الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب
ما جاء في ظهور الزنا وكثرته
عن أنس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أشراط الساعة: أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنى» . رواه: الإمام أحمد، وأبو داود الطيالسي، والشيخان، والترمذي. وفي رواية لمسلم وابن ماجه نحوه، وفيه:«ويفشو الزنا» . وفي رواية للبخاري نحوه، وفيه:«ويكثر الزنا» .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «بين يدي الساعة يظهر الربا والزنى والخمر» .
رواه الطبراني. قال المنذري: "رواته رواة الصحيح".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيأتي على الناس سنوات خداعات»
…
(الحديث، وفيه:)«وتشيع فيها الفاحشة» .
رواه الحاكم بهذه الزيادة، وصححه هو والذهبي، وقد رواه الإمام أحمد وابن ماجه بدونها، وتقدم ذكره بتمامه في الباب الثاني من أشراط الساعة.
باب
ما جاء في إعلان الفاحشة وقلة الحياء من الزنا واللواط
عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «"يكون في آخر الزمان ديدان القراء، فمن أدرك ذلك الزمان؛ فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وهم الأنتنون، ثم تظهر قلانس البرد؛ فلا يستحيى يومئذ من الزنى، والمتمسك يومئذ بدينه؛ كالقابض على الجمر، والمتمسك يومئذ بدينه أجره»
«كأجر خمسين". قالوا: منا أو منهم؟ قال: "بل منكم» .
رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول".
وقد ذكر بعض المصنفين من أهل المغرب الأقصى أن قلانس البرد موجودة عندهم في المغرب.
رواه الحارث بن أبي أسامة وهذا لفظه، والطبراني بنحوه باختصار، وفيه علي بن يزيد الألهاني، وفيه ضعف.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «والذي نفسي بيده؛ لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة، فيفترشها في الطريق، فيكون»
«خيارهم يومئذ من يقول: لو واريتها وراء هذا الحائط» .
رواه أبو يعلى. قال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح ".
وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض أحد لله فيه حاجة، وحتى توجد المرأة نهارًا جهارًا تنكح وسط الطريق، لا ينكر ذلك أحد، ولا يغيره، فيكون أمثلهم يومئذ الذي يقول: لو نحيتها عن الطريق قليلًا؛ فذاك فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم» .
رواه الحاكم في "مستدركه"، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وتعقبه بأن في إسناده سليمان بن أبي سليمان؛ قال:"وهو هالك، والخبر شبه خرافة".
قلت: له شواهد مما تقدم وما يأتي.
وأيضًا فقد ظهر مصداقه في بعض المدن الإفرنجية؛ فقد ذكر لنا أن المرأة هناك تنكح في وسط الطريق برضاها، ولا ينكر ذلك أحد، ولو أنكره منكر؛ لبادروا إلى عقوبته، وهذا مما يدل على أن للحديث أصلًا، وليس بخرافة.
وعن المنتصر بن عمارة بن أبي ذر الغفاري عن أبيه عن جده رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: «إذا اقترب الزمان؛ كثر لبس الطيالسة، وكثرت التجارة، وكثر المال، وعظم رب المال بماله، وكثرت الفاحشة، وكانت إمارة الصبيان، وكثر النساء، وجار السلطان، وطفف في المكيال والميزان، ويربي الرجل جرو كلب خير له من أن يربي ولدًا له، ولا يوقر كبير، ولا يرحم صغير، ويكثر أولاد الزنى حتى إن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق، فيقول أمثلهم في ذلك الزمان: لو اعتزلتما عن الطريق! ويلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، أمثلهم في ذلك الزمان المداهن» .
رواه الحاكم في "مستدركه"، وقال: "هذا حديث تفرد به سيف بن
مسكيبن عن المبارك بن فضالة، والمبارك بن فضالة ثقة". قال الذهبي:" وسيف واه، ومنتصر وأبوه مجهولان".
وقد رواه الطبراني في "الأوسط". قال الهيثمي: "وفيه سيف بن مسكين، وهو ضعيف ".
رواه الحاكم في "مستدركه". قال الذهبي: "وهو موضوع".
قلت: ولبعضه شواهد، ولا سيما ما ذكر فيه من التناكح في الطريق.
وعنه رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل؛ لتركبن طريقهم حذو القذة بالقذة، حتى لا يكون فيهم شيء؛ إلا كان»
رواه الطبراني.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما؛ قال: «لا تقوم الساعة؛ حتى يبعث الله ريحًا لا تدع أحدًا في قلبه مثقال ذرة من تقى أو نهى؛ إلا قبضته، ويلحق كل قوم بما كان يعبد آباؤهم في الجاهلية، ويبقى عجاج من الناس؛ لا يأمرون بمعروف، ولا ينهون عن منكر، يتناكحون في الطرق كما تتناكح البهائم، فإذا كان ذلك؛ اشتد غضب الله على أهل الأرض، فأقام الساعة» .
رواه الحاكم في "مستدركه".
وعنه رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يتسافدوا في الطرق تسافد الحمير» .
رواه: البزار، والطبراني. قال الهيثمي:"ورجال البزار رجال الصحيح ".
وقد رواه ابن حبان في "صحيحه"، وزاد:«قلت: إن ذلك لكائن؟ قال: "نعم؛ ليكونن» .
(التسافد) : التناكح: قال ابن منظور في "لسان العرب": "السفاد: نزو الذكر على الأنثى ". وكذا قال غيره من أهل اللغة.
وعنه رضي الله عنه: أنه قال: "إن من آخر أمر الكعبة: أن الحبش يغزون البيت، فيتوجه المسلمون نحوهم، فيبعث الله عليهم ريحًا أثرها شرقية، فلا يدع الله عبدًا في قلبه مثقال ذرة من تقى؛ إلا قبضته، حتى إذا فرغوا من خيارهم؛ بقي عجاج من الناس؛ لا يأمرون بمعروف، ولا ينهون عن منكر، وعمد كل حي إلى ما كان يعبد آباؤهم من الأوثان فيعبده، حتى يتسافدوا في
الطرق كما تتسافد البهائم، فتقوم عليهم الساعة، فمن أنبأك عن شيء بعد هذا؛ فلا علم له".
رواه الحاكم في "مستدركه"، وقال:"صحيح الإسناد على شرطهما، موقوف"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «"لتقصدنكم نار هي اليوم خامدة، في واد يقال له: برهوت، يغشى الناس فيها عذاب أليم، تأكل الأنفس والأموال، تدور الدنيا كلها في ثمانية أيام، تطير طير الريح والسحاب، حرها بالليل أشد من حرها بالنهار، ولها ما بين السماء والأرض دوي كدوي الرعد القاصف، هي من رؤوس الخلائق أدنى من العرش". قيل: يا رسول الله! أسليمة هي يومئذ على المؤمنين والمؤمنات؟ قال: "وأين المؤمنون والمؤمنات يومئذ؟ ! هم شر من الحمر! يتسافدون كما تتسافد البهائم! وليس فيهم رجل يقول: مه! مه!» .
رواه: الطبراني، وابن عساكر.
وعن النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه؛ قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع..... (فذكر الحديث بطوله في خروج الدجال، ونزول عيسى، وخروج يأجوج ومأجوج، ثم قال....)«فبينما هم كذلك؛ إذ بعث الله ريحًا طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس، يتهارجون فيها تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة» .
رواه: الإمام أحمد، ومسلم، وأهل السنن، وغيرهم. وقال الترمذي:"حسن صحيح".
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أنه قال: «لا تقوم الساعة حتى»
«يتهارجوا في الطرق تهارج الحمر، فيأتيهم إبليس، فيصرفهم إلى عبادة الأوثان» .
رواه ابن أبي شيبة.
(الهرج) : يطلق في اللغة على معان، منها: كثرة النكاح. قال ابن الأثير وابن منظور في "لسان العرب": "أصل الهرج الكثرة في الشيء، والاتساع..... (إلى أن قالا:) والهرج كثرة النكاح، يقال: بات يهرجها ليلته جمعاء، ومنه حديث أبي الدرداء: «يتهارجون تهارج البهائم» ؛ أي: يتسافدون ". انتهى.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: «يقبض الله العلماء، ويقبض العلم معهم، فينشأ أحداث، ينزو بعضهم على بعض نزو العير على العير، ويكون الشيخ فيهم مستضعفًا» .
رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد ضعيف، وله شواهد كثيرة مما تقدم.
باب
ما جاء في اكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء
عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء» .
رواه: الطبراني، والبيهقي، وابن النجار؛ في حديث طويل تقدم ذكره في الباب الثاني من أشراط الساعة.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من أشراط الساعة..... (فذكر الحديث، وفيه:)«ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء» .
رواه ابن مردويه، وتقدم في الباب الثاني من أشراط الساعة.
وعن مكحول عن علي رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من
اقتراب الساعة.... (فذكر الحديث بطوله، وفيه:)«واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء» .
رواه: أبو الشيخ في "الفتن"، والديلمي. وتقدم في الباب الثاني من أشراط الساعة.
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «والذي بعثني بالحق؛ لا تنقضي هذه الدنيا حتى يقع بهم الخسف والمسخ والقذف". قالوا: ومتى ذلك يا نبي الله؟ قال: "إذا رأيت النساء قد ركبن السروج، وكثرت القينات، وفشت شهادة الزور، وشرب المسلمون في آنية أهل الشرك الذهب والفضة، واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء» .
رواه: البزار، والطبراني في "الأوسط"، والحاكم، وإسناده ضعيف جدًا.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا بد من خسف ومسخ وقذف". قالوا: يا رسول الله! في هذه الأمة؟ قال: "نعم، إذا اتخذوا القيان، واستحلوا الزنى، وأكلوا الربا، واستحلوا الصيد في الحرم، ولبس الحرير، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء» .
رواه ابن النجار.
وعن واثلة وأنس رضي الله عنهما مرفوعًا: «لا تذهب الدنيا حتى يستغني النساء بالنساء والرجال بالرجال، والسحاق زنى النساء فيما بينهن» .
رواه: الخطيب، وابن عساكر؛ بإسناد ضعيف جدًا.
وعن أنس بن مالك أيضًا رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا عملت أمتي خمسًا؛ فعليهم الدمار: إذا ظهر فيهم التلاعن، وشربوا الخمر، ولبسوا الحرير، واتخذوا القينات، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء» .
رواه: البيهقي، وأبو نعيم في "الحلية"، والطبراني في "الأوسط". قال الهيثمي:"وفيه عباد بن كثير الرملي، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه جماعة".
وعنه رضي الله عنه مرفوعًا: «إذا استغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال؛ فبشرهم بريح حمراء، تخرج من قبل المشرق، فيمسخ بعضهم، ويخسف ببعض؛ ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون» .
رواه الديلمي.
رواه ابن وضاح.
«فتستغفر الله بندامتك، ثم لا تعود إليه أبدًا» .
رواه: الدارقطني في "الأفراد"، والبيهقي، وابن النجار.
وعن أشرس بن شيبان الهذلي؛ قال: "قلت لفرقد السبخي: أخبرني يا أبا يعقوب من تلك الغرائب التي قرأت في التوراة، فقال: يا أبا شيبان والله ما أكذب على ربي (مرتين أو ثلاثًا) ، لقد قرأت في التوراة: ليكونن مسخ وخسف وقذف في أمة محمد صلى الله عليه وسلم في أهل القبلة. قال: قلت: يا أبا يعقوب! ما أعمالهم؟ قال: باتخاذهم القينات، وضربهم بالدفوف، ولباسهم الحرير والذهب، ولئن بقيت حتى ترى أعمالًا ثلاثة؛ فاستيقن واستعد واحذر. قال: قلت: ما هي؟ قال: إذا تكافأ الرجال بالرجال والنساء بالنساء، ورغبت العرب في آنية العجم. فعند ذلك قلت له: العرب خاصة؟ قال: لا؛ بل أهل القبلة. ثم قال: والله؛ ليقذفن رجال من السماء بحجارة يشدخون بها في طرقهم وقبائلهم كما فعل بقوم لوط، وليمسخن آخرون قردة وخنازير كما فعل ببني إسرائيل، وليخسفن بقوم كما خسف بقارون ".
رواه ابن أبي الدنيا.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: «لا تقوم الساعة حتى ترضح رؤوس أقوام بكواكب من السماء باستحلالهم عمل قوم لوط» .
رواه الديلمي.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أنه قال: "أنتم أشبه الناس ببني إسرائيل، والله؛ لا تدعون شيئًا عملوه إلا عملتموه، ولا كان فيهم شيء إلا سيكون فيكم مثله ". فقال رجل: أيكون فينا مثل قوم لوط؟ فقال: " نعم، ممن أسلم وعرف نسبه".
رواه محمد بن نصر المروزي في كتاب "السنة".
وعن حذيفة رضي الله عنه: أنه قال: "لا يكون في بني إسرائيل شيء؛ إلا كان فيكم مثله". فقال رجل: يكون فينا مثل قوم لوط؟ قال: "نعم".
رواه ابن أبي شيبة.
باب
ما جاء في التغاير على الغلمان
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «لا تقوم الساعة حتى يتغايروا على الغلام كما يتغايرون على المرأة» .
رواه الديلمي في "مسند الفردوس".
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أشراط الساعة»
…
(فذكر الحديث، وفيه:)«ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية البكر» .
رواه ابن مردويه، وقد تقدم بتمامه في الباب الثاني من أشراط الساعة.
باب
ما جاء في كثرة أولاد الزني
عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يا ابن مسعود! إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكثر أولاد الزنى» .
رواه الطبراني في حديث طويل تقدم ذكره في الباب الثاني من أشراط الساعة.
وعن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها؛ قالت: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال أمتي بخير؛ ما لم يفش فيهم ولد الزنى، فإذا فشا فيهم ولد الزنى؛ فيوشك أن يعمهم الله عز وجل بعقاب» .
رواه: الإمام أحمد، وأبو يعلى، والطبراني، وقال في روايته:«لا تزال أمتى بخير متماسك أمرها ما لم يظهر فيهم ولد الزنا» . قال الهيثمي: "فيه محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين، ومحمد بن إسحاق قد صرح بالسماع؛ فالحديث صحيح أو حسن ".
وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال الأمة على الشريعة ما لم تظهر فيهم ثلاث: ما لم يقبض منهم العلم، ويكثر فيهم ولد الحنث» ........ الحديث، وقد تقدم قريبًا.
قال ابن الأثير وابن منظور: "أولاد الحنث؛ أولاد الزنا، من الحنث: المعصية ". ويروى بالخاء المعجمة والباء الموحدة.
باب
ما جاء في استحلال الزنى والخمر والحرير والمعازف
عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري رضي الله عنه؛ قال: حدثني أبو عامر (أو: أبو مالك) الأشعري رضي الله عنه والله ما كذبني -: سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدًا. فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة» .
رواه البخاري تعليقًا مجزومًا به، ووصله الإسماعيلي والطبراني وابن حبان والبيهقي وغيرهم.
(الحر) بالحاء المهملة المكسورة وبالراء الخفيفة، وهو الفرج. قال الجوهري:" (الحر) ؛ مخفف: أصله حرح؛ لأن جمعه أحراح، والمعنى أنهم يستحلون الزنى". قال ابن التين: "يريد ارتكاب الفرج بغير حله". وقال ابن العربي: "يحتمل أن يكون المعنى: يعتقدون ذلك حلالًا، ويحتمل أن يكون ذلك مجازًا على الاسترسال".
قلت: يعني أنهم يسترسلون في ركوب الفرج الحرام ولبس الحرير وشرب الخمر واستماع المعازف كما يسترسلون في الاستمتاع بالشيء الحلال. وكلا الأمرين واقع في زماننا: الاسترسال، واعتقاد الحل، ولا سيما في لبس الحرير وشرب بعض أنواع الخمر واستماع المعازف.
وعن علي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يوشك أن تستحل أمتي فروج النساء والحرير» .
رواه: ابن المبارك في "الزهد"، وابن عساكر في "تاريخه".
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"، ولفظه: قال: «يوشك أن يستحلوا الخمر والحرير» . وفي نسخة: «الحر والحرير» .
وعن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة، وكائنًا خلافة ورحمة، وكائنًا ملكًا عضوضًا، وكائنًا عتوًا وجبرية وفسادًا في الأرض؛ يستحلون الفروج والخمور والحرير، وينصرون على ذلك، ويرزقون أبدًا؛ حتى يلقوا الله» .
رواه: أبو داود الطيالسي، والطبراني. قال الهيثمي:"وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة، ولكنه مدلس، وبقية رجاله ثقات".
وسيأتي ذكر إعلان الفاحشة في آخر الكتاب عند ذكر الريح التي تقبض أرواح المؤمنين في آخر الزمان إن شاء الله تعالى.