الدّين سَالم

أَبُو قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين ابْن صصري مُحَمَّد بن سَالم بن الْحسن ابْن هبة الله بن مَحْفُوظ بن صصرى القَاضِي الْعدْل الْكَبِير عماد الدّين أَبُو عبد الله ابْن أبي الغنايم ابْن الْحَافِظ أبي الْمَوَاهِب الربعِي التغلبي الْبَلَدِي الْبَلَدِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد بعد السِّت ماية وَسمع من أَبِيه وَمن التَّاج الْكِنْدِيّ وَهبة الله بن طَاوس وَابْن أبي لقْمَة وَأبي الْمجد الْقزْوِينِي وروى عَنهُ ابْنه قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين وَابْن الْعَطَّار والدمياطي وزين الدّين الفارقي وَابْن الخباز وَجَمَاعَة صَار صَدرا رَئِيسا محتشماً وافر الْحُرْمَة كَبِير الثروة وَالنعْمَة ولي غير مرّة فِي المناصب الدِّينِيَّة وحمدت سيرته وَكَانَ محباً للْحَدِيث رَحل إِلَى مصر وَسمع من أَصْحَاب السلَفِي وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل واعتنى بولده وأسمعه روى الحَدِيث من بَيته جمَاعَة وَدفن بتربتهم بسفح قاسيون سنة سبعين وست ماية

القَاضِي جمال الدّين الْحَمَوِيّ مُحَمَّد بن سَالم بن نصر الله بن سَالم بن وَاصل القَاضِي جمال الدّين قَاضِي حماة الشَّافِعِي الْحَمَوِيّ أحد الأيمة الْأَعْلَام وَالِد بحماة ثَانِي شَوَّال سنة أَربع وست ماية وَعمر دهراً طَويلا وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وست ماية وبرع فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة والعقلية وَالْأَخْبَار وَأَيَّام النَّاس وصنف ودرس وافتى واشتغل وَبعد صيته واشتهر اسْمه وَكَانَ من أذكياء الْعَالم ولي الْقَضَاء مُدَّة طَوِيلَة وَحدث عَن الْحَافِظ زكي الدّين البرزالي بِدِمَشْق وببلده وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَمَا زَالَ حَرِيصًا على الِاشْتِغَال وَغلب عَلَيْهِ الْفِكر إِلَى أَن صَار)

يذهل عَن أَحْوَال نَفسه وَعَمن يجالسه وَلما مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشْرين شَوَّال من السّنة الْمَذْكُورَة دفن

ص: 71

بتربته بعقبة بيرين عَن أَربع وَتِسْعين سنة وصنف فِي الْهَيْئَة وَأجَاب الأنبرور عَن مسايل سَأَلَهُ إِيَّاهَا فِي علم المناظر وَله تَارِيخ وَاخْتصرَ الأغاني وَله غير ذَلِك وَقيل أَنه كَانَ يشغل فِي حلقته فِي ثَلَاثِينَ علما وَأكْثر وَحكى الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن الْأَكْفَانِيِّ عَنهُ غرايب من حفظه وذكايه وَكَذَلِكَ الْحَكِيم السديد الدمياطي وَغَيره وَله مفرج الكروب فِي دولة بني أَيُّوب وَحضر حلقته نجم الدّين الكاتبي الْمَعْرُوف بُد بيران المنطقي وَأورد عَلَيْهِ أشكالاً فِي الْمنطق أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ قدم الْمَذْكُور علينا الْقَاهِرَة مَعَ المظفر فَسمِعت مَه وَأَجَازَ لي جَمِيع رواياته ومصنفاته وَذَلِكَ بالكبش من الْقَاهِرَة يَوْم الْخَمِيس التَّاسِع وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة تسعين وست ماية وَله مُخْتَصر الْأَرْبَعين وَشرح الموجز للأفضل وَشرح الْجمل لَهُ وهداية الْأَلْبَاب فِي الْمنطق وَشرح قصيدة ابْن الْحَاجِب فِي الْعرُوض والقوافي والتاريخ الصَّالِحِي ومختصر الأودية المفردة لِابْنِ البيطار وَهُوَ من بقايا من رَأَيْنَاهُ م أهل الْعلم الَّذين ختمت بهم الماية السَّابِعَة وأنشدنا لنَفسِهِ مِمَّا كتب بِهِ لصَاحب حماة الْملك الْمَنْصُور نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن المظفر

(يَا سيداً مَا زَالَ نجم سعده

فِي فلك العلياء يَعْلُو الأنجما)

(إحسانك الْغمر ربيع دايم

فَلم ير فِي صفر محرما)

الْمَالِكِي مُحَمَّد بن سَحْنُون بن سعيد التنوخي الْفَقِيه الْمَالِكِي القيرواني كَانَ حَافِظًا خَبِيرا بِمذهب مَالك عَالما بالآثار ألف كِتَابه الْمَشْهُور جمع فِيهِ فنون الْعلم وَالْفِقْه وَكتاب السّير وَهُوَ عشرُون كتابا وَكتاب التَّارِيخ وَهُوَ ستى أَجزَاء وَالرَّدّ على الشَّافِعِي وَأهل الْعرَاق وَكتاب الزّهْد وَالْأَمَانَة وتصانيفه كَثِيرَة ورثاه غير وَاحِد من الشُّعَرَاء وَتُوفِّي فِي عشر السّبْعين والماتين

المتَوَكل الْمُحدث مُحَمَّد بن أبي السّري المتَوَكل الْعَسْقَلَانِي روى عَنهُ أَبُو الْعَلَاء عَن ابْن معِين أَنه ثِقَة وَقَالَ ابْن عدي كثير الْغَلَط وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات توفّي سنة ثَمَان وثلثين وماتين

ص: 72

ابْن السراج النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن السّري الْبَغْدَادِيّ النَّحْوِيّ أَبُو بكر ابْن السراج صَاحب الْمبرد لَهُ كتاب الْأُصُول فِي النَّحْو مُصَنف نَفِيس شَرحه الرماني وَشرح ابْن السراج سِيبَوَيْهٍ وَله احتجاج الْقُرَّاء والهواء وَالنَّار والجمل والموجز والاشتقاق وَالشعر وَالشعرَاء كَانَ يلثغ بالراء)

غيناً أمْلى يَوْمًا كلَاما فِيهِ لَفْظَة الرَّاء فكتبوها الْغَيْن فَقَالَ لَا بالغين بل بالغاء وَجعل يُكَرر ذَلِك وَكَانَ يهوى جَارِيَة فجفته فاتفق وُصُول الإِمَام المكتفي من الرقة فِي تِلْكَ الْأَيَّام فَاجْتمع النَّاس لرُؤْيَته فَلَمَّا رَآهُ ابْن السراج استحسنه وَأنْشد أَصْحَابه

(ميزت بَين جمَالهَا فعالها

فَإِذا الملاحة بالخيانة لَا تفي)

(حَلَفت لنا أَن لَا تخون عُهُودنَا

فَكَأَنَّمَا حَلَفت لنا أَن لَا تفي)

(وَالله لَا كلمتها لَو أَنَّهَا

كالبدر أَو كَالشَّمْسِ أَو كالمكتفي)

فأنشدها أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن اسمعيل بن زنجي الْكَاتِب لأبي الْعَبَّاس ابْن الْفُرَات وَقَالَ هِيَ لِابْنِ المعتز وأنشدها أَبُو الْعَبَّاس للقسم بن علد الله بن طَاهِر فَأمر لَهُ بِأَلف دِينَار فوصلت إِلَيْهِ فَقَالَ ابْن زنجي مَا أعجب هَذِه الْقِصَّة يعْمل أَبُو بكر بن السراج أبياتاً تكون سَببا لوصول الرزق إِلَى عبيد الله بن عبد الله بن طَاهِر قلت هَذِه الأبيات فِي غَايَة الْحسن وَمَعَ لطفها وَحسن مَا فِيهَا من الاستطراد جَاءَ فِيهَا لُزُوم التَّاء قبل الْفَاء وَقد تداولها النَّاس وملأوا بهَا مجاميعهم واشتهرت إِلَى أَن قَالَ ابْن سناء الْملك

(وملية بالْحسنِ يسخر وَجههَا

بالبدر يهزأ رِيقهَا بالقرقف)

(لَا أرتضي بالشمس تَشْبِيها لَهَا

والبدر بل لَا أكتفي بالمكتفي)

أَخذ عَنهُ أَبُو الْقسم الزجاجي وَأَبُو سعيد السيرافي والرماني وَغَيرهم وثقة الْخَطِيب وَكَانَ أديباً شَاعِرًا إِمَامًا فِي النَّحْو مُقبلا على الطَّرب والموسيقى عشق ابْن يانس المغنى وَغَيره وَله أَخْبَار وهنات توفّي كهلاً فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وَثلث ماية وَلم يخلف فِي النَّحْو مثله قَرَأَ على الْمبرد شَيْخه كتاب الصول الَّذِي صنفه فَاسْتَحْسَنَهُ بعض الْحَاضِرين وَقَالَ هَذَا وَالله أحسن من كتاب المقتضب أَعنِي الَّذِي للمبرد فَأنْكر عَلَيْهِ ابْن السراج وَقَالَ لَا تقل مثل هَذَا وتمثل

ص: 73

(وَلَكِن بَكت قبلي فهيج لي البكا

بكاها وَكَانَ الْفضل للمتقدم)

وَحضر بَين يَدَيْهِ صبي لَهُ صَغِير فَقيل لَهُ أَتُحِبُّهُ فَأَنْشد

(أحبه حب الشحيح مَاله

قد كَانَ ذاق الْفقر ثمَّ ناله)

وَقَالَ فِي ابْن يَاسر الْمُغنِي وَكَانَ يهواه وَبِه أثر جدري

(يَا قمراً جدر لما ساتوى

فزاده حسنا وزادت هموم)

)

(أَظُنهُ غنى لشمس الضُّحَى

فنقطته طَربا بالنجوم)

ص: 74