الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثَلَاث وَسبعين وثمان مائَة
إستهلت والخليفة المستنجد بِاللَّه أَبُو المظفر يُوسُف العباسي وَالسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف قايتباي الظَّاهِرِيّ ولي فِي رَجَب من السّنة الْمَاضِيَة
الْمحرم رابعه وصل السَّيِّد إِبْرَاهِيم من مصر متواليا نقابة الْأَشْرَاف خامسه رفع إِلَى القلعة برهَان الدّين النابلسي بمرسوم ورد من مصر سادسه أخرج من القلعة جَانِبك نَائِب القلعة كَانَ
عاشره أطلق النابلسي من سجن القلعة وَوضع بِمَسْجِد أبي الدَّرْدَاء بالقلعة ثَانِي عشره أخرج من القلعة
ثَالِث عشره توفّي شهَاب الدّين أَحْمد بن مزلق كَانَ يغلب عَلَيْهِ الإنجماع عَن النَّاس وَكَانَ فِي غَايَة السّكُون وَله بر وصدقات مُقبلا على الْعِبَادَة ملازما لصحبة الشَّيْخ الْقدْوَة الرباني الشَّيْخ شهَاب الدّين بن قرا وَدفن بتربتهم قريب تربة بَاب الصَّغِير يفصل بَينهَا وَبَين الْمقْبرَة
الطَّرِيق الْأَعْظَم ثامن عشره توفّي شهَاب الدّين الصَّابُونِي مرسما عَلَيْهِ بِجَامِع القلعة وَدفن بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي جددها خَارج بَاب الْجَابِيَة بِالْقربِ من سَيِّدي أويس الْقَرنِي وَقد أَقَامَ فِيهَا فترات وَمُدَّة إِقَامَته بالقلعة إِحْدَى وَثَمَانُونَ يَوْمًا سَابِع عشريه توجه الْأَمِير أزبك الظَّاهِرِيّ من دمشق مُنْفَصِلا عَن نيابتها مُتَوَلِّيًا الإمرة الْكُبْرَى بِمصْر وَتَوَلَّى نِيَابَة الشَّام بردبك الظَّاهِرِيّ عَائِدًا إِلَيْهَا
صفر ثالثه خلع على القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن عباده بِقَضَاء الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق عوضا عَن الْبُرْهَان بن مُفْلِح تاسعه توفّي القَاضِي زين الدّين سَالم الْمَالِكِي ولي قَضَاء دمشق مَرَّات وَكَانَ مشاركا فِي الْعُلُوم يستحضر كثيرا من ذهنه ولازم الأشغال آخر عمره كثير التِّلَاوَة كثير التَّهَجُّد صلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة الحمرية غربي دمشق
ثَالِث عشره دخل الكافل بردبك إِلَى دمشق نَائِبا بهَا خَامِس عشريه تحركت الأسعار بِسَبَب قلَّة الْمَطَر فالقمح الغرارة بِنَحْوِ أربعماية وَعشْرين درهما وَالشعِير بمائتين وَعشرَة
رَابِع عشريه وصلت الخلعة لجانبك أَن يكون دوادار السُّلْطَان وَجَاء الْخَبَر بِأَن خلعة قَاضِي الْقُضَاة نور الدّين فصلت بِأَلف دِينَار
ربيع الأول خَامِس عشره قوي الغلاء الغرارة بتسعماية وَالشعِير بثلثماية وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه
تَاسِع عشره جَاءَ الْخَبَر بعزل التلمساني من قُضَاة الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق وتولية ابْن عبد الْوَارِث وعزل ابْن عباده من قَضَاء الْحَنَابِلَة وتولية قَاضِي الْقُضَاة الْبُرْهَان بن مُفْلِح وَامْتنع الْمَعْزُول الْآن من الحكم
ربيع الآخر رَابِع عشريه توفّي القَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد بن الْمُعْتَمد الْقرشِي كَانَ من رُؤَسَاء الأصلاء كثير التودد للنَّاس وَالْإِحْسَان للْفُقَرَاء وَكَانَ مسنا تولى نِيَابَة الْحِسْبَة عَن ابْن شبْل مَرَّات وَدفن بتربتهم بسفح قاسيون وَخلف أَوْلَادًا مِنْهُم وَلَده الْعَلامَة برهَان الدّين الشَّافِعِي صاحبنا ورفيقنا على مَشَايِخ الْعَصْر أبقاه الله تَعَالَى
وَفِيه وصل الْعَسْكَر الْمصْرِيّ متوجهين إِلَى الْبِلَاد الشمالية بِسَبَب شاه سوار الغادري وَهَذِه ثَالِث مرّة نسْأَل الله الْعَافِيَة
جُمَادَى الأولى ثالثه دخل القَاضِي نور الدّين الصَّابُونِي دمشق بخلعة للإهتمام بِالْمَالِ الَّذِي جعل عَلَيْهِ وَقد قدمْنَاهُ وَنزل بالقلعة فِي مَسْجِد أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه
خامسه إنتقل الْأَهْل وَالْأَوْلَاد للطبقة الَّتِي جددتها شمَالي الكاملية سادسه توجه العساكر للبلاد الشمالية ونائبهم الْأَمِير الْكَبِير بِمصْر أزبك
الظَّاهِرِيّ سابعه فتحُوا قاعة المرحوم الخواجا شهَاب الدّين الصَّابُونِي يُقَال إِنَّهُم وجدوا فِيهَا نَحْو خمسين ألف دِينَار
ثَانِي عشريه أطلق ابْن الصَّابُونِي من القلعة وَسكن فِي الْبَيْت شمَالي النورية بَينهمَا الطَّرِيق
تَاسِع عشريه وصل من مصر ابْن عبد الْوَارِث بخلعة مُتَوَلِّيًا قَضَاء الْمَالِكِيَّة جُمَادَى الْأُخْرَى ورد على قَاضِي الْقُضَاة الْحَنْبَلِيّ برهَان الدّين خلعة بِقَضَاء الْحَنَابِلَة وَوصل الشّعير إِلَى خمس ماية دِرْهَم كل غرارة والقمح إِلَى تسع ماية كل غرارة وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه
رَجَب رَابِع عشره أُعِيد ابْن الصَّابُونِي إِلَى القلعة لتكملة الْمبلغ وَفِي ليلته خسف الْقَمَر
وَوصل الْقَمْح إِلَى الْألف وَالشعِير إِلَى ستماية وَاللَّحم لَا يُوجد وَبَقِيَّة البضائع فِي نِهَايَة الغلاء وَعرض جمَاعَة أَوْلَادهم لمن ينزلونهم عَجزا عَن أكلهم سادس عشره صَارَت غرارة الْقَمْح بِأَلف وَثَمَانِينَ وَالشعِير بستماية وَخمسين وَورد الْخَبَر بِكَثْرَة الطَّاعُون بِمصْر والبلاد الشمالية
شعْبَان وصل سعر الْقَمْح إِلَى أَلفَيْنِ كل غرارة وَالشعِير تسعماية وَبَقِيَّة البضائع فِي النِّهَايَة أَيْضا وَمَات جمَاعَة جوعا وَأكل جمَاعَة الْميتَة وَبيع خبز الشّعير كل وقية بدرهم
لَيْلَة رَابِع عشره اجْتمع النَّاس بِجَامِع بني أُميَّة وَسَائِر الْمَسَاجِد يستغيثون رَبهم فِي كشف هَذَا الْحَال والتفريج عَنْهُم وَلَيْلَة خَامِس عشره
أَيْضا وأحيوا اللَّيْل كلهم ثمَّ أَصْبحُوا مُجْتَمعين بالجامع وقرأوا ختمات وصحيح البُخَارِيّ مرَّتَيْنِ وَحصل مطر أثْنَاء هَذَا الْيَوْم وإستبشر بِهِ النَّاس وَنزل السّعر شَيْئا يَسِيرا
سادس عشرَة نزل السّعر إِلَى ألف الغرارة الْقَمْح وَالشعِير إِلَى خمس ماية حادي عشريه وصل مرسوم بِأَن ابْن الصَّابُونِي خفف عَنهُ من الْمِائَة ثَلَاثِينَ ويكمل سبعين
رَمَضَان ارْتَفع سعر الْقَمْح وَصَارَت بِأَلف وخمسماية الغرارة الْقَمْح وَالشعِير ثمانماية وَفِيه دخلت العساكر وباشهم أزبك الظَّاهِرِيّ
ثَالِث عشريه خرج ابْن الصَّابُونِي من القلعة وَلبس خلعة
توفّي فِيهِ الْخَطِيب ابْن الْخَطِيب جمال الدّين أَبُو الْفضل مُحَمَّد أَحْمد عبد الْعَزِيز بن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن عقيل بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل بن أبي طَالب ووالده كَمَال الدّين الْعَقدي النويري الشَّافِعِي قَالَ الشَّيْخ برهَان الدّين البقاعي هَكَذَا أملاني هُوَ نسبه ولد سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَمَات بِالْقَاهِرَةِ مطعونا يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشريه وَصلي عَلَيْهِ فِي سَبِيل أَمِير الْمُؤمنِينَ وَكَانَ أوصى أَن يدْفن فِي مقَام الإِمَام الشَّافِعِي فاستؤذن لَهُ السُّلْطَان الْأَشْرَف قايتباي فِي ذَلِك فَأذن فَحصل قلقلة كَبِيرَة من الْعلمَاء المجاورين فَلم يُمكن من ذَلِك فَدفن فِي تربة زَوجته بالدنكزية من بَاب القرافة رَحمَه الله
ذُو الْقعدَة سَافر ابْن الصَّابُونِي إِلَى مصر وَنقص السّعر فَصَارَ الْقَمْح بِأَلف وَالشعِير بثلثمائة وتزايد الطَّاعُون وَوصل الْمَوْتَى إِلَى ألف كل يَوْم
ذُو الْحجَّة فِيهِ كسر الْعَسْكَر الْمصْرِيّ من شاه سوار وَقتل خلائق مِنْهُم أَمِيرهمْ بيغوت الْحَاجِب وكسرتنم الكافل كَانَ وخلائق
رَابِع عشره قنت القَاضِي الشَّافِعِي قطب الدّين فِي صَلَاة الْجُمُعَة وإستمر إِمَام جَامع السيدة نفيسة فِي كل مَكْتُوبَة بِسَبَب الطَّاعُون وَكثر الطَّاعُون فِي النَّاحِيَة الشرقية أَيْضا وَقل من النَّاحِيَة الغربية
ثَانِي عشريه دخل من الْعَسْكَر المكسور خلائق وأخبروا بِأَنَّهُ حصل مَعَهم غلاء إِلَى أَن بِيعَتْ البقسماطة الْوَاحِدَة بِسِتَّة دَرَاهِم والرطل الدبس بتسعين درهما والبصل الرطل بِاثْنَيْ عشر درهما والقمح الغرارة بِسِتَّة آلَاف دِرْهَم