المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بابما جاء في الزمان العضوض - إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة - جـ ٢

[حمود بن عبد الله التويجري]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب أشراط الساعة

- ‌معنى الساعة

- ‌بابما جاء في ضعف الإيمان وقلته في آخر الزمان

- ‌بابما جاء في رفع الأمانة والحياء

- ‌بابما جاء في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌بابفي عودة العلم جهلًا والجهل علمًا

- ‌بابما جاء في الذين يفتخرون بالقراءة والعلم

- ‌بابما جاء في الذين يتكلفون في قراءة التجويد

- ‌بابما جاء في قلة المال الحلال

- ‌بابما جاء في الزمان العضوض

- ‌بابما جاء في ظهور الزنا وكثرته

- ‌بابما جاء في استحلال الخمر بتغيير اسمها

- ‌بابما جاء في التطاول في البنيان

- ‌بابما جاء في الكنز الذي يقتتل عنده أبناء الخلفاء

- ‌بابما جاء في قيء الأرض للذهب والفضة

- ‌بابما جاء في التباغض والتلاعن وظهور العداوة

- ‌بابما جاء في الخسف ببعض المعادن

- ‌بابما جاء في خروج النار

- ‌بابما جاء في المهدي

- ‌بابما جاء في القحطاني

- ‌بابما جاء في تتابع الآيات

- ‌بابما جاء في أول الآيات خروجًا

- ‌باب‌‌ما جاء في ابن صياد

- ‌ما جاء في ابن صياد

- ‌بابمن أين يخرج الدجال

- ‌بابفي سبب خروج الدجال

- ‌بابالأمر بالمبادرة بالأعمال قبل خروج الدجال

- ‌بابفيما يعصم من الدجال

- ‌بابفي أشد الناس على الدجال

الفصل: ‌بابما جاء في الزمان العضوض

‌باب

ما جاء في الزمان العضوض

عن علي رضي الله عنه: أنه قال: «يأتي على الناس زمان عضوض؛ بعض الموسر على ما في يديه". قال: "ولم يؤمر بذلك؛ قال الله عز وجل: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} ، وينهد الأشرار، ويستذل الأخيار، ويبايع المضطرون". قال: "وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع المضطرين، وعن بيع الغرر، وعن بيع الثمرة قبل أن تدرك» .

رواه: الإمام أحمد، وأبو داود.

باب

ما جاء في فشو التجارة

قد تقدم في (باب ظهور القلم) حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة» .... الحديث.

رواه: الإمام أحمد، والبخاري في "الأدب المفرد"، والحاكم في "مستدركه"، وصححه، ووافقه الذهبي على "تصحيحه".

وتقدم فيه أيضًا حديث عمرو بن تغلب رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن من أشراط الساعة: أن يكثر التجار، ويظهر القلم» .

رواه أبو داود الطيالسي في "مسنده".

ورواه النسائي ولفظه: «إن من أشراط الساعة أن يفشو المال ويكثر وتفشو التجارة» .... الحديث.

ص: 130

ورواه الحاكم بنحوه، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «إذا اقترب الزمان؛ كثر لبس الطيالسة، وكثرت التجارة، وكثر المال، وعظم رب المال» .... الحديث.

رواه الطبراني في "الأوسط". قال الهيثمي: "وفيه سيف بن مسكين، وهو ضعيف".

قلت: وهو مع ضعف إسناده مطابق للواقع؛ من كثرة التجارة، وكثرة المال، وتعظيم رب المال.

باب

ما جاء في اتجار النساء مع الرجال

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «بين يدي الساعة: تسليم الخاصة، وفشو التجارة، حتى تعين المرأة زوجها على التجارة» .... الحديث.

رواه: الإمام أحمد، والبخاري في "الأدب المفرد"، والحاكم في "مستدركه"، وقال:"صحيح الإسناد "، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

وعن حذيفة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة» .... (فذكر الحديث، وفيه:)«وشاركت المرأة زوجها في التجارة» .

رواه أبو نعيم في "الحلية"، وقد تقدم في الباب الثاني من أشراط الساعة.

وعن مكحول عن علي رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من»

ص: 131

«أشراط الساعة» .... (فذكر الحديث، وفيه:)«وشاركت المرأة زوجها في التجارة» .

رواه: أبو الشيخ، والديلمي، وقد تقدم في الباب الثاني من أشراط الساعة.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما في حديثه الطويل؛ قال: «وتشارك المرأة زوجها في التجارة» .

رواه: ابن مردويه، والقاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا في كتابه "الجليس والأنيس"، وقد تقدم في الباب الثاني من أشراط الساعة.

وعن العداء بن خالد رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تقوم الساعة حتى لا يسلم الرجل إلا على من يعرف، وحتى تتخذ المساجد طرقًا، وحتى تتجر المرأة وزوجها» .

رواه الطبراني. قال الهيثمي: "وفيه من لم أعرفهم".

وسيأتي ذكر الأحاديث في فيضان المال والاستغناء عن الصدقة فيما بعد إن شاء الله تعالى.

باب

ما جاء في السلام على المعرفة

قد تقدم في الباب قبله حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «بين يدي الساعة تسليم الخاصة» .

رواه: الإمام أحمد، والبخاري في "الأدب المفرد"، والحاكم في "مستدركه"، وصححه، ووافقه الذهبي على تصحيحه.

ص: 132

وفي رواية لأحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أشراط الساعة: أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة» .

ورواه: الطبراني، والحاكم؛ بنحوه.

وفي رواية أخرى لأحمد: «إن من أشراط الساعة إذا كانت التحية على المعرفة» .

وتقدم أيضًا حديث العداء بن خالد رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تقوم الساعة حتى لا يسلم الرجل إلا على من يعرف» .

رواه الطبراني. وقد ظهر مصداق هذين الحديثين في زماننا، ورأينا ذلك في بلدان شتى.

باب

ما جاء في الذين يبدلون السلام بالتلاعن

عن معاذ بن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال الأمة على الشريعة ما لم تظهر فيهم ثلاث: ما لم يقبض منهم العلم، ويكثر فيهم ولد الحنث، ويظهر فيهم الصقارون ". قالوا: وما الصقارون يا رسول الله؟ قال: "نشء يكونون في آخر الزمان، تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن» .

رواه: الإمام أحمد، والطبراني، والحاكم. قال الهيثمي:"وفيه ابن لهيعة وزبان، وكلاهما ضعيف، وقد وثقا".

قال ابن الأثير: " (السقار) و (الصقار) : اللعان لمن لا يستحق اللعن، سمي بذلك لأنه يضرب الناس بلسانه، من الصقر، وهو ضربك الصخرة

ص: 133

بالصاقور، وهو المعول". وكذا قال ابن منظور في "لسان العرب".

وهذا النشء المرذول كثير جدًا في زماننا، إذا تلاقوا؛ كانت تحيتهم بينهم التلاعن، والرمي بالكفر أو الفجور أو اليهودية أو النصرانية.... أو نحو ذلك من الألفاظ القبيحة، وقد سمعنا ذلك منهم كثيرًا.

باب

ما جاء في تشبب المشيخة

قد تقدم في الباب الثاني من أشراط لساعة حديث ابن عباس رضي الله عنهما الطويل، وفيه:«ويتشبب المشيخة؛ إن الحمرة خضاب الإسلام، والصفرة خضاب الإيمان، والسواد خضاب الشيطان» .

رواه القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا في كتاب "الجليس والأنيس". وعنه رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يكون في آخر الزمان قوم يسودون أشعارهم، لا ينظر الله إليهم» .

رواه الطبراني في "الأوسط". قال الهيثمي: "وإسناده جيد".

وعنه رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة» .

رواه: الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي بأسانيد جيدة، والحافظ الضياء المقدسي في "المختارة"، وصححه غير واحد من الحفاظ.

وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": "إسناده قوي؛ إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه، وعلى تقدير ترجيح وقفه؛ فمثله لا يقال بالرأي؛ فحكمه الرفع". انتهى.

ص: 134

وعن مجاهد: أنه قال: «يكون في آخر الزمن قوم يصبغون بالسواد، لا ينظر الله إليهم، أو قال: لا خلاق لهم» .... ".

رواه عبد الرزاق في "مصنفه"، وله حكم الرفع.

باب

ما جاء في تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال

عن حذيفة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة» .... (فذكر الخصال، ومنها:)«وتشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال» .... الحديث.

رواه أبو نعيم في "الحلية"، وتقدم بتمامه في الباب الثاني من أشراط الساعة.

وعن مكحول عن علي رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتراب الساعة» .... (الحديث، وفيه:)«وتشبهت النساء بالرجال، والرجال بالنساء» .

رواه: أبو الشيخ في "الفتن"، والديلمي، وقد تقدم بتمامه في الباب الثاني من أشراط الساعة.

وقد ظهر مصداق هذين الحديثين في زماننا.

باب

ما جاء في تقديم النساء في المخاطبة

عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أشراط الساعة» .... (فذكر الحديث، وفيه:)«وتكون المخاطبة للنساء» .

ص: 135

رواه ابن مردويه، وقد تقدم بتمامه في الباب الثاني من أشراط الساعة.

وقد ظهر مصداقه في زماننا، ولا سيما عند أهل الإذاعات؛ فإن غالبهم يقدمون النساء على الرجال في المخاطبة، وهذا خلاف المشروع من تقديم الرجال على النساء.

قال الله تعالى: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} .

باب

ما جاء في طغيان النساء وفسق الفتيان

عن علي رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «"كيف بكم إذا فسق فتيانكم وطغى نساؤكم؟ ! ". قالوا: يا رسول الله! وإن ذلك لكائن؟. قال: "نعم، وأشد» .

رواه رزين.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «"كيف بكم أيها الناس إذا طغى نساؤكم وفسق فتيانكم؟ ! ". قالوا: يا رسول الله! إن هذا لكائن؟ قال: "نعم، وأشد منه» .

رواه: أبو يعلى، والطبراني في "الأوسط".

وعن ضمام بن إسماعيل المعافري عن غير واحد من أهل العلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «"كيف بكم إذا فسق شبانكم وطغت نساؤكم وكثر جهالكم؟ ! ". قالوا: وإن ذلك كائن يا رسول الله؟ قال: "وأشد من ذلك» .

رواه ابن وضاح.

وعن ابن عباس الحميري عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال:

ص: 136

«كيف بكم إذا فسق نساؤكم؟ !» .

رواه البخاري في "التاريخ الكبير".

وعن رجل من الصحابة؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليت شعري! كيف أمتي بعدي حين تتبختر رجالهم وتمرح نساؤهم؟ ! وليت شعري حين يصيرون صنفين: صنفًا ناصبي نحورهم في سبيل الله، وصنفًا عمالًا لغير الله» .

رواه ابن عساكر في "تاريخه".

وقد ظهر مصداق هذه الأحاديث في زماننا، والله المستعان.

باب

الإخبار عن الكاسيات العاريات

عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» .

رواه: الإمام أحمد، ومسلم.

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال، ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهم كأسنمة البخت العجاف، العنوهن؛ فإنهن ملعونات، لو كان وراءكم أمة من الأمم؛ لخدمن نساؤكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم» .

ص: 137

رواه: الإمام أحمد، وابن حبان في "صحيحه".

ورواه الطبراني، وعنده في أوله:«سيكون في أمتي رجال يركبون نساءهم على سروج كأشباه الرحال» .

ورواه الحاكم في "مستدركه"، ولفظه:«سيكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر، حتى يأتوا أبواب مساجدهم، نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، العنوهن؛ فإنهن ملعونات، لو كان وراءكم أمة من الأمم؛ لخدمنهم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم» . فقلت لأبي: وما المياثر؟ قال: "سروجًا عظامًا".

قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".

قلت: والقائل لأبيه: ما المياثر؟ هو عبد الله بن عياش القتباني، أحد رواته.

وعن أبي علقمة حليف بني هاشم؛ قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: «إن من أشراط الساعة: أن يظهر الشح والفحش، ويؤتمن الخائن، ويخون الأمين، وتظهر الثياب تلبسها نساء كاسيات عاريات، ويعلو التحوت الوعول. أكذاك يا عبد الله بن مسعود سمعته من حبي؟ ! قال: نعم؛ ورب الكعبة»

الحديث.

رواه: الطبراني، والبخاري في "الكنى"، ورجاله ثقات.

وقد تقدم بأطول من هذا في آخر الباب الثاني من أشراط الساعة.

وقد ظهر مصداق هذه الأحاديث في زماننا كما لا يخفى على من له أدنى علم ومعرفة.

وفي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما إشارة إلى السيارات؛

ص: 138

فإنها تشبه الرحال الصغار، والرحال: جمع رحل، وهي هاهنا الدور والمنازل، وفي السيارات مياثر وطيئة لينة، وقد صارت في هذه الأزمان مراكب لعموم الناس من رجال ونساء، وكثير من الناس يركبونها إلى المساجد، وخصوصًا في الجمعة والعيدين.

باب

ما جاء في غلاء الخيل والنساء ثم رخصهما

عن خارجة بن الصلت البرجمي؛ قال: «دخلت مع عبد الله (يعني: ابن مسعود) المسجد؛ فإذا القوم ركوع، فركع، فمر رجل، فسلم عليه، فقال عبد الله: صدق الله ورسوله. ثم وصل إلى الصف. فلما فرغ؛ سألته عن قوله: صدق الله ورسوله؟ فقال: إنه كان يقول: لا تقوم الساعة حتى تتخذ المساجد طرقًا، وحتى يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة، وحتى تتجر المرأة وزوجها، وحتى تغلو الخيل والنساء ثم ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة» .

رواه: الطبراني، والحاكم، وهذا لفظه، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".

ورواه أبو داود الطيالسي والحاكم أيضًا بنحوه موقوفًا، وصححه الحاكم والذهبي، وفي رواية أبي داود الطيالسي:«وأن تغلو مهر النساء والخيل، ثم ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة» .

وقد ظهر مصداق هذا الحديث في غلاء الخيل ثم رخصها، وفي غلاء مهور النساء كما هو واقع الآن.

وعن العداء بن خالد رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تقوم الساعة حتى لا يسلم الرجل إلا على من يعرف، وحتى تتخذ المساجد»

ص: 139

«طرقًا، وحتى تتجر المرأة وزوجها، وحتى ترخص النساء والخيل فلا تغلو إلى يوم القيامة» .

رواه الطبراني. قال الهيثمي: "وفيه من لم أعرفهم".

قلت: والحديث قبله يشهد له ويقويه.

باب

ما جاء في تزوج النبطيات على المعيشة

عن أبي أمامة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى ترجعوا حراثين، وحتى يعمد الرجل إلى النبطية فيتزوجها على معيشته ويترك بنت عمه لا ينظر إليها» .

رواه الطبراني.

باب

ما جاء في تقديم الزوجات والأصدقاء على الوالدين والأرحام

تقدم في الباب الثاني من أشراط الساعة عدة أحاديث في ذلك.

منها حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر بعض أشراط الساعة، وفيه:«وأطاع الرجل امرأته، وعق أمه، وأقصى أباه» .

الحديث رواه الطبراني.

ومنها حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة؛ حل بها البلاء» .... (فذكر

ص: 140

الخصال، ومنها:) «وأطاع الرجل زوجته، وعق أمه، وبر صديقه، وجفا أباه» .... (الحديث، وفي آخره:)«فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراء أو خسفًا أو مسخًا» .

رواه: الترمذي، وابن أبي الدنيا.

ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو حديث علي رضي الله عنه، وفيه:«وأطاع الرجل امرأته، وعق أمه، وأدنى صديقه، وأقصى أباه» .... الحديث، وفي آخره:«فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراء وخسفًا ومسخًا وقذفًا وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع» .

رواه الترمذي. ومنها حديث حذيفة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة» .... (فذكر الخصال، ومنها:)«وتقطعت الأرحام، وكان المطر قيظًا، والولد غيظًا، وعق الرجل أباه، وجفا أمه، وبر صديقه، وأطاع امرأته» .... الحديث، وفي آخره:«فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراء وخسفًا ومسخًا وقذفًا وآيات» .

رواه أبو نعيم في "الحلية".

ومنها حديث مكحول عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «من اقتراب الساعة..» (فذكر الحديث، وفيه:)«وصار المطر قيظًا، والولد غيظًا، وأطاع الرجل امرأته، وعق أمه، وأقصى أباه» .... الحديث.

رواه: أبو الشيخ في "الفتن"، والديلمي.

ومنها حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: «ألا وإن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكون الولد غيظًا، وإن من أعلام الساعة وأشراطها أن تواصل الأطباق، وأن تقطع الأرحام» .

ص: 141

رواه الطبراني وغيره. ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أشراط الساعة: سوء الجوار، وقطيعة الأرحام» .... الحديث.

رواه: ابن مردويه، والديلمي. ومنها حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه: أنه قال: «إن من اقتراب الساعة: أن يظهر البناء على وجه الأرض، وأن تقطع الأرحام، وأن يؤذي الجار جاره» .

رواه ابن أبي شيبة. ومنها حديث أبي موسى رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يجعل كتاب الله عارًا، ويكون الإسلام غريبًا»

(الحديث، وفيه:)«وحتى تحزن ذوات الأولاد، وتفرح العواقر، ويكون الولد غيظًا» .

رواه ابن أبي الدنيا.

ومنها حديث عائشة رضي الله عنها؛ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تقوم الساعة حتى يكون الولد غيظًا»

الحديث.

رواه الطبراني.

ومنها حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش، والتفاحش، وقطيعة الرحم، وسوء المجاورة» .... الحديث.

رواه: الإمام أحمد، والبزار، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.

ومنها حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو حديث عبد الله بن

ص: 142

عمرو. رواه البزار.

ومنها حديث المنتصر بن عمارة بن أبي ذر عن أبيه عن جده رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «إذا اقترب الزمان؛ كثر لبس الطيالسة» .... (الحديث، وفيه:)«ويربي الرجل جرو كلب خير له من أن يربي ولدًا له» .

رواه: الحاكم، والطبراني؛ بإسناد ضعيف.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعًا: «يأتي على الناس زمان؛ لأن يربي فيه الرجل جروًا خير من أن يربي ولدًا» .

رواه الحاكم في "تاريخه".

باب

ما جاء في بقر بطون النساء عما في أرحامهن

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه قال: «لتؤخذن المرأة، فليبقرن بطنها، ثم ليؤخذن ما في الرحم، فلينبذن؛ مخافة الولد» .

رواه ابن أبي شيبة.

وهذا الأثر له حكم المرفوع؛ لأن فيه إخبارًا عن أمر غيبي، ومثله لا يقال من قبل الرأي، وإنما يقال من توقيف.

وقد ظهر مصداقة في زماننا، ولا سيما في العاهرات من النساء اللاتي ليس لهن أزواج؛ فقد ذكر لنا أن منهن من يأتين إلى الأطباء ليبقروا بطونهن وينبذوا ما في أرحامهن من الحمل؛ مخافة العار عليهن وعلى أهليهن، ويكنون

ص: 143

عن هذا العملية باسم عملية الزائدة التي توجد في كثير من الرجال والنساء، وتبقر عنها البطون إذا هاجت واشتد ألمها.

باب

ما جاء في التزاور للفاحشة

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ فقال: ذاك عند حيف الأئمة، وتصديق بالنجوم، وتكذيب بالقدر، وحتى تتخذ الأمانة مغنمًا، والصدقة مغرمًا، والفاحشة زيارة؛ فعند ذلك هلاك قومك» .

رواه البزار. قال الهيثمي: "وفيه من لم أعرفهم".

وقد رواه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" بنحوه، وزاد: فسألته عن الفاحشة زيارة؟ فقال: «الرجلان من أهل الفسق، يصنع أحدهما طعامًا وشرابًا، ويأتيه بالمرأة، فيقول: اصنع لي كما صنعت، فيتزاورون على ذلك. قال: فعند ذلك هلكت أمتي» .

وعن أبي تميمة رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال أمتي على الفطرة؛ ما لم يتخذوا الأمانة مغنمًا، والزكاة مغرمًا، والخلافة ملكًا، والزيارة فاحشة، ويؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم ". قيل: وما الزيارة فاحشة؟ قال: "الرجل يصنع طعامًا لأخيه يدعوه، فيكون في صنيعه النساء الخبائث» .

رواه العقيلي في كتابه في الصحابة، ونقله ابن عبد البر في كتاب "الاستيعاب" عنه، ثم قال:"وهذا حديث لا يصح إسناده، ولا يعرف في الصحابة أبو تميمة ".

ص: 144