الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثمان مائَة
رَجَب مستهله الْجُمُعَة ثَالِث عشرَة جمع الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون جمَاعَة من الْعلمَاء والقضاة بالمشهد من الْجَامِع الْأمَوِي بِسَبَب أَن الشَّيْخ برهَان الدّين البقاعي الشَّافِعِي أنكر على الإِمَام الْغَزالِيّ قَوْله فِي إحْيَاء عُلُوم الدّين لَيْسَ فِي الْإِمْكَان أبدع مِمَّا كَانَ وَصرح بتكفير ابْن البقاعي وأحضروا شَيْئا من نسخ مُصَنف البقاعي فِي ذَلِك وَكَانَ قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين بن مُفْلِح ضَعِيفا وقاضي الْقُضَاة شهَاب الدّين المريني مُسَافِرًا فَأَشَارَ النَّائِب بِتَأْخِير المناقشة فِي ذَلِك لحين حضورهما وَذهب إِلَى البقاعي جمَاعَة وَهُوَ فِي مَسْكَنه قبلي الْمدرسَة البدرائية وأساؤوا إِلَيْهِ إساءة بَالِغَة وَهَذِه الْمَسْأَلَة قد أنكرها على الْغَزالِيّ جمَاعَة فِي زَمَنه وَأجَاب عَن إعتراضهم فِي = كتاب لَهُ سَمَّاهُ الْأَجْوِبَة المسكتة عَن الأسئلة المشكلة فِي
الْإِحْيَاء ولنذكر أصل الْكَلَام وَمَا إعترض بِهِ وَالْجَوَاب فَنَقُول
فِيهِ وصل نور الدّين مَحْمُود بن قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين الباعوني من مصر نَائِبا فِي كِتَابَة السِّرّ وَلبس خلعة
لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع عشريه إحترق الْجَامِع الْأمَوِي خرجت النَّار أَولا من سوق الْأَمْتِعَة غربي الْجَامِع وإحترق سوق أَمْتعَة النِّسَاء وَمَا يَلِيهِ من المرستان وَغَيره وسوق العنبراتيين ثمَّ سوق الذِّرَاع ثمَّ دخلت النَّار للجامع بِحُضُور النَّائِب والحاجب والأتابكي وَسَائِر أَرْكَان الدولة والمعمارية أجمع وَلم يقدروا على الْقطع عَن الْجَامِع فَعم الْحَرِيق النَّاحِيَة الْقبلية حَتَّى سقف الْمَقْصُورَة ثمَّ بَاقِي دَاخل الْجَامِع أجمع ثمَّ خرجت إِلَى الإيوان الغربي من خَارج ولفت إِلَى بَاب الكلاسة فَقطعت هُنَاكَ وإحترق جَمِيع مَا حول الْجَامِع من الْأَسْوَاق خَارِجا عَن مشْهد الْحُسَيْن الْمَعْرُوف الْآن بالبلاطنسي وناحية الكاملية والحلبية وَمَا بَينهمَا
لَيْلَة تَاسِع عشريه تخلخلت الْقبَّة الْعُظْمَى فِي وسط الْجَامِع وَسقط مِنْهَا جَانب عَظِيم وَسقط نصف المأذنة الغربية
تَاسِع عشريه الْجُمُعَة خطب الْخَطِيب بصدر صحن الْجَامِع على كرْسِي وَصلى النَّاس بالصحن والكلاسة والكاملية والمشهد الشَّرْقِي
وَقد إحترق هَذَا الْجَامِع فِي الْإِسْلَام مَرَّات أَولهَا وَبهَا ذهبت
محاسنه فَإِنَّهُ لم يكن على وَجه الأَرْض أحسن مِنْهُ وَلَا أبهى وَلَا أجل وَكَانَ فِيهِ طلسمات من أَيَّام اليونان فَلَا يدْخلهُ شَيْء من الحشرات وَلَا الْحَيَّات وَلَا العقارب وَلَا الخنافس وَلَا العناكب وَلَا العصافير تعشش فِيهِ وَلَا الْحمام وقناديله لَا ينزل فِيهَا الذُّبَاب وَلَا يرى فِيهِ شَيْء يُؤْذِي وَقد إحترقت هَذِه الطلسمات لما وَقع فِيهِ من الْحَرِيق لَيْلَة النّصْف من شعْبَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة قَالَ الذَّهَبِيّ فِي = كِتَابه العبر فِي خبر من غبر لَيْلَة النّصْف من شعْبَان من هَذِه السّنة إحترق جَامع دمشق كُله من حَرْب وَقع بَين الدولة فَضربُوا بالنَّار دَارا مجاورة للجامع فقضي الْأَمر وإشتد الْخطب وأتى الْحَرِيق على سائره ودثرت محاسنه وإنقضت مُدَّة ملاحته
ثَانِيهَا فِي سنة أَرْبَعِينَ وَسبع مائَة كَانَ الأَصْل فِيهِ النَّصَارَى بِدِمَشْق وإشتهر ذَلِك عَنْهُم وَكتب عَلَيْهِم محْضر بِهِ صفته
حضر إِلَى شُهُوده يَوْم تَارِيخه الرشيد سَلامَة النَّصْرَانِي كَاتب سنجر وَأشْهد عَلَيْهِ أَنه فِي شهر شَوَّال سنة تَارِيخه حضر فِي بستانه المكين يُوسُف النَّصْرَانِي بن يحيى عَامل الْجَيْش والمكين جرجس بن أبي الْكَرم النَّصْرَانِي كَاتب الحوطات والمكين يُوسُف النَّصْرَانِي كَاتب بهادر آص كَانَ وَأَنه حضر عِنْدهم راهبان من بِلَاد الْقُسْطَنْطِينِيَّة وتحدثوا مَعَ بَعضهم بعض أَن الراهبين يعرفان صَنْعَة النفط وَالنَّار وإتفقوا على حريق مَا يقدرُونَ عَلَيْهِ من أَمَاكِن الْمُسلمين بِدِمَشْق ثمَّ توجهوا إِلَى بُسْتَان يُوسُف
البراكيلي بقرية جوبر وأنزلهم بطبقته على بَاب بستانه وأحضر لَهُم عَامل الْجَيْش مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فعملوا سبع كعكات محشوات بارود ونفط ودق وفحم وَغير ذَلِك وألبسوا الراهبين قباءين وتخفيفتين بيض وَنزلا من الْبُسْتَان على أَن يحرقا مَا قدرا عَلَيْهِ ثمَّ رجعا وأخبرا أَنَّهُمَا دخلا إِلَى الدهشة فَقعدَ أَحدهمَا على دكان شَرْقي القيسارية يعد دَرَاهِم ويتحيل حَتَّى أَدخل كعكة إِلَى دَاخل الدّكان ثمَّ خرج إِلَى مصبغة السُّوق البراني وإشترى بردا ثمَّ أَخذ فِي طيه فَتقدم رَفِيقه إِلَى الدّكان ألْقى ثَانِيَة دَاخل الدّكان وطلعا إِلَى بَاب الفراديس ركبا دابتين وطلعا إِلَى الْبُسْتَان بعد أَن أعْطى الذَّخِيرَة وَالنَّار وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَة إحترق الْحَرِيق الأول وجهزا إِلَى بيروت ليركبوهما إِلَى قبرص سَرِيعا للبشارة ثمَّ أحضروا عِيسَى النَّصْرَانِي الجرائحي وواقعوه على أَن يقبل بِإِدْخَال النَّار إِلَى دكان اللحام المستجدة على بَاب قيسارية القواسين ووعدوه بِخَمْسِمِائَة دِرْهَم وَوضعت الكعكة فِي سقف الدّكان فإحترق فِي تِلْكَ اللَّيْلَة الْحَرِيق الثَّانِي ثمَّ دفعُوا خَمْسمِائَة لمخلوف النَّصْرَانِي الطّواف على أَن يدبر حرائق فِي أقطار الْبَلَد حَتَّى ينفوا عَنْهُم الظَّن ثمَّ بعد ذَلِك جَاءَهُم كتاب صَاحب سيس يشكرهم على مَا بلغه من إحراق مَا حول الْكَنِيسَة وإجتمع الْقُضَاة ونائب الشَّام وحكموا بقتل النَّصَارَى الَّذين فعلوا هَذَا وإتفقوا عَلَيْهِ وَأَن يُؤْخَذ من أَمْوَال النَّصَارَى مَا يعمر بِهِ فسمر النَّصَارَى وَضربت أَعْنَاقهم ثمَّ حرقوا بالنَّار وَهَذَا الْحَرِيق عَم جَمِيع الْجَامِع
وَمَا حوله من الدهشات والرواقات الشرقية والمنارة الشرقية وَذَهَبت أَمْوَال للنَّاس
ثَالِثهَا الْحَرِيق الَّذِي إحترقت فِيهِ الدهشتان وسوق الوراقين والساعات وَنصف المنطقة من شَرْقي الْجَامِع إِلَى قريب الْمَقْصُورَة فِي شهور سنة خمس وَتِسْعين وَسبع مائَة فِي أَيَّام الظَّاهِر برقوق ثمَّ أُعِيد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ
رَابِعهَا إحترق جَمِيعه فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وثمان مائَة عِنْد حُضُور الشهير بِتَمْر لنك لما طرق هَذِه الْبِلَاد بعساكر كالجراد من فرس وهنود ومغل وَغَيرهم
ذُو الْقعدَة سنة 888 مستهله الْإِثْنَيْنِ رأى الْهلَال الشَّيْخ أَبُو
الْفَتْح الْمُقِيم بالمزة وَجَاء الْخَبَر بِرُجُوع الْعَسْكَر إِلَى حلب سَابِع عشريه سَافر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن قَاضِي عجلون الشَّافِعِي إِلَى الْقَاهِرَة بمرسوم بِسَبَب مَا تقدم وَفِيه وَهُوَ سَابِع عشري كانون الأول وَقع مطر غزير وَهُوَ أول مطر وَقع هَذِه السّنة وإرتخى السّعر سلخه وَقع مطر عَظِيم أَيْضا
ذُو الْحجَّة مستهله الْأَرْبَعَاء وَقع مطر عَظِيم جدا فَعم الْبِلَاد وَأقر عين الْعباد وإنحط السّعر