الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب
ما جاء في ضعف الإيمان وقلته في آخر الزمان
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ قال: «يأتي على الناس زمان يحجون ويصلون ويصومون وما فيهم مؤمن» .
رواه أبو شعيب الحراني في "فوائده"، وإسناده لا بأس به.
وقد رواه ابن أبي شيبة، ولفظه: قال: «يأتي على الناس زمان يجتمعون ويصلون في المساجد وليس فيهم مؤمن» .
ورواه الحاكم في "مستدركه" بنحوه، وقال:"صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه "، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
وهذا الحديث له حكم الرفع؛ لأن مثله لا يقال من قبل الرأي، وإنما يقال عن توقيف.
والمراد بما ذكر فيه الأكثر والأغلب، لا العموم؛ لما تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم؛ حتى يأتي أمر الله تعالى» .
وقد تقدمت الأحاديث بذلك في (باب ما جاء في الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة) ؛ فلتراجع.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيأتي على الناس زمان، يصلي في المسجد منهم ألف رجل أو زيادة، لا يكون فيهم مؤمن» .
رواه الديلمي.
وعنه رضي الله عنه: أن رسول الله قال: «يؤذن المؤذن ويقيم الصلاة قوم»
رواه: الطبراني، وأبو نعيم في "الحلية".
وعن ابن مسعود رضي الله عنه: "إن من اقتراب الساعة أن يصلي خمسون نفسًا لا تقبل لأحدهم صلاة".
رواه أبو الشيخ في كتاب "الفتن"، ونقله عنه صاحب "كنز العمال".
وعنه رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيأتي على الناس زمان يقعدون في المساجد حلقًا حلقًا، إنما همتهم الدنيا؛ فلا تجالسوهم؛ فإنه ليس لله فيهم حاجة» .
رواه أبو نعيم في "الحلية".
ورواه ابن حبان في "صحيحه"، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيكون في آخر الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم، ليس لله فيهم حاجة» .
وعن الحسن مرسلًا: «يأتي على الناس زمان يكون حديثهم في مساجدهم في أمر دنياهم؛ فلا تجالسوهم؛ فليس لله فيهم حاجة» .
رواه البيهقي في "شعب الإيمان".
وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان يجتمعون في مساجدهم لا يصلون» .
رواه ابن عساكر في "تاريخه".
وعن علي رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن يأتي على الناس زمان؛ لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا يبقى من القرآن إلا رسمه، مساجدهم يومئذ عامرة وهي خراب من الهدى، علماؤهم شر من تحت أديم السماء، من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود» .
رواه: البيهقي في "شعب الإيمان"، وابن بطة في "الحيل"، والعسكري في "المواعظ"، ونقله عنه صاحب "كنز العمال".
وقد ذكره الإمام أحمد في كتاب "الصلاة" مختصرًا بدون إسناد، فقال: وجاء عنه صلى الله عليه وسلم: «يأتي زمان؛ لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه» .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيأتي على الناس زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه، ولا من الإسلام إلا اسمه، يتسمون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود» .
رواه الحاكم في "تاريخ نيسابور".
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه نحوه.
رواه الديلمي.
وقد تقدم حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي رواه ابن مردويه مطولًا، وفيه:«ويذهب الإسلام فلا يبقى إلا اسمه» .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يوشك الإسلام أن يدرس؛ فلا يبقى إلا اسمه، ويدرس القرآن؛ فلا يبقى إلا رسمه» .
رواه الديلمي.
وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يأتي على الناس زمان: علماؤها فتنة، وحكماؤها فتنة، تكثر المساجد والقراء، لا يجدون عالمًا إلا الرجل بعد الرجل» .
رواه أبو نعيم.
وعن عبد الله بن بسر المازني رضي الله عنه؛ قال: لقد سمعت حديثًا منذ زمان: «إذا كنت في قوم عشرين رجلًا أو أقل أو أكثر، فتصفحت في وجوههم، فلم تر فيهم رجلًا يهاب في الله؛ فاعلم أن الأمر قد رق» .
رواه: الإمام أحمد، والطبراني، والبيهقي في "شعب الإيمان". قال الهيثمي:"وإسناد أحمد جيد".
باب
انضمام الإيمان إلى الحرمين الشريفين
قد تقدم في باب غربة الإسلام أربعة أحاديث في ذلك، عن: عبد الله بن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن سنة، وعمرو بن عوف رضي الله عنهم.
وعن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها» .
رواه: الإمام أحمد، والشيخان، وابن ماجه.
وفي رواية لأحمد: «إن الإسلام ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها» .
قال الجوهري وغيره من أهل اللغة: "أي: ينضم إليها، ويجتمع بعضه إلى بعض فيها".
وعن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها» .
رواه ابن حبان في "صحيحه".
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أنه قال: «والذي نفسي بيده؛ ليعودن الأمر كما بدأ، ليعودن كل إيمان إلى المدينة كما بدأ منها، حتى يكون كل إيمان بالمدينة» .
رواه الحاكم في "مستدركه"، وقال:"صحيح على شرط مسلم "، وأقره الذهبي في "تلخيصه"، وله حكم المرفوع؛ لأن مثله لا يقال من قبل الرأي، وإنما يقال عن توقيف.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة، حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح» .
رواه: أبو داود، والطبراني، والحاكم، وقال:"صحيح على شرط مسلم "، ووافقه الذهبي في "تلخيصه"، زاد أبو داود: "قال الزهري: «وسلاح قريب من خيبر» .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يوشك أن يكون أقصى مسالح المسلمين بسلاح، وسلاح من خيبر» .
رواه الطبراني. وقد رواه الحاكم في "مستدركه" موقوفًا على أبي هريرة رضي الله عنه.
باب
ما جاء في نقض عرى الإسلام
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: «لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، وكلما انتقضت عروة؛ تشبث الناس بالتي تليها،»
«فأولهن نقضًا الحكم، وآخرهن الصلاة» .
رواه: الإمام أحمد في "مسنده"، وابنه عبد الله في كتاب "السنة"، والطبراني بأسانيد صحيحة، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال:"صحيح ولم يخرجاه".
وقد وقع مصداق هذا الحديث في زماننا، حيث نبذ كثير من المنتسبين إلى الإسلام الحكم بالشريعة المحمدية وراء ظهورهم، واعتاضوا عنها بالقوانين الوضعية التي هي من حكم الطاغوت والجاهلية، وكل ما خرج عن حكم الكتاب والسنة؛ فهو من حكم الطاغوت والجاهلية، وقد نقض الأكثرون أيضًا غير ذلك من عرى الإسلام؛ كما لا يخفى على من له أدنى علم ومعرفة؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وعن فيروز الديلمي رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لينقضن الإسلام عروة عروة كما ينقض الحبل قوة قوة» .
رواه الإمام أحمد، ورجاله ثقات.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «والذي نفس محمد بيده؛ لينقضن الإسلام عروة عروة، حتى لا يقال: الله، الله!» .
رواه ابن أبي الدنيا.
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما: أنه قال: «لتتبعن أمر من كان قبلكم حذو النعل بالنعل، لا تخطئون طريقتهم ولا تخطئكم، ولتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، ويكون أول نقضها الخشوع، حتى لا ترى خاشعًا» ....". الحديث.
رواه الآجري في كتاب "الشريعة".
ورواه الحاكم في "مستدركه"، ولفظه: قال: «أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ولتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، وليصلين النساء وهن حيض» (وذكر تمام الحديث) ".
قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
ورواه ابن وضاح، ولفظه: قال: «أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون الصلاة، ولتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، ولتصلين نساؤهم حيضًا» .
وعن أبي الطفيل عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما: "أنه أخذ حصاة بيضاء، فوضعها في كفه، ثم قال: إن هذا الدين قد استضاء إضاءة هذه الحصاة. ثم أخذ كفًا من تراب، فجعل يذره على الحصاة حتى واراها، ثم قال: والذي نفسي بيده؛ ليجيئن أقوام يدفنون الدين كما دفنت هذه الحصاة".
رواه ابن وضاح في كتاب "البدع والنهي عنها".
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أنه قال: «إن هذا الدين قد تم، وإنه صائر إلى نقصان، وإن أمارة ذلك: أن تقطع الأرحام، ويؤخذ المال بغير حقه، ويسفك الدماء، ويشتكي ذو القرابة قرابته ولا يعود عليه بشيء، ويطوف السائل بين الجمعتين لا يوضع في يده شيء، فبينما هم كذلك؛ إذ خارت خوار البقر، يحسب كل الناس أنما خارت من قبلهم، فبينما الناس كذلك؛ إذ قذفت الأرض بأفلاذ كبدها من الذهب والفضة، لا ينفع بعد ذلك شيء من الذهب والفضة» .
رواه الحاكم في "مستدركه "، وقال:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
وهذا الحديث والحديثان قبله لها حكم المرفوع؛ لأنه لا دخل للرأي في مثل هذا، وإنما يقال ذلك عن توقيف.
باب
ما جاء في ذهاب الخشوع من الناس
قد تقدم حديث حذيفة رضي الله عنه في ذلك.
وعن جبير بن نفير عن أبي الدرداء رضي الله عنه؛ قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشخص ببصره إلى السماء، ثم قال: "هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء". فقال زياد بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه: كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ ! فوالله؛ لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا. قال: "ثكلتك أمك يا زياد! إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى؛ فماذا تغني عنهم؟ !» . قال جبير: فلقيت عبادة بن الصامت، فقلت: ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء؟ فأخبرته بالذي قال أبو الدرداء، قال: صدق أبو الدرداء، إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع، يوشك أن تدخل مسجد الجامع؛ فلا ترى فيه رجلًا خاشعًا.
رواه: الترمذي، والحاكم. وقال الترمذي:"هذا حديث حسن غريب". وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
وعن جبير بن نفير أيضًا؛ قال: قال عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى السماء يومًا، فقال: "هذا أوان يرفع العلم". فقال له رجل من الأنصار يقال له: ابن لبيد: يا رسول الله! كيف يرفع العلم وقد أثبت في الكتاب ووعته القلوب؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة.... (ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى على ما في أيديهم من»
«كتاب الله) » . قال: فلقيت شداد بن أوس، فحدثته بحديث عوف بن مالك؟ فقال: صدق عوف، ألا أخبرك بأول ذلك يرفع؟ قلت: بلى. قال: الخشوع، حتى لا ترى خاشعًا.
رواه: الإمام أحمد، والطبراني، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم في "مستدركه"، وأبو نعيم في "الحلية"، وهذا لفظ الحاكم، وقال:"هذا صحيح، وقد احتج الشيخان بجميع رواته "، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
باب
ما جاء في تضييع الأمانة
عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أن أعرابيًا قال: يا رسول الله! متى الساعة؟ قال صلى الله عليه وسلم: "إذا ضيعت الأمانة؛ فانتظر الساعة". قال: كيف إضاعتها؟ قال: "إذا وسد الأمر إلى غير أهله؛ فانتظر الساعة» .
رواه: الإمام أحمد، والبخاري. وفي رواية للبخاري:«إذا أسند الأمر إلى غير أهله؛ فانتظر الساعة» .
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": " إسناد الأمر إلى غير أهله إنما يكون عند غلبة الجهل ورفع العلم، وذلك من جملة الأشراط، ومقتضاه أن العلم ما دام قائمًا؛ ففي الأمر فسحة".
وقال أيضًا: "المراد من الأمر جنس الأمور التى تتعلق بالدين؛ كالخلافة، والإمارة، والقضاء، والإفتاء، وغير ذلك. قال ابن بطال: معنى "أسند الأمر إلى غير أهله": أن الأئمة قد ائتمنهم الله على عباده وفرض عليهم النصيحة لهم؛ فينبغي لهم تولية أهل الدين، فإذا قلدوا غير أهل الدين؛ فقد ضيعوا الأمانة التي قلدهم الله تعالى إياها". انتهى.