المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌(الْجُزْء الثَّالِث)   ‌ ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)   ‌ ‌(رب أعن) الْوَزير أَبُو شُجَاع مُحَمَّد بن - الوافي بالوفيات - جـ ٣

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌(الْجُزْء الثَّالِث)

- ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

- ‌(رب أعن)

- ‌(ابْن حَمَّاد)

- ‌(ابْن حَمْزَة)

- ‌(ابْن حميد)

- ‌(ابْن حَيَّان)

- ‌(ابْن حيدرة)

- ‌(ابْن خَالِد)

- ‌(ابْن الْخضر)

- ‌(ابْن خطاب)

- ‌(ابْن خلف)

- ‌(ابْن خَلِيل)

- ‌(ابْن دَاوُد)

- ‌(ابْن ذَاكر)

- ‌(ابْن زَكَرِيَّاء)

- ‌(ابْن زُهَيْر)

- ‌(ابْن زِيَاد)

- ‌(ابْن زيد)

- ‌(ابْن سَالم)

- ‌(ابْن سعد)

- ‌(ابْن سعيد)

- ‌(ابْن سَلام)

- ‌(ابْن سَلامَة)

- ‌(ابْن سُلْطَان)

- ‌(ابْن سُلَيْمَان)

- ‌(ابْن سُهَيْل)

- ‌(ابْن سوار)

- ‌(ابْن شُجَاع)

- ‌(ابْن شرِيف)

- ‌(ابْن صَالح)

- ‌(ابْن صَدَقَة)

- ‌(ابْن طَالب)

- ‌(ابْن طَاهِر)

- ‌(ابْن طَلْحَة)

- ‌(ابْن ظفر)

- ‌(ابْن عباد)

- ‌(ابْن عَبَّاس)

- ‌(ابْن عبدون)

- ‌(ابْن عبد الْأَعْلَى)

- ‌(ابْن عبد الأول)

- ‌(ابْن عبد الْبَاقِي)

- ‌(ابْن عبد الْجَبَّار)

- ‌(ابْن عبد الْجَلِيل)

- ‌(ابْن عبد الْحق)

- ‌(ابْن عبد الحميد)

- ‌(ابْن عبد الْخَالِق)

- ‌(ابْن عبد الرَّحْمَن)

- ‌(ابْن عبد الرَّحِيم)

- ‌(ابْن عبد الرَّزَّاق)

- ‌(ابْن عبد الرشيد)

- ‌(ابْن عبد السَّلَام)

- ‌(ابْن عبد الصَّمد)

- ‌(ابْن عبد الْعَزِيز)

- ‌(ابْن عبد الْغنى)

- ‌(ابْن عبد الْقَادِر)

- ‌(ابْن عبد القاهر)

- ‌(ابْن عبد القوى)

- ‌(ابْن عبد الْكَرِيم)

- ‌(ابْن عبد اللَّطِيف)

- ‌(ابْن عبد الله)

الفصل: ‌ ‌(الْجُزْء الثَّالِث)   ‌ ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)   ‌ ‌(رب أعن) الْوَزير أَبُو شُجَاع مُحَمَّد بن

(الْجُزْء الثَّالِث)

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

(رب أعن)

الْوَزير أَبُو شُجَاع مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الملقب ظهير الدّين أَبُو شُجَاع الروذاروري الأَصْل الهوازي المولد قَرَأَ الْفِقْه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَقَرَأَ الْأَدَب وَولي الوزارة للْإِمَام المقتدى بعد عزل عميد الدولة أبي مَنْصُور بن جهير ثمَّ أُعِيد عميد الدولة وَلما قَرَأَ شُجَاع التوقيع بعزله أنْشد

(تولاها وَلَيْسَ لَهُ عَدو

وفارقها وَلَيْسَ لَهُ صديق)

وَخرج بعد عَزله مَاشِيا يَوْم الْجُمُعَة إِلَى الْجَامِع من دَاره وانثالت عَلَيْهِ الْعَامَّة تصافحه وَتَدْعُو لَهُ فألزم لذَلِك بِالْجُلُوسِ فِي بَيته ثمَّ أخرج إِلَى روذراور فَأَقَامَ هُنَاكَ مُدَّة ثمَّ خرج إِلَى الْحَج وَخرجت الْعَرَب على الْحَج فَلم يسلم غَيره وجاور بعد الْحَج إِلَى أَن توفّي بِمَدِينَة النبيّ صلى الله عليه وسلم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية وَدفن بِالبَقِيعِ عِنْد قبَّة إِبْرَاهِيم بن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقد اثنى الْعِمَاد الْكَاتِب على أَيَّام وزارته وَكَذَلِكَ ابْن الهمذاني فِي الذيل رَحمَه الله تَعَالَى لما قرب أمره وحان ارتحاله حمل إِلَى مَسْجِد النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَوقف عِنْد الحظيرة وَبكى وَقَالَ يَا رَسُول الله قَالَ الله تَعَالَى وَلَو أَنهم إِذْ ظلمُوا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لَهُم الرَّسُول لوجدوا الله تَوَّابًا رحِيما وَلَقَد جئْتُك معترفا بذنوبي وجرايمي أَرْجُو شفاعتك وَبكى وَرجع فَتوفي من يَوْمه وَكَانَ أَيَّام وزارته لَا يخرج من بَيته حَتَّى يكْتب شَيْئا من الْقُرْآن وَيقْرَأ فِي الْمُصحف ويزكى أَمْوَاله الظَّاهِرَة والباطنة فِي ضيَاعه وأملاكه وَيتَصَدَّق سرا وَاذْكُر النَّاس بأيامه عدل العادلين وَعمل ذيلاً على تجارب الْأُمَم وَله شعر حسن مدون مِنْهُ)

(أيذهب جلّ الْعُمر بيني وَبَيْنكُم

بِغَيْر لِقَاء إِن ذَا لشديد)

(فَإِن يسمح الدَّهْر الخؤون بوصلكم

على فَاقَتِي إِنِّي إِذا لسَعِيد)

وَمِنْه وَهُوَ لطيف

(لأعذبن الْعين غير مفكر

فِيهَا بَكت بالدمع أَو فاضت دَمًا)

(وَلَا هجرن من الرقاد لذيذه

حَتَّى يعود على الجفون محرما)

ص: 5

(هِيَ أوقعتني فِي حَبَايِلُ فتْنَة

لَو لم تكن نظرت لَكُنْت مُسلما)

(سفكت دمي فَلَا سفحن دموعها

وَهِي الَّتِي ابتدأت فَكَانَت أظلما)

وَهَذَا مثل قَول الآخر

(يَا عين مَا ظلم الفؤا

د وَلَا تعدى فِي الصَّنِيع)

(جرعته مر الْهوى

فمحا سوادك بالدموع)

ابْن بنْدَار مقرئ الْعرَاق مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن بنْدَار أَبُو الْعِزّ الوَاسِطِيّ القلانسي مقرئ الْعرَاق وَصَاحب التصانيف فِي القرآات توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخمْس ماية

الْأَعرَابِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْمُبَارك أَبُو جَعْفَر يعرف بالأعرابي كَانَ عابداً ناسكاً سمع أسود بن عَامر وطبقته روى عَنهُ ابْن صاعد وَغَيره وَكَانَ ثِقَة مَاتَ لَهُ ولد نَفِيس كَانَ يحفظ الحَدِيث فَتغير حَاله وحزن عَلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ سنة سبعين وماتين

ابْن الوضاح الْأَنْبَارِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن عَليّ بن الْحسن بن يحيى بن حسان بن الوضاح الْأَنْبَارِي الشَّاعِر انْتقل إِلَى نيسابور وسكنها توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَخمسين وَثلث ماية من شعره

(سقى الله بَاب الكرخ ربعا ومنزلاً

وَمن حلّه صوب السَّحَاب المجلجل)

(فَلَو أَن باكي دمنة الدَّار باللوى

وجارتها أم الربَاب بمأسل)

(رأى عرصات الكرخ أوحل أرْضهَا

لأمسك عَن ذكرى الدُّخُول فحومل)

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْموصِلِي الْمَعْرُوف بِابْن وَحشِي ذكره السَّمْعَانِيّ وَقَالَ كَانَ إِمَامًا فِي الْقُرْآن والنحو وَالْعرُوض مبرزا فِي الْأَدَب وَأنْشد لَهُ

(وَركب تنادوا للصَّلَاة وَقد جرى

مَعَ النّيل من دمعي لبينهم دم)

(فَلم يَجدوا مَاء طهُورا فيمموا

لَدَيْهِ صَعِيدا طيبا فَتَيَمَّمُوا)

)

قلت كَانَ مقَامه بميا فارقين

ص: 6

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ الجفنى يعرف بِابْن الدّباغ أَبُو الْفرج اللّغَوِيّ كَانَ يزْعم أَنه من غَسَّان من بني جَفْنَة الْبَغْدَادِيّ كَانَ أديباً فَاضلا قَرَأَ على الشريف ابْن الشجري وموهوب الجواليقي وتصدر لاقراء النَّحْو واللغة مُدَّة وَله رسايل وَشعر مدون وَخرج إِلَى الْموصل وَعَاد إِلَى بَغْدَاد وَمَات بهَا سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية وَمن شعره

(خيال سرى فازداد مني لَدَى الدجى

خيالاً بَعيدا عَهده بالمراقد)

(عجبت لَهُ أَنى وآني وإنني

من السقم خَافَ عَن عُيُون العوايد)

(وَلَوْلَا أنيني مَا اهْتَدَى لمضاجعي

وَلم يدر ملقى رحلنا بالفراقد)

ابْن ميخاييل مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن أبي الْفَتْح الْقرشِي من أَبنَاء سوسة اشْتهر بِابْن ميخاييل وَقد أوطن مَدِينَة القيروان وتأدب بهَا قَالَ ابْن رَشِيق وَهُوَ صَعب الْمَكَان فِي الشّعْر شَدِيد الانتقاد على مَذْهَب قدامَة بن جَعْفَر الْكَاتِب وَأورد لَهُ

(صَوت عبد الله من مسكة

وصور النَّاس من الطين)

(أبدعه الرَّحْمَن سُبْحَانَهُ

كَمثل حور الْجنَّة الْعين)

(مهفهف الْقد هضيم الحشا

يكَاد ينْقد من اللين)

(كَأَن فِي أجفانه منتضى

سيف عَليّ يَوْم صفّين)

وَمن شعره

(أَحْبَبْت مِنْهُ شمايلاً فَوَجَدتهَا

فِي الطَّبْع مثل خلايقي وشمايلي)

(فكأنني أَحْبَبْت من قد شقَّه

حبي ورحت مشاكلاً لمشاكلي)

(كم لَيْلَة مزقت ثوب ظلامها

بضيايه وَقبلت فِيهِ وسايلي)

(فكأنني من وَجهه فِي صبحها

وَكَأَنَّهُ منى منَاط حمايلي)

(والعيش لَيْسَ يلذ طعم مذاقه

حَتَّى يشاب بمأثم أَو بَاطِل)

البسطامي الْوَاعِظ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْهَيْثَم أَبُو عمر البسطامي الْفَقِيه الشَّافِعِي الْوَاعِظ قَاضِي نيسابور توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبع ماية

الشريف قَاضِي دمشق مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبيد الله بن الْحُسَيْن أَبُو عبد الله النصيبي الْعلوِي الشريف قَاضِي دمشق وخطيبها ونقيب الْأَشْرَاف وكبير الشَّام كَانَ عفيفاً نزهاً أديباً

ص: 7

بليغاً لَهُ)

ديوَان شعر توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبع ماية

ابْن الْفراء الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن خلف بن أَحْمد أَبُو خازم ابْن الْفراء أَخُو القَاضِي أبي يعلى الْحَنْبَلِيّ سمع الحَدِيث بِبَغْدَاد وسافر إِلَى مصر فَنزل تنيس وَتُوفِّي بهَا سَابِع عشر الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبع ماية وَحمل إِلَى دمياط فَدفن سمع الدَّار قطنى وَغَيره حدث بِدِمَشْق عَن عِيسَى بن عَليّ الْوَزير قَالَ الْخَطِيب كتبنَا عَنهُ وَلَا بَأْس بِهِ

القَاضِي أَبُو يعلى ابْن الْفراء الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن خلف بن أَحْمد القَاضِي أَبُو يعلى الْحَنْبَلِيّ أَخُو أبي خازم الْحَنْبَلِيّ الْمُقدم ذكره ولد فِي الْمحرم سنة ثَمَانِينَ وَثَلَاث ماية وَسمع الحَدِيث الْكثير انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْحَنَابِلَة وصنف الْكتب وَتَوَلَّى الحكم بحريم الْخلَافَة وَتُوفِّي عشْرين شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبع ماية وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسبعين سنة وغسله الشريف أَبُو جَعْفَر بِوَصِيَّة مِنْهُ وَأوصى أَن لَا يدْخل مَعَه الْقَبْر غير مَا غزله من الأكفان لنَفسِهِ وعطلت الْأَسْوَاق لجنازته وَصلى عَلَيْهِ ابْنه أَبُو الْقسم وعمره خمس عشرَة سنة وَكَانَ قد جمع بَين الزّهْد والتقشف والصمت عَمَّا لَا يعنيه قَالَ أَبُو عَليّ البرداني رَأَيْته فِي الْمَنَام فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ وَهُوَ يعد بأصابعه غفر لي ورحمني وَرفع منزلتي فَقلت بِالْعلمِ فَقَالَ لي بِالصّدقِ قَالَ ابْن عَسَاكِر رَحمَه الله تَعَالَى سَمِعت أَبَا غَالب ابْن أبي عَليّ بن الْبناء الْحَنْبَلِيّ يَقُول لما مَاتَ أَبُو يعلى ذهبت مَعَ أبي إِلَى دَاره بِبَاب الْمَرَاتِب فلقينا أَبُو مُحَمَّد التَّمِيمِي الْحَنْبَلِيّ فَقَالَ لي إِلَى أَيْن فَقَالَ أبي مَاتَ القَاضِي أَبُو يعلى فَقَالَ أَبُو مُحَمَّد لَا رحمه الله فقد بَال فِي الْحَنَابِلَة البولة الْكَبِيرَة الَّتِي لَا تغسل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة يَعْنِي الْمقَالة فِي التَّشْبِيه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لم يكن لَهُ خبْرَة بعلل الحَدِيث وَلَا بِرِجَالِهِ وَاحْتج بِأَحَادِيث كَثِيرَة واهية فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَأما فِي الْفِقْه ومذاهب النَّاس ونصوص أَحْمد واختلافها فإمام لَا يجارى

الْوَزير أَبُو سعد عميد الدولة محمّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عبد الرَّحِيم أَبُو سعد وَزِير جلال الدولة وزر لَهُ سِتّ سِنِين ولاقى من المصادرات شدايد وَمن التّرْك فَخرج من بَغْدَاد مستتراً فَأَقَامَ بِجَزِيرَة ابْن عمر حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع ماية عَن سِتّ

ص: 8

وَخمسين سنة وَكَانَ فَاضلا عَارِفًا بِأُمُور الوزارة وَهُوَ وَزِير ابْن وَزِير أَخُو ثَلَاثَة وزراء وَهُوَ درة تاجهم ولي أَبوهُ أَبُو الْقسم الوزارة وأخو كَمَال الْملك أَبُو الْمَعَالِي هبة الله ولي الوزارة)

وَأَخُوهُ زعيم الْملك أَبُو الْحسن عَليّ ولي الوزارة وَأَخُوهُ شرف الْأمة أَبُو عبد الله عبد الرَّحِيم ولي الوزارة كلهم لبني بويه فَأَما عميد الْملك فَهُوَ أول وَزِير لقب بألقاب كَثِيرَة بالدولة وَالدّين وَكَانَ يلقب شرف الدّين وَله كتاب فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء أبان فِيهِ عَن فضل جسيم وَمحل كريم وَمن شعره

(تزاحمت عبراتي يَوْم بَينهم

تزاحم الدمع فِي أجفان مُتَّهم)

(ثمَّ انصرفت وَفِي قلبِي لفرقتهم

وَقع الأسنة فِي أعقاب مُنْهَزِم)

قلت شعر جيد

ابْن عبد الْوَارِث مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الْوَارِث أَبُو الْحُسَيْن هُوَ ابْن أُخْت أبي عَليّ الْفَارِسِي وَعَن خَاله أَخذ علم الْعَرَبيَّة توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبع ماية وطوف الْآفَاق وَرجع إِلَى وَطنه وَآل أمره إِلَى أَن وزر للأمير شَاذ غرسيستان ثمَّ اخْتصَّ بالأمير إِسْمَاعِيل بن سبكتيكن وَصَارَ لَهُ وزيراً بغزنة وَأقَام بجرجان إِلَى أَن مَاتَ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَهلهَا مِنْهُم عبد القاهر الْجِرْجَانِيّ وَلَيْسَ لَهُ أستاذ سواهُ وَله كتاب فِي الهجاء وللصاحب ابْن عباد إِلَيْهِ رسايل مدونة وَسَأَلَهُ رَئِيس مرو أَن يُجِيز قَول الشَّاعِر

(سرى يخبط الظلماء وَاللَّيْل عاكف

حبيب بأقوات الزِّيَارَة عَارِف)

فَقَالَ

(وَمَا خلت أَن الشَّمْس تطلع فِي الدجا

وَلَا خلت أَن الْوَحْش للأنس آلف)

(وَقمت أفديه وقلبي كَأَنَّهُ

من الرعب مقصوص من الطير صَارف)

(وَلما سرى عَنهُ اللثام بَدَت لَهُ

محَاسِن وَجه حسنه متناصف)

(وَطَالَ بِنَا حينا ورق حديثنا

ودارت علينا بالرحيق المراشف)

وَمن شعره فِي قرس

(ومطهم مَا كنت أَحسب قبله

أَن السُّرُوج على البوارق تُوضَع)

(وكأنما الجوزاء حِين تصوبت

لبب عَلَيْهِ والثريا برقع)

قلت شعر جيد حجَّة الدّين الْمُتَكَلّم مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن أبي أَيُّوب الْأُسْتَاذ حجَّة الدّين أَبُو

ص: 9

مَنْصُور الْمُتَكَلّم تلميذ ابْن فورك وخنته لَهُ مصنفات مَشْهُورَة مِنْهَا تَلْخِيص الدلايل توفّي سنة عشْرين وَأَرْبع ماية)

وَقيل قبلهَا

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن آذار بهْرَام أَبُو عبد الله الكارزيني الْفَارِس الْمُقْرِئ تزيل مَكَّة كَانَ أَعلَى أهل الْعَصْر إِسْنَادًا فِي القراآت توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبع ماية

الْغَزِّي الصُّوفِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الترجمان أَبُو الْحُسَيْن الصُّوفِي الْغَزِّي شيخ الصُّوفِيَّة بديار مصر فِي وقته حدث بِمصْر وَالشَّام وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبع ماية

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم أَبُو بكر المزرفي ولد سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع ماية وَسمع الْكثير وَانْفَرَدَ بِعلم الفرايض وَتُوفِّي فِي سُجُوده فِي الْمحرم سنة سبع وَعشْرين وَخمْس ماية وَدفن بِبَاب حَرْب وَكَانَ ثبتاً صَالحا صَدُوقًا ثِقَة

أَبُو مَنْصُور الْكُوفِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد أَبُو مَنْصُور الْحِمْيَرِي القَاضِي الْكُوفِي ولي الْقَضَاء بِدِمَشْق والخطابة نِيَابَة عَن الشريف أَحْمد الزيدي ثمَّ خرج إِلَى طرابلس فَأَقَامَ بهَا حَتَّى توفّي سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية وَكَانَ يصحب الْوَزير ابْن الماسكي قبل وزارته فَلَمَّا ولى الوزارة قصر فِي حَقه فَكتب إِلَيْهِ

(أسيدنا الْوَزير نسيت عهدي

وَقد شبكت خمسك بَين خمسي)

(وقولك إِن وليت الْأَمر يَوْمًا

لَا تخذن نَفسك قبل نَفسِي)

(فَلَمَّا أَن وليت جعلت حظي

من الأنصاف بيعك لي ببخس)

الأسفراييني مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن طَلْحَة أَبُو الْحسن الاسفراييني الأديب الرئيس لَهُ ديوَان شعر وَسمع الحَدِيث توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية

ابْن الشبل مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن أَحْمد بن يُوسُف بن الشبل أَبُو عَليّ الشَّاعِر الْحَكِيم الْبَغْدَادِيّ توفّي فِي الْمحرم سنه ثلث وَسبعين وَأَرْبع ماية وَدفن بِبَاب حَرْب كَانَ شَاعِرًا مجيدا لَهُ ديوَان سمع غَرِيب الحَدِيث من أَحْمد بن عَليّ الباذي وَكَانَ ظريفاً نديماً مطبوعاً وَزعم بَعضهم أَنه الْحُسَيْن بن عبد الله من شعره

(لَا تظهرن لعاذل أَو عاذر

حاليك فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء)

(فلرحمة المتوجعين حزازة

فِي الْقلب مثل شماتة الْأَعْدَاء)

ص: 10

وَقَوله

(يفني الْبَخِيل بِجمع المَال مدَّته

وللحوادث وَالْأَيَّام مَا يدع)

)

(كدودة القز مَا تبنيه يَهْدِمهَا

وَغَيرهَا بِالَّذِي تبنيه ينْتَفع)

وَقَوله

(بِرَبِّك أَيهَا الْفلك الْمدَار

أقصد ذَا الْمسير أم اضطرار)

(مدارك قل لنا فِي أَي شَيْء

فَفِي افهامنا عَنْك انبهار)

(فطوق فِي المجرة أم لآل

هلالك أم يَد فِيهَا سوار)

(وفيك الشَّمْس رَافِعَة شعاعاً

بأجنحة قوادمها قصار)

(وَدُنْيا كلما وضعت جَنِينا

عراه من نوابيها طوار)

(هِيَ العشواء مَا خبطت هشيم

هِيَ العجماء مَا جرحت جَبَّار)

(فَإِن يَك آدم اشقى بنيه

بذنب مَاله مِنْهُ اعتذار)

(فكم من بعده غفر وعفو

تغبر ماتلا لَيْلًا نَهَار)

(لقد بلغ الْعَدو بِنَا مناه

وَحل بِآدَم وبنا الصغار)

(وتهنا ضايعين كقوم مُوسَى

وَلَا عجل اضل وَلَا خوار)

(فيالك أَكلَة مَا زَالَ فِيهَا

علينا نقمة وَعَلِيهِ غَار)

(نعاقب فِي الظُّهُور وَمَا ولدنَا

ويذبح فِي حَشا الْأُم الحوار)

(وَنخرج كارهين كَمَا دَخَلنَا

خُرُوج الضَّب أخرجه الوجار)

(وَكَانَت انعماً لَو أَن كوناً

نشاور قبله أَو نستشار)

(وَمَا أَرض عصته وَلَا سَمَاء

فَفِيمَ يغول انجمها انكدار)

وَقَالَ يرثي أَخَاهُ بقصيدة مِنْهَا

(غَايَة الْحزن وَالسُّرُور انْقِضَاء

مَا لحي من بعد ميت بَقَاء)

ص: 11

(لَا لبيد بأربد مَاتَ حزنا

وسلت عَن شقيقها الخنساء)

(مثل مَا فِي التُّرَاب يبْلى الْفَتى فالح

زن يبْلى من بعده والبكاء)

(عَن أَن الْأَمْوَات مروا وبقوا

غصصاً لَا تسيغها الْأَحْيَاء)

(إِنَّمَا نَحن بَين ظفر وناب

من خطوب أسودهن ضراء)

(نتمنى وَفِي المنى قصر الْعم

ر فنغدو كَمَا نسر نسَاء)

(صِحَة الْمَرْء للسقام طَرِيق

وَطَرِيق الفناء هَذَا الْبَقَاء)

)

(بِالَّذِي نغتدي نموت ونحيي

اقْتُل الدَّاء للنفوس الدَّوَاء)

(مَا لَقينَا من غدر دينا فلاكا

نت وَلَا كَانَ أَخذهَا وَالعطَاء)

(صلف تَحت راعد وسراب

كرعت فِيهِ مومس خرقاء)

(رَاجع جودها عَلَيْهَا فمهما

يهب الصُّبْح يسْتَردّ الْمسَاء)

(لَيْت شعري حلماً تمر بِهِ الأي

ام أم لَيْسَ تعقل الْأَشْيَاء)

(من فَسَاد يكون فِي عَالم الكو

ن فَمَا للنفوس مِنْهُ اتقاء)

(وقليلاً مَا يصحب المهجة الجس

م فَفِيمَ الشقا وفيم العناء)

(قبح الله لَذَّة لشقانا

نالها الْأُمَّهَات والآباء)

(نَحن لَوْلَا الْوُجُود لم نألم الفق

د فإيجادنا علينا بلَاء)

(وَلَقَد أيد الاله عقولاً

حجَّة الْعود عِنْدهَا الابداء)

(غير دَعْوَى قوم على الْمَيِّت شَيْء

انكرته الْجُلُود والأعضاء)

(وَإِذا كَانَ بالعيان خَفَاء

كَيفَ بِالْغَيْبِ يستبين الخفاء)

كثير من النَّاس ينْسب هَذِه القصيدة لأبي الْعَلَاء المعري وَهُوَ مَعْذُور لِأَنَّهَا من نَفسه وَإِنَّمَا هَذِه لِابْنِ الشبل يرثي بهَا أَخَاهُ أَحْمد وَأما القصيدة الأولى قمثلها للبحتري وَهِي

(أَنَاة أَيهَا الْفلك الْمدَار

أنهب مَا تطرف أم جَبَّار)

ص: 12

(ستفنى مثل مَا تفني وتبلى

كَمَا تبلي فيدرك مِنْك ثار)

(وَمَا أهل الْمنَازل غير ركب

مطاياهم رواح وابتكار)

(لنا فِي الدَّهْر آمال طوال

نرجيها وأعمار قصار)

(واهون بالخطوب على خليع

إِلَى اللَّذَّات لَيْسَ لَهُ عذار)

(فآخر يَوْمه سكر تجلى

غوايته وأوله خمار)

وَمن شعر أبي عَليّ بن الشبل

(وكأنما الْإِنْسَان فِيهِ غَيره

متكوناً وَالْحسن فِيهِ معار)

(متصرف وَله الْقَضَاء مصرف

ومكلف وَكَأَنَّهُ مُخْتَار)

(طوراً تصوبه الحظوظ وَتارَة

حَظّ تحيل صَوَابه الأقدار)

(تعمى بصيرته ويبصر بَعْدَمَا

لَا يسْتَردّ الفايت استبصار)

)

(فتراه يُؤْخَذ قلبه من صَدره

وَيرد فِيهِ وَقد جرى الْمِقْدَار)

(فيظل يضْرب بالملامة نَفسه

ندماً إِذا لعبت بِهِ الأفكار)

(لَا يعرف التَّفْرِيط فِي إِيرَاده

حَتَّى يُبينهُ لَهُ الأصدار)

وَمِنْه

(إِذا جَار الزَّمَان على كريم

أعَار صديقه قلب الْعَدو)

وَمِنْه

(إِن تكن تجزع من دم

عي إِذا فاض فصنه)

(أَو تكن أَبْصرت يَوْمًا

سيداً يعْفُو فكنه)

(أَنا لَا أَصْبِر عَمَّن

لَا يحل الصَّبْر عَنهُ)

(كل ذَنْب فِي الْهوى يغ

فر لي مَا لم أخنه)

وَمِنْه

(قَالُوا القناعة عز والكفاف غنى

والذل والعار حرص النَّفس والطمع)

(صَدقْتُمْ من رِضَاهُ سد جوعته

إِن لم يصبهُ بِمَاذَا عَنهُ يقتنع)

وَمِنْه

(قَالُوا وَقد مَاتَ مَحْبُوب فجعت بِهِ

وبالصبى وَأَرَادُوا عَنهُ سواني)

(ثَانِيَة فِي الْحسن مَوْجُود فَقلت لَهُم

من أَيْن للهوى الثَّانِي صبى ثَان)

ص: 13

وَمِنْه

(بِنَا إِلَى الدَّيْر من درتا صبابات

فَلَا تلمني فَمَا تغني الملامات)

(لَا يبعدن وَإِن طَال الزَّمَان بِهِ

أَيَّام لَهو عهدناه وليلات)

(فكم قضيت لبانات الشَّبَاب بهَا

غنما وَكم بقيت عِنْدِي لبانات)

(مَا أمكنت دولة الأفراح مقبلة

فانعم ولذ فَإِن الْعَيْش تارات)

(قبل ارتجاع اللَّيَالِي وَهِي عَارِية

وَإِنَّمَا لَذَّة الدُّنْيَا إعارات)

(قُم فاجل فِي فلك الظلماء شمس ضحى

بروجها الدَّهْر طاسات وكاسات)

(لَعَلَّه إِن دَعَا دَاعِي الْحمام بِنَا

نقضي وأنفسنا منا رويات)

(بِمَ التعلل لَوْلَا ذَاك من زمن

أحياؤه باعتياد الْهم أموات)

)

(دارت تحيي فقابلنا تحيتها

وَفِي حشاها لقرع المزج روعات)

(عذراء أخْفى مزاج المَاء سورتها

لم يبْق من روحها إِلَّا حشاشات)

(مدت سرادق برق من أبارقها

على مقابلها مِنْهَا ملالات)

(فلاح فِي أَذْرع السَّاقَيْن أسورة

تبراً وَفَوق نحور الشّرْب جامات)

(قد وَقع الدَّهْر سطراً فِي صَحِيفَته

لَا فَارَقت شَارِب الْخمر المسرات)

(خُذ مَا تعجل واترك مَا وعدت بِهِ

فعل اللبيب فللتأخير آفَات)

(وللسعادة أَوْقَات ميسرَة

تُعْطِي السرُور وللأحزان أَوْقَات)

قلت شعر جيد فِي الذرْوَة وشعره جيد كثير وَقد عده ابْن أبي أصبيعة فِي جملَة الْأَطِبَّاء

ابْن الكتاني الطَّبِيب مُحَمَّد بن الْحُسَيْن أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الكتاني قَالَ ابْن أبي أصيبعة أَخذ الطِّبّ عَن عَمه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن وطبقته وخدم بِهِ الْمَنْصُور مُحَمَّد بن أبي عَامر وَابْنه المظفر ثمَّ انْتقل فِي صدر الْفِتْنَة إِلَى مَدِينَة سرقطة وَأقَام بهَا وَكَانَ بَصيرًا بالطب مُتَقَدما فِيهِ ذَا حَظّ من الْمنطق والنجوم وَكثير من عُلُوم الفلسفة قَالَ القَاضِي صاعد أَخْبرنِي عَنهُ الْوَزير أَبُو الْمطرف أَنه كَانَ دَقِيق الذِّهْن ذكي الخاطر جيد الْفَهم حسن التوليد وَكَانَ ذَا ثروة وغنى وَاسع وَتُوفِّي قَرِيبا من سنة عشْرين وَأَرْبع ماية وَقد قَارب الثَّمَانِينَ قَالَ وقرأت فِي بعض تواليفه أَنه أَخذ الْمنطق عَن مُحَمَّد بن عبدون الجيلي وَعمر بن يُونُس بن أَحْمد الْحَرَّانِي وَأحمد بن خفصون الفيلسوف وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم القَاضِي النَّحْوِيّ وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن مَسْعُود البجائي وَمُحَمّد بن مَيْمُون الْمَعْرُوف بمركوس وَأبي الْقسم فيد بن نجم وَسَعِيد بن فتحون السَّرقسْطِي الْمَعْرُوف بالحمار وَأبي الْحَرْث الأسقف تلميذ ربيع بن زيد الفيلسوف وَأبي مَدين البجائي ومسملة بن أَحْمد المجريطي

ص: 14

ابْن حبوس الفاسي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن حبوس أَبُو عبد الله الفاسي الشَّاعِر مفلق بديع النّظم ساير القَوْل لَهُ ديوَان شعر روى شعره عبد الْعَزِيز بن زَيْدَانَ توفّي سنة سبعين وَخمْس ماية أَو فِيمَا قيل قبل ذَلِك

أَبُو المكارم الْآمِدِيّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الأديب الْكَامِل أَبُو المكارم الْآمِدِيّ من فحول الشُّعَرَاء تَأَخّر حَتَّى مدح ابْن هُبَيْرَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس ماية وَمن شعره

(أَبَا حسن كَفَفْت عَن التقاضي

بوعدك لاعتصابك بالمطال)

)

(وَمن ذمّ السُّؤَال فلي لِسَان

فصيح دأبه حمد السُّؤَال)

(جزى الله السُّؤَال الْخَيْر أَنِّي

عرفت بِهِ مقادير الرِّجَال)

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد البُخَارِيّ تفقه وبرع فِي النّظر وَولي الْقَضَاء وَكَانَ متواضعاً جواداً حسن الْأَخْلَاق توفّي ببخارا وَكتب على قَبره

(من كَانَ مُعْتَبرا ففينا مُعْتَبر

أَو شامتاً فالشامتون على الْأَثر)

وَكَانَ فِيهِ تساهل يَقُول من صنف شَيْئا جَازَ لكل من يروي عَنهُ ذَلِك ووفاته فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخمْس ماية

قَاضِي الْعَسْكَر الأرموي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن ظفر القَاضِي شمس الدّين أَبُو عبد الله الْعلوِي الْحُسَيْنِي الأرموي الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بقاضي الْعَسْكَر ولد سنة ثَمَان وَسبعين وتفقه على شيخ الشُّيُوخ صدر الدّين وَصَحبه مُدَّة وَولي نقابة الْأَشْرَاف وَقَضَاء الْعَسْكَر وَترسل إِلَى الْعرَاق وَكَانَ من كبار الأيمة وصدور المصريين وَله يَد طولي فِي الْأُصُول وَالنَّظَر توفّي سنة خمسين وست ماية

ابْن المقدسية الْمَالِكِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد السَّلَام بن عَتيق بن مُحَمَّد الْعدْل شرف الدّين أَبُو بكر التَّمِيمِي السفاقسي ثمَّ الاسكندري الْمَالِكِي الْمَعْرُوف بِابْن المقدسية لِأَنَّهُ ابْن أُخْت الْحَافِظ أبي الْحسن ابْن الْمفضل الْمَقْدِسِي ولد سنة ثلث وَسبعين وَحضر سَماع المسلسل بالأولية عِنْد السلَفِي وناب فِي الْقَضَاء بالاسكندرية وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين وست ماية

قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن رزين الْحَمَوِيّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رزين بن مُوسَى بن عِيسَى بن مُوسَى بن نصر الله قَاضِي الْقُضَاة مفتي الْإِسْلَام أَبُو عبد الله تَقِيّ الدّين الشَّافِعِي الْحَمَوِيّ العامري كَانَ فَقِيها عَارِفًا بِمذهب الشَّافِعِي اشْتغل عَليّ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن الصّلاح

ص: 15

وتميز فِي حَيَاته وَأفْتى ودرس وَتَوَلَّى وكَالَة بَيت المَال بِالشَّام فِي أَيَّام النَّاصِر صَلَاح الدّين وتدريس الشامية البرانية ظَاهر دمشق وَغير ذَلِك وسافر إِلَى مصر فِي جفل التتار سنة ثَمَان وَخمسين وست ماية واستطونها وتولي بهَا جِهَات جليلة دينية من تدريس وَمَا يجْرِي مجْرَاه وَتَوَلَّى الحكم بِالْقَاهِرَةِ وأعمالها ثمَّ أضيف إِلَيْهِ مصر وأعمالها فكمل لَهُ ولَايَة الأقليم ودرس بقبة الشَّافِعِي والمدرسة الصالحية والظاهرية بَين القصرين روى عَن السخاوي وكريمة وَابْن الصّلاح والصريفيني وَغَيرهم وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَانِينَ وست ماية كَانَ قد حفظ التَّنْبِيه فِي)

صغره ثمَّ انْتقل عَنهُ وَحفظ الْوَسِيط والمفصل ورحل إِلَى حلب وقرأه على موفق الدّين يعِيش النَّحْوِيّ وَرجع إِلَى حماة وتصدر للإفتاء والإقراء وعمره ثَمَانِي عشرَة سنة وَحفظ المتصفى للغزالي وكتابي ابْن الْحَاجِب فِي الْأُصُول والنحو وَنظر فِي التَّفْسِير وبرع فِيهِ وشارك فِي الْخلاف والمنطق وَالْبَيَان والْحَدِيث وَقَرَأَ القراآت على السخاوي وَامْتنع من أَخذ الجامكية على الْقَضَاء تديناً وورعاً وَكَانَ يقْصد بالفتاوى من النواحي وَتخرج بِهِ أيمة مِنْهُم قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَحدث عَنهُ الدمياطي وَابْن جمَاعَة والمصريون وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة وَالْأَحْكَام وَولى بعده وجيه الدّين البهنسي أَنْشدني الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ أَنْشدني الْبُرْهَان المالقي قَالَ أَنْشدني قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن رزين لنَفسِهِ

(شَيْء زري شيزر ولعلها

لَا شَيْء بل تزري بِمن يَأْتِيهَا)

(سكانها أهل الْقُبُور كَأَنَّمَا

قد بعثرت وهم وقُوف فِيهَا)

(لَا فَخر أَن ملك تملك ثغرها

وَلَقَد تولى الْخَيْر عَن واليها)

(وَلَئِن قضى قَاضِي بهَا فَلَقَد قضى

حَقًا وَلَكِن نحبه قاضيها)

الْأَمِير مجد الدّين ابْن ودَاعَة مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن ودَاعَة الْأَمِير مجد الدّين حدث بِالْبَعْثِ عَن ابْن اللتي توفّي سنة ثَمَانِينَ وست ماية

علم الدّين ابْن رَشِيق الْمَالِكِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَتيق بن الْحُسَيْن بن رَشِيق الْأَمَام الْمُفْتِي علم الدّين أَبُو عبد الله الربعِي الْمصْرِيّ الْمَالِكِي وَالِد القَاضِي زين الدّين مُحَمَّد سمع من عَليّ بن الْمفضل وَابْن جُبَير البلنسي وَعبد الله بن مجلي روى عَنهُ الدواداري والمصريون توفّي سنة ثَمَانِينَ وست ماية

أَبُو الْفرج مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْحسن أَبُو الْفرج ولد بهيت سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبع ماية وَسكن بَغْدَاد وَكَانَ فَاضلا لَهُ شعر مِنْهُ قَوْله

(يَا رَاقِدًا اسهر لي مقلة

عزيزرة عِنْدِي وأبكاها)

ص: 16

(مَا آن للهجران أَن يَنْقَضِي

عَن مهجة هجرك أضناها)

(إِن كنت مَا ترحمني فَارْتَقِبْ

يَا قاتلي فِي قَتْلِي الله)

توفّي سنة خمس وَسبعين وَخمْس ماية مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْبَيْهَقِيّ أَبُو الْفضل الْكَاتِب كَانَ كَاتب الْإِنْشَاء فِي دولة السُّلْطَان مَحْمُود بن)

سبكتكين نِيَابَة عَن أبي نصر بن مشكان وتولي الْإِنْشَاء لمُحَمد بن مَحْمُود ثمَّ لمسعود بن مَحْمُود ثمَّ لمودود ثمَّ للسُّلْطَان فرخزاد وَلما انْقَطَعت دولته لزم بَيته إِلَى أَن مَاتَ سنة سبعين وَأَرْبع ماية وَله كتاب زِينَة الْكتاب وتاريخ نَاصِر الدّين مَحْمُود بن سبكتكين وَسَماهُ الناصري ذكر فِيهِ من أول دولة مَحْمُود يَوْمًا يَوْمًا إِلَى آخر أَيَّامه وَهُوَ فِي عدَّة مجلدات وَمن شعره

(جُرْمِي قد أربى على الْعذر

فَلَيْسَ لي شَيْء سوى الصَّبْر)

(فاشتر مني خاطري كُله

لأنفق الْأَيَّام فِي الشُّكْر)

وَقَالَ وَهُوَ مَحْبُوس

(كلما مر سرورك يَوْم

مر فِي الْحَبْس من بلاءي يَوْم)

(مَا لبؤسي وَلَا لنعمى دوَام

لم يدم فِي النَّعيم والبؤس قوم)

جمال الدّين الأرمنتي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن يحيى الأرمنتي جمال الدّين كَانَ من الروساء الْأَعْيَان لطيف الذَّات كَامِل الصِّفَات نِهَايَة فِي الْكَرم حَتَّى أفْضى بِهِ ذَلِك إِلَى الْعَدَم فَقِيها فَاضلا أديباً ناظماً ناثراً أَخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ بهاء الدّين هبة الله القفطي وَالشَّيْخ جلال الدّين أَحْمد الدشنائي وَالْأُصُول عَن الشَّيْخ شهَاب الدّين الْقَرَافِيّ وَالشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف الْخَطِيب الْجَزرِي وأصول الدّين والمنطق عَن بعض الْعَجم وَذكر للشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد فَقَالَ الْفَقِيه ابْن يحيى ذكي جدا كريم جدا فَاضل جدا وَتَوَلَّى الحكم بادفو وقمولاً وناب فِي الحكم بقوص وَبنى بأرمنت مدرسة ودرس بهَا وَتُوفِّي بأرمنت رحمه الله سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع ماية وَمن شعره

(عريب النقى قلبِي بِنَار الجوى يكوى

وجيدي عَنْكُم دايم الدَّهْر لَا يلوى)

(ولي مقلة تبْكي اشتياقاً إِلَيْكُم

ولي مهجة لَيست على هجركم تقوى)

(نشرتم بِسَاط الْبعد بيني وببنكم

أَلا يَا بِسَاط الْبعد قل لي مَتى تطوى)

ص: 17

(بعادكم وَالله مر مذاقه

وقربكم أحلى من الْمَنّ والسلوى)

الْمُوفق خطيب أدفو مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن تغلب موفق الدّين الأدفوي خطيب أدفو كَانَ لَهُ كرم وفتوة وَكَانَ لَهُ مُشَاركَة فِي الطِّبّ وَله شعر ونثر وخطي وَيعرف التوثيق وَيكْتب خطا حسنا قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي رَأَيْته مَرَّات وَكَانَ يَأْتِي إِلَى الْجَمَاعَة أَصْحَابنَا أقرابه فَيسْمعهُمْ يشتمونه فَيرجع وَيَأْتِي من طَرِيق أُخْرَى حَتَّى لَا يتوهموا أَنه سمعهم ووقفت لَهُ على كتاب)

لطيف تكلم فِيهِ على تصوف وفلسفة وَكَانَ وَصِيّا على ابْن عَمه وَعَلِيهِ ثَمَر للديوان وقف عَلَيْهِ مِنْهُ للديوان خَمْسَة وَعِشْرُونَ إردبا فَشدد الطّلب عَلَيْهِ فَتقدم الْخَطِيب إِلَى الْأَمِير وَأنْشد

(وقفت عَليّ من الْمُقَرّر خَمْسَة

مَضْرُوبَة فِي خَمْسَة لَا تحقر)

(من ثَمَر ساقية الْيَتِيم حَقِيقَة

لَيْت السواقي بعْدهَا لَا تثمر)

(حمت النَّصَارَى بَينهم رهبانهم

وَأَنا الْخَطِيب وذمتي لَا تخفر)

وَاجْتمعَ يَوْمًا جمَاعَة بالجامع وعموا طَعَاما وطلبوا الْمُؤَذّن جعفرا وَلم يطلبوا الْخَطِيب فَبَلغهُ ذَلِك فَكتب إِلَيْهِم أبياتاً مِنْهَا

(وَكَيف ارتضيتم بِمَا قد جرى

صحبتوا الْمُؤَذّن دون الْخَطِيب)

(أمنتم من الْأكل أَن تمرضوا

وَيحْتَاج مرضاكم للطبيب)

وَكَانَ يمشى إِلَى الضُّعَفَاء والرؤساء ويطبهم بِغَيْرِهِ أُجْرَة وَتُوفِّي رحمه الله سنة سبع وَتِسْعين وست ماية

شمس الدّين الغوري مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الشَّيْخ شمس الدّين الغوري الْحَنَفِيّ الْمدرس وَقع فِي لِسَان الْفَخر عُثْمَان النصيبي وَجعل يمسخر بحكاياته ووقايعه يزِيد فِي بَعْضهَا من مضحكاته وَلَقَد حكى مرّة عَنهُ وَاقعَة تنمر لَهَا تنكز نايب الشَّام ورسم بقتْله بالمقارع وَمَا خلص من ذَلِك إِلَّا بالجهد والدماشقة يحكون عَنهُ وقايع مَشْهُورَة التداول بَينهم توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسبع ماية

ابْن الحشيشي مُحَمَّد بن الحشيشي شمس الدّين الْموصِلِي الرافضي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وَمن خطه نقلت حَدثنِي الإِمَام مُحَمَّد بن منتاب أَن عز الدّين يُوسُف الْموصِلِي كتب إِلَيْهِ وَأرَانِي كِتَابه قَالَ كَانَ لنا رَفِيق يشْهد مَعنا فِي سوق الطَّعَام يُقَال لَهُ الشَّمْس بن الحشيشي كَانَ يسب أَبَا بكر وَعمر رضى الله عَنْهُمَا ويبالغ فَلَمَّا ورد شَأْن تَغْيِير الْخطْبَة إِذْ ترفض

ص: 18

القان خربندا افترى وَسَب فَقلت يَا شمس قَبِيح عَلَيْك أَن تسب وَقد شبت مَالك وَلَهُم وَقد درجوا من سبع ماية سنة وَالله يَقُول تِلْكَ أمة قد خلت فَكَانَ جَوَابه وَالله إِن أَبَا بكر وَعمر وَعُثْمَان فِي النَّار قَالَ ذَلِك فِي مَلأ من النَّاس فَقَامَ شعر جَسَدِي فَرفعت يَدي إِلَى السَّمَاء وَقلت اللَّهُمَّ يَا قاهر فَوق عباده يَا من لَا يخفى عَلَيْهِ شَيْء أَسأَلك بنبيك إِن كَانَ هَذَا الْكَلْب على الْحق فَأنْزل بِي آيَة وَإِن كَانَ ظَالِما فَأنْزل بِهِ مَا يعلم هَؤُلَاءِ الْجَمَاعَة أَنه على الْبَاطِل فِي الْحَال فورمت)

عَيناهُ حَتَّى كَادَت تخرج من وَجهه واسود جِسْمه حَتَّى بَقِي كالقبر وانتفخ وَخرج من حلقه شَيْء يصرع الطُّيُور فَحمل إِلَى بَيته فَمَا جَاوز ثلثة أَيَّام حَتَّى مَاتَ وَلم يتَمَكَّن أحد من غسله مِمَّا يجْرِي من جِسْمه وَعَيْنَيْهِ وَدفن وَقَالَ ابْن منتاب جَاءَ إِلَى بَغْدَاد أَصْحَابنَا وَحَدثُوا بِهَذِهِ الْوَاقِعَة وَهِي صَحِيحَة وَتُوفِّي سنة عشر وَسبع ماية

ص: 19